في عصر متسارع دون هوادة ومتغير بوحشية تضرب المعلومة وتبدو خجولة غير كاملة الملامح فيما نقرأه في صفحاتنا اليومية التي شهدت بدورها تغيرات جذرية خلال السنوات الاخيرة، إذ نال منها المحتوى المجاني وجعلها أكثر عرضة للإهمال والتخلي والهجران. ورغم ما تقدّم، تظل الكتابة الصحافية الرصينة محمية بأقلام جادة لاتلتفت لفكرة العجالة والديليفري في مقالها، وهو أمر يستحق الاحتفاء والتوثيق. وهذا مانفعله في "شربة قطا" الذي يقدم نموذجا رفيعا من المقال الصحافي بما فيه من لماحية ومقاربة ومعلومة أكثر بكثير من وصف عنوانها. إن هذا الكتاب ليس مجرد شربة لطائر يقضي عمره باحثا في الصحراء عن "كشتبان" ماء محاطا بالصيادين والخوف والجفاف. إنها مقالات في العمق وللعمق.