Malcolm de Chazal was a Mauritian writer, painter, and visionary, known especially for his Sens-Plastique, a work consisting of several thousand aphorisms and pensées.
في العام 1976 عبر الشاعر السنغالي ليوبولد سينغور عن أسفه لنسيان المشرفين على جائزة نوبل مالكوم دو شازال. وفي نهاية الأربعينات من القرن الماضي كان أندريه بروتون يری في المشروع الشعري لمالكوم دو شازال امتدادا للمشروع السريالي. ولم يكن حماس فرنسیس بونج وجورج باتاي وأندريه جيد وجان بولان وغيرهم أقل من حماس زعيم السريالية وليس مبالغة القول إن صدور كتابه الحس التشكيلي Sens Plastique عن دار غاليمار الباريسية الذائعة الصيت في العام 1948 يعد من الأحداث الكبرى في الحياة الأدبية الباريسية في وقت كانت الحركة السريالية تراوح في مكانها وتبحث عن نفس جديد. في ذلك الوقت لم يتردد جان بولان المشرف آنذاك على غاليمار وكاتب مقدمة الحس التشكيلي في الإعلان عن ميلاد عبقرية شعرية وعن ظاهرة اسمها: مالكولم دو شازال. أما في جزيرة موريس فكانت ظاهرة مالكولم دو شازال واحدة من حقائق الحياة اليومية في الجزيرة. يقول بيرنار فيوليه Bernard Violet : "في جزيرة موريس حيث ولد مالكولم دو شازال ومات، يعتبره البعض مجنونا وانتهازيا، ويعده البعض الآخر عبقرية، ولا أبتعد عن الحقيقة لو ذهبت إلى القول إن في جزيرة موريس ظاهرة اسمها: مالكولم دو شازال". وحسب توصيفات كتاب هذه الجزيرة أن دو شازال هو سلفادور دالي يقطن جزيرة نائية، فقد اعتاد الناس على رؤيته بملابس رثة وبحذاء مثقوب وبمعطف بالي، لا يتردد في ارتياد الفنادق الفخمة المعروفة في الجزيرة، حتى حسبه الناس من أصحاب الأموال، هو الذي لا يشتري سوى قميص واحد كل خمس سنوات ولا ينفق من القليل الذي يملكه إلا على الغذاء، على حد تعبيره. يقول دو شازال: "اخترت العيش في موريس لأن سكانها لا يعرفوني ومن جهلهم بي حصلت على حريتي" هذه الحرية سيتشبث بها في الحياة وفي الشعر وفي كل أنماط الكتابة حتى آخر لحظة في حياته. ويحلو لماكولم دو شازال تقديم نفسه على النحو التالي: "كائن صعب المراس ويصعب العيش معه وقيادته مستحيلة كائن لا يساس وغير مستعد للطاعة. كائن غير اجتماعي بالمرة ويعيش بشكل متواصل في تعارض دائم مع المجتمع، يحب الناس ويكرههم في ذات الوقت". نحن هنا أمام إنسان يعيش مثلما يحب وأمام شاعر يكتب على هواه. لا آباء له في الشعر رغم القرابة المفترضة التي وجدها نقاد الأدب الفرنسي مع فرانسوا دو لاروشفوكو Francois De La Rochefoucauld وهو من كتاب القرن السابع عشر والمعروف بكتابة الأقوال المأثورة والحكم والمثل السائر. غير أن هذه القرابة لا تتعدى صلة النسب المرتبط