طفولتي حتى الآن

الملهاة الفلسطينية #12

by Ibrahim Nasrallah, إبراهيم نصرالله

"الآن أستطيع أن أقول: لسنا بحاجةٍ لإنسان نشيـخُ معه، بقدر ما نحن بحاجة لإنسانٍ نبقى معه أطفالًا". (من الرواية)
"رواية حبٍّ فلسطينيٍّ مختلفٍ، عابرٍ للفقر والقهر والحروب الصغيرة والكبيرة. وبقدر ما تحتضنُ سيرةَ ساردها وشخصيّاتها _على مدى ستّين عامًا_ فإنها تحتضنُ سيرة شعبٍ، وبقدر ما هي سيرة للمكان الحاضر، المخيم، فإنّها سيرة للمكان الغائب، فلسطين.
سرديّة شتاتٍ، وسرديّة الإنسان وقدرته على أن يلمّ شتات نفسه، في واقع صعبٍ مميتٍ ومُحاصَر، كما هي سرديّة التعلّق بالجمال، وكفاح الرّوح من أجل التمسّك بهذا الجمال، بكل أشكاله؛ الجمال الذي تحتضنه عيون البراءة المشرعة على اتّساعها في موازاة واقع يتضاعف تشوّهه. رواية مغناطيس، بها جاذبية تشدّك إلى الأعلى، للتّحليق فوق المخيّم، فوق الانتكاسات، وفوق الموتِ... رواية حياةٍ".

Genres: Novels

511 pages, Paperback

First published April 1, 2022

About the author

Ibrahim Nasrallah (Arabic: إبراهيم نصرالله), the winner of the Arabic Booker Prize (2018), was born in 1954 to Palestinian parents who were forcibly displaced from their land in Al-Burayj, Palestine in 1948. He spent his childhood and youth in a refugee camp in Jordan, and began his career as a teacher in Saudi Arabia. After returning to Amman, he worked in the media and cultural sectors till 2006 when he dedicated his life to writing. To date, he has published 15 poetry collections, 22 novels, and several other books. In 1985, he started writing the Palestinian Comedy covering 250 years of modern Palestinian history in a series of novels in which each novel is an independent one; to date 13 novels have been published in the framework of this project. Five of his novels and a volume of poetry have been published in English, nine in Persian, four works in Italian, two in Spanish, and one novel in Danish and Turkish.

Nasrallah is also an artist and photographer and has had four solo exhibitions of his photography. He won nine prizes, and his novel Prairies of Fever was chosen by the Guardian newspaper as one of the most important ten novels written by Arabs or non-Arabs about the Arab world. Three of his novels were listed on the International Prize for Arabic Fiction for the years 2009, 2013, and 2014. In 2012 he won the inaugural Jerusalem Award for Culture and Creativity for his literary work. His books are considered one of the most influential and best seller Arabic books, as new editions are released frequently and many young readers are attracted to his books.

In January 2014, he succeeded in summiting Mount Kilimanjaro in a venture that involved two Palestinian adolescents, a boy and a girl, who have lost their legs. The climb was in support to a nongovernmental organization dedicated to providing medical services to Palestinian and Arab children. Nasrallah wrote about this journey in a novel entitled The Spirits of Kilimanjaro (2015). In 2016, Nasrallah was awarded the Katara Prize for Arabic Novels for this work.

His novel The Second Dog War was awarded the International Prize for Arabic Fiction (Arabic Booker) for 2018. In 2020 he became the first Arabic writer to be awarded the "Katara Prize" for Arabic Novels for the second time for his novel "A Tank Under the Christmas Tree".

Reviews

[Pakinam Mahmoud · Rating 2 out of 5]

في كتب كدة بحس الكُتاب بيكتبوها لمجرد إنهم عاوزين ينشروا كتاب جديد ..
الكتب اللي من النوعية دي بتعصبني جداً خصوصاً لو من كاتب كبير بحب قلمه جداً و قرأت له روايات رائعة و معظمها مقييماها ب ٥ نجوم..
وطفولتي حتي الآن من الكتب اللي جابتلي إحباط أثناء القراءة وحقيقي خلصته بالعافية..

الكتاب يعتبر سيرة ذاتية للكاتب إبراهيم نصر الله بيتكلم فيه عن طفولته في المخيمات وبداياته في كتابة الشعر ...قصص حب عاشها و علاقته بأهله و بعض من أصدقائه...
مكتوب علي الغلاف الملهاة الفلسطينية رقم ١٢ والجزء دة من العنوان خادع جداً عشان توقعت إني حقرأ حاجة بقوة أعراس آمنة ،تحت شمس الضحي وظلال المفاتيح بس للأسف الكتاب ملوش أي علاقة بيهم و لا من ناحية المضمون ولا الاسلوب ولا اللغة ولا أي حاجة !!!

٥٥٠ صفحة من كلام كتير و حشو علي الفاضي وبمنتهي الامانة ممكن نشيل أكتر من نصف الكتاب وكان أكيد حيبقي احلي من كدة بكتير...
في أجزاء مهمة في الكتاب ولكن قليلة جداً ومعظم الكتاب فيه معلومات ،أعتقد إنها مهمة فقط للكاتب و لكنها أكيد لا تهمني كقارئة ولا كنت مهتمة إني أقرأ عنها خالص...
وللأسف ولأول مرة بعد الإنتهاء من قراءة كتاب لنصر الله أحس إني ضيعت وقتي علي الفاضي!

لما الكاتب الصغير يكتب كتاب دون المستوي مش بزعل أوي لكن لما يحصل دة من كاتب بحجم وقيمة إبراهيم نصر الله، مش بس بزعل منه ..لأ ..أنا كمان بزعل عليه!

[Dalia Nourelden · Rating 4 out of 5]

"قمة النضج أن نظل اطفالاً ، لأن الطفولة قمة الحياة ... ذروتها ، لا بداياتها الأولى وحسب، وغير ذلك، بغيرها ، لا شئ إلا الصدأ. "

في روايات وكتب بتحس كأنها زي نسمة هوا ، خفيفة ولطيفة ومنعشة ، ده ميمنعش ان الكتاب في حزن وشجن ودموع ووجع .بس برضه فيه حب وصداقة وعائلة ووطن وأحلام ..

"لسنا بحاجة لإنسان نشيخ معه، بقدر ما نحن بحاجة لإنسان نبقى معه أطفالا."

رواية بتحمل ربما جزء من سيرة ذاتية للكاتب لكن لا أعرف اي الاجزاء واقعية وأيها خيالي .. لكنها في كل الاحوال أمتعتني وأحببتها . احببت حكاياته .

"طفولة مصابة بأكثر من جرح ، لا أعرف إن كنت أستطعت أن أداويها ، أو أن تداويها بعد مرور كل هذا الوقت، أم لا . لكن ما يخفف من قسوة تلك الأيام أنها لا تخلو من ذلك الشئ الذي نسميه " قوة الحياة "."

هي سيرة حياة سواء كانت حياة الكاتب او حياة خيالية او مزيج من كلاهما ، ليس هذا بالشئ المهم ..
هي مجموعة احداث ومواقف بتحصل مع البطل وحوله مع اهله وأصدقائه وحياتهم في المخيم وطموحاتهم وأحلامهم والرغبة الدائمة في العودة لفلسطين .

"دفاعهم عن مدنهم كان جزءاً من إحساسهم أنها لم تزل لهم وحدهم ، لا للاحتلال، هذا ماكانت تفعله أمي وهي تقول لنا : "تذكروا ، مهما رأيتم من بلاد في حياتكم، فلن تروا أجمل من بلادنا". "
‏
١٣ / ٧ / ٢٠٢٣

[Asmaa Elhelw · Rating 5 out of 5]

رهيبة بجد 💛💛💛

[الزهراء الصلاحي · Rating 5 out of 5]

500 صفحة من المتعة الخالصة!

العادي أني أحب السير الذاتية واليوميات وما شابهها أكثر من أى لون أدبي آخر.
لكن، حينما تجتمع السيرة مع الخيال فتكون النتيجة بديعة بهذا الشكل، فأنا أعجز عن التعبير!

حينما يدمج الرائع "إبراهيم نصر الله" طفولته وحياة المخيمات والتهجير وطفولته الصعبة هو وأقرانه على الرغم من استمتاعه بها لآخر قطرة بخيال لا نستطيع أن نفصله عن الواقع فيجب أن ننبهر!

يُكمل الملهاة الفلسطينية،
لكن الملهاة هنا قوية وتخاطب القلب والنفس أكثر من أى شيء آخر!

ست طفولات أوصلت نصر الله إلى ما هو عليه الآن،
وتوقف عند الطفولة السابعة، بالطبع لأنه لا زال يعيشها!
ستستغربون وصف كل مرحلة من حياته بطفولة، إلا أنكم حينما تندمجون معها تجدونها هكذا بالفعل!
بريئة، مليئة بالحلم والشغف والمتعة والإنجاز!

