What do you think?
Rate this book


158 pages, Hardcover
First published January 1, 1980
يا خالق " عمر ابن الخطاب " ، ياخالق هذا الإنسان ، سبحانك

" سمع الصحابة يوماً أن أمير المؤمنين يقترض ليعيش ، فاجتمع نفر من الصحابة معهم "عثمان ابن عفان" ، و "على بن أبي طالب" ، و"طلحة" ، و"الزبير" . واتفقوا على أن يتحدثوا معه ، ويطلبوا إليه أن يزيد في راتبه ، ولكنهم تهيّبوا محادثته لأنهم يعرفون أنه شديد الغضب فيما يتعلق بأمور كهذه . فاتجهوا إلى ابنته " حفصة " ، واستكتموها أمرهم ، وطلبوا إليها أن تستطلع أمر أبيها وتمهد لهم الطريق كي يحادثوه . فذهبت حفصة إلى عمر متهيبة ، وأخذت تسوق الحديث بحذر عن هذا الموضوع
فقال عمر:- من بعثك بهذا ؟ ,, قالت :- لا أحد ,, قال :- بل بعثك بهذا قوم ، لو عرفتهم لحاسبتهم ... ثم قال لابنته :- لقد كنتِ زوجة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فماذا كان يقتني في بيتك من الملبس ؟ ,, قالت :- ثوبين اثنين !! ,, قال :- فما أطيب طعمة رأيته يأكلها ؟ ,, قالت:- خبز شعير طريّ مخلوط بالسمن ,, قال " فما أوطَأْ فراش كان له في بيتك ؟ ,, قالت :- كساء خشن ، كنا نبسطه فى الصيف ، فإذا كان الشتاء بسطنا نصفه ، وتدثرنا بنصفه !!
فقال لها عمر :- ياحفصة ، فأبلغي الذين أرسلوكِ إليَّ إن مَثلي و مثل صاحبيَّ – يقصد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وأبي بكر – كثلاثة سلكوا طريقاً ، فمضى الأول وقد تزوَّد فبلَغ المنزل ، ثُم أتبعه الآخر ، فسلك طريقه فأفضى إليه ، ثم الثالث ، فإن لزم طريقهما ورضي بزادهما أُلحق بهما ، وإن سلك غير طريقهما لم يجتمع بهما ! "




