الدعوة الإسلامية اليوم حاجة بشرية عامة ، قبل أن تكون ، حاجة الوطن الإسلامى ، نعم إن الوطن الإسلامى الكبير الممتد من شواطئ الاطلنطي إلى شواطئ الهندي والباسفيكي ، والتغلغل فى قلب أوربة وإفريقية وآسيا فى حاجة أولية إلى هذه الدعوة ، ولن يكون له بغيرها كيان حقيقي . ولكن البشرية كلها ليست اليوم بأقل حاجة إلى هداية الإسلام من ذلك الوطن الإسلامى الخاص. وسواء أكانت البشرية تحس هذه الحقيقة أم لا تحسها ، فإن هذا لا يغير من وضعها شيئا فحاجة المريض إلى الطب والعلاج لا تتوقف على شعور المريض بهذه الحاجة ، بل إنه كثيرا ما يدعي الصحة والقوة وهو أشد ما يكون حاجة إلى الطبيب والدواء
The saying that ‘The pen is mightier than the sword’ accurately describes the life-story of Sayyid Qutb ( سيد قطب ); who was an Egyptian prominent revivalist, ideologue, thinker, and a leading intellectual of the Egyptian Muslim Brotherhood (al 'Ikhwan ul- Muslimun) in the 1950s and 60s.
He is best known for his work on redefining the role of Islam in social and political change, particularly in his book Ma'alimu fi-l-Tareeq (Milestones). But the majority of his theory could be found in his extensive Qur'anic commentary(tafseer) : Fi zilal il-Qur'an (In the shade of the Qur'an); the noteworthy multi-volume work for its innovative method of interpretation; which contributed significantly to modern perceptions of Islamic concepts.
His early life was spent in an Egyptian village. Then he moved to Cairo where he received his university education between 1929 and 1933, and where he started his career as a teacher. During his early career, Qutb devoted himself to literature as an author and critic. Writing such novels as Ashwak (Thorns) and even elevating Egyptian novelist Naguib Mahfouz from obscurity. In 1939, he became a functionary in Egypt's Ministry of Education (Wizarat ul-Ma'arif ). From 1948 to 1950, he went to the United States on a scholarship to study the educational system, studying at Colorado State College of Education (Now the University of Northern Colorado).
It was during this period that Qutb wrote his first major theoretical work of religious social criticism, al-'Adala Tul-Ijtima'iyyatu Fil-Islam (Social Justice in Islam), which was published in 1949, during his time overseas.
Though Islam gave him much peace and contentment, he suffered from respiratory and other health problems throughout his life, thus he never married.
Qutb was extremely critical of many things in the United States: its materialism, brutal individualism, merciless economic system, unreasonable restrictions on divorce, sick enthusiasm for sports, "animal-like" mixing of the sexes (which went on even in churches), and lack of support for the Palestinian struggle.
Qutb discovered -very early- that the major aspects of the American life were primitive and "shocking".
His experience in the United States is believed to have formed in part the impetus for his rejection of Western values and his move towards Islam upon returning to Egypt. Resigning from the civil service, he joined the Muslim Brotherhood in the early 1950s and became editor-in-chief of the Brothers' weekly al-'Ikhwan ul-Muslimun, and later head of the propaganda section, as well as an appointed member of the Working Committee and of the Guidance Council, the highest branch.
سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين. ولد في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بها تلقى تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1352هـ 1933م. عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد عام 1370هـ 1950م. انضم إلى حزب الوفد المصري لسنوات وتركه على أثر خلاف في عام 1361هـ 1942م وفي عام 1370هـ 1950م انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وخاض معهم محنتهم التي بدأت منذ عام 1954م إلى عام 1966م وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه وأعدم عام 1385هـ 1966م. مر سيد قطب بمراحل عديدة في حياته من حيث الطفولة ثم أدب بحت في مدرسة العقاد ثم ضياع فكري ثم توجه للأدب الإسلامي إلى أن صار رائد الفكر الحركي الإسلامي وهذه المرحلة هي التي يعرف الناس اليوم بها سيد. ويعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي. هو الابن الأول لأمه بعد أخت تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل. وكانت أمه تريد منه أن يكون متعلمًا مثل أخواله كما كان أبوه عضوًا في لجنة ا
عظيمٌ هذا الرجل , و عبقريّ , و مؤمن حدّ الكمال بالفكرة و الرسالة التي اختارها لحياته و حياة العالم ... يقينُه بالإسلام كخير مطلق و رحمة مهداة للعالمين لتتحقّق بها إنسانيّة الإنسان - أيّ إنسان - بعد أن نهشت روحه المادة و الضياع , يصعب أن لا يؤثّر فيك خطابُه و كلامه " الإنسانيّ " في هذا الكتاب مع الخطوط العامّة للمجتمع الإسلامي الذي يريده يسبق بكثير المنتسبين للتجديد اليوم , يسبقهم بما هو أهمّ من عالميّة الخطاب و فرادته : الإيمان بما يقول .
