هذا الكتاب نادر واستثنائي! من حُسن حظنا أن المفكرَين الكبيرَين حسين وجلال أمين، ابنَي الكاتب الكبير أحمد أمين، احتفظا بخطاباتهما المتبادلة منذ أن كانا في عقدهما الثاني من العمر حتى عقدهما السادس، فسجلت رسائلهما ما شهدته تلك الفترة من تغيرات في شخصيتيهما وتطور في أفكارهما. يحتوي هذا الجزء الممتع على مراسلات حسين وجلال في خمسينيات القرن العشرين، التي مثلت بالنسبة إليهما مرحلة بالغة الأهمية، حيث أقاما بين مصر وإنجلترا وكندا، فانفتحا على عالم واسع، حافل بالثقافات والحضارات المختلفة، واستطاعا أن يكوِّنا شخصيتيهما تكوينًا ثقافيًّا فريدًا، واستفادا من كثرة التجارب والمتع. وإذ لم تتقاطع إقامتهما في القاهرة إلا نادرًا، فقد استمر تراسلهما، وظلت خطاباتهما المتبادلة تعبر المحيطات، بكل ما تحتويه من مشاعر وأفكار وتساؤلات وحوارات فلسفية عميقة. وكونهما شقيقين متقاربين في العمر ميَّز خطاباتهما بقدر كبير من الصراحة والمصداقية. لا شك أن تأثير تلك المرحلة الأولى على أفكارهما ظل ممتدًّا حتى سنواتهما الأخيرة، فلا يمكن لمن يقرأ إنتاجهما الثقافي اللاحق إلا أن يعود إلى تلك المرحلة من حياتهما، وأن يرد بذور أفكارهما إليها، وسيكون باستطاعته أن يدرك الظروف التي أدت إلى نشأة تلك الأفكار، وأن يتتبع مراحل تطورها ونموها. هذا الكتاب إطلالة نادرة على شباب قامتين عظيمتين في ثقافتنا العربية، وعلى خلفية سنوات شكَّلت عصرًا بأكمله.
أنا أحب جلال أمين وحسين أمين جدا جدا. قرأت كل كتبهم ومعظم مقالاتهم حتي التي لم تنشر في كتب، مثل مقالاتهم القديمة في مجلة الهلال في الثمانينات. على الرغم من أسلوبهم المختلف ومواضيعهم المختلفة (تخصص جلال اقتصاد وحسين دين) لكني أحب أن أتكلم عليهم كفرد واحد، ليس فقط لأنهم أخوة يفصل بينهما ثلاث سنوات في العمر وتربيتهم ونشأتهم متماثلة. ولكن لأن المشترك فيهم (فكريا وأدبيا) هو سبب حبي لهم. وهذه محاولة مني لفهم السبب العقلي لهذا الحب والامتنان:-
أولا: الإحساس بالواجب: طوال الوقت لا يغادرهم الإحساس بالمسؤولية تجاه افادة الناس. وانهم قادرين على ذلك بما يملكوه من علم ومعرفة وملكة فكرية. فإن لم يقوموا بذلك أصبحوا مقصرين.
ثانيا: الوطنية: حبهم لمصر من أعماق قلبهم وليس من أطراف ألسنتهم. يريدوها أفضل البلاد، ولا يبخلوا جهدا في محاولة إصلاحها. ومع تركيزهم على مصر، لا ينسون العرب والمسلمين في محاولات الإصلاح والتقدم.
ثالثا: الإفادة: يريدون افادة الناس بعلمهم. كل معرفة أو علم ينالوا منها نصيب في حياتهم لو لها أن تفيد الناس والبلاد يقولوها بلا خوف أو تردد أو استئثار أو تكبر
رابعا: التعليم المستمر: منذ نعومة أظافرهم وهم يقرأون، ويتعلمون في أفضل المدارس والجامعات. وكل ثقافتهم جادة ورفيعة وهدفها أن يصبحوا الأفضل
خامسا: الحق والخير والجمال: يقال أن هذه هي روح الفلسفة: وهي القيم التي يعيش بها ولها جلال وحسين. 1- الحق وحب البحث عن الحقيقية. 2 - الأخلاق وحب عمل الخير. 3- الجمال وتذوقه ومحاولة انتاجه ونشره
سادسا: التوسط بين الإصلاح التدريجي والثورة: في بعض كتابتهم كانوا غاية في الثورية والسباحة ضد التيار، خاصة حسين في مواجهة التيار الإسلامي المتشدد. وفي البعض الاخر كانوا يميلون الى التدرج في الإصلاح وانتهاج النفس الطويل والصبر ككتابات جلال عن الإصلاح الاقتصادي.
