مجموعة قصصية. هي قصص شديدة الصدق، مكتوبة بمهارة وتمكن كبيرين. يأخذنا الكاتب في جولاتمن الأفكارالمختلفة، يطوف بنا في أرجاء المدينة المزدحمة، وعبر الشوارع، وحتى داخل البيوت. بعض القصص شديد الواقعية، وبعضها رومانسي حالم، وأيضًا هناك الغرائبي دون أن يقدم- الكاتب- تفسيرًا لما يحدث، ويتركه للقارئ كي يفسره كما يريد. قصص تدفعنا للابتسام أحيانًا، وقصص تجعلنا نشرد بخيالنا ونفكر قبل أن نطوي الصفحة، وربما نعيد قراءتها من جديد،وقصص تدفع أعيننا لأن تدمع، وربما نبكي. تناول لأحداث تبدو بسيطة، وحكايات ربما نكون قد مررنا بمثلها، وتفاصيل كأنما التقطها الكاتب بكاميرا شديدة الرهافة والدقة. نوستالچيا وحنين لماضٍ جميل، ورؤيةصادقة لواقع نعيشه، وأحلام متلألئةلغد؛ نتمناه أجمل.
أجمل ما في تلك المجموعة القصصية أن قد ايه تقدر من مواقف عادية جدًا وأقرب للبساطة والحياة اليومية تتكتب بشكل كويس كده مقدرش أقول إن المجموعة مملة ولكنها قصص بسيطة والكاتب صاغ الكلام بشكل ممتاز
هذا هو الكتاب الثالث الذي أقرأه للدكتور محمود الشنواني، فكان كتابه الأول " أهلًا بكين" نموذجًا رفيعًا من أدب الرحلات، بل تجاوز محدودية ذلك التصنيف، ثم جاء كتابه الثاني" ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ" بمثابة شهادة أمينة وراقية ومترفعة عن الذاتية يتحدث فيه عن تلك الصحبة عن قرب من كاتبنا الكبير نجيب محفوظ، ، وفي كلا الكتابين لمست إسلوبًا أدبيًا يطل على استحياء، ثم جاء الفصل الذي أضافه للطبعة الثانية من كتاب" ثلااثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ؛ جاء هذا الفصل مؤكدًا علي تلك الإرهاصات بموهبة أدبية تقترب في هدوء وحذر وأخيرًا تأتي هذه المجموعة القصصية" حلوان- المرج" لتأخذنا عبر سبع وعشرون قصة قصيرة في رحلة للتنقل بين خطوط وأفكار مختلفة تتقاطع أحيانًا ( كخطوط المترو)، ويسير كل منها في طريق مختلف في أحيان أخرى. فهذا إنسان العصر يرزح تحت ثقل السلطة( أي سلطة) كما نراه في بعض قصص المجموعة مثل:" الشركة/ التذكرة/ المروحة. وهذا هو الإنسان متماهيًا مع الكون وكل ما هو جميل فيه كما نجده في " النملة"و"اليوم الرابع"، وهذه هي النوستالچيا حاضرة في قصص مثل: اللقاء الثاني والحقيبة الخضراء الفلسفة والأسئلة الوجودية ملمح أكيد من ملامح بعض القصص منها القصة التي تفتتح بها المجموعة تحت عنوان" من أنت؟" كما يتختتم المجموعة بقصة" حلوان- المرج" التي تتركنا غير متأكدين ما إذا كان المقصود رحلة المترو بين أول الخط وآخره، أم هي رحلة العمر من البداية إلى النهاية؟ النهايات المفتوحة في بعض القصص تؤكدها العادة التي استنها الكاتب في وضع بعض الأوراق البيضاء في نهاية كتبه، وكأنما يدعو قراءه لوضع ما يشاءون من نهايات مسترشدين بالحالة التي وضعها فيهم- بذكاء - الكاتب نفسه. في قصة" الدومينو" يفصح كاتبنا عن قدرات ساخرة كبيرة ورؤية" سينمائية " أكيدة مجموعة قصصية جميلة، وكان لدي المزيد لأكتبه عنها لولا أنني أطلت، فضلًا عن أني لست ناقدًا متخصصًا، لكن الأكيد أنني أرشحها لكل من يحب الكتابة الجميلة الصادقة، والراقية أيضًا. طارق فهمي حسين ٣ إبريل ٢٠٢٢
"الجو خانق، وكل من في دائرة الجالسين يبحث عن نسمة هواء. تقف المروحة في الركن، تدور فتهبط دفقة مُرطبة، ثم تُكمل دورتها تاركة كلًّا منهم في انتظار عودتها. يقف ذو الوجه اللزج والنظرة القاسية، ويُثبتها في اتجاه مقعده. يوجه له الباقون سهام حنقهم الناري، ثم ترتخي سواعدهم على جوانب مقاعدهم ويغرقون في لزوجة العرق وقسوة حرارة الهواء الذي لا يجيء. ينظر هو إليهم بسخرية واستهانة وتكبر بلا حدود."