قوّة الأصالة في الفكر , و اليقينيّة المطلقة بالرسالة , و شموليّة التصوّر , الإنسانيّة العالية , والأخلاقيّة المتغلغلة في كلّ شيء , في كتابه الصغير هذا ... رحمه الله
عن ملامح المجتمع الإسلامي الحقيقي يتحدث سيد قطب رحمه الله. وأكتفي في العرض باقتباس منه، حيث يقول في هذا الكتاب: إن النظام الاجتماعي الإسلامي، وقد انبثق من العقيدة الإسلامية، وتكيّف وجوده بالشريعة الإسلامية، يجب أن يظل دائما خاضعا في نموه وتجدده للأصل الذي انبثق منه، وللشريعة التي كيّفت وجوده. يجب أن تكون الشريعة الإسلامية هي المسيطرة على كل تطور في نظام المجتمع الإسلامي، وألا يترخص هذا النظام في اتجاه من اتجاهاته الكلية والجزئية خضوعا لأوضاع أجنبية عن طبيعته، تضغط عليه من الخارج، بينما هو يملك تلبية جميع الحاجات المتجددة في حدود قانونه هو، وحسب اتجاهه الذاتي. إن هذا النظام الإسلامي دقيق في تكوينه ومتكامل في مجموعه، وكل صغيرة وكبيرة فيه متناسقة بعضها مع بعض وفق القاعدة التي يقوم عليها. وهو من الدقة بحيث تتغير طبيعته بدخول أي عنصر غريب عن هذه الطبيعة في تركيبه. هو نظام غير قابل للترقيع، غير قابل لأن نستعير له "قطع غيار" من أي نظام وضعي، لأن الاعتقاد فيه والعبادة والسلوك والمعاملة كلها مترابطة وكلها متناسقة وكلها متفاعلة وكلها نابعة من عقيدة واحدة، ذات أهداف مرسومة، وهي تنشيء آثارها الاجتماعية وفق تركيبها الذاتي، فلا تصلح معها آثار اجتماعية أخرى، ناشئة من فلسفات أو أوضاع أجنبية، مهما تكن في ظاهرها بعيدة عن موضوع العقيدة كالمسائل الاقتصادية والمالية مثلا.
حين كنت أترحم على الشيخ سيد قطب رحمه الله كنت أفكر فقط فى إعدامه الظالم وموقفه وقت إعدامه حين رفض أن يطلب العفو من طاغية.. ولكن بعد أن قرأت كتابه هذا علمت و اتضح لى أن تلك النهاية البطولية كانت نهاية حياة لم تكن أقل شجاعة أو تشريف.. الكتاب مناسب جدا للظروف الراهنة..وأفكار الشيخ سيد قطب تنضح بإخلاصه وإيمانه الذى تكاد تنطق به صفحات الكتاب ذلك الإخلاص الذى يهبه الله لمن تشربت قلوبهم بالإيمان و حولوا نظامه وفكرته إلى نماذج حية..
الكتاب يوضح الكثرير مما يختلط على بعض الناس فى مفاهيم المجتمع الإسلامى..ذلك المجتمع الذى ارتضاه الله و نظمه وفقا للفطرة ليكون نظاما عالميا يكفل جميع الحريات..
جذب بالفعل "نحو مجتمع إسلامي" انتباهي أكثر مما أسلفه لبدئه أخيراً باستخدام الأدلة المحددة و الإستدلال بالنصوص و الروايات التي تخرج الكلام من نطاق الرأي لنطاق الحقائق المثبتة، ضاحداً به أي شك قد يساور القارئ في صحة الكلام. أحب أن أنوه أن مضمون هذا الكتاب يكاد يكون هو ذاته مضمون محاضرات د. فاضل سليمان لرد الشبهات عن الإسلام و التي رشح فيها قراءة كتب المكتبة.. و لكني لا أثن على الكاتب الإفراط في استخدام أساليب التوكيد وهو لازال يعرض قضيته و يمهد لها، فحتى و إن كان يخاطب من جهِل دينه من المسلمين و ليس غير المسلمين، فالإطالة في الكلام المرسل تثير الشك في وجود الحجة و الدليل عند المتلقي... و قد يكون هذا رأي متلق متسرع، و هذا احتمالٌ وارد
أعجبني: - توضيحه الفرق بين الشريعة الإسلامية و الفقه الإسلامي - تأكيده الدائم على سعة و تشجيع الإسلام للإبداع و التجديد و البعد عن النمطية - تأكيده على أن شكل المجتمع الإسلامي ليس بالضرورة هو شكل المجتمعات التي قامت بإسم الإسلام، مما يرد على الخوف من الإسلام بسبب الخوف من تكرار النموذج السعودي أو لوم الإسلام على تداعي هذه المجتمعات - الإسلام نظام متكامل، إذا لم يؤخذ كله، لن ينجح لأن كل قواعده تترتب على بعضها البعض. ان انتزعت أحداهم، أخللت بتوازن النظام الإسلامي برمته - أنه بدأ في الصفحة الستين طرح حلول عملية لتطبيق الإسلام في المجتمع
- أثار فكرةً لم تخطر على بالي من قبل: القومية فكرة قاصرة أن فكرة الإسلام و توحيده للبشرية فكرة أعم و أشمل من أي انتماء قومي أو وطني، و أقرب لصنع السلام الحقيقي العالمي، إذ أنها لا تشجع الإنتماء لقطعة أرض بل لفكرة... فكرة توحد أمم بأسرها.. أسمى ما يمكن!
- فكرة القهر العقلي: أن الإسلام لم يلجأ للقهر العقلي للإقناع أو لم يكن في حاجة لذلك، فسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كانت له معجزات عظيمة، لا تجد المسلمين يستدلون بها على نبوته ولا يقام لها وزناً كبيراً قدر ما يقام لفكرة السلم و الإسلام و الإيمان بالله و بما أنزله على نبيه الكريم..
- فكرة الإسلام و علاقته بباقي الأديان: من الكافر و من المسلم؟ (يطول الحوار فيه..)
