What do you think?
Rate this book
سفر القهوة
أنا القهوة كما سمَّاني أجدادك تظنّ أنّك تعرفني لأنّك تشربني كلّ شمس لا أكبر من جهلك إلّا ثقتك لقرونٍ وأنا أنصت لهمومك واعتراضاتك وسذاجتك عليك أن تكفّ الثرثرة وتخشع لتاريخي تاريخي القصير المتشابك هو تاريخك أنت نحن جديلتان في ضفيرة أنت الآخر مجرد (قهوة) توأمان ولدنا معًا في إفريقيا , انقسمنا إلى سلالات ساحت في القارات, تحضَّرنا في بلاد العرب, تعولمنا في بلاد الغرب هذا كتابي المرقوم, لا يغادر صغيرة ولا كبيرة , هو كتابك أنت.
598 pages, Paperback
Published April 1, 2022
36 people are currently reading
552 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 42 reviews
May 8, 2022
كنت عاهدت نفسي إلا أخرج في ليالي رمضان إلا لضرورة، وأخرجني كتابك من صومعتي، سامحك الله
عندما حضرت جلسة لتوقيع الكتاب كان يقول الكاتب عن القهوة إنه أصبح ممسوس بها، وأظن إنك من تلمس الصفحة الأولى من الكتاب تدخل في حالة من الانجذاب الساحر تكون مأخوذ بعراقة اليمن وجمال إسطنبول وفخامة مقاهي فينيسيا
وقهر البرازيل واستبداد أمريكا متقلباً بين مؤامرات باريس ومكر اللندنين كتاب لاتريد أن ينتهي.... أهذا مسّ القهوة؟
رواية ستخلق طُرقاً في كتابة الروايات القادمة، تاريخية بحثية ثقافية تحقيقيه، مجهود واضح من نضح العرق بين سطوره
لولا صدروها في الشهر الكريم لكانت أخذت مني وقتي بأجمله
قرأتها وأنا امرأً ذو أمزجة متضاربة وفي كل مره اقرأوها أغلق
الكتاب معتدل المزاج ،تماماً كإنتهائي من آخر رشفة من قهوتي.
لدي قناعة تامة أن على الكاتب عند الكتابة أن لايخجل ولا يخاف حتى تصل رسالته صادقة ،يكتب بقلماً عاري حتى يقرؤه الجميع كما هو. ولكنك أكثرت استخدام ألفاظ وتشبيهات وإيحاءات مثيرة تقريباً في كل فصل، وكأنك فيلماً يهدف لترشحه لجوائز الأوسكار والعالمية فعليه أن يتضمن مشاهد غريزة وإثارة.
أم أن العربي غريزته تطغى عليه حتى بالكتابة؟
وترني كثرة الاستعارة من القرآن وهو مانغصّ علي انسجامي في قراءة الكتاب ، حسسني بممارسة منكر في ساحة مسجد
قال ابن تيمية رحمه الله :
" وَلَيْسَ لأحد اسْتِعْمَال القرآن لغير مَا أنزله الله لَهُ ؛ وَبِذَلِك فسر الْعلمَاء الحَدِيث المأثور : ( لَا يُناظر بِكِتَاب الله ) أَي : لَا يُجْعَل لَهُ نَظِير يذكر مَعَه.
ص٩٩
أدخلت البداوة بين فصول القاهرة ولا أرى اتساقها لو أدخلتها بعد خروجهم من مكه بعد ص١٠٥ واقبالهم على قبائل ينبع لكانت أنسب.
ص٢٥٨
تشبيه روسو بموسى عليه السلام؟
وفي الهامش ألصقت عادة حمل الحبوب وطحنها بروسو بدل بلزاك والأصل ان يكتب بالنص الأصلي الأصل ويترك الهامش لما تريد أن يكتب كـ سياق لأن كثير من القراء لا يركز بالهامش
كذلك نسبتك مقولة فولتير لروسو ص٢٥٩.
ص٢٧٩
الطبيب الفرنسي استخدم المورفين في اليمن وكان وجود الفرنسيين ومعاهدتهم تاريخ ١٧٠٦م ومابعد ذلك، والمورفين لم
يستخدم إلا بعد ١٨٥٠ م طبياً.
ص٣١٤
في الهامش ذكرت أن المقال كُتب تاريخ ١٦٥٢م وقرأه أديسون، ثم في ص٣٢٦ تذكر عن مجلة الثرثار التي أصدرت في المقهى عام ١٧٠٩م وصاحبها أديسون بين التواريخ ٥٧ سنه؟
كم كان عمر أديسون؟ عندما قرأ وعندما أسس المقهى؟
أعجبني إضافة الكاتب لرؤيته الخاصة على بعض المسلمات، كإسم البراسيل، والحروب الأوربية..
وبثه لرسائل إجتماعية وتوعوية، رحم الله حال الأمة.
"أكاد أجزم بإعجاب الكاتب بدهاء كولكيزتشي"
الكتاب عميق، ثقيل و دسم ينم عن عقلية باحثة قارئة لا ترضى بالقليل، ثراء معرفي ولغوي وفكري متخمة به الصفحات ولا يسعه الهامش ،روح الكاتب الجامحة تظهر مثاره بين فصلاً وفصل.
مقدمات الفصول جميلة كـ نص ومؤلمة كـ حقيقة.
أتمنى أن يحظى بتراجم عالمية لا تظلم النص فيُحرم من جماله القارئ بلسانًا أعجمي.
القهوة مهددة بالانقراض في المستقبل بسبب إسراف البشر، وتاريخها يحكي كيف حُربت ومنعت وحُرقت ومازالت موجوده للآن، وبدأ إيماني بخلودها يزداد...؟!
وأصبحت بعد قراءتي للكتاب مغرماً بالقهوة أكثر وأكثر تبجيلاً وقداسةً لها.
فـ شكراً لقلمك أخي الكريم
أختك
ريـما الغريري
عندما حضرت جلسة لتوقيع الكتاب كان يقول الكاتب عن القهوة إنه أصبح ممسوس بها، وأظن إنك من تلمس الصفحة الأولى من الكتاب تدخل في حالة من الانجذاب الساحر تكون مأخوذ بعراقة اليمن وجمال إسطنبول وفخامة مقاهي فينيسيا
وقهر البرازيل واستبداد أمريكا متقلباً بين مؤامرات باريس ومكر اللندنين كتاب لاتريد أن ينتهي.... أهذا مسّ القهوة؟
رواية ستخلق طُرقاً في كتابة الروايات القادمة، تاريخية بحثية ثقافية تحقيقيه، مجهود واضح من نضح العرق بين سطوره
لولا صدروها في الشهر الكريم لكانت أخذت مني وقتي بأجمله
قرأتها وأنا امرأً ذو أمزجة متضاربة وفي كل مره اقرأوها أغلق
الكتاب معتدل المزاج ،تماماً كإنتهائي من آخر رشفة من قهوتي.
لدي قناعة تامة أن على الكاتب عند الكتابة أن لايخجل ولا يخاف حتى تصل رسالته صادقة ،يكتب بقلماً عاري حتى يقرؤه الجميع كما هو. ولكنك أكثرت استخدام ألفاظ وتشبيهات وإيحاءات مثيرة تقريباً في كل فصل، وكأنك فيلماً يهدف لترشحه لجوائز الأوسكار والعالمية فعليه أن يتضمن مشاهد غريزة وإثارة.
أم أن العربي غريزته تطغى عليه حتى بالكتابة؟
وترني كثرة الاستعارة من القرآن وهو مانغصّ علي انسجامي في قراءة الكتاب ، حسسني بممارسة منكر في ساحة مسجد
قال ابن تيمية رحمه الله :
" وَلَيْسَ لأحد اسْتِعْمَال القرآن لغير مَا أنزله الله لَهُ ؛ وَبِذَلِك فسر الْعلمَاء الحَدِيث المأثور : ( لَا يُناظر بِكِتَاب الله ) أَي : لَا يُجْعَل لَهُ نَظِير يذكر مَعَه.
ص٩٩
أدخلت البداوة بين فصول القاهرة ولا أرى اتساقها لو أدخلتها بعد خروجهم من مكه بعد ص١٠٥ واقبالهم على قبائل ينبع لكانت أنسب.
ص٢٥٨
تشبيه روسو بموسى عليه السلام؟
وفي الهامش ألصقت عادة حمل الحبوب وطحنها بروسو بدل بلزاك والأصل ان يكتب بالنص الأصلي الأصل ويترك الهامش لما تريد أن يكتب كـ سياق لأن كثير من القراء لا يركز بالهامش
كذلك نسبتك مقولة فولتير لروسو ص٢٥٩.
ص٢٧٩
الطبيب الفرنسي استخدم المورفين في اليمن وكان وجود الفرنسيين ومعاهدتهم تاريخ ١٧٠٦م ومابعد ذلك، والمورفين لم
يستخدم إلا بعد ١٨٥٠ م طبياً.
ص٣١٤
في الهامش ذكرت أن المقال كُتب تاريخ ١٦٥٢م وقرأه أديسون، ثم في ص٣٢٦ تذكر عن مجلة الثرثار التي أصدرت في المقهى عام ١٧٠٩م وصاحبها أديسون بين التواريخ ٥٧ سنه؟
كم كان عمر أديسون؟ عندما قرأ وعندما أسس المقهى؟
أعجبني إضافة الكاتب لرؤيته الخاصة على بعض المسلمات، كإسم البراسيل، والحروب الأوربية..
وبثه لرسائل إجتماعية وتوعوية، رحم الله حال الأمة.
"أكاد أجزم بإعجاب الكاتب بدهاء كولكيزتشي"
الكتاب عميق، ثقيل و دسم ينم عن عقلية باحثة قارئة لا ترضى بالقليل، ثراء معرفي ولغوي وفكري متخمة به الصفحات ولا يسعه الهامش ،روح الكاتب الجامحة تظهر مثاره بين فصلاً وفصل.
مقدمات الفصول جميلة كـ نص ومؤلمة كـ حقيقة.
أتمنى أن يحظى بتراجم عالمية لا تظلم النص فيُحرم من جماله القارئ بلسانًا أعجمي.
القهوة مهددة بالانقراض في المستقبل بسبب إسراف البشر، وتاريخها يحكي كيف حُربت ومنعت وحُرقت ومازالت موجوده للآن، وبدأ إيماني بخلودها يزداد...؟!
وأصبحت بعد قراءتي للكتاب مغرماً بالقهوة أكثر وأكثر تبجيلاً وقداسةً لها.
فـ شكراً لقلمك أخي الكريم
أختك
ريـما الغريري
July 14, 2022
حسنًا، دعني أخبرك بشيء: هذه الرواية لن تدعكَ وشأنك، هنا ستعرف عبدالكريم الأديب، الكاتب، الحكّاء، الباحث والمحلّل كما أرى، أو كما وصف نفسه العربي الذي “تلبّستهُ” القهوة!
حين حضرت توقيع الكتاب في إثراء ذُهلت من حجم الرواية، كنت أعلم مسبقًا بأنها ستتحدث عن تاريخ القهوة، عن اكتشافها ورحلتها وتخيلت حجم المجهود لكنها جاءت لتضاعف حجم كل مجهود تخيلته، تبارك الله الذي باركَ له وحباهُ من فضله العظيم حين مكّنه لكتابة هذا العمل، من جمع المعلومات ابتداءً ثم سردها بهذا الترتيب والتناسق والتسلسل. سألته عن المدة التي استغرقها لكتابة الرواية فأجابني بستة أعوام!!
هذا الجهد، وهذا التعب ستجدهُ واضحًا جليًّا في كل صفحة وفي كل هامش، أحببت جدًا الهوامش، كانت بمثابة مفاتيح للبحث، وهنا بدأت الحيرة، بالبداية اختلطت عندي الحقائق، كنت أتوقف أحيانًا لأبحث أكثر، لمن يجهل التاريخ ولمن لا يستفزّه الفضول سيختلط عليه الأمر كثيرًا، خاصة بأنّ هذه الرواية ليست عملًا أدبيًا فقط، بل مرجعًا غنيًا لتاريخ القهوة، حتى الستة أعوام هذه تبدو وكأنها قليلة! أعرف بأنّ الكتابة مهما كانت لذيذة وممتعة إلا بأنها عملٌ شاقٌ ومضنٍ، تمرّ الساعات سريعة، تفقد الشعور بالوقت، لا تعرف كيف أشرقت الشمس و ساعتك للتوّ كانت تشير للحادية عشر مساءً!
