هذا هو الرجل الذي اختارته الأقدار ليكون على رأس أساتذة البشرية جميعا في فن الإيمان والعظمة ..!! هذا هو الرجل الذي اختير لتكون أيامه السطور الأولى في نعي أعظم إمبراطوريات عصره وعالمه - الروم وفارس ..!! وليكون أول خليفة لرسول، سيسير دينه كالضوء مشرقا ومغربا، صانعا حضارة تملأ الدنيا، وتسعد الناس .. أجل .. في هذا الجسد الناحل وجدت العظمة منزلا لها ومقاما..!
مفكر إسلامي مصري معاصر، مؤلف كتاب رجال حول الرسول الذي كان سبب شهرته، كما ألف عدة كتب تتحدث عن السيرة النبوية وأعلام الصحابة، وهو والد الداعية المصري محمد خالد ثابت. كان خالد محمد خالد كاتباً مصرياً معاصراً ذا أسلوب مبسط، تخرج من كلية الشريعة بالأزهر، وعمل مدرساً، ثم عمل بوزارة الثقافة، كان عضواً بالمجلس الأعلى للآداب والفنون.ولد رحمة الله عليه بقرية العدوة من قرى محافظة الشرقية وتوفي من عدة سنوات وقبره بهذه القرية.
كان مولده يوم الثلاثاء في "العدوة" إحدى قرى محافظة الشرقية بمصر، والتحق في طفولته بكتاب القرية، فأمضى به بضع سنوات، حفظ في أثنائها قدراً من القرآن، وتعلم القراءة والكتابة. ولما عقد والده – الشيخ محمد خالد – عزمه على أن يلحقه بالأزهر الشريف، حمله إلى القاهرة، وعهد به إلى أبنه الأكبر " الشيخ حسين " ليتولي تحفيظه القرآن كاملاً، وكان ذلك هو شرط الالتحاق بالأزهر في ذلك الوقت. أتم حفظ القرآن كله في وقت قياسي وهو خمسة أشهر – كما بين ذلك مفصلاً في مذكراته "قصتي مع الحياة" – ثم التحق بالأزهر في سن مبكرة، وظل يدرس فيه على مشايخه الأعلام طيلة ستة عشر عاماً حتى تخرج فيه، ونال الشهادة العالية من كلية الشريعة سنة 1364هـ – 1945م، وكان آنذاك زوجاً وأباً لأثنين من أبنائه. عمل بالتدريس بعد التخرج من الأزهر عدة سنوات حتى تركه نهائياً سنة 1954م، حيث عين في وزارة الثقافة كمستشار للنشر، ثم ترك الوظائف نهائياً بالخروج الاختياري على المعاش عام 1976.
وذلت له عروض كثيرة لنيل وظائف قيادية في الدولة، سواء في رئاسة جمال عبد الناصر أو أنور السادات، فكان يعتذر عنها، ورفض عروضاَ أخرى لأسفار خارج مصر، وآثر أن يبقى في حياته المتواضعة التي يغلب عليها الزهد والقنوع. تقلبت حياته في أطوار متعددة، من حفظ مبكر وسريع للقرآن الكريم، إلى طالب نابه بالأزهر الشريف، إلى شاب متعطش للمعرفة، تواق إلى أنواع الفنون والآداب والثقافات، إلى منغمس في السياسة مشغول بها، إلى خطيب بارع في القضايا السياسية التي كانت تشغل الوطن في ذلك الوقت، ثم إلى واعظ تغمر دروسه وخطبه القلوب بنشوة الإيمان، إلى عابد مشغول بالآخرة، وصوفي مشغول بربه، وهكذا.. وقد شرح ذلك بالتفصيل في مذكراته : "قصتي مع الحياة".
مرض مرضاً طويلاً، واشتد عليه في سنواته الأخيرة، ومع ذلك كان دائم القول: "لا راحة للمؤمن من دون لقاء الله" ولم تكن فكرة الموت تزعجه، بل كان كما المنتظر له علي شوق، وقد استعد له وأوصي بما يريد.. وكان من وصيته أن يصلي علية في جامع الأزهر، معهده العلمي ومرتع صباه وشبابه، وان يدفن بقريته "العدوة" بجوار الآباء والأجداد والإخوان والأهل. جاءته الوفاة وهو في المستشفى يوم الخميس، ليلة الجمعة 9 شوال سنة 1416هـ الموافق 29 فبراير سنة 1996م عن عمر يناهز الستة والسبعين عاماً.
اوقات بيكون عندنا كنوز في مكتبتنا بس مش واخدين بالنا او كنا دايما بنأجل قرائتها ولكن يجي وقت تقول حان الآن ❤️❤️
وجاء أبو بكر أول كتاب من ٤ كتب للخلفاء الراشدين : وجاء أبو بكر ثم بين يدي عمر ،ثم في رحاب علي ، ثم وداعًا عثمان وبدأنا بصاحب رسول الله أبو بكر الصًديق ، ذلك الرجل العتيق ، قال عنه الله ثاني اثنين ❤️❤️🥺 أول من آمن برسول الله والذي يعرف بجملته الشهيرة عندما يسمع ما يقال عن رسول الله فيقول "إن قال فقد صدق".
هذا الرجل درس في الإيمان الحقيقي درس في الصبر والإخلاص والعدل والرحمة هذا هو الرجل الذي اختارته الأقدار ليكون على رأس أساتذة البشرية جميعا في فن الإيمان والعظمة ..!! هذا هو الرجل الذي اختير لتكون أيامه السطور الأولى في نعي أعظم إمبراطوريات عصره وعالمه - الروم وفارس ..!! وليكون أول خليفة لرسول، سيسير دينه كالضوء مشرقا ومغربا، صانعا حضارة تملأ الدنيا، وتسعد الناس .. أجل .. في هذا الجسد الناحل وجدت العظمة منزلا لها ومقاما..!
كان أبو بكر يبحث عن التوحيد ،كان قبل الإسلام تائهه يريد الحقيقية ، لا يؤمن بالأوثان، يبحث عن الدين الحنيف ملة أبينا إبراهيم عليه السلام 💞.
عندما علم أن محمد رسول من الله انشرح صدره وشعر بأنه أخيرًا وجد ضالته وجد ما طال صبره وانتظاره وأشواقه ، دخل الإسلام ليش بقلبه بل بعقله وفطنته وحكمته🥺 أصبح خليفة للمسلمين يرى أنه ليس بخيرهم ، مثال يحتذى به للحاكم العادل الزاهد المتواضع ، يحلب الشاه للعجائز ، ويخبز للأرامل واليتامى .
