«تتجلى موهبة أسامة علام في استنطاق كل من يقابلهم فيحولهم جميعًا إلى حكايات صغيرة، تتجلى فيها موهبة الكاتب وقدرته على مزج الواقع بالخيال، يرسم فيها صورًا فنية فائقة الجودة، ترتقي لجودة الشعر، يحوِّل البشر الذين يقابلهم إلى جزء من أسطورة المدينة ويضع على رءوسهم هالات من الخيال، وعلينا أن نصدّق كل ما يطرحه من رموز، علينا أن نصدق أن هناك مخلوقات ضئيلة لا تكاد ترى تعيش معنا في المنزل نفسه، وأن الأفيال تستجيب للغناء وتمارس الاحتضان، وأن كاتبًا عجوزًا يحقق أمنيته ويتحول إلى طائر نورس، ونستمع معه إلى كورال راهبات كنيسة نوتردام وهن يغنين بأصوات ملائكية، ونعقد مثله صداقة مع فأر المكتبة، نفحات لا تتوقف من السحر تنبعث من كل حكاية، مرحة وآسرة ومعبرة عن بؤس الوحدة.نحن أمام كاتب يمتلك رهافة الشعراء، وتمعن الفلاسفة، يأخذنا في رحلته الغرائبية عبر المدن، ويجعلنا نتمنى ألا يوقف ترحاله، وأن يواصل غناءە العذب».
ايه الحلاوة دي😍 ومن كتر الحلاوة مش عارفة أصنف الكتاب..هل هو مجموعة قصصية؟ هل يندرج تحت أدب الرحلات؟ هل هو سيرة ذاتية مع مزيج لذيذ من الافكار اللي برة الصندوق؟ الصراحة هو كل دول مع بعض❤️ ميكس رائع لحاجات كتير مكتوب بإسلوب ممتع..صادق.. و مجنون أحياناً ولكنه حقيقي جداً..
مفيش أحلي من كلمة محمد المنسي قنديل في مقدمة الكتاب بتعبر عن الكتاب لانه كما قال نفحات لا تتوقف من السحر تنبعث من كل حكاية، مرحة وآسِرَة ومُعبِّرة عن بؤس الوحدة. نحن أمام كاتب يمتلك رهافة الشعراء وتمعُّن الفلاسفة، يأخذنا في رحلته الغرائبية عبر المدن ويجعلنا نتمنى ألا يوقف تشرُّده، وأن يواصل غناءه العذب...
❞ في القاهرة كل شيء ممكن إلا أن تشعر بالملل ❝ حلوة يا بلدي و لسة فيكِ كُتاب حلوين زيك😍
ترى لماذا يروقنا حرف كاتب ما أكثر من أخر ؟! ربما لأن الكتابة حرفة لا يتقنها الجميع بنفس الدرجة ونفس التأثير . فجميع الرعاة يهشون على الغنم بعصا، ولكن القليل فقط، من يملكون القدرة على صناعة مزمار من تلك العصا فيخلقون منها أنغامًا ساحرة.. فكل من تولستوي ودوستويفسكي في رأيي عظيم إلا أن تولستوي يملك شيئًا مختلفًا، يملك ذوقًا رفيعا، يحيك معنى عظيم بقليل الكلام
ووسط الكثير من الأعمال، قلما ما نجد عملًا أدبيًا أو فنيًا يفجر فينا صرخة فنقول بكل دهشة: هذا العمل بداخله حياة، بداخله صور متقدة تلهب مشاعرنا كلما توغلنا في سطوره، بداخله شيئًا ما يشبهنا .
«طريق متسع لشخص وحيد»
لا أنكر أن عنوان المجموعة القصصية شدني بقوة، عنوان يشي بما تحمله القصص من برودة وتيه، وغربة وطريق على رغم اتساعه غائم
وقد استطاع «أسامة علام» بفلسفة عميقة وبلغة قد تبدو في الظاهر بسيطة، أن يكتب عن الغربة والوحدة.. بوصف تشريحي حاد وبنصل بارد مؤلم، جعلنا نشعر بوخز والم لا نعرف مصدره، وبقوة ناعمة استدرجنا ليحتضن الصمت فينا خناجر الوجع مع كل قصة فيقول مثلًا في القصة التي تحمل عنوان «جرامافون»عن نيويورك التي ظل يكرهها كما ذكر ذلك في أكثر من قصة فيقول: «في ليلة عيد الميلاد إن البرد فيها مختلف، بردًا سحريًا يجعل جلدك يتشربه على مهل، يبدأ بخبث في إهدائك الشعور بالانتعاش وينتهي بعد وقت من السكون تحت جلدك مباشرة في هذه الطبقة الرقيقة بين جلدك وعضلات جسدك، فتشعر بانك مسكون تمامًا بالبرد كطبقة أصيلة في تكوين جسدك الذي يثقل فتصبح انفاسك أكثر اضطرابًا ساعتها تختبر الوحدة كما لم تختبرها من قبل» ..... ببراعة ومكر استطاع «علام» أن يحيى فينا ذاكرة الوجع النائمة، فأحيا بداخلنا أشخاص رحلوا كان أخر عهدنا بهم وداع مختصر،ظل ينزف داخل ذاكرتنا بنصل مغروس اتخذ مكانه الآمن حتى اعتدنا عليه هادئًا ما دمنا لا نقربه، إلى أن حطت نوارسه على الجرح.. فعاد ينزف من جديد.