- وصف الضرائب المفروضة على المسلمين في الإسلام بأنها نوعان: ضريبة الدم و ضريبة المال.. و أن كلاهما إلزاميان في سبيل إعلاء كلمة الله و لكنها غير ملزمة للكتابيين.. يالها من طريقة نبيلة لشرح القانون بدلاً من "هي بديل للزكاة" أو " هي بديل للحماية"!!! و ما نحن إلا أسوأ Marketers في التاريخ.. ياللعار
- "أمة أخرجت للناس" يعني نشأت أو تربت على يد النظام الإلهي ♥ ♥
- و ختاماً فربماً فكرة الإسلام vs. Theocracy كانت من أكثر الأفكار أهميةً في رأيي خصوصاً لمصر في الوقت الحالي. هذا الكتاب يجب أن يترجم إلى أفعال و دعوة حقيقية!!!!
إن الأبعاد الأخلاقية والإنسانية في تصور سيد للمجتمع تفرض نفسها بقوة
أهم فكرتين في الكتاب هما
1- كيف نستوحي الإسلام ويتحدث عن إنبثاق المجتمع من الدين حيث يقرر سيد إيجابية الإسلام حيث يقدم دائما حلولا عملية للمشكلات العارضة للمجتمع وينبه أيضا على الفرق مهم جدا بين التشريع والفقه حيث يقول سيد بأن الفقه هو حالة زمانية مجردة وأن الفقهاء مهما بلغوا فإن نتاجهم الفقهي هو مرتبط بالزمان والمكان الذي وجدوا فيه وأنه ليس ملزما لمن بعدهم في أي حالمن الأحوال وهذه سمة أساسية من سمات المرونة التي يقدمه التصور الإسلامي للحياة بعد التأكيد على أن هذا التجديد الفقهي مختص بالدرجة الاولى بالمعاملات لا العبادات حيث يقول بان التضخم في فقه العبادات في العصور المظلمة نشا نتيجة لانكماش فقه النظم الاجتماعية لأن مجال العبادات هو المجال المامون الذي لا تؤذي فيه الثرثرة
2- طبيعة المجتمع حيث يقرر بأن الإسلام ينتج مجتمع عالمي رباني لا قومي محلي وأن ربانيته متعلقة بنظامه لا أمراؤه وحكامه حيث يقول "لا بد لنجاح أي دعوة عالمية من وجود مجتمع عالمي حر "
كتاب جيد يعرض فيه سيد رحمه الله الفكرة والطبيعة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، مع توضيح خصائص هذا المجتمع والفرق بينه وبين المجتمعات الأخرى. وينقسم الكتاب لعناوين رئيسية هي : 1- مقدمة 2-المستقبل للإسلام 3- كيف نستوحي الإسلام 4- طبيعة المجتمع الإسلامي 5- مجتمع عالمي 6- نظام رباني وفي ثنايا الكتاب يعرض لبعض الشبه التي يعرضها المناهضين للفكرة الإسلامية والرد عليها، كجزئية "الجزية" وجزئية مقاتلة غير المسلمين. الكتاب يصلح كمدخل وبداية لمن يريد الإطلاع على طريقة وفكر سيد قطب.
أبدع سيد قطب رحمه اللّه في وصف خصائص المجتمع الإسلامي، مؤكدا على البعد الإنساني الشمولي للإسلام و احترامه لبقية الشعوب على اختلاف عقائدهم .
"فكرة الإسلام عن وحدة البشرية، و نفيه لعصبية الجنس و اللون و الوطن، و اعتقاده في وحدة الدين في الرسالات كافة، و استعداده للتعاون مع شتى الملل و النحل في غير عزلة و لا بغضاء، و حصره لأسباب الخصومة و الحرب في الدفاع عن حرية الدعوة و حرية العقيدة و حرية العبادة، و في دفع الظلم عن المظلومين و إزالة الفساد من الأرض، و نفيه للأسباب الإقتصادية و المذهبية للحروب و ضمان العدالة الإجتماعية المطلقة للجميع، كل هذه الخصائص هي اللتي تهيء للنظام الإسلامي أن يكون نظاما عالميا، و للمجتمع الإسلامي أن يكون مجتمعا غير عنصري و لا مذهبي، مع قيامه على أساس من عقيدة سماوية، تعنى عناية كبرى بالعنصر الأخلاقي، و تحاول رفع روح الب��ر و سلوكهم و تدعو إلى الخير و الرفعة و الكمال.. مما يفرد النظام الإجتماعي الإسلامي بسمة لا نظير لها في سائر أنواع النظم الإجتماعية التي عرفتها البشرية قديما و حديثا."
إستهلك سيد قطب رحمه الله ما يقارب من ربع الكتاب في الكلام عن الشيوعيه وعن توقعه أن الشيوعيه ستسود الغرب وأميركا بنهايه القرن وهو ما لم يحدث بالطبع.
وأعتقد أنه كان من الأفضل والأولى أن يستغل هذه الصفحات في الكلام عن خصائص المجتمع الإسلامي أكثر حيث أن هذا هو موضوع الكتاب بالفعل.
فتجده في أخر ثلاث صفحات في الكتاب يتكلم عن الزكاه والربا والزنا والسرقه وأعتقد أن كل نقطه من هذه النقاط كانت تستحق تفصيل أكثر بكثير.
ولكن في النهايه يبقى الكتاب محاوله معقوله لمخاطبه الأخر لتبديد المخاوف المبرره والغير مبرره من فكره المجتمع الإسلامي.
ويختتم سيد قطب الكتاب بمقوله لطيفه فيقول:
''إن الربانيه في النظام الإسلامي ربانيه شريعه ونظام، لا ربانيه أمراء وحكام! وحين يشرع الله تعالى للبشر يشرع بعلم كامل، وبعدل شامل وهو أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير...''
