يستدرجنا أزهر جرجيس لتعقب حياة مصور فوتوغرافي مغمور، حلمه العيش بسلام والموت بلا ضجيج. كمال، المصور الذي يحمل كاميرته ويجوب الأسواق والأزقة العتيقة مؤرخًا حياة الناس والمدينة، يجد نفسه ذات يوم متورطًا مع عصابة مسلحة، الأمر الذي يثير في قلبه الفزع ويقلب حياته رأسًا على عقب. تسير الأحداث وتتصاعد بطريقة دراماتيكية ويحضر السلاح الكاتم محاولًا، كما هو شأنه، وضع نهاية منطقية لرحلة المغلوب على أمرهم. إنها رحلة العذابات والسعادات التي تبدأ بالعثور على حجر صغير بين الحشائش في بستان الجن بالموصل، ثم الوقوف عند جسر الشهداء ببغداد حيث ذبول وجه دجلة وذكرى الغرق. رواية آسرة تفتق جرح الذكريات وتخيط بالتهكم مرارة الأسى، وفق جماليات منضبطة تنأى عن الإسفاف والحشو الزائد.
قرأت معظم كتب أزهر جرجيس و دايماً بعد الإنتهاء من أي كتاب له بكون محتارة أقييمه ب ٤ نجوم و لا ٥ بس هنا في حجر السعادة ولأول مرة أكون محتارة أقييمه بنجمتين ولا ٣!
تدور أحداث الرواية حول كمال توما الطفل الذي هرب من أهله بسبب قسوة أبيه السكير وعاش مشرداً في الشوارع لفترة من الزمن إلي أن تعرف علي خليل المصور الفوتغرافي الذي سيساعده و يعلمه أصول المهنة و يعيش معه حياة كريمة... يلقي الكاتب الضوء -خصوصاً بعد النصف الثاني من الرواية -علي ظهور الميليشيات المختلفة في العراق و إنتشار العنف والدمار في البلاد حتي كمال توما الرجل المسالم وجد نفسه متورطاً مع أحدي العصابات المسلحة...
لغة الكاتب جميلة جداً و إسلوبه مشوق و إستطاع الكاتب أنه بخليني أسيب كل حاجة و أخلص الرواية في يوم واحد علي الرغم إنها ٣٢٠ صفحة...
يعيب الرواية إن فيها حبكات كتير غير مقنعة مثل عدم محاولة كمال أن يري أهله ولو مرة واحدة ،ظهور أخته المفاجئ بطريقة غريبة،التحول غير المفهوم في شخصية نادية حبيبة كمال وتحس إن الرواية كانت واخدة في الأول طريق أطفال الشوارع بكل مشاكلهم -و الجزء دة كان فعلاً مميز ومختلف عن معظم كتابات الكاتب السابقة- ثم بعد كدة بدأت الرواية تاخد منعطف تاني خالص.. مش بقول انهم مش مرتبطين ببعض بس حسيت إني بقرأ روايتين و إندمجوا ببعض بطريقة معجبتنيش أوي وطبعاً دة كله من وجهة نظري الشخصية و ممكن عادي أكون غلطانة..
علي الرغم من بعض العيوب إلا إنها رواية سلسة و ممتعة جداً في قراءتها و قلم الكاتب فعلاً من الأقلام اللي بحبها وحتي لو الرواية هنا معجبتنيش أوي لكن حفضل دايماً في إنتظار قراءة أي عمل جديد له:)
القراءة الثالثة عشر ضمن قائمة الكتب التي ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربيّة 2023م.
"حجر السعادة" | تميمة النجاة التي يحلم بها العراقيّون.
أزهر جرجيس يحكي عن المجتمع العراقي الذي يتوق للحياة ، لكنه مازال عاجزاً أمام التنمّر الذي حدث له ومازال يحدث.
يحكي ما فعلته سنين الحرب بالعراق والعراقييّن حيث مازال الأقوياء يتنمّرون على الضعفاء ، يتساءل كيف لبلد يحمل كل هذا الخير في باطن أرضه وعلى ظهرها ، يحمل ثروة إنسانيّة من الحضارات العريقة والثقافات والأديان والطوائف ، أن يُستضعف بهذا الشكل ، وأن يصبح لقمة سائغة يتناوشها الأقوياء.
"كمال توما" الطفل الصغير ابن الموصل الذي شقيَ وهو يرجو زوجة أبيه أن تمنحه قطعة من حلوى "الزلابية" التي كانت تمنحها لأخيه من أبيه ، وتخدره هو ببعض الحلوى الرخيصة ، حتى ضاق ذرعاً وسرق "الزلابية" ووضعها في جيبه وعاد بها الى سطح منزلهم بعد عناء طويل ، وتناولها وقد ذابت وامتلئت بالغبار والخيطان في جيب بنطاله.
كان عقابه شديداً ، وشت به زوجة الأب الى أبيه الذي كان يضربه دائماً بسبب وشاياتها ، فأصبح يتلعّثم وترافقه التأتأة في كلامه بسبب هذا الضرب ، مما جعله عرضة للتنمّر في المدرسة والمجتمع وبين الأصدقاء.
كمال الذي كان يحب أخيه "ريمون" من أبيه ، تعرض لموقف قلب حياته رأساً على عقب ، حين تعرض للتنمّر من مجموعة أولاد حاول أخوه من أبيه التدخل للدفاع عنه فسقط في النهر ومات غرقاً ، فما كان من زوجة الأب إلا أن تتهمه بإغراق أبنها ، فهرب خوفاً من الموصل الى بغداد ولم يعد لها بعد ذلك أبداً.
تؤرّخ أحداث الرواية معاناة العراقييّن منذ العام 1962م - 2018م ، كمال الذي هرب واختبأ في بستان الجن بعد حادثة الغرق ، وجد حجراً صغيراً التقطه قبل أن يصعد متخفياً إلى شاحنة أقلّته الى بغداد ، لتبدأ حكايته مع الفقر ، والخوف ، والجوع ، والتشرّد ، حتى يتعرف الى مصوّر يضعه أمام قدره ليصبح مصوراً أيضاً ، يجول بكاميرته الأحياء والأزقة والأسواق يؤرخ بصوره حياة الناس والمدينة ، ومع تعاظم السنين واستمرار الأحداث ، التي تضع البلاد في حضن الميليشيات التي تحول حياته الى غيمة سوداء لآ ضياء بعدها ، حتى يموت.
رواية تتأرّجح بين الكوميديا السوداء ، والسخرية المُبكية ، والتوثيق التاريخي ، حلُمَ فيها كاتبها بخلاص العراق من هشاشته ، دون أن يمضغ العراقييّن حجر السعادة الوهمي الذي ينقلهم من حضن الحرب ، إلى حضن الاحتلال ، إلى حضن الإرهاب والمليشيات ، أسأل الله أن يكون الحضن الأخير للعراق حضن الحرّية والإستقلال ، لتعود بغداد العظيمة كما كانت.