ربما لم يكتب «أسامة علام»قصصه بصور أدبية عميقة مبهرة، لكنه اعتمد على استخدام الترميز والعمق الفلسفي في القصص، فخرجت بشكل مبهر، وإن لم يكن مبهرًا كلغة، لكنه مبهرًا كمعنى وتفاصيل، نلتحم معها مرة ونضيع آلاف المرات
بعض القصص كانت غائمة لم تروقني من أجمل القصص التي أعجبتني قصة «عيد ميلاد، صديقتي الوحيدة»
اقتباسات اعجبتني «الرجفة قد تصيبنا دومًا عندما نكون خائفين أو صادقين جدًا»
«تستطيع بالطبع أن تكمل حياتك بالطريقة التي تعجبك، لكن في اللحظة التي ستغمض فيها عينيك للمرة الأخيرة، ستكتشف إنك ربما لم تعرف معنى الحياة»
«اعتذر ولكني مولع بالفهم..هذه أقدم مهنة عرفها البشر»
«نظرة واحدة إلى قدمها المربوطة في السلسلة، كانت كافية بأن أرى حجم الجرح العميق، التي تصنعه قيود لم تكن لنا فقط»
★★★ثلاث نجمات والكثير من النوارس والفراشات لقلم أسامة علام ٢٣ أغسطس ٢٠٢٢
حكايات بنكهة السحر والغربة 💜 كم أحببت العالم بعيون " أسامة علام" ، أحببت أطيافه المتجولة وقدرته الرائعة على جعل الجماد يتكلم.. تجربتي الأولى مع الكاتب ولن تكون الأخيرة.
تستطيع بالطبع أن تكمل حياتك بالطريقة التي تعجبك. لكن في اللحظة التي ستغمض فيها عينيك للمرة الآخيرة، ستكتشف أنك ربما لم تعرف معنى الحياة"
تائه أنا في طريقي الشاسع المظلم، في طرقاتي الحالكة وظلامي الداجي، في عالمي الوحيد وليلاتي الدامسة، أعترف إليكم أنا لم أعرف معنى الحياة، ولا أدري في أي حياة أعيش الأن، في كتابي الأول المتسع لشخص وحيد، في أيامي الأولى في خدمتي العسكرية في وطن حسبت أنه وطني، وفي خدمة ظننت أنها لأهلي. كنت أشعر بالغربة، بالوحشة والعتمة والفقد والخذلان، كل شيء بارد حولي، الجدران، والممرات، والسلاح والخدمات، كل شيء إحساسه قارص وكأنني في عالم لا شمسٍ له، في عالم لم تعرف سبيله النجوم بعد. في سماء عاتمة قاتمة أبحث عن معنى للحياة فلم أجد.
’’ أعلم أنني أغوص ببطء وثبات في الاكتئاب. صديقي الأكثر وفاء الذي لا أريد الاعتراف بوجوده. ’’
في كتاب طريق متسع لشخص وحيد يحملنا الطبيب الكاتب أسامة علام لرحلة غريبة وممتعة إلى 12 مدينة عجيبة، يخاطب الأشياء والأركان والزوايا، يخاطب اللاعاقل، والعاقل والقطط والنورس والصقور والأسود، حتى في عالم الأفيال وجد ما يخاطبه وما يراه، خواطر قصيرة، وبعضها كالقصص القصيرة لكنها عذبة حد التصوف بعض الشيء، ممتعة حد السفر والترحال، من مكاني هذا، في وقتي هذا، وفي خدمتي الثالثة أرتحل الأن على بساط أسامة علام إلى نيويورك ومونتريال وباريس وتولوز وأدمنتون عائداً إلى موطني القاهرة، بلدتي ومدينتي التي طالما حسبتها وطناً ولم أجد فيها إلا غربتي الاولى.
" نيويورك " لا تصدقيهم عندما يقولون لك إن أمريكا جميلة. هي فقط مكان جيد لجمع الأموال. لكن قريتنا أجمل كثيراً."
