محمد طاهر الكُردي هو عالم ومفسِّر وفقيه شافعي سعودي، وشيخ أزهري، مؤرِّخ وخطاط، وأديب شاعر، ولد في مكة وهو أربيلي الأصل، اشتَهَر بكتابته مصحف مكة المكرمة. وله أكثرُ من أربعين كتابًا في القرآن الكريم وتفسيره ورسمه، وفي تاريخ مكة وبعض معالمها، وفي الخطِّ العربي وفنونه وأدواته.
القراءة الثالثة على التوالي في أربعة شهور، ولا بدّ ستكون هناك مرة رابعة عند المراجعة النهائية للكتاب قبل الطبعة الجديدة. كان تحقيق هذا الكتاب ممتعاً، لأنه يجمع عدّة نواحٍ أعمل عليها عادة بشكل شبه مستقل: الفن، الدين، فلسفة الفن، التاريخ، التراجم، اللغة. إنه يمثل المرحلة النوعية الفاصلة بين التأليف بشكليه القديم والحديث، وهو ما يسهّل، من جهة، عملية التحقيق، ويزيدها تعقيداً من جهة أخرى. يبقى الكتاب مرجعاً مهماً، لا بل مصدراً لتراجم الخطّاطين بالخط العربي، بذل فيه مؤلّفه جهداً بالغاً في التنقيب والتقصّي والبحث والترجمة والنقل والجمع والتقميش؛ وقد لاحظت بسهولة، جَلَد المؤلّف وصبره على سبر أغوار أمّات الكتب العربية، بطبعاتها القديمة الخالية من الفهارس المساعدة، لإيجاد ما قد يفيد.