نبذة المؤلف: إنني أعمل في تحرير الصحف من خمسين سنة، وكنت أكتب لها متطوعاً قبل ذلك بسنوات قليلة.. وأزيد القارئ فأقول: إنني منذ بلغت سن الطفولة وفهمت شيئاً يسمى المستقبل لم أعرف لى أملاً في الحياة غير صناعة القلم، ولم تكن أمامي صورة لصناعة القلم فى أول الأمر غير صناعة الصحافة. ولكنني مع هذا أسأل نفسي الآن كما سألتها من قبل: لماذا اخترت هذه الصناعة دون غيرها فى طفولتي، وجعلتها أملاً من أمال الحياة الكبرى.. بل أمل الحياة الأكبر؟ فلا أدري باعث هذا الاختيار على سبيل التحقيق، ولا أستغنى فيه عن التخمين أو التخمين الكثير، بعد المقارنة بين ذكريات الطفولة وملابساتها وبعد الترجيح من هنا والشك من هناك، كما يفعل الباحث في السير والتراجم حين يعمد إلى التخمين عن حياة الآخرين.
وأكثر من هذا إنني "أضبط" نفسي وهى تروغ مني وتحاول أن تقنعني بوجهة غير الوجهة التى تعنيها أو تعنيني، ثم نتلاقى مبتسمين، أكاد أسألها: أأنت هنا؟ وتكاد تسألني: وها أنت يا صاح؟.. ثم لا نلبث أن نعلم أننا لم يفهم بعضنا بعضاً من الكلمة الأولى، وأننا نحتاج بعدها إلى كلمة أو كلمات نثوب بعدها إلى التفاهم والاتفاق.
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
هنا يروي العقاد سيرته الذاتية بمعنى تدرجه في الحياة وتنقله بين الأعمال والبلدان، هو مقالات مجموعة أيضا لكن فيها صورة عصره.. وهو بالتالي خلاف كتابه الآخر (أنا) الذي يركز على تأملاته الفكرية وخلاصة رحلته العقلية الداخلية الذاتية..
في هذا الكتاب يتحدث العقاد عن عصره والأفكار التي هيمنت عليها والانقسامات التي طغت عليها، ولماذا نفر من مصطفى كامل، ولماذا حرص على العمل في الصحافة وترك لأجلها العمل الحكومي، وأين عمل في الصحافة، وبمن تأثر، وكيف فكر في إنشاء صحيفة ثم عاد عنها، وما صعوبات إنشاء الصحف في وقته، وقصته مع الوفد، وأمورا أخرى منثورة ومتنوعة..
أنهيت الكتاب لتوي..عنوانه مغر تظن أنك ستقرأ عن سيرة العقاد في الكتابة من ألفها ليائها..لكنه صراحة لم يتناول حياة قلم العقاد إلا في جانب واحد وهو الصحافة.. ثم انتقل بعد ذلك العقاد فذكر ذكرياته مع المازني وعبد الرحمان شكري وتكلم عنهما في فصلين..ثم تكلم عن الأدب عامة في الأخير لا عن تجربته هو.. يستحق القراءة طبعا لأنه خرج من مداد العقاد.. كلامي تعقيب بسيط حتى لا تصاب بخيبة الأمل
خلال قراءة هذا الكتاب ابحرت و تجولت فى زمن لم اكن لاعرفه لولا قراءة هذا الكتاب فاسلوب الكتابة رائع ممتع و كما انه يحتوى على الكثير من المعلومات الهامة و التى كنت قد عرفتها من قبل و لكن تختلف كلية عما من قبل فوجهة النظر مختلفة تماما تاثر الكاتب بالكثير مما قرأه من كتب الفلسفة واضح فى طرح المواضيع و تحليلها
يتحدث العقاد "الموسوعى" عن رحلته مع القلم ويختذلها في صناعة الصحافة واهتمامه بتثقيف نفسه بنفسه في قرية نائية بصعيد مصر "جنوب مصر" هي أشبه بقصة كفاح يقول عن نفسه .. إنني منذ بلغت سن الطفولة وفهمت شيئاً يسمى المستقبل لم أعرف لى أملاً في الحياة غير صناعة القلم، ولم تكن أمامي صورة لصناعة القلم فى أول الأمر غير صناعة الصحافة. ولكنني مع هذا أسأل نفسي الآن كما سألتها من قبل: لماذا اخترت هذه الصناعة دون غيرها فى طفولتي، وجعلتها أملاً من أمال الحياة الكبرى.. بل أمل الحياة الأكبر؟ فلا أدري باعث هذا الاختيار على سبيل التحقيق، ولا أستغنى فيه عن التخمين أو التخمين الكثير، بعد المقارنة بين ذكريات الطفولة وملابساتها وبعد الترجيح من هنا والشك من هناك، كما يفعل الباحث في السير والتراجم حين يعمد إلى التخمين عن حياة الآخرين.
وأكثر من هذا إنني "أضبط" نفسي وهى تروغ مني وتحاول أن تقنعني بوجهة غير الوجهة التى تعنيها أو تعنيني، ثم نتلاقى مبتسمين، أكاد أسألها: أأنت هنا؟ وتكاد تسألني: وها أنت يا صاح؟.. ثم لا نلبث أن نعلم أننا لم يفهم بعضنا بعضاً من الكلمة الأولى، وأننا نحتاج بعدها إلى كلمة أو كلمات نثوب بعدها إلى التفاهم والاتفاف يخبرنا بمدي عبقرية المازنى وكيف شكلت حالته المادية ع ارثه الثقافى ولو تيسرت حالته لترك لنا الكثير والكثير وأنه افضل مترجم للأدب ويخبرنا ايضا عن عبدالرحمن شكري ومدى اتقانه لتخصصه وثقافته العالية الراقية واطلاعه على كتب لم يسمعوا عنها من قبل سيتحدث عن التقائه ببعض المشهورين ك"سعد زغلول" ......................................................................
