What do you think?
Rate this book
مساكن الأمريكان
«الشبح القادم من بعيد خلف السحب تراب الخريف المختلط برائحة الدخان بجلده الباهت وعيونه الذاهلة، كان يحرَك السيف بين السماء والأرض ليصنع خدشًا عرضيًا على صف السيارات المركونة، ويرفع السيف ليعاود الكَرَّة.استيقظ كل سكان الشارع الجديد على صوت الخدش، وطلوا برؤوسهم من شرفات العمائر العالية بروائح الطلاء الجديد ليتبخر الشبح في ثوانٍ مخلفًا دهشتهم التي ستتحوَّل إلى لامبالاة مع تكرار زيارته الليلية».انطلاقًا من حقيقة أن الإسكندرية ليست مدينة واحدة، بل أكثر من مدينة. واتكاءًا على صورتها في التسعينيات قبل أن يطالها هدم الكبائن وإزالة الكازينوهات وتوسعة شارع الكورنيش. تحكي «مساكن الأمريكان» عن انسجام أهل المدينة مع صورتها القديمة، وانفعالاتهم بصورتها الجديدة،
126 pages, Kindle Edition
Published January 1, 2021
1 person is currently reading
159 people want to read
About the author
هبة خميس
7 books58 followersكاتبة مصرية حاصلة على جائزة ساويرس الثقافية لعام 2019 عن مجموعة "زار" و الجائزة المركزية لقصور الثقافة لعام عن مجموعة "من نافذة تطل على الميدان" عام2011 ،تعمل صحفية في موقع مصراوي و نشر لها القصص و المقالات في الصحف المصرية .
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 41 reviews
December 31, 2021
أحببتُ الإسكندرية عندما زرتها، وأحببتها في هذه الرواية رغم أنها حملت الوجه الآخر الذي لم أره خلال زيارتي، وهو عالم العشوائيات، الوجه القاسي لهذه المدينة الجميلة وبحرها الرائق. رواية جميلة رغم قساوة طرحها!
January 22, 2024
لغة جميلة وطريقة سرد سلسلة وعفوية لقصة أبطالها عشوائيون يعيشون في مناطق عشوائية، لكن أعتقد انه كان من الممكن البناء على هذه القصة لتخرج بشكل اكثر نُضجًا ولربما ان تصير رواية كاملة وليس مجرد نوفيلا، لكن بشكل عام كانت واحدة من الاقتراحات التي رأيتها على أبجد بالمصادفة وعرّفتني على كاتبة جديدة.
September 6, 2021
عودنا اﻷدب السكندري في أغلب إنتاجه، أو اﻷدب المكتوب عن الاسكندرية، على صورة نمطية جدًا عن المدينة تتناول جانبًا ضيقًا جدًا ومحدودًا جدًا من الحياة فيها، سواء زمانيًا أو مكانيًا، مع إعطاء الحصة اﻷكبر من هذا التركيز على الحياة الكوزموبوليتانية التي سبقت 1952، والتي قُتلت تناولًا في عشرات اﻷعمال لدرجة لم تفسح المجال لتناول جوانب مختلفة وغير مطروقة بالمرة من الحياة السكندرية الثرية.
لذلك تأتي رواية «مساكن اﻷمريكان» بمثابة القنبلة، ليس فقط لابتعادها عن كل الصور النمطية التي حولت اﻹسكندرية إلى قالب جامد، بل ﻷنها تنسف هذا القالب من أساسه، مسكتشفة عالمًا لا يعلم عنه شيئًا من يعيش خارج اﻹسكندرية: عالم يقبع في الهامش، وخارج إطار النظر، ولا يمت بصلة بكل الصور المرغوبة فيها حين نفكر في اﻹسكندرية، عالم محروم وقاسي وجاف ربما تراه، أو حتى تعرف بوجوده، للمرة اﻷولى.
على مدار الرواية، وبين شخصياتها المختلفة، تترجع أصداء أعمال الكاتب المصري الراحل إبراهيم أصلان والكاتبة اﻷمريكية جويس كارول أوتس، ما بين التقاط النبض اليومي والحياتي لدى اﻷول، ووحشية وضراوة عوالم الثانية، وبمزج هذين الخصلتين، يتولد عالم جديد بالكلية، وفريد في مشهديته، وحي ونابض في تفاصيله المعاشة.