لا أعلم هل سيُكمل لنا نصر الله طفولته أم لا،
لكنني أتمنى أن يفاجئني بصدور الجزء الثاني من طفولته ❤

تمت
٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢

[Mohamed Metwally · Rating 3 out of 5]

تجربتي الأولى مع تطبيق أبجد، واخترت أن تكون أيضا مع كاتب جديد بالنسبة لي.
هي جزء من السيرة الذاتية للكاتب مكتوبة في شكل يمكن اعتباره قصة ، قصة حياته تحكي لنا صورة من حياة المهجرين الفلسطينيين الى المخيمات ورحلة جيل عاش حياته بلا وطن، كل واحد استطاع أن يصنع لنفسه حياة من قلب المعاناه، فالحياة لابد أن تستمر..

MiM

[Hala Ghattas · Rating 5 out of 5]

رواية تبعث الدفء في القلب

[إبراهيم عادل · Rating 5 out of 5]

هذه واحدة من أجمل روايات العام .. بلاشك ..
لم أكن أريد لها أن تنتهي،
مثلت هذه الرواية تحديا جماليًا وفنيا حقيقيا .. كيف تحكي حكاية عن طفل فلسطيني يعيش لاجئًا في المخيم .. ولكنه يحلق بجناح الشعر والسحر والحب والجمال .. لكي يرسم صورة إنسانية وفنية استثنائية ..
أحببتها جدًا .. وأعادتني إلى كل ما أحببته من عالم الملهاة الفلسطينية التي برع فيها إبراهيم نصر الله،
طيور الحذر، وأعراس آمنة، وغيرها
.
شكرًا لإبراهيم نصر الله دومًا على هذا الجمال،

ولنا عودة

[Amani Abusoboh (أماني أبو صبح) · Rating 4 out of 5]

هذه الرواية من أجمل ما قيل فيها ما قاله الروائي والناقد فاروق وادي:" طفولتي حتى الآن، هي رواية قلبي التي ارتبطتُ بها وجدانياً أكثر من غيرها."

هذه رواية لا تمس شغاف القلب فقط، إنما تتربع في حجراته وتشيع فيه الدفء!

[وَادْفَل عَبدُ النَّاصِر · Rating 5 out of 5]

مرات قليلة هي التي أعجز فيها عن الكتابة عن رواية أو عمل أدبي، أدهشني نصر الله وفاق كل توقعاتي، عمل أقل ما يقال عنه أنه مبهر، عشت فيه طفولات إبراهيم، حزنت لحزنه وفرحت لفرحه، وسكنتني شخصياته وتفاعلت معها وكأنني جزء من حكايته، في انتظار الجزء الثاني...

[αмαℓ · Rating 5 out of 5]

"للجمال أسماء كثيرة.. لكن أعظمها محبتنا له وعيشنا له، ودفاعنا عنه.
كما أنني الآن بتُّ متأكدة من أننا لسنا بحاجة لإنسان نشيخ معه، بقدر ما نحن بحاجة لإنسان نبقى معه أطفالًا."

[Raghad saleh · Rating 3 out of 5]

طفولتي حتى الآن ، هي الرواية الأخيرة ( أتمنى ) في سلسلة الملهاة الفلسطينية ، يمكن اعتبارها كسيرة ذاتية للكاتب ووصفاً لحياته في مخيم الوحدات الذي لجأت إليه عائلته بعد النكبة وخروجها من قريتهم البريج قرب القدس .
- لا أعرف لماذا شعرت بالتيه عند قراءة الرواية ، بالغ نصرالله في سوده لتفاصيل دقيقة قد تكون ( من وجهي نظري كقارئ ) لا حاجة لها ، خاصة أنه يتحدث عن طفولته حيث لا داعي لتكرار الحديث عن بعض التفاصيل .
- أتفهم محاولة الكاتب في الروايات السابقة في السلسلة ، الخروج عن المألوف في الكتابة عن فلسطين بل وأحببت أسلوب كتابته خاصة في قناديل ملك الجليل ، ولكنه في هذه الرواية دخل في فخ الرواية الفلسطينية المعروفة ( المخيم ، الصبية وقصص الحب الطفولي ، الفدائيين ثم الهجرة ) .
- الرواية في أغلبها ( طبيعي كأي سيرة ذاتية ) تتحدث عن محاولات نصر الله في كتابة الشعر والأغنية وعن إنجازاته الشخصية أكثر من كونها جزء من سلسلة الملهاة الفلسطينية
- الشعر في الرواية جميل وأحببت إبراهيم نصرالله كشاعر أكثر منه ككاتب . وأحببت مقطع قصيدته باسم الأم والابن الذي يقول فيها عن والده : " كلّما حدثتني عنه ، اكتشفتُ بلادا بعيدة
كأن لم أكن قمحها ذات يوم ولم أطوها في قصيدة
كلما حدثتني عن شمسه
عن عصافير تخفق في إسمه
وعن رحمة الله تجري كما النهر في دمه
كلما حدثتني عن خوفه كجناح علينا
وعن حلمه بصباح أليف تناثر ، ندعوه يأتي كما الطير سعيا إلينا
كلما حدثتني عن مطر يتدفق كالماء في كلماته ،، وعن صوته وشموخ صلاته
وعن زهوه آخر العمر سرّا بأقمار أبنائه وبناته
كلما حدثتني عن ذلك البحر في صدره
وعن عزة النخل في فقره
وعن حلمه بثلاثين حرفا يرتبها
كي يسطر أسماءنا مثل طفل بدفتره
خلت أن أبي كان يكتب شعراً
ولسنا سوى بعض أشعاره "
- الرسائل بين نور وإبراهيم رائعة ( أحببت نور جدا ) ، ومع أنها رواية جديدة لكنها أعادتني لزمن كان فيه جمال اللغة يظهر في كتابة الرسائل مثل رسائل ناديا في رواية يوسف السباعي ورسائل غسان كنفاني وغادة السمان
- في مقطع من الرواية يقول نصر الله :" بالنسبة إلي كانت قراءة غسان أشبه ببوصلة أشارت عكس الصحراء التي كانت الملاريا تطحنني فيها ، ولولا تجاربي السابقة في الكتابة ، التي نمت طوال سنوات وسنوات ، لما تجرأت بعد قراءة غسان أن أكتب ، لكن السبب الأكبر لاستمراري في ظني ، أني كنت ملتصقا بالكتابة إلى درجة أن أحدا لا يستطيع أن يفصلني عنها ، مثل توأم ملتصق ، في انفصاله موت محتم ." كذلك كان رأيي بعد كل قراءة لكل غسان ، أن لا أحد سيأتي مثله .
- أحببت جواب نور لسؤال إبراهيم عما يكون هو بالنسبة لها فقالت : " وأنت ؟ أنا ، أنا أمر آخر . كما أنت لي أمر آخر ، أنت تعرف رأيي ، كلما التقى نهران ، اتسع المجرى وتباعدت الضفتان " أريد أن نواصل جرياننا جنبا إلى جنب ، يمكن أن نتقاطع أحيانا فنختلط فأجري وبي بعض مائك وتجري وبك بعض مائي ، لكننا مهما ابتعدنا ولا أظننا سنبتعد ، فسنلتقي في البحر الكبير ، وإن كان مسموحا لي أن أنصحك بشيء سأقول لك : كل من لا يتقدم يتراجع وبقاؤك في مكانك تراجعٌ أيضا ، على أي حال ، سأخبرك من أنت حينما نلتقي قريبا ، هذه المرة أعدك ، سأخبرك "

- " لا أعرف متى يبدأ العمر بتغيير سرعته ، هل من اللحظة التي نولد فيها ؟ بالتأكيد لكن إدراكنا لسرعته هي لحظة وجودنا الحقيقية ، أو لعل ذلك إدراكنا لبداية رحلة غيابنا .
في الطفولة ، نستميت لنبدو أكبر ، ونغضب حينما يخطئ شخص ما ، بعمرنا فنصححه بغضب لأنه نسي سنة أو اثنتين ، وربما نقاطعه إذا نسي سنوات أكثر ، هوس النخلص من الطفولة يسيطر على كل شيء فينا ولكنه في الحقيقة هوس الوصول إلى ما هو أجمل منها ، فتاة نحبها ،رجال يسمحون لنا بالجلوس معهم ، ونحن نتحسس شاربين من زغب ، فنجان قهوة نشربه علنا بدل التسلل لشرب ما بقي من القهوة ، القهوة بأسطورة
غوايتها ، الجلوس في مقعد الحافلة بجانب الأم والاب بدل الجلوس في حضن أحدهما والركاب يحدقون إليك باعتبارك الطفل الرضيع ."
( بالمناسبة شعور جميل جدا أن يكون أول تقييم على الgoodreads مني 😎😎)

[Buthaina Al Shueili · Rating 5 out of 5]

ما زلتُ حتى اللحظة لا اعلم كيف لم تفز أياً من روايات ابراهيم نصرالله( وخصوصاً سلسلة الملهاة الفلسطينيه) بأياً من الجوائز العالمية المعروفه كالبوكر..

قرأت أغلب مؤلفات ابراهيم ومازلتُ حتى اللحظة استشعر سحر وعمق كتاباته في ( زمن الخيول البيضاء) و( قناديل ملك الجليل) .. فلقد جمع قلم نصرالله عذوبة الشعر وذكاء الروائي والدم الفلسطيني وانتج به روائع لا مثيل لها..