- تبوأ العقاد مكانة عالية في أوساط المثقفين و المفكرين ، و قد كانت له وجاهة محترمة بين أهل الأدب سواء من عاصره و حضر صالونه ، أو من عرفه عن بعد أو قرأ له ، أو من جاء بعده ممن عاداه أو اتخذه مثلا يحتذى به ! . و هو و إن لم يكن من أصحاب الشهادات فقد بز حملتها و استعلى فوقهم و تفوق عليهم و فاقهم !! ، و إن كانت عصاميته تمثل ميزة هذا التفوق فإن المواضيع التي ناقشها في كتبه و المواد التي تناولها في مؤلفاته ، و النقد العلمي الرصين الذي واجه به كتاب زمانه هو الذي حوله من كاتب صحفي مغمور إلى أديب كبير ! . و هو يبدو لمن يقترب منه كالبحر العميق من أي الجهات أتيته راعك اتساعه و عمقه ، و حياته سلسلة طويلة من الكفاح في ميادين الفكر و الجهاد و الإصلاح و التنوير ، كما كان مضرب المثل في الترفع عن كل ما يقيد حريته و حرية قلمه من ملذات الوظائف و المناصب و الرتب . كتب العقاد عشرات الكتب في شتى المواضيع و الأبحاث ، و خصوصا في الأدب و الفلسفة و التاريخ و علم الإجتماع و في الدراسات اللغوية و الأدبية و غير ذلك ، و هو في أغلب كتبه يتبنى حرية الرأي و الإجتهاد ، و ينتصر لأصحاب الآراء المظلومة و يحارب النظم الإستبدادية و يدعو للإجتهاد الحر و التجديد البناء ، و لذلك كان يأخذ نفسه بثقافة واسعة جدا و خصوصا في الأدب الغربي كونه كان يتقن اللغة الإنجليزية إتقانا مكنه من ترجمة بعض الكتب منها إلى اللغة العربية . و من هنا شاع إسم العقاد و علا ذكره في الآفاق و كان محط الإعجاب و الإشادة .
أما عن الكتاب فهو شبه سيرة ذاتية للمؤلف ، و قد كتبه على منوال كتابه الآخر ( أنا ) ، حيث بدأ الحديث فيه عن قصته مع الكتابة الصحفية و عن دورها في الحركة الوطنية و المشاكل و العقبات التي واجهته جراء مواجهته للفساد و دفاعه عن الهوية و الحقوق . ثم استطرد في حديث طويل عن بداية حياته المهنية و هو في ترنح شبه متقطع بين البطالة و العمل ! ، ثم عن تقلبه في الوظائف العامة و الخاصة و لقاءاته الشخصية ببعض المشاهير في الأدب و الصحافة و السياسة و عن أسفاره الخاصة و عن تجربته في التعليم و ذكرياته مع أصدقاء الدرب من كبار الكتاب و الأدباء كالمازني و عبد الرحمن شكري و إبراهيم الهلباوي و طه حسين و غيرهم . لينتقل بنا بعد هذا للخوض في كلام مهم حول القضية الفلسطينية و ضرورة اتحاد العرب لاسترجاع الأرض المقدسة و هو في كل هذا يتحدث حديث الوطني الجاد و العربي الغيور و المسلم الذي تشتعل في نفسه ضوارم الولاء و البراء للدين و الوطن و القضية . و في ختام الكتاب لم ينس العقاد عادته في مفاجأة القراء دائما بمناقشة أمور خارجة عن مادة الكتاب ! فهذا الكتاب في أصله سيرة ذاتية و مادامت كذلك فينبغي أن يقتصر الحديث فيها على السيرة الشخصية و الذكريات الخاصة و ما إلى ذلك فقط ! و لكن العقاد انطلق بنا في الفصول الأخيرة من الكتاب ليحلل و يفصل في قضايا الدين و الفلسفة كمسألة وجود الله بين الإيمان و النكران ، و نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ، باحثا في خلال ذلك موضوع القصة في القرآن و مضامينها ، مردفا ذلك بحديث مختصر عن الصيام و شهر رمضان ، إلى أن استقرت به نهاية هذا الحديث المتواصل عند الشعر العربي و خصائصه و الفوارق بينه و بين الشعر الغربي ، ثم إلى الأدب و الفن و خصائصهما و تأثيرهما .
و الحقيقة أنني استمتعت بالسياحة في هذا الكتاب إلى حد ما ، و بالمقابل شعرت ببعض الملل و أنا أسرع الخطى بالقراءة في بعض الفصول التي داخلتني السآمة منها و لم أر فيها داعيا لكل ذلك الإسهاب من المؤلف في الحديث عنها ( كمقارنته بين الشعر العربي و الشعر الغربي فيما يخص الأوزان و العروض !! ) .
This entire review has been hidden because of spoilers.
