صدر هذا الكتاب فى الذكرى العاشرة لحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل. وقد استغرق إعداده نحو 7 سنوات . فقد أجرى الناقد والكاتب الكبير رجاء النقاش حوارات مع نجيب محفوظ استمرت 18 شهرا سجل خلالها نحو 50 ساعة, تلقى فى مجموعها الضوء على ما لم يكن معروفا عن حياته ومسيرته , وتفصح عن حقيقة أفكاره وآرائه ومواقفه ومآزقه إن هذا الكتاب هو فى الواقع صورة بانورامية لتطور الحياة السياسية والإجتماعية والفكرية فى مصر فى نحو ثلاثة أرباع القرن من خلال معايشة الأديب الكبير لها وتفاعله معها
كان ناقد أدبي وصحفي مصري. تخرج من جامعة القاهرة قسم اللغة العربية عام 1956 واشتغل بعدها محرراً في مجلة روز اليوسف المصرية بين عامي 1959 إلى غاية 1961 ثم محرراً أدبيا في جريدة أخبار اليوم وجريدة الأخبار بين الفترة الممتدة من عام 1961 حتى عام 1964، كما أنه كان رئيس تحرير للعدد من المجلات المعروفة منها مجلة الكواكب ومجلة الهلال كما تولى أيضا منصب رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون
لايمكن وصف ما أشعر به من سعادة وبهجة عند القراءة عن نجيب محفوظ .، فما أجمل أن تقرأ عن كاتبك المفضل رفض العم نجيب كتابة سيرته الذاتية ليقنعه الناقد رجاء النقاش بعمل حوارات معه عن حياته ليسطرها في كتاب صدر في الذكري العاشرة لحصوله علي جائزة نوبل .. ليجعلنا نعيش في رحلة ممتعة مع أديبنا لنتعرف أكثر عن حياته ونشأته ورواياته وابتكاره للشخصيات وحياته الإجتماعية بالإضافة إلي ميوله السياسية كتاب جميل .. قيم ودسم عن سيرة نجيب محفوظ وسيرة وطن بأكمله
ممتع ومفيد ولا سيما فيما يتعلق بالأدب والفن وإن كان يغلب عليه أنه آراء نجيب محفوظ أكثر منه سيرة شخصية له؛ وهو بالتأكيد مفيد لمن يهتم بآراء الكاتب الكبير ولكنه في كثير من الأحيان -سيما إن خرج من دائرة الفن والأدب- مجرد آراء عامة تشبه آراء رجل الشارع المثقف والتي قد تتسم بالبساطة والنظرة السطحية. وأظن التضخم في جانب الآراء على حساب الذكريات يرجع لطبيعة نجيب محفوظ الشخصية الروتينية. استمتعت اكثر بحكاياته الشخصية وأفكاره في الأدب والفن وحديثه عن رواياته.
من اجمل كتب المذكرات التي قراتها يحكي نجيب محفوظ في هذا الكتاب طفولته و دراسته في حي الحسين وتاثير حزب الوفد وثوره 1919 على نشاته وافكاره وايضا تاثير ثوره 1952 فبعدها لم يكتب لمده 5 سنوات لانه ظن ان المشاكل المجتمع التي كان يكتب عنها ستختفي الكتاب يحكي عن الجانب الانساني في حياته من الطفوله الى حادثه الاغتيال عام 94 قرات كثير مقتطفات في النت عن نجيب محفوظ في ذكرى وفاته وغيرها الكتاب فيه اسرار كثيره تقراها لاول مره عنه =)
سلاما على روح رجاء النقاش الذى أخرج لنا هذه التحفه الفنيه الرائعه.. كتاب مفيد ومهم لمعرفه الشخصيه النجيبيه وأنصح كل محب لمحفوظ بقراءه هذا الكتاب ليطلع على خبايا وعظمه هذا العبقرى الذى يستحق الدراسه ... أعجبتنى الموضوعات التى اختارها النقاش ولكنى كنت أتمنى الدخول أكثر فى كواليس الروايات لمعرفه خباياها.. لم يعجبنى التكرار فى العديد من النقاط وخاصه النقاط الساسيه .. وسلاما أخر على روح الاستاذ الذى لن يتكرر
ما أجمله من كتاب خصوصا لو كنت من قراء أدب محفوظ فقصة حياته ستفسر لك الكثير من الرموز التي أتت في رواياته كما أنه يتجه للتصريح وليس التلميح في رواية قصة حياته مما يسهل فك الطلاسم الروائية وقد انبهرت بتحليله لأخطاء عبد الناصر وكيف حادت الثورة عن طريق الحق كما أعجبني رأيه في السادات بما له وبما عليه ولأول مرة أفهم ثم أتفهم موقفه من كامب ديفيد بعيدا عن التخوين والتهويل والانفعالات الجوفاء ... الجزء الوحيد الذي لم ألمس فيه الصدق هو ما ذكره عن حسني مبارك وإن كان الكذب كان منجيا وقتها لأن الكتاب نشر في عهد مبارك التعيس ... أسلوب رجاء النقاش السهل الممتنع الجميل أضاف لمتعة القراءة درجات ودرجات ... رحمة الله ورضوانه عليهما