(طفولتي حتى الآن) هي سيرة طفولة هذا الكاتب العظيم المحبوسه في حياة المخيمات الشحيحه والتي لم تستطع رغم بؤس الحياة ان تجمح شغفه بالادب والرسم والحب..

من روعة هذا الكتاب قرأت صفحاته ال٥٠٠ ببطءٍ شديد خوفاً من نهاية المتعة..

[halimaalkharusi · Rating 5 out of 5]

إذ قال الروائي والناقد فاروق وادي عنها " فإن رواية قلبي الإبراهيميَة هي الآن بين أيديكم ،"
سأقول عنها هي طفولة الإبراهيمية البسيطة والجميلة ،بكل مافيها من
تحديات ،وشتات وجمال وشعراً وكتابة وفن وسينما ..
سأظل دائما القارئة المخلصة لك ولكل أعمالك
وهذه الرواية ستكون الرواية التي تملئ الحب والدفء في قلبي وتذكرني بكَ يا كاتبي إبراهيم نصر الله .

ممتنة لهذا الجمال وممتنة لوجود شاعراً وكاتبا مثلك.

[Rawan · Rating 5 out of 5]

❞ أحسستُ بأن للكلمات أجنحة.

⁠‫ولكن كيف يكون لها أجنحة، والشّعراء أموات؟

⁠‫هل تكون الكلمات أرواحهم، لا أجنحتهم، وأنا الآن لستُ أكثر من روح؟ ❝

[عنود · Rating 4 out of 5]

أجل، قمة النضج أن نظل أطفالاً، لأن الطفولة قمة الحياة

[Ziad Shoeib · Rating 5 out of 5]

وقعت في عشق هذه الرواية، غمرتني فيها و جعلتني بقلبي و عقلي داخلها، بين كوني أغبط الكاتب قدرته حديثه عن طفولته بذلك الحنان، رغم ما يشوبها من الألم، أغبطه على اصدقائه و على البيئة التي جعلت منه كاتبا، و عن حديثه لمن كانوا حوله يشكلون أفكاره، و قصص حبه القليلة، بين الحنين إلى الصغر، و بين امتيازات الحاضر، بين جمعاتنا بأصدقاء و تفرقنا عنهم، بين شتات السفر التي يتحتم عليك، و بين كل ذكرى ستكون كنز لنا فيما بعد. يستمر خوفي المستمر من ما هو قادم، ما تبقى من الرحلة.


يسرد علينا إبراهيم نصر الله قصته، بين طفولته و كبره، نرى الحياه في المخيم، بكل ما يحيطها سواء من صعوبات أو أمل. هنا نرى براءة الطفولة و تجمع الاصدقاء، بين ظهور الأحلام، و بين اندثارها، بين الصداقة و الحب. نرى هنا بيت الكاتب، والدته التي كان لها الظهور الاكبر و كيف اثرت فيه، و نرى منعطفات حياته سواء الدراسية او العملية، و بين السفر و الشتات، و كيف وصل كاتبنا الى حبه للشعر، و ما الذي أوصله لأن يكون كاتبًا.

تحيط المشاعر بالرواية بكل جانب منها، في وقت تجعلك تبتسم، و في وقت تزرع فيك الأمل، و في اخر تبكيك و تحزنك. وجود المشاعر يجعلك داخل الرواية في كل احداثها و بجانب ابراهيم في رحلته تحزن لحزنه، و تفرح لفرحه، و كما قلت مسبقا كم رأيت انه من الرائع كيف استطاع الكاتب الحديث عن حياته بكل جرأه و هو مُراعي لمشاعر اصدقائه، و تظل معه الى نهاية الرواية تنتظر ما سيحدث بكل حماس.

الرواية فنيًا ممتازة اللغة عذبة رائعة كالعادة، تنظيم الكتاب لطيف، و هذا ما هو المعتاد من الملهاه، و لكن اعتقد ان قراءة هذه الرواية بعد عدة تجارب مع الملهاه او كتابات ابراهيم نصر الله ستجعل التجربة مختلفة تماما، اذ انك تعرف عن الكاتب و عن كتبه و مشاعر كتبه، ارتبطت به من قبل بكل الشخصيات التي بناها في رواياته، و لكن هنا ترتبط به نفسه، و ترى كيف كانت حياته، صعوباتها، ما شكل أفكاره، ماذا تمثل بعض من شخصيات رواياته له، و ظروف كتابة بعض الكتب.

ان كان لي تعليق، هو انه في الجزء الاخير من الرواية تسارعت الاحداث بشدة لتخطي بعض الأمور و الانتقال السريع في الأزمان أدى الى بعض من التشتيت و لكن اعتقد ان ذلك محفوظ الى كتاب اخر اذ هي ليست بالسيرة الذاتية الكاملة.

في النهاية لا اعتقد اني اوفيت الرواية حقها، لم أرد ذكر الكثير من الأحداث لكي لا انقص من استمتاع البعض في الرواية، زاحمت الرواية زمن الخيول البيضاء و قناديل ملك الجليل، لتصبح في النهاية روايتي المفضلة للكاتب، لم اتصور اني سأكون في الرواية بهذه الطريقة، ستؤثر بي بمشاعرها بهذا القدر، ستجعلني افكر اكثر في المستقبل، في اصدقائي الذي سأفتقد وجودهم، كيف ستتغير حياتي و كيف سأراها وقتها.

[Ahmad Shuhait · Rating 3 out of 5]

ما أروع ان نبقى طوال حياتنا... أطفالا

شلال من ذكريات الطفولة والمراهقة حاكها الاستاذ ابراهيم ببراعة في هذه الرواية
الأروع، هي علاقة الصدقة التي استمرت منذ الطفولة حتى الكبر وحتى اليوم

بداية جيدة لتحدي القراءة هذا العام
أنصح بها

[ناديا · Rating 3 out of 5]

تحمستُ جدا للكتاب من منشورات الصديق ابراهيم في عالمه الازرق، كذلك بنية حضور نقاش معه في عمان للكتاب… بالطبع كتابات ابراهيم نصر الله لا
تحتاج للتحفيز ، فكتبه جميعها في مكتبتي لكني لم أقرأها كلها بعد..

"هناك دوماً طمع بطفولة أخرى، طمع في ألا ننتهي"
أظننا جميعا طمعنا بطفولة أخرى بين سطور رواية نصر الله ، والحق أنني ما انتقلت بين صفحاتها الا وانا تلك الطفلة واسعة العينين ، شقية الحركة ذات الآمال العريضة …

حفل النصف الاول ، أو حتى الثلثان الأولان بكثير من التفاصيل والاعادة ، دون تعمق بالمشاعر بأغلب الأحيان ، فبانت سردية الاحداث وكأنها نقل لمشاهد سينمائية دون الغوص في لب الحكاية .

بالطبع الكتاب ليس يبدو، بل هو سيرة ذاتية للكاتب، وإن أضاف أو محى لاسباب تخصه وشخصيات أيامه …
أحببت نور ، وأكثر الست عايشة :) وحكايات الشعر والتلحين والموسيقى بتقاصيلها
رغبت ربما بتفاصيل أكثر عن اواصر الصداقة مع بشير وقاسم ونبيل..

رواية جميلة ، بالتأكيد أنصح بها ففيها متعة العودة الى ماعشناه وماكان، هي حكاية طفل المخيم، وجع فلسطين وطفولتها المفقودة التي لم يستمتع بها اي فلسطيني حتى الآن ..

هل في هذه الرواية إتكاء على اسم كاتبها؟ برأيي المتواضع ، نعم …

وأتمنى لطبعتها القادمة تحريراً يليق بها وبكاتبها …

# المعارك الصغيرة المزعجة التي نضطر أن نخوضها، نظل غاضبين لأننا أجبرنا على خوضها، حتى لو خرجنا منها منتصرين
# البشرية ستنتصر في النهاية، لكن ذلك لن يمنعنا من أن نعيش لحظتنا هذه بكل مافيها، لأنها في الحاضر، نحن في الحياة، لكي نستحق أن نكون نحن في الغد
# لم أعد أؤمن بأن هناك أبواباً مغلقة، آمنت أن هناك دائماً فتحة خفية، مهما كانت ضيقة، ستتسع لمرورك ان كنت تماك هدفاً
#لسنا بحاجة لانسان نشيخ معه، بقدر مانحن بحاجة لانسان نبقى معه أطفالا
# ذاكرتنا بحاجة دائماً لذاكرة أخرى تتكئ عليها، كما يحتاج الانسان لكتف طيبة يضع رأسه عليها

[نورهان البسيوني · Rating 5 out of 5]

