The Sudanese writer al-Tayyib Salih (Arabic: الطيب صالح)has been described as the "genius of the modern Arabic novel." He has lived abroad for most of his life, yet his fiction is firmly rooted in the village in which he spent his early years. His most well-known work is the modern classic Mawsim al-hijra ila’l-shamal (1967; Season of Migration to the North), which received great critical attention and brought new vitality to the Arab novel.
Salih has not been a prolific writer; his early work, including Season of Migration to the North, remains the best of his oeuvre. He has received critical acclaim in both the west and the east. In Sudan he is without rival, and his writing has played a considerable part in drawing attention to Sudanese literature. Arabic literature has been dominated by social criticism, social realism, and committed literature depicting the bitter realities of life; Salih managed to break with this trend and return to the roots of his culture, capturing the mystery, magic, humor, sorrows, and celebrations of rural life and popular religion.
الطيب صالح أديب عربي من السودان ولد عام (1348هـ - 1929م ) في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته, وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية. تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال". كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».. تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز .. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن ال-20 في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الادب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه "الرواية العربية الأفضل في القرن ال-20.) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصير
أما الطيب فهو السوداني. أي سوداني. و لا يغرنك ما يحدث في السودان اليوم من اقتتال و فرقة و خصام فهذا هو ما يريده لنا الأعداء و ما يسروه لنا و جملوه في أعيننا. هذا ليس نحن. نحن السوادنيون طيبون تماما كهذا الطيب. أسمعك يا من تنعتني بالمصري و تقول مالك و مال السودان. نعم يا صديقي أنا مصري بالفعل و افتخر بذلك رغم ما نحياه من بؤس و شقاء و معاناة و وصم بالفقر و التخلف و موالاة الأعداء و لكنني أصلا سوداني الإنتماء حتى النخاع لأن الأصل أن وادي النيل واحدا و لم يقبل القسمة أبدا على اثنين حتى جاء من سهل أن يكون هناك مصر و سودان ثم شمال و جنوب السودان ثم الأن أشقاء ينزع كل منهم اللقمة من فم أخيه لا ليأكلها بل ليلقي بها في سلة المهملات و يحرمه منها. خرجت كثيرا عن الموضوع و لكن هذا هو بالفعل لب الموضوع. فقد كانت قضية الطيب صالح هي الوطن. و كان الوطن بالنسبة له يتسع حتى يشمل الأرض بأسرها. و هو الذي عاش الاغتراب جل حياته لم يشعر أبدا بالغربة في أي مكان و ظل يحمل السودان معه أينما حل و أينما ذهب. الأعمال الكاملة لم تكن أبدا كاملة فالكمال لم يوجد بعد على هذه الأرض و لكن صالح امتلك قدرا كبيرا و جميلا من هذا الكمال. فلغته العذبة التي تحسبها بسيطة و التي تنطلق في طلاقة ابن البلد الذي يفترش الأرض أمام الدار ليجذب الغريب لضيافته و اطعامه و يجذب الجيران ليحكي لها حكاياته و يجذب الأطفال فيداعبهم و يلاعبهم و يجذب النساء تارة خارج البيت و تارة أخرى بين جنباته. تلك اللغة الآسرة الساحرة العميقة في بساطتها البسيطة في عمقها لم يمتلكها كل طيب أو كل صالح و لكن فقط طيب صالح. و تلك الفلسفة النابعة من تناقض السوداني ابن القرية و السوداني تعليم لندن. الفلسفة التي تحفر في العقول ببطء بإزميل كاتب محترف فتستبدل ألم الحفر بلذة الاحتكاك الذي تتولد عنه حرارة في الرأس تدعو القارىء للتدبر و التأمل و تعطيه انتعاشة لا تضاهيها أحيانا إلا الارتعاشة التي يحبها الجميع. تجد هنا مراجعاتي لكل ما قرأت لطيب صالح حتى و ان لم تتضمنه هذه المطبوعة. موسم الهجرة إلى الشمال مريود ضو البيت: بندرشاه دومة ود حامد منسي: إنسان نادر على طريقته عرس الزين
دمت طيبا حيا وغائبا ولا أقول ميتا،فما الموت وما أثره على أمثال الطيب صالح ممن كتبوا فأبدعوا فتركوا علامتهم الناتئة المضيئة على جدار الإبداع،ووجه الزمن....