يعتبر الكتاب جزء ثاني من السيرة الذاتية للعقاد بعد كتابة " أنا " . يبدأ العقاد الكتاب بالحديث عن رحلته بالصحافة من بداية القرن العشرين وكيفية تمويلها والتقلبات التي مرت بها الصحافة بسبب السياسة والحكام المتعنتين ولذلك كان عرضه للفصل والأستقاله ولم يستقر بمجلة محدده ولكن ظل يتنقل إلي أن قرر اعتزال السياسة نهائيآ وهنا كانت مرحلة تحول في حياة العقاد حيث أنه برغم تقدمة بالعمر حيث " أنتج في الاثني عشرة سنه الأخيرة أضعاف ما أنتجه في غيرها من السنين السابقة لعهد الثورة فمنذ قامت الثورة المصرية في سنه 1952 إلي أن توفي ألف ما يربو علي أربعين كتابآ، وهذا يدل علي نشاطة الكبير في شيخوخته بعد أن بلغ الثالثة والستين من عمره " واكثر ما اعجبني بالكتاب تطرق العقاد لشخصيات عديدة كالمازني وعبد الرحمن شكري وبرنارد شو وسعد زغلول وأخيرآ طه حسين واهم ما قاله عنه " أعلل قلة الوصف المخلوق في كتاباته القصصية لعيب فيه، هو قلة الخيال وكذلك قال " الدكتور صحيح الأصول في النقد ولكنه لا يوفق بين أصوله وطبيعته في كثير من الموضوعات . وكذلك " أليس الدكتور يوصي بمبدأ الشك أو مذهب ديكارت ؟ بلي ! ولكنه حين تقرؤه تري له عبارات من التوكيد واليقين . وكذلك انتقد طه حيث في قوله ان أصول النقد الغربي واحده ثم نراه يقول إن النقد ليست له أصول مقررة عند الناقد الفرد . وأهم فصول بمحتوي الكتاب هو " دين وفلسفة " وما طرحه من اسئلة مثل " لو عاد محمد و لو عاد المسيح ثم يجيب بطريقة فلسفية عن ما سيحدث مستشهدآ بمشهد محاكمة التفتيش برواية الاخوة كارامازوف لدوستويفسكي وغيرها من المقالات الرائعة ...
ثم فصل " أدب وفن " وهنا ناقش لفظ أديب وعلي من يطلق قديمآ وحديثآ إلي ان تحدث عن الشعر والأدب الرمزي وتحدث ع��هم بمنتهي البساطة ووضح الرمزية بالأدب الحديث مستشهدآ بفرنسي، وتحدث ايضآ عن المدرسة البرناسية وانهم استشهدوا بأعلام الأدب اليوناني القديم ....
بالنهاية : كتاب مثمر وإن كان به بعض التكرار من كتاب أنا، وإحتوائه علي تفاصيل بالبداية مملة بعض الشئ عن الصحافة، ولكن يبقي استاذنا العقاد جدير بأن تقرأ كلماته مهما كان محتواها ....
رحلة مختصرة لحياة قلم الكاتب الكبير عبّاس محمود العقّاد، من بدايات الصحافة وعشقه وتخبطاته فيها إلى ما وصل إليه؛ نصف الكتاب عن هذه الرحلة المليئة بالأسماء التي اندثرت ولا يكاد التاريخ يذكرها، ونصفه الأخير حول الأصدقاء والشعر والدين والفن وغيرها.
•
ما شكّل إشكال مع الكتاب، أن أوله وتوثيقه لحياة الصحافة بداية القرن العشرين أنها كانت مربوطة بأسماء لا يعرفها إلا المختصون وربما ممكن عاش ذلك الزمان. فكانت هذه فجوة واضحة بيني وبين الكتاب.
تقيمم الكتاب صعب لا استطيع ان اصنفة كسيره ذاتيه فهو فى ثلثه الاول من الممكن ان يكون كذالك وهو ثلث ممل يتكلم عن سيره العقاد وسيره الصحافه فى مصر الجزء الاوسط يتكلم فيها عن بعض الشخصيات وهو جزء لا اقول ممتع ولكنه افضل مما سبقه ثم ينتقل لبعض الكلام عن مواضيع لا تمت للسيره الذاتيه اطلاقا يفتقر الكتاب فى الاجزاء -التي ممكن ان نعتبرها سيره ذاتيه -الي التواريخ او الاحساس بالوقت الذي يتحدث عنه العقاد لم استمتع بالكتاب الا قليلا لذالك اعطيته نجمتان
اُسلوب الكاتب مميز جدا واعجبني الجزء الاول من الكتاب حينما كان يتحدث عن بداية حياته وبداية الصحافة واعجبني معظم الكتاب ولكنه لا يعتبر بأى حال من الاحول سيرة ذاتية للعقاد.
جذبنا الكتاب في صفحاته الأولى، ثم توقفنا عنه، لكونه يسرد سيرة قلم العقاد، يفصل الكاتب فيه عن كل ما يرتبط بقلمه ومهنة الكتابة والصحافة لحد الإتخام، أغرقتنا الصفحات في تفاصيل لا تعنينا، بعضها يعتبر وثائق تاريخية تهم الباحث في هذا المجال، نتطلع لمطالعة كتاب آخر للمؤلف.
