هذا الكتاب يحكى عن نجيب محفوظ الإنسان والأديب، إذ يروي المؤلف مئات اللقاءات الممتدة عبر ثلاثين عامّا من صحبة نجيب محفوظ وصحبة رواد ندوته وصحبة كلماته وتأملاته وضحكته الصافية وتفاصيل حياته البسيطة
ثلاثون عاما في صحبة نجيب محفوظ دكتور محمود الشنواني الطبعة الثانية 2019 (الطبعة الأولي 2018 ) 154 صفحة – صفصافة للنشر والتوزيع - الثمن 60 جنيه عن المؤلف : دكتور محمود الشنواني ،طبيب متخصص في طب الأطفال ، تخرج من كلية طب القصر العيني في عام 1981 ،عاش في مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر ، أتاحت له تلك النشأة أن يمارس هوايته الأولي وهي القراءة ، لأن الأرسال التليفزيوني لم يكن يصل الي هناك في ذلك الوقت،وعندما التحق بجامعة القاهرة لدراسة الطب في القصر العيني ، تصادف أن التقي بالأديب نجيب محفوظ مصادفة وقام بتحيته وأبلغه أنه من قرائه وأبدي أعجابه بكتاباته ، وكان ذلك أمام مقهي ريش الشهير ، فدعاه نجيب محفوظ لحضور ندوته الأسبوعية ، الأمر الذي أسعد الشاب محمود وقته وعلق قائلا أنه سار في طريقه وكأنه يعانق السماء ، وبدأت من يومها علاقة خاصة وتحول الي أحد أحباء ومريدي نجيب محفوظ . ويتحدث في كتابه عن أي نفس ودودة مُحبة للبشروالحياة ، تلك نفس نجيب محفوظ ولا غرو أن يكون أحباؤه ومريديه كُثر.يتحدث في تسجيله لهذه الصحبة عن الوجه الأنساني لنجيب محفوظ ويرصد الكثير من صفات الأستاذ نجيب محفوظ الشخصية وأهمها الدقة والألتزام البالغ والمسافة التي وضعها مع غيره كشخصية عامة وبين عالم عائلته وبيته الذي لم يدخله أحد الا بعد لحظة أعلان فوزه بنوبل في أكتوبر 1988 ، عبر ثلاثين عاما من صحبة نجيب محفوظ ، ننتقل بين مئات من اللقاءات المختلفة بين رواد ندواته ، وتأملاته وضحكته الصافية ومناقشاته وعلاقاته بأصدقائه ، وبالرغم من قدرات الشنواني وتمكنه من الحكي واللغة ، فأنه يُنحي ذاته جانبا ويجعل كتابه يدور حول محور واحد هو (نجيب محفوظ ) وحين يتحدث عن رواد ندوة الأستاذ نجيب محفوظ الأسبوعية سواء في مقهي ريش أو كازينو قصر النيل أو فندق شبرد ، فهو يتحدث عنهم من ناحية علاقتهم بنجيب محفوظ . عمرو أبوثُريا
الكتاب العظيم ده مهما اتكلم مش هوفيه حقه ،حقيقي كتاب في غاية الروعة والابداع والتميز والتفرد من دكتورنا العظيم الذي ابدع في ان يأخذك بكتابه عبر الزمن وكاننا نجالس استاذنا العبقري نجيب محفوظ في ندواته علاوةً علي ذلك الأسلوب الرائع والتشبيهات البديعة المتفردة 👏🏻👏🏻👏🏻💙 😃
كتاب جميل جدا، عشت معاه لقاءات نجيب محفوظ، هو مش كتاب بيقول ايه اللي كان بيحصل بالظبط في الندوات واللقاءات، لكن الكاتب بيقدر يحسسك بانك شايف الاحداث اللي بتتحكي، انا بحب نجيب محفوظ، يعتبر هو سبب اني بدأت اقرأ، وحبيت القراءة بعد ما كنت علاقتي بالقراءة هي المذاكرة، والصحف والمجلات الرياضية، دكتور محمود بيحب نجيب بإخلاص، بتشوف معاه نجيب محفوظ بعين مختلفة، مش عين قارئ او صديق، لا بعين محب وتلميذ، بخليك تعرف قد ايه نجيب محفوظ جميل ومتواضع وبسيط، ميزعلش حد، مسالم جدا جدا، كل معاركة وافكاره بيحطها قي قالب ادبي ويكتبها في اعماله، قد ايه الانسان ده مكنش عنده اي حب للمعارك او الظهور او حتى بعض الزهو بعد حصوله على ارفع جائزة في العالم في الادب، وقد ايه الانسان العظيم ده كان بيحب بلده والناس اللي فيها ومهتم بيهم وبحالهم، اكتر من اكبر الزعماء والمناضلين اللي مش بيبطلوا الكلام عن اهتمامهم بالشعب، وفي الاخر احب اشكر دكتور محمود على الكتاب العظيم ده، وهتتبع بعض الاسماء اللي ذكرها، لان واضح ان مريدي نجيب محفوظ في منهم ناس عباقرة في الظل .
