Jump to ratings and reviews
Rate this book

الواجهة

Rate this book
تبحث الرواية في قضية الإنسان الشريف الذي يعتنق قيم ومبادىء ويعتقد أن العالم كله مثله يحيا في الواجهة ويرى الكل أصحاب قيم ومبادىء مثله

330 pages, Paperback

First published January 1, 1981

42 people are currently reading
1799 people want to read

About the author

يوسف عز الدين عيسى

30 books300 followers
دكتور "يوسف عز الدين عيسى" أحد الشخصيات البارزة في القرن العشرين فهو أديب ومفكر، له مدرسة خاصة في الكتابة القصصية حيث يختلط الخيال و الحلم بالواقع بشكل رمزي، ليخلق تحليلا دقيقا لعالمنا الواقعي الذي نعيشه اليوم. لقد مارس الدكتور "يوسف عز الدين عيسي" كل أشكال الكتابة وبرع فيهم جميعا ؛ فقد كتب القصة القصيرة، الرواية، المسرحية، الشعر، المقال، والدراسات التحليلية

في عام 1987، منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب وهي أعلى وأرفع جائزة في مصر وذلك لأنه حسب حيثيات اللجنة، " .. أسس مدرسة جديدة في الكتابة الأدبية تأثر بها الكثير من الأدباء..." وجاءت هذه الجائزة لتكسر القاعدة في مصر فهو أول أديب مصري (والوحيد) الذي ُمنح جائزة الدولة التقديرية في الأدب وهو يعيش خارج العاصمة. علاوة على ذلك كان حصول أو مجرد ترشيح أستاذاً في العلوم، لنيل جائزة للدولة في الأدب، أمرٌ غير مطروق. و كان الدكتور "يوسف عز الدين عيسى" قد حصل على جائزة أخري من الدولة أيضاً عام 78 19 لأعماله الإذاعية و قد ذكرت اللجنة أن من ضمن حيثيات حصوله علي الجائزة أن .."تحولت الدرامة الاذاعية علي يديه الي نوعٍ رفيعٍ من الأدب..". وكانت هذه أيضا هي المرة الأولى والوحيدة التي يمنح فيها أديب مصري جائزة من الدولة لكتابه الدراما الإذاعية.

ومن الأوسمة الأخرى التي حصل عليها الدكتور يوسف عز الدين عيسى، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى مرتين، عام 1979و مرة أخرى عام 1988 ، ووسام الجمهورية عام 1981، واليوبيل الفضي والذهبي للإذاعة والتليفزيون. وقد منح الدكتور يوسف عز الدين عيسى وسام "فارس الأدب" في عام 1999 وكان ذلك قبل وفاته بأشهر قليلة وقد منح هذا الوسام : .."لدوره الرائد في اثراء الحركة الأدبية .. ولتقديم نوعٌ جديد من الأدب أثر على الكثير من الأدباء".
وذلك بالإضافة غلى العديد من الأوسمة والأدرع الفضية والذهبية وشهادات تقدير من قصور الثقافة في مصر وقد منح أيضاً العديد من الأوسمة وشهادات التقدير في مجال العلوم من جامعة الإسكندرية ومن جامعات ٍ أخرى علاوة على حصولة لها من جامعات أخرى.

وقد أختير الدكتور "يوسف عز الدين عيسى" كأفضل شخصية أدبية في مصر " لعامي 1998 و1999.


في عام 2001، ُسميت قاعة المحاضرات في قصر ثقافة الحرية، (الآن مركز الإبداع) بقاعة "الصالون الثقافي ليوسف عز الدين عيسي" ليكون اسمه رمزاً للعطاء الفكري.


Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
403 (36%)
4 stars
356 (32%)
3 stars
221 (20%)
2 stars
69 (6%)
1 star
49 (4%)
Displaying 1 - 30 of 264 reviews
Profile Image for Mostafa Galal.
177 reviews243 followers
December 5, 2020
كتاب جيد، لكنه لم يكن بالعمق الذي توقعته
Profile Image for Ahmed.
918 reviews8,051 followers
March 31, 2017
من لم يشك لم ينظر, ومن لم ينظر لم يبصر, ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال.

ببساطة مطلقة : كاتب هذا العمل إما ملحد موغل في الإلحاد , أو مؤمن شديد التدين يقيني للغاية , مرّ بلحظات شك بشعة فترجمها إلى رواية يعرض فيه شكوكه المتعبة المرهقة. وفي ظني أنه الخيار الثاني.

إن كان الإله موجود (وهو موجود) فلابد لنا من مصارحته , مصارحته بهمومنا ومشاكلنا وكوارثنا الكثيرة المحيرة , فلماذا يموت الأطفال الرضع ؟ ولماذا يقوم زلزال بحصد أرواح بريئة ؟ ولماذا تقوم الحرب لإشباع رغبة الدماء المكثفة عند بعض البشر ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا لا يتدخل الخالق ويظهر جلال خلقه وعظمته اللامتناهية وقدرته على إقامة عدله بين خلقه ؟ هي حكمة لا نعرفها ولن نعرفها .

ببساطة هي رواية رمزية , رمزية! لا , لا وجود للرمزية في هذه الرواية إلا إذا اعتبرنا أسماء الشخصيات بحروف هي رمزية , أو لنقل أنها موجهة لجهلة لا يفقهون شئ , الرواية لا رمزية فيها , بل هي أقرب للواقعية بالنسبة لي من أي شئ آخر , واقعية البشر وحقيقة الإنسان.

هي رواية عن أصل الوجود , ونفع الإنسان , هي رواية عن أدق ما بداخلنا وما يدور في داخل عقولنا , عقولنا الملعونة , بلية حياتنا ومورد عذابنا , تلك العقول القاصرة اللامحدودة التي تسعى إلى معرفة الحقيقة و معرفة الصورة الكاملة , ولكن يا سادة , من ينظر خلف الستار ويرى الحقيقة فمصيره العذاب الدائم.
ستموت قبل أن تصل , فقط.

رواية عظيمة, بلغة سلسة للغاية , وعرض مباشر واضح وصريح للقضايا الشائكة التي حيّرت البشر عبر آلاف السنين.
Profile Image for Ahmed Ibrahim.
1,199 reviews1,908 followers
May 6, 2017
" إنه أشبه بقارب صغير تتقاذفه الأمواج في محيط تجتاحه عاصفة عاتية، فهو لا يعرف اسم هذه المدينة، ولا يعلم من أين أتى ولا لأي غرض جاء؛ إنه لا يعلم شيئًا، وسوف يدور في الطاحونة ليحصل على المال "

هذه المراجعة أطول مراجعة كتبتها وبها حرق للعديد من الأحداث، لكن رواية كهذه لا تمر كغيرها من الروايات.

رواية مربكة ومحيرة إلى أقصى حد، فلسفتها رائعة حتى وإن لم أقتنع بها، فأنت لا تدري ما يدور في بال كاتبها، أحيانًا أراه ملحد بكل شيء وأسئلته هراء لا يريد بها سوى إثبات عدمية الحياة وعدم وجود إله، وأحيانًا أشفق عليه من حيرته وأراه شخص يطرح أسئلة لا يراد بها سوى التوصل للحقيقة.. وعلى هذا فالحكم على الكاتب من خلال هذه الرواية أمر عبثي. بالتأكيد نجح الكاتب في مراده في طرح العديد من الأسئلة ووضع القارئ في حيرة، وهذا أفضل ما في هذه الرواية بعيدًا عن نوعية الأسئلة، وبالطبع لم أنتظر منه إجابة لأنه لو كان أعطى إجابات فلن يكون للرواية معنى.

الرواية عن رحلة الإنسان في الحياة، من بداية مولده إلى موته، وكل حدث فيها يرمز لشيء في الواقع، رسمها الكاتب بشكل رمزي لكنه ساذج، لو قرأ أخي الصغير الرواية لفهمها وأدرك رمزيتها دون أي عناء، فالرمزية هنا أسوء بمراحل وسطحية أكثر من أولاد حارتنا، والأسوأ أني قرأتها بعد العمى لساراماجو، واحدة من أكثر الروايات الرمزية عبقرية في التاريخ.

تبدأ الرواية بشخص يجد نفسه في مدينة لا يعرف عنها شيء، ولا يعرف من أين أتي ولماذا أتى، والجميع يحتفي بوجوده ويستطيع أن يأكل ويشرب ويسكن بالمجان لمدة عام، ويجد أحد الواعظين في طريقه يتحدث عن فضائل المدينة وأنها لا يرتكب فيها خطيئة وأن كل رجالها ونسائها طاهرين لا يرتكبوا فحشاء. ثم يعرف بعد ذلك بأنه اسمه "ميم نون"، وأن للمدينة مالك، وأنه أتى للمدينة كي يبحث عن الحقيقة، ولكي يكسب رزقه عليه أن يدور في الطاحونة. يعاقب بعدها بسحب كل الامتيازات التي كانت له في هذا العام بالمجان لأنه أخبر فتاة بحسن نية أنه يريدها أن تأتي لبيته ليتحدثا معًا.

ولأن هذه الرواية تحتوى على الكثير من الأحداث الرمزية والأسئلة سيكون من الصعب التعرض للمسائل كلها، فدعنا نعرض بعضًا منها..
وكان أول ما طرحه الكاتب في أسئلته هو الموت، حيث وجد وهو يسير أحد السيارات تطارد شخص إلى أن صدمته وأماتته، استغرب كثيرًا لأنه سمع الواعظ يقول أن هذه المدينة لم يرتكب فيها خطيئة منذ سنوات، وعندما اتجه للشرطي ليخبره بما حدث وكيف شاهد هذا الشخص يقتل ولم يحرك ساكنًا، أخبره الشرطي بأنه هذا الشخص محكوم عليه بالإعدام، ثم قال له بأن مالك المدينة هو من صنع كل هذه المدينة الجميلة، وأخبره أن كل من في المدينة محكوم عليهم بالإعدام، وعندما اعترض "ميم نون" وسأله عمّا أقترفه هؤلاء الناس، أخبره الشرطي بأن كلهم أبرياء، وأن لكل شخص هواية فلماذا لا يكون للمالك هواية، وأنه يجد لذة في الحكم بالإعدام، فقال له ميم نون:
"وما قيمة كل هذه الخيرات إذا كان الإنسان في هذه المدينة يعيش خائفًا، ينتظر الإعدام في أي لحظة؟ لماذا لا يبحث مالك المدينة عن هواية أخرى غير إعدام الأبرياء."

وفي موضع آخر حينما تقدم "ميم نون" بشكوى لمالك المدينة بأنه ظُلم هنا ويريد الانتقال من هذه المدينة وأخبر فتاة بما فعل، قالت له:
"لقد قدمت له أنا أيضًا مئات الشكاوى والالتماسات والأمنيات، ولم يحقق لي أي أمنية أو أي التماس، ولم ينظر في أي شكوى من شكاواي. إنه يبدو وكأنه لا يهتم ولا يكترث بأي فرد من أفراد المدينة، ولا بما يحدث فيها، إنه يصنع الدمى ويتركها تتصارع فيما بينها"

وعندما سألها "ميم نون" لماذا يقبل الشكاوى طالما لا يعبأ بها، أخبرته بأن المالك يهوى تقبل الشكاوى، ويشجع على ذلك؛ لأنه يجد لذة في شكوى الناس وتوسلاتهم.
بالتأكيد كل ما ذكرته مسبقًا ليس بحاجة إلى توضيح لأنه لا يحتمل الجدل.

ثم نجد بعض التناقض في محادثته مع "واو واو" وبعد أن يسرد عليه "ميم نون" ما مر به مسبقًا، أخبره "واو واو" بأنهم دمى صنعها مالك المدينة بنفسه، ويحركهم كيف يريد بجهاز بعيد المدى، ليلهو بهم ويجعل لوجوده معنى، فسأله "ميم نون" بأنه هو إذن من جعله يطلب من الفتاة بأن تؤنس وحدته، فلماذا يعاقب على ما ليس بيده، فيرد عليه "واو واو" بأنه يتلذذ بعذابهم، وأنه بريء حين طلب من الفتاة أن تؤنس وحدته، وأن المالك هو من جعله يفكر هذا التفكير الخبيث، وعندما قال له "ميم نون" بأن كفى لأنه ولا بد أنه يسمع محادثتهم هذه، رد عليه "واو واو" بأنه لن يعاقبهم على مثل تلك الأحاديث بل إنه يحبها؛ لأنه يفخر بأن الدمى التي صنعها تفكر وتتأمل.
حسنًا، وبعد هذه المحادثة، كيف يجبرهم مالك المدينة على كل شيء ويزرع فيهم حتى التفكير السيئ، وكيف هم يفكرون ويتأملون وهم مجبورون؟ أهم مجبورون في السيئ لكنهم غير مجبورين في التفكير؟!
وفي موضع متقدم من الرواية عندما يتحدث "ميم نون" مع إحدى الفتيات تخبره بأن مالك المدينة لا يجبرهم على شيء يدركوه، فتفكيرهم وأفعالهم بكامل إرادتهم.
ومن مثل هذه المواقف يضعك الكاتب في حيرة تجعلك تتردد قبل أن تحكم عليه بشيء، فأنت لا تعرف ماذا يريد!