سابعا: الوسطية الدينية: لا افراط ولا تفريط
ثامنا: حب الحياة والتفاؤل: عندما تشاهد لقاءات جلال أمين لا تجد الابتسامة تغادره. ومعظم كتاباتهم تدعو لتوقع الأحسن والأمل في الاصلاح والتفاؤل بالمستقبل. وكم من كتاباتهم تتكلم عن أفلام وكتب وأغاني ومتع تدعو لحب الحياة والتمتع بطيباتها.
تاسعا: لا يكتبون الا اذا كان لديهم ما يقولوه. أمر بديهي. ولكن ما أغلب ما يكتب بلا هدف ولمجرد ملأ الصفحات. في التسعينات تقريبا ، طُلب من جلال أمين كتابة عمود يومي في جريدة الدستور بدلا من مقال أسبوعي. وقام بذلك لمدة شهر واحد فقط. ثم اعتذر للقراء لأن الكتابة اليومية لا تجعل الفكرة تختمر في عقله وتنضج لتستحق الكتابة وعاد للمقال الأسبوعي.
عاشرا: التفكير كوسيلة وغاية: هم يحبون التفكير في الأمور العامة (والشخصية بطبيعة الحال) حتى ولو لن يفضي التفكير الى كتابة. فالتفكير هو وسيلة للكتابة العظيمة وغاية في حد ذاته.
لا توجد رسالة واحدة من رسائل هذا الكتاب الجميل التي تبادلوها وهم شباب في عشرينياتهم إلا وتوضح أو تؤكد نقطة من العشر المذكورين. الكتاب رائع بالنسية لي. لكن لو لم تقرأ لهم من قبل سيكون بداية سيئة للتعرف عليهم. يجب قراءة على الأقل ثلاثة كتب لكل منهما لمعرفتهم، فاذا اعجبت بهما، فعليك بهذا الكتاب. أنصح البداية بالكتب الاتية لجلال أمين: ماذا حدث للمصريين، وماذا علمتني الحياة، ولحسين أمين: دليل المسلم الحزين، وفي بيت أحمد أمين.
الكتاب كويس بس مع الوقت حسيت بملل وف اجزاء ف الآخر عملتلهم skip ع اقرألي ومحستش أن فاتني حاجه مهمة يعني وحسيت كمان ف تعالي كده بالذات ف جزئية مصاحبة البنات الانجليزيات وإن البنات المصريات مقفلين هنتعرف عليهم ازاي لو ممشناش معاهم !!
وكمان محرر الكتاب قال إن ف اجزاء ف الكتاب مكتوبين ف كتب السيرة الذاتية للكاتبين .. ما شاء الله الكاتبين الاتنين كل واحد عامل ٣ أو ٤ أجزاء كتب سيرة ذاتية وكمان الخطابات دي .. ده ايه حب الذات الفظيع ده ! كل الكتب دي بتحكي عن حياتهم !!!
أنا من محبي أدب الرسائل الذي افتقدناه. ولذلك سعدت عندما شرُفت بتسجيل هذا الكتاب بصوتي على تطبيق اقرأ لي .. وأستطيع أن أقول إنه معزوفة ثنائية بين اثنين من مفكرينا المقدَّرين والمعتبرين في عالم الفكر والكتابة. تستطيع من خلال الرسائل أن تعرف ملامح الحياة السياسية والاجتماعية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي سواء في مصر أو لندن، وأن تستمتع برشاقة أسلوب "الأمينين" على حداثة سنهما وقت كتابتهما لهذه الرسائل.
شكرا لمن أخرج هذا الكتاب، وأرجو ألا يتأخر علينا بالأجزاء التالية ..