بالشكل وحده. *** لَوْ أَنَّهُ لا يَزَالُ بَيْنَنَا، هَذَا المَالْكُولْمْ دُو شَازَالْ( 1902 ـ1981) الَذِي لاَ أَحَدَ يَجْرُؤُ عَلَى أَنْ يَغْصِبَهُ حَقَّهُ المَشْرُوعَ فِي أَنْ يَكُونَ مَجْنُونًا بِعَظَمَتِهِ، لَكَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَخْتَبِرَ سَدَادَ وَمَفْعُولَيَةَ حُدُوسَاتِهِ الَتِي بَذَرَهَا عَلَى امْتِدَادِ أَعْمَالِهِ. تَنَبُّؤِيَّةٌ ، شِبْهُ مُلْهَمَةٍ، رُؤْيَتُهُ الشِّعْرِيَّةُ لِعَالَمٍ كُلُّ أَشْيَائِهِ حَيَّةٌ وَحَيَوِيَّةٌ. مَالْكُولْمْ دُو شَازَالْ كَانَ فِي نَفْسِ الآنِ، شَاعِرًا، رَسَّامًا، فَيْلَسُوفًا، مُنَظِّرًا جَمَالِيًّا، صُوفِيًا وَمَمْسُوسًا عَنْ جَدَارَةٍ بِجُنُونِ العَظَمَةِ كَمَا أَسْلَفْنَا، الفِكْرَةُ الشَّازَالِيَّةُ لَيْسَتْ تَوْضِيحِيَّةً. تَفِيضُ عَنْ إِشْرَاقَاتٍ تَصِلُ العَوَالِمَ المَرْئِيَّةَ بِالمُحْتَجِبَةِ بِخِفَّةٍ. كَانَتْ تُؤَرِّقُهُ الأَخْطَارُ أَلْتُحْدِقُهَا بِكَوْكَبِنَا تَرْنِيمَةُ العَدَمِ. وَكَانَ يُنَاصِبُهَا العِدَاءَ، لِصَالِحِ، السِّلْمِ، الجَمَالِ،الشَفَافِية، إِنْهَاءُ الشِّقَاقِ الثَنَوِيِّ بَيْنَ النَاسِ وَالعَالَمِ... فِي أَسْرِ المُبَارَزَةِ ذَاكَ، يُتْلِفُ الإِنْسَانُ عَلاَقَاتِهِ بِالكَائِنَاتِ، بِالنَّبَاتَاتِ، بِالمَطَرِ، بِالأَحْجَارِ... وَيَخْتَزِلُهَا إِلَى أَشْيَاءَ عَمْيَاءَ. شَازَالْ، يُحَرِّضُنَا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ عَلاَقَاتِنَا بِكَائِنَاتِ العَالَمِ تِلْك. يُعَلِّمُنَا أَنْ نَقْفِزَ مِنْ 'مَعَهَا' إِلَى 'مِنْهَا'، لِيُمَكِّنَنَا مِنَ الدُنُو إِلَى الأَعْمَاقِ الغَائِرَةِ لِحَقِيقَةِ العَالَمِ. ذَاكَ التَوَاصُلُ الشِّعْرِيُّ ألْيَذُوبُ وَيَنْهَضُ عَلَى حَوَاس أُخْرَى تَبْدَأُ مِنَ الحَاسَّةِ السَّادِسَةِ وَلا يَنْتَهِي عِنْدَ المِئَةِ. بِبَهْجَةِ الجَمَالِ الشَّفِيفَةِ هَذهِ، يَتَجَاوَزُ الشَّاعِرُ العَالِمَ (بكسر اللام) . لَيْسَ الذَّكَاءُ وَحْدَهُ مَا يُسْعِفُنَا لِفَهْمِ العَالَمِ ، إِنَّهَا حُدُوسٌ أُخْرَى يَكْشِفُهَا لَنَا الشُّعَرَاءُ... فِي عَمَلِهِ 'الحَيَاةُ مُصَفَّاةٌ La vie filtr'e ' يُوَضِّحُ مَالْكُولْمْ دُو شَازَالْ أَنَّ :' أَحَدَ أَهْدَافِ الشِّعْرِ الجَوْهَرِيَّةِ لَدَيَّ، هُوَ خَلْقُ مُنْحَدَرَاتٍ فِي الكَلِمَاتِ، حَزُّ زَلاَّقَاتٍ فِي اللُّغَةِ، لِإِسَالَةِ الأَحَاسِيسِ إِلَى الخَارِجِ. الشَّكْلُ الشِّعْرِيُّ لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فِي حَدْسِي ـ عَكْسَ مَا يَخَالُهُ الشُّعَرَاءُ المُعَاصِرُونَ ـ انه وَسِيلَةٌ لِتَطْوِيقِ، حَفْظِ،أَوْ صَفْدِ الأَحَاسِيسِ، لِأَنَّهُ، كذَلِكَ أَتَوَسَّلُ 'أُصَصًا' أُخْرَى...