ثم يطرح أحد الأسئلة عندما يرى بنت صغيرة صماء وبكماء ترعاها جدتها بعد الحكم على والديها بالإعدام، فيسأل ما الذنب الذي اقترفته لكي تولد هكذا، بكماء وصماء حكم على والديها بالإعدام، فردت عليه جدة الفتاة من وسط دموعها بأن مالك المدينة لا يخطئ، ويظل هو يسأل، لماذا؟

ثم تدور محادثة بين " واو واو" و "ميم نون" ورجل كهل سيتدخل في الكلام، فيسأل ميم:
"لست أدري كيف جئت إلى هذه المدينة؟ وما ذلك القطار الذي أسمع صفيره من خلال البالوعة، عندما يلقون فيها الذين نفذ فيهم حكم الإعدام، وما مصير تلك الجثث التي يلقونها في البالوعة. ومالك المدينة هل هو خيّر كما قال لي الخادم أم هو قاس؟ وإن كان خيّرًا فلماذا يعذب الناس كل هذا العذاب؟ وهل هو الذي يحركنا كما قلت لي أو نحن الذين نحرك أنفسنا؟ وإذا كان هو الذي يحركنا كما تقول، فلماذا يحاسبنا على أعمالنا؟ هذه أشياء تحيرني"
فيرد عليه الكهل متدخلًا في الحديث بأن مالك المدينة لا هو بالخيّر ولا بالشرير، وأن لا مالك لهذه المدينة، ويكمل بأنه بحث عنه في كل ركن من أركان المدينة ولم يعثر له على أثر، وأنه لو موجود كان رآه واحد على الأقل، لكن ما سمعوه عنه مجرد أساطير، ويكمل حديثه بأن لو كان لهذه المدينة مالك يسيطر عليها لم سمح بكل هذا العذاب والاضطراب.. وعندما ينتهي يخبر "واو" "ميم" بألّا يصدقه، وأنه متيقن من وجود مالك لهذه المدينة.

ومن الأشياء المهمة بأن الناس في المدينة يسمعون بأن بعد أن يحكم عليهم بالإعدام ويلقون في البالوعة سيأخذهم قطار إلى مدينة أفضل من مدينتهم كليًا، لكن "ميم" هو الوحيد الذي يسمع صوت القطار عندما تفتح البالوعة لكنه لا يفهم ما هذا القطار. وإذا ربطنا بين الاثنين فما سمعه الناس في المدينة صحيح، لكن "ميم" لا يعرف ماذا بعد البالوعة، فبالتالي كل ما يقوله "ميم" ليس رأي الكاتب بالقطع، بل هي أسئلة ملحة، ربما يربطها الكاتب ببعض الأحداث الأخرى ليوضح رأيه.

وفي أحد الأيام يتصل بميم رجل مجهول يخبره بأنه يريد أن يقابله ليتحدث معه، وعندما يذهب إليه يخبره بأنه من المقربين من مالك المدينة، وأنه شعر بأنه وحيد فأراد أن يتحدث معه، فأفضى له "ميم" بكل شكوكه وأسئلته وكل ما وجده "ميم" ظالمًا من لحظة وصوله المدينة، ليخبره هذا الرجل في النهاية:
"من العسير على عقل الدمية أن يرقى إلى مستوى عقل صانعها ليفهم دوافعه وأسراره. إن عقل الدمية يعجز عن تفسير الأشياء التي فوق طاقته، وإذا حطَّم مالك المدينة دمية جميلة من صنع يده فلا لوم عليه، هو الذي صنعها وهو الذي حطمها"

ثم يحاوره "ميم" في بعض النقاط، ويطلب منه في النهاية بأن يحاول أن يرتب له لقاء مع مالك المدينة.

" كل من يشكو الوحدة يدخل إلى هذا المكان"
كانت هذه إحدى الجمل التي رآها "ميم" على أحد المحلات، فدفع تمن التذكرة ودخل، ووقف الجميع خلف باب كتب عليه: "من سئم السعادة وراحة البال، ويرغب في تجربة الحزن والقلق فليدخل من هذا الباب"، وعندما أراد الهرب أدخلوه عنوة ليجد قاعة مليئة بالفتيات والشبان، وابتسم لإحدى الفتيات الموجودين وابتسمت هي له فأخبرته بأنهم بهذا تزوجا.
ثم بعد يومين أتى لهم ولد وبنت وأخبروهم بأن مالك المدينة أرسلهم ليكونوا أبناءهم، وأصبح "ميم" بهذا مجبر أن يدور في الطاحونة دورات إضافية كي يستطيع أن يصرف على أولاده وزوجته، خصوصًا مع ارتفاع الأسعار المستمر.

ثم يكتشف الجزء الخلفي من المدينة عندما رأى زوجته تتسلل إليه في إحدى الليالي، وعندما دخله وجد أن رائحة المكان كريهة وكل من فيه يمشون شبه عراة، ورأى الواعظ يضاجع إحدى الفتيات وعامل الطاحونة، وعندما أخبرته بأنه وسيم وأنها تريد أن تقضي ليلة معه تركها وذهب فحوكم بتهمة جرح مشاعرها.
الجزء الخلفي هو عالم مليء بالشهوات والخطايا، ولم تكن المدينة سوى واجهة حسنة، لكن العالم الحقيقي في الجزء الخلفي. وفي النهاية أدرك لما كانوا يضحكون عليه عندما يدور في الطاحونة، لأنها هو الوحيد الذي يدور في الطاحونة بينما الجميع يكسب رزقه من السرقة في الجزء الخلفي، ربما الجزء الخلفي وفكرته أفضل ما في هذه الرواية.

وفي نهاية الرواية سيبني له أهل المدينة برج من أربعين دور لكي يؤدي الرسالة التي أتى إلى المدينة من أجلها هو البحث عن الحقيقة، لكنها طوال الرواية وهو يدور في الطاحونة ويراعى أولاده وزوجته ولم يجد الوقت الكافي ليبحث عن الحقيقة، الحياة كلها ضاعت في العذاب ولم تترك له فرصة للبحث عن الحقيقة، ليموت في النهاية في غرفته ويشيعه كل من في المدينة لأنه الشخص الشريف الوحيد الذي كان يدور في الطاحونة، وعندما يلقى في البالوعة رجل كبير شاب واقف لا يدرى أين هو لا لماذا جاء، ليحدث معه كل ما حدث مع "ميم نون" في بدايته من ترحيب، وعلى هذا تنتهي الرواية.

انتهت دون أن يدرك "ميم نون" الحقيقة، وستنتهي دون أن يدرك أحد الحقيقة، وسنظل في حلقة مفرغة إلى الأبد، وهكذا انتهت هذه الرواية المثيرة للحيرة وللارتباك وللتساؤلات.
الكاتب أخرج فكره في كل شخصيات الرواية، ربما هو مقتنع بشيء لكنه لم يصارحنا بما يقتنع به، بل هو يريدنا أن نبحث عن الحقيقة بين ضفتيّ روايته.
Profile Image for Amr Algendy.
Author 14 books2,710 followers
September 26, 2012


رواية الواجهة ... يوسف عز الدين عيسى

أيها العبقرى الراحل ماذا تفعل بنا ؟ ايها العبقرى الذى لازمنى كثيرا بين شكوكى ويقينى
يوسف عز الدين عيسى فى هذه الرواية جعلنى اشعر وكأننى اقرا كتابا من أمهات الكتب .. ناقش المعاناة الانسانية .. اوضح التنقل الانسانى الفكرى ما بين الايمان والالحاد وما يتخلله من صراعات فكرية بصورة اكثر من رائعة وقد يعتقد البعض انها رواية كئيبة تدفعنا للبؤس والحزن ولكن على العكس تماما .. فلو فكرنا للحظة فى حال الانسان ومعاناته مع افكاره وهواجسه وحياته وفضائله ورذائله لوجدنا انه كان رفيقا بنا

النهاية التى وضعها يوسف عز الدين عيسى .. نهاية قد يراها البعض مأسويا ولكن هذا حال المتمسك بفضيلته .. نهاية من وجد الحقيقة وآمن بها ..


باختصار ..

احسن رواية قرتها فى حياتى
لا يمكن ان يكون هناك روائى تغلغل داخل المعاناة الانسانية وناقش وجودية الله كما ناقشها العبقرى الراحل يوسف عز الدين عيسى ...
وكما يقول محفوظ
انها اجمل ما قرات على مر حياتى



Profile Image for Mohamed Osman.
578 reviews473 followers
January 22, 2014
ما الذي أتي بي إلي هنا !؟
وجب علي السير مسافة لكي أستطيع المضي
استبعد الطرق المختصرة واسلك أحد الطرق البعيدة لتفادي أكبر عدد ممكن من باعة الكتب

كلا لن أقوم بشراء كتب اليوم، سأخذ أجازة ولو لمدة يوم واحد من الشراء، فالوضع أصبح فوضويا بعض الشئ بعد العزال

لا يوجد فائدة في، أنا أعلم نفسي جيدا، وهل أستطيع مقاومة ذلك النداء الساحر الذي يتفوق علي نداء النداهة ، إن نداء الكتب لهو أسطورة من نوع خاص
ويزداد النداء قوة ، كلما كنت تطالع شيئا سخيفا مثل هذه الرواية المملة التي كنت اقرأها وحازت علي ضجة أكثر مما تستحق ، اللعنة علي التسويق والدعاية الحديثة ، إنها لشئ مزعج حقا

أنتقي عدة كتب ، أعلم إنها ستكون جيدة أو أراهن علي ذلك بناء علي معرفتي و خبراتي السابقة ، لكنها لن تكون مبهرة، أقف أمام رواية الواجهة وأحاول التذكر هل قمت بشرائها من قبل أم لا، اللعنة لم تعد ذاكرة المرء كما كانت، أصبح هناك أشياء أكثر من اللازم تشغل عقل المرء، أقرر شرائها وإذا كنت امتلك نسخة آخري سأقوم بإهدائها لأحد الأصدقاء، أمارس أحد حيلي السريعة للحصول عليها بسعر أقل مما يريد البائع، انقده ما أريد، وانطلق بأقصي سرعة ممكنة مبتعدا حتي لا أضعف أمام نداء الكتب الخالب للعقل
أضع الرواية في مكان بارز في غرفتي ريثما انتهي من ذلك الكتاب

أقرر أن اتصفح الكتاب وأن أبدا قراءة هذه الرواية كأول تجربة روائية مع الكاتب المغبون حقه الدكتور يوسف عز الدين عيسي بعد أن استمتعت برفقته في تجربتين سابقتين، افاجئ بوجود إهداء لهذه النسخة التي بين يدي نصه كالتالي
حضرة الكاتب القدير ......... هذا الكتاب هو أغلي ما لدينا و كم يسعدنا أن نهديه إياك
أسرة الدكتور يوسف عز الدين عيسي مع خالص التقدير

كم تتكرر معي هذه القصة، كم من كتاب اشتريت ووجدت عليه إهداء لأحد الكتاب أو الأصدقاء من الكاتب، ودائما وأبدا كلما مر علي مثل هذا أتذكر موقف جورج برنارد شو الشهير عندما أهدى أحد أصدقائه مجموعة مسرحية له وكتب عليها إلى من قدر الكلمة الحرة حق قدرها، إلى الصديق العزيز مع أحر تحيات برنارد شو ووجدها تباع في أحد المكتبات الخاصة بالكتب القديمة، فقام بشرائها وإعادة إرسالها إلي هذا الصديق بإهداء إضافي جورج برنارد شو يجدد تحياته الحارة إلى الصديق العزيز الذي يقدّر الكلمة حق قدرها
إنها حقا مهزلة قديمة قدم الحياة، لكن لها فوائد لمن هم مثلي

هذه الرواية قلبي بها يسعد وعقلي لها يطرب، واحدة من أفضل و أعظم الروايات العربية التي قرأتها بدون مبالغة ، ولم أكن أعلم أن نجيب محفوظ تحدث عنها قائلا بأنها أروع شئ قرأه في حياته إلا بعد انتهائي منها، إنها رواية خالدة خلود الإنسانية لأن أحداثها تدور عن الإنسان وصراعه في هذه الحياة، عن جهله و بحثه الدائم عن الحقيقة، إن هذ الرواية تطرح قصتي وقصتك وقصة كل فرد، و لا أعتقد بإمكانية وجود إنسان واحد لم يمر بمثل هذه التساؤلات التي تطرحها الرواية في قالب رمزي بسيط قد يبدو من الوهلة الأولي ساذجا بعض الشئ لكن هذا غير صحيح

كما أن الرواية تطرح إشكالية فهم الرمز والمغزي بقوة، فرمزية الرواية بسيطة تفهم سريعا لكن المغزي والمراد الذي يقصده الكاتب يختلف عليه البعض، وقبل أن تذهب إلي أي تأويل أدبي يجب عليك أن تسأل نفسك سؤال لماذا أميل إلي هذا التفسير و لا أميل إلي وجهة نظر آخري، هل أنا عاجز عن الرد علي الأسئلة و الصراع الذي تطرحه الرواية، لذلك أخذ موقف الضد منها، فربما إجابتك علي هذا السؤال تجعلك تعيد التفكير فيما تؤمن به من ثوابت، وتكشف لك وجهات نظر وأفكارقد تكون اتخذت منها موقف مسبق بدون تفكير، أو فلنقل زرعت بداخلك كتابو محرم الخوض فيه



لآسف دكتور يوسف له كتب رائعة ولكنه غير مشهور كما تستحق مكانته، وهذا هو الشائع في بلادنا، حيث لا كرامة لنبي في قومه، لكن عزاؤنا الوحيد بأن أعماله خالدة خلود الزمن أينما وجد الانسان، ولمن أراد أن يعرف المزيد عن هذا الكاتب الرائع المغبون حقه يمكنه زيارة هذا الموقع
http://www.eassa1914.com/ARABIC_Youss...

و لمن أراد الاستمتاع بهذه الرواية النادر وجود مثلها في مكتبتنا العربية وعاجز عن العثور عليها يمكن أن يحملها من هنا
http://www.4shared.com/office/kUUKC6P...
Profile Image for Muhammad Galal.
572 reviews752 followers
August 19, 2017
" جميع سكان هذه المدينة بلا استثناء محكوم عليهم بالإعدام "

هذه الرواية تُزيد المؤمن إيمانًا ، و تُزيد المُلحِد إلحادًا،
الجملة السابقة ظاهرها فيه قسوة و ظلم؛ لكن المتمعّن سيجد أنّ الرحلة التي نعيشها لابد لها من نهاية ، و في هذا رحمة و حكمة ممن أوجدنا في هذه الرحلة ، فكرة أنّك موجود بلا سبب هي الأكثر تفاهة ، و الأقل قدرة على التصديق، و أرى أن من يؤمن بها هو واحدٌ نفسه جُبِلَت على الضعف.