“الطفولة تسكن في غياهب الذاكرة ،تستخرج منها الذكريات على شكل شريط سينمائي، تلازم الشخص طوال حياته، يفرح من مقتطفاتها، و آلامه توخي صدره عند تذكرها.. فما بالك بطفولة تدفعك بتمسكك بماضيك و أصل وطنك ..فهل تستحق أن تروى ؟!”
-التمسك بالماضي، حين يصبح ذلك كل مبتغاك حتى لا يضيع وسط مستقبلك المعتم الذي يصعب عليك تشفيه من ضبابية المشهد “ لا نملك من هذا العالم إلا خوفنا على الماضي بعد أن أصبح وحده حياتنا المؤكدة، مع هشاشة حاضرنا”
“ليس لدينا خيار سوى أن نصعد عتبات المستقبل مهما كانت مهشمة “
“أريدك أنت، انت بالذات، أن تتذكر،أتعرف لماذا لأنك الكبير ووحدك الذي يمكن أن يذكر أخواته و إخوته بما عشناه إن حصل لي أو لأبيك أ�� مكروه” ص٣٤ .
-رمزية الطائرة وربطها بالحرية، و مشهد المطار الذي اختلج مع ذكريات الطفولة، كان ٬مؤثرا"جدا” .
-مشاعر كاتبنا و حبه في الكتابة الذي انفرد بها منذ الصغر ، عن بقية الأطفال ، و بالأخص تفاصيل حب كتابته لنور، حب عمره و صديقته منذ الطفولة “ العينين الخضراوان و الشعر الأحمر” .
-الحكايات مهمة لقص عبرة تظل مترسخة في الذاكرة ، و إشارة لتلك الحكايات التي تحكى لهم الأم منذ الصغر ، و ارتباطها بتاريخ النكبة و التهجير .
-تأثرت بشخصية “المصري” جدا”، في نظري شخصية “مصري” هو رمز الأمل و البقاء .
“المصري استطاع تحطيم القاعدة الوحيدة التي لم يحطمها أحد قبله ؛ و بذلك منح كل من عرفوا قصته الأمل في وجود فرصة لبقاء المريض “ص٨٦ .
“تغير المصري قليلا” بعد الزواج، لكن اعضاءه التي استردت بعض لحمها و شحمها ظلت واقعة تحت الاحتلال ، مثل تلك الأراضي التي خسرها .. إلا حبه لعبد الناصر و مصر ص١٤١ .
-تأكيد على فكرة الشعراء، مرهفون الحس و ذلك يموتون صغار السن ، و يرجع ذلك لحسهم المرهف. “هل تحب أن تكون شاعرا”؟ لست متأكدا”، فالشعراء الذين نقرا لهم كلهم أموات. أتخشى أن تموت إذا كتبت الشعر ؟ و لكن هل نسيت أنهم كتبوا الشعر و هم أحياء؟ اذهب و اكتب ما تريد، و اترك الباقي علي سأقرأ كل ما تكتب، و في رأيي، إذا كتبت شيئا” جميلا” فأنت حي ، أما إذا كتبت شيئا” سيئا” فستموت، لا سمح الله ص١١٢ .
-رمزية “عمود الكهرباء” ، هو ملاحقة الموت لهم سواء بلوغهم السماء أو الأرض “أي مأساوية التهجير” .
“وقد تحول إلى لمبة حمراء ضخمة، تسللت إلى البيت. بجسد متقد كجنة، وروح ضيعت طريقها ما بين الحياة و الموت” .
“كيف يطلب مني أن أرسم حديقة بيتي في الوقت الذي سرقوا فيه منا البيت؟”
“ نحن لم نخسر تلك الأرض و حسب ، بل خسرنا ما لا يقل عنها ، أهمية أيضا”، أنفسنا ص١٤١”
-لحظات المكتبة و اختياره لديوان الشعر ، من فصل ٣٧ ل فصل ٤٠ ، و خاصة الحوار بينه و بين موظف المكتبة ص١٩٨ ، ص١٩٩ ، كلمات مؤثرة .
-ص١٩٥ “ هناك من يتمنى وجود أبناء قارئين لكتب غير كتب المدرسة، فالكتب خطيرة في اعتقادهم، تتفجر في رؤوس الذين يقرؤنها ..؛ كانوا يعتقدون أن الكتب تصبح معرفة، و المعرفة تصبح وعيا”، و الوعي يبحث عن واقع أجمل، و الواقع أجمل غير موجود ، و هنا يحدث الاصطدام مع أولئك الذين لا يريدون للبشر أن يعيشوا حياة جميلة”
-ص١٨٩ “ كلما أحب قاريء كتابا” ما ، فإن الكاتب الذي مات من زمن يبتسم في قبره” .
-لفظ تكرار كلمة “أيام فلسطين”، تأكيدا” على أن الوطن موجود فقط في الماضي.
-كنت مشتاقة لأعرف المولود الجديد، و تسارع الأحداث جعلني أقلب الصفحات في لهفة مثل الطفل إبراهيم .
أحببت تشبيه الخجل بشيء ملموس “ وصفت جزءا” منه في جيبي ، لأنني قد احتاج إليه يوم من الأيام “ ص٢٣٣
-رمزية اسم “نور”، متمثلة في نور حياته “أن عثرت وسط الفراغ على خيط نور جعلني أبتسم، و حين تأكدت منه أنه خيط نور فعلا” ، أصبحت أفضل حالا” بكثير” ص٢٣٩ .
-الفشل يصنع النجاح، “إن عدم تصديق الأستاذ كتبتها يعني شيئا” جيدا” ، و أن أخذ صفرا” بسببها، فهذا أجمل صفر في حياتي. ذلك الاكتشاف أعادني إلى نفسي ثانية، أي إلى الكتابة ص٢٣٩ .
-مس قلبي، كلمات أمين المكتبة عن موهبة التلقي “إذا قرأت و أدركت قيمة ما تقرأ، فهذه موهبة، روحك يقظة و قلبك أخضر، غير متيبس .. لآخر الجملة تملك هذه الموهبة الرائعةص٢٦٣
-وصف الموسيقى، جاء في منتهى الروعة ، مليء بالصور الجمالية القوية ص٢٨٥ .
-اللغة العامية المصرية في أول مقطع ص٢٨٧ ، طالعة من القلب.
-هناك الكثير من المشاهد ضحكت فيها من قلبي و تظهر خفة دم كاتبنا و براءة الكاتب الشديدة منذ الصغر، و تفاعلت مع إبراهيم الطفل، و إصراره بأخت بنت تسمى “فدوى” ثم رغبة ملحة أخرى فاخت بنت ليكون كاتب ص٢٧٥ .
-أحببت و بشدة الشعر العامي ص٢٩١، ص٢٩٢ ، و مغامرات إرساله لعبد الحليم و تأثر الكاتب باللهجة المصرية العامية.
-رمزية الحرية “لا تنسى أنني أحب كل شيء يطير “ ص٣١٤ ، “إذا لم أعد أومن بأن هناك أبوابا” مغلقة، آمنت أن هناك فتحة خفية، مهما كانت ضيقة تتسع لمرورك إن كنت تملك هدفا” “
قبل أن أتذكر أن بقائي في العتمة سيحرمني من الضوء إلى الأبد. بدأت البحث عن أي ثغرة جانبية تتيح لي الخروج بعد أن فقدت الطريق إلى الباب ص٣٨٣ .
-رمزية “الركض” هو الجري لمواصلة تحقيق الأحلام ص٣٨٤ .
-تأثرت بموت الأب، دوما” الأب ظهر و سند لأسرته ،يتفرع المر ليكفي لقيمات بيته ، نجح كاتبنا في التعبير عن شعوره ، حيال سنده من قول أبيه قبل وفاته.” كل الأشياء التي أعتقد الطبيب انها سبب الربو ..حتى كلمة لأمنحكم به حياة بلا جوع و بلا مذلة ، كان طوال الوقت هو الموت “ص٤٢٠
-ربط مرض “المالاريا” حيث الماضي بزمن الحاضر “هو فيروس كرورنا” ، تكرار التاريخ و هو الزمن .
-أحببت رمزية “الزوم ان” و كأنهم داخل فيلم (شريط سينمائي) .
-تأثرت بآخر جواب من نور لإبراهيم.
-أستمتعت بالسيرة الممتلئة بالمشاعر .
-تقييمي ٥/ ٥ .

[Moayad Hippo · Rating 5 out of 5]

عندما قرأت مقال فاروق وادي منذ فترة ليست بالقصيرة عن رواية (طفولتي حتى الآن). ومع اني انتظرت صدورها على أحر من الجمر كما انتظرت أعمال ابراهيم نصر الله دائما. إلا أنني -وبكل صراحة- كنت أخشى أن لا تحقق الرواية ما اتوقع منها. فنصر الله لمن قرأ أدبه يعرف ان اجزاءاً من سيرته توزعت بين أعماله سواءاً في الروايات او من خلال الأعمال التي تناول فيها سيرته الذاتية والابداعية (السيرة الطائرة، كتاب الكتابة).
الا ان (طفولتي حتى الان) أدهشتني وجذبتني بطريقة لا يمكن أن اتصورها او اصورها. فالعمل لا يتحدث عن طفولة ابراهيم نصر الله او عن حياته المليئة بالحياة بكل ما فيها فقط، انه عمل يتحدث عن الكثيرين، وستجد اذا ما كنت قد قرأت الرواية بالطريقة التي قرأتها بها. أن كل من مر فيها كان واحدا من أبطالها بمعنى الكلمة. وذلك بعيدا عن مقياس طول الفترة التي تظهر فيها الشخصية. بل بمقياس ما تتركه هذه الشخصية من أثرٍ فيك كقارئ كما تتركه على ما حولها من شخصيات.
هذه الرواية واحدة من روائع ابراهيم نصر الله. الروائي والشاعر الممتلئ بالأدب الراقي والجميل والمدهش.