موسم الهجرة الى الشمال: من بين حكمة و مزحة ، كان موسم الهجرة الى الشمال من أجمل و اروع ما قرأت ،، ففي حين أن الكاتب المبدع يجعلك تعيش الرواية في زمانها و مكانها ، ذهب الطيب صالح لأبعد من ذلك بكثير فهو يجعلك تعيش بعدا مزدوجاً فأنت عندما تقرأ له تعيش في بريطانيا و في قرية مغمورة الذكر على النيل في آن واحد! "إذ أن عضلاتي تحت جلدي مرنة مطاوعة و قلبي متفائل. إنني أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع و يثمر. ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب ان تقطف، كتب كثيرة تقرأ و صفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملا واضحة بخط جريء". "حاج احمد هذا طول اليوم في صلاة و تسبيح كأن الجنة خلقت له وحده"
عرس الزين: أما عرس الزين فهذه رواية من نوع آخر، تجد فيها متعة لا حدود لها .. و من المقتبسات التي أعجبتني: " يولد الأطفال فيستقبلون الحياة بالصريخ، و لكن يروى أن الزين أول ما مسّ الارض انفجر ضاحكاً ، و ظل هكذا طوال حياته. كبر و ليس في فمه غير سنين . واحدة في فكه الأعلى و الاخرى في فكه الأسفل ".
و بقية الروايات لا تقل متعة عن السابقتين ، و انك لتجد ترابطاً و ثيقاً بين أحداث و شخصيات الطيب صالح في كافة رواياته و هذا ما يزيدها روعة!!
الأعمال الكاملة .. لهذا الإنسان الاستثنائي ! الطيب صالح .. رجل عاش في عهد وفي مكان غير المكان الذي يستحقه .. وكتب للتاريخ روايات ستبقى خالدة في أذهان من قرأها .. ختمت الكتاب منذ فترة طويلة .. لكني لم أكتب مختصراً له هنا لانقطاعي عن القوريدز لفترة طويلة . أشكر كل الأخوة والأصدقاء الجدد الذين تفضلوا بإضافتي لهم كصديق .. وأتمنى أن يجدوا في قادم الأيام المتعة والفائدة فيما أكتب ..
الأعمال الكاملة لــ#الطيب_صالح الروايه الاولى في الكتاب تعتبر من أفضل مائة رواية في العالم #موسم_الهجرة_للشمال #روايه شيقه ممتعه وملهمه وذكيه تكلمت عن مجتمع السودان في تلك الفترة من عام 1960 وعن الاستعمار وصراع الحضارات والثقافات كتاب مليئ بالرمزيه مدري عندي احساس ان علاء الاسواني تاثر بها بشدة عندما كتب روايه #شيكاجو بعض العبارات والجمل معدله بصيغه أخرى بنفس الفكرة حتى في الوصف الفاضح روايه #عرس_الزين و روايه#ضوء_الييت الجزء الاول لجزء ثاني اسمه#مريود وسبع قصص قصيرة اسمها#دومه_ود_حامد جميع أعماله تتكلم عن الريف السوداني وبساطتهم وحياتهم بلهجه سودانيه محليه تعبت حتى فهمتها وعندما فهمتها أحببتها يثيرالعديد من القضايا السياسية والاجتماعيه والفكريه والنفسيه باسلوب جميل في السرد والوصف
كتب أحمد سعيد محمدية في مقدمة الكتاب ما مفاده أن الطيب صالح هو البساطة والثقافة والأصالة في روح واحدة، وهذا بالضبط ما التمسته في قراءتي الثانية أو الثالثة-لست أدري- لأعماله. أحسستُ بشيء يدفعني نحوه، نحو ابن الشمال الذي شرب من النيل وروى حكايات من يعيشون عليه، شيء أشبه بالرغبة الشديدة في أن يُسمع صوتي وصوت من حولي، في أن يعرف العالم أننا هنا وهذه ثقافتنا وهذا ما نحن عليه، وألا يحكم علينا، بل يتعرف علينا فقط، ولا بأس بشيء من الإحتفاء بعد ذلك. أظن-وما أكثر ظنوني هذه الأيام- أن ما يرجع المرء على مشارف الخامسة والعشرين لقراءة الطيب صالح يتعدى الرغبة الشديدة في قراءة نصوص أدبية رشيقة، إن الأمر يكاد يصل لرغبة وجودية مُلحة. إن الطيب يُرضيك، نعم يرضيك، بألفاظه وتشبيهاته المستقاة مما عرفته ونشأت عليه، ويرسم إبتسامة على محياك، إبتسامة شخص هدأت مخاوفه ونال من الدنيا ما يريد، ويقُص عليك القصص، يحدثك عن رجل نابغة بلغ من الدنيا ما بلغ وفعل الأفاعيل ثم استكان في مكان هادئ وبعيد، ويحدثك عن آخر مسكين ينال قمة ما يرجوه كل من حوله بلا حول منه ولا قوة، ويحدثك عن الدنيا عندما تبتسم لصاحبها وتعطيه، وعنها عندما تفجعه وتنساق من تحت رجليه، ويأخذك في أعماق الناس، يجرك جراً ليحدثك عن معتقداتهم، عن ما يؤمنون به ولا يقبلون فيه الأخذ والرد، يخبرك بأمثلة عدة كيف أن المدن الصغيرة لها ذاكرة قوية. هو الأنس ما تجده هنا، وإحساس عميق بالإنتماء، هو الأصالة والبساطة والثقافة متجسدة في صفحات لن تثقلك، بل تجعلك تحلق في سماء ما تألفه ويألفك.