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب يمثل السيرة الذاتية للعقاد ويتناول فيه احداث حياته ومشواره الصحفي بالتحديد, يتحدث عن ذكرياته مع بعض الشخصيات العظيمة التي عاصرها.. استمرار تحديدا في الجزء الذي يتحدث فيه عن الشاعر إبراهيم المازني. أصابني احساس الحيرة عندما كنت أقرأ التفاصيل السياسية التي لا أعلم عنها شيئا, كذكر اسماء الوزراء والاحزاب مع افتراض الكاتب أن القارئ لديه العلم المسبق بها! كنت أتوقع أن أستفيد بشكل أكبر من هذا الكتاب, وقد وتكون الفائدة الوحيدة أنني صبرت لاستكمال الكتاب حتى آخره بالرغم من عدم استمتاعي به.. إن صح اعتبارها فائدة!
الكتاب كعادة العقاد اسلوبه متين و ممتع يسجل قصة الصحافة من ايام الملك بقلم و عيون شاب فى مقتبل حياته الصحفية الكتاب مفيد لمن اراد ان يتتبع مسيرة الصحافة و بعدها يشرع العقاد فى كتابة موضوعات منفصلة عن الشعر و الادب و اشياء عديدة يدلو فيها بدلوه و يعرفها تعريفات مبسطة لغير المتخصصين او المحبين للادب و الصحافة سيبدو الكتاب ممل
كتاب تكلم عن الصحافة في مصر ورحلة العقاد فيها وعن الشخصيات والعملاقة في الادب والفن
حبيت استمراه وعناده في توقيعه (ع م العقاد ) والهازلين حسبوه عم العقاد
من الاقتباسات.. رثى المازني نفسه رثاء لم يخل من مرحه،فهو يداعب زائريه حتى وهو في قبره: أيها الزائر قبري اتل ما خُطّ أمامك هاهنا فاعلم عظامي ليتها كانت عظامك
ابن الرومي: لم يُخلق الدمع لامرئٍ عبثاً الله أدرى بلوعة الحَزَنِ
من اجمل واظرف ما كتب عملاق الادب العربي استاذ الاجيال. اسلوب العقاد في هذا الكتاب اكثر سهولة وسلاسة في الكتاب يتحدث العقاد عن تجربته الصحافية من الممكن ان يكون سيرة ذاتية اضافة الى كتابه انا وروايته ساره
هذا هو اللقاء الثاني مع واحد من أعمدة الأدب عباس محمود العقاد، واللقاء الأول كان مع كتابه "جحا الضاحك المضحك" ولكنه لم يكن لقاء ممتاز ربما لفكرة الكتاب الرئيسية وهي أخذ الضحكة كموضوع فلسفي، فلم استسغها ولكن على كل هو كتاب جديد في فكرته قديم في إصداره أرشحه لكم. بينما ذلك الكتاب الذي بين أيدينا الآن ممكن أن نقسمه إلى قسمين، القسم الأول ما قبل 1935 أو قل قبل اعتزال العقاد للكتابة السياسية بعد الهرج والمرج الذي أصاب الوفد، وسعي قواده للوزارة وللمناصب، ويغلب على هذا الفصل الحديث عن الصحافة في مصر، ف"كيف كانت في تلك الفترة المبكرة في عمر الصحافة المصرية" عنوان جذاب بكل تأكيد سيختاره العقاد عنوان لذلك الجزء إن كان حياً وسطنا! يبدأ ذلك القسم الأول بالحديث عن منشأ العقاد في بيئة أسوان وعن إصداره وهو في هذه السن المبكرة لجريده يوزعها على الأهل ومعارفه، ثم يكبر ويلتحق بالجهادية ولكنه يقرر تركها والتوجه للعمل كصحفي، إصرار غريب على العمل في الصحافة في ذلك الوقت، ولا أجد لذلك الإصرار مبرراً إلا ولع العقاد بالكتابة. وهذا الكتاب عظمته لا تكمن فقط في لغة العقاد البليغة والفصيحة، ولكنها وثيقة تاريخية مهمة عن تاريخ الصحافه كما ذكرت سابقاً وعن وصفه لبعض المناطق كالعتبة والفجالة والعباسية في مطلع القرن العشرين. والعقاد كان سابقاً لعصره، فكان من القلائل المعارضين للدولة العثمانية في ذلك الوقت الذي كان فيه أقلية فقط من يؤمنون بمصر كوطن مستقل وذلك شيء يحسب له، كذلك آراءه في الصحافة والصحفيين الذين كانوا متخصصين بالتشهير بالوزراء والأعيان في الجرائد الأسبوعية وفي ذلك الوقت لم يكن يعي أي أحد بأن الصحافة لم تكن لذل، تلك المهنه التي عانى منها العقاد الأمرين ولكن كما قال العقاد على لسانه عمل تحبه تجني من 6 جنيهات، خير من عمل لا تطيقه تجني من 12 جنيها قسمنا حياة العقاد لأطوار، فالطور الأول سيكون عمله في جريدة الدستور والتي انتهت نهاية مأساوية بسبب معارضتهم للخديوي في ذلك الوقت. والطور الثاني سيكون طور اليأس وأتى هذا الطور عقب غلق جريدة الدستور حيث رجع العقاد إلى أسوان متمنيا الموت، ولكن نهاية هذا الطور - وياللصدفة- كانت نهاية سعيدة حيث أن العقاد كان يكتب مذكراته والتي أسماها "خلاصة اليومية" ولأن العقاد كان مؤمناً بوفاته في ذلك الطور فلقد طلب من صديقة القاهري بأن يفعل منها ما يشاء، ولكن سرعان ما شاع هذا الخبر وتناقله ��لناس باستهزاء ولكنه عندما طبعها بالفعل نفذت