عبدالكريم هنا أدهشني جدًا! وحين قلت في البداية بأن هذه الرواية لن تدعكَ وشأنك فأنا أعني ذلك جيّدًا جدًا، هنا ستجد التاريخ والسياسة والاقتصاد والتسويق والأدب واللغة، كل هذا مغلّفًا بالقهوة، كما كتب في الإهداء “هنا نصّ يُرتشَف”! هذه الرواية معقّدة تمامًا كتركيبة الاسبريسو، هذه الرواية ليست مناسبة للجميع، تمامًا كالاسبريسو، أحب الأعمال التي تختار قُرّاءها، وهذا العمل اصطفى مسبقًا فئة قارئيه، لا أقصد هنا متذوّقي القهوة ومحبّيها، أو مدمنيها ولا المختصّين بها وحسب، إنما كل باحث و كل مهتم لمعرفة الحقائق وكل من يدفعه الفضول للبحث والاستزادة أكثر، لمن يرى ما خلف السطور، لمن لا يتوقف عند النقطة في آخر السطر، ثم أليسَ هذا ما تفعله القهوة في أذهاننا؟
“هنا نصّ يُرتشَف” ولهذا سيبقى تأثيرهُ فيك، ستحاول تفكيك وربط وتحليل بعض الأحداث، تستبق بعضها أحيانًا، تتخيل ماهيّة الطعم المعقّد، ماهيّة الإيحاءات في هذا النصّ، تجد الإجابات كلما تقدّمت، وكلما أخذت وقتك وتريّثت، كما قال درويش:
“القهوةُ لا تُشربُ على عجل ..
القهوةُ أختُ الوقت ..
تُحتسى على مهل ..
القهوةُ صوتُ المذاق .. صوتُ الرائحة ..
القهوة تأمّلٌ وتغلغلٌ في النفسِ وفي الذكريات.”
هذا النص لا يُشرب على عجل، بل “يُرتشف” و “يُحتسى” على مهل.
طوال مدة قراءتي كنت أتخيّل شكل مراجعتي لها، وكنت أقول بأنّ من الصعب كتابة مراجعة لعمل بمثل هذا الحجم، بمثل هذه الغزارة من المعلومات ماشاء الله، لكني أحب الحديث عن الشعور أو الأثر الذي تتركه الأعمال المميزة لديّ، كما أني لا أحبّ المبالغة في الاطراء، بل أحرص أن أضع نفسي مكانه وأتخيّل مالذي يودّ الكاتب معرفته وسماعه من القُرّاء؟
لذا كانت هناك بعض الملاحظات التي أودّ ذكرها -مجملًا-: شخصيًا لم أحبّذ النصوص والعبارات المُستعارة من القرآن، ولم أتقبّل دور الهُدهد أيضًا، لم أشعر بالارتياح كلما صادفتني إحدى هذه النصوص وأرى لو تم الاستغناء عنها فلن يفقد العمل روعته، لغة عبدالكريم هنا بليغة، تستطيع أن تلمس ثقافته واطّلاعه وسِعة مداركه وعلمه ماشاء الله. بالبداية تشعر كما لو أنه يريد أن يستعرض لغته ومفرداته بكثرة التشبيهات، قد ترى بأنها متكلّفة قليلًا ربما، ثم لا تلبث أن تعتاد عليها، أعتقد بأن هذا الأسلوب وحّد مستوى كل فصل بحيث لا يصبح فصل أفضل أو أقل من الآخر، وكأنه يحافظ على وحدة النص بشكل كامل.
ثم، ماذا عن تشبيه “جان جاك روسو” بموسى عليه السلام؟!!
ختامًا، أنت مخطئ حين تظن بأنك موعود بقراءة رواية عن القهوة وحسب، أنت تشاهد فلمًا ينتقل بك من مشهد إلى آخر، أنت تنتقل في الزمان والمكان، ما بين أدبٍ عربي بأحداث وأماكن عربية بين عدن ومكة والقاهرة، ما بين المماليك والسلاطين، ليتحوّل المشهد تمامًا إلى أدبٍ تركي، تتجوّل بداخله بين أنحاء القصر، وإذ بك تطلّ على السلطان سليمان القانوني وهو يجرب القهوة لأوّل مرة! ثم يأخذك بعدها مشهد آخر تغرق فيه وسط أوروبا، كما لو أنك تقرأ أدبًا إنجليزيًا أو فرنسيًا تتنقل فيه ما بين البندقية وفيينا وفرنسا ولندن ثم “البراسيل” وكأنك أمام أدب لاتيني يُقرأ في الصيف وبلون البرتقال ثم أخيرًا أمريكا حين يتجلّى جشع الإنسان بجميع صوره وأشكاله.
تقترب القصة من النهاية، تشعر بأنّ المشاهد بدت مألوفة لديك، سيأخذك الكاتب إلى عالم الشركات التجارية الشهيرة أو كما يقول “الوحوش” وهنا ستشعر كما لو أنّ أحدهم قام بتنظيف العدسة قليلًا أو ربما رفع غشاوةً عن عينيك، أنت تعرف القليل مما ذُكر أو ربما تعرف ما توصّل إليه لكنك لم تكن تعرف كيف بدأ كل هذا.
هنا يتحدث عبدالكريم بلغة ثائرة تنضح وتظهر بين الصفحات لكنها جاءت جليّة أكثر بالنهاية، أكاد أجزم بأن رسالة العمل كلها في النهاية، خاتمة ممتازة بلا شكّ.
من الصعب جدًا بعد أن تنتهي من عمل كهذا قرأته على مهل تمامًا كما تحب ارتشاف قهوتك، دون أن تتلبسك القهوة كما فعلت بكاتبها، انتبه، قد يصيبك مسّ منها! أعتذر عن التنبيه المتأخر 🙂 قراءة ممتعة لكم.
وشكرًا كثيرًا لكاتبنا وأحسن الله إليه ونفع به وبثقافته.
تمت – ٣ يوليو ٢٠٢٢
تم نشر المراجعة أيضًا في المدونة
https://ladyasma.wordpress.com/2022/0...
حين حضرت توقيع الكتاب في إثراء ذُهلت من حجم الرواية، كنت أعلم مسبقًا بأنها ستتحدث عن تاريخ القهوة، عن اكتشافها ورحلتها وتخيلت حجم المجهود لكنها جاءت لتضاعف حجم كل مجهود تخيلته، تبارك الله الذي باركَ له وحباهُ من فضله العظيم حين مكّنه لكتابة هذا العمل، من جمع المعلومات ابتداءً ثم سردها بهذا الترتيب والتناسق والتسلسل. سألته عن المدة التي استغرقها لكتابة الرواية فأجابني بستة أعوام!!
هذا الجهد، وهذا التعب ستجدهُ واضحًا جليًّا في كل صفحة وفي كل هامش، أحببت جدًا الهوامش، كانت بمثابة مفاتيح للبحث، وهنا بدأت الحيرة، بالبداية اختلطت عندي الحقائق، كنت أتوقف أحيانًا لأبحث أكثر، لمن يجهل التاريخ ولمن لا يستفزّه الفضول سيختلط عليه الأمر كثيرًا، خاصة بأنّ هذه الرواية ليست عملًا أدبيًا فقط، بل مرجعًا غنيًا لتاريخ القهوة، حتى الستة أعوام هذه تبدو وكأنها قليلة! أعرف بأنّ الكتابة مهما كانت لذيذة وممتعة إلا بأنها عملٌ شاقٌ ومضنٍ، تمرّ الساعات سريعة، تفقد الشعور بالوقت، لا تعرف كيف أشرقت الشمس و ساعتك للتوّ كانت تشير للحادية عشر مساءً!
عبدالكريم هنا أدهشني جدًا! وحين قلت في البداية بأن هذه الرواية لن تدعكَ وشأنك فأنا أعني ذلك جيّدًا جدًا، هنا ستجد التاريخ والسياسة والاقتصاد والتسويق والأدب واللغة، كل هذا مغلّفًا بالقهوة، كما كتب في الإهداء “هنا نصّ يُرتشَف”! هذه الرواية معقّدة تمامًا كتركيبة الاسبريسو، هذه الرواية ليست مناسبة للجميع، تمامًا كالاسبريسو، أحب الأعمال التي تختار قُرّاءها، وهذا العمل اصطفى مسبقًا فئة قارئيه، لا أقصد هنا متذوّقي القهوة ومحبّيها، أو مدمنيها ولا المختصّين بها وحسب، إنما كل باحث و كل مهتم لمعرفة الحقائق وكل من يدفعه الفضول للبحث والاستزادة أكثر، لمن يرى ما خلف السطور، لمن لا يتوقف عند النقطة في آخر السطر، ثم أليسَ هذا ما تفعله القهوة في أذهاننا؟
“هنا نصّ يُرتشَف” ولهذا سيبقى تأثيرهُ فيك، ستحاول تفكيك وربط وتحليل بعض الأحداث، تستبق بعضها أحيانًا، تتخيل ماهيّة الطعم المعقّد، ماهيّة الإيحاءات في هذا النصّ، تجد الإجابات كلما تقدّمت، وكلما أخذت وقتك وتريّثت، كما قال درويش:
“القهوةُ لا تُشربُ على عجل ..
القهوةُ أختُ الوقت ..
تُحتسى على مهل ..
القهوةُ صوتُ المذاق .. صوتُ الرائحة ..
القهوة تأمّلٌ وتغلغلٌ في النفسِ وفي الذكريات.”
هذا النص لا يُشرب على عجل، بل “يُرتشف” و “يُحتسى” على مهل.
طوال مدة قراءتي كنت أتخيّل شكل مراجعتي لها، وكنت أقول بأنّ من الصعب كتابة مراجعة لعمل بمثل هذا الحجم، بمثل هذه الغزارة من المعلومات ماشاء الله، لكني أحب الحديث عن الشعور أو الأثر الذي تتركه الأعمال المميزة لديّ، كما أني لا أحبّ المبالغة في الاطراء، بل أحرص أن أضع نفسي مكانه وأتخيّل مالذي يودّ الكاتب معرفته وسماعه من القُرّاء؟
لذا كانت هناك بعض الملاحظات التي أودّ ذكرها -مجملًا-: شخصيًا لم أحبّذ النصوص والعبارات المُستعارة من القرآن، ولم أتقبّل دور الهُدهد أيضًا، لم أشعر بالارتياح كلما صادفتني إحدى هذه النصوص وأرى لو تم الاستغناء عنها فلن يفقد العمل روعته، لغة عبدالكريم هنا بليغة، تستطيع أن تلمس ثقافته واطّلاعه وسِعة مداركه وعلمه ماشاء الله. بالبداية تشعر كما لو أنه يريد أن يستعرض لغته ومفرداته بكثرة التشبيهات، قد ترى بأنها متكلّفة قليلًا ربما، ثم لا تلبث أن تعتاد عليها، أعتقد بأن هذا الأسلوب وحّد مستوى كل فصل بحيث لا يصبح فصل أفضل أو أقل من الآخر، وكأنه يحافظ على وحدة النص بشكل كامل.
ثم، ماذا عن تشبيه “جان جاك روسو” بموسى عليه السلام؟!!
ختامًا، أنت مخطئ حين تظن بأنك موعود بقراءة رواية عن القهوة وحسب، أنت تشاهد فلمًا ينتقل بك من مشهد إلى آخر، أنت تنتقل في الزمان والمكان، ما بين أدبٍ عربي بأحداث وأماكن عربية بين عدن ومكة والقاهرة، ما بين المماليك والسلاطين، ليتحوّل المشهد تمامًا إلى أدبٍ تركي، تتجوّل بداخله بين أنحاء القصر، وإذ بك تطلّ على السلطان سليمان القانوني وهو يجرب القهوة لأوّل مرة! ثم يأخذك بعدها مشهد آخر تغرق فيه وسط أوروبا، كما لو أنك تقرأ أدبًا إنجليزيًا أو فرنسيًا تتنقل فيه ما بين البندقية وفيينا وفرنسا ولندن ثم “البراسيل” وكأنك أمام أدب لاتيني يُقرأ في الصيف وبلون البرتقال ثم أخيرًا أمريكا حين يتجلّى جشع الإنسان بجميع صوره وأشكاله.
