محمد سعيد العريان (1905 -1964) أحد كبار كتاب مصر، تخرج من دار العلوم سنة 1930 وكان أول دفعته، واشتغل بالتدريس ثم انتقل إلى وزارة المعارف، شارك في تحرير عدد كبير من المجلات وفي قصص الأطفال وفي تحقيق الكتب المخطوطة. تعتمد شهرته على ما أصدر من روايات تاريخية. أضخم جهد قام به في مجال الطفل بإصداره مجلة سندباد أوائل سنة 1952، وظل يرأس تحريرها لأكثر من سنوات عشر وكانت طرازا لم يسبق ولم يلحق في مجلات الأطفال.
في مجال التربية أسهم خلال عمله في وزارة التربية والتعليم بتصميم وإنشاء المكتبة المدرسيه في مصر وإنشاء المراكز العامة في الخارج التي تتضمن الكتب العربية من أجل نشر المعلومه، كما عمل جاهدا على إزالة الحواجز أمام تصدير الكتاب العربي ونشره في خارج مصر.
مجموعة قصصية بديعة، أسلوب الكاتب فيها فريد، لم أعهده من قبل؛ ألفاظه جزلة، وتراكيبه فخمة، ومعانيه عالية، بارع في استهلال القصة وإنهائها، يُكثِّف المعاني العديدة في الموقف الواحد، ويُحمِّل الحدث بأفكار عميقة وحِكم تحس بها دون أن يُفصح عنها أو يصرح بها، ويختصر الجمل في الكلمات ويجمع بين الأضداد بطريقة أطربتني كثيرا. شدهني الكاتب بسحر بيانه، وفجعني بسطوة حرفه وقوة كلمته وسمو فكرته، حتى كنت في متعة ما بعدها متعة من متع الدنيا! لعلها أفضل مجموعة قصصية قرأتها، وأقربها إلى مزاجي الأدبي والنفسي، ولقد قرأت مجموعات كثيرة، من الأدب العربي والأدب العالمي. والكاتب أحد اللذين برعوا في أدب القصص والروايات، لا سيما الرواية التاريخية، كما أنه تلميذ الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، كان ملازما له يكتب مقالاته التي يلقيها عليه ويقرأ له ما يريد أن يسمع، وكتب ترجمة للرافعي بعد موته، تعد أهم مرجع عن حياة الرافعي على الإطلاق.