الدموع تفرُ من عيني في كل مواقف أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم ،تأثرت بالكتاب من أول سطوره حتى خاتمته 💞📚
أسلوب خالد محمد خالد في الكتاب هادئ مطمئن البال قريب للقلب، يروي لك الحكايات كأنه يجلس معك وأنت كلك آذان صاغية❤️
هذة إحدى المواقف التى يقف أمامها اللسان حائرا فإن أبو بكر والله قد أعجز بلاغة البلغاء ولا نجد في هذا المقام وصفا أجمل ولا أشرف مما وصفه به الله عز و جل فى كتابه العزيز : " إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا "
و هذا كتاب رائع يسكب الدمع من المآقي و تهيج به النفوس شوقا و حبا للشيخ الفذ خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي الله عن أبي بكر و نتقرب إلى الله بحبه و نسأل الله أن يجمعنا به و بالنبي الأكرم و الصحابة الأفاضل في فردوسه الأعلى اللهم آمين .
"يا أيها الناس.. إتي وُلّيت عليكم ولست بخيركم.. إن أحسنت فأعينوني.. وإن أسأت فقوّموني.. ألا إن الضعيف فيكم قوّي عندي، حتى آخذ الحق له.. ألا وإن القوّي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله.. فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم.."
وأي كلام يُقال بعد الذي قيل!
شيء يفوق كل وصف وتعجز عنه جميع لغات العالم! رحمك الله يا أبا بكر، رحمك الله أيها الرجل العظيم ورضي الله عنك وأرضاك.
ومضات من سيرة ثاني اثنين وصديق سيد العالمين؛ كتبت بقلم رفيع وبيان بليغ يثير في النفس الشجون؛ ويضع المرء وجهاً لوجه أمام ضآلته قبالة هؤلاء الرجال الذين رباهم الإسلام وخلقهم خلقاً جديداً؛ فكانوا مشاعل يهتدي بها البشر على مر الزمان. "يرحمك الله يا أبا بكر والله إنك لخير ما يظنون وخير مما يسطرون"
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لا جديد مع خالد محمد خالد فاسلوبه آسر يتسلل للقلوب في خفة وسلاسة هو لا يقدم سيرة ذاتية لأعظم صحابة رسول الله أبو بكر الصديق إنما يسلط الضوء على بعض المواقف المحورية الحاسمة في تاريخ الإسلام وكان بطلها سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه
الكتاب رائع وأسلوب الكاتب مميز يتوغل داخل الروح متخيلاً شخصية وأخلاق الصديق ❤️❤️❤️ أبو بكر الصّدّيق "عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ".. العتيق .. الصاحب .. الْأَتْقَى .. الأوّاه .. حامل الديَّات .. حالب الشياه للعجائز ..العاجن بيديه خبز الأيتام .. وتاهت العقول في زحمة الخرافة .....! ويفكر أبو بكر .... إن منهج "محمد" هو التأمل، والإصغاء إلي الهمس الآتي من من داخل الحقيقة ذاتها.. أما "أبوبكر" فمنهجه التفكر، والإصغاء إلي حكمة الحكماء، ومنطق العابدين المبصرين .. " إن كان قال، فقد صدق "..!! سيقولها كلما جاء محمد بآية .. سيقولها عند كل فتنة مُرجِفة .. سيقولها عند كل هزيمة حالكة .. سيقولها حتى يثبته الله عليها ، فينعته ب "ثاني اثنين"و " الصديق " .. كل أمر عنده سهل، وكل جلل يهون، إلا أمراً يدعوه إلي الخروج قيد أنملة عن طاعة الله ورسوله .. إن بينه وبين الله عقداً وموثِقاً يتمثلان في إيمانه الراسخ الصاعد .. وإنه لمصمم علي أن يحمل -حتي الموت- الالتزامات كافة، التي يفرضها هذا الإيمان. ولو تخطّفته الذئاب !! "لقد قمنا بعد رسول الله (ﷺ) مقاماً كدنا نهلِك فيه، لولا أن منَّ الله علينا بأبي بكر " فعاش "أبو بكر" مع دموعه الخاشعة، يردد عبارته المأثورة : " ياليتني كنت شجرة تُعضَد " ... !! استمتعوا ... دمتم قراء ❤️❤️❤️
رضي الله عنه و أرضاه 💙 كان خير مثال للصحبة الصالحة و للخليفة القائم على شؤون رعيته ,, خير أمير و خير صاحب و خير أب .. أسلوب الكاتب جميل جدا يجعل الكلمات تأسر قلبك و تؤثر فيك بقوتها .. نعم الكاتب لسيرة نعم الصحابي الجليل " أبو بكر الصديق " رضي الله عنه .
كتاب ذو اسلوب رصين وجذاب يتحدث عن بعض المواقف التى مرت بأول خليفة لرسول الله قبل البعثة وبعدها وحتى وفاته ورغم معرفتى بسيرة سيدنا ابو بكر الا ان الكتاب كان ذو اسلوب جميل على الرغم من صغره فأكملت قرائته كله خلال يوم تقريبا والحمد لله المعلومات التى يعطيها الكتاب معروفة وليست كثيرة الا ان الكتاب كان كأنه يعطيك شحنة ايمانية فيجبرك على ان تحبه وتقدر كاتبه رحم الله الاستاذ خالد محمد خالد واسكنه فسيح جناته
يقول سيدنا عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه): "لقد قمنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مقامًا كدنا نهلِك فيه لولا أن منَّ الله علينا بأبي بكر" ، ،
يجول السيد خالد ويطوف بأسلوبه الرشيق ولغته العذبة وبيانه الراقي في جنبات وساحات "إيمان" ذلك الرجل الفريد في تاريخ البشر، والذي كان إيمانه هو سر عظمته وانفراده.