[Asser elnokaly · Rating 5 out of 5]

ايه الجمال ده والاحاسيس ديه...
ايه الاصرار ده كله و ربك لما يدي موهبة واصرار لحد...

[Rudina Yaseen · Rating 5 out of 5]

الكتاب رقم 12/2022
رواية: طفولتي حتى الآن
الملهاة الفلسطينية الجزء العاشر
إبراهيم نصر الله

أجاب إبراهيم نصر الله في أحد حوارات عن سبب تسمية الملهاة الفلسطينية فكان الرد؛

"يختار نصر الله إجابة صريحة وقاسية؛ فلا تجد رواية من روايات الملهاة الاثنتي عشرة إلا وتنتهي بتعريف لسان العرب لـ "اللهو"، وفي ما يتساءل البعض حول السبب الذي يجعل أحد أهم مشاريع التأريخ الروائي للقضية الفلسطينية يحمل "اللهو" عنوانا له، يُجيب نصر الله حسما للجدل بأنه يرفض أن تكون نهاية القضية الفلسطينية قد حُدِّدت بكونها "مأساة"؛ ففي الأدب والمسرح تعني المأساة نهاية حزينة للصراع والأحداث، وعلى أرض الواقع فإن القضية لم ولن تنتهي بعد كما يروي، بل العكس من ذلك، ومن هنا أتت "الملهاة" تعريفا وسخرية من حركة التاريخ، وانشغالا بكفاح الشعب الفلسطيني"

قصة الملهاة:
من قناديل ملك الجليل الى دبابة عيد الميلاد ومن عكا وظاهر العمر وأهل عكا الى بيت ساحور وقصة صمود أهل بيت ساحور نضالهم خلال الانتفاضة الثانية سار إبراهيم في سرد الواقع الفلسطيني من عهد العثمانيون الى اليوم من خلال الجزء الأخير من الملهاة طفولتي حتى الآن التي صدرت النسخة الفلسطينية منها عن دار طِباق للنشر بعدد 520 صفحة،
فكما قال الناشر والكاتب فاروق وادي " ان سحر قناديل ملك الجليل ظل طاغية في عقلي وجداني لم يرحمه من اعمال ابراهيم السردية على هذه المكانة الا رواية طفولتي حتى الان ". التي جاءت في سبع وكانت الطفولة السابعة فارغة من الكتابة ربما لأن القصة مستمرة ولم تنتهي أو لم تبدأ بعد برغم كل أحداثها.

"وكتب الناشر على غلاف الرواية: "رواية حبٍّ فلسطينيٍّ مختلفٍ، عابرٍ للفقر والقهر والحروب الصغيرة والكبيرة. وبقدر ما تحتضنُ سيرةَ ساردها وشخصيّاتها، على مدى ستّين عامًا، فإنها تحتضنُ سيرة شعبٍ. وبقدر ما هي سيرة للمكان الحاضر، المخيم، فإنّها سيرة للمكان الغائب، فلسطين"

لو تحدثنا اإن القناديل كانت بداية الثورة فإن طفولتي تحدثت عن استمراريتها. لقد رمز إبراهيم إلى نفسه المخيم وبلده الاول والهجرة لقد تحدث عن نفسه بشخصيات الرواية

سنوات طفولة ابراهيم :

-السنة الاولى أو الطفولة الاولى : ويمكن أن نضع تاريخا الفلسطيني قبل وبعد 1948 تعتبر سنة الذكريات عبرت عنه نور في ردها على الرسالة وسعادتها في انها تمكنت من نسيان اوقات الحجر الكتاب تحدث عن هنا و هنا مخيم الوحدات وأحلام الفلسطيني بالعودة ومحاولات التأقلم والحلم هنا ابراهيم فهو الراوي والمرئي عنه ونور ابنة عمه رفيقة طفولته سفره وأحلامه وعمه وكاله ونبيل واطفال اخرين والمدرسة هنا الام التي تعلمت لتعليم أولادها لقد أمنت أن الفلسطيني لم يعد يملك الا للشهادة ليتمكن من الانطلاق الى العالم عبر مطار صغير وصورة طائرة من ورق وكرتون كتب عليها أسماء الدول وبعده عن الأردن نحن نتحدث عن كل هذا. نتحدث عن الام التي رفضت نسيان بلدها ونقلت يوميات الى أطفالها عبر حكاية النوم كان الفلسطيني يبدع لكي لا ينسى يخترع الحكايات نعم ضاع الوطن لكن بقيت الذكريات وعند الحديث عن العمة المقيمة في بيت لحم تحدث عن وجع الفلسطيني وغربته ابتعاده عن أحبابه لقد عانى الفلسطيني من كل شيء وكان الثمن ضياع وطن.

-السنة الثانية أو الطفولة الثانية : وهي مستمرة الى ما 1967 وما بعدها إلى يومنا هذا سنوات البحث عن الشاعر إبراهيم عن الذات وعن كل شيء فقده الفلسطيني هنا اراد ان يصبح الشاعر الحي لذلك طالب أمه إنجاب فتاة تسميتها باسم فدوى على اسم الشاعرة فدوى طوقان كره والد صديقه لأنه انتقد شعره احب خاله لأنه وضعه على طريق الشعر وجعل منه منه الشاعر الحي شعراء فلسطين استمروا على قيد الحياة بأدبهم لقد قاوم الفلسطيني وتعلم وابدع لكي يتمكن من العيش بكرامة داخل الوطن البديل حيث الشتات الفلسطيني والتشرد لقد وصف الكاتب طفولته الثانية من خلال وصف المخيم وقهر الرجال والعائلة التفكير النظام السياسي الموجود ولم ينسى عمان. أو التطور العمراني والسياسي الموجود قد كانت طفولته الثانية خليط مركبا من الحب والقهر والهزيمة فسنة 1967 وما بعدها عملت على تغيير الفلسطيني من لاجئ الى نازح فقده الامل بالعودة اصبح عليه التفكير لما بعد أصبحت هناك أولويات وتصنيف حياة، صحيح ان الفلسطيني لم يينس ارضه لكنه أراد أن يعيش القد تجاوز ابراهيم طفولته الثانية فأخبرته نور في ردها على رسالته " اين يمكن ان تقف الرواية لان انفتاحها على أحداث ما بعد الطفولة الثانية يمكن أن يكون بلا حدود" .

-السنة الثالثة أو الطفولة الثالثة : ما بعد النكبة 1967 وما بعده هنا سرديّة شتاتٍ، وسرديّة الإنسان وقدرته على أن يلمّ شتات نفسه، في واقع صعبٍ مميتٍ ومُحاصر، كما هي سرديّة التعلّق بالجمال، وكفاح الرّوح من أجل التمسّك بهذا الجمال، بكل أشكاله؛ الجمال الذي تحتضنه عيون البراءة المشرَّعة على اتّساعها في موازاة واقع يتضاعف تَشوُّهه هنا تحدث إبراهيم عن مرحلة البلوغ والكفاح المسلح وحرب الكرامة لقد حول الأحداث العادية الى غير عادي نعم يوجد العديد من الاحداث المبهمة في هذا القسم ان أردنا الحديث مثلا عن وفاة الجد وحبه للفتاة السورية فكل ما أراد الحصول عليه هو جواز سفر صغير لكنه لم يحصل عليه الا بعد معاناة هذا حال الفلسطيني في دول اللجوء فهو لم ولن يكون ابن البلاد الجديدة لأنه ببساطة تنازل عن أرضه لليهود ولم يطرد منها طردا نعم هناك بعض التغيرات التي حصلت في فكر إبراهيم لقد كبر وأصبح أكثر وعيا وفيما للأحداث الصعبة، صحيح ان نور بقيت إلى جانبه لكنها أصبحت أكثر وعيا وقوة انضمت الى فرقة الكشافة وعملت على الاستعداد للمعركة الكبرى وهي حرب تحرير فلسطين .