إذا ما تملكك للتوّ الشعور بالحنق والقهر والخوف والحسرة سويًّا مع الشعور بحرارة الجو الخانق بالغرفة التي استأثر أحدهم بهواء مروحتها لنفسه ظلمًا واقتدارا، فهذه المجموعة القصصية ستكون على ذائقتك.
هي لحظات مقتطعة من حياة وفكر عائشيها أكثر منها قصصًا قصيرة، تحمل طابعًا فلسفيًّا يحث على الكثير من التأمل في طبيعة الإنسان، وفي الوجود كله.
لا يوجد ثمة حدث محوري تدور في إطاره كل قصة، ولا حبكة تتشابك خيوطها ثم تنحل عقدتها في النهاية.
المشهدية، التجسيد، معايشة أدق التفاصيل لمشاعر الشخصيات، عذوبة الوصف وسلاسة السرد هم الأبطال الحقيقيون في كل القصص.
#حلوان_المرج مررت بقلبى قبل عينى على كل محطات صاحب محفوظ وكلما سطع سطر فى الرحلة تبدى لى د محمود بابتسامته اللطيفه ووجهه الطيب ، ربما تكون قصص المجموعة هى رحلة قطاره فى الحياة ، خواطره فى كل محطة مع أبناءه ومع أحفاده مع أحلامه وذكرياته. لا تستطع أن تفرق بين شعورك وانت تقرأ لصاحب محفوظ وبين علاقتك به ، فالرابطة موجودة ومعقودة فمحمود الكاتب والصاحب والدكتورهو صاحب البيت الذى جاءه زائر الشركة ،وهو الذى يطير الطيارات مع الأحفاد ،وهو الشخص وظله الذى يسير وراءه ،وهو الذى يتوق الى اللحظات الساحرة والوردة المجففة المطوية فى جزء من اجزاء حياتنا ، بل ظننت فيه ظنا انه عامل المصعد الذى يصعد ويهبط بالناس ولا يرى الحياة خارج الصندوق الا بمقدار فتح باب المصعد أو غلقه حتى تحرر وتمرد وصعد الى السماء . حواديت حلوان- المرج هى حياتنا بقلم شاهد على العصر، وعين طبيب يلاحظ العرض قبل المرض، وريشة فنان يتفقد مواضع الجمال .
قصص قصيرة تختلف في أطوالها وموضوعاتها قصص دافئة في معظمها تجعلك تبتسم وتتذكر أو تتخيل بعض المواقف السعيدة وبعضها يحتاج كثيرا من التأمل بعد الانتهاء منها أحببت تنوع القصص وتنوع المشاعر والأفكار التي وصلت إلي أثناء القراءة فالقصة القصيرة لا يشترط أن تمتد لعدة صفحات. قد تمتد لصفحتين فقط، أو حتى فقرة واحدة، ولكنها تترك في نفس القارئ تأثيرا يساوي ما تتركه رواية كثيفة.