لولا الفحش الزائد عن الحد في اللغة ، وحشوّ بعض الفقرات التي لا تفيد متن الحكاية ولا تؤثر عليه لمنحتها خمسة نجوم.
في روايته الجديدة الصادرة عن دار الرافدين يأتي أزهر جرجيس بقصة مبنية على محورية فردية لطفل تيتّم، تعذّب، تشرّد، تغرّب، فعانى الويلات واستطعم مرّ الحياة وشاهد قرفها قبل ان يبدأ بتلمّس بعض الطمأنينة والإستقرار في الظلّ: ظلّ الحياة او هامشها البعيد. وإذما حاول مرّة ان يقف على قدميه - في وجه احد الزعران الذين يجوبون دولنا سواء أكانوا يحملون مديةً او يتزينون بربطة عنق - كان عقابه شديدًا، فتلك بلاد أصبحت مرتعًا للذلّ والقهر والقتل.
❞ التافهون بحاجة إلى نصر زائف يغطي شعورهم بالنقص.. ❝"
النص مبني بحبكة دائرية تبدأ عام 2018 وتنتهي بذات العام، مع عودةٍ الى البدايات، الطفولة فالمراهقة فالشباب فالكهولة، مع استرجاع في الفصل الثالث والعشرين لتبيين أصول احدى الشخصيات. النصّ بذلك مروي بلسان الضمير الأول عبر شخصية كمال، برؤيته ووجهة نظره لكلّ ما عايش ورأى بعد ان كبر، بمعنى آخر فإن كمال الستيني هو الذي يروي عن ذاته حينما كان صغيرًا ويعلّق على هذه الحياة، ومن هنا يمكن تفسير بعض الجمل التي لا يمكن ان تخطر على بال طفل في العاشرة من عمره.
اللغة سلسة بشكل عام، رغم الأخطاء المطبعية واللغوية، الكوميديا السوداء التي تميّز قلم جرجيس واضحة في الكثير من المشاهد (مؤلمة ومضحكة في آن) لكن ما زعجني كان لغة الحوار التي اتت بالفصحة (95% منها) بينما أعتقد لو كتبت باللهجتين البغدادية والموصولية كانت لتغني النصّ وتمتّنه خصوصًا ان الرواية من صلب الحياة العراقية وغارقة في المحليّة.
الثيمات كانت مميزة في النص، وقد كانت ثنائية التأويل: فحين يبيّن لنا النص قسوة الأب يخلق في نفس الوقت ثيمة قتل الأب (معنويًا) لاحقًا من خلال السرد، وحين يبيّن لنا فساد رجال الدين ووصوليتهم يخلق في نفس الوقت ثيمة قتل السلطة الدينية وكذلك الأمر بالنسبة الى السلطة السياسية. ثم يقون بإعلاء صوت المهمشين (الطفل والأخت ومن ثم الحبيبة). ثيمة التصوير كانت واضحة ايضًا والمفردات المستعملة التقنية كانت في محلها. ثيمة الحب التي وُظفّت بطريقة ان تغلب الإنتقام كانت جيدة جدًا أيضًا.
النصّ ينقسم ذاتيًا الى قسمين، وأعتقد ان القسم الأول ينتهي في الفصل العشرين مع الصورة الأخيرة للعم خليل ويبدأ القسم الثاني الذي نحى المنحى السياسي. القسم الأوّل أشدّ تأثيرًا من القسم الثاني وذلك ربما عائد الى ان الجزء الأوّل غير مطروق كثيرًا في الأدب العراقي بينما الجزء الثاني بميليشياته الطائفية وقرفه السياسي قد أُشبع كتابةً.
ثمّة فجوات زمنية في النص، وذلك واضح ما بين الفصلين 21 و22: فالفصل الواحد والعشرون يدور بين سنتي 1984 و 1985 (إغلاق المتحف بالشمع الأحمر)، بينما يقفز الفصل الثاني والعشرون بنا الى العام 2006 (اجتياح فرسان بغداد لشارع الرشيد). هذه الفجوة خلقت علامات استفهام عن أحداث كل تلك الفترة وكيف عاشتها شخصيات الرواية. بالإضافة الى بعض علامات الإستفهام في موضوع الحبكة وبعض التشبيهات غير المناسبة (كمثل تشبيه شارع الرشيد لشوارع باريس والراوي لم يدعس في باريس في حياته).
بشكلٍ عام رواية جيدة، لكنها أتت أقل من التوقعات خصوصًا بعد الرواية المميزة النوم في حقل الكرز، وبالتأكيد سننتظر العمل القادم لكاتب موهوب مثل أزهر جرجيس.
ملاحظة: ناقشنا الرواية في نادي صنّاع الحرف بحضور الكاتب، وكان نقاشًا غنيًا وممتعًا امتدّ لثلاث ساعات متواصلة.
التجربة الرابعة لي مع "أزهر جرجيس" الكاتب العراقي الذي أصبحت أعشق كتاباته، وأعماله، بعد مجموعتين قصصيتين جيدتين، ورائعته "النوم في حقل الكرز"، نأتي لنضرب موعداً جديداً مع "حجر السعادة"، وبطلها كمال توما.
الرواية يُمكن أن تقسمها إلى جزئين رغم أنهما حكاية واحدة، ولكنك ستشعر أن الحكاية أخذت وتيرة مختلفة بعدما كبر بطلنا، بعد هروبه من أب قاس ظالم، وزوجة والده الملعونة التي تحرمه من كل شيء، وتكيد له المكائد، فعاش "كمال" الطفل في الشوارع، يتنقل من زقاق إلى آخر، يبحث عن لقمة عيش تداوي جوعه، ومسكن يداوي برد جسده، وروحه، فيتخبط في العديد من الأشخاص عديمي الرحمة، من يتخذ الدين عباءة، ومن يتخذ الورع عباءة، ومن يتخذ الوجه الطيب عباءة، خلف شيطان بشري لا يرحم، وكانت أجواء الرواية بائسة إلى الحد الذي يجعلك تتلهف لأن تفهم كيف يُمكن لطفل من أن ينجو من هذا كله؟ وفي الوقت نفسه أنقذه خليل المصور، ليُغير حياته إلى الأفضل، لينتشله من براثن الخوف إلى الأمن والأمان، ويعلمه التصوير، الذي طالما كان "كمال" شغوفاً به منذ أن كان يلتقط الصور بكاميرته الورقية.
"لكني أيقنت فيما بعد بأنه عاشق، وأن ليس من شأن السنين إخماد جمرة الأسى في قلوب العاشقين."