تقترب القصة من النهاية، تشعر بأنّ المشاهد بدت مألوفة لديك، سيأخذك الكاتب إلى عالم الشركات التجارية الشهيرة أو كما يقول “الوحوش” وهنا ستشعر كما لو أنّ أحدهم قام بتنظيف العدسة قليلًا أو ربما رفع غشاوةً عن عينيك، أنت تعرف القليل مما ذُكر أو ربما تعرف ما توصّل إليه لكنك لم تكن تعرف كيف بدأ كل هذا.
هنا يتحدث عبدالكريم بلغة ثائرة تنضح وتظهر بين الصفحات لكنها جاءت جليّة أكثر بالنهاية، أكاد أجزم بأن رسالة العمل كلها في النهاية، خاتمة ممتازة بلا شكّ.
من الصعب جدًا بعد أن تنتهي من عمل كهذا قرأته على مهل تمامًا كما تحب ارتشاف قهوتك، دون أن تتلبسك القهوة كما فعلت بكاتبها، انتبه، قد يصيبك مسّ منها! أعتذر عن التنبيه المتأخر 🙂 قراءة ممتعة لكم.
وشكرًا كثيرًا لكاتبنا وأحسن الله إليه ونفع به وبثقافته.
تمت – ٣ يوليو ٢٠٢٢
تم نشر المراجعة أيضًا في المدونة
https://ladyasma.wordpress.com/2022/0...
July 21, 2022
بعد رحلة تسكع جذابة للسفر والترحال، يعده لنا ابن شطوطة، يقدم لنا هذه المرة تسكع من نوع آخر. ليس تسكع مسافر يخطو خطاه برجله بين أنحاء العالم، يحمل بين أثقاله كل ما به من متاع. ليجوب بلدان العالم ويستكشفها. المسافر الذي لن نعتقد بأنه سيخطو خطى المغادرون الراحلون، هو حبة قهوة.
نعم، المعشوقة السمراء التي نفتتن في غرامها مع كل إشراقة صباح ومع كل وقت نقضيه خارجا مع الأحباب والأصدقاء ومع كل دقيقة من دقائق الدراسة، لن يكتمل اليوم بدون ذلك السحر الأسود، الذي ينعش تلك الروح. هنا أدب رحلات وسيرة ذاتية في آن واحد لحبة قهوة. إنه السِفرُ المبارك الذي تباركت به ألسنة الصوفيين والسَفَرُ الخالد بين بلدان العالم طمعا في سحرها. هذا هو سر الفتحة والكسرة على حرف السين المعنونان على الغلاف..
هنا سيرة نبوءة القهوة، حيث يراودها الهدهد ويلقنها نبوءتها على مسامعها، لتنطلق ولادتها من جلسات ذكر الصوفيين واعتبار تلك الثمرة ثمرة مباركة، ثم مرورا بالمماليك حيث قيود التحريم عليها بين الحجاز ومصر، مرورا بأتراك اسلامبول حيث تصل إلى فم السلطان لتبدأ بوادر التغيير عليها، ومن هزيمة الدولة العثمانية وتأرجح حبة القهوة بين أمل وألم، تنتقل مرغما إلى فرنسا ولندن حيث لم تعد قهوة مباركة ، تحل عليها الحضارة فتُسَمَّى بالـ " كوفي ". تتضايق وتزداد ضيقا حينما تحل العولمة عليها من خلال الأمريكيتين بين البراسيل ونجمة الشمال الظالمة، وسطوة نستله وستاربكس. حيث مظلومية المزارعين وسلب حقوقهم.
بهذه الرحلة التي تكنها نبوءة القهوة، تحاول هذه الحبة أن تزرع المحبة بين قارات العالم وتستغرب من البشرية بطريقتها الخاصة، لدرجة أن نبوءة القهوة تتحقق بعد مظاهرة ضد سلب حقوق المزارعين، لتنعم الحياة أخيرا بعد طول غياب.
هكذا تكون حكاية القهوة كما يرويها ابن شطوطة، يجعلها مسافرة يتلبسها لتتحدث بلسان أقرب إلى لسان عربي له الأبجدية الخالدة. اعترف بأني كنت أشرب القهوة للمباهاة والترف ولكن بعد هذا السفر المبارك، أدركت أنه أكثر من مجرد قهوة! هذه ابنة الكيف الشاذلية، تلك التي قافها القوة وهائها الهدى وواوها الود وهائها الهيام ! ليست مجرد شراب بترف وتباهٍ، هنا أقول وبحق ، المجد للقهوة !
نعم، المعشوقة السمراء التي نفتتن في غرامها مع كل إشراقة صباح ومع كل وقت نقضيه خارجا مع الأحباب والأصدقاء ومع كل دقيقة من دقائق الدراسة، لن يكتمل اليوم بدون ذلك السحر الأسود، الذي ينعش تلك الروح. هنا أدب رحلات وسيرة ذاتية في آن واحد لحبة قهوة. إنه السِفرُ المبارك الذي تباركت به ألسنة الصوفيين والسَفَرُ الخالد بين بلدان العالم طمعا في سحرها. هذا هو سر الفتحة والكسرة على حرف السين المعنونان على الغلاف..
هنا سيرة نبوءة القهوة، حيث يراودها الهدهد ويلقنها نبوءتها على مسامعها، لتنطلق ولادتها من جلسات ذكر الصوفيين واعتبار تلك الثمرة ثمرة مباركة، ثم مرورا بالمماليك حيث قيود التحريم عليها بين الحجاز ومصر، مرورا بأتراك اسلامبول حيث تصل إلى فم السلطان لتبدأ بوادر التغيير عليها، ومن هزيمة الدولة العثمانية وتأرجح حبة القهوة بين أمل وألم، تنتقل مرغما إلى فرنسا ولندن حيث لم تعد قهوة مباركة ، تحل عليها الحضارة فتُسَمَّى بالـ " كوفي ". تتضايق وتزداد ضيقا حينما تحل العولمة عليها من خلال الأمريكيتين بين البراسيل ونجمة الشمال الظالمة، وسطوة نستله وستاربكس. حيث مظلومية المزارعين وسلب حقوقهم.
بهذه الرحلة التي تكنها نبوءة القهوة، تحاول هذه الحبة أن تزرع المحبة بين قارات العالم وتستغرب من البشرية بطريقتها الخاصة، لدرجة أن نبوءة القهوة تتحقق بعد مظاهرة ضد سلب حقوق المزارعين، لتنعم الحياة أخيرا بعد طول غياب.
هكذا تكون حكاية القهوة كما يرويها ابن شطوطة، يجعلها مسافرة يتلبسها لتتحدث بلسان أقرب إلى لسان عربي له الأبجدية الخالدة. اعترف بأني كنت أشرب القهوة للمباهاة والترف ولكن بعد هذا السفر المبارك، أدركت أنه أكثر من مجرد قهوة! هذه ابنة الكيف الشاذلية، تلك التي قافها القوة وهائها الهدى وواوها الود وهائها الهيام ! ليست مجرد شراب بترف وتباهٍ، هنا أقول وبحق ، المجد للقهوة !
April 19, 2024
شاهدت لقاء عبدالكريم الشطي في بودكاست فشدّني عمله لهذا الكتاب وحواره، كما أن الموضوع بذاته [القهوة] لافت، فابتعت الكتاب.
فوجئت بالأسلوب الذي اتخذه الكاتب!
سرديته مختلفة ولها ثُلث نجمة :)
الأسلوب القرآني لا شك بديع وليس لدي مبضع النقاد — للأسف :)
لكن كقارئة شعرت بالتكلف الشديد وإرغام السياقات على وجه كان بإمكانها أن تنساب بعذوبة على غيره مع حفظ مقام ومنزلة السياقات القرآنية!
أكثر الكاتب من الإيحاءات الجنسية وتعرّض لأوصاف مشاهدٍ لا يليق بتاتًا ألبتة على مسلمٍ أن يرتضيه.
أرغمت نفسي بالقراءة حتى آخر الكتاب لأنصفه، فوجدت أن الفصول الأخيرة كأنما تغيّر الكاتب -البراسيل وأمريكا- وتحديدًا -أمريكا-، كتب بسلاسة بعيدة عن إرغام الكلمات أن تتقولب بقالبها الأول، فارتفع قليلًا ليحصد نجمة.
- رغم استحداث الأسلوب وتميز بعض الفصول هل أوصي فيه؟
لا.
- هل يستحق الذيوع والصيت؟
لأ.
- هل ستكررين القراءة للكاتب؟
لا.
- هل ستقرأين عن القهوة مجددًا؟
لا، وكرهت ستاربكس أكثر.
فوجئت بالأسلوب الذي اتخذه الكاتب!
سرديته مختلفة ولها ثُلث نجمة :)
الأسلوب القرآني لا شك بديع وليس لدي مبضع النقاد — للأسف :)
لكن كقارئة شعرت بالتكلف الشديد وإرغام السياقات على وجه كان بإمكانها أن تنساب بعذوبة على غيره مع حفظ مقام ومنزلة السياقات القرآنية!
أكثر الكاتب من الإيحاءات الجنسية وتعرّض لأوصاف مشاهدٍ لا يليق بتاتًا ألبتة على مسلمٍ أن يرتضيه.
أرغمت نفسي بالقراءة حتى آخر الكتاب لأنصفه، فوجدت أن الفصول الأخيرة كأنما تغيّر الكاتب -البراسيل وأمريكا- وتحديدًا -أمريكا-، كتب بسلاسة بعيدة عن إرغام الكلمات أن تتقولب بقالبها الأول، فارتفع قليلًا ليحصد نجمة.
- رغم استحداث الأسلوب وتميز بعض الفصول هل أوصي فيه؟
لا.
- هل يستحق الذيوع والصيت؟
لأ.
- هل ستكررين القراءة للكاتب؟
لا.
- هل ستقرأين عن القهوة مجددًا؟
لا، وكرهت ستاربكس أكثر.
May 28, 2022
رواية مليانة حقائق صادمة.
رواية تخليك تفكر ألف مره قبل ما تطلب كوب قهوة.
هل طلبك راح يساعد المزارع والبائع ولا سيكون نقمة عليهم. مع أخر صفحة قررت مقاطعة ستاربكس ونستلة.
رواية تخليك تفكر ألف مره قبل ما تطلب كوب قهوة.
هل طلبك راح يساعد المزارع والبائع ولا سيكون نقمة عليهم. مع أخر صفحة قررت مقاطعة ستاربكس ونستلة.
April 1, 2025
فكما أنك لا تجرع قهوتك دفعة واحدة، فكذلك هذا الكتاب
يُقرأ رشفةً رشفة.
تحكي لنا القهوة قصتها وتاريخها الممتد لخمسمئة سنة مضت،
حكاية طويلة فيها من السنين العجاف والخضر واليباس، سفرٌ وهجرة واغتراب، من العابد والزاهد إلى من عُمي بالطمع وغرّته الحياة الدنيا.
ومع كل حديث القهوة الذي لا يُمل، سيرغمك سحرها أن تقوم من مكانك لإعداد كوب قهوة،
لو أني أحصيت عدد أكواب القهوة التي شربتها أثناء قراءتي!
وأخيرًا هذه ليست رواية، بل موسوعة قهوة
يُقرأ رشفةً رشفة.
تحكي لنا القهوة قصتها وتاريخها الممتد لخمسمئة سنة مضت،
حكاية طويلة فيها من السنين العجاف والخضر واليباس، سفرٌ وهجرة واغتراب، من العابد والزاهد إلى من عُمي بالطمع وغرّته الحياة الدنيا.
ومع كل حديث القهوة الذي لا يُمل، سيرغمك سحرها أن تقوم من مكانك لإعداد كوب قهوة،
لو أني أحصيت عدد أكواب القهوة التي شربتها أثناء قراءتي!
وأخيرًا هذه ليست رواية، بل موسوعة قهوة
January 1, 2023
رائعة!! مجهود جبّار في هذه الرواية.