الرواية رمزيتها سهلة للغاية ، يوسف عز الدين عيسى لم يفعل المستحيل هنا، هو فعل السهل الممتنع، الأفكار التي دارت و تدور و ستدور في خلدنا ليوم الدين عبّر عنها بما يروقه من ألفاظ و كلام ، كلامه أقرب للإلحاد منه للإيمان ، هو لم يأتِ على ذكر الإيمان بشيء، أو تحدث عن المؤمنين على أنهم كسالى خائرو العزائم ينتظرون ضيفًا عليهم يبحث لهم عن الحقيقة.

الرواية تحكي عن بطل وجد نفسه في أرضٍ غريبة، وجد أناسًا على قدر من النظافة و ال��مال و حسن الخلق، ثم وجد أن البلد لم تحصل فيها جريمة واحدة منذ عشر سنين ، و عليه فلا حاجة للوعظ ، ثم أكرموا ضيافته و أخبروه أن طعامه و كساءه و مسكنه عليهم لمدة عام ، ثم حدث منه تصرف غضب له مالك المدينة ، فقام بإعدام عدد من الناس ، و تم إلقائهم في البالوعة ، و تم الحكم على بطلنا بالدوران في الطاحونة لكسب قوت يومه.

كل يوم يدور في الطاحونة و يُلسَع ظهره بالسياط لأجل قروش ضئيلة ،
أخيرًا تولدت الإرادة لدى بطلنا و سأل عن سبب وجوده
فردوا عليه بأنه وُجدَ : للبحث عن الحقيقة.
تزوّج ، و فجأة وجد له طفلين ، فجأة أعدم أحدهما و جُنّ الآخر ،
بطلنا حديث المدينة كلها ،
بطلنا وجد بابًا خلفيًا في بيته للجزء الخلفي من المدينة تُمارَس فيه كل الرذائل ، لا ضير من بعض التنفيس مقابل أن تبقى الواجهة نظيفة، فالضعف و الذنب من صفات البشر ، و مدينتنا طاهرة مثالية لا منكر فيها و لا ذنب.

بطلنا للأسف ظل مغلوبًا على أمره طول القصة ، ظل مسلوب الإرادة في حياته ،
لا يعلم لمَ يعيش، تمنّى الموت، ذاق الهوان ،
لم يتبسم في حياته غير ثوانٍ معدودة ،
السخرية في أن أسئلته بالنسبة له بدائية بسيطة، لم يلقَ لها إجابة ،
مات بطلنا و هو باحثٌ عن الحقيقة، مات و على شفتيه ابتسامة،
مات و البلدة كلها تنتظر منه معرفة الحقيقة ،
بعد أن أهانوه، و كبّلوه بالقيود ، و هو باحث عن الحقيقة ، نقموا منه،
و حمّلوه اللوم حتى بعد أن مات.

رأيي بخصوص الكاتب : الكاتب تساؤلاته ذات وقع صادم كئيب، الرواية نسقها بطئ، أحداثها متوقعة ، سردها سلس ، حواراتها سهلة التذكر، الكاتب عنده مشكلة مع فكرة الألم ، يرى أن الألم لا يُصلح النفوس ، أو أن الإيمان المبني على الترهيب هو محض وهم، أو خوف من التعذيب،
يرى أن الله لم يُظهر حبه الكافي لنا حتى نفهمه ، و نحبه بصدق.

عني أيّها الكاتب : فلو تساءلت مثل أسئلتك، و توقفت حياتي عليها ، و أزلتُ كل أسباب وجودي ، و أرجعتُ نشأتي للعدم و مآلي للعدم ،
حينها سأقول لنفسي عش حقيرًا ما دمت جئت من حيث لا تعلم ، و ذاهب إلى ما لا صفة له و لا قيمة ،
حينها لن تصبح لحياتي أي قيمة ؛ و لكني منتظر للقاء ربي حتى يتبين لي ما غاب عني، فعنده مبتدأ الأمر و منتهاه ، سأعبدُ ربي حتى يأتيَني اليقين، و سلامٌ على روحك التي أتمناها لم تتعب من البحث، و لم تُسلّم بهذا اليأس الذي حاولتَ ترسيخه فينا بعملك.
Profile Image for غُفْرَان.
239 reviews2,043 followers
September 6, 2015
رواية احتوت على فكر وأسلوب مميز وفلسفة تستحق التأمل في كثير من أجزاءها
وأجزاء أخرى كانت قبيحة الفكرة والمعنى
لم أرى فيها ترميز كما ادعى البعض المقصود فيها واضح وبين ولا يحتمل تأويل
لو لم يستخدم الكاتب فكرة التجسيد لكنت اعتبرتها واحدة من أروع ما قرأت فلم تقم الرواية على هذه الفكرة فقط وما غيرها كان إبداع بحق
فما الفائدة من قراءة كتاب يزيد من حيرة الحائر
ويخاف منه المؤمن على إيمانه فلا يكف عن قول الله ربي وآمنت بالله ?
فماذا قدمت بروايتك هذه لكلا الطرفين ؟
كتاب مؤذي ..
Profile Image for محمد مختار.
Author 3 books914 followers
February 18, 2015
ضعوا كثيراً من الأزهار على جثتي عندما أعدم حتى لا أشعر بالبرد

ملحوظة وجب التنويه عنها قبل كتابة الريفيو، من لديه مشكلة مع الترميز في رواية أولاد حارتنا قد لا يتقبل هذه الرواية، ليس ترميز واضح كأولاد حارتنا ولكنه موجود وتم بناء الرواية عليه

رواية رائعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كتير أوي بقرأ ريفيوهات على روايات وبقرأ جملة يغوص في النفس البشرية، وكنت بقرأ الروايات دي ومببقاش فاهم هو غاص ازاي يعني ما هي زي أي رواية عادية، في الرواية دي.. لأول مرة أفهم معنى كلمة الغوص في النفس البشرية

الرواية بتحكي عن واحد صحي لقى نفسه في مدينة ميعرفهاش، وكل حاجة فيها رائعة الجمال، السيارات والمباني والبشر والأزياء والمحلات، كل الناس تبدو طيبة متعاونة من الوهلة الأولى

ورويداً نبدأ بالتعرف على ما يواجهه سكان هذه المدينة من رعب، فالجميع محكوم عليهم بالإعدام وكل منهم ينتظر تنفيذ الحكم

شوية كمان ونبدأ بالتعرف على الجزء الخلفي للمدينة، الجزء الذي يقام فيه جميع الرذائل، حتى تظل واجهة المدينة نظيفة وجميلة ولا يوجد فيها أي فعل منافي للأخلاق

الرواية بتجسد الإنسان في الدنيا، كل ما يعانيه من مخاوف، وكل ما يعتمل في نفسه ويحاول إخفائه

من الروايات اللي كل ما أحس إني فهمت اللي فيها أفاجأ بمنعطف جديد، كل موقف وراه مغزى معين، ومتأكد إني لما أقرأ الرواية تاني هلاقي معاني جديدة

أنصح بقراءتها بشدة
Profile Image for Hoda Elsayed.
399 reviews874 followers
December 30, 2015
"الواجهة"
يقدم لنا يوسف عز الدين رواية رمزية مباشرة عن الأفكار الملحة والتساؤلات التي راودت كل منا في أي مكان وزمان.
ما الإنسان؟ وما الحياة الدنيا؟ وما الآخرة؟ وهل الإنسان مسير أم مخير؟ وماذا عن الكون العظيم؟ وما السعادة؟ وما الموت؟
ترسم لنا الرواية عقلية الشخص المتشكك "ميم نون"
الباحث عن الحقيقة، والمتشكك في حكمة الله والباحث عن تساؤلات لكل أسئلته.
يطالبك بإيجاد أسئلة عن كل فعل أو حكمة أمر بها الله، مطالبًا إياك بالاجوبة.
الإيمان بالله يتطلب اقتناع عقلي وقلبي.. وبعض الأحكام مهما بلغت درجة حكمتك وروعة تفكيرك لن تتوصل لحكمة الله في ايجادها والزامنا بها، بل عليك أن تُسلم بوجودها.
الرواية قد تكون فكرتها جيدة، لكن طريقته في عرض أفكاره أو اعتراضاته متطاولة بعض الشئ.. لايعرض فكرته محايدًا، بل يميل لكونه أقرب للتأفف من الواقع.
ابحثوا عن الله، وتسائلوا، وتشككوا، وتعمقوا في البحث.. فهكذا أمَرنا، لكن ليس بتلك العدائية والتطاول.
الأسلوب سطحي جدًا، لا تستشعر جمال أي جملة، ولا تحاول الوقوف عليها لبلاغتها وروعة أسلوبها.. مما سيجعلك تنهي قرائتها سريعا.
الفكرة فقط هي ما تُحسب في صف الكاتب.
Profile Image for Mohamed Amin.
279 reviews50 followers
September 19, 2021
الواجهه
يوسف عز الدين عيسي
القراءه الأولي: ابريل 2021

رحلة البحث عن الحقيقه . يوسف عز الدين عيسي يتناول في هذه الروايه البديعه رحلة الانسان في الحياه ومدلولات ومكتسبات هذه الرحله وآثارها عليه وعلي من حوله.الفكره العامه في الروايه هي عن الهدف من الحياه ومواجهة الأقدار المسلطه علي رقاب جميع من في الأرض، ملخص لدورة حياة الانسان علي الأرض من الميلاد وحتي الممات. التقلبات الاجتماعيه والعلاقات بين البشر وبعضهم، وعلاقات الانسان بربه وتساؤلاته التي يطرحها بين الحين والآخر، الوسطاء بين الرب وعباده أو من ينسبون لأنفسهم هذه الصفه وينصبون أنفسهم لحساب الآخرين وتوجيههم.

التساؤلات المثاره في هذه الروايه فلسفيه هي دينيه اجتماعيه بشكل عظيم، تساؤلات عن جدوي الحياه ومدي قدرة الانسان علي الاختيار لأفعاله وكيفية تحقيق العدل في الثواب والعقاب واكتساب اضافه جديده له ولمن حوله. تساؤلات فد تبدو طبيعيه للبعض وشائكه للبعض الآخر، مهمه للبعض ومربكه للبعض الآخر. ينسجها الكاتب بحرفيه بين الأحداث عن طريق حكاية الشاب الذي وجد نفسه في مدينه تبدو لأول وهله مدينه فاضله قوامها الشرف والأمانه لا يدنسها ثوبها ما يشين ولا يشوبها شائبه. ولكن مع استمرار حياته في هذه المدينه يكتشف ما لم يكن يخطر علي بال من أفعال وتصرفات وعلاقات واختلافات فاقت احتماله وقدراته البشريه.

الرمزيه هي قوام هذا العمل، فالمدينه هي الحياه وبداية رحلة البطل هي الميلاد حيث يري الطفل كل شيء جميل ونقي وطاهر ولكن مع تقدمه في العمر يكتشف المستور من الأمور، مالك المدينه هو الله وحكم الاعدام في الروايه هو الموت الذي هو حق علي كل البشر ، الواجهه هي مايظهر البطل من مظاهر البشر وحياتهم والجزء الخلفي من المدينه هو الحياه المقابله لكل انسان والتي يعيشها متواريآ عن الأنظار مطلقآ لرغباته ونزواته العنان. الطاحونه هي شقاء الانسان في حياته وسعيه الدؤب لكسب الرزق وان كان ليس بالكثير ليقيم أوده، الزواج والاولاد والعلاقات البشريه وكثير من التفاعلات المتشابكه يقدمها الكاتب في صوره رائعه علي لسان شخصيات الروايه في قالب روائي مميز.

قد تغيب عن القاريء بعض الاسقاطات والأحداث الرمزيه للروايه وقد تسمح الاحداث بتفسيرات وتأويلات مختلفه وأعتقد ان هذا مقصود من الكاتب كي يسمح للقاريء بالتفكر واعمال العقل والتفاعل مع الأفكار المطروحه ومحاولة الاجابه عن بعض ما تيسر منها لما استطاع اليه سبيلا.

الواجهه قد تجذب المؤمنين وقد تجذب الملحدين ، قد تكون سببآ في ثبات البعض أو سببآ في شتات البعض، قد تدفعك الي حافة الجنون وقد تأخذ بك الي قلب اليقين.هي عمل يجب قرائته أكثر من مره واستيعاب أفكاره واسقاطاته السهله والمركبه في آن واحد.