وكأن الحياة لا تُريد لكمال أن يكون سعيداً، رغم أن أسنانه تكاد تتلف من كثرة ما ضغط على حجر السعادة، ولكنه يتعلق بالحب، ونحن نعلم جيداً أن بعض الناس مكتوب على جباههم غير صالحين للحب، وكان كمال منهم، ليتعلق بحب بعيد، لا يستطيع الحصول عليه كقمر، فكانت هذه التجربة مهمة لكمال، الذي أيقن أن ليس كل ما نريد الحصول عليه، نتحصل عليه، وعلى الأخص نوعية البشر الذي هو من طينتها. العاجزين عن أي شيء.
بعد نضوج كمال، تشعر أن الرواية نضجت معه في النصف الثاني، أصبحت الأحداث أكثر عُمقاً، وأصبحت أكثر قتامة وسودواية، فبالطبع ذلك مؤشر لدخول السياسة في الأحداث! ورغم أنه طوال عمره يم��ي بداخل الحائط لا جواره، ولكن من قال أن ذلك كافياً لكي ننجو من تعسف السياسة وحكوماتها ومليشياتها وظلمها؟
شعرت أن الرواية تُصور العراق وتحولاتها، بكاميرا من سرد وكلمات، العديد من الصور تنطبع بالذهن لا تخرج منه بسهولة، لقطات وحيوات، حزن وسعادة، موت وولادة، فراق ولقاء، حب وكره، سياسة ودين، هذه الرواية كانت تحاول أن تنقل العراق وما حدث لها على ورق، وقد وفق الكاتب في ذلك بكل تأكيد. وكالعادة، لا تكتمل أعمال "أزهر" إلا بتلك السخرية المُحببة، هذا الرجل بارع في السخرية السوداء، تُضحكك، وبعدما تُفكر فيها قليلاً تجد أن ذلك الضحك هو ضحك كالبكاء، وأصبحت هذه السمة لأعماله واضحة، بمجرد ما تقرأ سطور هذه الرواية تعرف من كاتبها، فمن سيكتب عن وجع العراق بهذه الدقة إلا "أزهر جرجيس"؟
بلغة عذبة تدخل للقلب بسخريتها و كوميديتها السوداء ، يدخلنا أزهر جرجس إلى عالم حكائي بطريقة فلاش باك زمني (من سنة 2018 إلى 1962 ) مع كمال و حكاياته التي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مسارات : 1/الطفولة و علاقته :بالاب/زوجة الاب/الأخت الشقيقة/نصف شقيقه/أقرانه و هي طفولة مريرة فيها الحزن و الفقد و الاحساس بالضياع. 2/فترة الهروب و التشرد بعد حادثة أخيه : كارثة أطفال الشوارع و الاستغلال الجنسي و النفسي و بشاعة استخدام الدين لتسخيرهم و السيطرة عليهم . 3/فترة الاستقرار بتعرفه على خليل المصور و تبنيه من قبله و إعادة اكتشاف الذات و العالم من خلال عدسة الكاميرا و انشاء شبكة علاقات اجتماعية و عاطفية و رصد التغيرات التي عرفها العراق . هذه المسارات قدمت عبر شبكات من العلاقات الانسانية كان كمال هو محورها حيث أخذت كل شخصية دورها الذي رسم لها حسب الفترة الزمنية التي غطتها أحداث الرواية لتختفي بعد انتهائها فلا نجد لها أثرا في باقي الأحداث . السؤال المطروح الان هو أين حجر السعادة ؟ هو حجر وجده كمال في طفولته و قاسمه مره ليكون تميمة حماية و قوة و رمزا للاستمرارية و الأمل.
يا مرحبا بالعراق هذه المرة، مع أن القصة لا تختلط في صميم نسيجها بالعراق أحداثا ووقائع، بل يمكن ان تحدث في عديد من بلاد الوطن العربي، ولكنها تضفي بعضا من الضوء على عراق صدام وماقبله ومابعده.
نقابل في هذا الكتاب 'كمال' الذي نشأ في بيت ينقصه حنان وحضن الأم والأب مع ان الأم بس هي التي كانت متوفية، ولكن الأب كان له تأثير سلبي على حياته، فهو تركه فريسة لزوجة أب لا ترحم، وزاد الطين بلة بقسوته المبالغ فيها سواء داخل البيت أو على مرأى ومسمع من الكل. فكان من الطبيعي لهذه الروح البريئة أن تكون ضحية للتنمر بعد أن محى أباه كل قيمة له في نظر الناس بدلا من أن يكون صخرته التي يلجأ اليها.
كمال كان يتحمل المعاناة وحيدا، ولكن عندما تعرض للاهانه امام عيون أخيه 'ريمون' لم يستطع الخنوع وقرر أن يدافع عن نفسه في لحظة تحول مصيريه كانت ستنقذه من مستنقع الخنوع، ولكن ينتهي الموقف بموت ريمون غريقا. موت ريمون كان سببا في تحول هذه اللحظة من فرصة نجاة الى حبس انفرادي في سجن الخنوع ليظل كامل مختوما بختم المواطن الداجن الي يسير جنب الحائط، وكان أول قرار لهذه الشخصية التي تثبتت في هذا اليوم هو الهروب من بيته وبلدته الى بغداد، ليتلطم مع امواج الحياة. كان من الطبيعي لشخصية كمال أن تكون المهنة المناسبة له هي التصوير، فمن خلف العدسة استطاع أن يؤدي دور المراقب للاحداث، المسجل لها بدون مشاركة ايجابية أو فعل مؤثر، ظل كمال في حياته الداجنة مع تقلبات احوال البلاد والعباد من حوله، لكن طبعا لا بد من حدث يقحمه في صدارة الموقف ليكون أمام امتحان نهائي وفرصة أخيرة للخروج من سجن السلبية الذي قضى فيه حياته كلها... طبعا النهاية التجارية المتوقعة انه يتحدى نفسه وينجح في الاختبار، لكن من جمال القصة ان تكون نهايتها غير متوقعة، وهذا ما حدث مع كمال، فالنهاية التي حدثت ليست المتوقعة ولكنها النهاية الأصح من ناحية المنطق، فمن شب على شيئ شاب عليه، وبالتالي كان طبيعي ان عقله الباطن يتحرك في النهاية ليختار له تفويت فرصة الانتقام.
يمكن الفكرة اللي طرحها الكتاب هو دور المجتمع، والبيت قبله في تشكيل شخصية الانسان وهو في سنين عمره الأولى، فالطفل يكون صورة لنفسه في البداية من بيته وتعامل أسرته معاه اللي بيشكل شخصيته بتقوية أو محو نواحي معينة فيها، يأخذ الطفل هذه الصورة ليخرج بها من المنزل ويستكمل رسمها من خلال تعاملاته مع أقرانه ومعلميه، وكلما كانت المؤثرات الخارجية سواء داخل أو خارج المنزل متفقة معا على توجه واحد كان تأثيرها بتركيز أكبر ليغلب التطبع الطبع ويصير هو الأصل، فكمال اتحدت عليه المؤثرات كلها لخلق شخص سلبي، خنوع، وحيد ومنبوذ، فكان لابد ان يصير كذلك.