قطعة فريدة من الجمال الخالص. وكأنما بعضاً من الجمال الخام للحياة صيغ في خطابات حسين وجلال أمين المتبادلة ما بين العام ٥٠ و ١٩٦٠. الكتابة ليست مبهرة لأنها منمقة أو أن الكلمات مختارة بعناية، بل الجمال أن الكلمات عبرتنا وأخذت بوعينا وإدراكنا لزمن لم نحياه سمعنا عنه وقرأناه مسكوباً في عوالم روائية وسرود بعضها حي وبعضها جامد لا حياة فيه. لكن هذا الكتاب وهذه الخطابات نقلتنا مباشرة إلى عوالم الخمسينات والستينات، إلى أزمنة الحلم والأمل، ثورة الأفكار وفيضان المشاعر الوطنية القومية. بالخطابات أحاديث مطولة ناس وطريقة حياة ولبس وأكل ومقارنات عن الحياة في مصر وفي انجلترا واوروبا. ومقارنات عن الحياة والسياسة والمجتمع قبل ١٩٥٢ وبعدها. مناقشات طويلة عن الفن والسينما والمسرح والتوجهات الفنية في بريطانيا خلال الخمسينات، وقت إقامة الشقيقان على فترات في لندن؛ إما للعمل في الإذاعة البريطانية كما في حالة حسين، أو للعمل كما في حال جلال. حديث مطول عن الأحلام والطموحات الكبيرة ورغبة حسين في أن يصير كاتباً وفنانا قادراً على التعبير عن الجماهير بأفكارها وآلامها وأحلامها. حديث أحر طويل عن البذور الأولى لمشروع فكري سيملأ المشهد الثقافي المصري فيما بعد، أسمه جلال أمين؛ إذ نرى بكل بساطة بدايات تكون فلسفة جلال أمين ونظرته للحياة. هو ببساطة كتاب يضم بين دفتيه البذور الأولى للحلم الممتد بين جلال وحسين أمين، حلم شخصي وحلم وطني قومي. هي ببساطة متعة رؤية الأفكار والأحلام الصغيرة وهي تنمو، وفي أثناء ذلك متابعة التغير الذي أصاب المجتمع في مصر قيماً وثقافةً وسياسة وسلوكاً عبر مرآة الحاضر ومرآة اوربا وقت ذاك أو ربما حتى الآن.
كتاب ممتع جدا! اختلاف طرق التعبير والكتابة بين الأخوين كان شئ ممتع ومشجع للقراءة والمقارنة بين وجهات النظر بينهما. أيضا الكتاب موثق لتجربة الغربة في خمسينيات القرن العشرين ويساعد على المقارنة مع التجربة في عصرنا هذا، بالذات في نقاط الشبه الكثيرة، على الأقل من الناحية النفسية.
مع كل المراجعات المستحسنة للكتاب أشعر بالخجل أن أخالف المعجبين، لكن الحقيقة أن الرسائل تظهر الجانب السطحي والساذج والمنبهر بالغرب بصورة غير عادية!! يحتار المرء عندما يقرأ مثل هذه المراسلات الساذجة التي لا تتعدى كون شخصيتين يريدان تأكيد كونهما أفضل وأن ثقافتهما أصبحت أفضل وحياتهما ستكون أكثر تميزا وان أقل مثقفين الفرب يفوق أقوى مثقفي الشرق.. حالة من الإنبهار تحيط المراسلات والتي تعتبر تسجيل ذكريات الى جانب كونها رسائل !! لا أدري ما فكرتهما عن معنى التراسل خاصة انهم كانا يكتبان لبعض ان هذه المراسلات من أجل أن تنشر يوما ما!! حين تقرا مذكرات ماركيز او المسيري او يوميات سلفيا بلاث أو مراسلات منيف تنصعق من هول الجمال .. التعبيرات الأدبية والفكر الشخصي والرؤية العامة .. اما هما فسطحية غريبة تتخللها بعض الفوائد !! لإحقاق الحق فإن رسائل جلال أمين اعمق بكثير من رسائل أخيه حسين وأمتع ورؤيته أكثر وضوحا وربما لأجله أعطيت الكتاب الثلاث نجمات.. قرأته بناء على ترشيح بلال فضل في قناته على اليوتيوب وليتني ما فعلت
That was truly a complete waste of my time. حسين أمين شخصية عندها حب ذات مستفز و إحتقار شديد للمرأة و تناقض مرعب! جلال أرحم شوية و الجزء بتاعه في الكتاب أعمق.. لالالا كتاب ممل و ملوش أي لازمه بجد