كل النسخ في ستة شهور. ثم عمله في مكتب سكرتارية ديوان الأوقاف 1912-1914 والذي كان مليء بالفساد في ذلك الوقت فأطلق العقاد قلمه بدون هواده، وهكذا عاد مرة أخرى الى طريق الصحافة عن طريق ديوان الأوقاف (والتي أصبحت وزارة في تلك الأيام) حيث تم طلبه ليعمل محررا في كبرى جرائد مصر في ذلك الوقت وهي المؤيد. الطور الثالث إعتزال العقاد الصحافة بسبب مكيدة دبرت له ولكل المعارضين من الخديو، وشهدت تلك الفترة بداية الحرب العالمية الأولى، وشهدت أيضا ولادة واحدة من أهم كتب العقاد " ساعات بين الكتب"، وأيضا واحدة من أكثر المقالات خطورة وهي مقالة "نادي العجول" وهو يتندر في تلك المقالة على الأثرياء والأعيان ورجال الساسة الفاسدين، وكاد أن يفنى إلى مالطة بسببها إلا أنه قد هرب للقاهرة متخفياً وعندما صدر قرار نفيه لأنه يمثل تهديدا للسلطة من مكانه بأسوان بالطبع قد لغى لأنه وأمام كل الناس حي يرزق في القاهرة. وفي أثناء تلك الفترة وهي فترة الحرب العالمية الأولى أشتغل العقاد في أكثر من وظيفة، فأنتدب كمراسل حربيا في سيناء، ولكن وظيفته الأساسية كانت مدرسا ثانويا مع عبدالقادر المازني، إلا أنهما قد إعتزلا تلك الوظيفة لسبب يتعلق بنزاهة المدرسة ونزاهة التعليم في ذلك الوقت، وقضى للعقاد في تلك الفترة يكتب للصحف الأسبوعية وغيرها من الصحف، إلا أن عمل في أحد الصحف وهي الأهلية والتي كانت تمتاز بقدر كبير من حرية إبداء الرأي. الا أن سقطت وزارة سعيد وأتبعه إعلان الحماية على مصر 1914 فضاق الخناق على الجريدة إلا أن قامت ثورة 1919 وإنضم العقاد لجريدة البلاغ التابعة لحزب الوفد، وظل العقاد يشتغل في تلك الجريدة حتى 1935 عندما انحرف العقاد عن سياسته وهي الحرية والعدالة والاستقلال وانتقل الحزب من هيئة وطنية لحزب سياسي يقوم على برامج ويسعى للوزارة ويتاهفت عليها، لذلك إعتزل العقاد السياسة ومن هنا يبدأ طوره الرابع، عندما اعتزل السياسة تماماً وهذا هو القسم الثاني الذي يشمل على آراءه في الشعر العربي، ماهية الأدبي، بالاضافه إلى مقالة يتحدث فيها لو عاد محمد رسول الله والمسيح عليه السلام، وأقتبس في هذه المقاله بعض من سطور "فيدور دوستويفسكي" يتحدث فيها عن عودة المسيح في روايته "الأخوه كارمازوف" وهو الأمر الذي أدهشني الحقيقة ويدل بكل تأكيد على وسعة ثقافة العقاد في تلك الفترة التي بالطبع لم تكن حركة الترجمة كما هي الآن. كذلك آخر مقاله عن المدرسة الرمزية من المقالات المميزة جداً. وآخراً أرشح لكم قراءة مقالة العقاد "نادي العجول" لأنها تناسب تلك الفترة بحق!
هذا هو الكتاب الثاني الذي أقرأه لهذا الكاتب والاديب الكبير، بعد قراءة بعض من فصول كتابه (العبقريات). ولطالما ستحوذني شغف بقراءة سيرة العقاد الذي ملئ الدنيا بفكره وغزارة انتاجه الادبي. ولا أخفى القول ان هذا الكتاب بتنوع مواضيعه ومحطات سيرة العقاد خلال فترة شبابه قدم لي معلومات قيمة وخلفية هامة للأحداث والأفكار والقيم التي شكلت عقلية وحياة العقاد وقلمه الصحفي والادبي. استفدت من تسلسل الاحداث في مسيرة العقاد وتكونت لدي خلفية معرفية عن مسيرته الطويلة (خاصة كتاباته الصحفية) والزاخرة بالتقلبات والاحداث السياسية والاجتماعية. لكني لا أخفى ايضاً القول ان سرد العقاد للتفاصيل في مسيرته -وان كانت قدمت بلغة أدبية جاذبة- لكنها لم تستحوذ على اهتمامي وشغفي الا في بعض الفصول التي أسهب فيها في تقييمه لمسيرة ادباء عاصرهم. تحديدا الفصل التاسع (ذكريات وشخصيات) اجده من امتع الفصول طرحا وتأملا وتقييما من العقاد لأصدقائه الادباء كأمثال إبراهيم المازني، وعبد الرحمن شكري (والذي افرد لهما عدة مقالات في الإشادة والتمجيد)، وكذلك طه حسين. لطالما توقفت كثيرا في قراءة فصول هذا الجزء من ذكريات العقاد واعجبت بكثير من الاستشهادات التي أوردها الكاتب في مراجعاته وتقيمه لكتابات معاصريه وطرحه النقدي لأفكارهم. لكن لم أجد هذا الانجذاب تجاه الفصول الأخيرة من مقالات العقاد حول الدين والفلسفة والشعر العربي ومذاهبه، خاصة هذا الجزء الأخير الذي طغى عليه تفاصيل علمية ونقدية لعناصر الشعر العربي ومناهجه ومدارسه وخصائصه البنيوية، وغيرها من الجوانب الأدبية.، وان كان بعض منها (مثل مقالة "من هو الاديب؟") مفيد ويحتوي على مادة قيمة وجاذبي لي كقارئ.