التقييم العام : أربع نجوم
Profile Image for ياسمين Thabet.
Author 6 books3,302 followers
January 20, 2018
قرأت الرواية بناءً على ترشيح أحد الصديقات لان موضوعها يهمني ويدور في عقلي هذه الأيام
طوال قراءتي لها شعرت أني اقرأ مسودة عمل من المفترض أن يحوي أي فلسفة أو معنى
قلت مسودة هنا لان اللغة في غاية الملل
ليس فيها اي جملة فيها اي نوع من انواع الابداع
ولا هناك أي حوار مختلف او جديد او حتى عادي
وحين انتهيت منها شعرت بغضب كبير جدا من تلك التي رشحتلي الرواية

قالت لي انها رواية تتحدث عن الحياة والموت والله والفلسفة
لم اجد فيها اي شئ يتحدث عن شئ مفيد
مجرد هيكل رديئ لشئقد يكون رواية يريد فيها الكاتب قول شئ ما لكنه لم يعرف بعد
فيترك نفسه وهو يكتب ليرى كيف ستأخذه الرواية
ولم تأخذنا لأي مكان بعيداً عن موقعنا في اول سطر

من اسوء ما قرأت فعلا
Profile Image for Ahmed Osama.
Author 5 books192 followers
June 8, 2014
لا تندهش إذا علمت أن نجيب محفوظ يقول عن رواية الواجهة ليوسف عز الدين عيسى إنها افضل ما قرأ فليست الافضلية هنا لأانها الأكثر امتاعا أو الأكثر تشويقًا ولكنها لأنها الأكثر أهمية.. فهذه الرواية تقدم العديد والعديد من الاسئلة حول وجود الانسان ورحلته وحياته فى هذا العالم.. منذ زمن لم اقرا رواية بهذا الجمال ولم انبهر بأسلوب كاتب منذ أخر قراءاتى لتوفيق الحكيم... للاسف فرق شاسع بين ادباء الستينات وادباء هذا العصر وانا هنا لا اقلل منهم ولكن معظمهم يحمل بعض سمات العصر وهو الاستسهال وقليل منهم جدا من تجد عنده هذه القيمة الأدبية .. كى لا نبعد كثيرا عن روايتنا سأذكر بعض النقاط الهامة الايجابيات وكذلك السلبيات التى لا تقلل من قيمة هذا العمل:
- هذه الرواية درس مجانى لمن يريد أن يجمع بين بساطة الأسلوب وعمق الفكرة... اسلوب سلس ومفردات سهلة وتشبيهات جميلة ووصف جيد وحوار شيق بجانب فكرة فلسفية عميقة سهلة الفهم
- العنوان نفسه رمزى جميل ستكتشف المغزى منه مع سير الاحداث
- تقدم الرواية اسئلة وجودية وفلسفية كثيرة واعطت القليل من الاجابات وباقى الاجابات على القارئ استنباطها
- فى هذه الرواية ستجد الرمزية فى ابهى صورها, ولكنها هنا رمزية حقيقية دون اسفاف ودون تعقيد
- الرواية بها العديد من الاسقاطات الدينية والسياسية ويمكن التأويل بكل سهولة وفى نفس الوقت لا يمكن توجيه اتهام واحد للكاتب بالكفر والالحاد أو الخيانة أو حتى قلب نظام الحكم ( أوسع التهم انتشارأ)
- سير الأحداث شيق جدا وفى الاوقات التى تصل فيها للذروة تصطدم بالكثير من الرمزية التى لا يصعب حلها ولكنها دعوة للتفكير
- اعمال العقل هو الهدف الاسمى للرواية حول وجود الانسان الحر الشريف وحياته والتحديات التى تواجهه وكذلك مصيره بعد الموت
- السلبية الوحيدة من وجهة نظرى تكرار بعض الجمل والحوارات وبعض الاحداث ولكن يمكن التغاضى عن هذه النقطة مقارنة بقيمة الرواية ويمكن تفسير هذا التكرار ايضا لتجسيد الحالة التى يمر بها البطل

فى النهاية إذا كنت من محبى القراءة للاستفادة والتعلم والتامل والاستنتاج فانصحك تماما بهذه الرواية
Profile Image for Mohamed Gamal.
708 reviews104 followers
May 24, 2022
لم أكن اتوقع نصف هذة الجودة، رواية جيدة وثورية في زمنها، تستحق القراءة، رمزيتها بسيطة وان كانت قد تكون صادمة للبعض. اضعف ما فيها نهايتها لكنها مجملا رواية جيدة. اعتقد انني سأحب القراءة ليوسف عز الدين اعمال اخرى
Profile Image for Sarah saied.
539 reviews79 followers
September 17, 2015
_انه يحب كل من يحاول الوصول الى الحقيقه انه يفخر بأن الدمى التى صنعها تفكر وتتأمل
_لكن الشئ الذى يحيرنى لماذا يصنعنا ثم يعذبنا؟
_انه يعذبنا ليشعرنا بوجوده ويشعرنا أيضا بوجودنا..الانسان لا يشعر بوجوده الا اذا تعذب ..اننا لا نشعر بلحظات السعاده ولكننا نحس بأيام العذاب .
_افلا نشعر بوجوده الا اذا عذبنا؟
_الانسان قد لا يذكر الذى أسعده ولكنه لا ينسي الذى اشقاه
******************************
روايه الواجهه ليوسف عز الدين عيسي هى العمل الأكثر رمزيه الذى أقرأه في حياتى ...هى روايه التساؤلات الكبرى التى تدور في عقول البشر أجمعين بدءا من الاشد الحادا الى الاكثر تدينا .هذه الاسئله الوجوديه الحائره التى تعصف بوجودنا بلا اجابات مرضيه .
يتساءل ميم نون بطل الروايه ورمز الانسان وشقاءه (لماذا يعاقب الأبرياء لماذا تحرم فتاه مسكينه القدره على السمع والكلام ؟!!لماذا تفجع عجوزا في ابنها الذى نفذ فيه حكم الاعدام؟ لماذا يزلزل أرض المدينه لتنفيذ حكم الاعدام في الأطفال والنساء والرجال ؟لماذا يقتلنا جميعا؟ .......يكون الجواب على أسئلته الحائره ان مالك المدينه لا يسأل عن اسباب حكمه .انه يفعل ما يشاء وما علينا سوى السمع والطاعه ..
*****************************
تضعنى الروايه انا أيضا أمام أسئلتى الحائره ...لماذا يموت الأبرياء دائما؟ لماذا يمارس الطغاه جنونهم ويشعلوا الدنيا بحروبهم ويعيثوا فسادا وخرابا ...فلا يدفع الثمن سوى أناس ابرياء لا ناقه لهم ولاجمل تمتلئ بهم الملاجئ والمخيمات والمستشفيات والقبور؟!!!!لماذا يتوفي او يصاب أطفال رضع بأمراض فتاكه رغم أنهم لم يعرفو أصلا ماهيه هذه الحياه ولماذا جئنا والى أين المنتهى؟
لله سبحانه وتعالى حكمه خفيه لا نعلمها وتقصر عقولنا عن ادراك المغزى الخفى وراء كل الامور في اغلب الاحيان ..(من العسير على عقل الدميه ان يرقي الى مستوى صانعها ليفهم دوافعه واسراره .ان عقل الدميه يعجز عن تفسير الأشياء التى فوق طاقته).لكن عقولنا ترفض التوقف عن التساؤل عن جدوى ما يحدث ربما لان الوظيفه الأساسيه التى خلقت من اجلها هى التساؤل والبحث عن الحقيقه ..
تطرح أيضا الروايه اشكاليه عميقه بداخلنا وهي هل الانسان مخير أم مسير في هذه الدنيا فيتساءل بطل الروايه (اذا كان يحركنا كما تقول فلماذا يحاسبنا على أعمالنا)فيضع الكاتب رؤيته لهذه القضيه فيقول (كلا انت الذى تصنع قدرك ..مالك المدينه يصنعنا ويمدنا بالقدره على الحركه والتفكير ويترك لنا حريه الاختيار .انه لا يجبرنا على حركه معينه او اختيار شيء بالذات ) فالقدر لا يمكن تغييره ولكن لك تمام الحريه في التصرف ازاء هذا القدر ..
يطرح أيضا الكاتب في روايته أسئلة حائره حول ماهيه العدل والعداله في الحياه واذا كان هناك عدل في الحياه فكيف يعيش اناس تحت خط الفقر ولا يجدوا قوت يومهم ...ويموت البعض من فرط التخمه والرفاهيه!!!!

اتذكر يوما سالت امى سؤالا كهذا ..هل يتحقق العدل حقا في هذه الحياه.؟ فاجابتنى ان الدنيا ليست دار جزاء (ثواب او عقاب)انما هى دار ابتلاء ...فاذا كان هناك عدل في هذه الدنيا لما قطعت رأس سيدنا يحيى من اجل بغي عاهره ..ولما عذب الرومان سيدنا عيسي ..ولما اهين سيدنا محمد من أهله وقومه في سبيل اداء رسالته...انما الدنيا دار ابتلاء لا دار عدل...
باختصار لا تخلو صفحه من هذه الروايه من هذه التساؤلات الكبرى من اجل الوصول الى الحقيقه ..حقيقه وجودنا في هذه الحياه وماهيتها ....تدفعك الأسئلة الشك ومواصله البحث عن الاجابات
روايه رائعه للغايه ...والنهايه جاءت موحيه وبليغه جدا...الكاتب يملك لغه سلسله ورشيقه استطاع ان يصل الى ما يريد قوله برمزيه بسيطه تخلو من التعقيدات ...لا أنصح الأشخاص الذين اتقنو تلقي الاجابات الجاهزه بدون تفكير او وعى بقراءه هذه الروايه.....
96 reviews34 followers
June 17, 2015
صادمة ، كئيبة ، مؤذية للروح ، لا يُنصح بها للمعتلين مزاجيا ، القلقين ، المغمورين بالسواد وتيه العبث ، هذه رواية كرصاصة في الرأس .
Profile Image for محمد أحمد خليفة.
239 reviews49 followers
August 2, 2020
هذه رواية عظيمة، لن تستطيع الكلمات أن تعطيها قدرها ومكانتها. هذه الرواية تستحق أن تقرأ مرات ومرات، وفي كل مرة سوف يزداد تعلقك بها وتأثرك بأحداثها ورغبتك في فهم رموزها.
Profile Image for Dina Nabil.
205 reviews1,219 followers
December 16, 2015
ربما تبدو فى تكونيها قصص الديستوبيا الكثيرة بين 1984 جورج اورويل و 451 فهرناهت او حتى عالم جديد رائع الدوس هكسلى ... اما فى معناها فلا تكاد رواية اخرى توازيها الا معجزة نجيب محفوظ الفنية التى اسماها الجميع اولاد حارتنا , و هى تسأل باستمرار وحشى ولا تعطى اجابات و تلعب على كل الاوتار التى تمرن الانسان كثيرا على تجاهلها

و هى ترجع بنا الى الاساسيات و الاصل الذى تعلمنا منذ نعومة الاظافر ان ننشغل عنه بالفرعيات
و يوسف عز الدين يصمم اعماله كما صممها نجيب محفوظ تحوى القدر المثالى من الرمزية التى تبعد به عن مساوئ المباشرة الوقحة دون ان تحلق بعيدا عن فكر القارئ و تتحول بدورها الى مزيد من الالغاز لكن العم نجيب كان اكثر رحمة على شخصياته و جعلها تلمس و لو اطراف من الحقيقة لكن هنا لا زعبلاوى تلقتى به فى غيوبة الخمر ولا جبلاوى يهدده مجد عرفة الوليد ولا عبد الرحيم الاب الضائع فى رحلة الطريق

الامر هنا لم يكن مدينة كابوسية بظل حاكم ظالم او جهل متفشى او حتى تكنولوجيا خارقة مزعجة ... مدينة يوسف عز الدين عيسى كابوسية خانقة لمجرد وقوع الحياة بتفاصيلها العادية فيها و هى تنشر جو من التوتر و الحزن طيلة الوقت ربما لانها تذكرنا بطاحوتنا نحن

و ينسى الجميع حينا الاعدام القادم لا محالة و يسود المرح احيانا و ربما اختلطت الضحكات بانغام الموسيقى و يتناسى الجميع ذلك فى لحظات صفا نادرة و ربما شعر وقتها بظل سعادة حقيقة تمحو و لو مؤقتا ان المصير النهائى هو للبالوعة البشعة او تراب او بحر هائج فى يوم لا نعلمه

دين تنكر اى ظلم و يصور لنا الكون مثاليا و تخصص لرواية القصص الطرفية و الفكاهات المسلية و تفرغ لشكر مالك المدينة ..و مندوب يصمم ان التصميم مثالى متقن و انسان لا يشعر الا بوجع السوط على ظهره طيلة اليوم ليحصل على مأوى و طعام لا يتيح له الا ان يعمل و يضرب فى اليوم التالى ... و عار وصم به فورا حين فكر فى خطيئته الاولى و غفران بعيد قاسى

يردد الجميع ان عقولنا لا تسمح بالفهم لكننا نصرخ اننا لا نتمتلك غيرها و ان الحقيقة التى تعجز ادواتنا عن سبرها وهم ظاهر لكن الاحساس يكذب العقل و يكتب على الانسان البحث الابدى ...و ننسى الى حين حكم الاعدام القادم لا محالة فنسعد او نرقص او نهيم فى حب وردى او نشبك قدرنا بالاخريين لكن الحكم الابدى لا ينسانا
و مطلوب من ذلك الكائن الهش ان يبحث عن "الحقيقة" الكبرى وسط لفات الطاحونة و طلبات الحياة و الازدواج بين الواجهة و الشوارع الخلفية و يلام حين يفقد توازنه او يشكو...يوعده الجميع

انه الكائن "الاهم" و الاكبر و ان الكون كله خلق له و لمتعته و ربما يزهو بذلك حينا لكنه يرى على الفور ان كل الكائنات الاخرى تعيش منعمه خالية من الحزن و الهم و انه الكائن و المخلوق الاهم اكثرهم تعاسة على الاطلاق

أنكون نحن فقط من يدور فى الطاحونة؟ لم نسلم ظهورنا للسياط فى استسلام؟ أنبحث عن الحقيقة فعلا ام نوهم انفسنا بذلك لحين تنفيذ حكم اعدامنا؟ من اين جاءنا؟ اين نذهب؟ و لماذا؟ و هل ينقذنا الحب؟ او الحكمة؟ ام الجريمة؟ كيف نحزن؟ كيف نخاف؟ لماذا يموت البعض طفلا و الاخر ��تمناه فلا يجده؟ هل توجد مدينة غير مدينتنا؟ و هل البلوعة هى الملاذ؟ ام النهاية؟ ام مجرد وسيط و برزخ؟ ولاين؟ هل نبتسم عن سعادة؟ رضا؟ استسلام؟ام ان عضلات وجهنا تتقلص ببساطة؟ و هل الحياة عبثية كمسرحيات بيكيت؟ ام ميلودرامية كاعمال شكسبير؟ ام انها كوميديا بحته كموليير و نحن فقط لم نعلم؟.... اسئلة لن يجيبنا عليها يوسف عز الدين عيسى و ربما لم نسأل نحن السؤال الصحيح بعد

دينا نبيل
يوليو 2015
Profile Image for محمد رشوان.
Author 2 books1,439 followers
July 9, 2015
كان من الممكن أن تكون هذه الرواية أفضل من هذا بكثير.. كان من الممكن أن تكون أروع من هذا بكثير.. للأسف صدمتني الرمزية البديهية السطحية، والتي تجعلك تتوقع كل ماقد سيحدث بعد.. في حين في مناطق أخرى كان من الممكن الاستغناء عنها كاملة أو استبدالها بأجزاء أكثر دقة وأكثر خدمة للرواية وجوها..