1.5 stars but had to round it up First I was thrilled by the book and wanted to read Then I did and at times I was bored. The layout at times was onesided at times and would have appreciated if like the second prt where Galal is sending letters that we see the response letters Sometimes the letters were too dry and lacked personality But I can’t criticize them for it, as I can’t criticize the humans and why they did so but overall I don’t think I would be reading part 2
قرأت هذا الكتاب بعقلي و قلبي في آن واحد فرسائل الأستاذين رحمة الله عليهما تتقاطع بين الفكر و المشاعر و الأسلوب الأدبي فائق الروعة أضاءت لي الرسائل جزء مهم من تلك الحقبة و اتضح لي أين كانت مصر و كيف أصبحت انتظر الجزء الثاني من الرسائل
أخي العزيز مراسلات حسين وجلال أمين الجزء الأول 1950 – 1960 جمعها وحررها كمال صلاح أمين دار الكرمة – 2021 337 صفحة السعر 220 جنيه هذا كتاب نادر واستثنائي ، فمن حسن حظنا أن الأخوين حسين (1932 – 2014 )وجلال أحمد أمين (1935 – 2018 ) احتفظا بخطاباتهما المتبادلة ، وهذا النوع من الكتب التي تنشر خطابات الراحلين أمر جديد – فيما اعلم – في لغتنا العربية ، وقد سبق منذ سنوات قليلة فقط نشر خطابات متبادلة بين الصديقين المخرج السينمائي محمد خان ( 1942 – 2016 ) وصديقه مدير التصوير السينمائي سعيد شيمي . وإذا كان التاريخ يتسع ليشمل غير التاريخ السياسي الذي يتحدث عادة عن الملوك والرؤساء وتغييرات الحكم ومنازعات الدول والمعارك ، التاريخ الاجتماعي والتاريخ الاقتصادي والتاريخ الثقافي ، فمما لا شك فيه أن مثل هذه المراسلات بين حسين وجلال أمين ستشكل دليلا ووثيقة علي التاريخ الاجتماعي والثقافي لفترات كتابة هذه الرسائل . يحتوي هذا الجزء الممتع علي خطابات تم تبادلها بين الأخوين خلال فترة عشر سنوات من 1950 إلي 1960 ، وقد مثلت تلك الحقبة فترة بالغة الأهمية لكلا الأخوين ، حيث توزعت محال إقامتهم بين مصر وأنجلترا وكندا ، فانفتحا علي عالم واسع حافل بالثقافات والحضارات المختلفة ، وأفادا منه في تكوين شخصيتيهما تكوينا ثقافيا فريدا بعدما شهدت الفترة السابقة وضع الأساس الثقافي لهما بمصر .وهذا الكتاب إطلالة نادرة علي شابين تطور فكرهم ليصبحا فيما بعد قامتين كبيرتين ومن العقول المفكرة التي تعتز بهما مصر . يحتاج هذا الكتاب وسيستمتع به أكثر من سبق له التعرف علي الأخوين من خلال السيرة الذاتية التي كتبها حسين ونشأته في بيت أحمد أمين وذلك في كتابه الشيق ( في بيت أحمد أمين)، أما جلال الشقيق الأخر فقد كتب سيرته الذاتية في ثلاث كتب صدرت تباعا بعناوين ماذا علمتني الحياة (2007) ، ورحيق العمر ( 2010 ) وأخيرا مكتوب علي الجبين ( 2015 ). من خلال قراءة الرسائل المتبادلة أحسست بقوة الترابط الأسري الذي جمع بين أبناء أحمد أمين والحب الذي ألف بين قلوبهم ، كما لاحظت لغة الخطاب الراقية وبدا من خلال الرسائل الاهتمامات الثقافية والفكرية والسياسية .