كيف نوبـل ماا شااافتكـ ؟؟!!!!! انت عبقري في الوصف والخيال وعميق في المعاني بسيط في سردها، كعادتك تستطيع ان تأخذنا حيث تشاء، ظلاً لكل من رسمته في حكايتك ،شهود على كلماتهم وحركتهم وحتى احساسيهم بكامل تفاصيلها مروراً بتلك الامكنه سابحين في سمائها مستنشقين لهوائها الممزوج برائحة النخل وعطر الصندل والند والطين .......تقف حروفي خجلاً لعدم كفايتها في وصفك . لك الرحمة والمغفرة
كتابته رائعة حقًا.. في كلام كتير مش بفهمه من العامية السودانية, بس رسم الشخصيات و إعطاء كل شخصية تفصيلة أساسية + رسم الجو العام في القرية السودانية، بتخليك تغوص جوه الرواية بجد
تحول الروائي الراحل الطيّب صالح من قلم تصافحه على قارعة القراءة، إلى صديق وجزء لا يتجزأ من أشيائي الشخصية. بالأخص رواية موسم الهجرة إلى الشمال، لم استطيع تجاوزها وكذلك الكاتب أيضًا.
لقد قرأت الكتاب على عجل لأن الوقت داهمني وكان عليَ أن أعيده لمن استعرته منه، فلم يكن لدي لأتمعن وأتمهل في قراءته، ولكنه أثار إعجابي بشدة رغم ذلك، وفاجئتي هذه الموهبة الدفينة، وأخشى أن تكون عجلتي هي السبب وراء عدم ارتياحي في مواضع كثيرة في الكتاب.
لكون "دومة ود حامد" مجموعة قصص قصيرة في الأساس فلن أذكر شيئاً عنها غير أنها تحف فنية جديرة بالقراءة، فلنبدأ.
موسم الهجرة إلى الشمال : تُحكى القصة من وجهة نظر راوٍ غير مسمى، يروي فيها عن رجل غامض يدعى "مصطفى سعيد" وعن التأثير الكبير الذي جلبه على قرية من قرى شمال السودان.
أول ما أعجبني هو الأسلوب الكتابي الأخاذ الذي تمتع به الطيب صالح، نسيت معه نفسي والعالم حولي، وأحسست كأني أرى الأحداث والطرق والناس والبيوت البسيطة أمامي رأي العين، لقد أعادني قلمه إلى أرض الوطن وزاد شوقي إليه، وأثار انتباهي واهتمامي الشخص الرئيس في الرواية "مصطفى سعيد"، وتركني الفصل الثاني متلهفاً أكثر وأكثر لأي فُتات يُلقى إلي من ماضيه ويرسم لي الصورة التي تكشف حقيقة هذا الرجل الغريب، وكانت الحوارات رائعة، لم تدعني أرفع عيني ولو للحظة عن الكتاب، البعض ضايقته كثرة الألفاظ الجنسية، هذا شأنهم، ولا ألومهم لأن الرواية كُتبت في زمن مختلف كان التحرر فيه أكثر من عصرنا الحالي، أما أنا فقد أمتعني وجودها وزاد انتباهي عندما كانت الحوارات تعج بها، قُل عني قليل حياء، أنا لا أكترث، ورغم كل ما سبق فقد ضايقني بشدة التركيز الزائد في وصف التفاصيل - نادراً وليس دوماً - إلى حد الملل، لم أشعر بضرورة الوصف المكثف، وحَدثَ في مشاهد قليلة أنني لم أفهم ما كان يقصده الكاتب، لكن هذا العيب لا ينقص شيئاً من جمال هذه القصة، وحتماً سأقرأها من جديد.
