من به هدف آشنایی با تاریخ فلسفه و اندیشههای مختلفی که چین رو شکل داده، این کتاب رو دست گرفتم. هدفی که محقق شد.
پشت جلد کتاب به درستی اشاره میکنه که این کتاب متن فنی و پیچیدهای و نداره و در اصل یک گزارش خوشخوان و روانه. این کتاب در سیزده بخش پررنگترین فلسفهها و آرای چین رو در حد بضاعت حجم کتاب بررسی میکنه. از پیش از کنفسیوس شروع میکنه و در ادامه کنفوسیوس، منسیوس، مودزو، هسون دزو، دائویی ها، بودایی های چین و نوکنفسیوسیها رو مرور میکنه. بخش ماقبل آخر کتاب به تاریخ معاصر چین، کمونیسم چینی، انقلاب چین و مائوئیسم میپردازه.
کتاب در سال ۱۹۵۳ منتشر شده و نویسنده در مورد آیندهی چین کاملاً مردد است. اگر نویسندهی کتاب، همچنان زنده بود و وضعیت چین کنونی رو در جهان امروز میدید، حتماً شگفتزده میشد.
این کتاب بهترین اثر فارسی یا ترجمهی فارسیای بود که توانستم برای آشنایی با تاریخ اندیشه یا فلسفهی چینی در این حجم پیدا کنم. از خواندنش خرسندم ولی فکر میکنم با توجه به نسبتاً قدیمی بودن کتاب مذکور و کنجکاوی تحریک شدهام، نیاز به خواندن کتابی مستقل در مورد تاریخ یا فلسفهی معاصر چین دارم تا بتوانم این مطالعه را تا حدی تکمیل کنم.
Published in 1953, this book is a bit dated, but it’s a good, brief and readable synopsis of Chinese philosophy’s history and main concepts. It starts off a bit weakly, with rather broad generalizations about Chinese thought and culture and a less-than critical take on Confucius, apparently treating the entire Analects as representing reliable records of his statements. It’s generally believed these were compiled over a long period, with some material neither originating with Confucius nor representing his thought. A couple chapters are markedly Taoist and even anti-Confucian, but Creel only mentions them in passing, suggesting they can be reconciled with Confucian thought. It’s hard to see how, but Creel doesn’t elaborate. No doubt Creel knew his subject well and the simplistic impression is due to brevity, but a caveat or two would have helped.
However, Creel becomes considerably more critical regarding both texts and concepts as he moves on to Mo Tzu, Mencius, the Taoists, Hsun Tzu, the Legalists, etc. There’s still simplification, but this can’t be avoided in such a short work, and his combining philosophical with political history is quite helpful. This is particularly true as Chinese philosophy has often had a pronounced political orientation (even Taoism, in reacting against this focus), as many of the leading thinkers served in government or aspired to, and as the state and emperors have typically aligned themselves publicly with a particular philosophy (with varying degrees of sincerity).
Another strength is the book’s inclusion of post-classical philosophy, continuing through the Communist state’s establishment. It’s hard to find brief, popular works on Chinese philosophy that cover its entire history, much less ones that do it well and place ideas in historical and political context (Fung Yu-Lan’s Short History may be another, but I’ve just started it). Necessarily the result is a synopsis rather than treatment in depth, but Creel does this quite well. In little space he sheds considerable light on the philosophical eclecticism of the Han Dynasty, Buddhism’s introduction to China and its evolution and impacts there, neo-Confucianism, reactions against it, and Western influence.
This background is helpful in trying to understand China’s difficulties and struggles during the twentieth century, and Creel gives a very plausible explanation for the quick and fairly widespread acceptance of Communism by both the Chinese people and the intellectuals. At the end of the book he lapses again into some breezy generalizations and perhaps a touch of romanticizing, although not without some useful insights. Overall it’s a very good book and one wishes Creel were available for a final word on China today.
نبذة مختصرة عن حضارة الصين ومامرت به منذ قبل الميلاد وحتى الآن
كتاب جميل وسلس يلقي نظرة على الفلسفة الصينية منذ القدم منذ أن كان الفقر والحروب والاستبداد مسيطر على البلاد وكيف كانت البلاد قبل كنفشيوس ثم بداية كونفوشيوس ( كونفوشيوس والكفاح من أجل سعادة البشر ) صاحب المثل العليا والفلسفات الساميه حيث يرى أن على الناس الرقي بمشاعرهم واعتماد عاطفتهم الخيره لحل مشاكل البلاد انتقالاً لموتزو ( موتزو والحاجة إلى السلام والنظام ) صاحب فلسفة الصرامه وكبح المشاعر التخلص من العواطف والذات والتحرر من الأنانيه والحب العالمي
ولا أنكر أني في صراع مع هذين المبدأين من قبل حتى لا أبدأ بقرأة هذا الكتاب ومن الأشياء التي اسعدتني بهذا الكتاب تحليله لهذه الفلسفتين بطريقة سهله
ثم الفصل الرابع منشيوس والاهتمام بالطبيعه البشريه وملامح من تاثره بالفكر الكونفوشيوسي واسلوبه بالنظره المجرده للأشياء وأن الفضيلة تجلب النجاح واقتبس من هذا الفصل * أكد منشيوس أن الأنسان المتعلم وحده هو الذي يمكن أن يعتمد عليه في أن يستمر متمسكا بالفضيلة في مواجهة الضائقة الإقتصادية * ثم وفصل (الشك التصوفي عند الطاويين ) والتي تدعو إلى الإندماج مع الطبيعة إندماجاً تاماً عن طريق التكيف فالطاويه تنشد أن تكون جزءا لا يتجزأ من الطبيعه التي يطلقون عليها مسمى طاو
وفصل استبداد المشرعين والذي يشرح حب السلطه وسعي ذويها للسيطره على الشعب من خلال التلاعب بالقيم والقوانين فصل البوذيه والكنفوشيوسيه الحديثه حيث يبين الكاتب تأثر الصين بالهند وبفلسفة بوذا والكثير من الفلسفات التي ظهرت في تلك الفتره كالين واليانج والفونج شوي وغيرها ثم ينتقل الكاتب الى فصلين مهمين ومؤثرين في تحول الصين وهما مناهضة الكنفوشية الحديثه وتأثير الغرب وكيف أنه بعد صراعات حكوميه وفلسفية تزعزت الكنفوشيوسيه وتشوهت صورتها , وكيف أن بريطانيا عندما كانت في أوج عظمتها زعزت ثقة وغرور الصينين بأنفسهم وثقافتهم ودفعتهم للتراجع ثم عون امريكا للصين وفي نفس الوقت ازدرائهم لهم ووصفهم بالمجتمع الهمجي المفتقر للتمدن وكيف أصابهم في مقتل كبرياءياً حينها استغلت روسيا الموقف حيث عاملت الصين باحترام ولطف وشراكه وبذلك كسبتها وأصبحت الصين شيوعيه على مضض حيث اثرت الشيوعيه على تطور البلاد بشكل كبير مما اخرس المعارضين لها.
في نهاية هذا الكتاب الرائع يذكر الكاتب أنه يجب على الحضارة الغربيه أن تستفيد من التاريخ الصيني حيث أن الحضارة الصينيه توصلت لقواعد وأسس في الحياة تفتقر إليها الحضارة الغربيه والتي تعيش بلا مبادئ ساميه وقواعد صحيه وذلك في تطبيق بعض المبادئ الصينيه المعقوله والمتماشيه مع الحاضر.
الحمد لله رب العالمين الكتاب بخمسة جنيهات من الهيئة المصرية العالمة للكتاب , و الحقيقة انه كتاب مفيد جدا وغزير بالمعلومات لمن لا يعلم أى شئ عن الصين ,يبدأ بالفكر الصينى قبل كونفوشيوس ثم كونفوفوشيوس والكفاح ثم موتزو MO - TZU وهكذا وصولا الى فترة تشبه الصين اليوم الحقيقة الكتاب ممتاز وبه معلومات قيمة و هو ضمن سلسلة الألف كتاب الثانى ادم زهنى ADAM ZOHNY
الفصل الأوّل: الفكر الصيني في العالم الحديث، في الحقيقة شعرت بأنّ وجهة النظر الغربيّة عن الصين وبعض المفاهيم الخاطئة السائدة عن الصين في الغرب ولوم للغرب من قبل الكاتب في التقصير في فهم هذا الفكر وهذه الثقافة المهمّة في العالم والتي أهدتنا الورق والحبر والبارود. في الفصل أيضا توضيح للفكرة السائدة بأنّ الصينييّن لا يهتمون بالسياسة ومن يعتلي سدّة الحكم منذ القدم ولكنّهم يتمتّعون بحس وطني عالي رغم ذلك وشعور فخر لا يضاهيه شعور مماثل لدى أي شعب، ويوضّح ذلك من خلال بقاء الصينيّين في الغرب كما هم رغم إنقطاهم عن أرضهم الأم طوال قرون. كما وضّح معرفة أناس بسطاء بشؤون عالمية عند زيارته للصين وهو ما لم يره في ميونخ وروسيا وباريس ولندن والولايات المتّحدة عند مناقشة أناس على درجة عالية من الثقافة.
يوضّح هذا الفصل أيضا كيف إندمج المجتمع الصيني في ثقافة واحدة منسجمة أزالت عبر التاريخ الفوارق بين الطبقة الأرستقراطية والفلاّحين، وقد علّل ذلك بأمرين أحدهما هو تعدّد الزوجات الذي نقل نساء من طبقات فقيرة إلى طبقات عليا وهو ما أدّى إلى تسرّب ثقافتهنّ إلى طبقة النبلاء والعامل الآخر هو نظام الإختبارات الذي مكّن أناس فقراء كعامل محراث أو حتّى مربّي خنازير من أن يصبح رئيس وزراء للبلاد إعتمادا على ثقافتهم، وهو أمر جعل حلم تبوّء منصب رفيع يداعب أحلام كافّة طبقات الشعب وممّا سهّل تثقيف الشعب أو قدرته على ذلك ليخوض غمار المنافسة، وجود المسرح الذي لم يكن متاحا للجميع ولكنّه ممكن، وأيضا وجود المتحدّثين عن الكتب وهم أناس يقفون ليشرحوا في الشارع ما قرأوه في كتب وضعها علماء بلغة مبسّطة يفهمها الجميع. ويوضّح الكاتب أنّ الثقافة الصينيّة وأساطيرها بسيطة ومعرفة الشعب بها كبيرة وليست كمعرفة الغربيّين بأساطير اليونان والرومان المعقّدة والمتعدّدة الشخصيّات.