وواضح أن خدمة البريد كانت في غاية الانتظام وقتها حيث وضح ذلك من تواريخ الخطابات بحيث كان الخطاب المرسل من القاهرة إلي لندن أو العكس لا يستغرق أكثر من ثلاثة إلي أربعة أيام ! من المور المثيرة للدهشة ما كتبه جلال لوالدته في أول خطاب أرسله لها من لندن في عام 1958 يخبرها فيه أنه أستأجر غرفة بلندن وبلغ أيجارها الأسبوعي مع الأفطار 420 قرشا .!!! كما ظهر من خلال خطاب آخر لجلال قوله لأخوته في مصر ( إذا كان أحد منكم يود أن يقدم لي خدمة فليشترك لي في مجلة الآداب البيروتية ). أصبحت الآن متيقنا من الفكرة التي لا أذكر أين قرأتها والتي تتحدث عن أن الكاتب تدور كتبه أو مؤلفاته حول عدد محدود من القضايا أو الأفكار ، يناقشها غير مرة ويعود أليها من حين لأخر ، فقد لاحظت ما تردد في الرسائل بين الأخوين عام 1959 مناقشاتهم لموضوع ترتيب سور القرآن الكريم ، وفي هذا العام قرأت كتاب للأستاذ حسين أحمد أمين بعنوان (لغة العرب وأثرها في تكييف العقلية العربية ) صدر في عام 2005 عن دار العين للنشر وفيه فصل عن هذا الموضوع . مما لا شك فيه أن المحرر الأستاذ كمال صلاح أمين وهو من الجيل الثالث في أسرة امين ، قد بذل جهدا كبيرا في ترتيب وأضافة بعض الهوامش والتعليقات الذكية التي توضح بعض التفاصيل علي الخطابات وهو يستحق الشكر الجزيل علي مجهوده هذا وأرجو أن يثابر ليخرج لنا باقي الأجزاء . عمرو أبوثُريا
بعد فترة وجيزة من وفاة جلال آخر الشقيقين، يأتينا كمال بهذه المراسلات الرائعة التي تعكس عمق العلاقة بين الشقيقين الاستثنائيين أبناء الأديب أحمد أمين، صاحب فيض الخاطر وغيره من المؤلفات التي على رأسها كتاب (حياتي) ذا الصلة الوثيقة بموضوعنا هنا: أن تقرأ وكأنك تعيش في بيوت أحمد وأبنائه. لن يقدر القارئ هذا الكتاب حق قدره حتى يقرأ ويتعرف على هؤلاء الثلاثة في سيرهم الذاتية، (حياتي) للأب أحمد، وثلاثية جلال (ماذا علمتني الحياة) و(رحيق العمر) و(مكتوب على الجبين)، و ( في بيت أحمد أمين). وبذلك ستكتمل متعتك بهذه المراسلات الرائعة.
ستختلف كثيرًا وستتفق أكثر، ستتبسم وتحزن، وستجلّ وتحتقر، وستغبط وتخجل من المصارحات والأفكار والمشاعر والمواقف والآراء المبثوثة في ثنايا الكتاب لشابين عربيين مثقّفين، وحيدين في العقد الثاني من عمرهما، حالمين مملوءين طموحًا وتطلّعًا.
كتاب اكثر من رائع و مراسلات قيمة هي في الحقيقة مش بس رسائل بين شابين في الخمسينات لكن هي اكتر من كده بكتير. هي لمحات من الحياة الثقافية و الفنية و السياسة الخارجية و كمان حياة الناس العادية في اوروبا خصوصاً انجلترا و المانيا. طبعاً انا مش مصدق ان دي رسائل بين اتنين شباب في العقد التاني من عمرهم حتي واحنا عارفين ان بعد كده الاتنين هيبقوا من كبار المثقفين في مصر . انا معجب جداً كمان بجرأة جلال و حسين امين في الرسائل و انفتاحهم بل وتفهم العيلة كلها لافكار شبابهم و تقبلهم للاخر. جهد اكتر من رائع في تحرير الرسائل دي و اخراجها بشكل متتابع حتي لا يمل القارئ او يخرج بره الاحداث
فى أحد رسائل جلال أمين فى هذا الكتاب يذكر أن المصريين يضيعون 3/4 حياتهم فى الدردشه وانتقاد الاخرين هذا بالضبط شعورى نحو هذا الكتاب فهذه العبارة بالنسبة لي تلخص هذا الكتاب
رسائل تجمع بين تجارب غنية وثقافة واسعة وجو أسري دافئ.. استمتعت بها جداً ويبدو أني أصبحت متعلقاً بعائلة أمين ابتداءً بالأب أحمد أمين ثم جلال أمين وأخيراً اكتشاف هذا الكتاب حسين أمين.