في هذه الرواية نجد تاريخ القهوة الشاذلية من الاكتشاف إلى أن وصلت إلى العالمية. كل قسم من هذا الكتاب فيه من روح المكان الذي تسافر له القهوة، فتارة نجد أنفسنا في استانبول وتارة أخرى في أمريكا الجنوبية! وكل بلاد لها قهوتها ومزاجها.
"واعلم أن اسم هذا الكتاب يقرأ على قرائتين: سِفر القهوة بكسر السين لأنها سِفرٌ كتابٌ مبارك، أو سَفَرُ القهوة بفتح السين لأنه سَفَرٌ ضاربٌ في وعثاء التاريخ. فاقرأه كما يشبهك وخذ الكتاب بقوّة."
في هذه الرواية نجد تاريخ القهوة الشاذلية من الاكتشاف إلى أن وصلت إلى العالمية. كل قسم من هذا الكتاب فيه من روح المكان الذي تسافر له القهوة، فتارة نجد أنفسنا في استانبول وتارة أخرى في أمريكا الجنوبية! وكل بلاد لها قهوتها ومزاجها.
"واعلم أن اسم هذا الكتاب يقرأ على قرائتين: سِفر القهوة بكسر السين لأنها سِفرٌ كتابٌ مبارك، أو سَفَرُ القهوة بفتح السين لأنه سَفَرٌ ضاربٌ في وعثاء التاريخ. فاقرأه كما يشبهك وخذ الكتاب بقوّة."
July 7, 2022
لا يمكنني فهم كيف استطاع الكاتب عبدالكريم الشطي نسج الجغرافيا بالتاريخ، الواقع بالخيال، والكتابة التوثيقية بالكتابة الأدبية، لكنني أشهد أنه فعلها بحرفية واقتدار ليخرج سفر القهوة كمتعة ما بعدها متعة.
لم أكن أتخيل أني سأملك الصبر وهدوء البال لأقرأ ٦٠٠ صفحة عن القهوة وبلسانها ، لكني فعلت واستمتعت بكل حرف.
شكرا شكرا لكتاب مختلف، للمعلومات الغنية والتي لم تكن إلا شدة حرص الكاتب في البحث والتحري.
لم أكن أتخيل أني سأملك الصبر وهدوء البال لأقرأ ٦٠٠ صفحة عن القهوة وبلسانها ، لكني فعلت واستمتعت بكل حرف.
شكرا شكرا لكتاب مختلف، للمعلومات الغنية والتي لم تكن إلا شدة حرص الكاتب في البحث والتحري.
May 30, 2025
تجربة جميلة شعرت ببعض التطويل في المنتصف والتكلف في الأول ولكن الفصل الأخير عن الشركات الكبرى ومصايبها أجبر هذا النقص
ترشحها لاي حد مهتم بالقهوة وصناعتها
ويمكن البدء بهذا اللقاء للأستاذ عبدالكريم على منصة فنجان
https://youtu.be/v6Y0RfqznFk?si=LNb2m...
ترشحها لاي حد مهتم بالقهوة وصناعتها
ويمكن البدء بهذا اللقاء للأستاذ عبدالكريم على منصة فنجان
https://youtu.be/v6Y0RfqznFk?si=LNb2m...
August 20, 2022
يبدو أن الكلمة الأولى في سِفر عبدالكريم الشطي:
" في البدء كانت القهوة ".
قبل الحديث عن الكتاب بودي الحديث عن الكاتب؛
الكاتب والرحالة عبدالكريم الشطي، كانت معرفتي الأولى له حول اهتمامي في فترة سابقة عن الرحالين العرب وعرفته رحّالة حينها، لكني لم أقرأ له إلا الشذرات التي ينشرها هنا وهناك فلم أحمل انطباع عن قلمه حينها.
هنا عرفت الشطي أكثر، عرفته كاتباً باحثاً يملك محزون ثقافي ومعرفي ولغوي مناسب لكتابة مثل هذا العمل، وجدت في الكتاب قدرته الكبيرة على استحضار التاريخ رغم تشعبه وربطه ببعض. التراث والشعر حاضران في كتاباته، والتناص مع القرآن في بداية الكتاب كان بكثرة.
أما الكتاب:
فهو سِفر وسَفر للقهوة في آن.
يحادثك الشطي بلسان القهوة، وتخبرك القهوة بتاريخها من اكتشافها في اثيوبيا، وطبخها بأيادي عربية يمنية، إلى رحلاتها حول العالم؛ مكة، القاهرة، اسطنبول، فيينا، باريس، لندن، البرازيل وختاماً بأمريكا.
البحث في تاريخ الأشياء ليس بالأمر السهل، خاصة إن كان هذا الشيء هو الأكثر استهلاكًا بعد النفط في العصر الحديث؛ هي القهوة. روتين الإنسان اليومي الآن. وأعتقد أن الشطي قد قدم مادة معرفية مرجعية في تاريخ القهوة ورفاقها مما برز معها.
تمنيت أن يكون الكتاب تاريخي بحت ومعلوماتي لأني غير مهتم بكل تفاصيل القهوة، إلا أني استفدت واستمتعت بزوايا كثيرة تطرق لها بشكلها الروائي.
لذلك لو كان للكتاب نسخة مصغرة كتاريخ ومعلومات للقهوة سيكون جيد لأمثالي.
…
بالمجمل هناك جهد كبير صرف على هذا الكتاب، ولكن نقصان التقييم نجمة فلا تضره طبعًا، إلا أن السبب كان في بعض الفجوات الفنية التي وقع فيها المؤلف في شخصيات الرواية. تتفاجأ بفعل شخصية لأنها لم تكتمل صورتها بالنسبة لك، وهنا تكمن براعة وصعوبة الرواية. بالإضافة إلى أن دخول بعض العصريات -أبيات عبدالباري- في وسط التاريخ الروائي كان بالنسبة لي نجازاً لعدم انسجامها بالتناسق الروائي التخيلي. ثم في لحظة الرواية لا تعلم هل الشخصيات حقيقية أو متخيلة لعدم وجود ملاحظات من المؤلف عن ذلك. فيختلط التاريخ الحقيقي بالتاريخ المتخيل في الكتاب. وربما تكون في الطبعات القادمة هذه الملاحظة لأهمية النقل التاريخي.
" في البدء كانت القهوة ".
قبل الحديث عن الكتاب بودي الحديث عن الكاتب؛
الكاتب والرحالة عبدالكريم الشطي، كانت معرفتي الأولى له حول اهتمامي في فترة سابقة عن الرحالين العرب وعرفته رحّالة حينها، لكني لم أقرأ له إلا الشذرات التي ينشرها هنا وهناك فلم أحمل انطباع عن قلمه حينها.
هنا عرفت الشطي أكثر، عرفته كاتباً باحثاً يملك محزون ثقافي ومعرفي ولغوي مناسب لكتابة مثل هذا العمل، وجدت في الكتاب قدرته الكبيرة على استحضار التاريخ رغم تشعبه وربطه ببعض. التراث والشعر حاضران في كتاباته، والتناص مع القرآن في بداية الكتاب كان بكثرة.
أما الكتاب:
فهو سِفر وسَفر للقهوة في آن.
يحادثك الشطي بلسان القهوة، وتخبرك القهوة بتاريخها من اكتشافها في اثيوبيا، وطبخها بأيادي عربية يمنية، إلى رحلاتها حول العالم؛ مكة، القاهرة، اسطنبول، فيينا، باريس، لندن، البرازيل وختاماً بأمريكا.
البحث في تاريخ الأشياء ليس بالأمر السهل، خاصة إن كان هذا الشيء هو الأكثر استهلاكًا بعد النفط في العصر الحديث؛ هي القهوة. روتين الإنسان اليومي الآن. وأعتقد أن الشطي قد قدم مادة معرفية مرجعية في تاريخ القهوة ورفاقها مما برز معها.
تمنيت أن يكون الكتاب تاريخي بحت ومعلوماتي لأني غير مهتم بكل تفاصيل القهوة، إلا أني استفدت واستمتعت بزوايا كثيرة تطرق لها بشكلها الروائي.
لذلك لو كان للكتاب نسخة مصغرة كتاريخ ومعلومات للقهوة سيكون جيد لأمثالي.
…
بالمجمل هناك جهد كبير صرف على هذا الكتاب، ولكن نقصان التقييم نجمة فلا تضره طبعًا، إلا أن السبب كان في بعض الفجوات الفنية التي وقع فيها المؤلف في شخصيات الرواية. تتفاجأ بفعل شخصية لأنها لم تكتمل صورتها بالنسبة لك، وهنا تكمن براعة وصعوبة الرواية. بالإضافة إلى أن دخول بعض العصريات -أبيات عبدالباري- في وسط التاريخ الروائي كان بالنسبة لي نجازاً لعدم انسجامها بالتناسق الروائي التخيلي. ثم في لحظة الرواية لا تعلم هل الشخصيات حقيقية أو متخيلة لعدم وجود ملاحظات من المؤلف عن ذلك. فيختلط التاريخ الحقيقي بالتاريخ المتخيل في الكتاب. وربما تكون في الطبعات القادمة هذه الملاحظة لأهمية النقل التاريخي.
December 31, 2023
سِفر أو سَفر القهوة، سفر ضارب في وعثاء التاريخ بحثًا عن تاريخ المشروب الأكثر شعبية عالميًا، القهوة
أفضل قراءاتي لهذا العام بدون منازع، من شدة تعلقي في الكتاب كنت أقرأ ١٠ صفحات يوميًا لكي لا تنتهي هذي الرحلة الممتعة
الكتاب عبارة عن رواية تاريخيّة تسردها القهوة عن نفسها، بدءًا من نشأتها كمشروب صوفي إلى دخولها قصور الملوك كمشروب فاخر و انتهاء بدخولها ركب الرأسمالية و سيطرة حيتان الصناعات الغذائية عليها.
بدءًا من القارة الأفريقية إلى اليمن و مكة و القاهرة و إسطنبول و من ثم أوروبا و البرازيل و انتهاءًا بالوحش الأمريكي.
كذلك يناقش نشأة الأنواع المختلفة من القهوة و كيف نشأت، الاسبريسو، القهوة بالحليب، القهوة المحلاة، ستاربكس ، نسكافيه ن نسبريسو
الكتاب جعلني استشعر لذة كل كوب قهوة أشربه، جعلني أقدر هذا المشروب التاريخيّ أكثر من أي وقت مضى
أفضل قراءاتي لهذا العام بدون منازع، من شدة تعلقي في الكتاب كنت أقرأ ١٠ صفحات يوميًا لكي لا تنتهي هذي الرحلة الممتعة
الكتاب عبارة عن رواية تاريخيّة تسردها القهوة عن نفسها، بدءًا من نشأتها كمشروب صوفي إلى دخولها قصور الملوك كمشروب فاخر و انتهاء بدخولها ركب الرأسمالية و سيطرة حيتان الصناعات الغذائية عليها.
بدءًا من القارة الأفريقية إلى اليمن و مكة و القاهرة و إسطنبول و من ثم أوروبا و البرازيل و انتهاءًا بالوحش الأمريكي.
كذلك يناقش نشأة الأنواع المختلفة من القهوة و كيف نشأت، الاسبريسو، القهوة بالحليب، القهوة المحلاة، ستاربكس ، نسكافيه ن نسبريسو
الكتاب جعلني استشعر لذة كل كوب قهوة أشربه، جعلني أقدر هذا المشروب التاريخيّ أكثر من أي وقت مضى
July 11, 2022
سفر القهوة
قراءة انطباعية:
اعتاد العرب على ذكر المعشوقة في حالتها الأولى، وتصوّرها في كل لحظاتها الآنية، وتخيّلها في غيبتها وحضورها، وقربها وبعدها، وخلوتها وسفرها، وما زال في تطوافه معها يصورها بكل ما فيها من جمال أخّاذ وبهاء و��جليل، يبالغ في وصف عشقه حتى لايبالي بنعته بالمجنون، يندر بل يمتنع أن نجد من يتعلق بالمعشوقة في كل تاريخها منذ أن كانت نطفة حتى فطامها، ويستأنس بذكر أحوالها في طفولتها وصباها، ذلك أن العشق جذبة روحية في حزّتها، تأسره بما وصلت إليه من كمال، فيجبّ ماقبلها من أحوال، ويشطر الحال إلى شطرين.