من الاستشهادات القليلة التي شدتني في الكتاب التالي: "الملوك والامراء يخدمون القضايا القومية بمقدار ما تخدم عروشهم، فان تلاقت مصالحهم ومصالح الوطن فحبّاً وكرامة، وان تشعبت الطريق بين هذا المصالح وتلك المصالح، فلا خفاء بالطريق القويم.. الحكم الدستوري لا غنى عنه، ولا وجه للمقارنة بينه وبين حكم الاستبداد بحال من الأحوال.." (ص 23). "ان ألف دجال باسم الطرق الصوفية لا يمسحون من الضمار قداسة الدين، وان ألف دجال باسم الصحافة لا يمسحون قداسة الكلمة الحية بين أناس يحتاجون الى الكلمة حاجتهم الى العمل في ساعة اليقظة من سباتهم الطويل..." (ص 38). "...صفحات كتاب أغلق ابوابه عليّ" (ص 225). "رمضان شهر الإرادة، ادبه ادب الارادة، وحكمته حكمة الإرادة، وليست الإرادة بالشي اليسير في الدين والخلق، فما الدين والخلق الا تبعات وتكاليف، وعماد التبعات والتكاليف جميعاً انها تناط بمريد. ومن ملك الإرادة فزمام الخلق جميعا في يديه." (ص 314). "ولئن سبق الصاروخ الطيارة لن يسبق الصاروخ سبحات الخيال" (ص 364). "ان الشعر الزم ما يكون للإنسان في عصر الصواريخ" (ص 364).
🔴 الكتاب : حياة قلم - الكاتب : عباس محمود العقاد رحمه الله - عدد الصفحات : 287 صفحة
🕊️------------🕊️
✴️ عباس محمود العقاد رحمه الله واحد من أهم و أبرز الأدباء العرب في القرن الماضي و له مكانة مرموقة بين النخبة المثقفة فهو كاتب و شاعر و صحفي جريء جمع بين حبه للصحافة و براعته في الكتابة فكان أحد عباقرة القلم العربي و هو معروف بأسلوبه الراقي و رصيده المعرفي الغني فكان شغوفا بالقراءة إلى حد لا يصدق و هو ما يفسر براعته في الإنشاء و غزارة معلوماته، كما لا ننسى قدرته الرائعة في التحليل الفلسفي و النقد حيث كتب في السياسة و الدين و الفلسفة و مواضيع مختلفة مبرهنا على ثقافة غزيرة و نظرة تحليلية ثاقبة و هو ما نلمسه في عديد كتبه المختلفة المضمون بحوالي 100 كتاب 🔥 ✴️ بعد ان قرات السيرة الذاتية للعقاد في كتابه بعنوان "أنا" و التي أحاط بجميع مراحل حياته منذ صغره إلى شيبته ساردا أخبارا عن نفسه و مفسرا لاحداث عايشها و اختص بذلك جانبه الاجتماعي بدرجة أكبر أما في هذا الكتاب فهو يعتبر سيرة ذاتية لقلم العقاد حيث ابتدأ بحكاية ميوله للصحافة منذ صغره ثم فترة بداية الاحترافية في شبابه و عمله في صحف مختلفة مشيرا في ذلك إلى التغيرات التي طالت عمل الصحافة بين فترة الحرب العالمية الأولى إلى الثانية ✴️ الجزء الاول من الكتاب هو تعريف بقلم العقاد و معاركه الادبية مع ثلة من السياسيين -بحكم خوضه غمار السياسية حتى عام 1936- و كذا مجموعة من الادباء الكبار متحدثا عن فترته الصعبة في المهنة سواءا الفكرية او المادية مستعرضا اهم المحطات التي اثرت فيه و اهم المواقف التي مر بها ثم قدم في فصل اخر اهم الشخصيات التي جاورها في عمله و صداقته سياسيةً كانت او أدبية ✴️ في الجزء الثاني تكلم عن مدينتي يافا و تل أبيب واضعا بذلك مقارنة زمنية و جغرافية، ثم خاض بعدها في مسائل مختلفة طالها قلمه الفذ بالتحليل و الترجيح ثم الاجازة او الإنكار و نذكر منها دين و فلسفة، في الشعر العربي، و غيرها من المواضيع الفكرية الشيقة ✴️ كتاب رائع استمتعت به كثيرا، دائما بالاسلوب البارع المعتاد و النظرة الثاقبة في تمحيص المواقف و استنتاج النتائج يقدم الينا العقاد أحد أفضل كتبه
عن لي، وقد انتهيت من قراءة هذا الكتاب، أن العقاد، كاتب السير الأشهر في الثقافة العربية، يضن على قرائهِ بسيرته الذاتية، فيعدهم ويمنيهم ثم لا يفي بوعده، ولكنني أعود وأنكر هذا الخاطر، فالرجل حقًا لم يعنون كتابه حياتي، وإنما جعل عنوانه (حياة قلم)، فهو إذا سيرة فكرية للعقاد، وليس سيرة حياة العقاد، فإن قص على قارئه طرف من حياته، كأن يحكي عن أسرته ومسقط رأسه في اسوان، فإنما يحكي ذلك ليمهد لقارئه أن يفهم عوامل النشأة والبيئة في تكوين فكره، تلك العوامل التي دائمًا ما أكد عليه في عبقرياته وسيره، وإذا