تشبه الرواية هذه دراجة نارية تمشي على سرعة 20 كم/س، رغم انها ستوصلك لكن لن تصنع فارقًا مهولاً بينها وبين المشي على الأقدام.. في حين أن الدراجة النارية بها إمكانيات للمشي أضعاف أضعاف هذه السرعة..

للأسف أقل من توقعاتي
Profile Image for Basim Mahmoud.
Author 4 books132 followers
July 25, 2015

بتقنيّة أورويليّة، العزيز يوسف عز الدين، يقوم بتجسيد الرمز، بعيدًا عن أي نقاش فلسفي وجودي عقيم يثقل التمبو الموسيقي للسّرد؛ حيث يهب الرموز أجسادًا، و لا توجد كلمة حشوًا؛ من أول كلمة، حتى آخر كلمة، و للمرة الثانية في روايةٍ له، يلمس فكرة الإرادة لمسًا خفيفًا، كي تتذكرها بعد قراءتك للرواية و تتسائل، لمَ يرضى الكائن بما هو فيه: بما يسمع، بما ينقله له مَن سبقوه للوجود على الأرض، لماذا يرضى بالذل؟ أو، لماذا يستسلم؟ بطل " الرجل الذي بائع رأسه" نموذج للفنان، و لكن، إثارة النزعة البشرية بإحتياجاتها بأزاماتها مع الظروف، قد جعلت تصرفه تجاه الحياة ذا موقفٍ سلبيّ؛ حيث لم يقاوم، إشارة خفيفة هنا لابن خلدون، فيما قد قرره ذات مرة أنه كيف لمشغول بلقمة العيش أن يتفرغ ليتعلم الدين كما ينبغي، أي، فيما يعني مخاطبةً للطغاة، الآن، أصحاب التأويل بخلفيّة دينية متشددة، سيقصرون النظر على إثارته فكرة الخالق؛ المرمّز - حسب فهم كثيرين- بصاحب المدينة، لو سلمنا جدلاً أنه يقصد الِإله بصاحب المدينة، طيب، اللفتة اللاواعية و هي ما لم يلتفت لها البطل -دا أنموذج و حالة ليست عامة- بدليل، من لم تملك إمتياز سماع صوت القطار قررت ذلك، أنك حُرّ الإرادة، والقريب من صاحب المدينة أيّ يمكن الإشارة بها للسلطة الدينية أو أي شرعنة تستمد قوتها الظاهرة بوهم الإتصال بالصّانع أو الإله، لكن، لماذا لم يثور على قوانين المدينة؟ لماذا لم يسأل؟ لماذا رضي بالسير في الطاحونة؟ هل كل المآزق التي وقع فيها، لم تهبه خبرة أن يعيد التفكير كي يتوقى المشكل أو الإحتيال للتصرف؟ الحل آتاه أكثر من مرة ، أي إمعان التفكير في فكرة الإرادة، الثورة على من يتملّكون المدينة، لا صاحب المدينة، هذا هو الخطاب المصدّر به قوانين المدينة، و هذا ما تصدره لنا السلطات الدينية في الكنيسة كصكوك الغفران، أو الشيوخ بأفهامهم هم، و ألمح لذلك بعبقرية، لفكرة عدم مراجعة القوانين، أي، صاحب المدينة لا شأن له بذلك، إنما من يزعمون أنهم على إتصال به هم من يشرعون، لصوص الرّب، و ما المانع ؟ الإرادة يا قوم، هو إختار أن يدور في الطاحونة، هو إختار أن يكون المسيح الفداء، و لم يتوقف ليُعمِلَ العقل فيما يرى، ليتأمل، ماذا يحدث و لحساب مَن، لكن، الأمر يحتاج دراسة هكتب تاني دراسة مطوّلة، بعد الإطلاع على الغريب و المسخ. ملاحظة، يشترك مع إرسنتو ساباتو في رواية النفق في فكرة مأزق الوجود الإنساني، مع إختلاف التصرف في كلٍ منهما لإيجاد حل، الأول كان بالشك و التساؤل، ثم إنتهى بالإنتحار، و هنا ، لم يتسائل، الرابط في كليهما، هو الإرادة، بطل ساباتو إمتلك الإرادة، و لكنه سلّطها على نفسه، فنفّذ في نفسه قرار الموت بعد أن قتل زوجته، و هنا، هو لم يمتلكها، لأنه لم يتسائل،
السؤال أوّل المعرفة، و الإرادة هي ما وهبته السماء للأرض كي تتألّه على الأرض بالخلق و الإبداع و الإكتشاف، لا بالتالّه على السماء، و لا على أهل الأرض بإخضاعهم للعبودية.
سأعود


Profile Image for Yasmina Faisal.
64 reviews120 followers
January 9, 2017
الواجهة رواية ممكن تقراها في أسبوع وتقعد تفكر في معانيها سنة.

عبارة عن مراية بتعكس أي موضوع يمر امامها، ممكن تشوفها دينية، وممكن اقتصادية واجتماعية وعقائدية وفلسفية ورمزية وثقافية ... إلخ.

كذلك الشخصيات مرايا لناس كتير حواليك من ضمنهم انت وابوك وجدك واولادك وكلنا .. دايرة واحدة متجمع فيها الكل، حتى المواضيع كلها تداخلت بعبقرية مدهشة.

المجالات والأوجه والتفسيرات اللي تستوعبها الرواية لا نهائية رغم انها تبدو بسيطة.

كان نفسي الرواية ماتخلصش .. اسئلة كتير كان نفسي أسمع اجابتها من الكاتب نفسه مش من عقلي، احداث وتفاصيل كتير كان نفسي أفهم معناها وأعرف مصيرها.
Profile Image for Mina.
43 reviews25 followers
November 24, 2016
الواجهة ..

بالتأكيد و قبل كل شئ هذا اصعب ريفيو كتبته حتي الآن، وهذه اصعب رواية قرأتها في حياتي ..

الإيمان الموروث و الغير قائم علي البحث و التدقيق و التفكير العميق ايمان رخو هش سهل زلزلته و الطعن فيه بكل سهولة .. من الشك يولد اليقين و من التفكير يولد الإقتناع و للقلب كلمة ليست بصغيرة في هذه الشأن ..

هذه الرواية مؤذية و مؤرقة و مرهقة للذهن بشكل بشع و شديد الفجاجة .. ارهقتني حقا و احزنتني و عصفت بذهني عواصف لا حصر لها من التساؤلات التي لا طائل من التفكير فيها و من الصعب الإجابة عليها .. علي قدر تلذذي بفكرتها و إستمتاعي بقراءتها ، علي قدر ما عانيت اثناء التفكير في اسألتها المؤرقة .. يكفي قولا اني ذهبت الي مكتبة الجامعة التي لم تخطوها قدمي مسبقا لأقرأ فيها العديد من الصفحات في هدوء و تأمل ..

من نحن ! لماذا خلقنا ! ما الحياة ! ولماذا الموت !
اسئلة عديدة يصعب الإجابة عليها ..

الرواية بها تراجيديا و دراما و مأساوية مفزعة و مقبضة، حالكة السواد بلا اي بارقة امل حتي في النهاية .. رحلة من التيه و العبث خلال اربعمائة ورقة لا تستطيع التوقف عن قرائتهم إلا لتفكر في اسئلة البطل التي هي بالطبع اسئلة الكاتب نفسه ..

رمزية الرواية ليست بسيطة او تافهة كما يصور البعض، و ايضا ليست صعبة و معقدة يعثر فهمها، بل هي شديدة السلاسة في بعض المواضع و شديدة الغموض ايضا في مواضع اخري .. فبعد ان انتهيت هناك عدة رموز لا اري لها تفسيرا :

_ إلي ما يرمز الجزء الخلفي من المدينة !
_ لماذا ميم فقط حكم عليه بالذل و التعب في حين باقي سكان المدينة لم يحكم عليهم بذلك !
_ الي ماذا يرمز البرج ذا الاربعين طابق !
_ لما ميم وحده هو من يسمع صوت القطار الراقد تحت البالوعة !

الرواية اسلوبها سلس و كاتبها مثقف و لغته شديدة الجمال و العذوبة، جمله سلسة جدا تنساب بين اعينك دون تعب، احداث متتابعة و شيقة الي اقصي درجة، العديد ايضا من الحكم شديدة الجمال اعجبتني جدا جدا جدا، النهاية عبثية عدمية كئيبة تناسب اجواء الرواية السوداوية ..

اعجبتني كثيرا رغم ارهاقها لي كثيرا، لأول مره في حياتي اشعر بتعب و افكر كل هذا التفكير و اصاب بكل هذا الأرق حين قراءة الرواية، وهذا يحسب للكاتب بكل فخر ..

رغم جمالها الشديد لكني لا ارجحها إشفاقا علي اي قارئ من التيه والتفكير الطويل الذي سيعانيه اثناء القراءة .. وبعدها ايضا ..
_ من دواعي الرحمة في بعض الاحيان ان يظل الانسان جاهلا ببعض الحقائق
_ هل يوجد غير الخير و الشر !? .. نعم يوجد العدم

و للعلم، لا اعتقد ان الكاتب ملحد كما يروج البعد، أرجوكم كفّوا عن إصدار الأحكام ولا تنعتوا اي مفكر بالملحد و الكافر فقط لانه يفكر بصوت مرتفع و يطرح عدد من التساؤلات الشائكة التي لا يحاول الكثير النبش فيها
Profile Image for Mohamed Ramadan.
282 reviews93 followers
November 20, 2015
شك مشروع وتساؤلات وجيهة
رواية فلسفية رمزية بسيطة
وما أجمل وأعقد البساطة ..
ومن أهم ما يميز الرواية الإثارة والتشويق .. لن تكل ولن تمل منهلا أبدا وسيظل بداخلك الشغف لمعرفة الحقيقة
تلك الحقيقة الصعبة المنال .. تلك الحقيقة التي نظل طيلة حياتنا في طاحونتها وفي الأغلب لن نصل لشئ

