يحاول الكاتب جمع الحضارة الإسلامية التي قسمها المؤرخين لخواص مختلفة تنقسم حسب عصور زمنية متسلسلة، إلى حضارة إسلامية واحدة بخواص مشتركة. وزع الكاتب الحضارة على أربعة فصول:
1- أصول الحضارة الإسلامية 2- نمو الحضارة الإسلامية 3- تدهور وانحلال الحضارة الإسلامية 4- واقع الحضارة الاسلامية ومستقبلها
عماد الدين خليل (ولد 1358 هـ - 1939 م) هو مؤرخ ومفكر، من أهل الموصل.
ولد عماد الدين خليل الطالب في الموصل سنة 1358 هـ - 1939 م (وقيل سنة 1941 م). حصل على البكالوريوس (الليسانس) في الآداب بدرجة الشرف من قسم التاريخ بكلية التربية ، من جامعة بغداد، سنة 1382 هـ - 1962م. ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، من جامعة بغداد أيضا، سنة 1385هـ - 1965م. وثم درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، من جامعة عين شمس، سنة 1388 هـ - 1968م.
عمل مشرفاً على المكتبة المركزية لجامعة الموصل عام 1968 - وعمل معيدا فمدرساً فأستاذا مساعدا في كلية آداب جامعة الموصل للأعوام 1967-1977 عمل باحثا علميا ومديرا لقسم التراث ومديرا لمكتبة المتحف الحضاري في المؤسسة العامة للآثار والتراث/ المديرية العامة لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية في الموصل للأعوام 1977- 1987 حصل على الأستاذية عام 1989 وعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي ومناهج البحث وفلسفة التاريخ في كلية آداب جامعة صلاح الدين في أربيل للأعوام 1987- 1992 ثم في كلية تربية جامعة الموصل 1992-2000م فكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي بالإمارات العربية المتحدة 2000-2002م فجامعة الزرقاء الأهلية/ الأردن عام 2003 م فكلية آداب جامعة الموصل 2003-2005م التي أعارت خدماته لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك/ الأردن؛ حيث لا يزال يعمل هناك.
- شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الدولية العلمية والثقافية من بينها : المؤتمر الأوَّل للتعليم الجامعي بغداد العراق 1971م - والمؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية الدوحة قطر 1979م - والمؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام (فلسطين) عمان الأردن 1980م.
- وشارك في إنجاز عدد من الأعمال العلمية لبعض المؤسسات ومنها: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ تونس - ومركز الدراسات الإسلامية/ أكسفورد - والمعهد العالمي للفكر الإسلامي/ فيرجينيا - والندوة العالمية للشباب الإسلامي/ الرِّياض.
عدد صفحاته: 251 يشكل هذا الكتاب نظرة شمولية للحضارة الإسلامية على ضوء مصادرها الأسس الفكرية وإسقاطها التاريخي، استخرج الكاتب الأسس والقواعد التي عليها بنيت وارتقت ازدهارا وتقدما، ومن هذا المنطلق دعا إلى الانطلاق في مسلسل الحضاري بعيدا عن أي نموذج حالي؛ مبرزا النموذج الإسلامي باعتباره حلا أوحد للمشاكل التي نعانيها بل التي يعانيها العالم كله، فالنموذج الإسلامي على غرار باقي النماذج أصله إلهي أما ما يقابله فهو بشري محض. وعليه ولتجاوز المنهج التفكيكي في دراسة الحضارة الإسلامية المعمول به، اقترح الكاتب منهجا جديدا قائما على أربع مساقات نبينها فيما يلي: أولا؛ أصول الحضارة الإسلامية: مبرزا فيه ثلاث عناصر أساسية، النقلة التصورية الاعتقادية التي جاء بها الإسلام تدعو إلى عبادة الله الواحد ملغيا وهم الأصنام والآلهة كيفما تتمثل، ثانيها النقلة المعرفية وهو جزء هام من الإسلام فأول كلمة اقرأ ثم التدبر والتفكر والسير مصطلحات تدفع الفرد المسلم للبحث