ليست هذه افكار سيد قطب التي مات عليها فشتان بين ما ورد بهذا الكتاب وكتبه الاخري امثال معالم في الطريق وتفسير الظلال (النسخه المنقحة) وهذا يرجع الي ان سيد قطب مر بالعديد من التطورات الفكريه اثناء حياته فهذا من اوائل الكتب الي كتبها بعد خروجه من العلمانيه واتجاهه للكتابات الاسلاميه ورأيت نقاط ضعف كثيره خاصه بالفقه والعقيده وخاصه فيما بتعلق ( اهل الذمه ومايتعلق بكفرهم فالعجيب انه كان يتواري من الاعتراف بكفرهم / حصر الجهاد في الدفع ولم يكن يعلم ان الجهاد نوعين جهاد طلب وجهاد دفع / التقليل من السلف والتراث الفقهي بدعوي انهم قامو بتفسير الامور الفقهيه في زمانهم ونحن علينا التفسير بما يتطلبه الواقع ) فقد كتبه سنه ٥١ اي قبل دخوله الاخوان و التصادم مع عبد الناصر. دخوله المعتقل اثقل من قراءاته الفقهيه والعقائديه. ولمسناها بكتبه الاخيره في النهايه رحمه الله ع السيد 💔
ليا ملاحظات هى مهمة بالنسبة ليا ومش عارفة اذا فى حد هيافق معايا ولا لا
مش شايفة الكتاب مبهر الا فى الجزءين الاخيرين والذى اختصهم للحديث عن المجتمع الاسلامى بشكل عملى ..وبشكل يهل تطوره ومنافسته للمجتمعات الاخرى
لكن انا مش بحب انى اقارن الاسلام الى هو دين ربنا بنظرية العلمانية او الليبرالية الى عملهم بشر كمان مش لانى بدافع عن الاسلام يبقى انكر اى ايجابيات فى هذه النظريات لانها بالعكس بتحتوى على مبادىء اسلامية كالحرية والمساواة والعدل للكاتب توقعات لم تحدث ولا اظنها ستحدث ..فهو توقع ان امريكا ستصبح شيوعية من بعد الرأسمالية المتفشية فيها وهذا لم يحدث بالطبع وهكذا
كتاب آخر مع سيد قطب " نحو مجتمع إسلامي" كتاب يؤكد على شمولية الإسلام و نفيه لكل عصبية سواء للجنس أو اللون أو الوطن.... و الأهم إحترامه لكل العقائد على إختلافها..... هناك نقاط مهمة ذكرها الكتاب و لعل أهمها أن شكل المجمع الإسلامي ليس بالضرورة هو شكل المجتمعات التي تدعي أنها إسلامية "دول إسلامية" لم تعجبني الإطالة في أول الكتاب عن الشيوعية و توقعات الكاتب التي لم تحدث و فضلت لو أطال في جزء الزكاة و الربا " و لو أنه أطال الحديث عنهما في كتب أخرى"
ان الربانية في النظام الاسلامي ربانية شريعة و نظام، لا ربانية أمراء و حكام ، وحين يشرع الله تعالى للبشر يشرع بعلم كامل، و بعدل شامل، و هو اعلم بمن خلق ،وهو اللطيف الخبير....
أربع نجوم من أجل الدهشة من أن هذه هي أفكار سيد قطب الذي تم شيطنته عالميا، فقد أبان الكتاب انفتاح و سعة في أفكار سيد قطب بعكس ما يتم الترويج له. أما مضمون الأفكار نفسها فجزء كبير منها قد تجاوزه الزمن كما أنها أحيانا ما اتسمت بالسطحية
عجيب جدًا ماذكرته هنا .. عاب سيد على من يجعل الثقافة الغربية جاء بها الإسلام من قبل ويظن هذا أنه ينصر الإسلام ، وبيَّن سيد أن هذه هزيمة ، والحق ماقال سيد .. ثم يأتي سيد ويجعل إلغاء الرق مرغوبًا شرعًا! أليس هذا ياعزيزي هو ماكنت تعيبه على غيرك؟ أليس هذا عين الانهزام! ثم يأتي ويقول أن الجزية فرضت على الكفار من أجل عدم مشاركتهم الحربية مع المسلمين ، فلو فُرِضَ أن الكفار شاركوا مع المسلمين في الحرب ، فلاجزية ولاقتال ولا إسلام عليهم ! بل يجعل المسلم الذي لايشارك مع المسلمين في حروبهم تفرض عليه الجزية سواء بسواء كالكافر! سبحان الله ! سبحان الله !
ويصف معاملة المسلمين لأهل الذمة معاملة الأخ لأخيه ، بل يبالغ في ذلك حتى تظنهم أنهم مقصودون في حديث "كالجسد الواحد". سبحان الله أما يذكر سيد أن المسلمين كانوا يجعلون أهل الذمة يتميزون بلباسهم عن المسلمين بل ورد ذلك في عهد عمر الذي جعله سيد كأنه أكثر من قرب بين المسلمين والكفار؟ أما يذكر سيد حديث المصطفى ﷺ (لاتبدؤوا أهل الكتاب بالسلام) ؟ بل أعظم ماصدمني من كلام سيد قوله :"الذين أوجب قتالهم فهم ((الذين لايؤمون بالله ولاباليوم للآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله)) فهم على هذا الوصف كفار ، ولو أنهم محسوبون من أهل الكتاب باعتبار ما كانوا. فليس هناك أحد لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ، ثم يبقى له و صف أنه مسيحي أو يهودي ، أو من أهل دين سماوي على الإطلاق فالأمر بقتال هذا الصنف من الناس هو أمر بقتال كفار في الحقيقة وإن كانوا من أهل الكتاب في الظاهر ، وعلى ذلك يرد حكمهم إلى حكم الكفار" انتهى كلامه
أليس يفهم من هذا أن الكفار شيء وأهل الكتاب شيء آخر؟!