عشرة أسباب تجعل من #حجر_السعادة تستحقّ الفوز بالبوكر:
١ الرواية متمرّدة لا تقع في كليشيه تقديس القديم وشيطنة الجديد (أو العكس)، بل "بتقول للأعور أعور بعينو". ٢ رواية انسانية أولًا وعراقيّة ثانيًا ونحن بحاجة لهاتين السرديّتَين في الأدب العربي والعالمي. ٣ ما من كلمة زائدة أو ناقصة في الرواية من أولها لآخرها. ٤ تتّبع الرواية خط سرد حياة البطل كاملةً، نراه طفلًا وشابًا وكهلًا، الأمر الذي يتيح لشخصيّته وفكره وعالمه التطوّر بشكل أوسع وأصدق وأمتع. ٥ يترفّع الكاتب عن اللغة الدراميّة الرخيصة، ويقدّم شخصيّات واقعية تتماهى مع القارئ وتحترم عقله ومشاعره دون استفزاز تافه للحنق أو استجداءٍ هوليوودي للدموع. ٦ تقسيم الرواية لأجزاء صغيرة يريح القارئ ويتيح له التقاط أفكاره قبل الولوج في فصل جديد. ٧ اللغة سلسة و "دون فزلكات" أو استعراض للعضلات اللغوية. ٨ وتيرة السرد والأحداث سريعة وسينمائية تُمتع القارئ المبتدئ كما النهم، وهذا يصبّ لصالح التشجيع على القراءة. ٩ للرواية نكهة عصرية وكلاسيكية في آن، إن كان بحبكتها أو ثيماتها (الحب والحرب، الطفولة، الهوية، الفن، الوطن)، وهي خلطة تضمن لها الاستمرارية. .١ الرواية قفزة نوعية بعد #النوم_في_حقل_الكرز من حيث تطوّر وتخمّر التجربة الحكائية والكتابية للكاتب #أزهر_جرجيس وتستحقّ حظًا أكبر في الانتشار.
أتمنّى للكاتب كلّ التوفيق، والرواية ناجحة بغض النظر عن النتيجة. رأيي لا ينتقص من قيمة الروايات الأخرى التي ترشّحت أو لم تترشّح للجائزة لهذا العام، ولكنّه بضعة أسطر كتبتها بعفوية احتفاءً برواية ما زالت تعيش معي رغم فراغي من قراءتها من فترة.
"لكن علي الخلاص اولا من حجر السعادة، فهذا الحجر الصغير، وإن كنت قد اجتزت به كل الخيبات، جعل مني كائنا هشا لا يجيد استراد حقه. كفاني صمتا، لقد حان وقت الحساب".
لا شكّ أنّ أزهر جرجيس واحد من أهم الكتّاب العراقيين المعاصرين. كانت روايته النوم في حقل الكرز واحدة من أقوى الروايات العراقيّة التي قرأتها لغةً وموضوعًا وأسلوبًا، لتأتي رواية حجر السعادة مخيّبة للآمال، ليس لأنّها رواية رديئة، لكن لأنّ كاتبها قدّم لنا رواية أولى فاقت كلّ المقاييس فكان سقف توقّعي لهذه الرواية عاليًا جدًّا. الرواية فيها الكثير من العثرات والأخفاقات والسقطات على صعيديّ اللغة والحبكة. فبالغ جرجيس كثيرًا في الأوصاف التي لم تكن بذي معنى، فبالنسبة إليّ لم ينجح في كوميديّته السوداء هذه المرّة إذ لم تكن طبيعيّة بل مصطنعة، ليستمرّ الإخفاق في الغلطات الكثيرة على شاكلة استعمال الدرهم كعملة للعراق! وقدرة الطفل الذي لم يتجاوز العشر سنوات والذي لم يزر بغداد من قبل على تذكّر الطريق من باب المعظّم إلى خان الرحمة في العلاوي وهما منطقتان بعيدتان عن بعضهما نسبيًّا، والثغرات الكثيرة في حياة كمال إذ لم نعلم كيف عاش أيّامه الأولى في بغداد وكيف أكل وشرب، كما ولم نعرف شيئًا عن مرحلة شبابه. حتّى حجر السعادة الذي عاش معنا طيلة الرواية لم يتعامل معه أزهر بالطريقة التي تفيه حقّه في العمل فكان وجوده هامشيًّا. القسم الأوّل من العمل (فترة الموصل) كان رائعًا لكن بعد ذلك بدأت الرواية تتحوّل إلى كليشيهات متّصلة. يحسب للكاتب الحديث عن التنمّر الذي يعاني منه الطفل سواء من المنزل أو من المحيط، الإسقاط على رجال الدين متمثّلًا بشيخ الخان، كذلك الحديث عن الرعاع الذين سيطروا على العراق بعد نظام صدّام. الغلاف بشع والعنوان أبشع، وكما ذكرت الشيء الوحيد الجميل في الغلاف كان اسم أزهر. ناقشنا الرواية في نادي صنّاع الحرف بحضور الكاتب.
لدى أزهر جرجيس موهبة لخداع القارئ ب إنتقاء عنوان لرواياته يعكس المحتوى، هنا تكلم الكتاب عن حجر السعادة لكن لم أراها في هذا الكتاب.
بل تكلم عن الظلم والقهر والجوع والحياة الصعبة للطفل/الرجل/العجوز كمال الذي بات يكافح يوميا للبقاء على هذه الأرض.
لم يخلو الكتاب من أسلوب سرد أزهر الجميل والكلمات البسيطة فهو يمتلك موهبة تجعلك تبتسم وسط مشهد مؤلم كما يود أن يخبرك أن الح��اة عبارة عن ألم وفكاهة مما يأخذك في جو من الإنفصام الجميل.