هذا كتاب من الكتب النادرة جداً في المكتبة العربية، وهو من هدايا السماء التي تصادفها بدون انتظار في معارض الكتب أو أرفف المكتبات، فمن كان يتوقع أن يجد كتاباً يضم مراسلات بريدية حميمة وغزيرة بين عملاقين من عمالقة الفكر العربي، حسين وجلال إبني المفكر الكبير أحمد أمين، سيتبادر إلى ذهنك فوراً ما كتبه كل من جلال أمين في سيرته الشخصية (ماذا علمتني الحياه و رحيق العمر ومكتوب على الجبين) أو ما كتبه حسين أمين (في منزل أحمد أمين)، وبالطبع سينتابك الفضول لتقارن كل ذلك بما كتبه والدهما عن سيرته الذاتية في كتابه (حياتي). ولن تجد مفارقات تذكر في سير الأحداث أو تفاصيل الحياة التي يتفق الجميع على وصفها بالحياة الهادئة والسعيدة في بيت السيد أحمد أمين، لكن ما يميز المراسلات ويجعلها كنزاً أدبياً وتاريخياً، هي تلك التفاصيل الدقيقة والغزيرة التي تنساب في ثناياها بين شابين في مقتبل العمر، مقبلان على الحياة بشتى ألوانها ومباهجها، تغرب أحدهم أولاً ليعمل مذيعاً في الإذاعة البريطانية في لندن(حسين) و عاش حياة حافلة مليئة بالإثارة والمتعة والتحديات و دأب يكتب لأخيه عن كل ذلك بالتفصيل الممتع، يكتب له عن لندن و أجوائها ومسارحها و حفلاتها، عن الكتب التي قرأها، عن الموسيقى التي يستمع إليها، عن عمله و طبيعته، عن هيئة الإذاعة البريطانية وكواليس العمل الإذاعي و صعوباته، عمن يحب و من يكره في الإذاعة، ثم عن المواجهات التي حدثت لاحقاً بين موظفي القسم العربي و رؤسائهم الانجليز عندما رفضوا قراءة بيانات الحكومة البريطانية خلال العدوان الثلاثي ثم قراره بالاستقالة نتيجة لذلك. سيحكي حسين كذلك عن مشاعره وشعوره بالوحدة والغربة، عن قلقه على مستقبله الأدبي لو استمر مغترباً، عن ارتبطاته العاطفية وحيرته بين الزواج بصديقته الانجليزية أو التمهل والزواج من فتاة مصرية. ثم لا تلبث الأحداث أن تنعكس فيغادر حسين إنجلترا و يأتيها جلال ليتابع دراسته العليا في الاقتصاد، ��هنا نبدأ في الاستماع لوجهة نظر جلال عن الغربة و الصعوبة الحياة الباردة، ثم تتعمق الحوارات لتتناول كل شيء يخطر في بالك، عن الدول والمدن التي يزورها كل واحد منهم ورأيه فيها وفي أهلها، عن الفلسفة و الفن و السينما والكتب والمسرحيات، ستجد أن كلا الشابين بدأ في تكوين نظرة فلسفية ونقدية مختلفة عن العالم، وأن نقاشاتهما التي تمتد لعدة خطابات حول موضوع أو فكرة أو كتاب تتكسب زخماً ممتعاً أشبه بمتابعة مباراة عالية المستوى في كرة القدم. تتوقف الخطابات عند العام ١٩٦٠ بعد وفاة والدة الشابين، وجلال لايزال في الغربة، ويعد المؤلف الأستاذ كمال صلاح أمين باستكمالها في جزء ثان نتمنى أن لايتأخر كثيراً
كتاب من نوعية أدب الرسائل وهو النوع الوحيد الذي أراه قريب من السير الذاتية حيث أن الكاتب من خلال هذا النوع من الأدب يكشف عن بواطن روحه ومشاعره بكل إرتياح للطرف الآخر امتدادًا من المحبة التي بداخله. الجزء الأول التي جمعها كمال صلاح أمين 1950-1960 "أخي العزيز" مراسلات بين حسين وجلال أمين ما بين سنة تبادلوا مراسلاتهم في أثناء تنقلاتهم ما بين لندن والقاهرة وبضعٌ دول أخرى. لا أراها رسائل عادية بل أنني مررت على رسائل تفيض بالمشاعر ومدهشة بحق، وجدت بها