"طول حياتي لم أختر ولم أقرر، إنني أقرر الآن أنني أختار الحياة، سأحيا لأن ثمة أناس قليلين أحب أن أبقى معهم أطول وقت ممكن ولأن علي واجبات يجب أن أؤديها، لا يعنيني إن كان للحياة معنى أو لم يكن لها معنى، وإذا كنت لا أستطيع أن أغفر فسأحاول أن أنسى." - موسم الهجرة إلى الشمال.
عُرس الزين : تحكي القصة مقتطفات من حياة رجلٍ بسيط يدعى "الزين"، منذ ولادته وحتى زواجه، كان الزين معروفاً بين الناس بقلة ذكائه وطيبة قلبه، ونشره البهجة وطيشه في أحيان كثيرة وهيامه في أحيان أكثر، ولم يكن أحد يعتقد أن الزين أهلٌ للزواج لقلة عقله، ولكن القرية كلها تتفاجأ حين ينتشر خبر زواجه، وتركز القصة على الأحداث المؤدية لذلك.
عكس رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" التي غلبت عليها القتامة والغموض، كانت "عرس الزين" قصة أكثر حيوية وقراءة ماتعة أكثر ولوحة خلابة براقة الألوان. أجمل ما فيها كان التنوع الفريد للشخصيات، حيث أعطى الكاتب للعديد من الشخصيات قدراً كافياً من الحديث والوقت بقدر تأثيرها ومركزيتها في الحكاية، فـ"سيف الدين" مثلاً حصل على عدة صفحات تعمقت في سرد ماضيه إلى الحد الذي أنساني أنه ليس شخصاً أساسياً، ورفاق الزين، الذين تم تقديمهم ككتلة واحدة، ومع ذلك كل منهم فريد مختلف بطريقته الخاصة، ولم يكن السرد وصفياً لحد الملل كما حدث في الرواية السابقة، كانت القصة بالمجمل جميلة ومتماسكة ومرتبة من البداية للنهاية، هذه هي الرواية المفضلة لدي بكل تأكيد من كتابة الطيب صالح.
"يولد الأطفال فيستقبلون الحياة بالصريخ، هذا هو المعروف ولكن يروى أن الزين، والعهدة على أمه والنساء اللائي حضرن ولادتها، انفجر ضاحكا. وظل هكذا طول حياته." - عُرس الزين.
"ضو البيت" تقع أحداث "ضو البيت" في قرية تسمى ود حامد، وهي نفس القرية التي وقعت فيها أحداث "عُرس الزين"، موضوعها الرئيسي هو رجل مسن كنيته "بندر شاه" وحفيده "مريود"، تسرد القصة بعض الأحداث التي ظهر فيها هذان الاثنان وتحكي أصلهما، من وجهة نظر شخصيات أخرى في الرواية.
ما لم يعجبني في البداية هو كونها (الرواية) مبعثرة بعض الشيء، حيث لم يرتكز الحديث فيها عن شخصها الرئيس إلا في ثلاثة مشاهد أو أقل، فقد كانت أغلب صفحاتها في الثلثين الأولين تدور عن أحداث ليس لها علاقة بـ"بندر شاه"، ولم أمانع ذلك فيما بعد فقد كان السرد جميلاً والحوارات ماتعة، وقد جاء الثلث الأخير من الرواية الذي شرح أصل الشخص الرئيس منقذاً لكل ما سبق، ضاماً إياي في صلب الأحداث وكأني أعيشها معهم، وكانت نهاية الرواية هي المفضلة لدي في هذا الكتاب.