قرأت الكثير عن نجيب محفوظ سواء في مجال الإبداع والنقد الأدبي أو فى إنسانيته الفريدة وشخصيته الذهبية الاستثنائية. الأستاذ نجيب محفوظ الذي يشعرك بأن "الدنيا مش مستاهلة" ويؤكد لك "أن العالم يفسح الطريق لمن يعرف إلى أين هو ذاهب" وكل ذلك دون مباشرة في الحديث أو بنبرة العارف الحكيم، فوحدك تدركه وتلامسه بداخله وفي أفعاله.
يتميز كتاب دكتور محمود الشنواني بأنه حديث الصديق عن صديقه مرتكزا على ذاكرة – هى الأخرى سعيدة بالتجربة وتسعفه بما يحب أن يكتب. لم يعتمد دكتور محمود على خبرة الكاتب المبدع، ولا على فصاحة قلمه وقوة تعابيره، أو على قراءته - كل أو جُل- إبداع الأستاذ نجيب محفوظ؛ وإنما ارتكز على شعور المحب والمُريد الصادق. من أولى كلمات الكتاب تلمس فرحة اللقاء وذهول المحب من بساطة لقاء محبوبه. معقول؟!
في كل الكتب التي قرأتها - حتى الآن – عن النجيب لم يُشر فيها إلى أعضاء ندوات أو لقاءات نجيب محفوظ الأسبوعية وهذه نقطة تفرد للكتاب لا ينافسه فيه الكثير مما كُتب عن الأستاذ. ربما هناك القليل جدا مما كُتب عن تلك اللقاءات ولكن لم أحظَ بقراءتها حتى الآن. ولا يمكن أن ننسى جمال أسلوب الكتابة وبراعة اختيار الألفاظ وانتقاء مواقف محفوظية لها مدولات عديدة وتؤكد للقارئ استثنائية التجرية المحفوظية. فعلى سبيل المثال: قرار الأستاذ نجيب محفوظ وهو في شبابه بتكريس حياته للأدب ورفض كل ما يخرجه عن مساره؛ مثلما رفض بعثة السفر لفرنسا. وكذلك موقف أخو عايدة وتنهيدة الأستاذ العظيمة التي يؤكد بها ما كتب في "قشتمر" "ينطوي التاريخ بما يحمل.. ويبقى الحب جديد إلى الأبد" الله. وكذلك محبة الأستاذ بنداء الصديق له "يا نجيب" بعيدة عن زخرفة الألقاب وخواء الحروف التي لا تحمل من المودة والألفة شيئا. ويُعلق دكتور محمود "أحسب أن الأستاذ كان يطرب لهذا النداء"
ثم جاءت لحظة الوداع المنوه عنها بمواقف متتالية وأمراض متعاقبة.. ويحزننا دكتور محمود بوصفه الدقيق والنابض بموت الأستاذ. يا الله! وكأني لم أعرف من قبل بأن نجيب محفوظ قد مات. تتكاثف المشاعر على القلب بشكل مضني وتجد القلب حزن شفيف حاد كطرف الورقة يجرحك في يسر غريب.
يختتم دكتور محمود الكتاب بفصل في غاية الإبداع وهو "عبق الحياة المحفوظية" ما هذا الجمال؟ يسير بنا الكتاب وصاحبه في دهاليز حارات وعطوف قصص نجيب محفوظ. نسير جنبا إلى جنب مع الدكتور في متحف نجيب محفوظ وكذلك في شارع المعز نرى سي السيد وتقع أعيننا على أصناف البضائع التي أتلفها الهوى. ثمّ يشير دكتور محمود إلى بعيد صائحا: "عباس الحلو بيجري وراء زهرة" فننظر إليهما في مشاعر متضاربة حتى يغيبا عن نظرنا. وهاهو "ياسين" المسكين تجننه بنات اليومين دول ببناطيل جينز ضيقة وفتحات صدر مذهلة وقباب تحتها آلاف الشيوخ.