"إن عظمة هذا الرجل مَاثِلَةٌ في إيمانه. مَاثِلَةٌ في أنه مارس فوق أرض البشر وفي دنيا الناس نوعًا من الإيمان جِدُّ عجيب ! إيمانٌ مُحيِّر ! سهلٌ إلى أصعب مدى. كالذرَّة لا تكاد تُرى، وكالذَّرة تنطوي على أعظم طاقة مذهلة ! إن إيمان أبي بكر، كالنسمات الوديعة الرَّقراقة، ننشَقُها دون أن نحسَّها ودون أن تثير فينا الانتباه، ولكن حين تعرض لأحد أزمة اختناق ندرك أن هذا الشيء الذي كان عاديًّا، هو سر الحياة.. وكل الحياة ! كذلك سيعيش أبو بكر بإيمانه بين الناس هادئًا وديعًا. ولكن حين تُلِمُّ بالإسلام أزمة، يتبين الناس فجأة، وعلى صورة نادر�� باهرة، أيَّ طاقة جبارة شامخة تستقر تحت جوانح هذا الوديع الرَّقراق. ساعتئذ يدرك المسلمون أن الأنفاس الهادئة التي كانت تتردد بين صفوفهم، هي روح الحياة، وأن الإيمان الحيَّ الذي يحمله هذا الرجل في هدوء، إنما هو قدرٌ هائل لا تصمد أمامه عقبة، ولا مستحيل". .
ذلك أن إيمانه لم يكن إيمان مصادفة، بل إيمانَ فطنة. لم يؤمن بعواطفه فقط، بل آمن بذكائه أيضا فهو لم يدفعه إلى الإيمان منطق القلب وحده، بل منطق العقل قبله.
هذا الكتاب سياحَةٌ ماتعة، وسبرٌ رائع لأغوار روحٍ مؤمنة هي من أعظم أرواح بني الإنسان. .
رضي الله عن من قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَا لأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلا كَافَأْنَاهُ مَا خَلا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ". ورحم الله السيد خالد محمد خالد :)
- كتاب جيد.. قليل المعلومات كثير ال "فجأة يسود الصمت .. يسمعون الخطوات .. نداء النجدة .. تضطرم الأنفاس .. يقترب القادم .. الذي سيحسم الخلاف .. ويعصم الدماء .. يتألق النور .. من يكون غيره .. نعم .. انه هو ... "
أعرف أن هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية لسيدنا الصديق أبي بكر، ولكن أي شيء أضافه بعد كل هذا المدح والثناء؟! لا شيء!
- حتى تنظيم الكتاب لم يكن في أحسن حال، تجده يتحدث عن خلافة أبي بكر، ثم يرجع لأيام بذله المال وافتداءه العبيد وتحريرهم، ويعود ليقفز إلى شدته على نفسه إذا ما رأى أنه اخطأ في حق عمر أو في حق ربيعة الأسلمي.. يتحدث عنه وهو على فراش الموت، ثم يعرض جانباً من حرصه على رعاية الأرامل والعجائز عند توليه الخلافة!
فرضت المقارنه نفسها.. وسيظلم جداً إذا ما قورن بكتاب عبقرية الصديق للعقاد رحمه الله..
"يا أيها الناس... إتي وليت عليكم ولست بخيركم... إن أحسنت فأعينوني.. وإن أسأت فقوموني... ألا إن الضعيف فيكم قوي عندي، حتى آخذ الحق له... ألا وإن القوي فيكم ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه ... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله... فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم..
---------
ولقد كان رضي الله عنه أكثر الناس حياء إذا القيت عليه كلمة ثناء ... حين ذاك كان الدمع يبلل عينيه، ويردد ابتهاله المأثور : اللهم اجعلني خيرا مما يظنون . واغفر لي ما لا يعلمون ... ولا تؤاخذني بما يقولون .." !
ابو بكر الصديق (رجل بأمة) الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر). .... (لو كنت متخذًا خليلا، لأتخذت أبا بكر). .... (ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر ، فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة) .... رحم الله ابو بكر الصديق وجمعنا به فى الفردوس الأعلى ان شاء الله في جنة الخلد
لا يعجبني أسلوب خالد محمد خالد في الكتابة التراثية كلماته كلها تخاطب المشاعر بشكل عاطفي فج للغاية... أشعر به كأنه يعطي خطبة الجمعة في احد زوايا الأرياف.. تلك الخطب التي يتحدث فيها الخطيب عن التاريخ الإسلامي بكلمات تفيض عظمة و إعجاب و فخامة لكنها لا تحوى من الحقيقة إلا أطياف.. كلمات تؤثر على قلوب المستمعين و ليس على عقولهم..
و أنا ببساطة لا أجدني منجذبا للكتب التي تخاطب المشاعر.. أريد الحقائق.. أريد الأحداث.. أريد التاريخ..
لا أريد أن أري فقرة بأكملها لا أخرج منها بمعلومة واحدة! فقرة كاملة مثل: "و آنئذ كان الغيب يجري أعظم عملية تفجير تاريخي.. وكان كل ما للإسلام من مستقبل و حضارة و اتساع يغادر تلك اللحظة و يأخذ كل شئ مكانه علي أرض الغد الطويل.. أجل آنئذ و في تلك اللحظة التي شهدت يدا تصافح و قلبا يبايع كانت نفس هذه اللحظة تتفجر و تخرج خبئها المهول كانت تلد زمانا بأسره .. بأجياله... بمعجزاته و انتصاراته و لم يسمع أحد يومئذ دوي هذا التفجر.. حتى الرسول و صاحبه .. لأن صوت اليقين في قلبيهما كان أعلى من كل صوت عداه" فقرة بأكملها يمكن حذفها و لن تؤثر بمقدار ذرة على الكتاب!! و الكتاب يمتلأ بمثل تلك الفقرات في كل صفحاته.. إنني حتى لم أترك علامة على هذه الفقرة تحديدا للتعليق عليها لاحقا كعادتي.. أنا فقط فتحت الكتاب عشوائيا و اقتطعت أول فقرة في مواجهتي!!
بالرغم من عدم اعجابي بالعقاد إلا أن كتابه عن الصديق أفضل بكثير من هذا.. ناهيك طبعا عن المقارنة بكتاب العميد!