وضّح الفصل أيضا إقتباس الثورة الفرنسيّة لبعض مفاهيم المساواة من الفكر الصيني وهو أمر أدهشني صراحة وكذلك إقتباس بريطانيا لنظام الإختبارات للخدمة العامّة من الصين أيضا وتسرّبه إلى أميركا فيما بعد. الكاتب يعيب على الغرب عدم دراسته للفكر الصيني ونظرته الدونيّة له فيما يقبل الصينيين على دراسة الفكر والتاريخ الغربي. ويقارن الكاتب بين دراستنا لفكر كونفوشيوس والذي يعيننا حقّا في فهم فكر الصين لتغلغله في وجدان الشعب، وهو ما أراه تعبيرا طبيعيا عن وحدة الفكر في الشرق وتقديمه دائما كعقيدة دينية، بينما لا يعبّر فكر إسبينوزا أو كانط بالضرورة عن الغرب أو يعيننا في فهم الفكر الحديث في أوربا.
يختتم الفصل حديثه بالمقارنة بين الثقافة الغربية التي تركّز على تطوير الذات وقهر الطبيعة ومدى التقدّم الذي وصلت إليه وبين الثقافة الصينيّة التي حاولت قهر الطبيعة إلى حد ما ولكنّها فضّلت التعايش معها وركّزت طوال ثلاثة آلاف عام على العلاقات الإنسانية وهو ما مكّن الصينيين من الشعور بالسعادة في ظل أقسى الظروف من فقر وجوع وغيرهما ووضّح أيضا أنّ هنالك دراسات تشير إلى أنّهم الأقل إصابة بالأمراض العقليّة مقارنة مع أي عرق آخر.
��لفصل الثاني: قبل كنفوشيوس، يسرد الفصل معلومات تاريخيّة مهمّة حول التاريخ الصيني القديم مرفقة بتحليلات مهمّة وواقعيّة حول تلك الفترة القديمة من تاريخ هذا البلد المهم. من المعلومات المهمّة التي إستوقفتني ذكر لتاريخ أقدم نص مكتوب وصل إلينا من الصين ويعود تاريخه إلى حوالي 1400 ق.م. ويبيّن ذلك تأخّرهم عن بلاد ما بين النهرين ومنطقة الشرق الأوسط في موضوع الكتابة وكذلك يوضّح إقتصارها في الغالب في تلك الحقبة على الأرستقراطيين ممّا حرمنا من معرفة وجهة نظر عامّة الشعب عن أوضاع بلادهم من خلال نصوص معيّنة كان في إمكانهم كتابتها. ذكر الفصل أيضا قصّة أسطورية حول ولادة زعيم التشو وكونه من نسل إلهي وقد تكفلت برعايته الطبيعة وهو أمر يدعّم السلطة وذكّرني بالعديد من الأمثلة حول العالم تتشابه فيها مثل تلك القصص الخارقة كما هو الحال في ولادة سرجون الأكدي وموسى ومؤسسي روما وغيرهم.
يوضّح الفصل أيضا غزو قبائل من غرب الصين عرفوا فيما بعد بأسرة تشو للصين وكيف دعّموا حكمهم بإرادة السماء وبرّروا الغزو بأنها قوانين السماء وهو أمر إستعملته أسرة شانج السابقة في تأييد حكمها عندما أسقطت حكم أسرة هسيا. نجد هنا التشابهات في إستغلال موضوع السماء والدين – من خلال إدعاءات للغزاة بأنّ الملك القديم لم يكن يؤدّي واجباته الدينيّة تجاه الآلهة رغم تناقض تلك الإدعاءات مع نصوص من عهد الملك الأخير – يبرز هنا إستغلال الدين الدائم وعبر العصور في الشرق والغرب في تبرير الغزو والجرائم والسيادة لتأسيس ثيوقراطية وتبين سذاجة البشر في قبول ذلك. كما يوضّح الكاتب قيامهم المحتمل بطمس تاريخ الأسرة السابقة وتشويهه.
يوضّح الفصل أيضا ما حصل فيما بعد من تأسيس للنظام الإقطاعي لتدعيم سلطة الغزاة الجدد، وكيف أنّ الأمر سار بشكل جيّد في باديء الأمر ولكنّه تحوّل إلى إستبداد الدوقات الإقطاعيين وسطوتهم التي فاقت قوّة الملك وإنتهت بجعل الملوك لعب في أيديهم وقيام بعض الدوقات بتمردات وقتل للملك في إحدى المرات. بذلك إنتهى عصر السلطة المركزيّة وسادت الفوضى وأصبح كبار الموظّفين يرثون مناصبهم بدل التعيين وبذلك أصبحوا عالة على الشعب وقلّ إهتمامهم بإداء مهامهم بل وتمّت تصفية أي دوق يحاول تصحيح الأوضاع. أصبحت الصين ساحة حروب داخلية وتمّت الإستعانة بقبائل بربريّة أجنبيّة من قبل صينيين ضد صينيين آخرين. ويوضّح الفصل أمر مهم هو أحد نتائج اللامركزيّة في ظل الفوضى وهي أنّ كل كبار الموظّفين بدأوا في تقليد مظاهر البذخ التي يعيشها الموظّفين الأكبر منهم وبذلك إزدادات الضرائب وتفاقم سوء حال الفلاحين والشعب وإنعدم الإستقرار لكل أبناء الشعب من أرستقراطيين وفقراء.
في النهاية يوضّح الفصل نشوء طبقة وسطى ربّما من أبناء الأرستقراطيين الكثر والذين لم يجدوا أماكن لهم في أقاليمهم بسبب شيوع ظاهرة تعدد الزوجات لدى الأرستقراطيين والذي أدّى إلى إزدياد أعداد أبناءهم بشكل يفوق المناصب المتوفّرة. يوضّح الكاتب أنّ هذه الطبقة الوسطى كان لها دور مهم في إنقاذ الصين من حالة الفوضى تلك لأنّها تتمتّع بالثقافة التي كفلت لها القدرة على الإحتجاج وهو الأمر الذي تفتقر إليه الطبقات الأخرى والعامل الآخر هو قربهم من الشعب وتلمّسهم لمشكلاته ومعاناته. وقد كان كنفوشيوس أحد أبناء هذه الطبقة كما يختتم الفصل.
الفصل الثالث: كنفوشيوس والكفاح من أجل سعادة البشر. وضّح الفصل الكثير عن مباديء كنفوشيوس ونظاله وحياته وأعطانا نبذة عن مفاهم اللي والطاو. وجدت كنفوشيوس مفكرا حرّا يشابه إلى حدّ ما ما ينادي به المفكرون العقلانيّون ولم يبني فكره على أسس عقائديّة. فلم يناقش الحياة ما بعد الموت وطالبنا بفهم الحياة وأرشد طلابه إلى أن يقوموا بما هو جيد من أجل أنه الخير والمطلوب وليس لأنهم ينتظرون بركات الأرواح. يبدو أنّه كان متشكّكا أو ملحدا ولكنّه لم يبح بمثل تلك الآراء لطلاّبه لسبب ما نجهله. كما نلاحظ مناداته بإلغاء الطبقية في تعامله مع طلاّبه وكذلك في فكرته عن النبلاء وأنّ أي شخص يمكن أن يكون نبيلا بعلمه وثقافته لا بسبب محتدّه وأصله. وكان يخطط لإصلاح العالم من خلال تلاميذه، فقد غير نظرته عن التعليم ليصبح التربية والتعليم وهو أن يرشد الطالب ليجد طريقه بنفسه ولا يلقّنه ذلك الطريق. كما أعجبني رفضه للمنصب بعد أن شعر بأنّه كان يهدف لإسكاته فإستقال بإشمئزاز. رفض كنفوشيوس أيضا إستخدام العقاب أو القوانين لإصلاح المجتمع بل نادى بإصلاح الذات من الداخل ولكنّه كان واقعيا وأقر بحاجة المجتمع إلى حكومة صالحة هدفها إسعاد الرعيّة، ولم يختصر نظرته لتكون فردية تقضل المصالح كما لم يذيب الفرد في كيان مجتمعي متسامي بل طالب بإيجاد فرد يتكامل مع مجتمع تعاوني وسعيد. أعجبني أيضا عدم إحتكاره للحقيقة وقال بأنّه ربّما لم يعثر عليها ولكنّه عرف طريقة البحث عنها وكره أن يجعل حقيقة ما ثابتة ومناسبة لكل العصور بل دعا إلى تعلّم طريقة البحث عنها. رغم أنّه فشل في حياته لكنّ أفكاره عاشت بعده وغيّرت الفكر الصيني وحتّى الأوربي في القرن الثامن عشر. من الأمور الأخرى المهمّة قيام كنفوشيوس بشجب المظاهر الباذخة أثناء الجنازات وكذلك التضحيات البشريّة التي كانت تقام في تلك الفترة ولكنّه لم يكن شجاعا كفاية لينادي بالتخلّي عن العرف فقد إعتبره عصب المجتمع ولا بدّ وأن يحترم ما لم يكن فيه ما يضر.