أعجبتني كثيرا لغة ووصفا وسرد وحبكة ..
Profile Image for Amr Fahmy.
Author 3 books150 followers
July 14, 2015
هذه رواية إنسانية لدرجة بعيدة ولكن لا أنصح من يعاني الاكتئاب بقرائتها فقد تكون أسوأ خيار ممكن بالنسبة له
Profile Image for منة شتا.
38 reviews6 followers
November 21, 2014
ليس غريباً إذن أن يقول نجيب محفوظ عن هذه الرواية : ( إنها أروع شيء قرأته في حياتي ) ، الرواية عبقرية ، و جاءت في وقتٍ تتردد فيه الأسئلة و الأفكار داخل نفسي ، تبدأ الرواية بشاب غريب بريء تماماً سليم النفس يأتي إلى المدينة و هو لا يعلم أي شيء عنها ، اسمه عنوانه من هو لماذا أتى ماهذه المدينة و أين تقع و ما اسمها و ما مهمته ، لا يعلم شيئاً ، يحاول أن يسأل الناس أهل المدينة ، لكنهم جميعاً يمتنعون عن الإجابة ، لا إجابة لهذه الأسئلة .. عليك بمكتب الاستعلامات ، مكتب الاستعلامات إجاباته محددة مفصلة على قدر السؤال و لا تبين كثيراً ( بالقطارة ) ، و لكنه يعلم أن اسمه ميم نون أي مجرد حرف وسط البشر رقم وسط كل أرقام البشرية ، ربما لهذا اختار المؤلف أن يطلق على أبطاله كلهم حروفاً ، مهمته البحث عن الحقيقة ، و يدور ميم في المدينة حتى تقوده قدماه إلى مكان أبيض جميل يتضح أنه دار عبادة ، يدخل و يجلس فإذا بإناس كثيرين جالسين في أدب ، يسأل فتاةً جالسة عن المكان و اسم المدينة ، لكنها تبتعد فوراً و لا تجيب و تجلس في مكانٍ آخر ، ثم يأتي رجل واعظ و يلقي خطبة فإذا به يقول : أيها الأعزاء لقد خلت مدينتنا من كل إثم و جرم ؛ فبم أعظ أمثالكم أيها الأنقياء ، و لقد حاولت الاعتذار إلى مالك المدينة عن جلسات الوعظ لأنكم في غير حاجة إليها ، و لكن مالك المدينة رأى أن نبقى لنتقابل هنا و نتبادل الأحاديث و المحبة و المودة و نسعد ببعضنا فتعم علينا السعادة ، ثم يرحل الواعظ دون أن يعرف منه ميم إجابة على أسئلته كما يرحل جميع الجالسين فوراً ، أول ما يسترعي انتباهه و يأخذه كله هو النظافة و الجمال و النقاء البالغ في هذه المدينة ، كل ما فيها نظيف جميل أنيق ، كل من فيها طيبون سعداء أنقياء ، لا يفكرون إلا بالخير و المبادئ ، الفضيلة عنوانهم و الكرم و الود و الحب أخلاقهم ، يعاملون ميم معاملة كريمة أخوية تخجله بشدة ، فالأكل في المطاعم بالمجان لأنه ضيف على المدينة و لن يحاسب على طعامه إلا بعد عام عندما يصبح من أهل الم��ينة و سكانها ؛ فجميع أهل المدينة أتوا إليها غرباء ، لكن سرعان ما اندمجوا و أصبحوا من السكان ، كل الناس يعاملونه جيداً ، إلى أن يعلم حقيقة مريعة ، كل أهل المدينة محكوم عليهم بالإعدام ، قد يؤجل الحكم قليلاً ، قد ينفذ فوراً أو بعد مئة عام ، قد ينفذ في من لم يولدوا بعد ، لكنه مؤكد لن يلغى ابداً ، و يصاب ميم بالفزع ، كيف يمرح الإنسان أو يسعد بالحياة أو يفكر في البحث عن الحقيقة ، و هو يعلم أنه محكوم عليه بالإعدام ، لكن الشرطي يخبره أنهم لا يفكرون سوى بلحظتهم الحالية ، ليس مهماً ما سيحدث في الثانية التالية ، و هذا هو سر سعادتهم ، لكن ميم لا يستريح أبداً مع حقيقة كهذه ، و يكره المدينة و يفكر في مغادرتها لكنه لا يدري كيف ، و مع الوقت تتضح في ذهنه حقائق أخرى عن المدينة و تدور في رأسه أسئلة أخرى كثيرة ، و لا تجد روحه الطاهرة الصريحة المرهفة الباحثة عن الحقيقة من أي سبيل ، سوى الإفصاح عن هذه الاسئلة لعله يجد جواباً ، لكنه لا يلقى إلا العقاب ؛ و يقرر أن يصمت و تبدو له المدينة موحشةً كئيبة وحيدة و ليس له فيها أصدقاء ، لهذا يطلب من فتاة المطعم في براءة أن تؤنسه في منزله لكي يتحدثا قليلاً و يجد له أي صديق ؛ لأنه يشعر بالوحدة ، هنا تنفتح عليه أبواب الجحيم ؛ و يحرم من كل امتيازاته في المدينة كضيف ، و يصبح الأكل و السكن و كل شيء في المدينة على حسابه ، فهو لا يستحق المعاملة الكريمة ، هل أتى ليدنس هذه المدينة الفاضلة بخطاياه و أوزاره ؟! و ليس هذا هو العقاب فقط ، بل أصبح منبوذاً اجتماعيا تماماً ، و كل من يلقاه يشيح عنه وجهه بازدراء و لا أحد يطيق كلامه أو النظر في وجهه ، و حتى لا يستطيع أن يبرئ نفسه لأنهم لا يسمعون دقيقة واحدة ، هكذا يذهب ميم الحزين لحاله الشاعر بالظلم إلى ميدان قادته إليه قدماه ، الميدان في وسطه تمثال ، فيجلس ميم عند قدميه و يبكي ، إذا بالتمثال ، يملس على شعر ميم و تفيض عيناه بالدموع ، بذهول يكتشف ميم أن هذا ليس تمثالاً و لكنه رجل حقيقي يجلس كل يومٍ ساكناً ليبكي في هذا المكان ، يتضح أنه شاعر صغير السن رقيق القلب يجلس كل يومٍ في هذا المكان ليبكي ، يبكي على جميع أهل المدينة ، و فجأة يخترق سهم ما قلب الشاعر و يموت ، و يأتي الرجال ذوو الملابس السوداء ليحملوا الشاعر فيلقون جسده في البالوعة حيث يلقى كل الذين حكم عليهم بالإعدام ، و يعدو ميم وراء الجنازة باكياً ، و معه كل أهل المدينة ، و يشيعون الشاعر إلى البالوعة ، و لكن أمر هذه البالوعة غريب ؛ فهي تصدر صفارة كلما فتح الغطاء ، صفارة قطار ، و صفارة قطار أخرى بعد أن يلقى الجسد و تغلق البالوعة ، و الأعجب أن ميم وحده هو من يسمع هذه الصفارة و لا أحد سواه في المدينة ، و بعد هذا يقيم أهل المدينة تمثالاً للشاعر في الميدان الذي كان يجلس فيه دائماً في نفس المكان ، و حين يرى ميم التمثال يظن أن الشاعر ما زال حياً ، و في هذا أجمل إشارة من المؤلف الرائع يوسف عز الدين عيسى إلى أن الشاعر أو الفنان أو المفكر أو الأديب أو العالم ، كل هؤلاء لا يموتون مثل بقية أهل المدينة ، بل مصيرهم هو الخلود في إنجازاتهم إلى الأبد ، الخلود بما صنعوه فهم لن يزولوا من الذاكرة ، لكن موت الشاعر يثير في نفس ميم سخطاً أكبر و غضباً أكبر ؛ فما الذي يجعل شاعراً رقيقاً صغير السن يحب كل البشر ينفذ فيه حكم الإعدام ؟! لماذا ؟! أي ذنب جناه ؟! و تقوده أسئلته هذه إلى أن يذهب لمقابلة رجل طلب منه أن يأتي إلى بيته لكي يتحدثا سوياً ، يذهب ميم إلى بيت الرجل ؛ فيسأله عن صحة ما سمعه من أسئلة ميم عن سبب تنفيذ حكم الإعدام في الشاعر بل في جميع أهل المدينة ، و يصارحه ميم بأسئلته و أحزانه ، لكن الرجل يخبره أن مالك المدينة أيضاً يحب الشاعر ، و أن من ينفذ فيهم حكم الإعدام يذهبون إلى أماكن أخرى ، و صوت صفارة القطار الذي سمعه ميم و لم يسمعه أحد آخر ، يدل على تميز ميم عن باقي أهل المدينة ، و أن مالك المدينة أعطاه هذه الميزة ليبحث بها عن الحقيقة ، و يخبر الناس بالحقيقة التي توصل إليها ، و أن عليه أن يستكمل مهمته ، كما يخبر ميم أنه يعرف مالك المدينة و رآه بل و قضى معه أوقاتاً ، و يطلب منه ميم أن يرى مالك المدينة مثله ، لكنه يخبره أن ذلك صعب جداً ، و يرجع ميم إلى منزله و لكنه لا ينسى أن الخادمة التي تعمل لدى هذا الرجل أخبرته أنه حتى ذلك الرجل لم ير مالك المدينة ، و يتعجب ميم إذن فكيف يزعم رؤيته ، و هذا الرجل أيضاً لأنه معروف بقربه من مالك المدينة ؛ فكل أهل المدينة يلجأون إليه و يقدمون طلباتهم و توسلاتهم إليه ليقدمها إلى مالك المدينة ، و هذا الرجل هنا ربما يرمز إلى الأديان بصفة عامة ، و إلى الدين كوسيلة للتقرب إلى الله و رؤيته و الإجابة عن الأسئلة الطاحنة للنفس ، يخرج ميم من بيت الرجل و يسير في المدينة ؛ فيجد باباً كتب عليه من يشكو من الوحدة يدخل من هنا ، و يدخل ميم فيجد باباً آخراً يقول من مل السعادة و أراد الحزن و الشقاء ؛ فليدخل من هنا ، و لكن هل ميم الحزين الشقي بحاجة إلى مزيد من السعادة و الشقاء ؟! لا طبعاً ، لهذا يهرول خارجاً ، لكن الخروج ممنوع ، ما دمت دخلت فلن تخرج ، هكذا يدخل مجبراً ، تصور يطلع ايه الحزن و الشقاء بأه ؟! مجموعة بنات و شباب حلوين و حفل و موسيقى و غناء و رقص و طعام و شراب و مرح ، فيفرح ميم و يقول لنفسه إن كان هذا هو الحزن و الشقاء ؛ فأهلاً به . و يجد هناك الفتاة الجميلة رائعة الجمال التي رآها منذ قليل في منزل الرجل الذي خرج من عنده ، تبتسم له فيبتسم لها ؛ فيصبحان زوجين ، تخبره أن معنى الابتسامة بين الطرفين عرض زواج و قبوله ، كأن المشاعر الصافية أو الود أو الصداقة أو شيء آخر يدفعنا للابتسام في وجه الآخرين ، ليس موجوداً في هذه المدينة ، و يفرح ميم بعروسه ن و لكن المشكلة هي : منذ أن حرم ميم من امتياز الأكل مجاناً عقاباً له على ما قاله لفتاة المطعم ، و هو لا يجد قوته إلا من السعي في الطاحونة و الدوران في الطاحونة ، و هذه الطاحونة يظل يلف فيها كالثور المربوط في الساقية ، يلف و يلف و يجلده صاحب الطاحونة حتى ينزف دماً ، و يجتمع عيال المدينة و صغارها و كبارها أثناء دورانه في الطاحونة ، يتفرجون عليه ، و الفرجة مقابل نقود ، و الطاحونة لا تطحن شيئاً حتى ، و ليس لها اي فائدة ، لكن عليه أن يدور بها حتى يجني قوته ، كيف بالله و هو لا يجد ما يأكله هكذا ينفق إذن على زوجته ، لكنه يستعد للدوران في الطاحونة فترةً مضاعفةً من أجلها ، و رغم هذا لا يجدان ما يأكلانه !! فالأسعار مستمرة في الارتفاع بجنون ، حتى أنها تتغير أحياناً بين ثانيتين ، و حتى انتحاره عملاً في الطاحونة لا يكفي لإطعام زوجته ، و مشكلة أخرى من هذا الشخص الذي تكلمه زوجته في الهاتف و تبكي ، تقسم له أنها لم تكلم أحداً و أنها تهذي ، و لكن يا ترى لماذا يستتيقظ أحياناً أثناء النوم فلا يجدها ، يقول له الخادم أنها ربما ذهبت إلى الشارع الخلفي من المدينة ، و يندهش ميم : و هل هناك شارع خلفي للمدينة ؟! المدينة كما أعلم شارع واحد ، فهل هناك شوارع أخرى ؟! و لكن الخادم يجيبه في ضجر ، أنه ما دمت جئت لهذه الدنيا للبحث عن الحقيقة ؛ فعليك البحث عنها بنفسك ، و يبحث ميم عن الشارع الخلفي حتى يجن فلا يجده ، و يسأل زوجته فتنكر أن هناك شارعاً خلفياً للمدينة ، و أن الخادم العجوز يخرف ، لكن ميم ينتظر يوماً ما فيوهمها بنومه ثم ينهض وراءها عندما تنهض و يتسلل وراءها إلى حيث تتسلل ، و لدهشته وجدها تفتح باباً في البيت ، و تخرج منه على الشارع الخلفي للمدينة و يدخل وراءها على الفور ثم يغلق الباب وراءه ، أول ما يهاله هو انعدام الجمال و النظافة و النظام في هذا الجزء من المدينة على عكس الجزء الآخر ، و ما كل هذه الروائح العطنة بينما المدينة رائحتها الدائمة هي الفل و الياسمين ؟! و لكن ميم يمضي بحثاً عن زوجته ، إذا به يجد رجلاً عارياً مقبلاً ، فإذا به ... تخيلوا من ؟! الواعظ الذي رآه ميم في أول القصة في البداية حين مجيئه للمدينة ، و إذا بفتاة آتية من بعيد شبه عارية فيذهبان بعيداً سوياً ، يدور ميم في المدينة بحثاً عن زوجته ، فإذا به يجد كل من يعرفهم هنا ، كلهم في هذه الهيئة المزرية ، و حتى القاضي الذي حاكمه ، و حتى فتاة المطعم التي عوقب من أجلها ، و حتى الذين أشاحوا بوجوههم عنه غضباً من أجل الفضيلة ، ورفضوا تصديق براءة و سلامة نيته ، كلهم كلهم هنا بهذه الهيئة المزرية و هذه الأفعال المقززة و كل منهم له باب يطل على شارع المدينة الخلفي و الفضيلة عنوانهم في الشارع الأمامي و الرذيلة عنوانهم في الشارع الخلفي ، و الشارع الخلفي هو كل شهواتهم و أفكارهم الخاصة و ما لا يشاركونه مع الناس ، و كلهم يفعل ما يحلو له في الشارع الخلفي و يعرفون هذا جيداً و يعرفون وجوه بعضهم ، لكن في الشارع الأمامي عليك أن تنكر كل هذا و تدعي الفضيلة ، لا يهم أن تكون فاضلاً لكن عليك إدعاء الفضيلة ، و عليك أن تنزل بسوطك و اتهاماتك على كل من ليس فاضلاً مثلك ، و غالباً ما تسقط هذه الأسواط على ظهور الغلابة ، على ظهور الأبرياء ذوي النية النظيفة الذين تعاملوا ببراءة و صراحة و دون نفاق و ازدواجية ، اااااه يا أرض النفاق !! يا بلد فيكي المنافق ملك و الصادق مطحون ، الواجهة هي باختصار الوجع المزمن لكل شريف ، هي الحياة ، حياة الأغلبية ، و كل من لا يدعي يرجمه أدعياء الفضيلة حتى يتخيل نفسه شيطاناً أو إلى الشيطان أقرب ، فإذا بهم لا فضلاء و لا يحزنون ، الشارع الخلفي معبرهم حين خلوتهم بأنفسهم ، ذات مرة وجدت أشخاصاً على موقع ما ينهالون بالشتائم على واحدة من أعضاء المنتدى بأنها تنشر مقالاً سياسياً لدكتور علاء الاسواني بعنوان البلطجي ابو شامة الذي اغتصب نساء شارع بأكمله ، و قامت الدنيا عليها و هاجت و ماجت ؛ فكيف تنشر مقالاً بهذا العنوان و هذه التلميحات ، لقد مات الحياء و الخشا ؛ فرد عليهم عضو آخر في المنتدى دفاعاً عن البنت الغلبانة بأنها تنشره لكي يتبادلوا فكراً لا أكثر ، و أنه يعجب بشدة أن من ينهالون عليها باللوم و الشتائم و التجريح ، هم أنفسهم لهم تعليقات خارجة على مواضيع أخرى خارجة و صور خارجة ، فلا داعي للتنطيط و إدعاء الفضيلة على البنية الغلبانة المسكينة ، لقد قفزت هذه الحادثة في ذهني فوراً وقتها ، و أنا أتأمل الواجهة و الشارع الخلفي و أتأمل تصويرهما الذي رسمته أنامل الفنان يوسف عز الدين عيسى العبقري رحمه الله ، الرواية أحداثها مستمرة بعد ذلك و بحث ميم لا يهدأ عن الحقيقة و سوف تفاجأ بالنهاية جداً ، و لكني لا أستطيع أن أغلق فمي و لا أعلق على بعض النقاط قبل الوصول للنهاية ؛ فالناس في شارع المدينة الأمامي أقاموا تمثالاً للشاعر تخليداً له ، أما في الشارع الخلفي حيث يخلون إلى شياطينهم ؛ فقد أقاموا تمثالاً لأكبر سارق و نصاب فيهم ، و اتضح أنه لا أحد يعمل في الطاحونة أصلاً في المدينة كلها غير ميم ؛ لهذا كانوا يجتمعون للضحك عليه و على مثالياته الساذجة ، و كلهم يعيشون على السرقة من الشارع الخلفي و الرشاوي و الفساد و العطن ، عدا الرجل المقرب لمالك المدينة الذي يعيش على العطايا و الهبات ، و كل من في المدينة حين يعلم أن ميم باحث عن الحقيقة يبكي من أجله و يقبل يديه تقديراً ؛ فهو يبحث عن الحقيقة من أجلهم و يتعذب من أجلهم ، لكن تقديرهم مثل عدمه ؛ لأنهم يدعون تقديره ظاهرياً فقط .. بالكلام ، إنما هو يموت جوعاً ، و لا زال يعمل في الطاحونة و يتعذب ، بل و يحرم حتى من الامتيازات التي يتمتع بها من هم أقل منه أو من يعمل تحت إمرته من أجل البحث عن الحقيقة ، و يضطر إلى الصعود أربعين دوراً يصعدهم و يهبطهم ، من أجل البحث عن الحقيقة رمزاً إلى المعاناة الفكرية باهظة التكاليف و الدرجات الفكرية التي عليك صعودها بحثاً عن الحقيقة ، و بعد كل هذا لا يتمتع بالامتيازات إلا عند موت ابنته جوعاً ؛ فهم يذكرونها عندها بامتيازاتهم ، و يموت بعدها ميم حزناً ؛ فيأتي جامع الضرائب ليأخذ قميصه إذ ليس لديه أي مال جبايةً للضرائب ، و لا أحد يدفع الضرائب في المدينة غير ميم ؛ لأن قانون المدينة يفرض الضرائب فقط على من يتحصل عليها من عرقه ، و بعد موت ميم يأتي شاب آخر غريب عن المدينة فيسأل مكتب الاستعلامات ، و تأتيه الإجابات الثلاث ؛ اسمك : كذا ، مهمتك البحث عن الحقيقة ، لا يهم اسم المدينة فهي تتغير ، كيف تحصل على المال : در في الطاحونة ، ربما يقول البعض عن الرواية أنها متشائمة ، لكني رأيتها من منظور آخر ، ربما يرى البعض فيها تطاولاً أو إلحاداً ، و هذا خطأ تماماً ؛ لأن من يقول بهذا ، إنما هو لم يقرأها جيداً ، إنني رأيت في الرواية أعمق معاني الإيمان ، امنحها قراءة أخرى فقط ؛ فهي تستحق مليون قراءة ، و يوسف عز الدين عيسى حين يطرح هذه الأسئلة و إجاباتها من أشخاص مختلفين في الرواية و تغيرها من شخص لآخر ، إنما هو يطرح الأسئلة التي تدور في النفوس كلها في هذه الحياة و الإجابات عليها و يدعوك للتفكير معه ، و أكثر من يرغب في التفكير في هذه الأمور هم الأشخاص الأنقياء أمثال ميم ذوي النفوس المرهفة الباحثة عن الحقيقة ، لأن عمق إيمانهم جعلهم يرلا يقنعون إلا بالإيمان الحق الإيمان بالاقتناع ، و على العكس .. الشخص صاحب الروحانيات المنخفضة لا يهمه التفكير في هذه الأمور ، لأنه لا يهمه أن يبني إيمانه على اقتناع أم لا ، فهذه الأسئلة تدل على عمق الحس الإيماني ، و الشيء الوحيد الذي أستغربه هو عدم انتشار الرواية و عدم شهرتها ، رغم مكانة مؤلفها في القرن العشرين و مساهماته و كل التقدير الذي ناله ، رحم الله الدكتور يوسف عز الدين عيسى الأديب و الشاعر و المفكر و الفيلسوف و العالم و الأستاذ الدكتور بكلية العلوم ، رحمه الله بقدر ما أفادني و غيرني ، أسلوبه عموماً مختلف تماماً فهو يخلط بين الواقع و الرمز و الأحلام ، و هو بسيط واضح جداً ، و عميق جداً في نفس الوقت ، و كل شيء في الرواية له معنى ، و لكنني سوف أكتفي بهذا الاقتباس :
سألها ميم : ما الذي يحدث هنا ؟
قالت : إنهم يحرقون كتب المؤلفين الذين نفذ فيهم حكم الإعدام .
ميم : و لماذا ؟!
_ لقد ازداد عدد سكان المدينة زيادة رهيبة ، و كثر المؤلفون ، و شعر المؤلفون الأحياء بأن المؤلفين الذين أعدموا ينافسونهم ، و الناس تقبل على شراء كتب الذين أعدموا أكثر من إقبالهم على كتب الأحياء ، و لذا فقد نظم المؤلفون الأحياء هذه المظاهرة ، و جمعوا كتب جميع الذين أعدموا و أضرموا فيها النار .
قال ميم و قد تجهم وجهه ، و شعر باليأس يجري في كل خلايا جسده : و لكن المؤلفين الأحياء لن يحسنوا الكتابة إلا إذا قرءوا مؤلفات الذين أعدموا .
ابتسمت الفتاة و ابتعدت متنحية ، و لكن ميم قال لنفسه : المدينة التي تحرق كتب الذين نفذ فيهم حكم الإعدام ، لا تستحق أن يعيش فيها الأحياء .
Profile Image for بسام عبد العزيز.
974 reviews1,364 followers
June 29, 2016
مؤخرًا كانت الكتب وسيلة عبقرية لمواجهة الأرق.. كنت كلما أفتح كتابًا أجدني أسقط في نوم عميق جدًا..
لكن هذه الرواية على العكس تمامًا.. فقد كنت أغب في النوم بشدة لكنها جعلتني أنتبه وطردت النوم مني بالكلية!