مدينة الغرباء، نيويورك تلك المدينة الشاسعة الفسيحة المتباعدة والمتزاحمة في آن واحد، تلك المدينة التي تضيع فيها أبداً ولن يجدك أقرب الأصدقاء وأدنى المرافقين، وإن ظل جسدك مهتدياً، ستضل روحك لا محالة، هذا العالم سحيق، كبير إلى حد مخيف يمكنك فقط في خمس دقائق تنتظر فيهم القطار كما فعل أسامة علام تحكي لنا مئة قصة إن كنت حكاء، وإن لم تكن فعليك بنظرية جديدة إن كنت فيلسوفاً، وربما تجد البعد الخامس والسادس للعالم إن كنت فيزيائياً، في خمس دقائق فقط في سوق البراغيث متأملاً في العالم حولك ستجد عمليتك الجراحية الأولى والأخيرة وهدف الأول إن كنت لاعباً وربما معزوفتك الأخيرة وتجد أنك من نسل بيتهوفن وربما أسمك كيني جي دون أن تدري.
في نيويورك جميعنا غرباء، والجميع تائه، والجميع فيلسوف ومفكر وعالماً ولاعباً وكاتباً، الجميع كل شيء فهي مدينة من صخب العالم الآخر في عالمنا هذا. إنها المدينة التالتة على لائحتي للسفر.
’’ باريس ’’ ’’ من المهم جداً أن يكون لك حلم ما. ربما نكذب على أنفسنا . لكننا على الأقل لا نخجل من الحلم ’’
مدينة النور، مدينة النور الخافت والليل المضيء، المدينة التي لا تظلم ابداً ولا يطفئ نورها نيراناً او حريقاً أوغزواً، في السماء فردوس نسعى إليها جميعاً، وفي أرضنا بعض من جنات البشر على أول ضفافها باريس، تذكرتك الأولى لجنة الأرض، في باريس كل الأمور بطعم الألوان، لن تلفظك تلك المدينة أبداً، ستجد فيها ما تسكنه روحك حتى وإن كان جسد مشرداً يبحث عن القليل من المال يومياً أمام مسرح سان مون أو سان لوريه، إنها مدينة للأرواح التائهة الضالة، التي تشتت بيها السبل في نيويورك وتلك المدن الصاخبة، ستجد ما تسكنه في باريس بعد.
ومن المثير أن باريس هي مدينة الحداثة والموضة، والعراقة والتاريخ في آن واحد، قديمة جداً حد العتاقة، وحديثة جداً حد الجمال، لكنها لا تخلي من الغرابة، من العجب والدهشة، نسأل الله أن تكون باريس رحيمة بضيوفها وأبنائها وتحتويهم بنورها وألا تحرقنا فيها أبداً.
باريس هي المدينة الثانية على قائمة سفري المستقبلية، وقد وجدت في طريق متسع ما تسكنه روحي منها حتى حين.
’’ مونتريال - كندا’’ فالمدن الحديثة تخبئ عوراتها الإنسانية خاصة المجانين لتظهر دائماً صور المتريضين والكلاب السعيدة كواجهة وحيدة لحضارة مجحفة في إنسانيتها.
في زيارة إلى مدينة المجانين، في شارع سان دوني، في أقصى الشمال الغربي من العالم، أن تصاحب مجنوناً في شوارع مونتريال أمر غير مستساغ في بلاد النظم والتعقل، في القاهرة، في تلك المدن التي تحتوي الجميع من المعتاد أن تجد كل يوم مجنونا طليقاً في الشوارع والعشرات من المتشردين والمنبوذين والمشعوذين، أما في الغرب من العالم ولا سيما مونتريال إنه أمر غير مستساغ
حسناً تلك مونتريال أسامة علام، كندا حيث كل شيء في مكانه الصائب، مونتريال المدينة الأكبر في البلاد، وواحدة من أكثر مدن العالم شهرة، ستجد فيها الكثير من الغربة كما وجد كاتبنا، في مونتريال أيضاً جميعنا غرباء، ومنظمون، ومسيرون لأقصى درجة، لا سبيل للخطأً العفوي هناك، في كندا كتب أسامة علام أفضل خواطر الكتاب حقاً.
مونتريال وكندا بشكل عام ربما لا أتمنى السفر إليهم في عمري كله، رغم الثروات والأموال والنظام والتقدم الغربي، والتأخر الشرقي هنا في بلادنا. لكن تخيفني تلك المدينة، وتخيفني تلك البلاد ستزداد وحدتي وغربتي أكثر.