الفصل الرابع: موتزو والحاجة إلى السلام والنظام: يوضّح الفصل أنّ فكرة كنفوشيوس في التأثير في نظام الحكم كانت عن طريق التعليم والتأثير في من سيكونون معلّمين للأباطرة في المستقبل بالإضافة إلى تبؤهم مناصب عليا في الدولة وقد حذا موتزو المنشق عن أتباع كونفوشيوس نفس الطريق لتحقيق أهدافه. ويبدو أنّ هذه الفكرة كانت أكثر بطئا من الدعوة إلى ثورة ولكنّها وكما يبدو كانت ضرورة فرضتها ظروف العصر وكي لا يتم القضاء عليهم مبكّرا. موتزو مولود في السنة السابقة لوفاة كنفوشيوس وفي مقاطعته لو ذاتها أو في مقاطعة أخرى كما تخبرنا روايات أخرى. موتزو إنشق عن أتباع كنفوشيوس ولكنّه كان يشاركهم في الكثير من الأفكار. ويذكر الكتاب إنّه كان يدّعي إعتماده المنطق والجدل وإن كانت الحقيقة غير ذلك فلم يكن مجادلا مقنعا وكان قلبه هو ما يتحكّم به كما يبدو، ووضّح التناقض الدائم وكيف أنّ الأشخاص يحاولون إظهار عكس حقيقتهم دائما. ما أعجبني في فكر موتزو مناداته بمبدأ الحب العالمي وحبّه للسلام ولكنّه لم يكن نفس مفهوم المسيحيّة عن هذه المحبّة فهو أرادها عقليّة ومنطقيّة ولا دخل للعواطف فيها، كما قلّل من شأن الأسرة تلك الميزة الفريدة للفكر الصيني وعامل قوّته وضعفه في الوقت ذاته. موقف كنفوشيوس وموتزو من الحرب واحد، والسبب واضح فقد كانا من أبناء أقاليم ضعيفة عانت من ويلات حروب المقاطعات الكبيرة، رفض المفكّران الحرب ولكّنهما أكّدا على ضرورة الإستعداد للدفاع عن النفس. يبدو أن موتزو كان أكثر تمسّكا بالديانة والسماء والتركيز على التاريخ لدعم مواقفه وأحيا الشعائر ولكنّه رفض الجنائز والإسراف في دفن المقتنيات الثمينة بشكل يفقر الأسر والدولة مع الميّت وعاب مبدأ الحداد لمدّة ثلاثة أعوام وعدم الزواج خلال تلك الفترة وألقى عليه اللوم في نقص عدد السكّان الذي كانت الصين تعاني منه في حينها ويبدو رأيه مقنعا في مردود فترة الحداد الطويلة على الإقتصاد. لم يعجبني تماما رفضه للعواطف كافة والمطالبة بإلغائها وكرهه للموسيقى وإعتبارها سبب إهمال الحكام والناس لواجباتهم، وهو أمر يتناقض مع فكرة كونفوشيوس الشعب الصيني ولهذا لم ينتشر فكره كما يرى بعض كتّاب الطاويّة. فقد كان يبحث عن المنفعة في كل شيء ومستعد للتضحية بسعادة الإنسان من أجل إنشاء مجتمع مسالم وصالح. شخصيّا وجدت في فكرة تناقضا – مع إنّ الكتاب يعطي نبذة مختصرة ولا يمكننا الحكم من خلاله على فكر واسع بالتأكيد – إذ أنّه كان يرى أنّ السماء والأرواح تعاقب الناس على خطاياهم بإرسال كوارث طبيعية ولكنّه في الوقت ذاته رفض فكرة القدر وعدم قدرة الإنسان على عمل شيء حيال مصيره. وقد كان مجادلا غير مقنع إذ أنّه رفض فكرة القدر فقط لأنّه لم يره أحد وهو منطق كان يمكن أن يستعمله معارضوه في نقض مبادئه كالحب العالمي وغيره. الكنفوشيوسيّة تبدو أكثر عقلانية وهو أمر رفضه موتزو – الذي كان يجد مصاعب في جذب التلاميذ إلى مدرسته وإضطر لخداع بعضهم من أجل ذلك – فقد رفض موتزو فكرة كنفوشيوس التي ترى السماء بلا عقل والأرواح بلا وعي، إذ يرى موتزو أنّ الأرواح تراقبنا حتّى في إعماق الغابات ولهذا يجب أن نراقب أنفسنا دائما – يذكرني هذا بخيالات طفولتي وهو أمر مضحك ولكنّها فكرة الأديان في السيطرة. كما يختلف موتزو عن كنفوشيوس إختلافا جوهريّا إذ أقرّ بأنّه وجد الحقيقة –كما حال الأديان الساميّة – وأنّ من يرفضه يحيد عن الحق وبأنّ مبادئه مناسبة لكل الأوقات، وكان يسيطر على أتباعه وكذلك فعلت مدرسته إذ إنّ أحدهم فشل في حماية مقاطعته فإنتحر وكذلك فعل المئات من أتباعه. الكنفوشيوسيّة تبدو أكثر ملائمة وقربا للفكر العلمي الحديث في رأيي وإن أدخل التلاميذ الكثير من الأمور التي كان كنفوشيوس يرفضها في حينها، كما هو حال كل الأديان والفلسفات في العالم.
الفصل الخامس: منشيوس والإهتمام بالطبيعة البشريّة: يسرد الفصل نبذة عن حياة منشيوس وبعض تناقضاته ونوعا ما ما يعتبر تعاليه أو ربّما ما يمكن أن نقول عنه إعتزازه بنفسه. أكّد منشيوس على وجوب تأديب الحاكم المخطيء من قبل وزراءه وأنّ الحاكم السيء يجب عزله. وقد وقف ضد الحرب ولكنّه برّر بعض أسباب ما يسمّى الحرب الصالحة. وإهتمّ إهتماما خاصّا بالتنوّع الزراعي والإقتصاد وركّز على الطبيعة البشريّة وإعتبرها صالحة وطيّبة في فطرتها وذكر أمثلة تؤيّد رأيه. كما أنّه رفض التأمّل كطريقة للوصول إلى الحقيقة وإعتبره قاصرا عن أداء ذلك. ونرى بصورة عامّة في الفكر الصيني بأنّهم كانوا يحيكون قصص حول إمبراطورين إسطوريين زاعمين بأنّ الحكم في عصرهما كان على أفضل ما يرام ويؤكّدون بأنّ مبادئهم هي عودة لمباديء تلك العصور القديمة المثاليّة مع إنّها في حقيقة الأمر أفكار جديدة تماما تعود لهم، وهي فكرة غريبة حقّا تسود في العديد من الثقافات على أنّ القديم كان أفضل ويجب الرجوع إليه.
الفصل السادس: الشك المتصوفي عند الطاويّين: يتناول الفصل فلسفة الطاويّين وكتاب لاو تزو الذي ينسب لشخص بهذا الإسم وإن لم يتم التأكّد من حقيقة وجوده. وجدت الفلسفة الطاويّة غريبة وهي تطلب من الشخص ان لا يفعل شيء وأنّ كل المشاكل ستحل لوحدها من خلال التأمّل. الطاوي لا يفعل شيء ولكنه يحكم العالم! فكرة غريبة حقّا. ولم يكونوا يهتمون بالحياة ولكّنهم بحثوا عن أكسير الحياة! الطاويّة فلسفة فوضويّة في ذاتها ولكنّ الحكّام المستبدّين فضّلوها. الطاويّون كرهوا التعليم والتفكير وطالبوا بملأ البطون وإفراغ العقل وهذا يلائم الحكّام المستبدّين بالتأكيد.
الفصل السابع: هسين تزو ومبدأ الحكوم�� المتسلّطة: تناول الفصل نظرة هسين تزو للطبيعة البشريّة وأنها شريرة – عكس ما جاء به منشيوس والكنفوشيوسيّة – ويقول بأنّها أنانيّة وأنّ كل الفضائل تأتي عن طريق التعليم وأنّ البشر يولدون متساوين في القدرات وأنّهم أشرار بالفطرة والتعليم هو من يغيّرهم ولكن هذا وضعه في مأزق تفسير نشأة المعلّم الأوّل! تناول هسين تزو أيضا اللغة والمفاهيم والأسماء وحاول إيجاد تفسيرات لنشأتها وهل هي صحيحة أم فقط نتيجة التوارث والإتفاق البشري وليست بالضرورة ملائمة وصحيحة. يذكر الكاتب أنّ هسين تزو من عباقرة الفكر الصيني والعالمي. لكنّ تلامذته كانوا من مؤسّسي المدرسة التشريعيّة التسلّطيّة.
الفصل الثامن: إستبداد المشرّعين: يتناول هذا الفصل فلسفة هان فاي تزو الذي كان من أسرة أرستقراطيّة ولهذا كانت فلسفته تتوافق مع مصلحة الحكّام لا الشعب. فهو شجّع على الإستبداد والعقوبات الشديدة والمكافآت. وعدّ فلاسفة هذه المدرسة الحاكم الجيّد هو من يمنع الكتب ولا يكرّم المدرّسين لأنّه سيضر بالإقتصاد حيث أن الناس إذا وجدوا أنّ التعليم الأكثر راحة من مجالات أخرى وبذلك سيفضّلون اللجوء إليه لتحصيل مزايا المعلّم الكبيرة بل عدّ أيضا كثرة دارسي الإستراتيجيا العسكرية مضرّة لأنّها ستقلّل من عدد الجنود. كانت فلسفة قاسية وتمجّد الحرب وتشجّع على التوسّع ونشأت في ولاية تشن الغربيّة ذات الطبيعة البدويّة والأقل حضارة ولكنّها سرعان ما أجتاحت الصين بأسرها وحكمتها بقوّة وأسّست إمبراطوريّة مركزيّة. لكن إضطهاد الكونفوشيوسيين وقسوة العقوبات شجّعت جماعات كبيرة إلى الهرب والعيش كعصابات خارجة عن السلطة وقطّاع طرق ومنهم فلاّح يدعى هان والذي أسّس فيما بعد أسرة هان بعد سقوط حكم تشن ومنع فكرها منعا تامّا. بعض العقوبات الصارمة تشابه ما هو معمول فيه في الدول الدكتاتوريّة في الوقت الحاضر.