كانت رواية (سِفر القهوة) -كما هي شاكلتي- على الطرف الآخر من قصص العشق، قصّة بدأت قبل ولادتها، وانتهت في أوج مجدها.
جذبت العشّاق ليصحوا بدل أن يرافقهم الجنون. ويثوروا عوض أن يأخذهم الوجد بوحدتهم، وينتشروا في بقاع العالم.
أخذت القهوة تروي لنا حكايتها الأسطورية في شكلها والواقعية في حظّها، منذ محطتها الأولى في جيب العيدروس، إلى محاصيلها المنتشرة في كافة أقطار الكرة الأرضية، متنقّلة من محطة مكانية إلى أخرى كمراحل تكوين البطل، وتحدياته، في كل محطة تُصقل شخصيتها أكثر وتزيد من خبرتها، وتقوى شوكتها في من يريد بها السوء.
رافقت القهوة تاريخ الإنسان منذ حياته البدائية البسيطة حتى دولِه المتقدمة والمعقدة ، وبكل صراعاته ونزعاته وأهوائه وسياساته.
رفقة غنيّة بالتجربة ومليئة بالتعقيد.
سعت قصة القهوة في تاريخ الإنسان إلى توضيح أهم متغيرات ومحركات التاريخ، منذ اكتشافها بمحض التجارب والمحاكاة والصدفة، والتي تعكس أصل التطور التقني للإنسان، إلى اشتراكها الميتافيزيقي في الطقوس والعبادات والذي يعكس التطور الروحي للإنسان، إلى الاستفادة منها ماديًّا وتقوية الجنبة الاقتصادية باحتكارها، حتى حضورها المرهف في المقاهي والاستراحات، وتقويتها الذهنية للفقهاء والأدباء والفلاسفة، وواجبها في تنشيط العساكر والجيوش، وأناقتها في ضيافة أهل السلاطين والملوك، حتى امبراطوريتها في ظل هيمنة رأس المال.
لذلك كانت الرواية سِفرًا تاريخيًّا يربط الزمان والمكان ويتداخل مع جينات الإنسان.
قراءة نقدية:
وضع الراوي لرواية سفر القهوة عشر محطات مكانية، سعت فيها القهوة وانتقلت، بدءًا من أفريقيا في هرر وانتقالًا إلى اليمن وهجرةً إلى الجزيرة العربية وتركيا ثم فيينا وفرنسا ولندن حتى البراسيل ونهاية في أمريكا ووصولاً إلى باقي العالم، وكانت في كل محطة تصحب أناسًا وترافقهم في محنتها وتحديها الجديد في المنطقة حتى تستقر وتهيمن، فكانت لكل محطة قصتها الخاصة وأبطالها البارعين ويختفون بانتهاء المحطة، ظهور لحركة القهوة واختفاء بانتهاء المهمة، اتصال في الزمن والمكان التاريخي كشعلة المنديال، أو سباق الماراثون أبطال يسعون بجد لغاية مجد شيء آخر.
في كل محطة يناولنا الهدهد رسالة كتبت بلغة أشبه بالكتب القديمة المقدّسة، ويرمز الهدهد في الثقافة العربية إلى الرسول الأمين الذي ينبئنا عن خبر الأقوام البعيدة، استعارةً من قصّة نبي الله سليمان وخبر بلقيس الذي ألقاه الهدهد، رغم رمزية الهدهد العربية إلا أن له عمقًا صوفيًّا أكثر ففي رحلة الغربة الغربية للشهيد السهروردي كان للهدهد دوره منذ اللحظة الأولى في الرحلة (… جاءهما الهدهد فقال: إني قد أحطت بوجه خلاصكما، وجئتكما من سبأ بنبأ يقين، وألقى إليهما الهدهد رسالة جاء فيها: أنه من أبيكما الهادي، وأنه بسم الله الرحمن الرحيم… ) ويبعث بالرسائل في كل محطة: ( وفي ليلةٍ قَمَرُها بدر، رأينا الهدهد يُطلّ من النافذة، ويلقي علينا التحيّة. كان يحمل في منقاره رسالة مخطوطة، موجَّهة من الجهة اليمنى للسهل المبارك، من عمق عوسجة. قال لنا الهدهد: عرفت كيف السبيل لإنقاذكم )، رغم أن رمزية الهدهد في كونه الرسول الأمين، إلا أن الصوفية عمّقوا هذا الرمز في تمثيله بالنفس الكلية والرسائل الإلهية التي يحملها السالك في سيره إلة الحق، ومبشّرا بالفتوحات والفيوضات، وملهمًا للنجاة والخلاص من المدلهمات والمخاطر عبة الرؤى والأحلام.
وهذا ما كان في فصول الرواية الأولى في رحلة العيدروس.
* * *
أخذت الرواية جانب ”الرواية التاريخية“ في جنسها الأدبي والذي يميل إلى التوصيف والتقرير للأحداث وابتعدت عن نمط ”التخيّل التاريخي“ الذي يتصرّف في الأحداث التاريخية ويقف في منطقة رمادية بين التاريخ والخيال.
وكانت لغلبة الجنبة الأولى تضحيتها الفنية، في إبطال الكثير من تقنيات السرد والحبكة والتشويق، رغم المحاولات والتي اتضحت في البدايات على أنها محاولات لجر القارئ نحو الأحداث عبر (الحب) في الفصل الأول، وبعض (الأسئلة الأخلاقية) في فصول أخرى، حتى انتهت إلى أقرب من كونها مقالات صحفية في الفصل الأخير.
ولهذه التضحية قيمتها في إعلاء قيمة الأخبار والأحداث الروائية من ناحية الصدق والحقيقة، وإطفاء شعلة الحماس والترقّب للنهايات عند القارئ.
* * *
تستوي الفصول شكليًّا -إلى حد كبير جدًا- وتتطابق في جميع المستويات، مستوى الحدث في طبقة واحدة، والشخصيات المصاحبة، واللغة المستخدمة في الحوارات، وحتى في التوصيف والتأثيث لعالم المحطة التي وصلت إليها.
وتتوزع في المحطات شخصية البطل (القهوة)، معتمدًا اعتمادًا كليًّا على حضور الذهن للقارئ في تجميع الشخصية من محطة إلى أخرى، مع تدخّل بسيط للتوضيح في أواخر المحطات.
تتداخل في المحطة أصوات كثيرة، رسالة الهدهد في البدء وصوت الراوي القهوة الذي تارة ما يكون عليمًا بالأحداث وغالبًا ما ينتقي ما يظهره في قوله ويخفي ما يعلم، وأصوات المصاحبين للأبطال في حواراتهم وخلجاتهم، كلها نغمات متجانسة تعضد بعضها بعضًا ولا تشعر بالنفور أو التشتت في انتقال سماع الأصوات والانتباه لها جميعًا.
أم اللغة فيتضح أن غاية الراوي من خلال توحيد اللغة هي تبسيط قبول التاريخ بدون حمل كل محطة بثقل لغتها وثقافتها وليكون متناولاً للجميع بكل تنوعهم الثقافي والمعرفي وأذواقهم، لغة بيضاء بسيطة وقريبة إلى اللغة العصرية كما هي القهوة التي ترضي الجميع رغم اختلاف أجناسها وطرق تحضيرها.
* * *
ظهرت القهوة في بداية الرواية مصاحبة للقيم والأخلاق والمعرفة والنفع وجميع الصفات الحميدة بل كانت رفيقة الروح في سموها ومفارقتها للمادة، وتقلبت في المحطات والصفات حتى باتت سلعة بيد شياطين السوق في أمريكا، تعينهم على الشر، سجينة المادة والجسد بكل قساوة الجشع والاستبداد ووقفت هناك…
لكن الفصل الأخير في كفاح (جوليا) أعدل المايل في نهاية المطاف وأعاد تبليغ رسالة القهوة كما كانت رسالة روحيّة شريفة.
نهاية حقيقية لرواية ”سِفر القهوة“ وصدق الهدهد.
قراءة انطباعية:
اعتاد العرب على ذكر المعشوقة في حالتها الأولى، وتصوّرها في كل لحظاتها الآنية، وتخيّلها في غيبتها وحضورها، وقربها وبعدها، وخلوتها وسفرها، وما زال في تطوافه معها يصورها بكل ما فيها من جمال أخّاذ وبهاء و��جليل، يبالغ في وصف عشقه حتى لايبالي بنعته بالمجنون، يندر بل يمتنع أن نجد من يتعلق بالمعشوقة في كل تاريخها منذ أن كانت نطفة حتى فطامها، ويستأنس بذكر أحوالها في طفولتها وصباها، ذلك أن العشق جذبة روحية في حزّتها، تأسره بما وصلت إليه من كمال، فيجبّ ماقبلها من أحوال، ويشطر الحال إلى شطرين.
كانت رواية (سِفر القهوة) -كما هي شاكلتي- على الطرف الآخر من قصص العشق، قصّة بدأت قبل ولادتها، وانتهت في أوج مجدها.
جذبت العشّاق ليصحوا بدل أن يرافقهم الجنون. ويثوروا عوض أن يأخذهم الوجد بوحدتهم، وينتشروا في بقاع العالم.
أخذت القهوة تروي لنا حكايتها الأسطورية في شكلها والواقعية في حظّها، منذ محطتها الأولى في جيب العيدروس، إلى محاصيلها المنتشرة في كافة أقطار الكرة الأرضية، متنقّلة من محطة مكانية إلى أخرى كمراحل تكوين البطل، وتحدياته، في كل محطة تُصقل شخصيتها أكثر وتزيد من خبرتها، وتقوى شوكتها في من يريد بها السوء.
رافقت القهوة تاريخ الإنسان منذ حياته البدائية البسيطة حتى دولِه المتقدمة والمعقدة ، وبكل صراعاته ونزعاته وأهوائه وسياساته.
رفقة غنيّة بالتجربة ومليئة بالتعقيد.
سعت قصة القهوة في تاريخ الإنسان إلى توضيح أهم متغيرات ومحركات التاريخ، منذ اكتشافها بمحض التجارب والمحاكاة والصدفة، والتي تعكس أصل التطور التقني للإنسان، إلى اشتراكها الميتافيزيقي في الطقوس والعبادات والذي يعكس التطور الروحي للإنسان، إلى الاستفادة منها ماديًّا وتقوية الجنبة الاقتصادية باحتكارها، حتى حضورها المرهف في المقاهي والاستراحات، وتقويتها الذهنية للفقهاء والأدباء والفلاسفة، وواجبها في تنشيط العساكر والجيوش، وأناقتها في ضيافة أهل السلاطين والملوك، حتى امبراطوريتها في ظل هيمنة رأس المال.
لذلك كانت الرواية سِفرًا تاريخيًّا يربط الزمان والمكان ويتداخل مع جينات الإنسان.
قراءة نقدية:
وضع الراوي لرواية سفر القهوة عشر محطات مكانية، سعت فيها القهوة وانتقلت، بدءًا من أفريقيا في هرر وانتقالًا إلى اليمن وهجرةً إلى الجزيرة العربية وتركيا ثم فيينا وفرنسا ولندن حتى البراسيل ونهاية في أمريكا ووصولاً إلى باقي العالم، وكانت في كل محطة تصحب أناسًا وترافقهم في محنتها وتحديها الجديد في المنطقة حتى تستقر وتهيمن، فكانت لكل محطة قصتها الخاصة وأبطالها البارعين ويختفون بانتهاء المحطة، ظهور لحركة القهوة واختفاء بانتهاء المهمة، اتصال في الزمن والمكان التاريخي كشعلة المنديال، أو سباق الماراثون أبطال يسعون بجد لغاية مجد شيء آخر.