تختلف هذه المذكرات عن كتاب الغيطاني "المجالس المحفوظية" باهتمامها الأكبر بالتكوين الفكري لنجيب محفوظ أكثر من الحوارات المباشرة التي دونها الغيطاني في "المجالس". من دراسته الجامعية وعلاقته بالأدباء أمثال العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم إلى عمله بجهاز السينما وظروف كتابة بعض الروايات والمشاكل التي حدثت له جراءها أمثال "أولاد حارتنا" و"ثرثرة فوق النيل" وبعض القصص القصيرة. وعن آراءه حول ثورة 1919 وزعيمها سعد زغلول وتجربة الوفد ومصطفى النحاس وثورة 1952 وقائدها جمال عبد الناصر ونقده للسياسات المتبعة لما عرف بمجلس قيادة الثورة وما ترتب عليه من الهزيمة التي رآها أكبر من هزيمة عسكرية ولكن صدمة من حلم واه بناه العسكر بدون أساس سياسي واجتماعي راسخ، ثم سياسية الإنفتاح وما طرأ على المجتمع المصري من تغيير تابع لهذا الانتفاح الاقتصادي مع تجذر الفساد في الحكومة والمجتمع بشكل عام. وآراءه حول المذاهب السياسية العالمية وعلاقة الإنسان بالله والتطرف الديني الذي مارسته بعض الجماعات في مصر في السبعينيات والثمانينيات. ـ
المذكرات توضح ثقافة محفوظ الواسعة واطلاعه على كثير من المذاهب الفلسفية في تاريخ البشرية وعن إيمانه بأن كل ما ينتج من فكر في الثقافات المختلفة هو ملك للبشرية ككل فالثقافات تختلف ويبقى الفكر الناتج عن تجربتها لتستفيد منه الثقافات الأخرى بلا تقسيم بين ثقافات شرقية وغربية أو محافظة وحديثة بل كلها ثقافات بشرية وإنما السؤال الأهم هو ما هو أيها أكثر صدقا وقربا للإنسان فلا غضاضة من السير في مسارها طالما لا تتعارض مع عقيدة الإنسان ودينه. ـ
تكتسب هذه المذكرات مصداقيتها من أنها أمليت على كاتبها من صاحب المذكرات نفسه ولا أدري لماذا لم يكتب نجيب محفوظ مذكراته ؟ لكني لا أعتقد أن كتبها بنفسه أنها ستكون أفضل من هذه المذكرات الجميلة ، هذه المذكرات مكنت القارئ العربي المحب لنجيب محفوظ من معرفة جوانب كثيرة كانت مخفية من حياته خاصة فيما يتعلق بأرائه وأفكاره وكذا ما يتعلق برواياته وظروف كتابتها فقد أجابت هذه المذكرات عن كثير من التسأولات التي كانت تطرح عن نجيب محفوظ بالتأكيد أن نجيب محفوظ كاتب غزير الانتاج مشهور بالنسبة للقارئ العربي ولكن جائزة نوبل كانت شيئ أخر
تاريخ القراءة الأصلي : 2000 من أهم الكتب النقدية التي كتبت عن فن نجيب محفوظ، يناقش تلك القضايا والتفاصيل الكبيرة والصغيرة في أهم منعطفات حياة محفوظ مع الأدب
يعطي صورة بانورامية لنجيب محفوظ وحياته وأدبه .. أفضل من كتاب الغيطاني نجيب محفوظ يتذكر
الكتاب خلاني أحب نجيب محفوظ بشدة من قبل ما اقرا رواياته المهمة ، العظمة والأخلاق الرفيعة وترفعه عن الصغائر وزهده في الدنيا وحبه للناس جميعا وتفهمه الكامل لدخائل النفس البشرية وثقته العالية في نفسه بدون ذرة كبر وهمته القوية ده غير دمه الخفيف وحبه للنكتة ..... الانسان كما يجب أن يكون
الكتاب عبارة عن أحاديث تمت بين نجيب محفوظ ورجاء النقاش بهدف كتابة سيرة ذاتية غير رسمية تتناول بالدقة والتفصيل كل ما يتصل بأدبه وحياته، وذلك لرفض نجيب محفوظ كتابة سيرته الذاتية. فأنتجت تلك اللقاءات التي تمت في مطلع عام 1990 في مقهي "علي بابا" ما يقرب من خمسين ساعة من الحوارت والنقاشات التي تناولت حياة نجيب محفوظ من جانب ومن جانب آخر وجهة نظره تجاه الأحداث السياسية الكبري التي عاصرها بداية من ثورة 1919 وحتي عصر مبارك مروراً بثورة 1952 ونكسة 1967 وحرب أكتوبر ومعاهدة السلام وتوابع كل تلك الأحداث علي المناخ السياسي والإجتماعي المصري بمختلف طبقاته.