أعوذ بالله إن كان هذا مراده اللهم إني أشهدك أني أعتقد كفر اليهود والنصارى كما قلت في كتابك "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة"
وقد قيمت الكتاب نجمتين من أجل سيد فقط..
أستغفر الله أستغفر الله وقفت على كلام لسيد يقول فيه (ويحسن أن يكون مفهوما أنني أجنح إلى هذا الرأي؛ لأن النصوص القرآنية واستقراء الحوادث وظروفها يؤيده، لا لأنه يهجس في خاطري أن استرقاق الأسری تهمة أحاول أن أبريء الإسلام منها! إن مثل هذا الخاطر لا يهجس في نفسي أبدا، فلو كان الإسلام ر أى هذا لكان هو الخير، لأنه ما من إنسان يعرف شيئا من الأدب يملك أن يقول: إنه يری خيرا ممايرى الله، إنما أنا أسير مع نص القرآن وروحه فأجنح إلى ذلك الرأي بايحاء النص واتجاهه) ظلال القرآن (٦/٣٢٨٥) فأستغفر الله إن كنت قد اتهمته في كلامي أعلاه
لقد قدم الاسلام نظام اجتماعي و سياسي و اقتصادي، لم و لن يشهد العالم مثله، لانه بكل بساطة نظام رباني، من اله هو اعلم بشؤن خلقة من أنفسهم. ان اكثر ما يمثل النظام الاسلامي هو الثبات و المرونة بنفس الوقت، فهو ثابت على المبادئ الاساسية الاسلام، في حين لم يحدد الاسلام طريقة في هذا النظام ما لم تعارض الأهداف و المبادئ الرئيسة في الاسلام. ان م�� يخافون من تطبيق النظام الاسلام على شقين، فإما جماعة تعلم ان تطبيق هذا النظام سيحقق العدل الذي سيؤثر سلباً عليهم كالرأسمالين، و اما جماعة لم يفهمو الاسلام و ظن وا ان تطبيق الاسلام سيعود بينهم الي حكم الكنيسة في العصور الوسطى، ولكن هيهات ان نقارن النظام الاسلام باي نظام وجد على هذه الارض
من كتب سيد قطب الجيدة ويبدأوها بنقده للمادية الامريكية وللشيوعية الروسية بوصفهما اكبر تيارين فكريين في تلك الفترة ثم يطرح فكرته (الاسلامية) بتوضيح الفرق بين الشريعة الفقه ويقرر ما جرى عليه الحكم العضود من تاريخ خلافة معاوية وكيف السبيل للرجوع للحكم الاسلامي وفي اخر قسم يوضح مفهوم الحاكمية الذي يستند عليه كثيراً في كتبه. هذا الكتاب من انفس كتب سيد قطب التي قراتها
كتاب قيم للأديب الراحل "سيد قطب " رحمه الله ...أوقفتني بعض العبارات التي كات مؤثرة حقا مثل: - " ولقد كانت أوروبا حرية بأن تستمتع بثمار الفكرة منذ أجيال لو أنها -لأسباب تاريخية - وقفت لها بالمرصاد في إبان مدها الأول، عندها وصلالاسلام الى حدود البرانس ، ولم تكتف بهذا بل ساقها الى طردها طردا قاسيا من الأندلس... ولعل هذا كان لأمر يريده الله، فالبشرية ما كانت قد تهيأت كلها لاستقبال هذا النور و الاتفاع به في أول فيض " هذه الفكرة أول مرة أقراها ، كلما ذكرت الاندلس تتجلى الأحزان والذكريات عن البعض والبعض الأخر الأكثر واقعية يطلب أن نكف عن ذلك و نسترجع هذه الذكريات للتعلم ولاتخاذ العبر. ولكن لم أسمع ولم أقرأ أن قال أحدهم لعل البشرية لم تكن قد هيئت لذلك ، ولعلها اليوم قد هيئت ، فاليوم يقبل بعض منها في اسبانيا و مختلف الدول الغربية لارتشاف نور الاسلام ولانتفاع من فيضه الغزير.
- وأخيرا فإننا نخرج من هذا الموضوع بالحقيقة التي لا اعتساف فيها ..إن النظام الاسلامي ليس هو الرق، وليس هو الإقطاع ، وليس هو الرأسمالية وليس هو الاشتراكية وليس هو الشيوعية ...إن النظام الاسلامي هو فقط ...النظام الاسلامي ...
"كنتم خير أمة أخرجت للناس " و كأني أقرا هذه الآية لأول مرة "أخرت" للناس ، وهذا يفسر الكثير فمثلا أن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الأنبياء فهل اكتفت البشرية من فيض السما ولن تحتاج الى رسل و مبشرين من بعده؟؟؟ تأتي هذه الآية الكريمة وتخبرنا "أخرجت" فمهمتنا هذه فنحن شهدا على بقية الأمم نحن وكلنا بحفظ البشرية من الضياع الديني والنفسي و الأخلاقي وبذلك كانت لنا الخيرية بأننا خير الأمم
أخيرا أختم القول بأن المشكلة في عدم فهم البعض لكتابات سيد قطب تأتي من إشكالية أن سيد قطب يشرح المبادئ العامة للمجتمع الإسلامي بفهموم الأمة مثل الايام الخوالي في عصور الخلافة الاسلامية ، فهم يصوغ المباد و التصور لهذا المجتمع و يوضح سبب ما آل اليه أمرنا وكيف أمتنا أصبح دويلات متقطعة . و مثال على ذلك فهو يوضح شبهة الجزية وأسهب في الرد على كل من يثيرون هذه القضية ولكن الآن ونحن دول يعيش بها المسلمون جنبا الى جنب و يحاول البعض اثارة هذه القضية سيحدث خلافا واضحا وهذا بسبب افتقارنا لهذه المنظومة التي أخرجت هذا المبدأ ولكن سيد قطب -رحمه الله- قد أوضح هذا الأمر برمته و أنصح بأن يقرأ هذا الجزء بعناية ...