القاهرة - الموطن الأبدي -
’’ في القاهرة مكان لكل الناس. لا أحد يفكر كثيراً في الغد، هنا عليك أن تستمتع باللحظة الراهنة، تستطيع فقط أن تتابع الناس. أن ترى مرور سنوات عمرك في الأصدقاء الذين أًصابهم الشيب أسرع مما تخيلت، أن تتلقى الأحضان الصادقة. أن تمر مصادفة بجوار مجموعة من الشباب يخططون لزيارة مدينة دهب في الشتاء القادم. أن تدعو لك سيدة بالصحة والستر، لأنك أشتريت منها باكو مناديل في القاهرة كل شيء ممكن إلا أن تشعربالملل ’’
أتحدي جميع سكان العالم، والمدن القديمة واحداً واحداً أن يجد روح كتلك الروح السماوية التي تسكن القاهرة، القاهرة وحدها تملك ما لا تملكه غيرها، على الرغم من قسوة البلاد، وضغط الحكومات، وتحول المدن والأقاليم، وبشاعة الأحداث، إلا أن القاهرة في أسوء الظروف تحنو عليك بلحن عذب على عود متشرداً في أحد مقاهي الحسين الرخيصة، أو في مسيرة ضالة في كورنيش امبابة حيث تجد نيل الحياة وضلال الأنس.
القاهرة الوطن الأول إليً وطن أبي وأجدادي، أنا هنا ابن القاهرة حيث ولدتً وأتمنى أن اموت فيها. في كل بلاد العالم، وفي أكثرهم مودة ورحمة وألفة، إذا سكنت حتى روحك في باريس سيظل بقلبك القاهرة وحدها، لن تجد عنها بديلاً ولن تسكن روحك إلا في ليلهاً، ولن يواريك إلا ترابها. القاهرة مدينة تحتوي الجميع، ترحب بالعالم لأنها من العالم وإلى العالم، من الأرض وإلى الارض، فكل من خلق من تراب الارض مرحب به بداخل أسوارها، حتى وإن لفظت أبنائهاً أحياناً لكنها مرغمة على ذلك باكية على ضلال ابنائها في مدن العالم وغربتهم التي لا تنتهي لأجل الأموال.
’’ القاهرة في الليل ساحرة، تبدو حورية إغريقية خرجت من البحر فأضاء نورها السماوات. ’’ - أيمن العتوم
سحر القاهرة لا يقارن ليلها لا يقهره الزمن، نيلهاً لا يجففه الغدر والدماء والخيانة، صوت الكنائس، أذان المساجد، إبتهال الذاكرين، ودعاء العابرين، وسبل العاكفين، ومصلى المصلين، وطرق العارفين ومسكن أولياء الله الصالحين، في الأديرة وفي المعابد وفي المساجد وفي الشوارع وفي المساكن تجد الله فيها، وتجد فيهم الله، وتجد فيها من السحر ما لا يوصف أبداً.
تحدثت عن القاهرة من قبل هاهنا وعلاقتي بها ومحبتي إليها، إنها جزء من شخصيتي، وتكويني المضطرب المزدحم يشبه شوارعها، لقد وجدتني بها حيث ولدت، وحيث أعيش، فكونت بداخلي المسكن والوطن والمأوى وتركت علامتها على قلبي، وأثارها في روحي، فكنت أنا. وكانت هي، كل الأماكن غربة، وكل الطرق بشعة، إلا ذلك الطريق مؤدي إليها، رغم جمال الترحال، ورغبتي القديمة في الهجرة، إلا أن كل التذاكرة بشعة، تحمل من قسوة البشر الكثير، ذلك الختم المختوم لمغادرة البلاد، سيكون بمثابة الرصاصة الأولى في قلبي، وسيظل قلبي يخترقه الرصاص حتى أعود إليها، فكل الأقطار غريبة وكل المدن خاوية، وكل المنازل مهجورة، عدا وطني، سأهجره إلى السماء ولا يهجرني هو ابداً.