الكتاب منحني رؤية مقربة لعالم نجيب محفوظ الذاتي والروائي كنت بحاجة إليها حتي أستطيع قراءة أدبه بشكل أعمق مدركاً جزءاً مما كان يدور بفكر نجيب محفوظ أثناء الكتابة ونظرته الشخصية للمجتمع أو تجاه سياسة الحكام التي أراد أن ينتقدها خلال أعماله الروائية.
نجيب محفوظ كاتب ذكي، مدرك لقوة الرمزية التي يمتلكها الأدب والتي بحسن إستغلاله لها أنقذته من مخالب الحكومات التي لم ينجو منها كل من قال كلمته في ذمها في وقت إختفت فيه كل الكتابات المقالية أو السياسية المعارضة للنظام.
الكتاب مرجع يُعتد به، ثرية قراءته لكل قارئ لأدب نجيب محفوظ وكل مهتم بتاريخ مصر المعاصر.
من يريد أن يعرف أي شيء عن حياة نجيب محفوظ ومشواره في الادب واراؤه في الفكر والسياسة والفن والدين عليه بقراءة هذه المذكرات التي رواها للناقد الكبير الاستاذ رجاء النقاش على مراحل عديدة لفت نظري صراحة نجيب محفوظ وقدرته على الرد على منتقديه بعقلانية ورغم ان توجهاته السياسية الوفدية كانت واضحة في المذكرات وكان واضحا انه لم يحبذ حكم الضباط الاحرار وكان يود لو سارت مصر في طريق الديمقراطية لكنه كان حذرا في ابدائه لارائه فذكر لكل زعيم عيوبه ومحاسنه وحتى الوفد نفسه انتقده اعجبتني شخصيته العقلانية والتي شابها بعض الانفلات والتحرر في شبابه وانضباطه في الكتابة وتكرسيه كل حياته للادب العيب الوحيد لهذا الكتاب هو تكرار بعض التفاصيل كما أن الجزء الاخير من الكتاب والذي تحدث عن مقدمات تعرض نجيب محفوظ للاعتداء الارهابي وبها تفاصيل كثيرة لم يكن لها داعي
صفحات من مذكرات نجيب محفوظ، هو كل ما أحببت أن أقرأه يومًا عن نجيب محفوظ! كتاب ممتع ومؤنس، فيه من المذكرات كما فيه من رؤى النجيب وأفكاره وأرائه. ومن الواجب الوقوف هنا للإشادة بالعمل الجبار الذي بذله رجاء النقاش في إخراج وتنظيم وصياغة هذا العمل، حيث استحضر صوت نجيب محفوظ، وأسمعنا إياه كأحلى ما يكون السمع!
”يلعن أبو تأليف امك، فيه واحدة مسلمة تسمي ابنها نجيب محفوظ!“
ده اللي قاله الكاتب المسرحي ابراهيم رمزي لما عرف إن نجيب محفوظ مش مسيحي وإن إسمه ضيع عليه فرصة كان ممكن تغير حياته.
الموضوع وما فيه إن كلية الآداب اللي بيدرس فيها محفوظ كانت عاملة بعثة لفرنسا لمدة 3 سنوات، والبعثة دي هيطلع فيها العشرة الأوائل، ومحفوظ كان الرابع وكان خلاص متأكد إنه مسافر وحضر شنطته وجهز نفسه، خصوصًا إنه كان ساعتها مبهور بكتاب زهرة العمر بتاع توفيق الحكيم اللي بيحكي صعلقة الحكيم الفنية في شوارع باريس وإهماله لدراسته ولدنيته.
في يوم إعلان الاسامي راح نجيب محفوظ الكلية واتفاجئ إن اسمه مكنش موجود وسط اسماء البعثة، طبعًا اتصدم صدمة عمره، وكان له صديق هو ابن اخت ابراهيم رمزي مدير إدارة البعثات في وزارة الثقافة، فالصديق ده خد محفوظ وطلع بيه على خالو رمزي عشان يتوسطله أو حتى يشوف إسمه مطلعش في البعثة ليه، وهنا كانت الصدمة التانية.