#قراءات٢٠٢٣ #حجر_السعادة #أزهر_جرجيس قصة حياة كمال توما المصور العراقي، الذي فر طفلا من الموصل بعد غرق اخوه في دجلة خوفا من غضب والده وزوجته. لتبدأ رحلة تشرده في شوارع بغداد وتعرضه لكل انواع الق��وة والعنف والاستغلال التي يتعرض له اطفال الشوراع، في سردية ممتعة ذكرتني برائعة الخبز الحافي لمحمد شكري. تنتهي رحلة تشرده حين يحتضنه المصور البغدادي المشهور خليل ويعلمه مهنة التصوير التي شغف بها منذ طفولته. يروي لنا الكاتب تفاصيل من حياة كمال كشاب حتى وصوله للستين عاما عندما اخترقت صدره رصاصات احدى مسلحي المليشيات التي استباحت شوراع بغداد وعاثت فيها فسادا بما مر عليه من حب وخذلان وصداقة وفقد وحزن وما رافق ذلك من تقلبات اجتماعية وسياسية واقتصادية غيرت وجه بغداد حتى اصبحت مدينة اخرى. حجر السعادة عنوان الرواية هو الحجر الذي رافق كمال كل هذه السنوات ومجرد ان يضعه في فمه ويلوكه لثواني كان كفيلا بان يعيد اليه ثقته بنفسه وشجاعته. الرواية مكتوبة بلغة جميلة ورغم وجود فترات من حياة كمال خاصة فترة شبابه كنت اتمنى لو توسع الكاتب قليلا في الحديث عنها الا انها رواية رائعة ومنافسة بقوة على البوكر. من الرواية: ❞ لكن ما جدوى أن يكون الآباء مبتهجين خارج أسوار المنزل فحسب؟ كان أبي واحدًا من أولئك الآباء الذين يخلعون معاطف بهجتهم لدى الباب ليبدلوها بجلابيب الوحشة والنفور والغضب. ❝
❞ حتى الساعة، لا أدري لمَ يرغب بعض الذكور بتضمين شتائمهم فروج الأمهات! يفعلونها وكأنهم جاءوا إلى الدنيا بالتبرعم أو الانشطار أو نتيجة السقوط إلى الأرض من قضيب عملاق! ❝
لملمة النهايات على عجل حرمتني من أن أضيف نجمة رابعة لعمل ( أزهر المبدع) وفي تصوري المتواضع أن هناك هفوات في النسق أٌهملت ولولا ذلك لكان هذا العمل من ذوي التصنيفات النخبوية...عمل جيد
المصور كمال أو كيمو الذي كان يلتقط الصور بكاميرا ورقية ليرضي شغفه وحلمه الكبير بالتصوير ..يتحقق حلمه أخيراً بعد رحلة مضنية من العذاب والقهر والظلم والتشرد يصف فيها الكاتب ببراعة وسخرية مريرة حال الأطفال المشردين الذين يقع بعضهم في قبضة عصابات السرقة واستغلال تلك الطفولة البريئة ..أيها العالم هل أحتاج لخسارة كليتي لتنظر إلي .. ..يتغير حاله ويتحسن ويجد ملاذا آمنا وسقفاً وعملاً وحبيبة أيضاً ...يتنقل بنا أزهر جرجيس في رواية هي أكثر من كونها رواية مغامرات مصور عاصر أحداثاً مهمة ووثق لها بكاميرته المميزة ليصور لنا بطريقة بانورامية الأحداث التي سبقت سقوط الدكتاتورية ثم مجيء العصابات والقتلة وناهبي خيرات البلد يرويها ببراعة لافتة وسخرية مضحكة ومبكية في آن واحد ....كمال المصور ،كأي عراقي ملوّع ، تشغله ساعات من السعادة يقضيها مع من يحب عن تفكيره بالانتقام يضحك أخيراً من نفسه حين يطلع النهار ولم ينتقم .
الرواية بدايتها كانت واعدة رغم قسوتها، وخصوصا أني بحب الروايات اللي بتاخدنا في رحلة حياة كاملة لبطلها من طفولته وحتى قرب أواخر العمر، لكن النصف الثاني من الرواية حسيته تكراري جدا في الأحداث والفصول قصيرة ولا تسمح بكل تلك الأحداث الحياتية، يعني كان ممكن تقل الأحداث عشان نتعمق أكتر في أفكار بطل الرواية، اللي مأدركتش أننا وصلنا معاه لسن الستين لأني مشفتش تطور كبير في تفكيره وعقله، وكأنه في سن الستين زي ما كان في سن عشر سنوات.
الرواية بتتابع كمال، بنبدأ معاه حياته كفتى صغير في العراق بيتعرض للتعنيف من أهله والمحيطين به والوحيدة اللي بتدعمه في حياته هي جانيت، أخته. بيحل حادث مؤسف بيجبره على ترك بيته وأخته وبيبدأ يشق طريقه كطفل مشرد وبيواجه أشخاص طيبين في الحياة وآخرين سيئين، بس بصيص الأمل في حياته هو حب التصوير وهو اللي بيقوده لأحداث وأشخاص بيغيروا مجرى حياته البائس، بس برضة بتطرح فكرة أن لا سبيل لتغيير القدر ومصير الشخص.
تسير أحداث رواية "حجر السعادة" وتتصاعد بطريقة دراماتيكية ويحضر السلاح الكاتم محاولًا، كما هو شأنه، ليضع نهاية منطقية لرحلة المغلوب على أمرهم. إنها رحلة العذابات والسعادات التي تبدأ بالعثور على حجر صغير بين الحشائش في بستان الجن بالموصل، ثم الوقوف عند جسر الشهداء ببغداد حيث ذبول وجه دجلة وذكرى الغرق
مستمتعة جدا بها ، لغة ثرية ووصف للمشاعر ولا أروع ، المواقف التي يمر بها البطل الصغير يشيب لها الولدان ، بالذات عندما وصلت لدخوله خان الرحمة ، يا لطيف تجربة مؤلمة تجعلني متشوقة لمعرفة المحطات القادمةالتي سيعبرها كمال توما في رحلته الشاقة التي بدأت بيتمه وحرمانه من الأم وهروبه من الأب وزوجته الأفعى كعادة الأدب العراقي ، يثير في المفس الشجون ، لدمار بلد ذي حضارة ممتدة ، ويتمتع أهله بثقافة واسعة وعقول ذكية ، تحولت مع الكاتب في شارع رشيد ، وحزنت معه لما آلت إليه شوارع بغداد على رأسها الشارع المذكور الأهم والأشهر ، حزنت لسيطرة الزعران والبلطجية على المحال وعلى مصادر أرزاق الناس ، وعلى الفوضى وعدم الأمان ، وحالة الذعر والنزاع الطائفي . رواية رائعة تنضح ألماً ودموعاً
"كنت اظن بأن التنازل يمكن أن يكون درعا لاتقاء شرور الآخرين ، لكني سرعان ما اكتشفت بأن ماكينة الشر لا تهوي التوقف ، وان دورانها يتضاعف كلما زيتناها بالتنازل" بأسلوب سردي ساخر حد البكاء يروى لنا ازهر جرجيس عن حياة كمال المصور منذ طفولته شاهدا علي تغيرات المجتمع العراقي بصوره ، محاولا الحفاظ علي تراث خطط له أن يمحي من سلطات متعاقبة لم تهتم الا بتوطيد ركائزها علي حساب الشعب العراقي أما بالتسلط باسم الوطن أو باسم الدين. روايه رائعه أكثر ما يميزها اسلوب السرد السلس لازهر جرجيس.