قص على قارئه عمله في دواوين الحكومة، فهو حقيقة يخبره عن واقع البيروقراطية المصرية في زمنه التي خاصمها وهجرها إلى الصحافة، وإذا أخبرك عن الصحافة وعمله فيها فإنه إذًا يخبرك عن واقع حرفة الصحافة، وموقعها من الصراع السياسي والاجتماعي في زمنه، ولكنه ابتداء وانتهاء يحكي سيرته الفكرية، فيشير إلى الشيخ محمد عبده في أكثر من موضع مكبرًا تأثيره على العقاد، و تراه يفرد صفحات في حياة قلمه لشخصية محمد فريد وجدي الذي وجد فيه العقاد صورة للصحفي الحر الشريف الملتزم أخلاقيًا ووطنيًا، ولكن رأيه في مصطفى كامل أراه فيه شيء من الإجحاف بالزعيم الكبير، وأحسب أن سبب هذا الإجحاف اعتداد العقاد بنفسه الذي أزعجته طبيعة مصطفى كامل المحافظة والتي تكاد تكون باردة، وفرد رأيه في أصدقاءه مثل المازني وشكري، فلا تراه يذكره بنقيصة، إلا نقيصة لا تنقصهم، فمبالغة المازني في السخرية إنما هي غطاء لتألمه من عدوان الآخرين عليه، وشكري نفسيته الهشة أقعدته عن بلوغ ما يستحقه في عالم الأدب، أما رأيه في طه حسين فهو رأي فيه كثير من التقدير لطه حسين، وهو لا يتناسب مع رأي طه حسين وتقليله من قيمة أدب العقاد على نحو ما فعل في لقاءه المشهور مع المذيعة ليلى رستم، فإذا فرغ العقاد من عرض رأيه في هؤلاء الذي يراهم يشكلون المشهد الأدبي في زمنه، أنتقل لاستعراض أفكاره حول الشعر والنثر والدين والفلسفة، وهي الأفكار التي سوف يتوسع في تناولها في أعماله الأخرى.
آخر كتاب في السنة زي ما كان في بدايتها كتاب (أنا) الاتنين ممكن نعتبرهم سيرة ذاتية للعقاد... لكن ما بيخلوش من مقالات عامة فكرية وفلسفية، خاصة في الكتاب دا وبكدا أقدر أقول علي سنة ٢٠١٩ سنة السير الذاتية بدون منازع - المقدمة جميلة ودسمة لكن طويلة - تفاجئت إن العقاد هو أول من أجري حوارا صحفيا مع سياسي أو وزير - فصل (بين اليأس والأمل) كان رائع - عجبتني العلاقة ما بين العقاد والمازني وعبد الرحمن شكري وتمنيت لو قرأت عنها أكتر - تأكدت في الكتاب دا إن العقاد فعلا عنده حس فكاهي عالي وذكي يكفي إني ضحكت بصوت عالي في مقال (في الحرب العالمية) - وكمان سافرت مع العقاد في رحلته من القاهرة لبلده أسوان ... وتخيلته وهو بيقرأ الكتاب اللي أخده معاه للطريق (هو كمان كان عنده العادة اللطيفة دي) - في النهاية تمنيت لو إن العقاد موجود في زماننا الحالي وبيكتبلنا ... كان إنسان متمرد وعصامي ومفيش أحلي من كدا كقدوة - الكتاب كان ممتع في أغلبه ويكفي إنه انتشلني من هوة سدة القراءة السحيقة (رغم دسامته) وهو الواحد ممكن يطلب إيه من كتاب أكتر من كدا؟ وداعا ٢٠١٩، وداعا عباس العقاد، وداعا السيرة الذاتية أتمني لي وللجميع عام�� قرائيا بديعا وممتعا
الكتاب عبارة عن مقالات مجمعة للعقاد، ففى أول الكتاب تشعر بأن العقاد يصطحبك معه فى رحلة عبر الزمن الفائت لتعيش معه مائة عام مضت بكل ما تحمله من أحداث وشخصيات لأناس عاصرهم العقاد وعايشهم، ثم ينتقل بك الكتاب دون أن تشعر إلى مقالات العقاد الفكرية، ومنها مقال يتحدث فيه العقاد عن كتاب لأحد النصاري، يتحدث فيه الكاتب عن فكرة تراودهم عن عودة سيدنا عيسى وكيف يكون رد فعل الناس على اختلاف طبائعهم إزاء تلك العودة، والغريب أن العقاد يُعجب بتلك الفكرة فتراه بالمقابل يعرض فكرة سخيفة ليست من الدين عن عودة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليفند لنا الأحاديث ويبدى رأي الدين فى القضايا المعاصرة وغير ذلك من العجب العجاب، ونسي أن الدين قد اكتمل ، يقول تعالى﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] قال أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية يوم عرفة، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله ﷺ فمات. فديننا كامل لا نقص فيه، والغريب أن العقاد لا يُنكر اجتهاد العلماء فى تفنيد الأحاديث، وفى إبداء حكم الشرع تجاه القضايا المعاصرة ولكنه التأثر بطريقة تفكير النصاري ومحاولة تقليدهم!!