الكثير من الآراء والحكم والتوصيات في الكتب التي لا يملون من الحديث عنها وفي الأفلام التي يحكون قصصها لبعضهم البعض وحتى في المسرحيات التي ذهبوا لمشاهدتها. لا يشابهون بعض بالأسلوب لكلٍ منهما أسلوب متفرد يميزه ولكنني لسببٍ ما تلمست بهما والدهم الأديب العظيم أحمد أمين-رحمة الله عليه- ولم أندهش من ناحية أنهم أبناءه. ظهرت في هذه المراسلات الكثير من الرُقي والفكر والعلم الزاخر الذي يتمتعان بهما كلٍ منهما. "في سؤال لا يسأله الأديب لنفسه:لماذا أكتب؟ إذ إنها ليست حقيقة ان الأديب يكتب لنفسه، مهما دعى ذلك. هناك دائمًا قارئ يتخيله في ذهنه ويكتب له. وهو في الأحوال العادية القارئ من نفس بلد الأديب ومن نفس طبقته ومن نفس ظروفه الثقافية" وفي نصيحة كتبها جلال إلى أخيه حسين:"محاولة اتصالك بالناس يفيدك-ككاتب- كثيرًا جدًا. إن لك بلا شك بصيرة نافذة ولكنها تحتاج إلى موضوعات من الآدميين لكي تنفذ فيها. لأن الإنسان خاصةً في علاقاته المختلفة هو أهم ما يكتب عنه" شعرت بأنها رسائل دافئة، يعرف كل قارئ مرّ بهما بعمق علاقة هذه الأخوة وكيف أنهم يطمئنون على بعضهم البعض من خلال هذه الخطابات. انبهرت كيف تمكنوا من صياغة سنوات ليست قليلة من خلال هذه المراسلات التي أضموها بجانب حياتهما. جلال وصل إلى مرحلة مستطابة للإنسان عندما كتب في رحلته بمناكب الحياة:"أعتقد أن أهم تطور نفسي طرأ عليّ في هذه المدة القصيرة، هو تعلمي كيف أكون أن لنفسي سبب سعادتي الوحيدة" وبعدما تيقن من عمق روعة المرحلة الذي فيها كتب إليه:" إن العمل الشاق هو الشيء الوحيد الذي يبعث الثقة بالنفس واحترامها، والراحة لا يكون لها معنى إذا كانت لا نهاية لها" وأيضًا كتب:"أنني الآن أستطيب أشياء ما كنت أستطيبها، القراءة لم تعد واجبًا بل لذة وأصبحت مستعدًا على أن أكون في أي مكان ولو في سجن إذا أعطيتني كتابا جيدًا.." أتطلع لمراسلاتهم في الجزء الثاني، فأنا أثق أن ينتظرني الكثير بعد.
هذا الكتاب هو رسائل لأبناء الأديب المصري الشهير أحمد أمين. حسين وجلال تبادلوا الرسائل في فترة تنقلهم بين لندن والقاهرة وكندا وبعض دول أوروبا. الرسائل هي قمة الروعة في الثقافة والفكر العالي على الرغم من صغرهما في فترة كتابة هذه الرسائل. فالرسائل كتبت وكأنها مناظرات بين علماء أو بين منظرين، فيها التحليل والتسجيل للأحداث والحديث عن الدين والموسيقى وشخصيات الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم. ومن الممتع أن تقرأ و أن ترى علاقة أخوة اثنين بهذا العمق من الرقي والثقافة.
هذا هو الكتاب السادس الذي أقرأه لجلال أمين، وكعادتي دائما أتعجب من رقي فكره وجمال كتاباته، إلا أنني انتقده بسبب كتاباته التي ليس لها حدود (والتي تتعدى الأدب في بعض الأحيان وتتخطى بعض حدود الدين). فهو يتحدث كثيرا في ما لا ينبغي التحدث عنه وكان هذا واضحا في رسائله هو وأخيه. لكن إن غض القارئ بصره وسد سمعه عن بعض الكتابات، وجد ثقافة عالية وحديث راقي سيرفع من درجة تفكيره ونظرته للأمور.
فكرة جيدة جدا ونادرة في هذا العصر ان نجد كتابا جديدا يصنف تحت أدب المراسلات .. وتظهر هذه المراسلات مدى ثقافة هذه الأسرة ومستوى النقاشات بينهما بما لا يخل باهتماماتهم الشخصية ببعضهم البعض