This entire review has been hidden because of spoilers.
- رحم الله الأستاذ سيد قطب، رسم خيوط للمجتمع الإسلامي، وأوضح اختلافه التام عن كل المجتمعات الأخرى سواء الرأسمالية أو الشيوعية أو غيرها، فأقرّ رحمه الله بأن ديننا دين كامل ولا يصلح لحكم هذا المجتمع إلا الدين الكامل، وميزة هذا الكتاب أنه سيدفعك سريعاً لقراءة كتب "العدالة الإجتماعية" لنفس المؤلف حتي تكتمل خيوط المجتمع الإسلامي الذى نأمل أن يعود لحكمنا سريعاً، فقد اشتقنا والله لتطبيق الشرع...
يتحدث الكاتب عن إمكانية قيام مجتمع تحكمه القيم المنبثقة من الدين الإسلامي حيث سن الله قوانين عامة للبشرية كافة لتصريف أحوالهم يندمج فيها جميع الأجناس والعقائد والالوان داخل المجتمع دون تفرقة يحكمهم العدل، مشيرا إلى لمحات عن تاريخ العالم في ظل حكم الانظمة المختلفة ..
بسم الله وبه نستعين بداية، استمتعت بالمحتوى والأسلوب والتدرج الفكري في عرض الموضوعات. رأيت في أسلوب قطب في هذا المؤلف تراكيب وأساليب جديدة للفقرات لم أتذوقها في كتبه السابقة.
وأكثر ما التمست في الكتاب هو عنصر التشويق، إذ انقسم ذلك إلى شقين: أولاهما بأن يسرد لك مجمل الفصل، وتعليقها حتى يحين سردها بالكامل، ثم العمل على تفريع وتفصيل المعلومة، والشق الثاني -وهو الأمتع- بطرحه للفكره ومضامينها والاستشهاد عليها .. إلخ، حتى ينبهك لا إراديًا إلى قضية أخرى لم تذكر؛ فتفاجأ بإجابته عليها وتحليلها، وكأن الكتاب يحاكيك ويرد على تساؤلاتك.
وعن مضمون الكتاب، فينقسم - في رأيي - إلى ثلاثة فصول، وذلك بخلاف تقسيم المؤلف، الأول: يتعرض لطبيعة الإسلام وطبيعة المجتمع الإسلامي بخصائصه المختلفة، والإشادة برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنها بالفعل رسالة عالمية وربانية وإنسانية إذا ما قارنها بغير من الرسالات والنظم الوضعية.
والفصل التاني: يقارن بين النظم الوضعية ورسالة الإسلام، وذلك انطلاقًا من المحور الإنساني المتأثر بتلك النظم؛ فيتعرض للنظم الاقتصادية أو الاجتماعية وبيان متشابهاتها ومتناقضاتها مع الإسلام، كالاشتراكية والرأسمالية، أو كالشيوعية.
والفصل الثالث: إيضاح وتفصيل لعدة شبهات تُهاجم بها رسالة الإسلام، كالجزية، أو قتال غير المسلمين والحروب، والرق .. وغيرها.
وهناك ملاحظة لا أود تصنيفها كسقطه، ولكن وضع سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في صورة الرجل الذي وحد العالم كله، لم أتقبلها؛ فالإسلام لم يوحد العالم، والديانة المسيحية هي الأولى رغم ذلك، إذاً كيف وحد العالم، ولم كرر تلك النقطة ومرتين؟!
وكنظره تفصيلية حول تشابه الإسلام بغير من النظم، أعجبتني فكرة الخواء الإنسان وادراجه كالمحور الأساسي، والعمل على إشباع وإرضاء ذلك الخواء من خلال النظم الوضعية وتحليل ركائزها وأركانها كالثورة الفرنسية ومبادئها والشيوعية والاشتراكية، والمقارنة بين صلاحية كل نظام في الجوانب الحياتيه المختلفة، وكذلك التعرض للرسالات السماوية وتبيان مقدرة كل رسالة على إشباع حاجه القوم الموجهه إليهم، وصولًا للفيصل النهائي أن الإسلام هو الرسالة الوحيدة العالمية القادرة على التواصل وربط جميع الأجناس بغض النظر عن أي فكرة أو منطلق عنصري.
ومن المشوق أيضًا في الكتاب، هو ربطه بمؤلفات أخرى له، ورفعة الأسلوب لمحاكاة عقل القارئ والإجابة على كل تساؤلاته سواء بتنيانها مباشرة أو بتأجيلها لحينها أو بربطها بمؤلّفات سابقه، إلى جانب تلخيصه للفكره الأساسية من كل فصل في خاتمته.
وهناك نقطتين أيضًاأرى أنه لم يوفق فيهما الأولى: أن الشريعة الإسلامية ليس لها تاريخ مثل الأنظمة الوضعية التي وضعها الإنسان لنفسه مثل الاشتراكية والرأسمالية، وشعرت أنه غفل -والله أعلم- عن نقطة التدرج التشريعي سواء في العبادات أو المعاملات، وهو الأمر الذي يصنف هو الآخر بتاريخ وبدايات وجود الشريعة
الأمر الثاني: أن الرق والنظام الاقطاعي لم تشهدهم الدولة الإسلامية أبدًا، في حين أنه في سياق آخر يقول أنه بالفعل شهدت المجتمع الإسلامي أوجه اضمحلال وانتكاسات .. ، وهذا ما يخالف ما هو مؤرخ بالفعل، واستنتجت -والله أعلم- أنه يستبعد أي عصر أو فترة شهد انحضارا -وحروخًا عن تعاليم الإسلام- عن فكرة المجتمع الإسلامي بل والإسلام أيصًا؛ فلقد شهدنا الرق وتجارة العبيد والنظام الاقطاعي وغيرهم خلال عصورة وأزمنة مختلفة.