ماذا يسعى ان أقول :))! عبقرية خالد محمد خالد ليس لها مثيل فى سرد حياة سيدنا أبو بكر فكأنك تعيش بجواره تشعر بحنانه عطفه شجاعته حبه اللامنتهى له لسيد الخلق صديق طفولته وشبابه وبقية عمره ..العشق الذى ليس له مثيل عبر تاريخ الانسانية وكأن عندما اصطفى الله سيدنا النبى ليكون أكمل الخلق اختار له أكمل صديق متمثلا فى أى بكر ..ثانى اثنين...الصديق ♥♥ يرحمك الله يا أحن وأكمل رفيق ورزقنا صحبتك فى الجنة ...فإنك دوما وأبدا لخير مما يظنون وخير مما يسطرون ♡♡
سمعت الكتاب في برنامج (اقرأ) والذي حدث أن الكتاب أحاطني بضيائه، أعجبني بشدة طريقة طرحه للموضوع لم تكن تقليدية، لأنها كانت تسليطا للضوء على شخصية الرجل الذي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يرافقه أو يجتمع معه: "إن كان قال فقد صدق" ولو كتبت في مراجعتي هذه الجملة الشهيرة لأبي بكر رضي الله عنه لكفت ولزادت كل الكتاب كان نورا على نور الحمد لله الذي أنعمني برؤية هذا النور
جميل لولا أن ضايقني فيه كثرة استخدامه لمصطلحات حديثة لم تكن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي الإسلام عنها غنى، مثل: الديمقراطية، القانون، المواطنة.. إلخ
هذا الصاحب الصديق .. قال عنه الرسول صلى الله عليه و سلم :" ما عرضت الإسلام على أحد إلا كانت له كبوة عدا أبي بكر ، فإنه لم يتلعثم " هذه العبارة طوت بين معانيها حياة الصديق بأكملها .. "لم يتلعثم" .. هذه الكلمة اختصرت كل شيء تقريبا .. هو لم يتلعثم لا في إيمانه و لا في معاملاته و لا في مبادئه و لا في مواقفه . رحمك الله يا أبا بكر . ________________
أسلوب الكاتب أقل ما يقال أنه أنه آسر .. ساحر .. يأخذ بالألباب و القلوب . .يخدش أوتار عاطفتك .
مساء الخير.. كتاب "وجاء أبو بكر" للكاتب والمفكر خالد محمد خالد دار المعارف، طبعة ١٩٨٠. #قراءات_رمضان محتويات المراجعة -تقديم الكاتب. -مراجعة للكتاب متضمنة اهم ملامح حياة الصديق مع عدد من المواقف الملهمة .
تقديم الكاتب : خالد محمد خالد (27 رمضان 1339هـ / 15 يونيو 1920م – 9 شوال 1416هـ / 29 فبراير سنة 1996م) مفكر إسلامي مصري معاصر، مؤلف كتاب رجال حول الرسول الذي كان سبب شهرته، كما ألف عدة كتب تتحدث عن السيرة النبوية وأعلام الصحابة، وهو والد الداعية المصري محمد خالد ثابت كان خالد محمد خالد كاتباً مصرياً معاصراً ذا أسلوب مبسط، تخرج من كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وعمل مدرساً، ثم عمل بوزارة الثقافة، كان عضواً بالمجلس الأعلى للآداب والفنون.ولد بقرية العدوة، محافظة الشرقية وتوفي منذ عقود ودفن في قريته.
مراجعة الكتاب
وخير ما ابتدئ به وأنهى مقالة الفاروق عن سيدنا أبو بكر رضي الله عنهما : يرحم الله أبا بكر لقد أتعب الذين يجيئون بعده "
يقدم الكاتب لكتابه مبتدئ بعنوان الكتاب كان مفروضاً أن يكون عنوان هذا الكتاب بين يدى أبى بكر» بعد أن فتح الله عليه بكلمات سالفة ظهرت في كتابه "بين يدي عمر" بيد أني لم أكد أتهيأ للكتابة ، وأمضى فيها بضع صفحات حتى تغيرت المشاهد التي كان يعيش في بهرها وسناها.
يفتتح الكتاب بسؤالين : ما الدور الذي اختار الله أبا بكر لأدائه . . ؟ أبوبكر . ، وعمر - أي طراز من الحكام كانا . . ؟ ه بين يدى عمر » .
لقد بدأ المشهد هكذا . .
الله الرحمن الرحيم، يريد أن يبعث للناس على فترة من الرسل رسولا يرد الدين إلى جوهره وحقيقته ، ويخرج الحياة الإنسانية من الظلمات إلى النور، ومن التيه إلى الرشد ولقد اختار الله رسوله ، وهو محمد بن عبد الله ، عليه الصلاة والسلام ونزل الوحى . . وبدأت رحلة القرآن مسيرتها المباركة .
هذا هو الموكب الجليل الذي وكلت إليه مهمة تغيير البشرية ، وتجديد ضميرها . . ! !
محمد . . والوحى . . والقرآن .
ولكن ، بدا لي كأنما الموكب واقف يترقب . إنه ينتظر رجلاً له في الموكب مكان شاغر ، لن يتحرك الموكب حتى يجئ وهذا الرجل ليس نبيا . . ومع هذا فهو الذي سيتم دور النبي ... وفجأة . غردت العصافير . وأهلت البشري . وأقبل الرجل . . وجاء أبو بكر . . ! ! !
جاء الإنسان الذي سيقول للنبي دائماً ، وفي غير تلعثم أو تردد : صدقت . . صدقت . . . جاء الرجل الذي سيزامل النبي في هجرته ؛ وهو يعلم علم اليقين قريشاً ستجند لمطاردة النبي المهاجر كل بأسها ، وحقدها ، وكيدها . جاء الرجل الذي سيرد المسلمين - جميع المسلمين - إلى صوابهم يوم ينعى الناعي إليهم رسولهم جاء الرجل الذي سيشكل موقفه « يوم السقيفة ، عمراً جديداً يكتب للإسلام ، ولوحدة المسلمين. جاء الرجل الذي لولاه أيام الردة لواجه الإسلام محنة فنائه واختفائه.. وبعبارة واحدة جاء الرجل الذي كان لا بد أن يجيء ليكون مع الرسول ، الأداة التي اصطفاها الله ليغير بها العالم ، ويطهر الدنيا ، ويقوم الحياة . هـذا هو الدور الحقيقى لأبي بكر كما تراءى لى . وهذه الصفحات محاولة متواضعة . لتصوير هذا الدور الفريد ،والمجيد .
إن « أستاذ » البشرية في «فن» الإيمان . سيرينا من خلال حياته وثباته كل عجيب وعظيم في فن الإيمان . . ! ! ! .