الفصل التاسع: صفوة تعاليم أسرة هان: في هذه الحقبة لفت نظري الإمبراطور الصيني "وان" الذي حرر عبيد الإمبراطوريّة وقام بخفض الضرائب ودعم الفقراء وكان مثال الكنفوشيوسي الحقيقي ولكنّه كان يؤمن بالخرافات والسحرة كثيرا وحاول السير على خطا الإمبراطورين الإسطوريّين بأن يمنح العرش من بعده لشخص يتم إختياره وليس إبنه ولكن وزراءه ومستشاريه حذّروه من ذلك. لكن إبنه الذي جاء بعده "وو" كان تشريعيّ النزعة متستّرا تحت غطاء كنفوشيوسي ولهذا أعاد نظام العبوديّة والإقطاع وزاد الضرائب وحكم الإعدام الذي نادرا ما نفّذ في عصر والده وقام بإختيار أشخاص ذوي نزعة تشريعيّة يعرف عنهم أنّهم كنفوشيوسيّين. كان نظام الإختبارات للتقديم إلى الحكومة قد ظهر في هذه الحقبة. في الفصل أيضا كلام عن مفايهم الين يانغ والعناصر الخمسة وأمور سحرية كثيرة ذات جذور طاويّة.
الفصل العاشر: البوذيّة والكنفوشيوسيّة الحديثة: في هذا الفصل نجد نبذة عن بوذا والهندوسيّة وأسباب إنتشار البوذيّة في الصين، وكما يرى الكاتب أنّ الشعب الصيني ذو النزعة العقلية بصورة عامة والبعيد عن الميتافيزيقيا، قد وجد في عالم كنفوشيوس المثالي حلما مستحيلا وفي ظل عصر من الإضطرابات بدت لهم فكرة النعيم والجحيم البوذي والعالم الذي تعد به البوذيّة بعد الموت فكرة جيّدة للخلاص وأعطتهم الأمل في حياة أفضل ولهذا إنتشرت بسرعة. وشخصيا أرى في ذلك تأكيد لفكرة تنامي المد الديني في فترات الإنحطاط والإحباط الذي تعاني منه أمّة ما، لأنّ حياة ما بعد الموت أمر لا يمكن أن يثبت بطلانه وإن كان إثبات وجوده أمر يكتنفه الغموض بنفس النسبة. يتكلّم الفصل عن الكنفوشيوسيّة الحديثة التي تأثّرت بالبوذيّة، كما يتكلّم عن تغيّر البوذيّة في الصين بدرجة كبيرة عن شبيهتها في الهند بسبب طبيعة الشعب الصيني ويتكلّم عن إنفتاح البوذيّين وإنشاءهم لمعابد مكرّسة لكنفوشيوس بينما حاولت الطاوية محاربة البوذيّة لأن للأولى جذور بوذيّة كما يبدو، وفي رأيي دائما ما يحارب الفكر الذي إقتبس الكثير من فكر آخر ذلك الفكر وكأنّها محاولة لمنع أتباعه من معرفة جذور دينهم الأصليّة عن طريق تنفيرهم من المصادر الأصليّة.
الفصل الحادي عشر: مناهضة الكونفوشيوسيّة الحديثة: يتكلّم هذا الفصل عن غزو مانشو للصين وتشبّعهم بالثقافة الصينيّة وأنّهم أصبحوا أكثر صينيّة من الصينيّين، وكيف أنّهم حاولوا كسب علماء الصين وتأييدهم لحكمهم من خلال التركيز على الكونفوشيوسيّة ووضّح كيف أنّ المغول والمانشويين كانوا الأشد إقبالا على تقديم النذور لكنفوشيوس. يتكلّم الفصل عن فلسفة ين يوانغ ورفضه لفكرة التأمّل والإنقطاع عن العمل من أجل القراءة بل طالب الرهبان على العمل داخل مؤسّساتهم في مجالات كالزراعة مثلا معتبرا أنّ الإنسان يتوصّل إلى الحقيقة من خلال العمل والتطبيق.
الفصل الثاني عشر: تأثير الغرب: يعتبر الكاتب أنّ التجديد الأكبر في الفكر الصيني ذو الجذور القديمة والبالغ عمره أكثر من ثلاثة آلاف عام كان قد حدث في المائة سنة الأخيرة "بالنسبة لتاريخ نشر الكتب في منتصف القرن الماضي" وذلك من خلال تأثّر فكرهم بالفكر الغربي عن طريق الإرساليات التبشيريّة والمدارس والمستشفيات ولكنّه يرى أنّ الغرب تعامل مع الفكر الصيني على إنّه دون المستوى المتحضّر وبسبب كون الشعب الصيني ذو كبرياء يفوق كبرياء أي شعب آخر في العالم ولكون الشخص ذو الكبرياء يرفض الإحسان أكثر من رفضه للإساءة فقد قابل الصينيين ذلك بالرفض وعدّوا قيام حربين عالميتين دليلا على أنّ الثقافة الغربية شريرة وبدأوا بمحاولات لرفض الهيمنة الأجنبية سواء عن طريق فرض التجارة ودخول الأجانب الذين لم يكن الصينيون يرغبون في وجودهم على أرضهم. يرى الكاتب أنّ الغرب لو تعامل بندّية مع الفكر الصيني وأقرّ بأنّه لدى الصينيين ما يمكن للغرب أن يتعلّمه منهم لكان الأمر مختلفا ولكن الغربيين أصرّوا على أنه يتوجّب على الصينيين التنصّل من الماضي والتمدّن قاصدين به إحلال الثقافة الغربية محل الثقافة الصينيّة. الطريف أنّ الكاتب يذكر العرب كمثال لشعب تقبّل الثقافة الغربيّة أكثر من الصينيين وأنّ الغرب كان يأمل أن يحذو الصينيون حذو العرب. بسبب زيادة الضغط وإحتلال اليابان وفقدان الإستقلال والرفض للهمينة الغربية أقبل مثقفي الصين وليس الطبقة العاملة على الشيوعيّة كرد فعل ويبيّن الكاتب أنّ روسيا لم تتعامل معهم بهدف فرض الثقافة الروسيّة عليهم ولهذا تقبّلوها ونجحت الشيوعيّة في الإنتشار بشكل كبير. ولكنّه يوضّح أيضا أنّ من تقبّلها ويذكر أمثلة عن قادة الحزب الشيوعي الصيني كانوا من المثقّفين والأثرياء ولم يكونوا من أبناء الطبقة العاملة رغهم زعمهم أنّهم حماة البروليتاريا. يوضّح الكاتب أيضا أنّ من زعماء الحزب الشيوعي الصيني من كانوا يعادون التقاليد الصينيّة ويرغبون في التغيير ويذكر أنّ ماوتسي تونغ قال مرّة بأنّه يكره كونفوشيوس منذ سن الثامنة من عمره، وغالبا ما كانت خطاباتهم مليئة بإقتباسات من ماركس وإنجلز ولينين وستالين وإعتبروهم كائنات خارقة تماما كالإمبراطورين الصينيين الإسطوريين. لكن بعض الشيوعيين أيضا كانوا يوظّفون أقوال كونفوشيوس ومنشيوس في دعم النظريّة الشيوعية ولهذا إنتشرت وبنجاح خلال سنوات قليلة وكان للثورة الثقافية دور في ذلك وقد إعتبرها الكاتب أكبر عملية تغيير فكر شعب في التاريخ، مستشهدا بقيام بعض الأبناء بالتشهير بآباءهم في محاكمات عامّة في سبيل إظهار ولائهم للحزب وهو تدمير للأسرة التي تشكّل عنصر أساسي في حياة الصينيين الفكرية والثقافيّة إذ كانت مخالفة الإبن للأب في السابق جنحة يحاسب عليها القانون.
الفصل الثالث عشر: نظرة إلى الماضي: يختتم الكتاب بذمر بعض خصائص الفكر الصيني الجيّدة ومنها الإنسانيّة وبعض الأمور التي فهموها ولم يدركها الآخرون ومنها مثال طريف على أن الصينيين كانوا يقومون بالمحاكمات في الفجر وهو أمر أدركه الكاتب بعد أن حظر طقسا في معبد كونفوشيوسي في بيجين في وقت الفجر. يذكر الكاتب أنّ للثقافة الغربية بعض المساويء منها الطموح والنزعة التوسّعية و يرى في القناعة أمرا طيبا في الثقافة الصينيّة ولكنّ التمادي فيه يعدّ عائقا في سبيل التقدّم وأنا شخصيّا أسانده في هذا الرأي وأعتقد أنّ القناعة في منطقتنا تفوق الوصف ولدى شعوبنا درجة غير طبيعيّة من الإتّكاليّة.
في النهاية أرى الكتاب مهمّها ولا بد من الإطلاع عليه وقد يكون حافزا لي أو لغيري لقراءة المزيد عن الفكر الصيني.
الترجمة محترفة ، ماعدا بعض المفاهيم الفلسفية التي من الصعب فعلا ترجمتها بدقة ، مثل مفهوم ( لي ) و ( التاو ) .. رغم اني آملت بترجمتها على الأقل بشكل مبسط وليس بنقلها حرفّياً إذ كانت تبدو غير مفهومة ، خصوصاً للمبتدأين .
• عن الكتاب :
" الفيلسوف الغربي الذي يدرس الفكر الصيني القديم قد يميل إلى إنكار أنها فلسفة بالمرة ، وعلى المرء أن يسلم أنها فلسفه من طابع مختلف جدا ، تظل دائماً شديدة الارتباط بأرض الحياة الإنسانية و المشاكل الإنسانيه "
تناول الكتاب بشكل مُبهر الفكر الصيني من بداية توثيقه تاريخياً ، إلى نهاية العهد الشيوعي الماوي ، كما أنه بحرفية عالية أشار إلى موضوع تأثر الفكر الصيني بالفلسفة الهندية البوذية _ وهذه لفتة نادرة فعلاً _ ، الكتاب عموماً ممتاز وقيّم جدا .
Creel surveys Chinese thought from pre-Confucius times to the 20th century. The thought is rich in its attempt to address universal themes surrounding the "human condition."
Three themes in particular stand out and these were largely articulated before the beginning of the current era. First, when it comes to managing the social order, Confucius promoted a philosophy of moderation, as exemplified by his (Middle Way) comment that too much is as bad as too little. He believed individuals and rulers alike should follow a Taoist-like principle of "li" that involved yielding and limiting one's actions. In contrast to Confucius, the Taoists largely removed themselves from government and concentrated on management of oneself instead. At the opposite extreme, the legalists (c. 220 BCE) supported the power of the rulers over the people, including the use of force.