لذلك تأتي رواية «مساكن اﻷمريكان» بمثابة القنبلة، ليس فقط لابتعادها عن كل الصور النمطية التي حولت اﻹسكندرية إلى قالب جامد، بل ﻷنها تنسف هذا القالب من أساسه، مسكتشفة عالمًا لا يعلم عنه شيئًا من يعيش خارج اﻹسكندرية: عالم يقبع في الهامش، وخارج إطار النظر، ولا يمت بصلة بكل الصور المرغوبة فيها حين نفكر في اﻹسكندرية، عالم محروم وقاسي وجاف ربما تراه، أو حتى تعرف بوجوده، للمرة اﻷولى.
على مدار الرواية، وبين شخصياتها المختلفة، تترجع أصداء أعمال الكاتب المصري الراحل إبراهيم أصلان والكاتبة اﻷمريكية جويس كارول أوتس، ما بين التقاط النبض اليومي والحياتي لدى اﻷول، ووحشية وضراوة عوالم الثانية، وبمزج هذين الخصلتين، يتولد عالم جديد بالكلية، وفريد في مشهديته، وحي ونابض في تفاصيله المعاشة.
November 22, 2023
لغة روائية مبدعة صور خيالية باسترسال بانورامي واسع الأفق لتلك العيشة التي يقطنها أهل العشوائيات بنساءها ورجالاتها بشظف العيشة وأنواع العوز ضمن بيئة متهالكة عطنة لا مبالاة فيها سببه الفقر وصعوبة الانخراط في المجتمع..... رواية دسمة برغم قصرها ومتعة كبيرة للغة را~عة أضافتها لنا الكاتبة فيها
September 27, 2024
يفصل بين بيتي وبين مساكن الأمريكان شارع واحد، أعرف بيوت وشوارع تلك البقعة المظلمة للدرجة التي تمكنني من المشي فيها بعين معصوبة.
أذكر المرة الأولى التي دخلت فيها المساكن حينما كنت عائدًا من فيكتوريا وقررت الاختصار من شارع ملك حفني عبر المساكن لسرعة الوصول للبيت. حُفر في ذاكرتي مشهد مواسير الصرف التي تنشع بمياه المجاري والخراء لتخلق عالم من الطحالب الخضراء على جدران البيوت. أوقفني أحد بائعي المخدرات، مستفهما "يلزمك حاجة؟" توجست منه ثم تصنعت البرمجة، "تسلم يا غالي". رأيته بعد ذلك مع أحد أقرابي وعرفت أن اسمه "الكني" كان يملك جسدًا قصيرًا خفيفًا يجيد إنهاء العراك بأسرع وقت ممكن. سجن أكثر من مرة ثم اختفى في ظروف غامضة.
بدا العالم المحكي في القصة أكثر هشاشة من الواقع، حيث تنبت الهشاشة من الولع بالتفاصيل الدقيقة، التي تبدو وكأنها تخلق العالم وتحيط جمالياته بشخصيات واقعية لم تخلُ من لمحة أسطورية ترفعها إلى مستوى أعلى من دنوها الحقيقي.
لم أحب تلك اللمحة الأسطورية، ربما لأنها دخيلة على ذلك العالم، أو لغرائبيتها، التي لم يكُن لها مكان في عالم ينضح بالغرابة في كل شبر فيه.
أذكر المرة الأولى التي دخلت فيها المساكن حينما كنت عائدًا من فيكتوريا وقررت الاختصار من شارع ملك حفني عبر المساكن لسرعة الوصول للبيت. حُفر في ذاكرتي مشهد مواسير الصرف التي تنشع بمياه المجاري والخراء لتخلق عالم من الطحالب الخضراء على جدران البيوت. أوقفني أحد بائعي المخدرات، مستفهما "يلزمك حاجة؟" توجست منه ثم تصنعت البرمجة، "تسلم يا غالي". رأيته بعد ذلك مع أحد أقرابي وعرفت أن اسمه "الكني" كان يملك جسدًا قصيرًا خفيفًا يجيد إنهاء العراك بأسرع وقت ممكن. سجن أكثر من مرة ثم اختفى في ظروف غامضة.
بدا العالم المحكي في القصة أكثر هشاشة من الواقع، حيث تنبت الهشاشة من الولع بالتفاصيل الدقيقة، التي تبدو وكأنها تخلق العالم وتحيط جمالياته بشخصيات واقعية لم تخلُ من لمحة أسطورية ترفعها إلى مستوى أعلى من دنوها الحقيقي.
لم أحب تلك اللمحة الأسطورية، ربما لأنها دخيلة على ذلك العالم، أو لغرائبيتها، التي لم يكُن لها مكان في عالم ينضح بالغرابة في كل شبر فيه.
