إن المقصود هنا بالعلوم العربية هو مجموع الإنتاجات والممارسات العلمية المنجزة في قسم كبير منها في اللغة العربية طيلة تسعة قرون ، من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر الميلاديين . وهذه العلوم وإن كانت تعود في أصلها إلى الحضارات القديمة التي ذكرنا ، فإنها تتميز في أغلبها بكونها تخاطب الإنسان حيث هو كذلك بغض النظر عن انتماءاته العرقية والدينية والثقافية . إن الحضارة العربية الإسلامية وإن كان الدين الإسلامي عقيدتها الرسمية ، واللغة العربية لسان نخبها ، فإنها شكلت في العمق فضاء حضاريا رحبا استوعبت كل الطوائف الدينية والتنوعات العرقية والثقافية .
وهكذا ، إن عبارة ( عربية إسلامية ) ذات دلالة حضارية ، لا دلالة دينية أو عرقية ضيقة ، إذ المقصود بالعرب المسلمين كل المنتمين إلى الحضارة العربية الإسلامية من مختلف الأجناس ( عرب ، هنود، فرس، بيزنطيين ، يهود … ) وليس الجنس العربي ، وأيضا من كل الملل ( مسلمون ، مسيحيون ، مجوس ، صابئة …) وليس الملة الإسلامية ، لأن هذه الحضارة قد تميزت على المستوى الرسمي بعروبة اللسان وإسلام العقيدة ، وعليه فكل ما تم إنجازه من علوم عقلية كان أغلبه باللغة العربية وحصل في إطار رقع جغرافية تابعة للحضارة الإسلامية ؛ أي أن هذه الأنشطة العلمية والفلسفية قد تمت في مراكز ومدن تابعة للدولة الإسلامية ولم يكن منجزوها بالضرورة من أصول عربية أو ذوي عقيدة إسلامية .
Professeur émérite d’Histoire des Mathématiques à l’Université de Lille1. Chercheur en Histoire des Mathématiques, Associé au C.N.R.S. (U.M.R. 8524).
Doctorat de Mathématiques (3e cycle), Analyse Fonctionnelle : Université Paris-Sud, 1972. Doctorat d'Histoire des Mathématiques, Option Histoire des mathématiques arabes de l'Occident musulman : Université de Nantes, 1990. Habilitation en Histoire des Mathématiques : Paris, Ecole des Hautes Etudes en Sciences Sociales, 1998.
الكتاب يقدم نظرة شاملة عن وضعية العلوم بأنواعها في الحضارة العربية والإسلامية منذ البدايات الأولى - كيف تشكلت - وتطورت - ثم أفلت
حيث نجح علماء من بلاد المسلمين في أوج الفتوحات الإسلامية بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلاديين على الخصوص بازدهار العلوم بمختلف مجالاتها ( الرياضيات ، والفلك ، الطب ، والكيمياء .. الخ )
الكتاب خلاصة إزدهار العلوم العربية في الحضارة العربية الإسلامية والأسباب التي أدت إلى أفولها