A second and related theme is the tension between passion and rational control of the emotions. Confucius had faith in the abilities of individuals to control their passions. Mo Tzu (480-390 BCE) articulated an "intellectual love" for mankind, which was a Kantian-like limitation of self in deference to the good of the whole. Lao-Tzu's perspective was to employ self-inhibition because this was the law of nature (to live in balance) and was the key to individual happiness. Love for human kind and social order per se were not paramount considerations. Mencius (390-305 BCE) and Hsun-Tzu (335-286 BCE) operated from different premises (respectively, human nature is good, human nature is bad), yet both believed in the power of rational control over the passions. As noted, the legalists had no faith in the ability to control their behavior. This was a task for the ruler.
The third theme involved the role of transcendent principles in human behavior. Confucius' thought was only vaguely connected to heaven. He was more rooted in the past, to a golden era that was in turn anchored to heaven. In varying degrees, this view was shared by Mo Tzu and Mencius. As interpreted by many, the Taoists, Lao-Tzu and Yang Chu, stripped the heavens of divinity and focused instead on the laws of nature (and the cosmos). Wang Chu'ung (27-97 CE) believed there's nothing divine out there. There are, he said, no ghosts. Like Plato, some philosophers divided the cosmos into eternal form and impermanent substance. Others saw no distinction between form and substance, mind and matter. Tai Chen (1724-1777 CE) was a strong voice for this materialistic viewpoint. In "response" to Descartes, he commented that it is because man has a living body that he has a mind. Virtues are developed from our instinctive tendencies. We seek life, we fear death; we move to advantage and we avoid the harmful. There is, in this way, no essential difference between man and animal. Our natural desires are good if understood and properly guided. Desires must not be repressed, but (like Confucius) they must be socialized.
Another striking theme is how much Confucius, Buddhism and Taoism bump into each other and the blending that occurs as a result. These are the three legs to the stool in Chinese philosophical and religious thought, and the thinkers covered by Creel emphasize or extend, or criticise or react to these three primary traditions.
الكتاب اعطاني فكرة بسيطه عن الفلسفه الصينيه و ساهم في انه يفتح عيني على جانب من الفكر لم يكن لي سابق اطلاع عليه. لكن الكتاب كان اقل من توقعاتي و غير منظم في احوال كثيره و عرضه للافكار يغيب عنه الوضوح او القدره على بلورة التفاصيل من المهمه من الثانوية.
الفلسفه الصينيه بدت لي غريبه ، ربما لصعوبة اسماء الفلاسفه و تداخلهم كسبب ، و لكن سبب اخر ، انه الجزء الاكبر من الفلسفه الصينيه ما قبل العصر المسحي لا ينطبق عليها وصف فلسفه بمفهومنا عن "الفلسفه" ، هي ليست نظرية فلسفية متكامله و لكنها في الاغلب فلسفه اجتماعيه و سياسيه لتنظيم شؤون الدوله و الوطن و لاعداد مواطن صالح يعيش داخل هذا الوطن. هي فلسفه في الاغلب بدون حضور ميتافيزيقي و لا جدال ابستمولوجي او انطولوجي كمفهومنا نحن عن الفلسفه.
كتاب جيد نوعا ما، اضاف لي الكثير عن فلسفة و فكر الصين ماقبل الميلاد، عرفت ايضا من هم الطاويون و البوذيون، ربما يكون اسلوب الكتاب غير مشوق و اقرب للملل.
الفصل الأوّل: الفكر الصيني في العالم الحديث، في الحقيقة شعرت بأنّ وجهة النظر الغربيّة عن الصين وبعض المفاهيم الخاطئة السائدة عن الصين في الغرب ولوم للغرب من قبل الكاتب في التقصير في فهم هذا الفكر وهذه الثقافة المهمّة في العالم والتي أهدتنا الورق والحبر والبارود. في الفصل أيضا توضيح للفكرة السائدة بأنّ الصينييّن لا يهتمون بالسياسة ومن يعتلي سدّة الحكم منذ القدم ولكنّهم يتمتّعون بحس وطني عالي رغم ذلك وشعور فخر لا يضاهيه شعور مماثل لدى أي شعب، ويوضّح ذلك من خلال بقاء الصينيّين في الغرب كما هم رغم إنقطاهم عن أرضهم الأم طوال قرون. كما وضّح معرفة أناس بسطاء بشؤون عالمية عند زيارته للصين وهو ما لم يره في ميونخ وروسيا وباريس ولندن والولايات المتّحدة عند مناقشة أناس على درجة عالية من الثقافة.
يوضّح هذا الفصل أيضا كيف إندمج المجتمع الصيني في ثقافة واحدة منسجمة أزالت عبر التاريخ الفوارق بين الطبقة الأرستقراطية والفلاّحين، وقد علّل ذلك بأمرين أحدهما هو تعدّد الزوجات الذي نقل نساء من طبقات فقيرة إلى طبقات عليا وهو ما أدّى إلى تسرّب ثقافتهنّ إلى طبقة النبلاء والعامل الآخر هو نظام الإختبارات الذي مكّن أناس فقراء كعامل محراث أو حتّى مربّي خنازير من أن يصبح رئيس وزراء للبلاد إعتمادا على ثقافتهم، وهو أمر جعل حلم تبوّء منصب رفيع يداعب أحلام كافّة طبقات الشعب وممّا سهّل تثقيف الشعب أو قدرته على ذلك ليخوض غمار المنافسة، وجود المسرح الذي لم يكن متاحا للجميع ولكنّه ممكن، وأيضا وجود المتحدّثين عن الكتب وهم أناس يقفون ليشرحوا في الشارع ما قرأوه في كتب وضعها علماء بلغة مبسّطة يفهمها الجميع. ويوضّح الكاتب أنّ الثقافة الصينيّة وأساطيرها بسيطة ومعرفة الشعب بها كبيرة وليست كمعرفة الغربيّين بأساطير اليونان والرومان المعقّدة والمتعدّدة الشخصيّات.
وضّح الفصل أيضا إقتباس الثورة الفرنسيّة لبعض مفاهيم المساواة من الفكر الصيني وهو أمر أدهشني صراحة وكذلك إقتباس بريطانيا لنظام الإختبارات للخدمة العامّة من الصين أيضا وتسرّبه إلى أميركا فيما بعد. الكاتب يعيب على الغرب عدم دراسته للفكر الصيني ونظرته الدونيّة له فيما يقبل الصينيين على دراسة الفكر والتاريخ الغربي. ويقارن الكاتب بين دراستنا لفكر كونفوشيوس والذي يعيننا حقّا في فهم فكر الصين لتغلغله في وجدان الشعب، وهو ما أراه تعبيرا طبيعيا عن وحدة الفكر في الشرق وتقديمه دائما كعقيدة دينية، بينما لا يعبّر فكر إسبينوزا أو كانط بالضرورة عن الغرب أو يعيننا في فهم الفكر الحديث في أوربا.
يختتم الفصل حديثه بالمقارنة بين الثقافة الغربية التي تركّز على تطوير الذات وقهر الطبيعة ومدى التقدّم الذي وصلت إليه وبين الثقافة الصينيّة التي حاولت قهر الطبيعة إلى حد ما ولكنّها فضّلت التعايش معها وركّزت طوال ثلاثة آلاف عام على العلاقات الإنسانية وهو ما مكّن الصينيين من الشعور بالسعادة في ظل أقسى الظروف من فقر وجوع وغيرهما ووضّح أيضا أنّ هنالك دراسات تشير إلى أنّهم الأقل إصابة بالأمراض العقليّة مقارنة مع أي عرق آخر.
الفصل الثاني: قبل كنفوشيوس، يسرد الفصل معلومات تاريخيّة مهمّة حول التاريخ الصيني القديم مرفقة بتحليلات مهمّة وواقعيّة حول تلك الفترة القديمة من تاريخ هذا البلد المهم. من المعلومات المهمّة التي إستوقفتني ذكر لتاريخ أقدم نص مكتوب وصل إلينا من الصين ويعود تاريخه إلى حوالي 1400 ق.م. ويبيّن ذلك تأخّرهم عن بلاد ما بين النهرين ومنطقة الشرق الأوسط في موضوع الكتابة وكذلك يوضّح إقتصارها في الغالب في تلك الحقبة على الأرستقراطيين ممّا حرمنا من معرفة وجهة نظر عامّة الشعب عن أوضاع بلادهم من خلال نصوص معيّنة كان في إمكانهم كتابتها. ذكر الفصل أيضا قصّة أسطورية حول ولادة زعيم التشو وكونه من نسل إلهي وقد تكفلت برعايته الطبيعة وهو أمر يدعّم السلطة وذكّرني بالعديد من الأمثلة حول العالم تتشابه فيها مثل تلك القصص الخارقة كما هو الحال في ولادة سرجون الأكدي وموسى ومؤسسي روما وغيرهم.
يوضّح الفصل أيضا غزو قبائل من غرب الصين عرفوا فيما بعد بأسرة تشو للصين وكيف دعّموا حكمهم بإرادة السماء وبرّروا الغزو بأنها قوانين السماء وهو أمر إستعملته أسرة شانج السابقة في تأييد حكمها عندما أسقطت حكم أسرة هسيا. نجد هنا التشابهات في إستغلال موضوع السماء والدين – من خلال إدعاءات للغزاة بأنّ الملك القديم لم يكن يؤدّي واجباته الدينيّة تجاه الآلهة رغم تناقض تلك الإدعاءات مع نصوص من عهد الملك الأخير – يبرز هنا إستغلال الدين الدائم وعبر العصور في الشرق والغرب في تبرير الغزو والجرائم والسيادة لتأسيس ثيوقراطية وتبين سذاجة البشر في قبول ذلك. كما يوضّح الكاتب قيامهم المحتمل بطمس تاريخ الأسرة السابقة وتشويهه.