September 20, 2021
عدد من قصص متصلة-منفصلة لشخصيات واقعية مهمشة تمثل خيوطا تم نسجها معا معا لتصنع ثوبا للإسكندرية.
رواية مؤهلة بشدة لتصبح فيلما للمخرج خالد يوسف لما تحويه من واقعية قبيحة قاسية، فظة، تشبه -في هذا السياق، روايتي "يوتوبيا" و"السنجة" للعرّاب الراحل.
رواية مؤهلة بشدة لتصبح فيلما للمخرج خالد يوسف لما تحويه من واقعية قبيحة قاسية، فظة، تشبه -في هذا السياق، روايتي "يوتوبيا" و"السنجة" للعرّاب الراحل.
April 11, 2022
رواية جميلة ومؤثرة، كنت أتمنى لو كانت بالراوي الأنا، لأن الراوي العليم أحدث مسافة بيني وبين الشخصيات، بالذات للشخصية الرئيسية(علي) لكن اختيار الراوي هو حق للكاتب، وكمان بالاستمرار في القراءة يمكن الانغماس في الأحداث والتأقلم على ذلك. سرد سلس وممتع ومشهدية دقيقة وأحببت التناقل بين الأزمان أيضاً. شخصية علي مؤثرة جداً .
July 24, 2021
رواية قصيرة شديدة الواقعية حتى الإيلام، تكشف جانبا خفيا من المدينة لا يعرفه إلا سكانها الأصليين حيث الطبقات المهمشة في الأطراف الجنوبية بعيدا عن الصورة الرومانسية الحالمة للمدينة التي استوطنها الأوروبيون لعقود. الشخصيات مرسومة بدقة شديدة تبدو لك كأشخاص تراهم في الواقع وتعرفهم.
January 21, 2022
في هذه الرواية القصيرة، تقدم القاصّة والروائية هبة خميس الوجه الآخر الخفي من الإسكندرية، الوجه المظلم شديد القساوة حيث لا مجال لشخصيات هادئة تنعم بالدفء مع أسرها في وسط الجو العاصف بالإسكندرية زمن الرواية.
هنا الشخصيات جميعها مضطربة، خائفة، تداري وجهًا قبيحًا تستره لكن ينتظر اللحظة المناسبة ليخرج، الكل جانٍ ومجنيٍّ عليه بشكلٍ أو بآخر.
ربما تخلو النوفيللا من أحداث متشابكة ومتلاحقة، تراجعت الحبكة الدرامية لصالح شخوصها التي اختارت الروائية أن تفرد صفحات روايتها للكتابة عنهم، عن مخاوفهم ومشاكلهم وعيوبهم وأزمات أرواحهم أكثر من ميلها للكتابة عن أحداثهم اليومية وما جرى معهم.
ربما هذا ما افتقدته في الرواية وكنت سأفضّل لو أحكمت الروائية عملها بحبكة متشابكة وقصة نتتبع خيوطها، لكن حتى مع تراجع هذا لم يغب عني الجهد الواضح والاهتمام الذي أبدته الكاتبة بشخوصها كأنهم كانوا يتحركون وحدهم ويعبرون عن أنفسهم وليس كونها هي من تكتبهم، وساعدت الجمل الرشيقة، والفصول القصيرة، في جعل الرواية سريعة القراءة، وإن كانت دسمة وصعبة الأثر على الروح حين تنتهي.
مبارك للكاتبة عملها الأول، وأتمنى أن أقرأ لها مرة أخرى لأنها قلم مثابر ويستحق الاحترام، برافو هبة خميس.
هنا الشخصيات جميعها مضطربة، خائفة، تداري وجهًا قبيحًا تستره لكن ينتظر اللحظة المناسبة ليخرج، الكل جانٍ ومجنيٍّ عليه بشكلٍ أو بآخر.
ربما تخلو النوفيللا من أحداث متشابكة ومتلاحقة، تراجعت الحبكة الدرامية لصالح شخوصها التي اختارت الروائية أن تفرد صفحات روايتها للكتابة عنهم، عن مخاوفهم ومشاكلهم وعيوبهم وأزمات أرواحهم أكثر من ميلها للكتابة عن أحداثهم اليومية وما جرى معهم.