الرواية كانت بدايتها مختلفة وجذابة جدًا... تفتتح بالبطل وهو يتساءل عن هذا العالم الذي جاء إليه وهو لا يذكر أي شيء عن ماضيه...
حسنًا .. بداية مشوقة..
يبدأ البطل في اكتشاف معالم هذا العالم ومحاولة سبر أغواره وكشف السبب الذي لا يجعله يتذكر ماضيه..
جيد جدًا.. فهناك العديد من الأسئلة التي تجعل القارئ يتلهف لمعرفة الإجابة..

في رحلة البطل لمعرفة الإجابة نجد عدة أماكن وشخوص مميزة... مميزة بسبب رمزيتها الواضحة..

أولًا..
العالم الذي يعيش فيه عبارة عن شارع واحد مستقيم تحفيه المباني المتلاصقة على الجانبين..
ثانيًا..
لا يمكنك معرفة أي معلومات عن هذا العالم من قاطنيه.. بل هناك مبنى واحد يدعي مكتب الاستعلامات هو وحده المسؤول عن الإجابة على الأسئلة.. وغالبًا لا تحصل على أي إجابات على أسئلتك.. وإن حدث وحصلت فستكون إجابات عامة مطاطة غير محددة..
ثالثًا..
العالم يحكمه "حاكم المدينة" وهو نفسه الذي صنع المدينة وكل ما فيها.. وبالرغم من هذا فلا احد قد رأي هذا الحاكم أبدًا..
رابعًا..
الطريق الرئيسي (والوحيد) ينتهي ببوابة ضخمة يقع ورائها قصر منيف يعيش فيه أحد الناس المقربين من حاكم المدينة والذي يدعي مجالسته بالرغم من اعترافه بأنه لم يره أبدًا هو أيضًا..
خامسًا..
البطل تكون لديه فترة سماحية لمدة سنة كاملة يعيش من خلالها مجانًا وكل متطلباته تكون مكفولة له.. بعدها يجب عليه العمل من أجل كسب قوته..
سادسًا..
البطل عندما تضطره الظروف للعمل فإنه يعمل في طاحونة يقوم هو بإدارتها بدلًا من الثور.. ومع هذا فالطاحونة فعليًا لا تنتج أي شيء.. والبطل يحصل على قروش قليلة جدًا لقاء هذا العمل المضني.. وقبلما يبدأ العمل فصاحب العمل يجبره على حفظ مجموعة من الكلمات وترديدها بشكل متتالٍ مع إنها غير مفهومة والأهم انها لا علاقة لها بالعمل في الطاحونة..
سابعًا..
البطل يعاني من صعوبة العمل وقلة المال والذي لم يعد يفي بمتطلباته بعد الارتفاع الجنوني للأسعار والذي يحدث كل لحيظات.. وتزداد هذه المشاكل بعد زواجه..
ثامنًا..
البطل يكتشف وجود شارعًا خلفيًا وراء المنازل يذهب إليه كل قاطني العالم ولكنه على العكس من الشارع الرئيسي الذي تشود فيه الأخلاق الحميدة ولا ترتكب فيه أي جرائم فهذا الشارع الخلفي يرتكب فيه الجميع كل الموبقات.. فالجميع يعيش حياتين.. حياة الشارع الرئيسي أو (الواجهة) وهى الحياة الشريفة الطاهرة.. وحياة الشارع الخلفي وهى حياة المتع الممنوعة..
تاسعًا..
حاكم المدينة يصدر قرارات بالإعدام بشكل عشوائي على المواطنين.. وطرق الإعدام تختلف فقد يتم إعدام بعضهم جوعًا.. وبعضهم مرضًا.. وبعضهم في حوادث غير متوقعة..

أعتقد الآن أن الصورة الرمزية التي رسمها الكاتب تبدو واضحة تمامًا.. وفي الحقيقة فلا اعرف هل يمكن إطلاق لفظة "رمزية" على هذه الصورة شديدة الوضوح أصلًا؟؟

البطل هو الإنسان بشكل مطلق.. لهذا الكاتب عبر دائمًا عن أبطاله بحروف وليس أسماء.. مثلًا (جيم .. ميم.. نون).. فهو لا يعنيه "فلان" ولكن يعنيه تلك الأسئلة الوجودية التي قد تمر كثيرًا في عقل أي إنسان..
من أين آتي؟؟
هذا أول الأسئلة التي يسألها البطل.. من أين أتى الإنسان؟ ماذا كان قبلما يتواجد في هذا العالم؟ وما الذي جعله يتواجد؟؟
حاكم المدينة أو الإله هو من خلقه.. وخلقه فقط لأنه -أي الحاكم الإله- أراد أن يُعرف فخلق الإنسان ليعرفه.. والإنسان متواجد ليبحث عن الحقيقة -حسبما يقول الكاتب- وقد لا يستطيع الوصول إليها لكن الإله يعجب بشدة بمحاولات الإنسان الحائرة للوصول للحقيقة..
هذا الإنسان -أو الدمية كما وصف الأبطال أنفسهم- يعيش وهو يعلم انه قد ينفذ فيه حكم الإعدام الذي يصدره الإله في أي وقت..والكاتب حاول تبشيع فكرة الموت بوصفها بكلمة "إعدام" وهي الكلمة التي في ذهننا مرتبطة دائما بفكرة الذنب أو الجريمة.. ولهذا فطوال صفحات القصة يتجنب الكاتب استخدام كلمة "الموت" ويستعيض عنها بكلمة "الإعدام".
ولأن الإنسان لا يستطيع الوصول إلى الأسباب التي تؤدي إلى حكم الإعدام هذا فهو يعيش في حيرة.. لماذا يعدم الطفل الصغير ويعيش العجوز؟ لماذا يعدم شخصًا لم يجرم ويعيش العصاة؟ .. وهكذا تظل الأفكار تتداعي في عقل البطل..
على الجانب الآخر فالعالم عبارة عن شارع واحد مستقيم.. أي حياة واحدة تسير من الميلاد حتى الوفاة .. لا يمكنك أن تحيد وتخرج من هذا الشارع وتذهب إلى عالم آخر.. أنت محكوم بالحياة في هذا العالم وبالاستمرار فيه حتى نهايته.. لكن البطل يتوق دائمًا إلى الحرية.. إلى الخروج من هذا العالم الضيق.. يتساءل هل هناك عوالم أخرى؟ .. لماذا هذه المعاناة التي يراها الإنسان في العالم؟ لماذا الإعدام والناس لم تختر التواجد أصلًا من البداية؟؟
هذه الأسئلة وغيرها تجعل الكاتب يتجه إلى مكتب الاستعلامات لمعرفة إجابتها.. ومكتب الإستعلامات هنا هو رمز لأية أيديولوجية مسيطرة على المجتمع.. قد تكون الدين مثلًا.. قد تكون القيم العليا أو الأساطير السائدة.. فكلما كانت لديك أسئلة فأنت تذهب إلى الدين/الأفكار السائدة/الأساطير وتحاول إيجاد إجابات ... لكنك تصطدم بأن الإجابات التي حصلت عليها غير شافية.. فتحاول البحث عن الإجابات بطرق أخرى...
تحاول التفكير بعقلك.. لكنك لا تصل إلى إجابة..
وهنا يأتي دور هذا القصر المنيف الذي يعيش فيه صديق الحاكم.. وهنا فصديق الحاكم يقوم بدور النبي/الرسول/الولي .. فهو الذي استطاع أن يجالس الحاكم -حتى وإن لم يره شخصيًا-.. ولديه فكرة جيدة عن تصرفات الحاكم وأسبابها.. وفي نفس الوقت فهو قادر على التواصل مع الحاكم لرفع شكاوى الناس إليه..
لكن مع هذا فإن هذا الرسول لم يجب البطل بإجابات شافية.. بل كرس لديه فكرة العشوائية التي يمارس بها الحاكم قرارته.. وقد تبريره الدائم أن عقول الناس صغيرة جدا ولا يمكنها أن تستوعب حكمة العالم الكلية.. وهى جملة مطاطة غرضها التهرب من الإجابة..
ولهذا فإننا نجد البطل يبدأ في التشكك في وجود هذا الحاكم.. فهو حاكم خفي لم يره أحد وفي نفس الوقت يفرض قرارات تعسفية غير مفهومة ويتلاعب بحيوات الناس كيفما يشاء.. ألا يمكن أن يكون هذا الحاكم مجرد وهم اخترعه بعض الناس للسيطرة على حياة سكان المدينة؟؟
هذه الأفكار تدور في عقل البطل .. لكنه في معظم الوقت لا يستطيع التفكير فيها.. فهو تحت ضغط الحاجة إلى المال لتوفير متطلبات حياته مما يجعل معظم وقته مقضيًا في العمل..
سياق فكرة الوظيفة نفسه اسقاط على تطور حياة الفرد.. ففي البداية البطل لديه فترة لن يعمل فيها ويحصل على كل متطلباته مجانًا والمجتمع لا ينتظر منه أي شيء.. هذا مماثل لفترة الطفولة حيث الطفل يعتمد إعتمادًا أساسيًا على والديه ولا يفعل أي شيء..
ثم تاتي الفترة التي يحاول أن يحصل فيها البطل على العمل.. لكنه يكتشف إنه يحتاج إلى تعليم كلمات معينة ويرددها.. تمامًا مثل الطالب في المدرسة والنظام التعليمي الذي يجعل الشخص يحف�� الكثير من الأشياء التي لن تفيده في حياته العملية مطلقًا... ولكنه مطالب بها حتى يحصل على الشهادة و يتوظف بها لأن صاحب العمل لا يهمه سوى الشهادة..
بعد فترة الدراسة يبدأ الشخص العمل.. وهو كما يبدو عملًا عبثيًا.. فالبطل يعمل في طاحونة.. يدور حولها دون أي إنتاجية حقيقية من الطاحونة.. وفي النهاية يحصل على نقود قليلة تسد رمقه بالكاد.. صورة أخرى يجاول الكاتب توصيلها عن العمل في المجمل.. فهو شيء تعذيبي غير مفيد لصاحبه سوى في الحصول على المال.. فهو كما يقول المثل المصري "يدور في ساقية".. والطريف أن البطل يدور بالفعل! ... ومع مسئوليات البطل فإنه يظل يتحمل التعذيب الجسدي في عمله فهو لا يملك سواه.. ولكن البطل "رضى بالهم والهم مارضيش بيه" فنجد الأسعار في ارتفاع متزايد وأجره ثابت.. مما يجعل البطل يدخل في مرحلة الفقر.. ويجد أن الوسيلة الوحيدة لملاحقة هذا التزايد هو في السرقة..
السرقة مرذولة.. لكن هذا في الشارع الرئيسي.. في الواجهة.. حيث يحاول الجميع أن يتبعوا المظاهر الاجتماعية.. لكن في الخلفية .. فيما خلف المظاهر الإجتماعية فالجميع يرتكب كل شيء.. من الخادمة حتى القاضي! ... فطالما أنت تفعل كل شيء في السر فلا لوم عليك..
هذه الصدمة التي تلقاها البطل جعلته يدرك مدى عبثية هذا العالم الذي يعيش فيه.. وهذا الحاكم الذي يفرض هذه الأخلاق الحميدة في الواجهة لا يعبأ كثيرًا بما يحدث خلف الواجهة..