وإجمالا، أرى قطب قد وفق في مؤلفه بصوره رائعة -بخلاف اعتراضي على بعض النقاط، إذ ابتعد عن أسلوب الاطناب أو التكرار، أو طرح روايات أو حجج منتقصه أو مشكوك فيها، إلى جانب العرض الشيق لفكرة الكتاب الأصلية، وهي الرد على تساؤل كيف يمكن الوصول للمجتمع الإسلامي الحق، وهل يصدق القائلون بأن الإسلام لن يقدر على مواكبه العصر الحديث أو العصور اللاحقة في المستقبل أم لا.
اكتشفت في هذا الكتاب أمرًا في غاية الأهمية والخطورة، أن الأستاذ سيد رحمه الله، له قدرة عجيبة هي هبة ربانية، في التعبير عن أغلب أفكاري كـ"مسلم"!!
يبدأ الكتاب من حيث ينتهي إليه الآخرون في الغالب: العالم في حاجة للإسلام، المسلمين أحوج، وعلى المسلمين تحمل هذه الأمانة..
ينطلق متفائلًا -كعادته- من أن "المستقبل" للإسلام، وأن عذاب الضمير الإنساني وأرقه علاجه الإسلام، وأنه يحبث عنه بفطرته... ولكن.. العالم في أغلبه يحب أن يرى الأفكار واقعًا، والمبادئ شاخصة أمام عينه، وقتها سيكون النصر والفتح العظيم بإذن الله.. من هذا وذاك كانت الدعوة "نحو مجتمع إسلامي".
ولي ملاحظة هنا، هي هامة في رأيي لكل متابعي أفكار الأستاذ، أن نموذج "الحضارة" عنده ليس -في الغالب- كفيره فإن الحضارة مرتبطة لديه بـ"القيم"، ومقياس تطور ونمو واستمرار الحضارة، هو استمرار اشعاعها للمبادئ التي تسمو بالإنسان والإنسانية، وقوة هذه الإشعاعات.
ولكنه -ليس كغيره أيضًا- لم يترك الأمر عند هذا الحد، وإن فعل فقد أوفى بعنوان الكتاب، لكنه لم يفعل، فأخذ يفصل ويضيئ بعض الخطوات الأساسية والرئيسي�� في هذا الدرب..
بدايةً فصل بين الشريعة الإسلامية، وبين كونها كلية ثابتة قواعد غير قابلة للتحريف أو التبديل، هي ربانية لا أرضية ولا زمنية ولا مكانية، وبين كونها أيضًا مبادئ عامة لا تحرم البشر الاجتهاد والتجديد، ولكن تمنعهم الزيف والتخريب. فصل بينها وبين الاجتهاد وبخاصة الفقه الإسلامي، فالفقه وليد أرضه وعصره، ليس ملزمًا وإنما مرشدًا. كما أنه أكد أيضًا على الضوابط الهامة لهذا الاجتهاد والتجديد.
ولم ينس -وكيف له ذلك- إدراك وذكر الأزمة الحالية في هذا المجال، أزمة "الفجوة الزمنية" من وقت الحداثة حتى الآن، أزمة ربا عمرها عن القرنين، واقترح لها علاجًا لم أعهده من قبل: يجب ملئ هذا الفراغ أولًا، ولكن بطريقة زمنية خطية، لا نسقط فيها الماضي من حساباتنا وإنما ننتج له من جديد كأننا وقته. ولكن علينا أيضًا -كما ينصح هو- أن ندرس هذا التاريخ دراسة جيدة بعين واعية وبفكر حذر حتى تتناسب أحكامنا معه. وقتها سنكون وصلنا لنقطة الحاضر، ومنها ننطلق مجددين، وأعيننا على المستقبل.
ثم فصّل طبيعة هذا المجتمع الإسلامي المرجو، وباختصار هو مجتمع تصنعه الشريعة، لا مجتمع يصنع شريعته! هو مجتمع رباني في مبتدأه وغايته.
ولا ينس أن يحذر من الأوصاف الرائجة بالطبيعة الرأسمالية أو الاشتراكية للمجتمعات الإسلامية، فالمجتمع الإسلامي من جهة الشكل سابقٌ لها، ومن حيث الموضوع هو مختلف عنها تمامًا، ولعل أبرز الفوارق أنه من صنع إله، هو الله الواحد الأحد، أما الأخرى فهي من وضع البشر!
كما أنه ومن أول الكتاب، ميز بصراحة ووضوح تمام، حقيقة أن الرأسمالية والشيوعية ما هي إلا صورًا من المادية، لا تختلف في طبيعة التفكير، وإن اختلفت في طريقته.
ثم يؤكد على حقيقة "العالمية" في المجتمع الإسلامي، الذي هو مجتمع لا يعرف العنصرية ولا يقبل الظلم لا على نفسه ولا على الآخرين، ولا يعرف الإكراه في دخوله مطلقًا، بل هو مجتمع يفرض حماية أصحاب الديانات الأخرى على حكامه ومواطنيه.
ويختم بربانية هذا النظام...
وهو في هذا كله لا ينس ضرب الأمثلة من حياة الرسول والصحابة الأفاضل الكرام، وهي أمثلة في غاية الروعة والجمال، تخاطب القلب مباشرة وإن مرت بالعقل أولًا.