ربما هذا ما افتقدته في الرواية وكنت سأفضّل لو أحكمت الروائية عملها بحبكة متشابكة وقصة نتتبع خيوطها، لكن حتى مع تراجع هذا لم يغب عني الجهد الواضح والاهتمام الذي أبدته الكاتبة بشخوصها كأنهم كانوا يتحركون وحدهم ويعبرون عن أنفسهم وليس كونها هي من تكتبهم، وساعدت الجمل الرشيقة، والفصول القصيرة، في جعل الرواية سريعة القراءة، وإن كانت دسمة وصعبة الأثر على الروح حين تنتهي.
مبارك للكاتبة عملها الأول، وأتمنى أن أقرأ لها مرة أخرى لأنها قلم مثابر ويستحق الاحترام، برافو هبة خميس.
July 29, 2021
حكايات جميلة من قلب اسكندرية اللي كانت جزء رئيسي من الأحداث وبطل خفي وصامت وشاهد على العيلة وتبدل الزمن والشخصيات، وفي تقلبات زمنية بنشوف كل التطورات وشكل اسكندرية، البيوت من جوه بكل مشاعرها ومشاهدها اليومية وأكلها وأحلامها البسيطة او العادية. حكايات مكثفة وجيدة ومش بتجري ورا حدث واحد كبير. بس هتستمتع بالحكايات وأنا استمتعت.
والجميل في حاجة تانية إني شوفت اسكندرية مش متعودة عليها في الكتابات الأدبية، حيث البحر هامش، والشوارع الخلفية المهمشة متن.
والجميل في حاجة تانية إني شوفت اسكندرية مش متعودة عليها في الكتابات الأدبية، حيث البحر هامش، والشوارع الخلفية المهمشة متن.
January 1, 2022
ربما تمثل هذه النوفيلا خير ختام لـ 2021
مساكن الأمريكان .. صورة حية لإسكندرية الأخرى
.
في روايتها الأولى تقدم هبة خميس صورة واقعية حيّة لعالم العشوائيات في مدينة الإسكندرية، التي طالما تغنى بها الكتاب والشعراء باعتبارها المدينة التي تجمع الجنسيات والثقافات والحضارات، هنا صورة أخرى لهذه المدينة تركز على الجوانب المهمّشة غير المألوفة ولا المعروفة، عالم آخر معقد ومتشابك يسعى فيه أبطاله للحصول على لقمة الحياة بالكاد، ويصارعون توغل المدينة التي لا ترأف بحالهم بل وربما تقضي على ما بقي منهم تحت أنقاضها.
استطاعت الكاتب أن تجمع في نوفيلا قصيرة (120 صفحة) قصة حياة وتفاصيل ثلاث عائلات تقريبًا، عرفنا من خلالهم سيرة خمس شخصيات متباينة زمانيًا ومكانيًا، يحمل كل واحدٍ منهم همه وهواجسه الخاصة، بداية من علي البطل/ الشبح الذي يطل علينا من الصفحات الأولى، وعلاقته الملتبسة بأخيه، واعتباره سبة يريد التخلص منها، إلى سيد الأخ الكبير الذي لم يحصل على حنان أمه بسبب ذلك الأخ ثم زواجه من هناء ورغبته في الاستقلال بحياته بعيدًا عن عائلته القديمة، مرورًا بهناء التي تسعى أن تبالغ في حساب كل أمور حياتها وتسعى لأن يمضي كل شيءٍ وفق حساباتها إلا أنها لازالت مؤرقة بين الرغبة في الإنجاب وبين الهرب من هذه الحياة التي لامتنح إلا المزيد من القسوة، وأخته زهرة ��لتي تطرد من بيت حماتها ولاتجد سبيلاً للعيش إلا بينهم!
(تؤلمه رغبته في طفل ومائدة ممتدة من الطعام والمزيد من الأطفال. ساعتها سيود الانتقال خارج تلك الشقة الصغيرة لمكان أوسع. ربما يبحث عن بيت يشبه ذلك الذي تربى فيه، لكنه سيودع كل طفل من أطفاله غرفة. ولن تتمكن هناء بدقتها من مجاراتهم في التنظيف والطبخ. وحينما تمتلئ مائدتهم بصراع الطفولة ستعود شهيته الغائبة، ولن يصبح نومه مع هناء طقسا مدفوعا إليه برغبتها. سيمتد شبقه لليالٍ طويلة. وسيتحول سيد من أخ اعتيادي إلى صاحب مؤهل بسيط ووظيفة مملة لا تشكل أي أهمية لدى مرءوسيه، وزوج هادئ الطباع. لم يكن يومًا متطلبًا أو سريع الغضب. لم يتمنَّ سوى أمرٍ أن يختفي أخوه المخنث من على وجه الأرض، وتنعم أخته بحياة سعيدة)
هنا حديثٌ خالص عن إسكندرية الأخرى، تحتل فيه العشش الصفيح وتركيباتها العشوائية مكانًا بارزًا، ويحضر البسطاء والمهمشون بتفاصيل حياتهم اليومية المعتادة، فيما يحضر البحر فيه على استحياء!
