إن كتاب الكفاية في الهداية لنور الدين الصابوني يعتبر كتابًا قيمًا في التراث الماتريدي عامةً ومرجعًا من المراجع الأساسية للمذهب الماتريدي خصوصًا بعد كتاب التوحيد لمؤسس المذهب أبي منصور الماتريدي وتبصرة الأدلة لأبي المعين النسفي. ويعني ذلك أن الكفاية في الهداية يعتبر المصدر الثالث للمدرسة الماتريدية بعد الكتابين المذكورين.
كانت رحلة ممتعة مع أول كتاب أقرأه للمدرسة الماتريدية في علم الكلام .. وما ازددت إلا يقينًا بصدق وصوابية منهج أهل السنة والجماعة سواء من الأشاعرة أو الماتريدية .. وأنهم فقط من استطاعوا أن يُحْكِموا أصولهم الكلامية بمنتهى الدقة بوضع كل مسألة في موضعها الصحيح وإن اختلفت المدرستين في بعض الفروع .. وازددت يقينًا بإن هذا الإحكام في المنهج ما هو إلا محض كرامة وتوفيق من الله عز وجل لهم على تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله .. فوالله ما وجدت أحرص منهم على التمسك بنصوص الشرع .. ففي هذا الكتاب تجد الإمام الصابوني يبدأ بسرد أدلته من نصوص الشرع أولًا ثم يعقبها بالأدلة العقلية فرضي الله عن الإمام الصابوني ورضي الله عن إمامي أهل السنة أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي ورضي الله عن سائر أئمة وأعلام أهل السنة