الظاهر بيبرس شخصية تاريخية عظيمية وبطل من أبطال التاريخ الإسلامي من النادر أن تتكرر بطولته في التاريخ الإنساني، فقد جمع بين البراعة العسكرية، والدهاء السياسي ، والحنكة الإدارية، وقد انبهر به معاصروه، ودارت حوله الحكايات الأسطورية؛ فابتدع له الوجدان الشعبي ما يطلق عليه "السيرة الظاهرية" وهي قراءة شعبية لتاريخ هذا البطل والعصر الذي عاش فيه، وقد حرص الناس على التغني بهذه السيرة ــ التي لا يعرف لها مؤلف ــ وما زالوا يحنون لسماعها. وفي عام 1960 أعاد الشاعر الكبير بيرم التونسي صياغة السيرة الظاهرية بشكل عصري، وضمنها مجموعة هائلة من الأشعار والأزجال ضمن السياق الدرامي للأحداث، وقد قدمتها الإذاعة المصرية في حلقات مسلسلة على جزأين. وقد تم تفريغ هذه الحلقات، ثم إعادة تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء يعالج حالة معينة من حياة البطل الظاهر بيبرس؛ حيث يأتي الجزء الأول باسم "نشأة البطل" والجزء الثاني "فارس الفرسان" أما الجزء الثالث والأخير فهو بعنوان "بيبرس السلطان". ويقول بيرم التونسي في مذكراته عن إذاعة حلقات مسلسله "الظاهر بيبرس": "... والذي كان له الفضل في إعادة إذاعتها، واستكمال حلقاتها .. هو الرئيس جمال عبد الناصر الذي أمر بأن لا تنقطع حلقاتها .. عسى أن يمتد بي الأجل حتى أقوم باستكمال حلقات الرواية .. وبهذا تنتهي حياتي مكافحًا كما بدأت مكافحًا؛ إذ لا أنتوي أن أقوم بعدها بأي عمل إلى أن ألاقي ربًا كريمًا .. والحمد لله الذي وفقني إلى ما وفقني إليه".