"اليوم، سوف يجهل العاقل ويسكر المصلي ويرقص الوقور، وينظر الرجل إلى زوجته في حلقة الرقص فكأنه يراها لأول مرة، لا بأس عليهم لأنهم يؤكدن أسباب الحياة وسط كل ذلك العدم. وبين الحين والآخر تجيء كوكبة منهم يتسابقون على الحمير في عَثار وغبار، فكأنهم إعصار نفثته الصحراء، لا يموت، ولكنه يدخل في الزحمة فتلغي وتمور. يجيئون مثل حبات القمح في كوم القمح، كل حبة قائمة بذاتها، وكل حبة تنطوي على سر عظيم. وأحياناً يصل رجل على حمار له سرج ولجام، حسن الهيئة حسن الهندام، فيعلن الحمار عن قدوم صاحبه. يجيئون فقراء كلهم بدرجات متفاوتة، فيحتويهم فلك منتظم حوب مركزه يدور بقدر معلوم، يجيئون ضعفاء فيعودون أقوياء، ومساكين فيعودوا أغنياء، وضالين فيجدون الهدى. اليوم، سوف تتلاحم الأجزاء، فيصبح كل واحدٍ أحداً". - ضو البيت
مريود : " مريود" بالتأكيد ليست المفضلة لدي إطلاقاً، أولاً لأنني اعتقدت أنها مكملة لأحداث الرواية السابقة لها " ضو البيت" ولم تكن لذلك، وثانياً لأنني اعتقدت أنها ستتمحور حول شخصية" مريود" حفيد" بندر شاه" المذكور في الكتاب الأول ولم تأتي على ذكره إلا قليلاً. كانت الرواية في واقع عدة قصص مختلفة عن شخصيات قليلة بعضه ذكر من قبل وبعضه لم يُذكر، عدا الفصل الثالث فيها، لم تكن سيئة جداً ولم تعجبني، لربما غيرت رأيي في المرة القادمة.
"الضوء في الشرق على يميننا كأنه ينتظر إشارة من أحد، وكان النهر يصرخ صراخه الأبدي المكتوم في أذن الشاطئ. الشاطئ لا يفهم، والنهر لا يستطيع إلا أن يتكلم." - مريود
قرأتي لروايه موسم الهجره للشمال للاديب الراحل الطيب صالح كنت قد قرأتها منذ سنوات و انا طالبه جامعيه يافعه و للامانه لم اجد فيها ما يشد و استغربت من كل تلك الضجه و الهاله حول هذه الروايه و بعد مضى سنين عدادا قررت اعاده قرأتها هذه المره قرأ نقديه فاحصه و ذالك ك اكيد بعد ان توسعت مداركي و بعد ان قرأت في الأدب العالمي و العربي و المحلي مما وسع عندي زاويه النظر لتصير اكثر شمولا (او ذلك ما اصبو اليه)
لست ابالغ ان قلت انها فتنتني بالمعنى الحرفي للكلمه و هذا اقل بكثير من مفعول سحرها في عقلك و قلبك شخصيه مصطفى سعيد التي حسب قرأتي رمزت لغربه السوداني في الزمان و المكان و الروح كيف انه كان غريبا في طفولته (في مسقط رأسه) و شبابه في اسفاره نحو الشمال و عند عودته في المكان الذي اختاره ليكون اخر مطافه و تناول ببراعه اثر الاستعمار فينا كشعب من خلاله و من خلال شخصيه الراوي نفسه (حفيد الشيخ ود احمد) الروايه بها مشاهد ساحره كذلك المشهد الذي كون فيه مدينه كامله في َوسط الصحرا من تجمع لوري السفر و العربان و كيف صلوا و غنوا و رقصوا و اكلوا و شربوا بعد يوم شاق تحت الشمس المحرقه ثم تفرقوا مع الشروق في رمزيه بارعه للشعب السوداني و بساطته و تسامحه في لفته اخرى تناول فيها العنصريه قال؛ #يا للغرابه يا للسخريه الانسان لمجرد انه خلق في خط الاستواء بعض المجانين يعتبرونه عبداً وبعضهم يعتبرونه إلاهاً اين الإعتدال؟ اين الاستواء؟ # الروايه تكررت فيها المشاهد الجنسية فيما اظنها رمز لأهواء و وشهوات و عُقد النفس البشريه كما تناول بخفه مواضيع مثل الختان و السيطره الذكوريه من خلال شخصيات تلك القريه النيليه التي ترمز للسودان المدهش حقاً ان الروايه صغيره ز.ُهاء ١٥٠ صفحه استطاع الكاتب بعبقريته ان يتناول فيها كل تلك الموضوعات ليترك القاري تحت دهشه الادراك و اللاادراك هدا غيض من فيض ربما لم استطيع الاحاطه به كاملا لاكن من المؤكد انها تستحق ان تُقرأ مرات و مرات من اجل نهل المزيد و من اجل المتعه الخالصه
الأعمال الكاملة الطيب صالح .. الروايات والقصص .. السودان ..
موسم الهجرة إلى الشمال .. عرس الزين .. ضو البيت ( بندر شاه ) .. مريود ( بندر شاه ) .. دومة ود حامد ( سبع قصص ) .. قصص أخرى قصيرة ..
