سماء التي تدخل عالم الحب من بابه الشرعيّ، وابنتها المسمّاة باسمها تُصارع فقد الأم والغرق حبًا مع غريب افتراضيّ. تتنقّل الرواية بين صوتيّ الأم والبنت، في سمائين اثنتين ملبّدةٌ بالهيام. يظهر علي الزوج ويتوارى غسان العاشق في تقاطع حكاياهنّ. قد لا تبدو فكرة الرواية جديدة، وقد تندرج تحت تصنيف كليشيهات الروايات الرومانسية الطافحة حبًا وحلمًا. لكن أسلوب الكتابة واللغة أخّاذ. قد تظهر بعض العيوب في صوت الراوي حيث يخاطب القارئ تارةً كأم/بنت وتارةً كزوج علي/ حبيب غسان، كان هذا مربكًا قليلًا ويُعزى للولادة الأولى للكاتبة. كانت السباحة في اللغة هي ما يميّز هذه القراءة أكثر من أي عنصر آخر. قدرة الكاتبة على صياغة سياق كامل ليخدم المجاز اللغوي والتشبيه البلاغي بالرمزية والتورية ساعدت في خلق عنصر الرابط التشويقي والغامض إلى حدٍ ما في النص. قد يكون تبلور بعض الشخصيات أو اتجاهها في الحبكة متوقَعاً للقارئ، ولكن خلق نص يُرجِع بالأدب إلى حميمية وجمال المبادئ الصحيحة في الحب يعتبر ضرورة في هذا الزمن. هذا غير أن النمطية السائدة في القراءة والكتابة في تصنيفات معينة في هذه الفترة؛ قد يجعل من الرواية وموضوعها مبتذل بالنسبة للبعض ولكن لا ننكر أن وجود هذا الكتاب تحت تصنيف الرومانس يملأ فراغًا لابد أن يُملى قبل أن نتهاوى.