كِتَابَتِي هِيَ الجَسَدُ ـ النَّهْرُ، وَلاَ نَهْرَ يَسْتَسِيغُ الاِحْتِجَازَ. يقول دو شازال: " كان دانتي كاتبا كبيرا، لأنه فهم ما لم يفهمه الكثير من الكتاب: الكلمة كائن حي، ويمكن للكاتب أن يقوم بمزجها وتفكيكها ووضعها في المكان المناسب لخلق هارمونية ضرورية بين الصوت والصورة، شريطة أن لا يغفل أن الكلمات لها روح مثل البشر. وأنا عندما أكتب كلمة كوكبات Astres فهذه الأحرف الستة لا تعني بالنسبة لي علامات جامدة بل هي سحر الحياة لأن جوهرها حقيقي وماهيتها عضوية". ولا تقتصر الكلمة، حسب دو شازال، على الحروف مكتوبة كانت أم منطوقة، بل ينبغي عليها أن تستجيب إلى حتميات الحدس المباشر العابر للتأملات. ولغة دو شازال خاصة به ومن فرط خصوصيتها أنه لا يتردد في الخروج على القواعد والقواميس. وحسب ما رأي جان بولان وجورج باتاي وغيرهما أن دو شازال شاعر فیلسوف؛ ليس للشعر عنده وظيفة أخرى غير تلك التي تعبر عن أفكار. فهو، في نهاية المطاف لا يريد التعبير عن إحساس ما ولكنه عن طريق الحس يسعى إلى صياغة صورته الشعرية. ويمكن للمرء أن يفهم حماس السريالين في بداية الأمر لتجربة دو شازال ويتفهم تحفظهم اللاحق. فلئن كانت تجربته تتقاطع مع التجربة السريالية في الخروج على الضوابط والقواعد، فلأن التجربتين تنهلان من نبع واحد هو الكتابة بلا رقابة داخلية. غير أن بروتون الذي أعلن في نهاية الأربعينات من القرن الماضي بأنه وجد في اشعار دو شازال ما كان يدعو إليه ويبشر به، سرعان ما أعلن عن تحفظه وأخذ عليه إيمانه بمبدأ "التأليهيية Déisme وهو عبارة عن مذهب يدعو للإيمان المبني على العقل دون الوحي ولا يقر بغیر وجود الله. وهو دين يتجاوز ما يطلق عليه دو شازال الأديان الأسطورية التي هي من صنع الإنسان نفسه للوصول إلى دين يصنعه العقل والمعرفة. وفي هذا السياق يمكن القول إن دو شازال لم يكن يعتبر نفسه سرياليا، فكيف يمكن لهذا المسكون بهاجس الحرية أن يقبل بأقل مما كان آرتور رامبو يطلق عليه "الحرية الحقة"؟ وهذه الحرية الحقة لا تستقيم مع فكرة الانخراط بمدرسة أو اتجاه أدبي حتى لو تعلق الأمر بالسريالية نفسها. ذهب مالكولم دو شازال إلى ما كان جان كوكتو يصر عليه ويدافع عنه: "الشعر عرس بين الوعي واللاوعي"، على خلاف ما نادت به السريالية في بياناتها وخاصة في مراحلها الأولى، إذ قدمت اللاوعي على كل ما سبقه وكل ما يلحقه. إن نقطة الضعف في الكتابة الآلية عند السرياليين، هي أن الوعي فيها مؤجل، يقول دو شازال، ويرى أن ما ذهب إليه سلفادور دالي في " النقد الهذياني" لم يكن سوى تألف مدروس بين الوعي واللاوعي