في كل محطة يناولنا الهدهد رسالة كتبت بلغة أشبه بالكتب القديمة المقدّسة، ويرمز الهدهد في الثقافة العربية إلى الرسول الأمين الذي ينبئنا عن خبر الأقوام البعيدة، استعارةً من قصّة نبي الله سليمان وخبر بلقيس الذي ألقاه الهدهد، رغم رمزية الهدهد العربية إلا أن له عمقًا صوفيًّا أكثر ففي رحلة الغربة الغربية للشهيد السهروردي كان للهدهد دوره منذ اللحظة الأولى في الرحلة (… جاءهما الهدهد فقال: إني قد أحطت بوجه خلاصكما، وجئتكما من سبأ بنبأ يقين، وألقى إليهما الهدهد رسالة جاء فيها: أنه من أبيكما الهادي، وأنه بسم الله الرحمن الرحيم… ) ويبعث بالرسائل في كل محطة: ( وفي ليلةٍ قَمَرُها بدر، رأينا الهدهد يُطلّ من النافذة، ويلقي علينا التحيّة. كان يحمل في منقاره رسالة مخطوطة، موجَّهة من الجهة اليمنى للسهل المبارك، من عمق عوسجة. قال لنا الهدهد: عرفت كيف السبيل لإنقاذكم )، رغم أن رمزية الهدهد في كونه الرسول الأمين، إلا أن الصوفية عمّقوا هذا الرمز في تمثيله بالنفس الكلية والرسائل الإلهية التي يحملها السالك في سيره إلة الحق، ومبشّرا بالفتوحات والفيوضات، وملهمًا للنجاة والخلاص من المدلهمات والمخاطر عبة الرؤى والأحلام.
وهذا ما كان في فصول الرواية الأولى في رحلة العيدروس.
* * *
أخذت الرواية جانب ”الرواية التاريخية“ في جنسها الأدبي والذي يميل إلى التوصيف والتقرير للأحداث وابتعدت عن نمط ”التخيّل التاريخي“ الذي يتصرّف في الأحداث التاريخية ويقف في منطقة رمادية بين التاريخ والخيال.
وكانت لغلبة الجنبة الأولى تضحيتها الفنية، في إبطال الكثير من تقنيات السرد والحبكة والتشويق، رغم المحاولات والتي اتضحت في البدايات على أنها محاولات لجر القارئ نحو الأحداث عبر (الحب) في الفصل الأول، وبعض (الأسئلة الأخلاقية) في فصول أخرى، حتى انتهت إلى أقرب من كونها مقالات صحفية في الفصل الأخير.
ولهذه التضحية قيمتها في إعلاء قيمة الأخبار والأحداث الروائية من ناحية الصدق والحقيقة، وإطفاء شعلة الحماس والترقّب للنهايات عند القارئ.
* * *
تستوي الفصول شكليًّا -إلى حد كبير جدًا- وتتطابق في جميع المستويات، مستوى الحدث في طبقة واحدة، والشخصيات المصاحبة، واللغة المستخدمة في الحوارات، وحتى في التوصيف والتأثيث لعالم المحطة التي وصلت إليها.
وتتوزع في المحطات شخصية البطل (القهوة)، معتمدًا اعتمادًا كليًّا على حضور الذهن للقارئ في تجميع الشخصية من محطة إلى أخرى، مع تدخّل بسيط للتوضيح في أواخر المحطات.
تتداخل في المحطة أصوات كثيرة، رسالة الهدهد في البدء وصوت الراوي القهوة الذي تارة ما يكون عليمًا بالأحداث وغالبًا ما ينتقي ما يظهره في قوله ويخفي ما يعلم، وأصوات المصاحبين للأبطال في حواراتهم وخلجاتهم، كلها نغمات متجانسة تعضد بعضها بعضًا ولا تشعر بالنفور أو التشتت في انتقال سماع الأصوات والانتباه لها جميعًا.
أم اللغة فيتضح أن غاية الراوي من خلال توحيد اللغة هي تبسيط قبول التاريخ بدون حمل كل محطة بثقل لغتها وثقافتها وليكون متناولاً للجميع بكل تنوعهم الثقافي والمعرفي وأذواقهم، لغة بيضاء بسيطة وقريبة إلى اللغة العصرية كما هي القهوة التي ترضي الجميع رغم اختلاف أجناسها وطرق تحضيرها.
* * *
ظهرت القهوة في بداية الرواية مصاحبة للقيم والأخلاق والمعرفة والنفع وجميع الصفات الحميدة بل كانت رفيقة الروح في سموها ومفارقتها للمادة، وتقلبت في المحطات والصفات حتى باتت سلعة بيد شياطين السوق في أمريكا، تعينهم على الشر، سجينة المادة والجسد بكل قساوة الجشع والاستبداد ووقفت هناك…
لكن الفصل الأخير في كفاح (جوليا) أعدل المايل في نهاية المطاف وأعاد تبليغ رسالة القهوة كما كانت رسالة روحيّة شريفة.
نهاية حقيقية لرواية ”سِفر القهوة“ وصدق الهدهد.
December 31, 2022
لا استطيع ان أعبر عن مدى اعجابي بهذا الكتاب، فهذا الكتاب لا يتحدث عن القهوة و حسب بل هو عبارة من موسوعة كبيرة ذكرت نشأة الكثير من الأمور التي صاحبت القهوة و عاصرتها ، كتاب رائع يستحق أن يكون متواجد في كل مكتبة .
August 15, 2023
هذا الكتاب كنز من الألفاظ الفاتنة وشتى العلوم ،منها السياسية والتاريخية والتجارية. أمضيت سنة كاملة أقرأ فيه على استحياء لدسمته ولأني أرد ستيعاب كل حرف على ،لكن عند قلب آخر صفحة أحسست أني أودع صديق عزيز لا بد من فراقه. أنصح كل مهتم بالتاريخ خاصة بقرائته لانه وكما يقول الكاتب كتاب تاريخ الإنسان وليست القهوة فقط ،ورغم أني لم أشتهي القهوة في حياتي، وجدت نفسي مستعدة لتعلم طريقة صنع العربية منها.
December 31, 2023
"من أجمل ما قرأت"
يجب على كل محبي القهوة المرور على هذه الرواية
على الرغم من بعض الوقفات الممله، عندما يبدأ الحديث عن الأرقام
وأسعار البيع والشراء ولكن هناك الكثير يشفع لها.
إكتشاف وتطور القهوة إجتماعياً و إقتصادياً و سياسياً وثقافياً ونفسياً
سرد جميل وربط للأحداث بشكل سلس
حقائق وأسرار كثيرة كانت نتائج بحث وسفر وتدوين وجمع
أخذت من الكاتب خمس سنوات وأخذت من وقتي شهرين
"تستحق كل الوقت "
يجب على كل محبي القهوة المرور على هذه الرواية
على الرغم من بعض الوقفات الممله، عندما يبدأ الحديث عن الأرقام
وأسعار البيع والشراء ولكن هناك الكثير يشفع لها.
إكتشاف وتطور القهوة إجتماعياً و إقتصادياً و سياسياً وثقافياً ونفسياً
سرد جميل وربط للأحداث بشكل سلس
حقائق وأسرار كثيرة كانت نتائج بحث وسفر وتدوين وجمع
أخذت من الكاتب خمس سنوات وأخذت من وقتي شهرين
"تستحق كل الوقت "
May 17, 2023
كتاب شيق بديع مثلما عودنا الشطي. رحلة القهوة من عدن العروبة إلى سياتل الرأسمالية بلغة سردية بديعة.
November 17, 2023
اول كتاب أتعلق به … و كاني اشوف الأحداث بعيني ..
أسلوب الكاتب سلسل وجاذب ..
غير منظوري عن القهوة و عن بعض المجتمعات..
أسلوب الكاتب سلسل وجاذب ..
غير منظوري عن القهوة و عن بعض المجتمعات..
October 11, 2025
"يا حفيد حواء..
لك أن تقرأ عنواني على وجهين: "سَفَرٌ" أو "سِفْرٌ". كلٌ يقرأ على شاكلته. فأنا حمالة أوجه. إن كنتَ من أهل السفر مؤمنًا بسحر الجغرافيا، فستقرأهُ سَفرًا بفتح السين.
سأتمثل أمامك مغامرة مهاجرة أوغلت في وعثاء الترحال من اليمن إلى سياتل، غيّرتْ وتغيرتْ.
أما إن كنتَ روحًا قبل أن تكونَ جسدًا، فمع كل قبلِة/ رشفِة فنجان، سيتراءى أمامك "سِفر القهوة"، بالسين المكسورة.
ستصلي عليّ و تسلّم تسليما.
في قعر كل فنجان سترى "برهان ربك" وتعتقد بي.
طوفاني قادم. سفري بعيدٌ وسَفركَ أبعد. اركب فنجاني فلا عاصم اليوم من أمر الله .
القهوة بنت الكيف الشاذلية "
أيامٌ مضت على "يوم القهوة العالمي"، الحبة السوداء التي تكحل حياة ملايين البشر، ممن هم مثلي، يعيشون في ظلالها، ترافق حلهم وترحالهم، رفيقة الفرح والترح، ترسم معهم شرائط من الذكريات، تدونها في عمقي القلب والعقل، لتحيي أيامًا لاحقة أشعلها الحنين.
الكتاب "سَفرٌ" في "سِفر" القهوة، كتاب يُرتشف على مهل، كأنه فنجان من البنّ المعتّق، تفوح منه رائحة الذاكرة أكثر من الكافيين.
ما بين الحكاية والمعرفة، يسافر الكاتب مع القهوة من اليمن إلى الحجاز إلى الشام، يحملها كرمزٍ للحياة، والكرم، والهوية.
لغة الشطي مترفة كالرشفة الأولى، وسرده سلس رغم طول القص، لكنه يجعل القارئ يمشي بين الأسطورة والتاريخ وكأنه يعيشهما فعلًا.
كتاب الكويتي عبد الكريم الشطي رحلة فيها الحكاية والدهشة، يروي عبرها انتقال حبة اليمن من أرض عدن، مرورها في كوكب الأرض، صانعة لنفسها تاريخًا ثريًا جعلها تنتشر كتجارة رابحة، تغوي رجال الأعمال من جهة، مسببة الظلم لمزارعيها من ناحية أخرى!
صفحات تفوح منها عبق القهوة، التي رغم أميتها تلبست شابًا عربيًا، يقدس السفر والقلم، فهام بين البلدان ليستغرق خمس سنوات في الكتابة، مؤديًا شهادته عن حقيقة "أرابيكا"!
▪️سلام الأرض عليك أيها البشري..
أنا القهوة كما سمّاني أجدادك. تظن أنك تعرفني لأنك تشربني كل شمس. لا ��كبر من جهلك إلا ثقتك. لقرون وأنا أنصت لهمومك واعتراضاتك وسذاجتك. عليك أن تكف الثرثرة وتخشع لتاريخي. تاريخي القصير المتشابك هو تاريخك أنت. نحن جديلتان في ضفيرة. أنت الآخر مجرد (قهوة).توأمان ولدنا معًا في أفريقيا، انقسمنا إلى سلالات ساحت في القارات، تحضَّرنا في بلاد العرب، تعولمنا في بلاد الغرب. هذا كتابي المرقوم، لايغادر صغيرة ولا كبيرة، هو كتابك أنت. فأقرأ كتابك ..
أنصح بالكتاب في صيدلية الكتب، كجرعة معرفية تؤكد أن للحياة طعمًا لا ينسى.
لك أن تقرأ عنواني على وجهين: "سَفَرٌ" أو "سِفْرٌ". كلٌ يقرأ على شاكلته. فأنا حمالة أوجه. إن كنتَ من أهل السفر مؤمنًا بسحر الجغرافيا، فستقرأهُ سَفرًا بفتح السين.
سأتمثل أمامك مغامرة مهاجرة أوغلت في وعثاء الترحال من اليمن إلى سياتل، غيّرتْ وتغيرتْ.
أما إن كنتَ روحًا قبل أن تكونَ جسدًا، فمع كل قبلِة/ رشفِة فنجان، سيتراءى أمامك "سِفر القهوة"، بالسين المكسورة.
ستصلي عليّ و تسلّم تسليما.
في قعر كل فنجان سترى "برهان ربك" وتعتقد بي.
طوفاني قادم. سفري بعيدٌ وسَفركَ أبعد. اركب فنجاني فلا عاصم اليوم من أمر الله .
القهوة بنت الكيف الشاذلية "
أيامٌ مضت على "يوم القهوة العالمي"، الحبة السوداء التي تكحل حياة ملايين البشر، ممن هم مثلي، يعيشون في ظلالها، ترافق حلهم وترحالهم، رفيقة الفرح والترح، ترسم معهم شرائط من الذكريات، تدونها في عمقي القلب والعقل، لتحيي أيامًا لاحقة أشعلها الحنين.