الفصل الاول : ليبلغن الكتاب أجله. مكة البلد الحرام الذي تتوسطه الكعبة موطن القداسات منذ رفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل وأهله عاكفون على عقائد وتقاليد تسمو احيانا وتسف احيانا تبعث على السخرية والرثاء وحول الكعبة اصنام تطفلت على هذا الحرم الاقدس والذي لبث احقابا يرفع راية أهل الحنيفية والتوحيد، ازدحمت حولها الأصنام وصارت مهوي افئدة يعبدونها ويتملقونها. ولكن وبين حين واخر يبزغ هداة يلوحون براية ابراهيم داحضين الشرك والزيغ ومنهم سويد بن عامر، وعامر بن الظرب، ابن تغلب بن درة وزهير بن أبي سلمي والذي قال حين يمسك أوراق الشجر اليابسة "لولا أن يسبني العرب لامنت ان الذي احياك بعد جفاف سيحيي العظام وهي رميم" وغيرهم مثل الثلاثة التي تركزت فيهم قوي الارهاص بالدين المقبل هما : قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل والي هؤلاء جلس ابو بكر الصديق ولكلماتهم الرطبة ألقي سمعه ،وبغنائهم العذب ثمل وعلى حدائهم سار وجلس ينتظر ويعد نفسه لأيام الهدى واليقين.
الفصل الثاني : إن كان قال، فقد صدق. وتمضي الأيام طاوية اشواق الذين يؤمنون أو يحسون أنهم على موعد مع الغيب عظيم وفي رحلته بالشام يسارع لنفر من الأحبار والرهبان ليفسر له رؤيا تمثلت له :يرى القمر غادر مكانه في الافق الأعلى ونزل على مكة وتجزأ لقطع تفرقت على جميع منازل مكة ثم تضامت مرة أخرى واستقر في حجر أبي بكر،، فتهلل وجه الراهب الصالح فقال لقد أهلت أيامه ويتساءل من تعني؟ النبي الذي ننتظر ويجيبه :نعم وستؤمن معه وستكون اسعد الناس،، ومع الصباح شد الرحال لمكه مهرولا واستقبل الناس بجديد أخبارهم عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم الي عبادة الله ومنهم ابا جهل وقال كلمة ستظل هي قوة إيمانه إن كان قال فقد صدق... وسارع الرسول إلى لقاء صاحبه وجرى الحديث بينهما في مثل سرعة الضوء وصفائه قال أبو بكر : أصحيح ما أنبانى به القوم يا أخا العرب . أجاب الرسول سائلا : وماذا أنبأوك، قالوا إن الله أرسلك إلينا لنعبده ، ولا نشرك به شيئاً وماذا كان جوابك لهم يا عتيق . . ؟ قلت لهم : إن كان قال ، فقد صدق . . ! ! وفاضت عينا رسول من الدمع غبطة وشكراً . وعانق صاحبه وقبل جبينه . ومضى بحدثه كيف جاءه الوحي في غار حراء قائلا له : اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، على الإنسان مالم يعلم » وخفض أبو بكر رأسه في خشوع وتقوى ، تحية لراية الله التي رآها ترتفع أمامه إلى أعلى السارية ، متمثلة في هذه الآيات المنزلة . . ! ! ثم رفع رأسه ، وشد بكلتا يديه على يمين رسول الله وقال : أشهد أنك صادق أمين . أشهد أن لا إله إلا الله . . وأشهد أنك رسول الله . . ! ! ! ولقد تحدث الرسول "ص" فيما بعد كثيرا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان مما قاله : « مالأحد عندنا يد ، إلا وقد كافأناه بها ، ما خلا أبا بكر ، فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة . . . . « وما نفعنى مال أحد قط ، مثلما نفعنى مال أبي بكر . . وما عرضت الإسلام على أحد إلا كانت له كبوة عدا أبي بكر ،فإنه لم يتلعثم » . . ! ! !هذا أصدق وصف وأذكاه لإيمان أبي بكر . الفصل الثالث : ولو خطفتني الذئاب. كان موقف الصديق رضي الله عنه يوم وفاة الرسول "ص" بمثابة البوصلة التي حددت اتجاه التاريخ نحو الرجل الذي سيملأ الفراغ الكبير من رباطة جأش وسكينة وسداد فكر، وجاء يوم السقيفة ليجتاز إيمانه امتحانا رهيبا وواجه الجمع المحتشد في اناة وادلي رأيه باختيار عمر أو أبو عبيدة رضي الله عنهما ولكن عمر بسط يده مبايعا أبا بكر وما وصلت أنباء موت النبي "ص" في البلاد البعيدة وكان أكثرهم حديثي العهد بالاسلام، ساروا مرتدين وقبلها كان اضرابا عن دفع الزكاة لكن أبا بكر رآها ردة وظهر رأيان :رأي الا يقاتل هؤلاء فليس امتناعهم عن الزكاة وعلي رأسهم عمر ورأي يرى الزكاة ركن من الدين ليس من حق الخليفة تركهم يهدمونه والامتناع عن ادائها ماهي سوي البداية ويتوالي التمرد وعلى رأسهم أبا بكر.. وهنا يظهر الفارق الخفي بين طرازين من العظمة وحتى لو تناهي في الخفاء والدقة وقال سيدنا أبوبكر :والله لو منعوني عقال بعير كانوا يعطونه لرسول الله لقاتلتهم عليه بالسيف "ودار حديث طويل وايجازا رد عمر رضي الله عنه" فما هو إلا أن شرح الله صدري لراى أبي بكر " وصدق ابن مسعود حين صور الموقف : لقد قمنا بعد رسول الله" ص " مقاما كدنا نهلك فيه لولا أن من الله علينا بأبي بكر".. ومشهد اخر على جانب من العظمة ونغادر موقف الردة ، لنرى موقفاً آخر سبق وقفة الردة ، وتجلى فيه إيمان أبي بكر بربه ، وبرسوله على نحو يجعل من هذا الرجل الشاهق الباهر نسيج وحده في الإيمان .. ذلكم هو موقفه من بعث أسامة . فقبل وفاة الرسول ، كان عليه السلام قد أعد جيشاً تحت إمرة « أسامة بن زيد » ، وجهته الشام . . وكان الجيش يوم مات الرسول معسكراً على بعد ثلاثة أميال من المدينة ، يتهيأ للسير وأرجأت وفاة الرسول زحفه .. واختلف الرأي بعد هذا في أمره .