يوضّح الفصل أيضا ما حصل فيما بعد من تأسيس للنظام الإقطاعي لتدعيم سلطة الغزاة الجدد، وكيف أنّ الأمر سار بشكل جيّد في باديء الأمر ولكنّه تحوّل إلى إستبداد الدوقات الإقطاعيين وسطوتهم التي فاقت قوّة الملك وإنتهت بجعل الملوك لعب في أيديهم وقيام بعض الدوقات بتمردات وقتل للملك في إحدى المرات. بذلك إنتهى عصر السلطة المركزيّة وسادت الفوضى وأصبح كبار الموظّفين يرثون مناصبهم بدل التعيين وبذلك أصبحوا عالة على الشعب وقلّ إهتمامهم بإداء مهامهم بل وتمّت تصفية أي دوق يحاول تصحيح الأوضاع. أصبحت الصين ساحة حروب داخلية وتمّت الإستعانة بقبائل بربريّة أجنبيّة من قبل صينيين ضد صينيين آخرين. ويوضّح الفصل أمر مهم هو أحد نتائج اللامركزيّة في ظل الفوضى وهي أنّ كل كبار الموظّفين بدأوا في تقليد مظاهر البذخ التي يعيشها الموظّفين الأكبر منهم وبذلك إزدادات الضرائب وتفاقم سوء حال الفلاحين والشعب وإنعدم الإستقرار لكل أبناء الشعب من أرستقراطيين وفقراء.
في النهاية يوضّح الفصل نشوء طبقة وسطى ربّما من أبناء الأرستقراطيين الكثر والذين لم يجدوا أماكن لهم في أقاليمهم بسبب شيوع ظاهرة تعدد الزوجات لدى الأرستقراطيين والذي أدّى إلى إزدياد أعداد أبناءهم بشكل يفوق المناصب المتوفّرة. يوضّح الكاتب أنّ هذه الطبقة الوسطى كان لها دور مهم في إنقاذ الصين من حالة الفوضى تلك لأنّها تتمتّع بالثقافة التي كفلت لها القدرة على الإحتجاج وهو الأمر الذي تفتقر إليه الطبقات الأخرى والعامل الآخر هو قربهم من الشعب وتلمّسهم لمشكلاته ومعاناته. وقد كان كنفوشيوس أحد أبناء هذه الطبقة كما يختتم الفصل.
الفصل الثالث: كنفوشيوس والكفاح من أجل سعادة البشر. وضّح الفصل الكثير عن مباديء كنفوشيوس ونظاله وحياته وأعطانا نبذة عن مفاهم اللي والطاو. وجدت كنفوشيوس مفكرا حرّا يشابه إلى حدّ ما ما ينادي به المفكرون العقلانيّون ولم يبني فكره على أسس عقائديّة. فلم يناقش الحياة ما بعد الموت وطالبنا بفهم الحياة وأرشد طلابه إلى أن يقوموا بما هو جيد من أجل أنه الخير والمطلوب وليس لأنهم ينتظرون بركات الأرواح. يبدو أنّه كان متشكّكا أو ملحدا ولكنّه لم يبح بمثل تلك الآراء لطلاّبه لسبب ما نجهله. كما نلاحظ مناداته بإلغاء الطبقية في تعامله مع طلاّبه وكذلك في فكرته عن النبلاء وأنّ أي شخص يمكن أن يكون نبيلا بعلمه وثقافته لا بسبب محتدّه وأصله. وكان يخطط لإصلاح العالم من خلال تلاميذه، فقد غير نظرته عن التعليم ليصبح التربية والتعليم وهو أن يرشد الطالب ليجد طريقه بنفسه ولا يلقّنه ذلك الطريق. كما أعجبني رفضه للمنصب بعد أن شعر بأنّه كان يهدف لإسكاته فإستقال بإشمئزاز. رفض كنفوشيوس أيضا إستخدام العقاب أو القوانين لإصلاح المجتمع بل نادى بإصلاح الذات من الداخل ولكنّه كان واقعيا وأقر بحاجة المجتمع إلى حكومة صالحة هدفها إسعاد الرعيّة، ولم يختصر نظرته لتكون فردية تقضل المصالح كما لم يذيب الفرد في كيان مجتمعي متسامي بل طالب بإيجاد فرد يتكامل مع مجتمع تعاوني وسعيد. أعجبني أيضا عدم إحتكاره للحقيقة وقال بأنّه ربّما لم يعثر عليها ولكنّه عرف طريقة البحث عنها وكره أن يجعل حقيقة ما ثابتة ومناسبة لكل العصور بل دعا إلى تعلّم طريقة البحث عنها. رغم أنّه فشل في حياته لكنّ أفكاره عاشت بعده وغيّرت الفكر الصيني وحتّى الأوربي في القرن الثامن عشر. من الأمور الأخرى المهمّة قيام كنفوشيوس بشجب المظاهر الباذخة أثناء الجنازات وكذلك التضحيات البشريّة التي كانت تقام في تلك الفترة ولكنّه لم يكن شجاعا كفاية لينادي بالتخل��ي عن العرف فقد إعتبره عصب المجتمع ولا بدّ وأن يحترم ما لم يكن فيه ما يضر.
الفصل الرابع: موتزو والحاجة إلى السلام والنظام: يوضّح الفصل أنّ فكرة كنفوشيوس في التأثير في نظام الحكم كانت عن طريق التعليم والتأثير في من سيكونون معلّمين للأباطرة في المستقبل بالإضافة إلى تبؤهم مناصب عليا في الدولة وقد حذا موتزو المنشق عن أتباع كونفوشيوس نفس الطريق لتحقيق أهدافه. ويبدو أنّ هذه الفكرة كانت أكثر بطئا من الدعوة إلى ثورة ولكنّها وكما يبدو كانت ضرورة فرضتها ظروف العصر وكي لا يتم القضاء عليهم مبكّرا. موتزو مولود في السنة السابقة لوفاة كنفوشيوس وفي مقاطعته لو ذاتها أو في مقاطعة أخرى كما تخبرنا روايات أخرى. موتزو إنشق عن أتباع كنفوشيوس ولكنّه كان يشاركهم في الكثير من الأفكار. ويذكر الكتاب إنّه كان يدّعي إعتماده المنطق والجدل وإن كانت الحقيقة غير ذلك فلم يكن مجادلا مقنعا وكان قلبه هو ما يتحكّم به كما يبدو، ووضّح التناقض الدائم وكيف أنّ الأشخاص يحاولون إظهار عكس حقيقتهم دائما. ما أعجبني في فكر موتزو مناداته بمبدأ الحب العالمي وحبّه للسلام ولكنّه لم يكن نفس مفهوم المسيحيّة عن هذه المحبّة فهو أرادها عقليّة ومنطقيّة ولا دخل للعواطف فيها، كما قلّل من شأن الأسرة تلك الميزة الفريدة للفكر الصيني وعامل قوّته وضعفه في الوقت ذاته. موقف كنفوشيوس وموتزو من الحرب واحد، والسبب واضح فقد كانا من أبناء أقاليم ضعيفة عانت من ويلات حروب المقاطعات الكبيرة، رفض المفكّران الحرب ولكّنهما أكّدا على ضرورة الإستعداد للدفاع عن النفس. يبدو أن موتزو كان أكثر تمسّكا بالديانة والسماء والتركيز على التاريخ لدعم مواقفه وأحيا الشعائر ولكنّه رفض الجنائز والإسراف في دفن المقتنيات الثمينة بشكل يفقر الأسر والدولة مع الميّت وعاب مبدأ الحداد لمدّة ثلاثة أعوام وعدم الزواج خلال تلك الفترة وألقى عليه اللوم في نقص عدد السكّان الذي كانت الصين تعاني منه في حينها ويبدو رأيه مقنعا في مردود فترة الحداد الطويلة على الإقتصاد. لم يعجبني تماما رفضه للعواطف كافة والمطالبة بإلغائها وكرهه للموسيقى وإعتبارها سبب إهمال الحكام والناس لواجباتهم، وهو أمر يتناقض مع فكرة كونفوشيوس الشعب الصيني ولهذا لم ينتشر فكره كما يرى بعض كتّاب الطاويّة. فقد كان يبحث عن المنفعة في كل شيء ومستعد للتضحية بسعادة الإنسان من أجل إنشاء مجتمع مسالم وصالح. شخصيّا وجدت في فكرة تناقضا – مع إنّ الكتاب يعطي نبذة مختصرة ولا يمكننا الحكم من خلاله على فكر واسع بالتأكيد – إذ أنّه كان يرى أنّ السماء والأرواح تعاقب الناس على خطاياهم بإرسال كوارث طبيعية ولكنّه في الوقت ذاته رفض فكرة القدر وعدم قدرة الإنسان على عمل شيء حيال مصيره. وقد كان مجادلا غير مقنع إذ أنّه رفض فكرة القدر فقط لأنّه لم يره أحد وهو منطق كان يمكن أن يستعمله معارضوه في نقض مبادئه كالحب العالمي وغيره. الكنفوشيوسيّة تبدو أكثر عقلانية وهو أمر رفضه موتزو – الذي كان يجد مصاعب في جذب التلاميذ إلى مدرسته وإضطر لخداع بعضهم من أجل ذلك – فقد رفض موتزو فكرة كنفوشيوس التي ترى السماء بلا عقل والأرواح بلا وعي، إذ يرى موتزو أنّ الأرواح تراقبنا حتّى في إعماق الغابات ولهذا يجب أن نراقب أنفسنا دائما – يذكرني هذا بخيالات طفولتي وهو أمر مضحك ولكنّها فكرة الأديان في السيطرة. كما يختلف موتزو عن كنفوشيوس إختلافا جوهريّا إذ أقرّ بأنّه وجد الحقيقة –كما حال الأديان الساميّة – وأنّ من يرفضه يحيد عن الحق وبأنّ مبادئه مناسبة لكل الأوقات، وكان يسيطر على أتباعه وكذلك فعلت مدرسته إذ إنّ أحدهم فشل في حماية مقاطعته فإنتحر وكذلك فعل المئات من أتباعه. الكنفوشيوسيّة تبدو أكثر ملائمة وقربا للفكر العلمي الحديث في رأيي وإن أدخل التلاميذ الكثير من الأمور التي كان كنفوشيوس يرفضها في حينها، كما هو حال كل الأديان والفلسفات في العالم.