ومن تجانس الاثنين يحصل الكاتب على ما يطلق عليه الكتابة السحرية. وهو يرى أن الشاعر وليس ألبير أنشتاين من يأتي بالحقيقة. وهو ليس سرياليا، يقول سينغور، لأن في داخله الكثير من الروحانية التي لا يملكها السرياليون حسب تعبيره. ومالكولم دو شازال ليس سرياليا لأن دعابته وردية، حسب قوله، ودعابة السرياليين سوداء. وهو ليس سرياليا، في نهاية المطاف، لأن بحثه الشعري قائم على المعرفة : لا هدف من أبحاثي سوى القبض على المعرفة، يقول دو شازال، فلو"منحت شهرة عالمية ولو وهبت كل ما في وسع المرء أن يتمناه ولو منحني الرب الأرض وما فيها والكون بأكمله، لقلت له: أيها الرب وهبتني كل شيء ولم تمنحني المعرفة". ولكن ماذا يفعل بهذه المعرفة؟ من أجل أن تختفي الأديان والفلسفات والعلوم ليحل محلها علم جديد هو "العلم الشعري" يجيب دو شازال. ومن نظرية العلم الشعري استنطق كل ما يحيط بالانسان، الأحجار والأزهار والنباتات والغابات والمياه والجبال ومنحها جميع الحواس مثل باقي البشر. ولأن المعرفة كل لا يتجزأ فصار من الواجب علينا أن نعثر عليها من خلال الخروج على السائد وكسر القيود ولربط الحلم بالواقع والحقيقة بالخيال. وقبل الشروع بهذا علينا أن نقول: وداعا للسريالية التي لا تستثمر غير اللاوعي ووداعا للرمزية التي تضع الانسان خارج الحياة" يقول دو شازال. ( تَقْدِيمِ: أحمد لوغليمي / عدنان محسن )
اللون له جمل ولكن ليس له أبجدية *** اللون الأحمر يفقد وزنه على الفستان الضيق جدا *** اللون الوردي هو ثوب حداد اللون الأسود *** اللون الوردي هو أسنان الشمس اللبنية. *** الأَزْرَقُ دَائِمًا تَخْتَمِرُهُ فِكْرَةٌ مَا. *** الأَبْيَضُ لاَ يَشْحُبُ قَطّ. *** الأَسْوَدُ هُوَ النُّورُ مَثْقُوبًا. *** امْسَحُوا الأَصْفَرَ وَهَاهُوَذَا أَبْيَض. *** يَشْحُبُ الْأَزْرَقُ مِنَ الغِبْطَةِ أَوَانَ الرَّبِيعِ. *** "اللون الأزرق يأتي في منتصف المسافة بين الأبيض والأسود. اللون الأزرق هو نقطة ارتكاز الوضوح، وهو مَفصل العتمة."/ *** مرر الأخضر يده على كتف الأصفر فإنتابته رعشة بنفجسية *** الرمادي منفضة سجائر السماء *** حين كان الأصفر مخموراً كان الأزرق متعطّشاً للأحمر لأنّه أصبح أخضر. *** لَبِسَتْ فُسْتَانَهَا ثُمَّ لَبِسَتْ أَزْرَقَ فُسْتَانِهَا وَرَاحَتْ إِلَى مَوْعِدٍ مَعَ عَشِيقِهَا وَحِينَمَا عَادَتْ كَانَتْ قَدْ ضَيَّعَتْ فُسْتَانَهَا وَاحْتَفَظَتْ بِالأَزْرَق. وَمُذَّاكَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ لَا تَلْبَسُ فِيهَا فُسْتَانًا أَزْرَقَ تُحِسُّ أَنَّهَا عَرْيَانَة. - نصوص مختارة من كتاب الحس التشكيلي وقصائد مالكولم دو شازال ترجمة عدنان محسن / أحمد لوغليمي