#مراجعة_كتاب رواية حجر السعادة 📓 ✍ تأليف : أزهر جرجيس 🗂 التصنيف : اجتماعي ، ساخر ، واقعي 🏷 العنوان : يعبر عن محتوى الكتاب ، يجذب القارئ
📖 المقدمة : تبدأ الأحداث مع كمال هارباً من الموت يفر بعيداً يبحث عن القبول والسعادة ، يشتاق الطفل لحضن أمه التي تركته وحيداً يصارع الظلم داخل أسرة تخلو من الرحمة باستثناء جانيت تحبه حب غير مشروط وسط القلق عن طريق الصدفة يعثر على حجراً أزرق اللون سيقلب حياته رأساً على عقب ، غالباً القسوة تجعل المرء مؤمناً ، يا ترى هل سيجد الإيمان ؟.
📝 أسلوب الكاتب : أسلوب ساخر وأنيق ، بمعانٍ عميقة بليغة.
📚اﻷفكار الرئيسية :
▪️يجد كمال حجراً ازرق اللون داخل بستان الجن انجذبت روحة لذلك الحجر الصغير ليتحول مصدر البهجة والإيمان لقد صبَ كل مشاعره ومطلق ايمانه به لذلك تسخر العالم لأجله يغادر الموصل ليجد نفسه بين زحمة بغداد وكثافتها السكانية.
▪️أتبع البلادة ليس كل شيء يستحق التركيز لا تعش وتبحر في بحار الأوهام مهما كانت الحقائق قاسية لا تترك أخاك ولا تدعهم يزرعون القسوة بينكم ، بحار الأوهام ضياع والتشبث بالسعادة والإفراط يولد الندم.
▪️اللون الأزرق لم يكن صدفة وإنما القدر ، كان يبحث عن ذاته الحقيقية في وسط قسوة العالم الذي لا يرحم إنسان صغير كان يؤمن بأن هنالك نسخة أفضل من الحالية ، يبتلع الحجر ليتجلى العالم له بإخلاص ، كان اللقاء مع خليل قدراً رحيماً ، أشبه بدعوات الأمهات الصادقة. ▪️ما فائدة بهجتنا خارج أسوار المنزل أن كنا قساة مع من نحب ماذا سنحصد لو ربحنا العالم وخسرنا حب الأبناء أو حب العائلة ، سحقاً لضحكات مزيفة تخدش قلب طفل خائف ، البر أن تسكن الرحمة داخل بيوتنا الدافئة ، القوة تعني الحنان. ▪️الإنسان أهم من الوجود ليس فقط فكرة ما قيمة الأرض الخالية من الإنسان نحنُ خلفاء هذه الأرض لكنا نفسد فيها كل يوم نفشل بالاختبار بأستمرار ، لا أحد يشعر بحجم المسؤولية ، كل شخص مسؤول عن ذاته. ▪️الصور ليست فقط تخليد الذكريات إنما هي تاريخ لصاحبها ، يقولون فلان المصور أنه إرث عظيم حظى به البطل. ▪️الحُب لا يكفي لبناء أسرة ، كلما كنت أكثر قدرة على التحمل وتقبل مطبات الحياة عشتَ النعيم ، أن تمر عليك كل المأسات لكنك مؤمن بأن الله معك ، المرء لا يريد شيء سوى بيت دافئ ونديم يمده الكثير من اللطف. ▪️ليس عليكَ أبداء رأيك في كل قضية لا أهمية لصدى صوتك إذ كانت الناس لا ترغب سامعك ، هم يسمعون ما يؤمنون به فقط الإنسان لا يدرك الوعي إلا بالتجارب ، أصمت لأن الصمت بلاغة وأحياناً أن تكون جباناً أفضل !. 🏅التقييم : أمتياز
👍 الأثر الإيجابي: كانت الأحداث حزينة ولكني أضحك رغم قساوة المشهد ، الكاتب أختار هذه الطريقة لندرك الرسائل العميقة كانت فكرة ذكية ابهرتني ، تمت برمجتي من جديد تغيير معنى السعادة في داخلي.
🏡 دار النشر : دار الرافدين للنشر والتوزيع 📆 تاريخ الإصدار : 2022 الطبعة: الرابعة / عدد الصفحات: 316
مرٌ وقت طويل على صدور الرواية ولم يتسنى لي قراءتها إلّا مؤخراً ، لم أندم على الوقت مطلقاً لإنها كما توقعت أخذتني في جملة تقلبات تضحكني تارةً وتحزنني تارةً أخرى ! أزهر يتمتع بملكة كتابة تختلف نوعاً ما عن أقرانه فهو لا يسمح لك بأخذ قسط راحة لو شعرت بتعب القراءة ويجبرك على العودة للتفاصيل بأسرع وقت ، ولإني قرأت له سابقاً وأعرف اسلوبه في الكتابة عمدت إلى تأجيل قراءة الرواية كل هذا الوقت ! بمجرد ما تبدأ القراءة ستجد نفسك متقمصاً لشخصية المصور بطل القصة لأنه تماماً أشبه بظلٍ لكل عراقي عاش في أرض الرافدين !
رواية رائعة جدا، تتجلى فيها عوالم أزهر جرجيس المليئة بالأسرار والخفايا. تحكي الرواية قصة كمال توما المصور الفوتوغرافي المغمور الذي يتورط مع مليشيا مسلحة، بلغة ثرة لا تخلو من سخرية جرجيس التي اعتدنا عليها في أعماله السابقة.. رواية رائعة أنصح بقراءتها.
"السعادة ليست هدفاً نصل إليه، بل هي تلك اللحظات الصغيرة التي نفقدها بينما نحن مشغولون بالبحث عنها."
رواية حجر السعادة للكاتب أزهر جرجيس تحمل في طياتها رحلة فلسفية تتشابك فيها الحزن والبهجة، الألم والخلاص. بأسلوبه المتفرد الذي يزاوج بين اللغة العميقة والروح الساخرة، يأخذنا الكاتب في غوصٍ إلى أعماق النفس البشرية، حيث تتراقص الأرواح بين تناقضات الواقع وأحلامها المؤجلة.
"في حياة كل إنسان حجر يتعثر به، لكنه لا يدرك أحياناً أن هذا الحجر قد يكون بوابته إلى السعادة."
"كلما اقتربت من الحقيقة، ازددت إحساساً بغرابتي عن هذا العالم."
