يتحدث الكتاب عن كارثة مفاعل تشرنوبيل الذري التي وقعت في بيلاروسيا عام 1986 يوم 26 أبريل. ويتناول الكتاب شهادات مختلفة لمن عاشوا أحداث الكارثة ، وكيف تعاملت الحكومة والناس أثناء وقوع الكارثة. ويعرض لنا الكتاب نسبة الجهل بما وقع من الجميع ،وثقافة الإنسان البيلاروسي الذي عانى من ويلات الحروب والكوارث. ولكن عدوِّهِ مُختلف هذه المرة لم يظهر بالمدافع والمدرعات كانَ يتجوَّل صامتاً لايُرى كما الأشباح. قامت الكاتبة سفيتلانا بإجراء مقابلات مع 500 ناجي وناجية من الكارثة ومن تم تكليفهم بدفن وجه الأرض الملوث وإطلاق النار على كل الحيوانات بالمنطقة.
وكتبت سفيتلانا:"يقف الإنسان عاجزاً أمام التكنولوجيا التي اخترعها بنفسه، وفي مقدمتها تكنولوجيا الطاقة الذرية. إنَّ إصرارنا على المضي قُدماً في هذا الطريق لايعني شوى أننا مُصرين على الانتحار ، ولا يجب أن يقتصر التفكير في هذا الأمر على الدول الأوروبية وحدها ، إنما يجب أن ينشغل به العالم أجمع ، في أمريكا اللاتينية ،جنوب افريقيا ؛لازالوا يؤمنون بالطاقة الذرية كما فعلنا نحن منذ ثلاثين-أربعين سنة ماضية. لكننا فهمنا أنه لايمكن الفصل بين الذرة العسكرية والذرة السلمية، لافرق بينها كلها شيء واحد. يراودني الأمل أن يفهم الجميع هذا؛ فأنا أرى أن اكبر تهديد للإنسان هو الإنسان نفسه. .. *بالنسبة لي الترجمة عليها الكثير من الملاحظات:)!.
هذا الكتاب يسرد قصص متفرقه للاشخاص الذين تأثروا بحادث تشرنوبل سواء بشكل مباشر (شخصي) او غير مباشر (اقارب الضحايا) قصص متفرقه لمختلف اصناف البشر اختلفوا في مشاربهم ولكن اجتمعوا في الكارثة . الحقيقة ان اختلاف القصص يسبب ثقلا ليس من السهل التغلب عليه لتكمل القراءه ولكن مع الوقت تبدأ ان تستشعر معاناة الاشخاص و تستأنس وجودهم و كأنهم احياء امامك. لا ادري كم الصعوبة التي واجهتها الكاتبة لكي تجمع كل هذه القصص بهذه المشاعر و تنسيقها بهذا الشكل ولكن لا اظنها كانت مهم سهله. ولكن بشكل شخصي انا اجد نفسي في مثلا هذا النوع من السرد الذي يكون علي لسان اصحاب الحدث .