إبراهيم رمزي قالهم إن البعثة فيها اتنين من الطلبة الأقباط المتوصي عليهم من شخصيات مهمة، وساعتها مكنش ينفع يطلعوا 3 أقباط في بعثة واحدة عشان ميحصلش مشاكل!
محفوظ كان دايمًا بيقول إن إنضباطه الصارم والتزامه بروتينه اليومي هو سر نجاحه كأديب، لدرجة إنه رفض يروح يستلم جايزة نوبل عشان ميبوظش الروتين بتاعه. لكن المثير للاهتمام إنه مبدأش يطبق الروتين غير بعد ما اترفض من بعثة فرنسا، قبلها كان متردد بين الشعر والرواية التاريخية، ولو كان سافر كان ممكن التلات سنين دول يخلوا محفوظ يميل للشعر والصعلقة، لكن لما اترفض قرر حانقًا إنه يوهب حياته للادب والكتابة الفنية.
فحرفيًا البعثة كان ممكن تغير حياته وحياة الادب للأبد، واسمه هو اللي منع ده من الحدوث وأنقذنا من ضربة مباغتة للقدر، لكن اللذيذ في الموضوع برضه إن والد نجيب محفوظ إسمه عبد العزيز، فلو كان نجيب اتسمى نجيب عبد العزيز كان زمانه سافر في البعثة، لكن لحسن الحظ اتسمى بالاسم المركب نجيب محفوظ، وسبب تسميته برضه له قصة لطيفة.
ولادة نجيب كانت متعسرة حبتين، والأمور خرجت عن سيطرة الداية اللي معرفتش تتمم المهمة، ولحسن الحظ لحقوا يستدعوا دكتور كبير كان في طريقه للمستشفى، حضر الدكتور وانقذ الموقف وجه المولود للدنيا بنجاح والحارة كلها هيصت، وعشان يوجبوا مع الدكتور قالوله اسمك إيه عشان نسمي المولود على إسمك، قالهم: نجيب محفوظ!
فلو كانت الداية نجحت، مكنش اهله استعانوا بالدكتور، ومكنتش والدته سمته نجيب محفوظ، ومكنش بتوع الجامعة افتكروه مسيحي، ومكنش اتحرم من بعثة فرنسا، ومكنش قرر يوهب حياته للأدب، ومكنش هيبقى فيه ثلاثية ولا حرافيش ولا نوبل، ومين عارف ساعتها ممكن مكنش حد هيألف كتاب عن مذكراته ولا كنا هنعرف حد اسمه نجيب محفوظ.
دايمًا السير الذاتية والمذكرات للأدباء بيبقى ليها معزة خاصة عندي، واعتقد أن كل أديب له عصرين لما تيجي تقرا أعماله، عصر قبل ما تقرا سيرته الذاتية وتعرف هو مين وعصر ما بعد السيرة الذاتية، في عصر ما قبل بتبقى قرايتك لأدبه مبهمة ومحصورة على القصة اللي بتقراها وظروفها، وفي عصر ما بعد بتبقى قرايتك شخصية أكتر وبتشوف في تفاصيل القصة وشخصياتها شخصية الأديب نفسه وتاريخه. بالنسبة لمحفوظ مثلا، مظنش إنك ممكن تفهم نظرته المتضاربة للمرأة في أعماله غير لما تقرا عن علاقته بالمرأة في شبابه وعلاقته بيها بعد الزواج، ونفس المسألة في علاقته بالتصوف واعتقاده إنه استراحة نفسية ومصدر للطمأنينة المؤقتة، لكن مينفعش الاعتماد عليه كاسلوب للعيش، وده بان أوي في رواية اللص والكلاب ولما هتقرا اكتر عن نجيب محفوظ هتعرف ليه كان مؤمن بكده وإيه الظروف اللي خلته يأخذ المأخذ ده.
الصراحة أني عندما يأتي ذكر يوسف والي أو عاطف صدقي أو فتحي سرور أو حسن الألفي يقشعر بدني تقززا، لأني كنت أتابع جريدة الشعب وقتها التابعة لحزب العمل، وكانت ميولي إخوانية -وقتها أيضا- ومعظم ما ذُكر في الكتاب لآراء محفوظ السياسية -وهي الأغلب على محتوي الكتاب- أشعر بالرفض لكل ما يقوله، وإن كنت أحترم عقيدته الوفدية.