لكن مع أن الفكرة جيدة إلا أن الفكرة الجيدة لا تصنع وحدها رواية جيدة..
الرواية تسقط بعنف في مستنقع التكرار الرتيب.. الجمل الحوارية والأفكار تتردد أكثر من مرة وأحيانا بنفس الألفاظ ..
مثلًا.. البطل كلما رأي شخصًا في المدينة فإن الحوار لابد وأن يحتوى على جملة "المدينة بأكملها تنتظر حكم الإعدام" بكل تحويراتها.. حسنًا.. عرفت.. والله العظيم عرفت! .. لنتحدث في شيء آخر! .. لماذا قال شخص في المدينة مصر على أن يقول هذه الجملة كأننا سننساها؟ .. الكاتب حاول التركيز على فكرة الموت العبثي بشكل أنا أراه نفرني أنا شخصيًا من الحوارات بأكملها وجعلني أفقد اهتمامي بقراءة الجمل الحوارية .. ففي معظم الأحيان لن تخرج بأي فائدة..

مثال آخر.. البطل عندما يصبح صاحب مؤسسة كبرى فإنه كلما طلب شيئًا في المؤسسة فإنه يجابه بالرفض مع إحدى تحويرات "أنت صاحب المؤسسة .. أنت فوق مستوى الموظفين .. فلا يصح أن تهبط إلى مستوى الموظفين وتحصل على ما يحصلون عليه".. هذه الجملة ذكرت أول مرة.. حسنًا.. تكررت للمرة الثانية.. طيب.. ثم تكررت للمرة الثالثة.. ألا يفهم هذا الشخص ما يقال له؟!! ما هذا الاستفزاز؟!! ألم يتعلم من أول مرة وثاني مرة وكلاهما كان من دقائق قليلة؟!!! ... ثم تكررت للمرة الرابعة.. لا هذا أكثر مما أحتمل!!! .. الآن أجد هذا أكثر مما أحتمل!

غالبًا فالكاتب كانت تدور في عقله أفكار معينة وأراد التركيز عليها طوال الوقت فلاشعوريًا نجده قد كررها بشكل الشكل المستفز..

عيب آخر كبير جدًا.. الكتاب يطرح أسئلة فقط..
وهذه أزمة قوية في رواية فلسفية.. أنت أردت أن تطرح أسئلة وجودية عن الحياة والموت.. جميل.. أنتظر منك إذن أن تعطيني وجهة نظرك.. ما رأيك؟ .. لا أن تظل طوال الوقت تقول لي ... لماذا نموت؟ لماذا نموت؟ لماذا نموت؟!!
الرأي الوحيد الذي طرح في الرواية هو رأي إلحادي بحت... فالتفسير الوحيد الذي كانت له مقومات منطقية (قليلًا) هو تفسير هذا الشخص المتشرد الذي قال بعدم وجود حاكم للمدينة.. ولكن حتى هذا الرأي لم يكن مدعومًا بتفسيرات أخرى عن أسئلة مثل.. كيف آتينا هنا إذًا؟

عيب ثالث.. هذه اللامنطقية في الكثير من المشاهد.. فالبطل نجده لا يجد غضاضة في أن تحتضن إمرأته رجالًا آخرين بل وأمامه!! والأكثر إدهاشًا أنه بعدما يرى هذا فهو يذهب إلى عمله ليحاول الحصول على المال لأن عائلته تحتاجه!!!!.. وفي مشهد آخر نجد البطل يعود للمنزل فيجد طفلين في عمر السابعة تخبره زوجته أنهما طفلاه.. فيتقبل البطل هذه الحقيقة هكذا!!! ونحن لا نعرف لماذا ظهر الطفلان وهما في السابعة في حين أن البطل قد ظهر في بداية الرواية وهو بالغ..
أعتقد ان الأزمة أن الكاتب حاول التجريد بشدة فركز على الأفكار ونسى تمامًا أنه يلبس أفكاره أثواب شخوصه..

على أي حال.. الرواية بدايتها قوية.. لكنها بمرور الوقت تفقد هذا البريق الذي بدأت به بسبب رتابة الحوارات..



Profile Image for Amir Atef.
Author 7 books796 followers
April 15, 2015
الواجهة ـ يوسف عز الدين عيسى
مبدئيًا : هذه هي الرواية التي قال عنها نجيب محفوظ : "أروع ما قرأت"...
تنبيه : يحظر قراءة هذه الرواية لكل من لديه مشكلة مع الرمزية أو التجسيد (أحدهما أو كليهما)... وبالتالي يحظر قراءته لهذا الريفيو...
ـ يبدو أن هذه الأفكار تلح عليك إلحاحًا شديدًا.. إنه يعذبنا ليشعر بوجوده، ويشعرنا نحن أيضًا بوجودنا.
ـ أنا غير مقتنع بهذا الرأي ... ولا أعلم إن كان مالك المدينة خيِّر أم شرير..
هنا تدخل الرجل الجالس على يمينهم :
ـ مالك المدينة لا هو بالخيِّر ولا بالشرير،
ـ فالتفت له (ميم) وقال : ماذا تعني؟ هل يوجد غير الخير والشر ؟
أردف العجوز وهو يعبث بشاربه الكثيف :
ـ نعم...... يوجد العدم :)
---------------------------
رواية الواجهة ، هي ثاني أعظم عمل قرأته في حياتي بعد عزازيل، وسيظل هكذا إلى أن توافيني المنية أو (يحكم عليَّ بالإعدام :) ) ... قرأتها أول مرة منذ ثلاثة أعوام ولم أفهم شيئًا ولم أكملها، ربما لأنني كنت أكتب حينها... ثم قرأتها مرة أخرى في أول عام 2013 ومرة أخيرة منذ تسعة أشهر .. ومنذ ذلك الحين كتبت هذا الريفيو ولم أنشره.
ـ بواسطة ( ميم نون :) ) مزج د. يوسف عز الدين عيسى في هذه الرواية "العالمية" كل مفاهيمه الفلسفية (الوجودية ـ العدمية ـ الجبرية ـ الحتمية ... ومفاهيم أخرى)
ـ الإسقاطات الدينية واضحة وجلية للكفيف قبل المبصر، ولا أريد الخوض فيها. (البالوعة ـ القطار ـ السيارات السوداء ـ الشاعر ـ المبنى العالي ـ المطعم ـ الشارع الخلفي... والواجهة)
ـ يوجد أيضًا إسقاطات سياسية متمثلة في (الطاحونة وفتاة المطعم)
ـ كان الكاتب يكتب الرواية بحذر كالذي يسير على سلك رفيع، استطاع من خلال هذه الملحمة العالمية أن يعرض كل التساؤلات التي تدور في أذهاننا وكنا نضع رؤوسنا في الرمال كالنعام ولا نصرح بها...
* لا تكن متسرعًا في أحكامك، فمالك المدينة لا يحب المتسرعين، وهو ليس في حاجة لمن يؤنس وحدته
ـ وماذا يهمني إذا أحبني أو كرهني؟ فليكرهني وينفذ في حكم الإعدام في هذه اللحظة، لقد كرهت الحياة في هذه المدينة البشعة، إني أتعذب عذابا لم تعد لي طاقة على احتماله. هل صنعني ليعذبني ؟!! أي ذنب جنيته استحق من أجله أن أدور في الطاحونة ويلهب جسدي بالسوط هكذا ؟

ـ كفى كلامًا في هذه الموضوع، لا بد أنه يسمع الآن حديثنا
فاضطع (واو) مبتسمًا ووضع ساقيه فوق الأخرى وقال لـ (ميم نون)
ـ لا داعي للفزع، إنه لن يعاقبنا على مثل هذه الأحاديث، بل على العكس إنه يحب سماعها.
أنصحكم بقراءتها بشدة
Profile Image for Basma Elkholy.
Author 23 books820 followers
May 11, 2015
" المهمة التي أتيت من اجلها .. البحث عن الحقيقة . "

بدأت بقراءة " الواجهة " بعد أن انتهيت من " قايين " ، جرعة مكثفة من العبقرية الفكرية المتمثلة في سراماغو ثم د . يوسف عز الدين ..

- تبدأ الواجهة بجملة " لا يذكر من أين اتى ولا لأي غرض جاء " ، الضياع و محاولة البحث عن الحقيقة و الأسباب كانت بصمه مميزة بالرواية ، اسئلة كثيرة جداً تم طرحها و اجابات تستدعي التفكير (حيادياً ) ، كل سؤال تم طرحه بين صفحات الرواية بنسبة 90% يدور داخل عقل كل كائل بشري علي وجه الأرض ..

- الأسلوب كان بسيط جداً ، الجمل واضحة ، لا تزيين و لا تعقيدات لغوية ، سهل لكن صعب التقليد ، خلال الرواية شعرت بالرعب ، الشفقة ، الغضب ، الكراهية ، لكن الشعور الأقوى كان الألم ، الألم الصافي النقي ..

- الرواية بالكامل اسقاط على طبيعة وجود البشر ، الهدف من وجودهم ، حياتهم ، القوة التي تحكم الكون ، الخير و الشر ، الثواب و العقاب ، حياة البراءة في العلن ، و الفساد في الظل ، ثم النهاية ..

- الواجهة من الأعمال الاساسية التي يجب لأي قارئ اقتناءها ، ندمت جداً لتأخري في قراءتهـا ، و شاكرة و ممتنة للأبد لترشيحها و اتاحة الفرصة لي لقراءة عمل عظيم كهذا

..

- كما نصحت في " قايين " ، الحيادية التامة مطلوبة لمن يرغب في قراءة " الواجهة " ، اترك جميع المعتقدات الشخصية و الدينية علي جانب و ابدأ في القراءة دون تعصب ..
Profile Image for Ahmed Hussein.
146 reviews70 followers
July 6, 2016
رواية ممتعه جدا لدرجة أن الصفحات كانت تتسابق كي أنهيها بأقصي سرعه...روايه فلسفيه واقعيه من الدرجه الأولي...ميزتها الكبري وقد يكون عيب بالنسبه للبعض هو ترميزها من الألف إلي الياء...هناك بعض الرموز واضحه ببساطه للعيان ولكن هناك أخري تطرح عدة علامات إستفهام كبيره تطلب تفسيرها
وجدت بعض الإطناب بلا فائده في بعض الفصول بل أملني قليلا...عبر الكاتب عن إعتراض الإنسان علي الموت والحياه وتفاهتها وحياتنا اليوميه المعاصره وكيف يحياها الناس اليوم بأوجه مختلفه

هي نقطه مضيئه في سماء الرواية العربية، وسأعود لها يوما -إن شاء الله- بعد إكتساب المزيد من الخبره في الحياه لعلي أفهم كل ما بها من رموز!
Profile Image for محمد خضر.
27 reviews
August 17, 2021
رواية فلسفية عن الحياة والموت، لم يعجبني طابع التشاؤم بها وطرحها لكثير من الأسئلة دون محاولة الإجابة عنها
Displaying 1 - 30 of 264 reviews

Join the discussion

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.