’’ فأردد بين نفسي ونفسي بأن العمر مر أسرع مما تخيلت. دون أن أدرك أن للقطط العجوزة أحضانا دافئة. ودون أن أكتشف أن النجوم لا تسكن المدن المضيئة، دون أن أذوب في حبيبتي بقدر ما يستحق جمال روحها الفاتنة وجوهرها البراق. دون أن أدرك قدرتي على الحياة في أكثر من مكان في وقت واحد. ودون أن أتخلى عن فضيلة الأمل التي لا أملك سواها’’
شكرا للكاتب الذي يجعلك تشعر بكثير من الامتنان بعد الانتهاء من أحد أعماله، شكرا للكاتب الذي يجعل نفسك مفتوحه للالتهام كتب آخري شبيه بعمله، هذا كاتب شعرت معه أننا يمكن أن نصبح أصدقاء، لنا نفس الهوي والميول، ربما بعض الأفكار أيضا، من السهل أن تجد كتاب جيد، ولكن من الصعب جدا أن تجد كتاب جيد، تشعر أنه يشبهك، أنك مرتاح مع كل حكاية تقرأها، راحة في القرب، راحه في لغة سلسلة وحكايات ممتعة ونهايات لا تنسي أن تغادرك بابتسامة واسعة علي شفتيك.. شكرا د.أسامة علام
طريق متسع لشخص لم أكن أريد لهذه القصص البديعة، وهذه الحكايات المدهشة أن تنتهي، وأتعجب فعلاً كيف ولماذا توقف أسامة علام عن استحضار تلك الحكايات الجميلة، التي أراهن أنها يمتلك أضعافها :) . لعل أجمل وأشمل ما يجمع هذه الحكايات هنا هو القدرة على استحضار الدفء والونس، لا يستوقف أسامة في حكاياته إلا تلك المحاولات الجادة لمراقبة الحياة من وجهة نظرٍ أخرى، سواء كان ذلك في المخلوقات التي يقابلها من الفيل الضخم إلى النورس البعيد، أو من الشخصيات التي يصادف أن يقابلهم في رحلاته وتنقلاته العديدة، وفي ظني أن بعض القصص والحكايات تصلح كمادة أولية خام لرواية مدهشة أيضًا، يدخلنا أسامة عالم قصصه وشخصياته وأبطاله، ويريد لنا أن نتعاطف تمامًا معهم، فيقول (( تواجهني مؤخرا مشكلة شديدة الغرابة، فأبطال حكايتي لا يرغبون في مغادرة مخيلتي بالتأكيد أنا قد قابلت معظمهم بطريقة ما في حياتي، وبطريقة لا أستطيع فهم آلياتها ظلوا صامتين في عقلي الباطن لسنوات طويلة. وفى لحظة لا أستطيع تفسير حدوثها يظهرون فجأة؛ ليتحولوا لشخصيات على الورق، ساعتها تصاحبني أطيافهم لأيام بطريقة مزعجة ..)) هكذا يعقد معنا أسامة اتفاقًا ذكيًا، سيكتب عن شخصيات من واقعه، ولكن لا بأس بقليل من الخيال، وهو بين هذا وذاك يتحرك بخفة وأريحية ومهارة شديدة يحسد عليها، لنا عودة للتوقف عند هذه المجموعة البديعة التي أرشحها بقوة
قصص جميلة جدًا وفيها شيء مختلف، شيء يتفرد به كل كاتب بقصصه الخاصة اللي ميقدرش يحكيها حد غيره. عجبني جدًا القصص الإنسانية في الجزء الثاني من الكتاب عن الجزء الأول اللي كان مركز فيه عن حكاياته مع الحيوانات كطبيب بيطري.
مساء الخير يا اسامة - اولاً اسمحلي ارفع التكليف واناديك بأسمك من غير القاب. كنت في الشروق من كذا يوم وشفت ' طريق متسع لشخص وحيد ' كانوا بيرصوها لسة وعجبني الغلاف اوي. يشاء القدر بعدها بيومين احضر نادي القراءة مع الجميلة نشوى صلاح وقالت لنا ان كتاب الشهر القادم هو كتابك - فقلت مبدهاش بقى دي علامة يا منى وبالفعل رجعت البيت وابتديت اقراها على ابجد ( انا ساعات بحب اقرأ على ابجد او اقرأ ورقي). المهم - ابتديت في المجموعة - كل صفحة تشدني للي وراها وتوقفت كتير عند كل ما كنت بتذكر كلمة الوحدة...