/السنوات الرابعة والخامسة أو الطفولتان الرابعة والخامسة: هنا كبر الأولاد إبراهيم اصبح رجلا ونور تدرس الطب في مصر تجربة مثل حرب ايلول جعلت نور تعشق المجال حيث ساعدت في إسعاف الجرحى نبيل توجهه إلى إيطاليا لكل شخص منهم طفولة خاصة حملها معه في نبضات قلبه لكي تبقى على قيد الحياة فلا تذهب كما ذهب أشياء أخرى أحداث ونكبات أطاحت بالأمان ومحاولات كثيرة لفهم الوضع تحدثت نور في الرسالة الخامسة عن الالم والوجع التي اصابها بسبب حرب الفصائل وحرب ايلول عندما اصطدمت الفصائل مع الجيش الاردني في حرب المخيمات وأثر ذلك على الأوضاع . العامة للفلسطينيين في الاردن
نعود ايضا الى ابراهيم وشعره وإصراره على تلحين قصيدة أو كتابة الشعر لقد نما حسه الادبي وتطور بدء بكتابة اول رواية وان لم يكملها لذلك يمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة الوعي الثقافي لانها بداية تكوين ابراهيم المد الذي اتصف القارئ بأهم الكتب والروايات

-السنوات السادسة والسابعة أو ال طفولتي السادسة والسابعة هنا لا اضافات تذكر لقد فهم الأطفال ومعهم وعبرت نور عن شكرها لإبراهيم لأنه اعاد إيجاد الطفولة بداخلهم. فهنا نتحدث عن الاطفال وقد كبروا مبتور الوطن أخذت الحياة الصعبة في دروب كثيرة
ساروا في دروب المخيم الصعبة عانوا كما عانى اهل المخيم فهنا حياة الجوع الى حضن الوطن لكنّ هذا التاريخ لم يأت نافراً عن جسد الرواية منفّرا عن الانسجام معها، فعقب فهمه استطاع ابراهيم إذابته في طبقات النص، فجاء متسقاً سلسلاً في قلب الحكاية وفي نسيجها الداخلي لفهم الوطن داخل الوطن الاخر ونفهم الفلسطيني. بعمق أكبر لان ابراهيم اراد أن يجد طفولته وقد فعل.

وأخيرا
لقد نقلنا ابراهيم الى الواقع الفلسطيني بكافة أطيافه من خلال كتب الملهاة فحضر كل شيع من البحر الى النهر رغم ظروف الحياة الصعبة وما يقاسيه الشعب من مآسي الجوع والفقر، يحضر الحب في حياتهم أكثر من مرة، من خلال ابراهيم ونور وتخفق قلوبهم، ويتناولون في حكاياتهم قصص أهل العشق والغرام، يحضر الحب لا في الحكايات ومحاولة سرد القصائد، بل بين أبطال الرواية يعكس حب الوطن لديها على كل شيء

[لميس محمد · Rating 4 out of 5]

بعض الكتب تحتار في وصفها والحكي عنها
وهذا الكتاب هو كذلك
من الكتب التي شعرت بالأُلفة والحميمية والدفء بين صفحاتها
تعلقت به وكنت جزءًا من شخوصه
غرقت في تفاصيلهم وشعرت بأحزانهم وآلامهم وافراحهم وتمسكت بأمالهم وطموحاتهم
في هذا الكتاب الذي يحمل جزء من طفولة الكاتب وسيرته
يحكي لنا عن طفولته وبداية ولادة أحلامه التي جعلت له نصيب من الشهرة
أحلامه التي كانت أكبر من ذلك المخيم الذي يُقيم فيه
وأكبر من سنوات عمره
عن أصدقائه و أُسرته ومدرسته وحياته في المخيم
وعن حُب عمره نور
التي أحببتها كما أحبها
وحزنت كثيرًا في آخر فصل لفراقهم بعد أن كبروا وكلٌ ذهب ليبحث عن مستقبله في مكان ما من هذا العالم الفسيح.


إبراهيم نصر الله هُنا يختلف عن إبراهيم في أجزاء الملهاة
من يبحث عن إبراهيم الخيول البيضاء أو أعراس آمنة
حتمًا هذا العمل لم يُكتب لك
بالنسبة لي منذ اول الصفحات شعرت وكأن العمل كُتب لي خصيصًا
فمن يعرفني جيدًا يعلم أني لستُ من محبين أعمال نصر الله كثيرًا
إلا أن هذا العمل اعتقد أنه سيعيد تشكيل علاقتي به♥️

[محمد الأنصاري · Rating 5 out of 5]

بعد وجبة أدبية ثقيلة من القناديل والخيول البيضاء، ها نحن نعود لتلك المتعة، متعة الطفولة التي نحاول الوصول إليها بعدما نال منَّا تقدم العمر، وتسربت تجاعيد الروح قبل الملامح. في هذه الجزء من الملهاة الذي ما إن رأيت غلافه حتى يراودني الإحساس بأنه سيكون جميلا. ولكن بعد القراءة، لم أكن أتوقع أن هذه الطفولة، ستأتي بهذا الجمال على هذه الرواية. وأدرك أن الأديب الفلسطيني إبراهيم نصر الله ، كان لاعبا محترفا بالمعنى!..

في هذا الجزء من الملهاة الفلسطينية، نبحر في طفولة الكاتب إبراهيم نصر الله في مخيم الوحدات بالعاصمة الأردنية عمَّان، حيث كانت الطفولة ولعا بالكلمات والاستمتاع بها ومدخلا فيما بعد إلى الشعر، والأقارب يمتهنون الوزارات الحكومية في الأسرة فهناك والدته وزيرة التربية والتعليم ووزير للمالية والداخلية في هذه الأسرة التي تراودها أجواء المخيم. هذه الطفولة التي كانت سببا في تخيلاته لأجواء المطار وتحليقه بطائرته الخيالية في مسكنه وتخيلات لوحات الرحلات المغادرة والقادمة. وكانت مدخلا لانتقال شغفه من الشعر وشدو الكلمات مرورا بالموسيقى وشدو الأنغام ثم المسرح وشدو التعابير والحركات.

ولعل الجمال في هذا الجزء بالذات، الأسلوب المليء بتعابير الطفولة يأتي على طفولات سبع كل مرحلة عمرية من حياة الكاتب أو بالأصح كل طفولة تفصح عن جمالها، رغم ما فعلته الحروب في أرض فلسطين وما تركت على الكاتب من آثار تجعله يتأرجح بين ألم وأمل. فالطفولة هي الواقفة في وجه تلك الآلام. هي تلك الطفولة التي شاركها مع " نور " رفيقة الدرب التي شاركت معه تفاصيل الطفولة، ليرسل لها ما كتبه من ذكريات على هيئة رسائل رسلت في زمن الجائحة والعزلة الإجبارية. وما إن وصلت تلك الرسائل التي تعيد ما كان من جمال، حتى وصله امتنانها به. أو مما فعلته الطفولة التي هذَّبت قلبها ببلسمها ! حيث حققت أمنيتها! أمنية البقاء مع شخص نعيش معه أطفالاً! وسندا !

إن كانت القناديل عن أهمية الحفاظ على سراج، والخيول البيضاء عن معاناة، فالطفولة تلك حتى الآن هي بلسم لكل ما سبق! فهي سرد لتاريخ فلسطين ولكن من الممكن أن نقرأها كما نفكر كلنا. عَمَّا نُكِنُّ له من الفضل لتلك الطفولة. فهي ليست مجرد ذكريات نرددها ونحن على قمم العمر، هي الماء العذب الذي كان يراودنا بينما نجري للسراب! هي حدائق الأزهار بينما نحن نركض في هذه العجلة اللامتناهية! مثل فلسطين حيث ما يهمها هو مستقبلها وحاضرها! لا تفاصيل ماضيها مثلما ندم عليها سعيد، العائد إلى حيفا!

[Hanan Farhat · Rating 5 out of 5]

وجبة دسمة طالت رحلتي معها خصوصاً أنني في ريجيم قراءة قسري.
٥٠٠ صفحة من حياة كاتب أوقف حيرتي منذ زمن، لم أعد أضطر إلى السكوت طويلاً حين يسألني أحدهم: من كاتبك المفضل؟
كلمات كثيرة تشبع الفضول وتثيره أكثر، تجيب على سؤال كبير: لماذا يكتب إبراهيم نصر الله؟
ثم يأتي أحدهم ويستكثر عليه أن يكتب "سيرته التي لا تهم أحد" في "الملهاة الفلسطينية".
والواقع أن لا أحقّ من كتابة الملهاة إلا من بدأ حياته كفلسطيني، وعاش حياته كفلسطيني، وأحب وعانى وفرح وحلم واشتاق والتقى كفلسطيني.
فصول جميلة (ولعلها جميلة بقدر ما هي مؤلمة) من طفولة الكاتب، يتبادلها مع صديقة الطفولة عل طول الكتاب، نتعرف فيها على أصدقائه ووالديه وبعض جيرانه، نعرف كيف ولدت أول قصيدة، وأول رواية وأول مسرحية، كيف خلقت الأنشودة واللوحة وكيف توالدت الحروف من بعد ذلك.. كيف استوطنت الغربة منذ الطفولة الأولى، ولم تزل تزيد وتستفيض..