الكتاب "سَفرٌ" في "سِفر" القهوة، كتاب يُرتشف على مهل، كأنه فنجان من البنّ المعتّق، تفوح منه رائحة الذاكرة أكثر من الكافيين.
ما بين الحكاية والمعرفة، يسافر الكاتب مع القهوة من اليمن إلى الحجاز إلى الشام، يحملها كرمزٍ للحياة، والكرم، والهوية.
لغة الشطي مترفة كالرشفة الأولى، وسرده سلس رغم طول القص، لكنه يجعل القارئ يمشي بين الأسطورة والتاريخ وكأنه يعيشهما فعلًا.
كتاب الكويتي عبد الكريم الشطي رحلة فيها الحكاية والدهشة، يروي عبرها انتقال حبة اليمن من أرض عدن، مرورها في كوكب الأرض، صانعة لنفسها تاريخًا ثريًا جعلها تنتشر كتجارة رابحة، تغوي رجال الأعمال من جهة، مسببة الظلم لمزارعيها من ناحية أخرى!
صفحات تفوح منها عبق القهوة، التي رغم أميتها تلبست شابًا عربيًا، يقدس السفر والقلم، فهام بين البلدان ليستغرق خمس سنوات في الكتابة، مؤديًا شهادته عن حقيقة "أرابيكا"!
▪️سلام الأرض عليك أيها البشري..
أنا القهوة كما سمّاني أجدادك. تظن أنك تعرفني لأنك تشربني كل شمس. لا ��كبر من جهلك إلا ثقتك. لقرون وأنا أنصت لهمومك واعتراضاتك وسذاجتك. عليك أن تكف الثرثرة وتخشع لتاريخي. تاريخي القصير المتشابك هو تاريخك أنت. نحن جديلتان في ضفيرة. أنت الآخر مجرد (قهوة).توأمان ولدنا معًا في أفريقيا، انقسمنا إلى سلالات ساحت في القارات، تحضَّرنا في بلاد العرب، تعولمنا في بلاد الغرب. هذا كتابي المرقوم، لايغادر صغيرة ولا كبيرة، هو كتابك أنت. فأقرأ كتابك ..
أنصح بالكتاب في صيدلية الكتب، كجرعة معرفية تؤكد أن للحياة طعمًا لا ينسى.
Read
January 1, 2025كتاب سفر القهوة للكاتب عبد الكريم الشطي. هومن أجمل ما قرأت في 2024 وذلك لفكرته الجديدة بالنسبة لي، وللغته العالية وقيمته المعرفية التي قدمها بشكل مبسط وشيق والتي عكست جهدا كبيراً في البحث والتدوين، حيث استغرق العمل عليها ست سنوات بحسب الكاتب.
يصنف هذا الكتاب ضمن أدب الرحلات جاء على شكل سيرة روائية، وتعتبر (القهوة) هي الراوي العليم بينما تشكل الرحلة (الزمكان) الشخصية الرئيسية فيها. فهي رواية الأشياء بامتياز والبشر ليسوا سوى شخصيات ثانوية لضرورات استكمال المشهد الروائي.
تروي لنا القهوة حكايتها منذ تم اكتشافها في مدينة هرر جنوب الجزيرة العربية وتنقلها من بلد إلى بلد ثم عبورها الى القارات حتى وصلت الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت الشراب العالمي الذي تشرق به صباحات العالم.
يستحوذ الكاتب على قارئه منذ الصفحة الأولى بلغته الأدبية وتعابيرها الفلسفية والصوفية. حيث أشتغل على تطويع لغة السرد لتتناغم نبرتها مع المكان والحدث والحالة النفسية للراوي، فتارة نجدها رقيقة وشاعرية، وتارة ساخرة ومشاغبة، وفي تارة أخرى نجدها جافة ومتوحشة ، وهذا التناغم أعطى السرد حيوية ورشاقة ساهمت في احتمال القارئ لحجم الكتاب الكبير نسبياً حيث قارب الستمائة صفحة ولو أنها جنحت إلى الكتابة التقريرية على الفصول الأخيرة.
يحتوي الكتاب على محتوى معرفي مهم فيما يتعلق بزراعة القهوة وثقافات تناولها، بالإضافة إلى معلومات تاريخية وسياسية مثيرة لم أكن أعرفها من قبل، مع الالتفات إلى إن الكاتب لعب على الأحداث والشخصيات بقدر الأثر الذي تركته في الحقبة التاريخية المقصودة بما يخدم أغراض السرد دون الاهتمام بالتسلسل التاريخي الواقعي، (فهو في النهاية ليس مؤرخ تاريخي). وقد حرص على التوضيح بقدر الضرورة في هوامش كتابه التي لا تقل أهمية ومتعة عن السرد الأصلي.
وجدت في الكتاب أن سيرة القهوة هي تتبع للتاريخ السياسي الحديث، وصراع الأمم الغربية في تنافسها للسيطرة والاستحواذ على الموارد الطبيعية، وهي يمكن أن تكون سيرة مشابهة لغيرها من الموارد وان اختلفت التفاصيل، كالشاي والكاكاو والسكر والذهب حيث تتراكم ثروات الشركات والمستثمرين بينما يستمر الفقر والسخرة من نصيب أصحاب الأرض.
أعجبني أن الكاتب حرص على تصحيح المسميات لغوياً، مثل (البراسيل) و(الحرب الأوروبية) ووجدت تفسيره مقنعاً ومناسباً.
كما انه في فصل الولايات المتحدة وفر لي بشكل غير مباشر وربما غير مقصود، قائمة طويلة بالشركات التي تستحق المقاطعة.
يصنف هذا الكتاب ضمن أدب الرحلات جاء على شكل سيرة روائية، وتعتبر (القهوة) هي الراوي العليم بينما تشكل الرحلة (الزمكان) الشخصية الرئيسية فيها. فهي رواية الأشياء بامتياز والبشر ليسوا سوى شخصيات ثانوية لضرورات استكمال المشهد الروائي.
تروي لنا القهوة حكايتها منذ تم اكتشافها في مدينة هرر جنوب الجزيرة العربية وتنقلها من بلد إلى بلد ثم عبورها الى القارات حتى وصلت الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت الشراب العالمي الذي تشرق به صباحات العالم.
يستحوذ الكاتب على قارئه منذ الصفحة الأولى بلغته الأدبية وتعابيرها الفلسفية والصوفية. حيث أشتغل على تطويع لغة السرد لتتناغم نبرتها مع المكان والحدث والحالة النفسية للراوي، فتارة نجدها رقيقة وشاعرية، وتارة ساخرة ومشاغبة، وفي تارة أخرى نجدها جافة ومتوحشة ، وهذا التناغم أعطى السرد حيوية ورشاقة ساهمت في احتمال القارئ لحجم الكتاب الكبير نسبياً حيث قارب الستمائة صفحة ولو أنها جنحت إلى الكتابة التقريرية على الفصول الأخيرة.
يحتوي الكتاب على محتوى معرفي مهم فيما يتعلق بزراعة القهوة وثقافات تناولها، بالإضافة إلى معلومات تاريخية وسياسية مثيرة لم أكن أعرفها من قبل، مع الالتفات إلى إن الكاتب لعب على الأحداث والشخصيات بقدر الأثر الذي تركته في الحقبة التاريخية المقصودة بما يخدم أغراض السرد دون الاهتمام بالتسلسل التاريخي الواقعي، (فهو في النهاية ليس مؤرخ تاريخي). وقد حرص على التوضيح بقدر الضرورة في هوامش كتابه التي لا تقل أهمية ومتعة عن السرد الأصلي.
وجدت في الكتاب أن سيرة القهوة هي تتبع للتاريخ السياسي الحديث، وصراع الأمم الغربية في تنافسها للسيطرة والاستحواذ على الموارد الطبيعية، وهي يمكن أن تكون سيرة مشابهة لغيرها من الموارد وان اختلفت التفاصيل، كالشاي والكاكاو والسكر والذهب حيث تتراكم ثروات الشركات والمستثمرين بينما يستمر الفقر والسخرة من نصيب أصحاب الأرض.
أعجبني أن الكاتب حرص على تصحيح المسميات لغوياً، مثل (البراسيل) و(الحرب الأوروبية) ووجدت تفسيره مقنعاً ومناسباً.
كما انه في فصل الولايات المتحدة وفر لي بشكل غير مباشر وربما غير مقصود، قائمة طويلة بالشركات التي تستحق المقاطعة.
November 27, 2022
بعد أن طغى الإنسان وتكبّر وانغمس في الملذات الجسدية ونسي أنه روح.. شاء الكاتب أن يذكّر الإنسان بأنه نفثة من روح الله.. فحطّ كهُدهُداً يوحي إلى حبة البُّن أن تروي للبشر حكاية سَفَرها التاريخي الظاهري وسِفْرها الباطني.. فتقول: "نحن جديلتان في ظفيرة واحدة.. أنت الآخر مجرد قهوة.. هذا كتابي المرقوم.. هو كتابك أنت.. فاقرأ كتابك"..
يفتتح الكاتب سِفره بأشهر الثنائيات المستخدمة من قبل الشعراء الصوفين وهي الصورة/المعنى.. "الصورة" هي ظاهر الشيء المشبه به بالقهوة بينما "المعنى" هو باطن الشيء والمقصود أنتَ..
ولما كانت غاية وجود "الصورة" هي ليتجلى "المعنى"، يخضع الإنسان في طريقه الروحي لتجارب متعاقبة من الهداية/الغواية التي تداعب الثالوث: الروح، العقل والجسد.. وهو ما أبرزه الكاتب في رحلة القهوة التاريخية عبر المدن ابتداءاً من تصوّفها.. فهجرتها.. فتلسطنها.. فتنويرها.. فرأسماليتها.. فعولمتها..
كما برع الكاتب من خلال دسّه لأحداث مختارة بعناية تروي جزء من تاريخ المدن وسياستها.. قصاصات كالحبال تشدّك إلى الأعلى في التوقيت المناسب، لحظة انغماسك في قاع الروحانية لتذكّرك بأنك جسد وروح فلا تميل كل الميل لجانب دون الآخر..
ومع ازياد الجشع الانساني وتحقيق ذروة الأنانية، توقف الهدهد عن الوحي وسط حيرة الإنسان في إكمال مسيرة الهداية "كأنه مصحفٌ في بيت زنديق".. وعلى الرغم من بشاعة وقساوة فصلي البرازيل وأمريكا.. يذكرنا الكاتب في نهاية كتابه بأن الخطايا والشرور هي وسيلة ليتجلى الكثير من صفات الله منها المغفرة والتوبة..
فاستغفروا الله علّه يكنس آثار معاصينا ونعود كتموجات رمال الصحراء المتكررة
تمت
27.11.22
ملاحظة: الغلاف منمنمة رمزية إبداعية مقتبسة من شجرة الواق واق المذكورة في كتابي عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات للقزويني وكتاب البلهان للأصفهاني.. ويُلاحظ الهدهد مبشراً ممسكاً بغصن شجر القهوة كتوأمه حمام السلام ماسكاً غصن الزيتون..
يفتتح الكاتب سِفره بأشهر الثنائيات المستخدمة من قبل الشعراء الصوفين وهي الصورة/المعنى.. "الصورة" هي ظاهر الشيء المشبه به بالقهوة بينما "المعنى" هو باطن الشيء والمقصود أنتَ..
ولما كانت غاية وجود "الصورة" هي ليتجلى "المعنى"، يخضع الإنسان في طريقه الروحي لتجارب متعاقبة من الهداية/الغواية التي تداعب الثالوث: الروح، العقل والجسد.. وهو ما أبرزه الكاتب في رحلة القهوة التاريخية عبر المدن ابتداءاً من تصوّفها.. فهجرتها.. فتلسطنها.. فتنويرها.. فرأسماليتها.. فعولمتها..
كما برع الكاتب من خلال دسّه لأحداث مختارة بعناية تروي جزء من تاريخ المدن وسياستها.. قصاصات كالحبال تشدّك إلى الأعلى في التوقيت المناسب، لحظة انغماسك في قاع الروحانية لتذكّرك بأنك جسد وروح فلا تميل كل الميل لجانب دون الآخر..