حسيت جداً انها حاجة جابة من عمق التجربة . خدتني من ايدي معاك لنيويورك ونيوچرسي وپاريس ومونتريال وتولوز وأولاندو وادممنتون والشام وسان جون وميامي وشيكاجو والحبيبة القاهرة. عجبتني حاجات كتير ممكن اقعد في كتابتها ساعة - الجار العجوز وحفيدته سكر والماريونت والجد والجدة والبنت الشقراء وعجبنى اوي اوي الأمير ڤيليپ والملكة اليزابيث وانهرت من قصة الفيل - انا عندي عشق للحيوانات، طالعة لمامتي وعندي كلب هو من اهم افراد اسرتي اسمه بقلظ. الحتة اليّ اتكلمت فيها عن الفيل دة اسرتني - ماماتي بتعشق الأفيال وخصوصاً الصغار وكنت بقعد معاها بالساعات نتفرج على ال documentaries بتاعتهم ومرة شافت فيلة بتموت وهي بتولد الفيل البيبي وكانت في قمة الحزن والبكاء ودايماً تقولي يا منى لو مكنتش طلعت مهندسة كنت هطلع دكتورة بيطرية متخصصة في الأفيال وكنت اقولها يبقى هتشتغلي في سيرك او في ناشيونال جيوجرافك. المهم نرجع للمجموعة - حلوة وشدتني جداً وعجبتني الفراشات وتخيلت شكلها ولونها الأزرق وطيور النورس ومن مثلت في قصتك والحبيبة الوهمية للشاب المتوحد وسالڤادور دالي وايزابيل ودمية اجمل طفل في العالم ربنا يحفظه واحب اقولك ان بندق شخصيتي المفضلة انا كمان وقهوة الحسين وعش اليمام والحكواتي وطربوشه ...لو قعدت اكتب على اليّ عجبني مش هنخلص 🌺 كان عندي تساؤل ليه معملتش المجموعة قصص قصيرة واحداث وكدة بس بعد كدة فهمت انك كتت بتكتب كل يوم قصة على الفيسبوك كنوع من الونس مع الناس وبعد كدة جمعتهم في المجموعة الخطيرة دي . انا ابتديت فيها الاربع بالليل بعد كلام نشوى عنك وعن المجموعة وخلصتها الجمعة الصبح. متوقعة لطريق متسع لشخص وحيد انها هتكسر الدنيا وبتمنى لك كل التوفيق وان شاء الله لا تشعر بأي وحدة لأنك الحقيقة لك من القراء اليّ حبوا قصصك عدد كبير ودول كلهم بيعتبروك صديقهم - والصداقة تلغي الوحدة يا صديقي. سعيدة بالمجموعة والتي تتميز بأنها ادب رحلات بس بصبغة انسانية رقيقة جداً ...دي اول قراءتي لك ولن تكون الأخيرة. اعتقد في بلاد من اليّ انت كتبت عنها هحب اروح اشوف ما ذكرته بنفسي . تمنياتي لك بكل النجاح والصحة والخير ان شاء الله يا اسامة لك وللأسرة - الجدير بالذكر ان المجموعة من اصدارات دار الشروق #طريق_متسع_لشخص_وحيد #أسامة_علام
حكايتي مع كتب دكتور أسامة غريبة. عرفته بالاختفاء العجيب وتولوز وانا في اعدادي وثانوي تقريباً ، ثم الوشم الأبيض وكنت وقتها حزين ، والحي العربي برضوا، ودلوقتي كتابه ده يكون عندي حكاية ، وكل مرة عندي حكاية وانا بقرا مش عارف ليه ، وكل مرة أكون زعلان يوم مفتح كتاب ليه ومش طايق الدنيا بما فيها في صدفة كونية. مبخترش الكتاب علشان انا زعلان هي بتيجي لوحدها. الكتاب نفسه جميل ومنه قصص عدت عليا فاكرها نزلها قبل كدا كانت جميلة. دكتور أسامة عنده خبرة كبيرة في العالم والناس وبيجب يركز مع الي حواليه والتفاصيل الصغيرة. نصحني مرة أني اركز مع التفاصيل الصغيرة واضحك على روحي بالي بتحبه. هو بيفكرني بسلمان رشدي أما قال إن جواك طفل صغير بيحب الخيال وده متعته في الكتابة. أسامة بيحب الخيال والجمال وأنه يوضحه. بيكتب عن الوحدة أو الحاجات الحزينة بطريقة دافئة زاي قلبه وكلمات دافئة. عنده محبة تنقلك وتحس انك عايز تقول على كتابته أنها كيوت من كتر مهي لطيفة شبه لطف إبتسامة طفل. اجمل قصة ليا كانت صورة قديمة من سوق البراغيث ومش فاهم ليه اسمه كدا؟ ونفسي أتخيل الشكل. نهايتها الساخرة والأحداث المكثفة والرتم السريع. وقصة قلب بشري والدكتور انور، ولما وصف ريحة باريس وازاي بيشوف القاهرة. الدكتور قادر ينقل دفء محبة وجمال الناس وروح مدن زارها وقصص خيالية.. يعني قصة الفيل دي ممكن تطول وتتحكي للأطفال. قصص لكل الاعمار أو هي حكايات فعلا من تجربة ومن حياة. تجارب ظريفة. طبعا فيها الي هتحبه فيه الي لا فيه الي نص نص.. ممكن تضحك أو تبتسم بس حتى لو حزينة مش هتزعل. تجربة جميلة عن البلاد والعادات والوحدة والحب والشوارع والمدن. وهي تجربة شخصية أخرى هتفضل في ذاكرتي مرتبطة بحادث ما .