اقتباسات:
"اللهم لا تمتني إلا وغبار الطريق على قدمي" جدته
"لا أحد سيطلب منك أن تفسر كيف مت، ومن قتلك، ولكن هناك دائماً من سيسألك لماذا غبت عن عملك" والده
"ليس هناك مكان ضيق في هذا العالم، هناك إنسان ضيق" عامل المكتبة

"خسرت كثيراً لأكسب نفسي
ظلالي مملوءة بالمياه
وقلبي لما يزل، بعد، أخضر"

[Ayah · Rating 5 out of 5]

"هناك دائماً طمع بطفولة أخرى ، طمع في ألاّ ننتهي"

و كم تمنيت أن لا تنتهي الرواية ، الرواية التي كانت رفيقتي المقربة لمدة ثلاث اشهر ، تنقلت معي خلالها من شمال المملكة حتى جنوبها ، شاركتني صباحتي المختلفة ؛ الجميلة منها و المتعبة و ملئت فيها أوقات الانتظار بأنواعها، من لهفة لقاء مسافر عائد إلى غرفة أنتظار بيضاء .
كتب فيها ابراهيم نصرالله ، سيرة طفل صغير بدأ اسفاره بمخيم الوحدات و انتهى محلقاً في كل البقاع ، كالماء القابل للتشكيل، فتراه شاعراً ، كاتبا�� ،موسيقاراً ،ملحناً، فرساماً و مصوراً. نراه أيضاً الابن ، الأخ،الحفيد، الصديق،القومي ،الوافد، الحبيب، الرفيق و الإنسان ، ليتشكل لدينا إجابة واضحة عن سؤالٍ لطالما راودنا
"كيف ابراهيم صار ابراهيم " !

و نتمنى أن نرى طفولات عديدة قادمة لتكتمل الحكاية و نبقى اطفالا .. 💙

[imen zrour · Rating 4 out of 5]

رقة نصر الله لا تضاهيها رقة، وتقديره للمرأة وإجلاله لها لا نظير لهما. فلسطين طبعا في عمق الرواية. هي الواعز والدافع وهي الإطار.
طفولة نصر الله طفولة جميلة رغم التهجير .. في أحضان عائلة تقليدية مثالية وأصدقاء حقيقيين وقصة حب بريئة نشأ هذا الفنان وتطور، كبر ونال نصيبه من الدنيا.
سيرة ذاتية وديعة ومؤثرة جدا رغم بعض النقائص في جزء الطفولة الخامسة.
محظوظ هو بمن أحبوه، امتلأ حبا فبادلنا بمثله أدبا وشغفا وفنا.
كم أحبه 🥰
4.5 ⭐️

[Mohamed ندا) · Rating 5 out of 5]

طفولة جيل النكبة والحلم المتجدّد؛
بين البحث عمن يشاطرك الماضي، ومن يبقيه حاضرًا في المقبل من أيام صِعاب...

في ثنائية الكاتب الكبير إبراهيم نصر الله، طفولتي حتى الآن، وملحقها الإضافي شمس اليوم الثامن، وهما العملان المدرجان ضمن مشروع الملهاة الفلسطينية، توقفتُ طويلاً أمام هذا السرديّة الشجيّة، المسافرة فوق سحب الأحلام الشديد الالتصاق بأرض الواقع. هكذا هي هذه الرواية، عالم تسير فيه فوق أرض مكسوّة بالغيم، تشعر أنك تسبح في عوالمٍ من نسج خيال الحالم، لكنك الأرض الصلدة، القاسية أسفل قدميك، تردّك إلى طور الرائي، الشاهد، والمتلقّي لحكاية كلما تصوّرت لوهلة أنك قرأتها من قبل، تعود لتدرك أنك لم تقرأها في كتابٍ، بقدر ما عشتها بنفسك من قبل.
هذا النص لا يستقيم أن أتناوله من خلال قص الحكاية وتتبع مسارات الحبكة وتطوّر الشخوص، إذ أجد أن الكتابة عما تركته فيّ من أثرٍ، لهو أهمّ وأعمّ من كرّ خيوط القصص، الواحدة تلو الأخرى.

اختار نصر الله لهذا النص تبويب "رواية"، ولكنك تتفطّن، من خلال حميميّة المشاعر وصدقها، أنك أمام كاتب يروي نفسه، يتعرّى على طريقة آني إرنو الشهيرة. أرى – كمتلقي – أن نصر الله تفوّق على إرنو كثيرًا في قصّه لحكايته، ربّما لاختلاف الخلفيّات، واكتظاظ الذاكرة بمشاهد الهزيمة والخذلان، وربما لجزالة التعابير الشعرية المضفورة بشجون سرحت أسفل جلد جيل النكبة، فاستوطنت مسامه وباتت تطل من الأحداق، وتنز من أسنة الأقلام كجرحٍ لا شفاء له.
سلسلة من الطفولات، نستهلّها بطفولة أولى غنية التفاصيل، ونختتمها بطفولة سابعة مفتوحة على سماء تتسع لكل لأحلام وتضيق بأدعية المقهورين. ذاك الطفل الذي شيّد في مخيّلته، وقرب داره في المخيّم مطارًا يطير به على بساط من الحلم إلى شتى البلدان التي يسمع عنها ويعرف أن زيارتها في حكم المستحيل، وذاك الشاعر الذي تقاذفته الفنون بين الموسيقا والشعر والرسم والقصة فالرواية، صار بشحمه ولحمه أحد أهم الكتاب العرب المعاصرين، وأعتقد أن رحلته هذه بدأت من هناك، في ذاك المخيم في الأردن، فوق مدرج الطائرة الخياليّة، وربما لو لم يتشبث ذلك الطفل بحلمه في طيران وسفر وخيال، لما بات لدينا الآن هذا الكاتب، فالبذرة التي غرست في خيال بريء، أنبتت تلك الشجرة السامقة، التي تطرح مثل هذه النصوص.

الفضاء الزمني للرواية يدور في زمن وباء كوفيد، بتقنية تنتمي بطريقة ما إلى أدب الميتافيكشن، مما يخلق للنص زمنين متوازيين، زمن كرونولوجي الحركة يسرد حكاية الطفل الذي بات رجلًا ستينيًّا لا تغادره طفولته، وزمن ثابت هو زمن جائحة الكوفيد، الذي يُذكرنا به الكاتب من خلال رسائل نور التي تعلق على كل فصل فور قراءته معنا.
إذ نجد أنفسنا أمام كاتب يقرّر في إثر العزلة القسريّة، وبعد جولات كثيرة في ميادين الأدب، أن يدوّن حكايته التي تناثرت بعض تفاصيلها في عدة أعمال شعريّة وأدبيّة، وقد آن لها أن تلتمّ مكونّة صورة واضحة مكتملة التفاصيل. هكذا ولد هذا النص عن استحقاق، وعن استحقاق للقراء ربّما تأخر الكاتب في إصداره. يكتب الراوي طفولة أولى، ثم يرسلها إلى صديقة راوغت مرادفات الحبيبة طيلة ستة عقود، ترد الطبيبة الفلسطينيّة المغتربة "نور" على الفصول، الواحد نلو الآخر، فتدمغ صدقيّتها، وتضيف لها على قصر رسائلها.

نعود إلى طفولة نصر الله، أو طفولة الكثيرين منا في أكثر من جانب مع اختلاف الخلفيّات، فإذا أمعنّا النظر في شخصيّة الأم، الوزيرة والمقاتلة والمحفّز الأكبر لأحلام أبنائها، الحكاءة الماهرة، وراعية الأحلام البريئة، التي ترفع أبناءها إلى مصاف المتعلمين، ثم لا تخجل من الالتحاق بصفوف محو الأميّة كي تليق بأحلامها؛ ألم يعايشها أغلبنا أحد طيوفها؟ الأب الدوّار في سواقي رزقٍ تمتص سنواته وتراكم المرض في جسده، ألا يشبه أب كل منا؟ العمّ الشاعر الذي يغذي خيال الطفل ويعرّفه بأشعار إبراهيم وفدوى طوقان، ألم يكن لدينا عم أو خال أو ثمّ قريب يزودنا بما نحب؟ موسيقا، أو شعر، أو أفلام سينمائية، أو كاسيت أغاني، أو روايات، أو مجلات...؟ العمة (وزيرة الطاقة وفق تعبير نصر الله) وسماتها ووصفها وقربها من أبناء أخيها، ثم العيش في مأساتها الخاصة، ألا يلوح في مرايا ذكرياتنا عمّة أو خالة تحمل من قسمات وجهها قبسًا، أو شيئًا من مآسيها؟ الأمر ذاته فيما يتعلق بالأصدقاء؛ كلهم يشبهون أصدقاء طفولتي، أو هكذا رسمتهم مخيّلتي المحتشدة بالوجوه الراسخة من ذاك الزمن البريء، أشعر أنني تشاركت اللعب مع بشير ونبيل وقاسم في أكثر من مناسبة، ولكنّي لا أذكر أين أو متى! وأخيرًا هالة؛ الواقع الحلو الذي يبدد غبار التردد والانتظار.