وطلب المعرفة، ثالثها النقلة المنهجية وهي ممثلة في النهج المتبع في الدراسة والسير والتقدم من السببية والقانونية التاريخية ومنهج البحث الحسي-التجريبي. ثانيا؛ نمو الحضارة الإسلامية: استعرض فيها الكاتب الإسقاط الفعلي للأصول في الواقع التاريخي، من المعطيات ذاك التراكم الحضاري لكل نواحي الحياة، ثم نجد الوظائف القائم على ما نفذته الحضارة الإسلامية من احترام التراث المعرفي البشري، والإضافة والتجديد والإغناء، ثم النقل الجغرافي والانتشار، أما الخصائص فتبرز فيما تفردت به الحضارة الإسلامية عن باقي الحضارات العالمية. ثالثا؛ تدهور الحضارة الإسلامية: وهنا التفصيل في 21 عاملا أساسيا ساهم بشكل كبير وبوتيرة تراكمية تاريخية في تدهور هذا الصرح الحضاري، وما زلنا في بوتقته لم نخرج منه، نذكر أبرزه؛ الفصام بين القيادتين الفكرية والسياسية، الاستبداد السياسي، الظلم الاجتماعي، التحلل الخلقي والسلوكي، غياب الاجتهاد وسيادة التقليد والاتباع، غياب العلم وانتشار الجهل، ثم العوامل الخارجية. رابعا؛ واقع الحضارة الإسلامية ومستقبلها: حدد الكاتب في هذا المحور خمسة عناصر يجب أن تتظافر الجهود في العمل عليها، قصد الخروج من المستنقع الذي نحن فيه، تتمثل في: الفكري والثقافي والعلمي والحضاري والإنساني. تكمن أهمية الكتاب في وضع اليد على الجرح واقتراح خارطة طريق لنهضة إسلامية حقة، بعيدا عن رؤى النظريات والحضارات المعايشة خاصة الغربية-المادية التي هيمنت على العالم بمبدئ العولمة، تطرح إشكاليات ما الجدوى من اتباع نمط حضاري مغاير؟ نشأ في ظروف ومتغيرات مختلفة عنا؟ ظروف مختلفة أمة مختلفة نمط تفكيري مختلف؛ فلماذا نتبع الثقافة الغالبة؟ أو ليست كما سماها "مالك بن النبي" القابلية للاستعمار، ما جعل هذه الأمة تابعة مستسلمة ومقيدة؟ أو ليست لنا رؤية مغايرة توازن بين الدنيا والدين؟ لها مقومات وأصول إن التزمنا بها ترتقي بالحضارة وتتقدم الدول والأمة؟ بين واقع ونظرية بون شاسع، يحتاج إلى العمل بعد نشر الثقافة الإسلامية الداعية إلى الفكر والعلم والتقنية. من سلبيات الكتاب التكرار والحشو الذي يجعل من القارئ يمل فيما يطرح من أفكار، بالإضافة إلى كثرت الاستشهادات الآخر-الغرب، كأنها دليل على قوة ما لدينا وإعادة الثقة في أصول تقدمنا، هو بداية طريق وفكرة ما زالت تحتاج إلى صقل وتوضيح وتطبيق عملي متأني.
*الكتاب محاولة لتنظيم منهج مبدأي لتعليم الحضارة الإسلامية من خلال نظرة شمولية لجميع مجالات الحضارة مقسمة على أربعة مراحل تكون الفصول الأساسية في الكتاب وهي:
- أصول الحضارات الإسلامية " التأسيسات الإسلامية للفعل الحضاري في القرآن والسنة والتطبيقات لعصري الرسالة والراشدين" - نمو الحضارة الإسلامية " المعطيات والوظائف والخصائص" - تدهور وانحلال الحضارة الإسلامية " العوامل الداخلية والخارجية" - واقع الحضارة الإسلامية ومستقبلها" التفوق الغربي في عصلا العولمة ومقومات المشروع الحضاري البديل"
*الكتاب سيأخذك عبر رحلة ذهنية رائعة منذ بدء الحضارة الإسلامية ونشوؤها، ثم نموها واتساعها، فسقوطها و ضعفها حتى تصل للحضتك التي تقرأ الكتاب فيها ليجعلك تفكر في: مالذي يجب فعله لتدور رحى الحضارة في صالح المسلمين من جديد.
* أغلب الكتب التي أقرؤها في مجال التاريخ الحضاري كانت تختار فترة زمنية واحدة وتحلل جميع الجوانب السلبية والإيجابية بها، أو تختار قسم واحد من جوانب الحضارة ثم تسرد أشكاله التي أتخذها عبر مروره بالأزمنة الإسلامية. وهو أمر لا بأس به بل ومطلوب لكنه بالتأكيد لا يغني عن النظرة الشمولية التي تجدها في كتاب بسيط وقصير.