في نهاية التسعينيات كنت أتردد على أرض المعارض بالجزيرة، فكنت أزور قاعة الأوبرا التشكيلية ومتحف الفن الحديث ثم المكتبة الموسيقية التي استمعت فيها إلى شهرزاد لرمسكي كورساكوف وشريط فيديو لأوبرا توراندوت وشريط فيديو تسجيلي عن نجيب محفوظ بمناسبة تسلمه نوبل، فعرفت بالأجواء التي عاش بها والمقاهي وعاداته الصباحية، كان به صور أرشيفية ومقاطع للأماكن، استمتعت به، مما دعاني إلى أن ألف القاهرة على قدمي وخاصة القاهرة الإسلامية
نجيب محفوظ يناقض نفسه وتتقلب آراؤه حسب الأجواء السائدة، وفي حكاياته عن نفسه، قدّم غموضا أكثر ما قدم كشفا لنفسه، فكما أخفى زواجه مدة طويله أخفى شخصيته، كأنه يحكي من وراء أقنعة، فالكتاب لا يعتبر سيرة كتبها رجاء أو أملاها نجيب، إنما حياته المعلنة هي قصة من تأليفه فيها الحقيقي والمتخيل والرمز لم يعجبني نجيب محفوظ السياسي.
وكانت أولى قراءاتي له رواية خان الخليلي التي بهرت بها، وأول كتاب أراه له كان مجموعة التنظيم السري التي لم أقرأها حتى الآن ولكنها منحتني رهبة لزمن فائت، وكنت أحب طبعات مكتبة مصر أكثر من دار الشروق، وكانت بأسعار زهيدة ونجدها بأي مكان على الأرصفة، أيام كان الباعة يفترشون الكتب أمام محطة مصر ومسجد الفتح وخلف دار القضاء العالي وأكشاك الأزبكية القديمة بكثرتها واتساعها وتنوع كتبها وقيمتها التي لا تقدر بثمن خلافا لما هي عليه الآن من إغراقها بكتب مضروبة، وأفرح كثيرا عندما تقع بيدي نسخة من روايته لمكتبة مصر أو دار القلم اللبنانية.
زمن، كأنني شخت والله كان زمن عجيب، ممكن الواحد فيه يوفر ثمن الأكل لأجل ثمن كتاب
كتاب يتناول سيرة نجيب محفوظ، من القطع المتوسط، يقع في 383 صفحة.
قصة الكتاب بدأت في عام 1990، حيث طلب "مركز الأهرام للترجمة والنشر" من الناقد الأدبي الكبير رجاء النقاش بعمل سلسلة من اللقاءات مع العظيم نجيب محفوظ، تمهيدا لجمعها في كتاب، عن سيرة نجيب محفوظ الذاتية. عرض النقاش الفكرة على نجيب محفوظ، فرحب الأخير على الفور. في أول أغسطس 1990 بدأت لقاءات رجاء النقاش بنجيب محفوظ. كان نجيب محفوظ يأتي في الثامنة صباحا، على مقهى "علي بابا"، وكان اللقاء الواحد مدته 3 ساعات، 4 أيام أسبوعيا، واستمرت حتى أواخر عام 1991.
انتهى النقاش من تحرير مادة اللقاءات في ديسمبر 1997، وتم طبع الكتاب لأول مرة في عام 1998، ليمثل أحد أهم السير الذاتية للكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي أحجم عن كتابة سيرته الذاتية، كما أن الكتاب اشتمل على آراء نجيب محفوظ، وهو في الثمانين من عمره، في السياسة والتعليم والأدب والتاريخ!
قررت قراءة الكتاب لأعرف اكثر عن نجيب محفوظ الانسان ، وانهيت الكتاب وعندي اعتقاد راسخ ان الطريق الامثل لمعرفه نجيب وسبر اغواره وخباياه وحتي عقله الباطن هي كتاباته وليس ما يحكيه عن نفسه ؛ ودا بشهادة نجيب نفسه : ل
من المقولات اللي وجدتها صدقت تماما ، مقوله عبد الوهاب المسيري وهو يحكي عن نجيب محفوظ واللي كان بيقول فيها ان الكاتب بيدرك اشياء بعقله الباطن قد لا تصل لعقله الواعي و دا بيخلي كتاباته اصدق من حديثه المرسل وارائه المعلنه :
. عموما الكتاب في المجمل مهم وممتع في معظم اجزائه . انصح بقراءته بشده
من الصعب أن تقرأ سيرة ذاتية ليست على لسان صاحبها وتظهر بهذا الشكل الفنى من الجمال وان دل ذلك يدل على المجهود الخرافى من جانب رجاء النقاش فهذا ليس جديد علية. هى ليست سيرة ذاتية بالشكل المألوف بل هى سيرة وطن يرويها نجيب محفوظ ويضع أرائة فى موضيع شتى
الكتاب عظيم و شامل كل أجزاء حياة نجيب محفوظ الخاصة و العامة من اجمل الحاجات اللي فالكتاب هو انه بيستعرض تاريخ مصر الحديث تقريبا بأكمله طبعا على لسان محفوظ و بالتالي بتعرف اكثر عن آراءه السياسية و الاجتماعية.