فرأى فريق وعلى رأسهم عمر أن بعث جيش أسامة إلى الشام مخاطرة في الوقت الذي أصبحت المدينة نفسها عاصمة الإسلام مهددة بغز و المرتدين ورأوا ضرورة عودة الجيش إلى المدينة ليكون في مواجهة الأحداث الجديدة الزاحفة وكان « أسامة » نفسه قائد الجيش من أصحاب هذا الرأي. إلا أن قضية أبرم الله فيها حكماً ، أو أصدر الرسول فيها أمراً ، ولقد أمر الرسول لكن أبا بكر يستمد منطقه عليه السلام قبيل وفاته أن ينفذ بعث أسامة ، فليكن ما أمر الرسول به ، مهما تكن مستحدثات الظروف ، ومهما تكن الأخطار التي تهدد المدينة . وهكذا كان جواب أبى بكر للناس : أنفذوا بعث أسامة ، فوالله لو خطفتنى الذئاب لأنفذته كما أمر رسول الله ، وما كنت لأرد قضاء قضاه " ولم يكن أبو بكر بتصميمه هذا مفتاتاً على آراء الآخرين ، لأن القضية أساساً ليست مما يعرض للشورى بعد أن قال فيها رسول الله كلمته وأعطى أمره .
وعاد بعض المسلمين وعلى رأسهم « عمر بن الخطاب » أيضاً ، يطلبون من أبي بكر » أن يجعل على رأس الجيش قائداً غير « أسامة » الذي كان فتى صغير السن محدود الخبرة ، لاسيما وفى هذا الجيش شيوخ الصحابة وأجلّاؤهم . وهذه المسألة أيضاً إذا بحثت في ضوء المنطق المجرد يبدود ذلك الرأى سديدا.. ولندع شاهد عيان يصف لنا المشهد فيقول : وثب أبو بكر من مكانه وأخذ بلحية عمر ، وقال : ويحك يا ابن الخطاب .. أيوليه رسول الله ، وتأمرنى أن أعزله » ؟؟ ! !ق العباد الله ، ما لأن بكر ..
ترى أي انقلاب هائل مخر عباب شخصية أبي بكر .. ؟! كل مألوف بغريبة عليه .. الحق أنه لم يكن ثمة انقلاب ما، فطبيعة هذا الرجل العظيم من الطبائع التي يتم نضجها واكتمالها في بواكر العمر دون أن يكون لها في مقبل الأيام غرابة أطوار . إنما يكون لها امتداد طبيعي وفضائلها وقواها فأبو بكر الوديع ، هو أبو بكر القوى ، منذ لبس ثوب الحياة . وقوته هذه الصامدة العارمة التي تبدت عنه وهو خليفة ، هي نفس قوته التي كان يملك زمامها ورسول الله حى لكنه في أيام الرسول ، كان يجتهد أن يبقى في الظلال ، فلا يقع علي ضوء ، ولا يعزى إليه فضل. أما بعد وفاة الرسول عليه السلام ، فقد صار – شاء أم أبى – صاحب الدور الأول والرئيسي على مسرح الأحداث .. ومن ثم لن يستطيع أن يخفى مزاياه
وهكذا أتيح للإسلام أن يرى بصورة أوضح ، خصائص ابنه المبارك وسط الزحام ، لأن مسئولياته وضعته أمام جميع الصفوف .
إن قوته وصلابته اللتين يواجه بهما مسئولياته كخليفة ، هما اللتان واجه بهما من قبل مسئولياته كمؤمن ، ففى الأيام الأولى للدعوة ، لم يكن أن الرسول في أذى لا ويهرول مسرعاً ، فيخلص الرسول من الأذى ويسلم نفسه إليه .. ! !
ويوم الهجرة تمتلئ نفسه غبطة بصحبة رسول الله وهو على يقين بأن قريشاً ستجند لمطاردتهما كل بأسها وقواها ويوم بدر ، يلازم الرسول في خيمته وهو يعلم أن الخطر كله إنما يحدق الخيمة . ويوم أحد ، حين خالف الرماة أمر نبيهم ، ظانين أن المعركة قد انتهت بهزيمة قريش ، فتركوا موقعهم أعلى الجبل ، حيث عاد جيش قريش فدمدم على المسلمين وأصلاهم هزيمة أليمة .. وخلا الميدان إلا من جثث الشهداء يمثل بها المشركون في وحشية داكنة . يومئذ بصر الرسول بأبي بكر ، يجرى وحده إلى المشركين شاهراً سيفه ، فيناديه في ضراعة عالية : "اغمد سيفك يا أبا بكر ، لا تفجعنا بنفسك » .. ويواصل الرسول نداءه لأبي بكر آمراً إياه أن يعود ، فيعود . فما كان له ان يعصي لرسول الله أمراً ، حتى لو حال الأمر بينه وبين جلال الاستشهاد الذي كان مندفعاً نحوه في شوق عظيم .. ! !
الفصل الرابع : ولست بخيركم..
هذا الرجل العظيم المتفوق.. كيف عاش حياته كحاكم ، ومارس دوره كخليفة ..؟ هل غيرت الخلافة من جوهر نفسه أو من أسلوب حياته ... ؟ هل نسى تواضعه ، وفضائله في زحمة انتصاراته .. ؟ لنقف في رحابه لنرى ..
ولنبدأ باللحظات الأولى من خلافته .
ها هوذا أبو بكر ، يصعده لأول مرة منبر رسول الله ، بعد أن غاب عنه و إنه ليصعد درجتين ثم يجلس، فهو لا يبيح لنفسه أن يجلس حيث كان الرسول يجلس وها هو ذا يستقبل الجمع الحاشد يتلو على الناس مؤثقه وعهده : أيها الناس . . و إني وليت عليكم ، ولست بخيركم ..إن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقوموني، ألا إن الضعيف فيكم قوى عندى ، حتى آخذ الحق له ألا وإن القوى فيكم ضعيف عندى حتى أخذ الحق منه و أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت فلا طاعة لى عليكم »
و لقد كتب عليه أن يبدأ عهد خلافته بواقعة امتحن فيها ولاؤه للقانون . ذلك أن السيدة ف��طمة بنت رسول الله ، والعباس عم رسول الله ، ذهبا إليه يسألانه حقهما في قطعة أرض صغيرة كان الرسول قاد أصابها في الفيء . وكان عليه السلام يعطى السيدة فاطمة وبعض أهله جزءا من نتاجها ،ثم يقسم الباقي بين فقراء أصحابه .
والآن ، بعد وفاته – عليه السلام – ذهبت فاطمة رضي الله عنها إلى خليفة الرسول تسأله هذه القطعة من الأرض باعتبارها ميراث أبيها عليه السلام . قال أبو بكر لها وللعباس : - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نحن معاشر | الأنبياء لا نورث ، ماتركناه صدقة ] وإنى والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله
يصنعه إلا صنعته ؛ فإلى أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ » . إن أبا بكر يعلم أن أولى الناس بالرعاية – في الحق - هي بنت رسول الله . ويعلم كم كان الرسول يحبها ويؤثرها ويعلم مدي حاجتها وزوجها وأولادها إلى هذه القطعة الصغيرة من الأرض .