على سبيل المثال، فلنأخذ الإنتاج الكمي للعلوم والمعرفي. سنجد أن معدله أرتفع جدا في عصر الدولة العباسية و تدنى في عصر الدولة العثمانية مما قد يكون لديك فكرة سلبية تجاه الدولة العثمانية. لكن ماذا أذا قلنا أن الدولة العباسية أهتمت بالعلم وتجاهلت الجهاد و التجنيد مما أضعفها في رد هجمات خارجية أهلكتها هي ومعظم علومها. بينما وجهت الدولة العثمانية معظم جهودها وكردة فعل للجهاد فطورت به الأسلحة وأخترعت منها الجديد واستطاعت بذلك فتح معظم دول أوروبا الشرق ورد الحملات الصليبية. ثم أقول لك، لكن الخلافة العباسية كانت تحاول حل الصراعات الداخلية .. وهكذا تفهم الصورة بالكامل للحضارة الإسلامية لتمنحك الحكم العادل على بعض الأمور ..
*يوجد تكرار في النص في الفصل الأول من صفحة 67 إلى78 و الفصل الثاني من 137 إلى 148 .. أتوقع أنه ينتمي للفصل الثاني
*الحضارة الإسلامية هي أكثر الحضارات سهولة، وأكثرها أتزانا وأسهلها أمتصاصا. فقط، يجب على متبعينها ( إتباع ما اتبعوه) وتطبيق أساسياتها لتزدهر أيما أزدهار!
لماذا انكسرنا حضاريا واصبنا بالشلل؟ لماذا اصبحنا في اخر المطاف وتفوق غيرنا علينا؟ لماذا بلغنا هذه المرحلة في هذا العالم وفقدنا الفاعلية؟ بعد تعامل المؤلف مع التاريخ والحضارة الاسلامية لما يزيد عن اربعين سنة جمع عوامل الانهيار أو المناشير التي افترست عقل الامة وجسدها ووضعها في هذا الكتاب. -ما هي هذه العوامل؟ وما علاقتها بالقابلية على الاستعمار؟ ما أسباب الفصام بين القيادات السياسية والنخب الفكرية وما معنى الإرجائية؟ ما هو الصراع بين الثنائيات واخطاء القيادات الاسلامية المتأخرة؟ يجيب الكاتب عن كل هذا مع سرد لأصول الحضارة ونموها ثم تدهورها مع نظرة على الواقع ونصائح للنهوض عبر كل السياقات الممكنة. كتاب قيم وخطوط عريضة يبنى عليها الكثير. الاعتراف بالضعف والخطأ ومعرفة أسباب هذا الضعف والتدهور هو أهم وأول خطوة في العلاج أما المكابرة والتفاخر بتاريخ كاذب فسوف يؤدي لمزيد من التدهور. شكرا دكتور عماد الدين على هذا الجهد والمصارحة وربما تعمل على طبعة جديدة حتى لو كانت نسخة رقمية لتضيف عليها الاسباب الإضافية التي تذكرها في محاضراتك الحديثة. جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك.
------------------------ إضافة لاحقة تحوي رابط مسجل لتلخيض الكتاب على منصة يتوتيوب أقتطع من لقاء نادي الكتاب الثقافي في مدينة ميسيساغا - كندا 19-2-202
- من فوائد هذا الكتاب واي كتاب تاربخي فلسفي هو تقديم اجابات للجيل الجديد الناشيء في الغرب والشرق عندما ياتي ويسال ماذا حصل وهل الاسلام هو سبب ما وصلنا اليه من تدهور او فقدان لزمام السيطرة او تشتت المسلمين او تأخرهم المادي أو الفكري أو اذكر ما شئت من حالات الواقع الحالي السلبية ولماذا هناك مشاكل لاتحصى في الدول الاسلامية. عدم وجود اجابات علمية سيزعزع الايمان بالدين نفسه في اجيال الاغتراب التي عندها استفسارات عن ماذا حصل ولماذا؟
الكتاب مختصر بسيط عن الحضارة الإسلامية فقد ذكر فيه المؤلف أسس الحضارة الإسلامية وخصائصها وعدة شواهد ودلائل عن الحضارة الإسلامية ثم ذكر أسباب التدهور الحضاري لهذه الأمة، وواقع الأمة ومستقبلها حضاريا واقتراح مشاريع لذلك..