الفصل الخامس: منشيوس والإهتمام بالطبيعة البشريّة: يسرد الفصل نبذة عن حياة منشيوس وبعض تناقضاته ونوعا ما ما يعتبر تعاليه أو ربّما ما يمكن أن نقول عنه إعتزازه بنفسه. أكّد منشيوس على وجوب تأديب الحاكم المخطيء من قبل وزراءه وأنّ الحاكم السيء يجب عزله. وقد وقف ضد الحرب ولكنّه برّر بعض أسباب ما يسمّى الحرب الصالحة. وإهتمّ إهتماما خاصّا بالتنوّع الزراعي والإقتصاد وركّز على الطبيعة البشريّة وإعتبرها صالحة وطيّبة في فطرتها وذكر أمثلة تؤيّد رأيه. كما أنّه رفض التأمّل كطريقة للوصول إلى الحقيقة وإعتبره قاصرا عن أداء ذلك. ونرى بصورة عامّة في الفكر الصيني بأنّهم كانوا يحيكون قصص حول إمبراطورين إسطوريين زاعمين بأنّ الحكم في عصرهما كان على أفضل ما يرام ويؤكّدون بأنّ مبادئهم هي عودة لمباديء تلك العصور القديمة المثاليّة مع إنّها في حقيقة الأمر أفكار جديدة تماما تعود لهم، وهي فكرة غريبة حقّا تسود في العديد من الثقافات على أنّ القديم كان أفضل ويجب الرجوع إليه.
الفصل السادس: الشك المتصوفي عند الطاويّين: يتناول الفصل فلسفة الطاويّين وكتاب لاو تزو الذي ينسب لشخص بهذا الإسم وإن لم يتم التأكّد من حقيقة وجوده. وجدت الفلسفة الطاويّة غريبة وهي تطلب من الشخص ان لا يفعل شيء وأنّ كل المشاكل ستحل لوحدها من خلال التأمّل. الطاوي لا يفعل شيء ولكنه يحكم العالم! فكرة غريبة حقّا. ولم يكونوا يهتمون بالحياة ولكّنهم بحثوا عن أكسير الحياة! الطاويّة فلسفة فوضويّة في ذاتها ولكنّ الحكّام المستبدّين فضّلوها. الطاويّون كرهوا التعليم والتفكير وطالبوا بملأ البطون وإفراغ العقل وهذا يلائم الحكّام المستبدّين بالتأكيد.
الفصل السابع: هسين تزو ومبدأ الحكومة المتسلّطة: تناول الفصل نظرة هسين تزو للطبيعة البشريّة وأنها شريرة – عكس ما جاء به منشيوس والكنفوشيوسيّة – ويقول بأنّها أنانيّة وأنّ كل الفضائل تأتي عن طريق التعليم وأنّ البشر يولدون متساوين في القدرات وأنّهم أشرار بالفطرة والتعليم هو من يغيّرهم ولكن هذا وضعه في مأزق تفسير نشأة المعلّم الأوّل! تناول هسين تزو أيضا اللغة والمفاهيم والأسماء وحاول إيجاد تفسيرات لنشأتها وهل هي صحيحة أم فقط نتيجة التوارث والإتفاق البشري وليست بالضرورة ملائمة وصحيحة. يذكر الكاتب أنّ هسين تزو من عباقرة الفكر الصيني والعالمي. لكنّ تلامذته كانوا من مؤسّسي المدرسة التشريعيّة التسلّطيّة.
الفصل الثامن: إستبداد المشرّعين: يتناول هذا الفصل فلسفة هان فاي تزو الذي كان من أسرة أرستقراطيّة ولهذا كانت فلسفته تتوافق مع مصلحة الحكّام لا الشعب. فهو شجّع على الإستبداد والعقوبات الشديدة والمكافآت. وعدّ فلاسفة هذه المدرسة الحاكم الجيّد هو من يمنع الكتب ولا يكرّم المدرّسين لأنّه سيضر بالإقتصاد حيث أن الناس إذا وجدوا أنّ التعليم الأكثر راحة من مجالات أخرى وبذلك سيفضّلون اللجوء إليه لتحصيل مزايا المعلّم الكبيرة بل عدّ أيضا كثرة دارسي الإستراتيجيا العسكرية مضرّة لأنّها ستقلّل من عدد الجنود. كانت فلسفة قاسية وتمجّد الحرب وتشجّع على التوسّع ونشأت في ولاية تشن الغربيّة ذات الطبيعة البدويّة والأقل حضارة ولكنّها سرعان ما أجتاحت الصين بأسرها وحكمتها بقوّة وأسّست إمبراطوريّة مركزيّة. لكن إضطهاد الكونفوشيوسيين وقسوة العقوبات شجّعت جماعات كبيرة إلى الهرب والعيش كعصابات خارجة عن السلطة وقطّاع طرق ومنهم فلاّح يدعى هان والذي أسّس فيما بعد أسرة هان بعد سقوط حكم تشن ومنع فكرها منعا تامّا. بعض العقوبات الصارمة تشابه ما هو معمول فيه في الدول الدكتاتوريّة في الوقت الحاضر.
الفصل التاسع: صفوة تعاليم أسرة هان: في هذه الحقبة لفت نظري الإمبراطور الصيني "وان" الذي حرر عبيد الإمبراطوريّة وقام بخفض الضرائب ودعم الفقراء وكان مثال الكنفوشيوسي الحقيقي ولكنّه كان يؤمن بالخرافات والسحرة كثيرا وحاول السير على خطا الإمبراطورين الإسطوريّين بأن يمنح العرش من بعده لشخص يتم إختياره وليس إبنه ولكن وزراءه ومستشاريه حذّروه من ذلك. لكن إبنه الذي جاء بعده "وو" كان تشريعيّ النزعة متستّرا تحت غطاء كنفوشيوسي ولهذا أعاد نظام العبوديّة والإقطاع وزاد الضرائب وحكم الإعدام الذي نادرا ما نفّذ في عصر والده وقام بإختيار أشخاص ذوي نزعة تشريعيّة يعرف عنهم أنّهم كنفوشيوسيّين. كان نظام الإختبارات للتقديم إلى الحكومة قد ظهر في هذه الحقبة. في الفصل أيضا كلام عن مفايهم الين يانغ والعناصر الخمسة وأمور سحرية كثيرة ذات جذور طاويّة.
الفصل العاشر: البوذيّة والكنفوشيوسيّة الحديثة: في هذا الفصل نجد نبذة عن بوذا والهندوسيّة وأسباب إنتشار البوذيّة في الصين، وكما يرى الكاتب أنّ الشعب الصيني ذو النزعة العقلية بصورة عامة والبعيد عن الميتافيزيقيا، قد وجد في عالم كنفوشيوس المثالي حلما مستحيلا وفي ظل عصر من الإضطرابات بدت لهم فكرة النعيم والجحيم البوذي والعالم الذي تعد به البوذيّة بعد الموت فكرة جيّدة للخلاص وأعطتهم الأمل في حياة أفضل ولهذا إنتشرت بسرعة. وشخصيا أرى في ذلك تأكيد لفكرة تنامي المد الديني في فترات الإنحطاط والإحباط الذي تعاني منه أمّة ما، لأنّ حياة ما بعد الموت أمر لا يمكن أن يثبت بطلانه وإن كان إثبات وجوده أمر يكتنفه الغموض بنفس النسبة. يتكلّم الفصل عن الكنفوشيوسيّة الحديثة التي تأثّرت بالبوذيّة، كما يتكلّم عن تغيّر البوذيّة في الصين بدرجة كبيرة عن شبيهتها في الهند بسبب طبيعة الشعب الصيني ويتكلّم عن إنفتاح البوذيّين وإنشاءهم لمعابد مكرّسة لكنفوشيوس بينما حاولت الطاوية محاربة البوذيّة لأن للأولى جذور بوذيّة كما يبدو، وفي رأيي دائما ما يحارب الفكر الذي إقتبس الكثير من فكر آخر ذلك الفكر وكأنّها محاولة لمنع أتباعه من معرفة جذور دينهم الأصليّة عن طريق تنفيرهم من المصادر الأصليّة.
الفصل الحادي عشر: مناهضة الكونفوشيوسيّة الحديثة: يتكلّم هذا الفصل عن غزو مانشو للصين وتشبّعهم بالثقافة الصينيّة وأنّهم أصبحوا أكثر صينيّة من الصينيّين، وكيف أنّهم حاولوا كسب علماء الصين وتأييدهم لحكمهم من خلال التركيز على الكونفوشيوسيّة ووضّح كيف أنّ المغول والمانشويين كانوا الأشد إقبالا على تقديم النذور لكنفوشيوس. يتكلّم الفصل عن فلسفة ين يوانغ ورفضه لفكرة التأمّل والإنقطاع عن العمل من أجل القراءة بل طالب الرهبان على العمل داخل مؤسّساتهم في مجالات كالزراعة مثلا معتبرا أنّ الإنسان يتوصّل إلى الحقيقة من خلال العمل والتطبيق.
