صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة خاصة تصدرها الأمم المتحدة عن الثورات الكبرى وهو يتضمن الدراسات التي أعدتها نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين في إطار الندوة الدولية التي أعدتها الأمم المتحدة من خلال جامعتها لدراسة تلك الثورة الهائلة المعروفة بالميجي ايشن في اليابانية. والتي تعد بحق من أهم الحركات السياسية في القرن التاسع عشر، لا في شرق آسيا فحسب، بل وفي العالم ككل، إذ كانت هذه الثورة بداية الانطلاقة الصناعية في اليابان التي جعلت منها أحد عمالقة الاقتصاد في العالم، في مواجهة القوى الغربية، والكتاب يلقي الضوء على تلك الظاهرة السياسية الهامة من مختلف جوانبها ومن مناظير غربية وشرقية عدة مما يزيد في قيمته.
تعتبر حقبة ميجي أو "العهد المستنير"، كما تظهر في بعض الترجمات، من أهم الفترات في تاريخ اليابان. وكما أن المؤرخين والمحللين اختلفوا في تسمية تحولات هذه الفترة، والتي تعرف في اللغة اليابانية بـ "الميجي إيشين"، ما بين ثورة أو استعادة أو تحول وغير ذلك، جاءت رؤى هذا الكتاب مختلفة باختلاف مشارب وخلفيات المشاركين في كتابته ومن أي زاوية ينظرون إلى هذه الفترة وارتباطها بمحيطها الزماني وبظروف اليابان والعالم. وهذا الكتاب هو حصيلة مؤتمر يُعنى بدراسة الميجي إيشين وفيه وجهات نظر مختلفة من متخصصين في هذا الشأن من اليابان والصين وروسيا وأمريكا. على الرغم من أن الكتاب قُسم ورُتب ليكون تحت خمسة عناوين رئيسة وهي (نظرة على الميجي أيشن، المحيط الدولي، السياسة والشخصية، الثقافة، التاريخ الفكري والتعليم)، إلا أني وجدت أول ثلاثين صفحة مفيدة جدة وتعطيك صورة عامة عن هذه الفترة وماذا تمثل. بقية الكتاب جيدة وليس بالضرورة أن تُقرأ بالتسلسل أو أن تُقرأ كلها!! وجدت صعوبة في فهم بعض المصطلحات وما تعنيه من مفاهيم. كذلك وجدت صعوبة في استيعاب وفهم الجزء الذي يتناول الميجي إيشين وسياقها السياسي! أجزاء من الكتاب أصابتني بالملل... ولكن في نفس الوقت فإن أجزاء أخرى فتحت أمامي أبواب قراءة واطلاع ليس فقط على يابان الميجي إيشين، وإنما على أحوال الصين وروسيا وشيئا من أحوال أوروبا وأمريكا