للعقاد خصيصة أصيلة يفرضها على قارئه المحب له أو غير المحب على السواء هو ذاك الإكبار المستحق لإنسان موسوعي ، منظومة معرفية شاملة مجسدة في إنسان، هذا ناهيك عن ذلك الوعي اليقظ الفطن. هذا الإكبار يمنعك أن تخرج بانطباع سلبي حول ما قرأت – في أغلب الأحيان – حتى و إن لم يعجبك الكتاب أو لا تدخل مواضيعه حيز اهتماماتك الشخصية.
ذوقك الشخصي و إعجابك عزيزي القارئ غير مهم هنا، حتما ستجد فصلاً على الأقل يطربك إعجاباً أو يثريك فكراً أو يسقيك معرفة ، وهذا ما حدث معي فقد تلذذت به واستفدت وتفطّن عقلي وتهيض حسي وشعوري في الفصل المعنون بـ دين وفلسفة بتنوع مواضيعه وبآراء العقاد الصائبة المصيبة.
وكذلك ، حديثه الإيجابي والمنصف عن طه حسين أديبي الأثير ومفكري الأعظم ، وناثري الأبلغ والأعذب ، هذا الحديث تحديداً كافٍ لإزالة الأوهام لدى الأوساط الثقافية بأن هناك منافسة أو شيء من التنافر بين الرجلين العظيمين.
الكتاب باين من عنوانه . حياة قلم ، سيرة عباس محمود العقاد في الصحافة يحكيها بأسلوبه المعروف في السرد . وبين السطور ستجد تلك اللمحات الفذة للعقاد في الفكر و الادب . النصف الاول من الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية بشكل عام ، مملك بتفاصيلها لكن متعتها في البحث بين السطور . النصف الثاني و الاخير قرأته وكأنه كتاب مختلف لا علاقة له بالنصف الاول وفيه يبتعد العقاد عن تفاصيل حياته و يخوض في الفكر الاسلامي و الفلسفة و الادب و الشعر و يتناول بعض السير البسيطة لبعض الادباء ممن عاصرهم و عاشرهم . ( ملاحظة : الطبعة التي قرأتها كانت طبعة دار اليقين مكونة من ٤٠٠ صفحة . ٢٠٠ منها كان اسم الكتاب معبرا عنها ( سيرة العقاد في الصحافة ) اما ما بعدها فلا يمت بصلة بما قبله ومتنافي معها كأنها كتاب مستقل ، وهي في الغالب مجموعة مقالات منفصلة للعقاد تمت اضافتها للكتاب )
هي مقالات كتبها العقاد مدة عشرين سنة في الجانب الاجتماعي والسياسي .. بدءاً من ثورة ١٩١٩ .. كان كاتب الوفد الذين اختلف معهم بعد حين .. و مقالات في كيفية بزوغ قلمه من عمر السادسة عشر.. ابتدأها صحفياً سياسياً حتى اعتزلها وانتقل للأدب .. هي مؤلفاته التي بين أيدينا .. هي علاقة الصحافة بالدولة أيام الخديوية والإنجليز .. وكتب فصل يذكر فيها فضائل الأديب إبراهيم عبدالقادر المازني وغيره .. وفصل كتب في الدين والفلسفة .. وفصل في الشعر العربي .. وفصل في الأدب والفن .. وأخيراً المدرسة الرمزية .. كتاب رائع .. وقلم من الأدب الرفيع .. إنه عباس محمود العقاد
الكتاب عبارة عن ثلاثة أقسام الأول: عن بدايات العقاد في تجربته الكتابية وتنقله بين الصحف ومشاكلة آن ذاك، وكان هذا القسم ثقيل جدًا على قلبي لا أعرف سبب ذلك هل هو أسلوب الكاتب أو جهلي بالأسماء المذكورة والأحداث السياسية والاجتماعية بذلك الوقت في بداية حياة العقاد.
القسم الثاني وهو الأجمل في هذا الكتاب والأكثر فائدة تكلم وترجم العقاد فيه عن معاصريه وأقرانه وأصدقائه ومواقفه معهم كا إبراهيم المازني وطه حسين.
القسم الثالث مقالات متناثرة كتبها العقاد في مواضيع شتى ليس لها أي صلة بحياته أو حياة قلمه لا أدري لماذا وضعت في الكتاب.
عاش العقاد بالقلم وللقلم؛ فكان الأدب والمقال حرفته التيَ شُغِفَ بها، وعاش من كَسْبها. كما آمن بقوَّة الكلمة وقدسيَّتها، وأنها بنورها تهتدي الشعوب، أو تضل؛ لذلك قطع على نفسه عهدًا صارمًا بأن يكون كاتبًا مفيدًا نافعًا؛ فكان لقلمه الخلود. وعبر صفحات الكتاب نعيش لحظات ميلاد هذا القلم الفذِّ ونشأته وتطوره. فيتحدث العقاد في عجالة عن سنوات صباه وتعلمه ثم عمله موظفًا، حتى إنه شقَّ طريقه في بلاط الصحافة كاتبًا للمقال في ظروف مادية وسياسية شابتها الكثير من المصاعب والمحن كاد بعضها أن يقصف قلمه، ولكنه أبدًا لم يَحِدْ عن مبادئه التي آلى على نفسه التمسك بها؛ فعاش ومات مخلصًا لها.