وختامًا: هذا الكتاب من أهم الكتب التي قد يقرأها صاحب أي مشروع "إسلامي"..
هو أحد كتابات قطب المعبرة عن "الإسلام البريء" كما أحب أن أسميه..دارت حول استلهام الإسلام من مبادئه الأساسية، ومحاولة النظرة الموضوعية الإنسانية لهذا المجتمع القائم عليه، والتأكيد على خصيصتين رئيسيتين للإسلام: الربانية والعالمية..
في معرض حديثه عن ثقته أن المستقبل للإسلام، أرجع قطب سبب انحسار موجة الإسلام الأولى إلى أن البشرية لم تكن صالحة لهذا القدر من رسالة الإسلام .. ص 36 وشعرت بغموض من الفقرةأولا، وتهرب من تاريخ لم يكن كما تصورنا!، لكن الغموض زال تماما بعد التفصيل وعبر باقي الكتاب "أن البشرية لم تكن مستعدة في ذلك الأوان لأن تطيق أكثر مما أطاقت من ذلك الزاد الخالد، وأن تجارب البشرية الطويلة بعد هذا كفيلة أن تجعلها أقدر على تلقي ذلك الزاد، والانتفاع به أكثر من أي وقت مضى."
وعلى هذا، شرع قطب في الحديث عن تطور الأفكار الاجتماعية خصوصا الثورة الفرنسية وما تبنته من مبادىء أثرت في أوروبا مرورا بواقع هذه المبادىء والنتائج التي آلت إليها وفي مقدمتها مبدأ الإخاء الذي فقد مدلوله بالعصبيات القومية الحادة، والتأثير الاقتصادي لنتائج التحرر وأدوات الاحتكار وصولا للرأسمالية المتوحشة التي لم تجد بدا من الاستعمار "الاستعمار أعلى مراتب الرأسمالية" كما يقول لينين.. وبهذا اندفع التيار وبعنف إلى الفكرة الشيوعية.. أصاب (برتراند رسل) وأخطأ قطب في نبوءته أن حسم الصراع سيكون للشيوعية بعد جيلين من أيامه، فها نحن نرى روسيا نفسها تتحول إلى الرأسمالية، على حين تتمسك الصين وتعتبر الممثل الحقيقي الآن للشيوعية. وعلى كل حال فالمعركة النهائية يقف فيها الإسلام كحاجة انسانية لازمة وملحة.
في فصل " كيف نستوحي الإسلام" وجدت توافقا ذهنيا ونفسيا بالغا عندما فرق قطب بين الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي، وعندما أعلن في صراحة أن كل تراث الفقه الإسلامي إنما هو للاسترشاد ليس أكثر!، وأن علماء المسلمين ومتخخصي فروع الحياة الإنسانية العلمية عليهم العمل مع فقهاء العصر بالاستعانة بالكتاب الكريم والسنة النبوية لاستخراج حاجاتهم طبقا لظروف المجتمع وخصوصياته. وهو أحد المظاهر الأكيدة على رحابة الفكرة الإسلامية وصلاحيتها لجميع العصور، فالثبات - الملموس في المبادىء الصريحة والتشريعات القطعية للإسلام - والتطور والتغير - الملموس في اجتهادات العلماء، هو أكبر الأدلة على أنه دين الإنسانية.
نقد قطب بعض الظواهر الاجتماعية البارزة كالرق والاقطاع في دراسة لتأثير ومنهج الإسلام- في تعامله مع الظواهر الاجتماعية - وتأثير الافكار الانسانية التي أتت كرد فعل للواقع، سيجيبك قطب عن "لماذا لم يلغ الإسلام الرق بنص قطعي في القرآن أو السنة؟"
في فصل "طبيعة المجتمع المسلم" أكد قطب على البعد الإنساني في المجتمع المسلم في التعامل مع المخالفين للعقيدة وغيرها من الصور
وأخيرا فصل في خصيصتي الربانية والعالمية المتفردة في رسالة الإسلام
...
الكتاب له خصوصية شديدة في قلبي وله أكثر من خمس نجوم
يسير الكتاب على ذات الطريق الفكري الذي اختطه سيد قطب في "المعالم" و "الإسلام ومشكلات الحضارة" و"خصائص التصور الإسلامي" ، كعادته في كل كتاباته تشعر أن روح سيد تتدافع لتنطلق من بين الأحرف كسيل ينحط من عل.
وإنك تلمس فيه بعض الاختلافات في استخدام المصطلحات الشرعية، ويجلو ذلك اللبس فهمك لمعجم سيد قطب نفسه، فحين تراه يفرق بين الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي = لا تبادر إلى الى الاستنكار بل تأمل ما يقصده هو من هذين المصطلحين، بغض الطرف عن معنييهما الاصطلاحيين عند أهل العلم الشرعي.
كما تبرز في الكتاب الدعوة إلى "النبع الصافي" -بتعبير سيد في المعالم- وهو القرآن والسنة واطراح سواهما، ويمكن استيعاب هذه الدعوة بالاطلاع على البيئة التي سادت حين كتابة تلك السطور وهي بيئة غارقة في الجمود الفكري، لكن إن عنى ذلك اطراح نتاج الفقهاء كليا فلا.
وقفت أيضا عند نقطة الامتناع عن معالجة المشاكل البارزة في المجتمعات القائمة إذ لا علاقة بينها وبين المجتعات الإسلامية المشيدة على أسس العقيدة الغراء ومالها من مشكلاتها الخاصة، وأنا أجزم جزئيا بصحة هذا المقال، ولكني لا أثبت صحته كليا ولا أنفيها.