تتميز الرواية بشاعرية سردها التي تنساب كالموسيقى، تحاكي أحزان الإنسان العادي في بحثه عن معنى للحياة. عنوانها وحده يثير التساؤل: هل السعادة مجرد حجر يمكن العثور عليه، أم أنها رحلة شاقة مليئة بالإخفاقات والانتصارات الصغيرة؟
تلامس الرواية قضية الغربة والانتماء، ليس فقط الغربة عن الوطن، بل الغربة عن الذات، حيث يعيش البطل حالة اغتراب داخلي بينما يلاحق السعادة المراوغة. ومن خلال شخصياتها المتنوعة، تنجح الرواية في عكس مرآة الحياة العراقية المعاصرة بثرائها وتعقيداتها.
حجر السعادة ليست مجرد رواية تُقرأ، بل تجربة أدبية تُشعر القارئ بثقل المعاناة وخفة الحلم في آن واحد، وتجعله يعيد النظر في معنى السعادة ومصادرها. إنها أشبه بمرثيةٍ ناعمة للحياة، تحمل بين طياتها أملاً خفياً يلوح من بعيد.
#حجر السعادة..حجر الوهم و العجز و الأنكسار . حلم العراق الأزلي بالسلام و الأمان.
يكتب الكاتب العراقي #أزهر_جرجس في #حجر_السعادة بأسلوب مشوق .. يجذبك من الغلاف إلى نهايتها .. يحرك فضول القارىء وهو يتعاطف مع بطل روايته كيمو أو كمال توما .. هذا الرجل الذي ما عاش يوماً بسلام منذ طفولته .. ليفر في أزقة العراق بحثاً عن ملاذاً و مخرج .
بين كمال توما الطفل و كمال المصور الكهل عمراً كامل من الظلم و التشرد و الألم .
أزهر جرجيس من أقلام العراقية المعاصرة التي أثبتت ذاتها و مكانتها بأنتاجها الادبي .. يمتلك أسلوب مميز في السرد و لغة الساخرة يغلب عليها الكوميديا السوداء..
أحبب القسم الاول منها أم الثاني فكان جزء آخر يملئوة التساؤلات و جزء من النص مفقود
حجر أزهر جرجيس وطيف السعادة: أن تصوّب الكاميرا إلى الداخل، لا الخارج…
في روايته “حجر السعادة”، يواصل الكاتب العراق المتميّز أزهر جرجيس تكريس أسلوه الأدبي المختلف، فيقدم حكاية عراقيّة تزاوج بين السخرية المريرة والشجن، فتنتج مرة أخرى رواية تؤطر الحياة برمّتها في إطار من العبث، فحجر السعادة لا يقدم السعادة، إنما هو طريقة أخرى للهروب من الواقع ابتكرها بطل حكايتنا وراويها الأوحد كمال توما؛ المصوّر الستينيّ الذي هربت منه الحياة في طفولته، فآثر أن يتجنّبها وكاد أن يُفلح، لولا محرّكها الأول؛ الحب.
لدينا العديد من نقاط القوة في هذا النص، والكثير من الثيمات الرئيسة التي أجاد أزهر جرجيس عرضها بطريقته السلسة التي تخلو من الوعظ والصراخ واستدرار التعاطف، فيكفي أن أذكر أن بطل الحكاية طفلٌ واجه العنف الأبويّ واضطهاد زوجة الأب، والاتهام بقتل أخيه، والتشرّد والضياع، وانتهاك الطفولة، وعنف الميليشيات، لكنك لا تملك إبّان سرده لحكايته إلا أن تضحك، وتحزن، ثم تضحك، وتحزن، حتى تنتهي الرواية فتغرق في شرودٍ طويل!
نشأ كمال مظللاً برعاية أخته الكبرى عقب وفاة أمه وزواج أبيه من امرأة أخرى لا تكن له ولأخته سوى العداء والمقت، لكن كمالاً يظل مسالمًا على طول الخط، يتشرّب -كما يليق بكل طفل عربيّ أصيل- أسس الصمت والخنوع وتجنّب المواجهة قدر ما استطاع، حتى أنه لا يحمل أية ضغينة تجاه أخيه غير الشقيق الذي توليه زوجة أبيه رعاية لا يلقاها سواه. لكن الأقدار تحمل للصغير غرقًا تعلّقه الأم على عنق كمال، فيفرّ الأخير إلى قدر مُخاتل يحمل له كل أوجه التشتت والغدر والضياع.
أحبَّ كمال الكاميرا منذ سنوات الطفولة، وتعلّق بالمصور وأدواته القديمة، آمن بفكرة تخليد الزمان والمكان داخل إطار يعيش أطول من ساكنيه، يمارس التصوير عقب سنوات التيه، يتلقّى أصول المهنة عن العم خليل، العجوز العقيم الذي يتّخذ منه ولدًا يعوّض به جفاف أمانيه، ويأنس إليه في ما بعد عقب رحيل زوجته، وهكذا يعانق كمال حلمه، يغوص في عوالم الصورة، ويعرف العشق، لكنه بعد سنوات، وعندما يقرر أن يروي حكايته، يوجه كاميرته إلى الداخل، إلى داخل كمال؛ الطفل والشاب فالرجل، ليحمّض لنا نيجاتيف الصور والمشاهد التي التقطتها ذاكرته خلال رحلته القاسية، فتتراكم صفحات هذه الرواية…
وعلى الرغم من اعتقادي أن عنونة النص بـ “حجر السعادة” لم تكن الخيار الأكثر اتّساقًا مع الرواية، إلا أن الحجر قد ثبّت رمزيّته فوق أوراقها على محدوديّة دورة في تصاعد النص وتطوّره، إذ كان الحجر الغريب ملجأ كمال كلما بلغ عصف الحياة ذروته، يتذوق الحجر فيهبه الصخر صبرًا، لكنه ظل دائمًا صبرًا بلا مذاق، صبر العاجز لا صبر الواثق من تحسّن مآله، اعتقد كمال أن سعادته في الحجر، لكنه تناساه وتجاهله كثيرًا، إذ لم يقدم له الحجر سعادة سلبها إياه البشر، حتى تخلّص كلاهما من الآخر، فعرف كمال أن السعادة كانت حاضرة في نيجاتيف حياته، من دون حجر.
اعتمد الكاتب لعبة سردية تنهض على دائرية الحكاية، إذ تبتدئ فصولها من مشهد ذروة، ثم يرتدّ بنا الراوي الوحيد للنص، وهو هنا كمال توما، ليعيد بناء سرديّته بنسق كرونولوجيّ حتى تكتمل الدائرة بالوصول إلى المشهد الأول، ثم تتواصل الأحداث لتحمل ختامًا مغايرًا للتوقّعات الأولى. وعلى الرغم من شعوري أن تسارع الأحداث في القسم الثاني من الرواية قد شابه بضع قفزات زمنية أوحت لي أن ثمّة أوراق ربما حذفها أزهر عملًا على تقليل حجم النص، إلا أنني لم أفتقد متعة القراءة على طول الخط، بل أشعر أنني كنت أود قراءة المزيد من حكايات كمال توما، بسرده الشائق ولغته المترعة بالصور كما يليق بمصوّر يعشق الكاميرا، وبخفة ظلة التي خففت كثيرًا من جرعة الكآبة وبددت سحب السواد التي لم تزل سابحة في سماء العراق.