ومع ازياد الجشع الانساني وتحقيق ذروة الأنانية، توقف الهدهد عن الوحي وسط حيرة الإنسان في إكمال مسيرة الهداية "كأنه مصحفٌ في بيت زنديق".. وعلى الرغم من بشاعة وقساوة فصلي البرازيل وأمريكا.. يذكرنا الكاتب في نهاية كتابه بأن الخطايا والشرور هي وسيلة ليتجلى الكثير من صفات الله منها المغفرة والتوبة..
فاستغفروا الله علّه يكنس آثار معاصينا ونعود كتموجات رمال الصحراء المتكررة
تمت
27.11.22
ملاحظة: الغلاف منمنمة رمزية إبداعية مقتبسة من شجرة الواق واق المذكورة في كتابي عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات للقزويني وكتاب البلهان للأصفهاني.. ويُلاحظ الهدهد مبشراً ممسكاً بغصن شجر القهوة كتوأمه حمام السلام ماسكاً غصن الزيتون..
Read
March 6, 2023"لم يفهم غابرييل هذه الكلمات، لكنه يفهم ضرورة الخضوع أمام القبطان والضابط لتنفتح له الأبزاب ، نجحت خطته و أحباه كلاهما ، هذا ما يسميه الانسان "الذكاء الاجتماعي" هو وسيلة أساسية في الترقي بين البشر ، بحيث يعرف الإنسان متى يتذلل ومتى يصادق ومتى يتجبر عالم البشر غريب"
" ثرثر الجالسون بفرصة العمر التي واتتهم لمشاهدة الملك والملكة مسكين هذا الانسان يرى عظمة في غنسان طيني مثله لا يزيد عنه إلا في المسمى واللقب".
" حتى الفلاسفة والمفكرين تُصغر الغيرة عقولهم"
" أيها البيض الملاعين لم تكتفوا بخطفنا من أرضنا ، ام تكتفوا باستعبادنا للعمل، لم تكتفوا بقطع ثديي، قطعتم عنا التعليم والعمل والتملك والرزق والعائلة، أيها الحقراء كتبتم علينا ألواناً مستمرة من العبودية : عبودية الجهل والفقر والفابيلا".
" ثرثر الجالسون بفرصة العمر التي واتتهم لمشاهدة الملك والملكة مسكين هذا الانسان يرى عظمة في غنسان طيني مثله لا يزيد عنه إلا في المسمى واللقب".
" حتى الفلاسفة والمفكرين تُصغر الغيرة عقولهم"
" أيها البيض الملاعين لم تكتفوا بخطفنا من أرضنا ، ام تكتفوا باستعبادنا للعمل، لم تكتفوا بقطع ثديي، قطعتم عنا التعليم والعمل والتملك والرزق والعائلة، أيها الحقراء كتبتم علينا ألواناً مستمرة من العبودية : عبودية الجهل والفقر والفابيلا".
June 8, 2023
أي كتاب تجدونه في الأسواق وفي عنوانه كلمة قهوة ، فإنه غالباً ما يكون قد طُبع لتلك الفئة من الناس التي تحب أن تري غيرها أنها مثقفة وما هو إلا كُتيب محشي بطعم باهت ، فهنيئاً لأولئك تباهيهم بها ..
أما هذا الكتاب فهو موجه لك فقط إن كنت ذو صبر وتحمّل..
ما يقارب ال ٦٠٠ صفحة ، رحلة القهوة منذ اكتشافها في موطنها الأصلي في اليمن، مرورا بمكة ، كيف وصلت اسطنبول ؟ من الذي رعاها ؟ كيف عاشت في أوروبا وأمريكا ؟
ما علاقة القهوة بالتصوف ؟ بالسياسة ؟ هل تعاملت جميع الشعوب معها بالطريقة نفسها ؟
ما أروعها من رحلة ..
رحلة القهوة وهي تحدثكم عن نفسها ..
أما هذا الكتاب فهو موجه لك فقط إن كنت ذو صبر وتحمّل..
ما يقارب ال ٦٠٠ صفحة ، رحلة القهوة منذ اكتشافها في موطنها الأصلي في اليمن، مرورا بمكة ، كيف وصلت اسطنبول ؟ من الذي رعاها ؟ كيف عاشت في أوروبا وأمريكا ؟
ما علاقة القهوة بالتصوف ؟ بالسياسة ؟ هل تعاملت جميع الشعوب معها بالطريقة نفسها ؟
ما أروعها من رحلة ..
رحلة القهوة وهي تحدثكم عن نفسها ..
February 8, 2023
استثقلت اول ثلاث فصول (هرر وعدن ومكة ) لكن بعدها تجلى الكاتب وابدع بوفرة المعلومات التاريخية والاجتماعية واستمتعت بكل صفحة يتضح جهد الخمس سنوات التي قضاها في ترتيب وجمع واعادة كتابة تاريخ القهوة ابدع وامتع آخر الفصول يزيل عنك غشاوة الشركات الكبرى وعن ما وراء القهوة العالمية التي بدأت من العرب ثم صارنا هامش في صناعة القهوة .
كتاب يجب على كل عاشق للقهوة وللأدب أن يقرأه من تعلقي في الكتاب أجلت قراءة آخر فصل سفر الوداع بودي لو لم ينتهي شكراً عبدالكريم الشطي على هذا العمل
كتاب يجب على كل عاشق للقهوة وللأدب أن يقرأه من تعلقي في الكتاب أجلت قراءة آخر فصل سفر الوداع بودي لو لم ينتهي شكراً عبدالكريم الشطي على هذا العمل
September 5, 2023
{ أن القهوة بركة سماوية عظيمة ، يجب أن نفتتحها بذكر الله و نختتمها بحمد الله }
العيدروس > الصوفي اليمني الذي اخترع القهوة
رحلة رائعة جداً مع القهوة 🤍 رواية تاريخية عن نشأة القهوة و سيرتها و رحلتها و ما رافقها في هذا السفر من أحداث و تطورات حتى وقتنا الحالي 🤍 الأسلوب جزل جداً و الأحداث متسلسلة و مترابطة
رحلة مشوقة و تاريخ فيه من المفاجأت الكثير
ومعلومات عميقة
مجهود رائع و يُشكر عليه الكاتب المميز عبد الكريم الشطي
رواية تستحق القراءة👍🏻
العيدروس > الصوفي اليمني الذي اخترع القهوة
رحلة رائعة جداً مع القهوة 🤍 رواية تاريخية عن نشأة القهوة و سيرتها و رحلتها و ما رافقها في هذا السفر من أحداث و تطورات حتى وقتنا الحالي 🤍 الأسلوب جزل جداً و الأحداث متسلسلة و مترابطة
رحلة مشوقة و تاريخ فيه من المفاجأت الكثير
ومعلومات عميقة
مجهود رائع و يُشكر عليه الكاتب المميز عبد الكريم الشطي
رواية تستحق القراءة👍🏻
April 26, 2025
يا الله ما هذا الجمال .. ما هذه اللذة .. ما هذا الإبداع..
.
"لكل شيء دهشةٌ أولى، إلا في القهوة، كل فنجان دهشةٌ أولى".
.
رواية ممتلئة بعبق القهوة يإيحاءاتها وألوانها، بتاريخها في العالم وجغرافيتها. من شجيرات القهوة ولونها الكرزي على الأغصان إلى حبات بُنها الخضراء، في رحلة تخيلية مسرحية ممتزجة بالواقع لموطن القهوة ونشأتها وتاريخ العالم فيها وهي تجوب الأزمنة والبلدان لتستوطن فيها وتنثر سحرها ..
.
"البقاء لله، الفناء للسلاطين، المجد للقهوة".
.
عبدالكريم الشطي حكاء مبدع ومبهر وآسر .. 🤍
.
"لكل شيء دهشةٌ أولى، إلا في القهوة، كل فنجان دهشةٌ أولى".
.
رواية ممتلئة بعبق القهوة يإيحاءاتها وألوانها، بتاريخها في العالم وجغرافيتها. من شجيرات القهوة ولونها الكرزي على الأغصان إلى حبات بُنها الخضراء، في رحلة تخيلية مسرحية ممتزجة بالواقع لموطن القهوة ونشأتها وتاريخ العالم فيها وهي تجوب الأزمنة والبلدان لتستوطن فيها وتنثر سحرها ..
.
"البقاء لله، الفناء للسلاطين، المجد للقهوة".
.
عبدالكريم الشطي حكاء مبدع ومبهر وآسر .. 🤍
October 30, 2025
كتاب سفر القهوة يحمل معلومات قيّمة حول ثقافة القهوة وتاريخها، ويظهر جهد المؤلف في البحث والاطلاع.
لكن الأسلوب الذي كُتب به الكتاب أفقده الكثير من قيمته المعرفية؛ إذ يغلب عليه التكلف في العبارات، والمبالغة الدرامية، واللغة المصطنعة التي تشتّت القارئ عن المضمون الحقيقي.
عبدالكريم الشطي يملك معرفة واسعة في عالم القهوة، لكنه – للأسف – اختار أسلوبًا أدبيًا مبالغًا فيه جعل النص أقرب إلى استعراض لغوي منه إلى عمل ثقافي متوازن.
لكن الأسلوب الذي كُتب به الكتاب أفقده الكثير من قيمته المعرفية؛ إذ يغلب عليه التكلف في العبارات، والمبالغة الدرامية، واللغة المصطنعة التي تشتّت القارئ عن المضمون الحقيقي.
عبدالكريم الشطي يملك معرفة واسعة في عالم القهوة، لكنه – للأسف – اختار أسلوبًا أدبيًا مبالغًا فيه جعل النص أقرب إلى استعراض لغوي منه إلى عمل ثقافي متوازن.
August 30, 2023
ولدت القهوة في اليمن لتروي لنا، وعلى لسانها أول إعداد لها، وتنقلها من عدن مرورا بالحجاز، وانتشارها في العالم بأكمله. هذه القهوة ذات التركيبة المعقدة التي عجز المزارع عن فهم تركيبتها وعناصرها، تأخذنا في رحلة تاريخية حول مقاهي العالم ببساطتها وفخامتها وتنويرها وتخصصيتها، جولة تاريخية منذ ٥٠٠ سنة، وحتى وقتنا الحالي.
September 30, 2023
كتاب عميق ينم عن عقليه باحثه قارئه… اعجبتني فكرته بسر حبه البن لتاريخها علي مر العصور والذي يحكي لنا تاريخ البشريه وطبيعتهم … لغه عربيه جميله نفتقرها في هذا الزمن . … اتمني ترجمه هذا الكتاب الي لغات جمه لتعم الفائده وجمال الكلمه ربوع العالم….. لوكان لي لقيمت الكتاب باكثر من خمسة نجوم…. فشكرا لقلمك ايها الكاتب الجليل
October 21, 2024
جهد جبار في كتابة التي أستطيع أن أسميها موسوعة القهوة المصغرة
أنا التي لا أفضل القهوة ولا أشربها الا قليلا ( زاد حبي للقهوة العربية بعد القراءة )
سرد الكاتب ولغته في كل فصل تناسبت مع قصة القهوة في كل دولة
في اليمن تجد اللغة الرشيقة العريقة والعربية .. وفي امريكا لغة كلها ارقام كنا رأسمالية امريكا ووحشيتها
شكرًا للكاتب عبدالكريم الشطي على جهدك ونقله لرحلته الفريدة لنا
أنا التي لا أفضل القهوة ولا أشربها الا قليلا ( زاد حبي للقهوة العربية بعد القراءة )
سرد الكاتب ولغته في كل فصل تناسبت مع قصة القهوة في كل دولة
في اليمن تجد اللغة الرشيقة العريقة والعربية .. وفي امريكا لغة كلها ارقام كنا رأسمالية امريكا ووحشيتها
شكرًا للكاتب عبدالكريم الشطي على جهدك ونقله لرحلته الفريدة لنا
July 19, 2025
كتاب تفوح من كل صفحة منه رائحة القهوة ، رواية مليئة بالحقائق و البحث والشكر للكاتب على هذا المجهود الجبار والمساهمة في انتشار الوعي بين الناس عن الشركات الكبيرة(الوحوش) وجشعهم وطمعهم، عن نفسي تعرفت أكثر على مفهوم التجارة العادلة (fair trade) وقررت ان شاء الله انني استهلك القهوة القائمة على التجارة العادلة ومقاطعة ستاربكس و نستله.
Displaying 1 - 30 of 42 reviews