أعمال الطيب صالح متصلة منفصلة .. قصص لأناس عاشوا في قرية على ضفاف نهر النيل .. تسمى ود حامد .. بطل رواياته ود حامد القرية النائية التي لا ترى على الخارطة .. ولا يعرفها سوى ساكنيها .. في روايته المشهورة عالمياً ( موسم الهجرة إلى الشمال ).. والتي تعتبر واحدة من أفضل مائة رواية في العالم ..هي الأسوأ من الناحية الأخلاقية .. كما يقول أحدهم ( يلاحظ الناقد أن الطبيعة في عمل الطيب صالح رمزية، إلا أنها تفتقد البعد الأخلاقي ) .. وغيره أطلق عليه ( موسم المضاجعة في الشمال ) .. محيميد الراوي وأصدقاؤه عبدالحفيظ وأحمد أبو البنات ومحجوب وسعيد عشا البايتات والطاهر ود الرواسي .. هم أبطال رواياته أو محركي الأحداث .. سقف توقعاتي كانت عالية جداً .. ولن أقول أن توقعاتي خابت بعد قراءة رواياته .. لكني وأنا أقرأ أعقد مقارنات بينه وبين أمير تاج السر .. لترجح كفة الأخير .. ربما هذه المقارنات أتت بسبب صلة القرابة ما بين الإثنين.. عمل كاتبنا فترة من حياته في قطر .. وكتب قصة قصيرة ( يوم مبارك على شاطيء أم باب ) .. رواياته تعتمد على الرمزية والغموض بنكهة صوفية واضحة للقاريء .. ما بين حبي وعدمه للكتاب .. أهديه نجوم ثلاثة .. للرمزية والغموض والفكرة والأسلوب ..
من الأخطاء التي لا تغتفر له هو الخطأ في حروف القرآن التي بدأت بها بعض السور .. تكررت مرتين .. وهي ( كلم، قصع ) ..
يجمع هذا الكتاب اعمال الكاتب السوداني الرائع "الطيب صالح". والحقيقة ان اهم عملين هما موسم الهجرة، وعرس الزين، حيث ابدع فيهما غاية الإبداع. كما أخذنا الطيب في هذه الاعمال الى سحر الطبيعة السودانية البسيطة. ونقلنا ايضا الى تناقضات عالم المغتربين السودانيين. هذا الكتاب لا تستطيع ان تتركه حتى تنهيه، وتدعو لكاتبه بالرحمة.
كان يهمني من مؤلفاته (موسم الهجرة إلى الشمال)...وللاسف لم اتخيل ان تكون بهذا المستوى...كنت انتظر مستوى اكثر رقي يليق بمستوى الطيب صالح...وان يمثل السودان بشكل أفضل...
تابعت قراءة بقية مؤلفاته...لكن للاسف لم تحسّن من انطباعي الاول
الحقيقة المجردة اني كنت أتوقع الأفضل..ولكن أصبت بخيبة أمل
Try as I might I couldn't find a word to describe the creativity and genioun feelings associated with Al Tyib saleh books, really simplicity is ultimate sophistication.
الأعمال الكاملة للطيب صالح، هذه الأعمال الروائية المحيرة تعكس جوهر السودان المغيب في الأدب العربي... وكونها مترابطة فيما بينها في الزمان والمكان والشخصيات نقلتني حقيقة إلى بلد السودان الشقيق... إلى بيئة لم أعهدها من قبل... إلى شيء طريف... وشخصيات غامضة... وقصص وحكايات مسلية... هذه الأعمال عكست لي حقيقة الصراع الفكري، والأخلاقي والسياسي الذي عاشته السودان، ممثلا في أبرز شخصياتها. الأمر الذي زاد مختلف هذه الأعمال عمقا وتأثيرا... عموما هذه الأعمال بسيطة... ممتعة... ومؤثرة
روايات و قصص جميلة, و جمعها في كتاب واحد يزيد من جمالها - عكس ما شعرت به سابقاً من ملل بسبب تكرار الأسماء و الأماكن.
شخصياً, لا تزال موسم الهجرة إلى الشمال أفضل ما كتب رحمه الله, و روعة هذه الرواية هو السبب في تدني التقييم لرواياته و قصصه الأخرى, فالمقارنة معها دائماً محسومة.
جمال اللغة و متعة القراءة هو شعرت به طوال قراءتي لهذا الكتاب.