وأبو بكر يؤثر أن يركب الصعب في غبطة ، على أن يقول لابنة لا.. ومع هذا ؟ فقد قالها . . !!
إنه حين آمن بالرسول وبدينه وشرعته صارت هذه الشرعة قانوناً
وإيمانه بالقانون لا ينفصل عن إيمانه بالله ورسوله ولقد قال الرسول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث . إذن ، فقد صار حكماً من أحكام الشريعة ا بها ألا يورث نبى .
وهكذا وجد نفسه بين ولاءين : ولائه لرسول الله في أحب الناس إليه ، وهي ابنته وولائه للقانون الذي جاء به رسول الله نفسه ولم يكن له أن يتردد فهو رجل لا يحمل إيمان العوام بل إيمان العباقرة الإيمان الذي لا تثنى عزيمته قربى أو مجاملة.
ولم تكد السيدة فاطمة رضي الله عنها تسمع جواب أبي بكر عن مسألتها حتى اكتسى وجهها بالأسى والألم . والصديق يعلم أنها أسرع الناس إلى طاعة رسول الله ، وأنها لا تخالف قط عن أمره . . ولكن قد يخامرها الشك في أن الرسول قد قال هذا الحديث ، وشرع هذا الحكم ومن ثم أرسل إلى عمر ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسألهم أمامها : نشدتكم بالذي تقوم السماء والأرض بأمره ، ألم تعلموا أن رسول الله قال : نحن لا نورث ، ماتركناه صدقة » ؟ ؟
وادلت فاطمة بحجة جديدة فقالت للخليفة ! إنك تعلم أن الرسول كان قد وهبها لي في حياته ، فهي لى إذن بحق الهبة ، لا بحق الإرث.. قال أبو بكر :أجل، أعلم
ولكنى رايته يقسمها بين الفقراء والمساكين وابن السبيل بعد أن يعطيكم منها ما يكفيكم إذن فقد أراد أن يكون فيها حق دائم للفقراء .
قالت فاطمة : دعها تكن في أيدينا ، وتجرى فيها على ما كانت تجرى عليه وهي في يد رسول الله.
قال أبو بكر : لست أرى ذلك ، فأنا ولى المؤمنين من بعد رسولهم . وأنا أحق بذلك منكما – أضعها في الموضع الذي كان النبي يضعها
في هذه الواقعة التي واجهت الصديق في بداية حكمه اجتاز إيمانه بالحق وبالقانون امتحاناً لا يدرك رهبته ومشقته أحد سوى أبي بكر ولقد أصاب في هذا الامتحان ظفراً عظماً . . ! !
الفصل الخامس: حالب الشاة.. يا أماه.
وكانت بساطته ، أهم عناصر عظمته . وقبل أن يصير خليفة يقدم لأهل الحي الذي يسكنه خدمة، فقد كان في جيرته بعض الأرامل العجائز اللائي مات أزواجهن أو استشهدوا في سبيل الله كما كان هناك بعض اليتامى الذين فقدوا آباءهم وكان رضي الله عنه يؤم بيوت الأوليات فيحلب لهن الشياه، ويؤم بيوت الآخرين فيطهو لهم الطعام . ولما صار خليفة ، تناهى إلى سمعه حسرة العجائز لأنهن سيحرمن منذ اليوم من الخدمة الجليلة التي يؤديها لهن - لكنه أخلف ظنونهن . . ! ! وذات يوم ، يقرع باب إحدى تلك الدور ، وتسارع إلى الباب فتاة صغيرة لاتكاد تفتحه حتى تصيح - « إنه حالب الشاة يا أماه ، وتقبل الأم فإذا بها وجهاً لوجه أمام الخليفة العظيم ، فتقول لابنتها في حياء: ويحك ! ألا تقولين خليفة رسول الله » . . ! ؟ ويطرق أبو بكر ويهمهم مع نفسه بكلمات خافتة لعله كان يقول : دعيها ، فقد وصفتنى بأحب أعمالي إلى الله. إن بساطة هذا الإنسان البار ، وإن رحمته لمن الأمور المعجزة ولقد أعطاه الرسول حقه حين قال عنه : « أرحم أمتى بأمتى أبو بكر » ولقد كان رضي الله عنه أكثر الناس حياء إذا ألقيت عليه كلمة ثناء. .... حينذاك ، كان الدمع يبلل عينيه ، ويردد ابتهاله المأثور « اللهم اجعلني خيراً مما يظنون « واغفر لى مالا يعلمون . . « « ولا تؤاخذني بما يقولون . . ! ! يرحمك الله ، أبا بكر إنك دوماً ، وأبداً ، لخير مما يظنون . . ! ! وخير مما يسطرون . . ! ! رضي الله عنه، رضي الله عنه، رضي الله عنه. وخير ما اختم به مقالة الفاروق رضي الله عنهما.. لقد اتعبت من جاء بعدك..
"من نفحات رمضان" أحببت الكتاب وأذكر منه موقفين ذكرهما الكاتب يظهر منهما عِظم قدر سيدنا أبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند أصحابه، لا أعلم كيف يجترئ بعض الناس على الصحابة أو يتعاملون معهم كآحاد الناس وهم الذين وصل بجهدهم الدين إلينا. رضي الله عنهم جميعا ورزقنا السير على طريقهم وحسن إتباعهم وجزا الله سيدنا النبي عنا أفضل ما جزا نبيا ورسولا عن أمته، أمين.
_الموقف الأول.
*ولنُصغ الآن ل "ربيعة الأسلمي" صاحب رسول الله. -"كان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال لي كلمة كرهتها، ثم ندم عليها، وقال لي: يا ربيعة، رُدَّ علي مثلها حتى تكون قصاصا.. -قلت: لا أفعل.. -فقال لي: لتأخذنَّ بحقك مني، أو لأشكُونَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. -قلت : ما أنا بفاعل. -"فذهب عني منطلقا إلى النبي عليه السلام، وانطلقت وراءه.. "فجاء ناس من "أسلم" فقالوا: يرحم الله أبا بكر.. في أي شيء يستعدي عليك الرسول، وهو الذي قال لك ما قال.. ؟ -فقلت لهم: اسكتوا، هذا أبو بكر.. هذا الذي قال الله عنه _ثاني اثنين إذ هما في الغار_ إياكم لا يلتفت فيراكم تنصرونني عليه فيغضب، فيغضب رسول الله لغضبه، فيغضب الله لغضبهما، فتهلك ربيعة.. -"وانطلقت وراء أبي بكر حتى أتى الرسول صلى الله عليه وسلم فحدَّثه بما كان.. " فرفع إليَّ رسول الله رأسه وقال: يا ربيعة، مالك والصديق..؟ -قلت: يا رسول الله. إنه قال لي كلمة كرهْتُها ثم طلب إليَّ أن أردها عليه لتكون قِصاصا فأبيت.. -فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أحسنت يا ربيعة، لا تردها عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر.. -فقلتُ: غفر الله لك يا أبا بكر.. "فولى أبو بكر وهو يبكي"....!! ........................................................