كتاب الناقد الكبير رجاء النقاش ، لا غنى عنه لمن يدرس نجيب محفوظ . فهو يلقى أضواء كثيرة على جوانب مختلفة من حياة روائى نوبل مما يعيننا على تفهم آرائه وأفكاره التى بثها فى ثنايا كتبه .
الكتاب يعطي صورة واضحة عن الجانب السياسي / الإجتماعي / الفكري في عصر نجيب محفوظ كما يوضح العوامل المؤثرة في شخصيته لكن يظل أجمل ما في الكتاب أنه نزع هالة القداسة التي كنت أحيط بها نجيب محفوظ كشخص
كتاب رائع ومن أجمل قراءات هذه السنة ومجهود يذكر فيشكر للأستاذ رجاء النقاش على قدرته القوية في استخراج كل هذه الآراء الجريئة والخطيرة من الكاتب الكبير نجيب محفوظ عميد الرواية العربية والمعروف بتحفظه في إبداء ارائه والذي يفضل دائما ان تكون من خلال رواياته أعجبني إعترافات الكاتب الكبير باقتباس بعض شخصيات رواياته من أشخاص حقيقيين مثل اقتباس احدى شخصيات رواية قشتمر من الشاعر صلاح جاهين وغيره كثير جدا في أثناء الكتاب الاراء السياسية والفكرية والفلسفية والتاريخية للكاتب الكبير نجيب محفوظ واضحة وصريحة جدا في الكتاب وهذا قد لا تجده في غير هذا الكتاب
♦ أنه النجيب يا سادة قراءة أعماله والقراءة عنه متعة القلب والروح ... رجاء النقاش مكتشف العباقرة لابد أن يكون عبقريا ، بسلاسة ومتعة وبهدوء تستمتع باجمل سيرة غيرية ، كتب بحب وتقرأ بحب لمن أضاء حياتنا باجمل ما كتب في العربية ، سيد الرواية في الشرق ، هرم رابع كتب عنه أكثر مما كتب وروى .. سيظل حالة فريدة من نوعها ببساطته ونظامه وحبه العميق لبلده ورمزا الاخلاص والتفاني .
يتفق الكتاب في أسلوب التناول مع ما كتب جمال الغيطاني. و إن كان يختلف معه فيما آثار من قضايا ... فمثلا أهتم جمال الغيطاني بالمكان و علاقة نجيب محفوظ به بينما أهتم رجاء النقاش بقضايا إجتماعية و تاريخية و العناصر التي أثرت علي شخصيته الفنية. يحمل الكتاب تفاصيل كثيرة لم يذكرها الغيطاني و لم تقع في مجال أهتمامه. بعض القصص إختلف سردها بين الكاتبين في التفاصيل. يشوب الكتاب تكرار عرض الآراء و أيضا في أحيان يسترسل نجيب محفوظ في الكلام فيعدل تفاصيل آراءه. هذا الكتاب و كتاب الغيطاني مكملان لبعض من وجهة نظري.
هناك كتب نقدية كثيرة عن الرمزية فى روايات نجيب محفوظ و تفسير "او بمعنى ادق" تخمين الرموز فيها لكن انك تقابل كاتب الرموز ذاتها و يقولك ببساطة ماذا كان يعنى و كيف كان يكتب و طقوسه فى الكتابة و عاداته اليومية فهو امر ممتاز و جميل من الكتب الذى يجعلك تجلس امام شخص عظيم قيمة و قامة مات منذ سنين و لكنها هذه هى متعة و فائدة الكتب
جلست على مدى 3 ااسابيع مع عمنا نجيب محفوظ حكى لى عن ولادته و طفولته و مسكنه و ابيه و امه و اخواته و مراهقته و شبابه و زواجه و ايام الجامعة و الوظيفة ثم المعاش ثم التفرغ للكتابة ثم نوبل ثم شيخوخته و ضعف سمعه و بصره ثم محاولة اغتياله
ما اعجبنى فى الكتاب +3 نجوم... كل ما هو شخصي و خاص ب نجيب محفوظ و سيرة حياته و المواقف التى قابلته و روايته و ما كان يقصد من ورائها
اما ما لم يعجبنى فى الكتاب التكرار -2 نجوم .... الحديث عن فترة ثورة 19 و ثورة 52...ثم معاودة الحديث فى فصل اخر عن الزعماء سعد زغلول جمال عبد الناصر فيكرر نفس الكلام و الكلام عن حرب الخليج "و كانت حديثة فقط لها 5 ايام وقت كتابة الكتاب"