رحلة عظيمة احتاجت لأكثر من ثلاثين عاما التي في صحبة العظيم نجيب محفوظ لتخرج لنا بهذا الشكل الحقيقي والصادق والفريد. شكرا لك يا صديقي على هذا الكتاب البديع وشكرا للحياة أن جلعتني أناديك الآن بصديقي.
ثلاثون عاما في صحبة نجيب محفوظ للأديب الدكتور محمود الشنواني
أكتب هذه الأيام على الفيس بوك مقتطفات عن حوار لي مع نجيب محفوظ ينصحني فيه ومن حولي ..جعل البعض يسألني هل هي واقع وهل بالفعل كان لي مع نجيب محفوظ سويعات؟؟
ولا أعلم لم اخترته دونا عن كل المبدعين؟ هل لأنه مات ورحل عن دنيانا؟ هل لعمق نظرته الحياتية أم لغزارة كتاباته ؟ لا أدري ولكنني حينما قرأت ثلاثون عاما في صحبة نجيب محفوظ تأكدت من صحة اختياري له فقمت باقتباس لمحات منه لمقتطفاتي..
كتاب مفعم بالذكريات .. تخلله الكاتب بمقاطع من كتب نجيب محفوظ أثارت فيه دهشة الشاب الصغير لبلاغتها وقوتها وسحرها..
استهل نجيب سيرة الحرافيش بمقولة "في ظلمة الفجر العاشقة،في الممر العابر بين الموت والحياة على مرأى من النجوم الساهرة، على مسمع من الأناشيد البهيجة الغامضة،طرحت مناجاة متجسدة للمعاناة والمسرات الموعودة لحارتنا" التي يعدها د محمود : "درة الأدب العربي ودرة الأدب على الأطلاق"
ويقول الكاتب :"أقرأ وأعيد الكتابة ، أي سحر هذا؟"
وأنا كما الكاتب كنت قد قرأت روائع نجيب في مراهقتي وأظن أنه حان الوقت لإعادة قراءتها لتصوغ وتشكل كتاباتي ..
وللكاتب وجهة نظر تبنتها والدتي معنا منذ الصغر هي أن نقرأ العمل الأدبي ولا نشاهده في السينما وبالفعل هذا أفضل كثيرا فالعمل السينمائي في نظري يتلف العمل ..
وفي المذكرات يقول الكاتب عن نجيب محفوظ مقولة اعتبرها نصيحة لكل مبدع ومبدعه إذ يقول "أنه تمكن من إقامة بنائه الفكري وما كتبه من خلال القراءة ، وأن مثابرته على القراءة الممنهجة المنتظمة في كل فروع المعرفة حتى تتكامل رؤيته وحتى تكون قاعدة البناء الذي يقيم عليه عالمه الأدبي راسخة وعميقة"
وبعد موت نجيب محفوظ يقول الكاتب
أشفقت على نفسي أن يذهبا ويتركاني وحيدا-نجيب محفوظ والشيخ عبد ربه التائه- فناديتهما، ومددت يدي من جديد أحاول أن أتشبث بوجودهما. لكتهما كانا يبتعدان.لوح لي الأستاذ بذراعه وقال لي : "نحن صاعدان إلى دار الجبل" وبعد أن سارا بضعة خطوات التفت مرة أخرى وقال لي : "كما تحب تكون، فكن ممن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة، ولا تجعل باب الكهف يغيب عن ناطريك" "وسننتظرك في دار الجبل" غابا عن نظري
شكرا للكاتب على كل الذكريات والحكايات والحديث الشيق عن الروايات ..
الكتاب خفيف ��م تستطيع إنهاءه في جلسات. حاول الدكتور محمد بأن يطيل في الكتاب ولكنه انعكس على الكتاب بالتكرار حتى وصلت للملل في بعض المواقف والصفحات. توقعت من الكتاب أعمق مما وجدته فيه خصوصا أنها زبدة ثلاثين عاماً! ولكن من الممكن اختصار الكتاب بلا إخلال فيف على كل حال.