كان الكتاب في منتهى اللُطف والحزن في آن واحد، يحكي عن قسوة الغُربة وبرودتها، عن الحزن والوحدة الشديدة والوجوه العابسة، وعن الرقة والسعادة العارمة لأسباب بسيطة، كـإبتسامة، أو صوت الموسيقى، أو تجمع طيور أو حديث لطيف يخطف الراوي من وحدته للحظات، لا أعرف أي من القصص كان تجارب شخصية أم كله من الخيال.. لكني أكاد أضم هذا الكتاب لكتب أدب الرحلات حتى لو كان فيه الكثيرمن الخيال. عندما قرأت أول كتاب لأسامة علام "الاختفاء العجيب لرجل مدهش" أعجبني بشدة أسلوبه لكن كان تعليقي أنني ظننته كتاب مُترجم "ترجمة رائعة بالتأكيد". أظن في هذا الكتاب، أن معظم القصص تبدو بلغتنا الأصلية، بلغة راوي مصري يحكي لنا رحلاته ويومياته في بلاد بعيدة وليست مشاعر مترجمة بإتقان فحسب.
أسامة علام، هو كاتبي العربي المفضل الذي يكتب بأسلوب الواقعية السحرية.
*من أفضل المجموعات القصصية التي قراءت أول قراءاتي ل أسامة علام وهي مميزة بالفعل بداية من اختيار اسم المجموعة وفكرتها وتقديم حكايات من كل مدينة.. * أحببت الغلاف بشده والتصميم الداخلي والرسومات التي صممها محمود عبده _ قصص من ألم الغربة والوحدة والبُعد عن الوطن والأرض والعائلة..
"يتغير المشهد. يختفي ركاب من المحطة. ويظهر ركاب آخرون. أتساءل: كم من العمر مر في انتظار قطار لا يرغب في المجيء؟ لكني مع ركاب آخرين لا تفتقدهم محطة القطارات أبدا. أقرر الأنتظار خمس دقائق أخري. أردد أسماء أحبتي كتعويذة سحرية لرجل وحيد في مدينة لا تحب أحدا. ربما يأتي القطار."
"نظرة واحدة إلي قدمها المربوطة في السلسلة، كانت كافية بأن أري حجم الجرح العميق الذي تصنعه قيود لم تكن لنا قط"
"من المهم جدّا أن يكون لك حلم ما. ربما نكذب علي أنفسنا. لكننا علي الأقل لا نخجل من الحلم"
#رحلات2022 #طريق_متسع_لشخص_وحيد في الرحلة الأولى مع الكاتب"د.أسامة علام" كانت متعة الحكايا الممزوجة بأدب الرحلات، بلطف زائد وإنسيابيه عصية على الشرح كانت المجموعة القصصية، فتارة نجد أنفسنا في مدينة هي آخر معاقل البشر قبل القطب الشمالي، بكل برودتها ومحاولات الكاتب للتعايش معها، وتارة نجد أنفسنا معه في قلب الحارة المصرية في فجر يوم العودة من سفر طويل والشجن الرائع في وصف نسمات الوطن الأولى ورائحة الفجر الممزوجة بصوت الأذان والوجوه المألوفة ورائحة الوطن
مكتوب على الغلاف أنه"مجموعة قصصية"، ولكني أراه نوعاً مختلفاً تماماً من أدب الرحلات أو السيرة الذاتية المبهرة، كل موقف ف الكتاب هو تأريخ لحياة يعشيها الكاتب بفطرته الكاملة، نقلها لنا بعذوبة رائعة
لقاء أول مع قلم الكاتب، لن يكون الأخير بكل تأكيد #الكتاب_رقم81 #مرشح_بقوة 81/120 1-نوفمبر
انتهيت وكنت لا اريد ان انتهي من حكايات ( طريق متسع لشخص وحيد ) في اربعة أيام في بطىء وتلذذ واعادة لبعض الحكايات . تندرج تحت ادب الرحلات لأنها تدور في ١٢ مدينة . مثلا ، في نيويورك " التي لا تحب احداً" وباريس ورائحة مخبوزاتها الصباحية ومونتريال " الكوزموبوليتانية صاحبة ألف وجه ومئات الجنسيات " تولوز و وادمنتون وثلوجها والقاهرة و ونسها ونيوفوندلاند المدينة التي لا احد يحزن فيها . حكايات كتبت بعذوبة لتلمس القلب وبعض منها قد يدمع العين ما يجمعها هو محاولات التغلب علي الوحدة . وفي النهاية اقتبس جملة الكاتب الكبير محمد المنسي قنديل " ما تتأخرش علينا يا جميل " نريد حكايات اخرى جديدة . وشكراً علي متعة وسط الصفحات واجمل ونس 🥰
"وإن استمر حلمك القديم في إيلامك.. تستطع أن تعاود زيارتي فأبيع لك حلمًا أخرًا يبدو مبهجًا.. حلمًا مجربًا يفضله الكثير من زبائني.. لكنه لن يكون أبدًا حلمك."