هذه هي الحالة التي تركها النص في وجداني، حنين، شجون، عوالم بريئة تمخر عباب الوقائع فوق شراع الخيال، الطفولة الدائمة، المتجدّدة التي لا تنضب، والتي هي مربط فرس هذه الحكاية.
فلماذا زاوج نصر الله إذن في عنوانه بين نقيضين زمنيّين بمنتهى السلاسة؟ نعرف أن الطفولة جزء من ماضينا، ومن ماضي الكاتب الذي خطّ هذا العنوان بينما يوشك على طي العقد السابع من عمره، نحن إذن أمام كلمة تنتمي إلى الماضي، بيد أن نصر الله يحيلها ببراعة إلى المضارع إذ يضيف لها كلمتي "حتى الآن"، الأمر الذي يمرّر دلالة ورمزية هذه السرديّة البديعة. فحسب رأيي وتأويلي الخاص؛ ترتبط الطفولة بالحلم، بالخيال السحري، بالإيمان بحكايات علاء الدين وبساطه ومصباحه، بينما تنتهي وقتما ندرك أن أحلامنا صعبة المنال، وأنّ خيالنا القديم لم يكن سوى غرس في العدم. هنا يعنون نصر الله روايته بعبارة تنفي انتهاء الطفولة وتؤكد على استمراريتها كمرادف لبقاء الحلم القديم على قيد الحضور، فلو غابت الطفولة غابت أحلامها، ولو تخلينا عن طفولتنا، فقدنا انتماءنا وإيماننا وقسم كبير من كينونتنا.
لا بد أن يواصل الفلسطينيون الحلم، ولا سبيل لذلك غير القبض على أذيال الطفولة وأحلامها الشرعيّة البريئة، ففي تجدد الطفولة استمرارية للحلم.

كثيرة هي الرسائل التي تفاديت الوقوف أمامها بالشرح لحساب رصد الأثر وتوثيقه، المخيّمات، المقاومة، مصيبة النكبة في 48 وما غرسته في الوجدان العربي من وجع، شرخ النكسة في 67 وآثاره الباقية، الأثر العظيم لغسان كنفاني، الوقائع السياسية السارية في خلفيّات الطفولة وظلالها الثقيلة، الحضور الموسيقيّ المنغرس كأوتاد تربط المحكيّة بزمان حدوثها، حكايات ثرية كحكاية العمة مع الشاب المُكنّى بالمصري، حكاية فدوى التي أصر الكفل أن تنجبها أمه حتى يصبح شاعرًا كإبراهيم طوقان، الصداقة الحقيقيّة الوطيدة، الأحلام التي يُكبلها المصير المفروض، الهجرات الطوعيّة والقسريّة، الحب الصريح والحب الحائر بين مسمّيات الصداقة والعشق والأخوة، الفقر وندوبه التي لا تمّحي، مشاق التعليم ومن ثم العمل، السفر بين الخيال والواقع، والتمسّك بالطفولة وأحلامها كطوق نجاة لا بديل عنه.

أما الجزء الثاني من رواية "طفولتي حتى الآن"، أو رواية "شمس اليوم الثامن" التي اعتبرها نصر الله تتمة للرواية الرئيسة، فهي حكاية تسرّبت من الرواية الأساسية، وعلى وجه الخصوص من جراب حكايات الأم "عائشة"، وهي قصة آسره نجح من خلالها نصر الله في خلق مرويّة شعبيّة أسطورية تليق بأن ترويها أم فلسطينيّة عن جدها، وهي حكاية تحمل رمزّا عميق الأثر، عن رجل تنمو في خرج جمله نخلة، ثم تنمو فوقها أرض كما الشراع، فيمضي بين القرى كأنما هو رجل يحمل وطنه، ليبحث عن أبوين ينجبانه!
تصوير سحريّ متقن لحال الفلسطيني المغترب، سواء في الخارج، أو في الداخل، فكل فلسطيني يغرس وطنه في خرج جمل ترحاله، ويبني أرضه فوق رأسه، ويبحث عمن يلد له وطنًا، أو من يلده مرة أخرى، في وطن يقبل به، فلا يطرد منه.
ذلك حال الفلسطيني، ولو أردنا الإفصاح عن الواقع المتأجج في صدور أجيال كادت تنسى جَمَل جدّ إبراهيم، وطفولته، فلا مناص من استعادة قول الراحل الكبير إسماعيل فهد، على لسان ناجي العلي في رواية "على عهدة حنظلة": كل العرب الشرفاء: فلسطينيون.

في النهاية أقول؛ لكم أحببت علاقة إبراهيم ونور، تلك المشاعر النادرة التي تسمو فوق الحب والرغبة والصداقة، لتكوّن في حد ذاتها حالة شعورية فريدة. تلك المشاعر الحائرة، التي لم تفتر قوتها وأصالتها مع الزمن ولا بحكم الضبابيّة التي ظلت تغلفها، مشاعر كانت آصرتها الطفولة، وذكريات الزمن الأخضر الذي لم تـمحه أسفار الشتات، مشاعر لخصتها نور في ختام الرواية حين قالت "لسنا بحاجة لإنسان نشيخ معه، بقدر ما نحن بحاجة لإنسان نبقى معه أطفالاً"

رواية تتعالى على قسوة النكبة والتهجير والموت والغياب، تزدري المنافي والسجون، تمنح مشروع الملهاة الفلسطينية بُعدًا جديدًا، وتهب قارئها متعة صافية، وشعورًا غير مفسّرٍ بالدفء يطوّق جسده كلما توالت الحكايات مزاوجة بين البسمة والألم، ومتراوحة بين لوعة الفراق وعذوبة العشق.

ختامًا:
عندما يحلم طفلٌ فلسطينيٌّ بحريّة تراب وطنه، واستعادة أشجاره وطيوره ومدن خياله، فهو حتمًا لا يشيخ، ذلك أن طفولته (بكل صورها ومرادفاتها) هي مداده وزاده ومتاعه في السفر، وهي أمور لو نفذت من أي فلسطينيّ؛ يشيخ، يترنّح، فينثر فتات حلمه في ضياعٍ لا نهائي، تقتات عليه جوارح هذا الزمان.
هذا النص يهتف مخاطبًا قراءه؛ لا تتنازلوا عن طفولتكم، ولا تستبدلوا بأحلام العصر أحلام الطفولة الأولى، استمسكوا بأملكم وإن تراكمت فوقه صحف الخيبة واتفاقيات المهزومين، ظلوا على طفولتكم، لتبقى أحلامكم حية، حتى بعد غيابكم.

شكرًا أ. إبراهيم
استمتعت بنصّك، وأحببت ألواح ملهاتك أكثر، حزنت وفرحت، وخرجت من حكايتك وأنا مفعُمٌ بطفولة ظننتها لن تعود.

#قراءات_في_الأدب_فلسطيني
#محمد_سمير_ندا

https://mohamedsamirnada.wordpress.com

[ZAHRAA ALJABOORI · Rating 4 out of 5]

نبذة عن الكتاب:
إبراهيم نصر الله قرر في هذا الكتاب أن يكون هو بذاته البطل، و أن يقدم لنا سيرة حياته منذ مرحلة الطفولة التي قضاها مع أعز أصدقائه " بشير، قاسم، و نور"، وصولًا إلى الزمن الحالي.
رواية حكاها لنا إبراهيم بتفصيلٌ متقن وجميل، حيث اختبأت بين طياتها العديد من القصص و المواقف لمختلف الشخصيات. قدمها إبراهيم في تسلسل منّظم ممزوج مع وصف و حضور قوي للمشاعر.

هي باختصار رواية كُتِبت لتُقْرأ فتبقى سطورها محفورة في الذاكرة!


أسلوب الكاتب و الرأي الشخصي:
هذه ثاني تجربة لي مع إبراهيم نصر الله، من باب المقارنة كانت الرواية الأولى " تحت شمس الضحى" رواية قصيرة نسبيًا و محدودة الأفكار، أما "طفولتي حتى الآن" ، فإن الكاتب قد توسع و فصّل فيها بقدر كبير ، قد استشعرت جمال هذا التفصيل في معظم صفحات الكتاب " تفصيل الأحداث، الأفكار ،المشاعر" ، إلا إنه أحيانًا قليلة يتحول إلى مماطلة ،مما ولد لي شعور التشبع و الفتور و غياب التشويق ،وهذه أحد أسباب تأخري في إكمالها.

لكن، ما ان انهيت الكتاب ، ما يسعني قوله إن هذا الكتاب مميز، مؤثر، كتبه إبراهيم ببراعة.


هناك حكايا و مواقف عدة ما زلتُ أذكرها و تركت تأثيرها في داخلي، أحببت علاقته الاستثنائية بنور، حب من نوع فريد، حب بريء.
أحببت علاقته بأمه، بجدته، بأصدقائه قاسم و بشير.
و نال إعجابي شخصية إبراهيم الطموحة، قرر أن يجرب حظه في مجالات عدة قد استهوته كالشعر، العزف، التلحين، كتابة الروايات، الرسم... امتلك جرأة عبقرية جعلته يحول تجاربه و محاولاته إلى نجاحات متتالية.

و أكثر ما يجذبني في أسلوب إبراهيم نصر الله، هو قدرته في تجسيد مختلف المشاعر و الأحاسيس إيصالها إلى قلب و عقل القارئ...رائع جدا!




التقييم:
9/10

[الخنساء]

رواية تبدأ بشكل جميل ثم تصبح مملة في منتصفها وبطيئة للغاية وأخيرا تنتهي بشكل سريع، يبدو فيها اختلاط الشخصي مع الخيال للمؤلف.
مصافحة أولى لنصر الله وشجعتني لغته للاستكمال ..
جزء من الرواية يتطرق لأيلول الأسود والحقيقة المدهشة كيف كانت تتحرك التنظيمات العسكرية بهذه الحرية والتنظيم داخل دولة أخرى! أظن بيروت والأردن عاشتا نفس التجربة السيئة الغريبة