نبذة الناشر: ظاهرياً، يبدو فيتغنشتاين وهايدغر من عالمين منفصلين: فقد عمل كل منهما في تقاليد فلسفية مختلفة، وكانا في الغالب يجهل أحدهما عمل الآخر. ومع ذلك، فإنّ كتابيّ التحقيقات الفلسفية لفيتغنشتاين والكينونة والزمان لهايدغر يشتركان في عدد من أوجه التشابه المذهلة. من هنا، يجادل هذا الكتاب، على نحو خاص، بأنّ كِلا الفيلسوفين يُظهر انشغالاً مماثلاً بالأصالة. يطوِّر هذا الكتاب هذه الحجة على ثلاث مراحل. يستكشف القسم الأول التركيز الذي يضعه كِلا الفيلسوفين على اليومي، وكيف أنّ هذا التركيز يستقدم معه تركيزًا منهجيًا على استعادة ما نعرفه مسبقاً بدلاً من تطوير أطروحات جديدة. يجادل القسم الثاني بأنّ ديناميكية الأصالة وعدم الأصالة في الكينونة والزمان تجد ما يضاهيها في التحقيقات الفلسفية. هنا يُعبِّر إيغان على نحو خاص عن تصورٍ للأصالة عند فيتغنشتاين يؤكد على الاستجابة والمعاملة بالمثل في اللَّعِب ويدافع عنه. ينظر القسم الثالث في كيفية تطبيق تصوريّ الأصالة لكلا الفيلسوفين بشكل انعكاسي على عمليهما: إذ كل منهما لا يهتم فقط بمسألة ماذا يعني الوجود على نحو أصيل بل كذلك بمسألة ماذا تعني ممارسة الفلسفة على نحو أصيل. بالنسبة إلى كلا الفيلسوفين، ترتبط إشكالية الأصالة ارتباطًا وثيقًا بسؤال المنهج الفلسفي.
لعلَّ من أبرز سمات منهج فيتغنشتاين المتأخر في مسعاه إلى إبراز أمر ما دون الوقوع في الميتافيزيقيا استعماله أسلوب المقارنات بين الشيء وشبيهه لتسليط الضوء على ما قد يكون أمامنا لكن لا نراه، من هنا تأتي فائدة هذا النوع من الكتب المقارنة التي تساعدنا على التمكّن أكثر من ضبط مفاهيم المفكِّر من خلال إنزالها إلى حلبة صراع، إن جاز التعبير، أمام مفاهيم هي بقوتها أو تتفوق عليها. هناك قدر من المعلومات قد لا يبرز إلا بهذه الطريقة، من هنا جاء حرصنا على ترجمة هذا الكتاب والكتاب الذي سبقه “فيتغنشتاين وميرلوبونتي، تحقيق في جليل أوجه الشبه والاختلاف ودقيقها بينهما” لـ كومارين رومدين-روملك.
بأسلوب فلسفي بحت، يطرح هذا الكتاب أفكار عميقة نحو كينونة الحقيقة والوجود، ويتجاوز الكتاب حدود التفكير التقليدي حتى يكشف الطبيعة البشرية وصيرورة الحياة بدءً من الأصالة، فنبحث عن الأصالة في حياتنا وعن المعنى العميق للوجود. يناقش قضايا معقدة بأسلوب بسيط يُجبرنا بها على التفكير النقدي والتساؤل عن الدازاين الحقيقي
متعارف عن كل من فيتغنشتاين وهايدغر انهم منشغلين جدًا بالأصالة بطريقتهم الخاصة وفلسفتهم الخاصة، وبدون تأثير واحد منهم على الآخر، إلا أن هذا الكتاب اثبت تقاطع افكارهم المذهلة لذات الفكرة والمعنى.. هذا الكتاب يجادل حجج كل منهما في فلسفة الأصالة، الكينونة والزمان، والدازاين على ثلاث اقسام: القسم الأول تخصّ تركيز فيتغن وهايدغر على اليومـي واستعادة المعرفة المسبقة بدلاً من تطوير أفكار جديدة والضياع فيها والسقوط في الميتافيزيقي منها. القسم الثاني إلى وجود تشابه في ديناميكية وصيرورة الأصالة في الكينونة والزمان وفي التحقيقات الفلسفية. وآخر قسم يخصّ تطبيق تصورات الأصالة هذه لكل فيلسوف على أعمالهم، وكل واحد يهتم بممارسة الفلسفة بطريقة أصيلة بجانب معنى الوجود الأصيل بطريقته الخاصة
باختصار، هو عمل فلسفي شامل يأخذنا في رحلة من الأصالة إلى الحقيقة، ومن التساؤلات إلى الإجابات المحتملة. يستحق القراءة والتأمل؛ قد يغير منظورنا نحو فهم ذاتنا، الحياة، والعالم الأصيل من حولنا