"تستطيع بالطبع أن تكمل حياتك بالطريقة التي تعجبك، لكن في اللحظة التي ستغمض فيها عينيك للمرة الأخيرة.. ستكتشف أنك ربما لم تعرف معنى الحياة."
يهدي الكاتب العمل لل د. محمد المخزنجي بكلمات اعتذار رقيقة..
ثم ندخل إلى كلمة للأديب الرائع محمد المنسي قنديل والتي أتركها دومًا لما بعد الانتهاء من القراءة وابداء رأيي في العمل..
يدعم الكاتب قصصه القصيرة برسومات يضعها تحت اسم القصة وبعدها فنجد مثلًا المجموعة الأولى بعنوان نيويورك وتحتها فتاة تمسك العرائس المتحركة متمثلة في صورة رجل، وفي الصفحة التي تليها طائرة ومسارها .. ثم نقرأ قصة بعنوان:"وحيدة في مدينة للغرباء" وهي لفتاة بكماء أتت من جورجيا تقف أمام متحف بنيويورك وتلاعب العرائس المتحركة بينما يتحدث الكاسيت ليحكي لنا حكاية وحدتها.. القصة جلبت الدموع لعيون صاحبها وقارئتها..
يضع لنا الكاتب إشارات صغيرة تتحدث بلا إطالة لتشرح الكثير مثل: المدن التي يزورها فنيويورك لا تحب أحد، وباريس أقسى من أن يفهمها شاب، ومونتريال خادعة ومجنونة،ولا أحد يحزن في نيوفوندلاند، ودمشق عبق الماضي الذي لا ينتهي..
والغربة جارحة مهما كنا نعتقد فنراه يقول عن أنثى فيل تعاني وحيدة في سيرك بأمريكا: "نظرة واحدة إلى قدمها المربوطة في السلسلة، كانت كافية بأن أرى حجم الجرح العميق الذي تصنعه قيود لم تكن لنا قط".
من أجمل القصص التي قرأتها في المجموعة كانت قصة: "قلب بشري ينبض ملقى بإهمال بجوار عجلة سيارة"..
وكذلك قصة حجرة الفراشات حيث أجاد الكاتب التحدث بلسان فتاة تمتهن البغاء..
يمزج الكاتب قصصه بالخيال، فهو لا يستطيع كتابة الواقع، حتى أنه في حياته يمزج الخيال بالواقع ليحيا بصورة أحلى.. كما أنه يقول: ❞ أحتاج أن أكتب قصة ما. قصة تذكرني بأن الكتابة طريقة أخيرة للنجاة. ❝
يتميز الكاتب بخفة دم ازدادت حينما كتب عن القاهرة فها هو يتذكر أمنياته وهو طفل أن يصل البحر حتى شرفتهم الواسعة بغض النظر عن المدن والقرى التي ستغرق كي تتحقق أمنيته.. وها هو يعجب باليمام الغير مدجن شامتًا في الحمام الذي وثق في البشر فكانت نهايته محشوًا بالأرز أو الفريك..
ومع نهاية المجموعة ندرك أن للبطل عالم واسع عاشه ولكنه عاشه حقًا وحيدًا..
الكاتب طبيب بيطري له قلب ذهبي يبكي لموت قطة فتتساقط دموع القارىء ويرتب على كتفه في الخيال قائلًا الكلمات التي يتمنى سماعها: " معلهش يا سمسم"..
شكرًا د. أسامة لهذه المجموعة الثرية التي تصنف ك أدب الرحلات وخيال وطبيعة، مع تمنياتي لك بمزيد من هذه الإبداعات..
خلصت كتاب طريق متسع لشخص وحيد.. شيء شديد الجمال حقيقي ، كان كتاب جميل ومؤنس.. ❞ وملأ الدفء قلبي عندما احتضنت يدي يد الطيف الودود. تاركا همسته في أذني: «ما تتأخرش علينا يا جميل». ❝ ختم أسامة قصته الأخيرة في الكتاب عن المنسي قنديل بالجملة الجميلة دي أجمل جزئين في الكتاب الجميل ، اللي كل قصصه شديدة الجمال ، كلامه عن القاهرة والمنسي قنديل ، يمكن لأنك هنا شايف وحاسس الكلام .. قادر تكون موجود فيه، تجربة رائعة ، حبيتها ، وحبيت خياله في بعض القصص مع الحيوانات بحكم إنه طبيب بيطري ، أتمنى إني بعد عمر طويل أكون شخص شاطر زيه، وليا نظرة جميلة في الأشياء وخيال رحب بالشكل ده حتى لو مكانش هيخرج على ورق ، لكن أكيد هيفرق معايا ..:)) تجربة جميلة معتقدش إنها هتكون أخر مرة أقرأ القصص دي ..