عدد صفحاته: 384 جاء الكتاب نتيجة جلسات مطولة بين رجاء النقاش ونجيب محفوظ طيلة سنة ونصف ما بين سنتي 1990 و1991م، تحدث فيها نجيب محفوظ عن أطوار حياته وما تأثر به في رواياته وكتاباته، كما طرح آرائه حول مواضيع في السياسة والدين والأدب والظواهر الاجتماعية وغيرها، كتاب بمثابة سيرة ذاتية حاول تشريح دماغ نجيب محفوظ، هذا الروائي الفذ الذي ترك بصمته في الأدب العربي، وناقش عن طريق الرواية المجتمع المصري وطبائع النفسية لمختلف الناس، بين وضيع ونبيل، موظف وباشا، رجل وامرأة، مجرم وفتوة، في حواري مصر القاهرة زقاق المدق وخان الخليلي والثلاثية والحرافيش ... وغيرها من الروايات. انتقل نجيب محفوظ حديثه عن الطفولة والشباب ملازما لأهم الأحداث التي عاصرها وأثرت فيه خاصة ثورة 1919؛ التي يقول عنها "أنا من براعمها"، والوظيفة وما تعنيه له من مصدر رزق ثابت للأديب، والتي أعانته على تنظيم وقته في الكتابة والقراءة رغم سلبياتها، وطريقه الأدبي ومن أثر فيه من الأدباء والمعلمين، ثم حديثه عن النساء بحيث كان يراهن بفكر جنسي بحث إلى أن تزوج واستقام، ودور الصداقة مع شلتيه الحرافيش والعباسية، وحديثه عن أزمة "أولاد حارتنا" التي تستشف فيه أسى وحزنا لما تعرض له من هجوم يراه متطرفا، كما يفسر أن الرواية ما هي إلا رحلة للبحث عن المعرفة والعلم ولا ترمز للأنبياء في شيء، وآرائه السياسية حول تاريخ مصر وزعمائها الذين عاصرهم، وانتقاده الروائي للمجتمع والسياسة التي آثار له مشاكل ومصاعب، وبطبيعة الحال عن حصوله لجائزة نوبل للأدب وغيره من مواضيع متفرقة في عالم الأدب والفكر والمجتمع، ليختم الكتاب على أطوار جريمة الاعتداء على لسان الكاتب عكس باقي ما في الكتاب على لسان نجيب محفوظ. يعد الكتاب في نظري مفيدا وهاما لفهم عقلية نجيب محفوظ وما عايشه؛ فهو ليس فقط سيرة ذاتية بل يؤرخ لمجتمع مصر من ثورة 1919 مرورا بثورة 1952 إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، والتغير الحاصل لهذا المجتمع، كما -الأهم بالنسبة لي- مؤثرات التي حفزت رواياته التي أراها خالدة، تبهر كلما قرأت إحداها، وأثرت ليس فقط في الأدب المصري بل العربي ككل، فعن طريق الكتاب ترى في النجيب الأديب والمفكر والفيلسوف والمحلل الاجتماعي والتاريخي، و عقل موسوعي عالم بطبائع مجتمعه يحلله ويشرح تاريخه برؤية واضحة ومحيطة، وإن اختلفت معه في بعض آرائه، إلا وتحترم قدراته وأدبه وفكره. اقتباسات: -عندما كان نظام الفتوات شبه معترف به من الحكومة، كان الفتوة لا بد أن يتمتع بصفات خاصة مثل القوة الجسمانية والبدنية والشجاعة -لأنه يدخل في معارك مستمرة- وكان لابد أن يتمتع بالذكاء الحاد حتى يستطيع كسب الناس، كما كان يتمتع بقدر كبير من لشهامة والرجولة، وبعد إلغاء نظام الفتوة تحول الفتوة إلى "بلطجي" لا يتورع عن فعل أي شيء، ومنهم من تحول إلى "قواد" في البيوت السرية في فترة الحرب العالمية الثانية. وسبحان مغير الأحوال، فقد كان للفتوات دور وطني حين كان معترفا بهم. -أعطتني حياتي في الوظيفة مادة إنسانية عظيمة وأمدتني بنماذج بشرية لها أكثر من أثر في كتاباتي، ولكن الوظيفة نفسها كنظام حياة وطريقة لكسب الرزق، لها أثر ضار أو يبدو كذلك، فلقد أخذت الوظيفة نصف يومي ولمدة 37 سنة، وفي هذا ظلم كبير، ولكن الوظيفة في الوقت نفسه علمتني النظام، والحرص على أن أستغل بقية يومي في العمل الأدبي