_الموقف الثاني.
*ويروي لنا "أبو الدرداء" رضي الله عنه نبأً شبيها بهذا، فيقول: -"كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبْدَى عن رُكبتيه، وقال: يا رسول الله، إنه كان بيني وبين عمر بن الخطاب شيء فأسرعتُ إليه نادماً وسألتهُ أن يغفر لي فأبى عليَّ.. -"فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر.. -ثم إن عمر ندم؛ فأتى منزل أبي بكر فلم يجده.. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أنا كنت أظْلَم.. يا رسول الله: أنا كنت أظْلَم.. -فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني إليكم، فقلتم كَذَب.. وقال أبو بكر: صدقت.. وواساني بنفسه، وماله؛ فهل أنتم تاركون لي صاحبي..؟ فهل أنتم تاركون لي صاحبي..؟ .........................................................
"يا أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ألا إن الضعيف فيكم قوي عندي، حتى آخذ الحق له ألا وإن القوي فيكم ضعيف عندي، حتى آخذ الحق منه أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم" تلك الكلمات التي بدأ بها أبي بكر _رضي الله عنه_ خلافته للمسلمين تنم عن خلقه الذي لست بشيء حتى أمدح فيه💙 فيكفيه أنه الصديق، أنه ثاني اثنين.
"إن كان قال فقد صدق" جملة تلخص إيمان أبي بكر، لم ينتظر حتى يفكر في الأمر حينما أخبروه أن الرسول يدَّعي أنه أسري به ليلًا إلى الأقصى، ولكنه اختصر الرد بجملة واحدة "إن كان قال فقد صدق"💕 عظَّم الله أچرك يا صديق رسول الله، وعلَّمنا من سيرتك، فأنت خير وأكبر من أن أمدحك أنا، وقد مدحك چل چلاله.💙 #الكتاب_ال27_لعام_2021
كتاب عن الرجل الذي اصطنعته الأقدار ليكون على رأس أساتذة البشرية جميعًا في فن الإيمان والعظمة وليكون أول خليفة لرسول سيسير دينه كالضوء مشرِّقًا ومغرِّبًا صانعًا حضارة تملأ الدنيا وتقوّم الناس خمسة فصول تعرض فيها سيرة مختصرة للصدّيق في مواقف متفرقة من قبيل نزول الوحي إلى توليه الخلافة
**** "وجاء أبو بكر" للكاتب "خالد محمد خالد" أولى أجزاء سلسلة "خلفاء الرسول" و التي كنت أنتوي مطالعتها و لكن الكاتب استطاع ببراعة أن يفقدني شغف استكمال السلسلة_ على الأقل _في الوقت الراهن.
**** كتاب يخاطب فيه الكاتب المشاعر و الوجدان لا العقل مستغلاً حب المسلمين لثاني اثنين في الغار و صِدِّيق الرسول صلى الله عليه وسلم و صاحبه..... و لذا جاءت اللغة المستخدمة مرصعة بالجواهر البلاغية و التشبيهات الجميلة و لكن الإسراف الشديد في استخدام التعبيرات الإنشائية أخرج الكتاب من حيز و منطقة التراجم و السِيَر إلى كونه كتاب لا أعلم له تصنيفاً و مكتوب بطريقة التراثية القديمة .
**** مآخذ على الكتاب :
١- لم أخرج من تلك الرحلة مع الكاتب بمعلومة جديدة فلم يتطرق الكاتب لعائلة "أبي بكر" مثلاً سواء الوالدين أو أبنائه؛ بل اعتمد الكاتب في سرده على ذكر مواقف معينة في سطور مقتضبة ثم يستكمل باقي الصفحات بعبارات التعظيم و المدح.
٢- كالَ الكاتب عبارات المديح و الإطراء لشخصية تستحق بالطبع و أكثر هذا المديح.... و لكن المعضلة هو تحويل دفة الكتاب إلى هذا الاتجاه فقط و كأن الكاتب يريد أن يقنعنا بما هو ثابت في وجداننا بالفعل.
٣- من الطبيعي عند خوض تجربة القراءة عن شخصية ما أن يوضع الكتاب تحت مجهر المقارنة مع ما هو في فئته مثل "الشيخان" لطه حسين أو "عبقرية أبو بكر" للعقاد؛ و شتان الفارق في الأسلوب اللغوي و السردي و الموضوعية و بالتالي المصداقية.
****إجمالاً كتاب قليل المضمون؛ فج بالأساليب الإنشائية بمختلف أنواعها.... كانت تجربة غير موفقة ليس بها شئ يستحق أن يقال أكثر من ذلك..
اول من امئن بالرسول..........كان لا يكذب الرسول في كل احاديثه مهما كذبه الاخرون........اذا علم ان الرسول الله وقع عليه اذي كان يهرول اليه و يخلصه من الاذي الواقع عليه و في بعض الاحيان كان يخلصه و يضع نفسه مكان الرسول صلي الله عليه.........قبل اسلامه كان سيد من سادة قريش الا انه لم يقترف معاصيهم.......اول خليفة للمسلمين ......وهب كل الامواله لله ثم يسأله رسول الله صلي الله عليه و سلم ماذا ابقيت لاهلك يقول ابقيت لهم الله و رسوله..........بعد كل هذه الايمان يقول (( و الله لا امئن مكر الله ، ولو احدي قدميا في الجنة)) ........ما بلنا نجد اقوام يدعون بانهم اهل هذا الدين يكفرون فلان و يوعدون علان بالجنة و كأنهم يملكون مفاتيحها .....و يتحدثون بكل غطرسة و تكبر مع الاخر و لا يعلمون حال اعظم رجال الاسلام و كيف انهم كانوا يخافون عذاب الله مع كل ما قدموهوا للاسلام!!!!!!!!!!!!