استعرض أزهر جرجيس عقودًا من تاريخ العراق، مرّر في الطبقة غير الظاهرة من نصه فصولًا من تاريخ وطن مأزوم، عرفنا الحكايات كلها في خلفيّة المشهد، لكنه لم ينجرف إلى كتابات الحنين والنحيب التي عادة ما تسيطر على أقلام المهاجرين، لم ينقل الدم والبارود إلى أوراقه، تحرّر تمامًا من كابوسيّة خاتمة رائعته السابقة “النوم في حقل الكرز”، لم يجنح إلى إدانة طرف أو إلى تبرئة آخر، لكنه لم ينس أن يرثى الزمن الراحل، وأن يلتقط صورًا لوجوه ومطارح ستظل على النسيان عصيّة رغم كل شيء. ناقش أزهر مجموعة من القضايا الطاردة للأمن والسكينة، وهي منتشرة في كل ربوع العرب وليست حكرًا على العراق، العنف الأسري ومآسي أطفال الشوارع والانتهاك باسم الدين، التعصب الطائفيّ والطبقيّ، والقتل على المشاع تحت رايتيّ الدين والوطن، والانسحاب التدريجيِ للوطنيّة من أوردة أبناء البلد…
بعدما قاسى كمال توما ما لا يتحمله بشر، واختبر الظلم والقهر والإكراه والجوع والتشرّد والعبوات الناسفة وفوضى الميليشيات وإطلاقات الرصاص، وعلى الرغم من إيمانه بحجر يغير ا��قدر، إلا أنه حين أوشك على التحوّر إلى همجيّ آخر ينشد الثأر ويستبيح الدم، لم ينقذه شيء سوى الحب، حب نادية، العشق القديم والغرام المتجدد، كان اسمها هو المرادف الدائم للحياة، والمعادل الموضوعي للتسامح. ولولا طاقة التسامح التي أعادتها إليه، ووشائج الهوى التي أوثقت بها غضبته، لكان كمال توما كأي مرتزق مسلح ممن يجوبون حتى الساعة أزقة بلاد الرافدين.
الحب إذن هو الملجأ في رواية أزهر جرجيس، الحب هو الملاذ والحصن، وهو شتلة السعادة الحقيقية التي لو أثمرت؛ لاستغنى البشر عن كل حجر وصنم وحاكم جائر. أجاد أزهر كثيرًا حين دفع راويه إلى توجيه الكاميرا إلى دواخله، وتحميض نيجاتيف الصور غير المطبوعة في ذاكرته، دفعه لكي يتحرّر من إرثه الثقيل تصويرًا وسردًا، تعرّى كمال توما وباح ما أنهكه كتمانه ستة عقود، روى ففاضت الحكاية بكل أوجهها الحمّالة لأوجه الخير والشر، الفيّاضة بالأسى والوعود.
رواية حجر السعادة تشبه كثيرًا ألبوم صور طفولتنا، كل فصل فيها يحوي صورة يتوّجها عنوان جاذب وملائم، سيستعرض القارئ مع صاحب الكاميرا صفحات حياته التي طغى فيها الأسود على الأبيض، سيشفق على المصوّر، وعلى وطنه المبتلى بالخذلان، سيتذوق حجر السعادة الضائعة، فلا يميّز طعومها، ولا يلحق بأطيافها، قد يفتقد البعض بعض الصور المفقودة مثلي، ثمّة قارئ سيرتبك، وآخر سيضحك، وربما يبكي، لكن القارئ حتمًا سيبتسم بينما يطالع صورًا لا تخلو من الأسى، فقد طغى الأسود على بياض الحلم كما أسلفت، لكن الأبيض – أبدًا – لم يغب.
عمل سردي متميّز لكاتب اعتدت ألا يخيب ظني، استحق التواجد في قائمة البوكر…
أحسنت يا صديقي 🌹🙏
ناقشنا الرواية بحضور الكاتب في نادي صُنّاع الحرف منذ أسابيع…
حجرُ السّعادةِ أم حجرُ الهوان أم هو حجرُ الصّبر؟ في هذه الرّوايةِ يأخذُنا جرجيس برحلةِ حياةِ كمال، ذلك الفتى الذي عانى كثيراً من الظّلمِ والتنمّرِ والتخلّي والخذلانِ منذ كان طفلاً صغيراً. نراهُ في بيتِ أبيه وزوجةِ أبيه طفلاً مُضطهداً لا يُرى ولا يُسمع، ثُمّ نراهُ شريداً وسط الخاناتِ والحواري نائماً في العراءِ يأكل من فتاتِ الأرض، ثم نراهُ عاشقاً خُذِلَ سريعاً، ثمّ نراه شاباً يدورُ في حواري وأزقّةِ بغداد يؤرّخُ التاريخَ بعدسةِ محترف، إلى أن نلقاهُ رجلاً قارب الكهولةَ وهو يهربُ من قاتلٍ غامضٍ، وهو وسطَ كُلّ هذا يحاولُ كبْتَ حسرته وغضبه ولَثْمَ جروحِهِ إلى أن فاضت! روايةٌ جميلةٌ ومؤلمةٌ تتداخلُ فيها العواملُ الإجتماعيّة والسياسيّة والدينيّة في بغداد وموصلِ العراق في فترةٍ تمتدّ بين ستينيّات القرن الماضي والألفية الجديدة. اللغة رائعة والسّردُ مُشوّق ومُمتع، تتقلّبُ الصفحاتُ بين يديكَ دون مللٍ أو إفاضة، مع التحفّظِ على بعضِ المقاطعِ التي أوردَها الكاتبُ والتي أصرّ فيها على إظهارِ رجلِ دينٍ محدّدِ الانتماءِ بطريقةٍ بشعةٍ ومنفّرة، حين كان بإمكانهِ التعميم.. كان للنهايةِ أن تكونَ أفضلَ وأعمقَ من ذلك..
هذا حجر الشقاء 💔 كعادة ازهر جرجيس مزيج عجيب من الكوميديا و الواقع المؤلم، كم احب اسلوبه في سرد الاحداث، تعيش مع البطل كل المواقف الذي مر بها ، ما لمسته من هذه الرواية هو أن يتعلم المرء الصفح حتى يستطيع ان يعيش بسعادة . يعيب الرواية انها جريئة و التحقير في شخصيته بالنسبة لي كان مؤلما 💔 حياته اتفه من رماد سجائر / يتبع زوجة أبيه مثل الكلب مقابل ان تشتري لي قطعة زلابية / كان تافه و هزيل مثلي / انظر ايها الجرذ الصغير .