قراءة وكتابة، وجعلتني أستغل كل دقيقة في حياتي بطريقة منظمة، مع عدم تجاهل أوقات الراحة والترفيه، وهذا في تصوري هو أثر إيجابي للوظيفة في ظل ظروف المجتمع الذي نعيش فيه. -الأدب الواضح المباشر الذي يعطي القارئ كل شيء بطريقة بسيطة ومباشرة، يعطل ملكة الخيال لدى القارئ، ولا يمنحه الفرصة للتفكير والتحليل، والأدب بطبيعته رمزي، حتى الواقعي منه يجب أن يتصف بمستوى من الرمزية والغموض، بشر ألا يصل لحد الإبهام والتعتيم وإرهاق ذهن القارئ. -وتمسكي باللغة العربية الفصحى يرجع إلى أسباب عديدة منها، أنها لغة عامة وقومية ودينية وغير ملفقة، ولكن كان علي أن أعطي��ا نوعا من الحياة وأعمل على تقريبها إلى أذهان الناس، وأبتعد عن الألفاظ الصعبة التي تزخر بها، حتى تصلح للاستخدام الأدبي الروائي، وإن كان هذا لم يمنع استعمالي بعض الألفاظ العامية عندما تكون أكثر دلالة وتعبيرا عن المعنى، خاصة إذا كانت -هذه الألفاظ- لها أصول في اللغة الفصحى. -الناقد المخلص يجب أن تتصف أحكامه بالموضوعية والبعد عن المجاملة، ... حيث يكون الناقد وكأنه مرشد يوضح لك طريقة السير في معبد الكرنك، ويشرح لك لماذا كان هذا التمثال هنا، ولماذا بنيت تلك الأعمدة هناك. -في رأيي الخاص أن الانفتاح على الثقافة الغربية لا يعني بالضرورة إضاعة أصالتنا وتراثنا، ... وأرى أن عبد الوهاب أغنى موسيقانا وأثراها وطورها من خلال هذا التأثر بالغرب. -إن الرقابة كما فهمتها ليست فنية ولا تتعرض للفن أو قيمته، ووظيفتها ببساطة هي أن تحمي سياسة الدولة العليا وتمنع الدخول في مشاكل دينية قد تؤدي إلى الفتنة الطائفية، ثم المحافظة على الآداب العامة وقيم المجتمع وتقاليده في حدود المعقول، وفيما عدا ذلك يحق للفنان أن يقول ما يشاء ويعبر عن نفسه بالأسلوب الذي يراه مناسبا. -الفنان أو المبدع يجب أن تحاسبه على فنه أو إبداعه فقط، ولا تخلط بينهما وبين مواقفه الشخصية أو السياسية، فالفنان الكبير أحيانا يحمل بداخله إنسانا ضعيفا. -الأديب الذي يقدس مهنته ويعشق قلمه، يفضل أن يبتعد عن السلطة بهمومها ومتاعبها ومشاغلها والتزاماتها. -الدور الأساسي للأدب هو أن يكون عينا ناقدة للمجتمع، وتعبيرا غاضبا على الأوضاع السلبية، ونظرة متطلعة لمستقبل أفضل. -الأديب الحقيقي في العادة لديه مدينة فاضة في مخيلته، يتصورها، ويعيشها ويحاول الوصول إليها في أدبه من خلال نقد المجتمع الذي يعيش فيه. -الثورة يدبرها الدهاة وينفذها الشجعان ويفوز بها الجبناء =من رواية "ثرثرة فوق النيل". -إنني أعتبر معركة أكتوبر هي الحرب التي أنقذت الروح العربية من الهزيمة. -لم أقرأ في حياتي كتابا واحدا أكثر من مرة باستثناء كتاب واحد هو "القرآن الكريم". -في اعتقادي الشخصي أن الأوضاع السيئة التي عاشها الشعب المصري، وما تعرض له من ظلم وقهر، كانت سببا أساسيا في إقباله على "الحشيش"، لأنه وجد فيه نوعا من المسكن لآلامه وأوجاعه، يخفف عنه ولو لساعات ما يمر به من هموم وأزمات، حتى أصبح تدخينه بالنسبة لهم عادة شعبية مثل شرب الشاي والقهوة. -الجلوس للكتابة يقتضي كذلك أن يكون لديك الاستعداد النفسي لها. -إن محاربة الفكر لا تكون إلا بالفكر، وقد ألفت المئات من الكتب ضد الإسلام طوال القرون الماضية، ورغم ذلك فقد انتشر الإسلام وقويت شوكته، وذلك لأنه لا يمكن لكتاب مهما كان شأنه أن يهز عقيدة أو دينا.