الفصل الثاني عشر: تأثير الغرب: يعتبر الكاتب أنّ التجديد الأكبر في الفكر الصيني ذو الجذور القديمة والبالغ عمره أكثر من ثلاثة آلاف عام كان قد حدث في المائة سنة الأخيرة "بالنسبة لتاريخ نشر الكتب في منتصف القرن الماضي" وذلك من خلال تأثّر فكرهم بالفكر الغربي عن طريق الإرساليات التبشيريّة والمدارس والمستشفيات ولكنّه يرى أنّ الغرب تعامل مع الفكر الصيني على إنّه دون المستوى المتحضّر وبسبب كون الشعب الصيني ذو كبرياء يفوق كبرياء أي شعب آخر في العالم ولكون الشخص ذو الكبرياء يرفض الإحسان أكثر من رفضه للإساءة فقد قابل الصينيين ذلك بالرفض وعدّوا قيام حربين عالميتين دليلا على أنّ الثقافة الغربية شريرة وبدأوا بمحاولات لرفض الهيمنة الأجنبية سواء عن طريق فرض التجارة ودخول الأجانب الذين لم يكن الصينيون يرغبون في وجودهم على أرضهم. يرى الكاتب أنّ الغرب لو تعامل بندّية مع الفكر الصيني وأقرّ بأنّه لدى الصينيين ما يمكن للغرب أن يتعلّمه منهم لكان الأمر مختلفا ولكن الغربيين أصرّوا على أنه يتوجّب على الصينيين التنصّل من الماضي والتمدّن قاصدين به إحلال الثقافة الغربية محل الثقافة الصينيّة. الطريف أنّ الكاتب يذكر العرب كمثال لشعب تقبّل الثقافة الغربيّة أكثر من الصينيين وأنّ الغرب كان يأمل أن يحذو الصينيون حذو العرب. بسبب زيادة الضغط وإحتلال اليابان وفقدان الإستقلال والرفض للهمينة الغربية أقبل مثقفي الصين وليس الطبقة العاملة على الشيوعيّة كرد فعل ويبيّن الكاتب أنّ روسيا لم تتعامل معهم بهدف فرض الثقافة الروسيّة عليهم ولهذا تقبّلوها ونجحت الشيوعيّة في الإنتشار بشكل كبير. ولكنّه يوضّح أيضا أنّ من تقبّلها ويذكر أمثلة عن قادة الحزب الشيوعي الصيني كانوا من المثقّفين والأثرياء ولم يكونوا من أبناء الطبقة العاملة رغهم زعمهم أنّهم حماة البروليتاريا. يوضّح الكاتب أيضا أنّ من زعماء الحزب الشيوعي الصيني من كانوا يعادون التقاليد الصينيّة ويرغبون في التغيير ويذكر أنّ ماوتسي تونغ قال مرّة بأنّه يكره كونفوشيوس منذ سن الثامنة من عمره، وغالبا ما كانت خطاباتهم مليئة بإقتباسات من ماركس وإنجلز ولينين وستالين وإعتبروهم كائنات خارقة تماما كالإمبراطورين الصينيين الإسطوريين. لكن بعض الشيوعيين أيضا كانوا يوظّفون أقوال كونفوشيوس ومنشيوس في دعم النظريّة الشيوعية ولهذا إنتشرت وبنجاح خلال سنوات قليلة وكان للثورة الثقافية دور في ذلك وقد إعتبرها الكاتب أكبر عملية تغيير فكر شعب في التاريخ، مستشهدا بقيام بعض الأبناء بالتشهير بآبا��هم في محاكمات عامّة في سبيل إظهار ولائهم للحزب وهو تدمير للأسرة التي تشكّل عنصر أساسي في حياة الصينيين الفكرية والثقافيّة إذ كانت مخالفة الإبن للأب في السابق جنحة يحاسب عليها القانون.
الفصل الثالث عشر: نظرة إلى الماضي: يختتم الكتاب بذمر بعض خصائص الفكر الصيني الجيّدة ومنها الإنسانيّة وبعض الأمور التي فهموها ولم يدركها الآخرون ومنها مثال طريف على أن الصينيين كانوا يقومون بالمحاكمات في الفجر وهو أمر أدركه الكاتب بعد أن حظر طقسا في معبد كونفوشيوسي في بيجين في وقت الفجر. يذكر الكاتب أنّ للثقافة الغربية بعض المساويء منها الطموح والنزعة التوسّعية و يرى في القناعة أمرا طيبا في الثقافة الصينيّة ولكنّ التمادي فيه يعدّ عائقا في سبيل التقدّم وأنا شخصيّا أسانده في هذا الرأي وأعتقد أنّ القناعة في منطقتنا تفوق الوصف ولدى شعوبنا درجة غير طبيعيّة من الإتّكاليّة.
في النهاية أرى الكتاب مهمّها ولا بد من الإطلاع عليه وقد يكون حافزا لي أو لغيري لقراءة المزيد عن الفكر الصيني.
Impressively accessible survey of a usually impenetrable topic!
Some background on the beast that is Chinese philosophy: "serious" Chinese writing before 1900 or so was done in literary/classical Chinese, a terse yet maddeningly indirect form of the language that even native speakers of modern Chinese have trouble fully parsing without specialized study. Now add in a particularly deep entanglement with social, and cultural context; muddy disputes of authorship and authenticity; and layers upon layers of mythologized history and historicized myth: you're looking at a body of work that might as well have been designed for incomprehensiblity to western audiences.
Creel very much did his homework, though, and I find that his great triumph in this volume is the exposition of just enough history and sociology to provide a solid grounding for the work of the great writers and thinkers. As he notes, much of Chinese "philosophy", though abstract at times, is rooted in practical considerations clustered around what we might broadly consider political philosophy: a procession of commentators weighing in on contemporary issues of statecraft, social organization, and what constitutes right conduct by governors and the governed.
The dialectical approach, where any piece of writing is understood not only in its own right but in relation to what came before it, is essential here - Creel does a good job of translating Chinese scholarship into a digestible picture about the chain of reaction and counter-reaction in Chinese thought. He even starts to unpack the venerable tradition of fabricating/distorting/intentionally misattributing philosophy in order to co-opt the reputation of highly regarded sages (most often Confucius) in service of one's own agenda or school of thought. (The impossibly wide range of ideas that have at various times been called Confucian starts to make more sense in this light!)
As the title would suggest, all the major schools of thought from ancient times are represented in good detail, and the premodern-to-modern era is covered too. Although the book is from 1953 and shows its age at times, the occasional lapses into Orientalism and distinctly Cold War-flavored thinking are really pretty mild and even lend this book some value as a historical artifact. I would recommend it to anyone interested in a lucid and broad introduction to Chinese philosophy.
Creel masterfully weaves millennia of impossibly complex Chinese philosophy into one neat volume. This has its limitations of course-- at times, compromises are made that downplay the spectrum of thought within certain movements, as Creel often acknowledges. While many histories follow the "great men" or describe the major political or technological revolutions, the book focuses solely on the progress of Chinese philosophy. It seemed to begin to topple over its own weight near the end, as with each major movement introduced, the "conversation" and intersections between schools of thought began to dominate the commentary. This is natural given the historic reality of this "Great Conversation" throughout Chinese History; in fact, this cloud of often sublime and contradictory thought frames the modern condition of the Communist Party of China remarkably well.
The author can't help not having written the book until the Great Leap Forward or the Cultural Revolution, but I would imagine his appraisal of Mao Zedong in "In Retrospect" would look quite a bit different if he had waited a decade to write it. Also, it is hard to imagine the Legalism of Emperor Qin Shi without the discovery of the terracotta warriors and his mausoleum, which was not discovered until ~30 years after this was written.
Whether I am excessively sentimental, or Creel effectively revealed the grandeur of China's great thinkers, I couldn't help but feel the same pang of nostalgia that the ending scene of the film "The Last Emperor" elicited, when Pu Yi found himself a gardener in the Forbidden City where he was once emperor. Contained within the book are all the glories and tragedies of the world's oldest continuous culture, along with its bundles of contradictions and cyclical attempts to both revere and escape the weight of its own traditions.
I heartily recommend this as a primer for a history of Chinese philosophy, but for deeper understanding of any given chapter, further reading will be necessary.
H.G.Creel was an American Sinologist and philosopher who specialized in Chinese thought and history. Creel's “Chinese Thought” is a solid survey of some of the salient currents in Chinese philosophy, along with brief discussions of relevant historical context.
After briefly noting the Shang period, Creel examines the life and thought of Confucius, treating the “Analects” as a reliable representation of Confucius’s teaching. Creel goes on to address the Taoist, Legalist and Neo-Confucian movements. That said, Creel’s discussion is generally very sympathetic to Confucius and the Confucian tradition.
In the post-Confucian milieu, Creel provides the reader with a critical reading of a number of historical figures: Mo Tzu, Mencius, Lao Tzu, and Hsun Tzu. The author’s treatment is illuminating and refreshingly, non-technical. Since Chinese philosophy has often been immersed in the political and the ethical, Creel’s historical references are particularly germane.
Creel’s treatment of Chinese philosophy in the post Sun Yat-Sen era is cursory at best. Creel does demonstrate psychological acuity when discussing the appeal of Marxian critiques of the Nationalist regime, but given the historical timing of his analysis, his conclusions are necessarily provisional.
Overall, Creel has given us a very good book which demonstrates a sound awareness of Chinese history. Unlike many of his contemporaries, Creel is cautious when discussing intellectual trends, and their consequences. Instead, his narrative dwells in close proximity to the facts available, and his analysis eschews the wish projection that flaws so many general surveys.
أنهيت الكتاب بفضل الله بعد معاناة، الكاتب يذكر أن الكتاب عبارة عن مقدمة عن الفكر الصيني، ويذكر قائمة بالكتب لمن يريد أن يستزيد، ربما هى فكرة عامة داخل عقل وفكر الصينيين، ويتحدث عن رائد الفكر الصيني كونفوشيوس، وكل ذلك من خلال رؤية رجل مسيحي أوروبي وهو المؤلف.
Found this to be deeply enjoyable. My favorite part was when Creel is like "Some people think Taoists are foolish -- personally, I know a Taoist, and he's quite smart. That's the one anecdote.
untuk mengeri mengapa sebuah masyarakat memilih melakukan A dibanding B ketika menghadapi masalah X, tak lepas dari budaya dan alam pikiran bangsa itu.
di buku ini penulis menjelaskan pemikiran-pemikiran yang palin berpengaruh di cina hingga saat ini (saat penulis membuat buku ini). penulis menjelaskan pemikiran-pemikiran Confucius, orang yang pemikirannya paling berpengaruh di cina, dan confuciusian yang lain yang penting, seperi Mencius dan Hsun Tzu. dijelaskan juga pemikiran-pemikiran Buddha dan Laozi, sebagai pemikiran yang sangat berpengaruh di Cina. untuk melengkapi tema buku ini, penulis juga menjelaskan kehidupan bangsa Cina dan zaman-zaman ketika pemikir2 ini hidup.
I recommend this book, but it is lacking historical context in some important parts. Therefore, I suggest reading it only after briefly refreshing your knowledge of Chinese history. It is impossible to understand the philosophy and thinking of the people without considering the circumstances of their lives and the country they lived in.
From Kristinas reading list for ToK. Is what it is supposed to be: a nontechnical summary of Chinese thought, for beginners like myself. Written in the 50s, the last chapter on the then contemporary Mao era is showing its age.