بعد أن تعرفنا على الأربعة (علي وسيد زهرة وهناء) تعود بنا الكاتبة بذكاء وانسيابية إلى الماضي، فنتعرف على الأب والأم (سليم وسعاد) القادمين من الأرياف بحثًا عن فرصٍ أخرى للحياة في المدينة التي تجذب إليها الجميع، كيف بدأت حياتهم وإلى أين انتهت!
ثم بعد كل هؤلاء ياتي الظهور الخاص لعماد :)
.
لم تهتم الكاتبة كثيرًا بتحديد الملامح الزمنية التي سارت فيها أبطال قصتها، ولكنها استعاضت عن ذلك بإشارات شديدة البساطة والدقة، مثل وصول المحجوب محافظًا للإسكندرية، والزلازال الذي سيؤثر سلبًا على أبطال الرواية، أو أصوات المغنيين في الماضي حيث تحضر فايزة أحمد، وعمرو دياب في وقتٍ آخر، إلى غير ذلك من الإشارات.
في النهاية نحن إزاء نوفيلا قصيرة، مكتوبة بحرفية شديدة وتكثيف متقن تحسد عليه. تعد في وجهة نظري درسًا من دروس كتابة الشخصيات بشكلٍ حيادي، يقدّم كل شخصية بدون أن يتورط في التعاطف معها أو تمثيلها بشكلٍ مطلق، مهما كانت بالغة الدرامية والتعقيد.
......
.
مساكن الأمريكان .. صورة حية لإسكندرية الأخرى
.
في روايتها الأولى تقدم هبة خميس صورة واقعية حيّة لعالم العشوائيات في مدينة الإسكندرية، التي طالما تغنى بها الكتاب والشعراء باعتبارها المدينة التي تجمع الجنسيات والثقافات والحضارات، هنا صورة أخرى لهذه المدينة تركز على الجوانب المهمّشة غير المألوفة ولا المعروفة، عالم آخر معقد ومتشابك يسعى فيه أبطاله للحصول على لقمة الحياة بالكاد، ويصارعون توغل المدينة التي لا ترأف بحالهم بل وربما تقضي على ما بقي منهم تحت أنقاضها.
استطاعت الكاتب أن تجمع في نوفيلا قصيرة (120 صفحة) قصة حياة وتفاصيل ثلاث عائلات تقريبًا، عرفنا من خلالهم سيرة خمس شخصيات متباينة زمانيًا ومكانيًا، يحمل كل واحدٍ منهم همه وهواجسه الخاصة، بداية من علي البطل/ الشبح الذي يطل علينا من الصفحات الأولى، وعلاقته الملتبسة بأخيه، واعتباره سبة يريد التخلص منها، إلى سيد الأخ الكبير الذي لم يحصل على حنان أمه بسبب ذلك الأخ ثم زواجه من هناء ورغبته في الاستقلال بحياته بعيدًا عن عائلته القديمة، مرورًا بهناء التي تسعى أن تبالغ في حساب كل أمور حياتها وتسعى لأن يمضي كل شيءٍ وفق حساباتها إلا أنها لازالت مؤرقة بين الرغبة في الإنجاب وبين الهرب من هذه الحياة التي لامتنح إلا المزيد من القسوة، وأخته زهرة ��لتي تطرد من بيت حماتها ولاتجد سبيلاً للعيش إلا بينهم!
(تؤلمه رغبته في طفل ومائدة ممتدة من الطعام والمزيد من الأطفال. ساعتها سيود الانتقال خارج تلك الشقة الصغيرة لمكان أوسع. ربما يبحث عن بيت يشبه ذلك الذي تربى فيه، لكنه سيودع كل طفل من أطفاله غرفة. ولن تتمكن هناء بدقتها من مجاراتهم في التنظيف والطبخ. وحينما تمتلئ مائدتهم بصراع الطفولة ستعود شهيته الغائبة، ولن يصبح نومه مع هناء طقسا مدفوعا إليه برغبتها. سيمتد شبقه لليالٍ طويلة. وسيتحول سيد من أخ اعتيادي إلى صاحب مؤهل بسيط ووظيفة مملة لا تشكل أي أهمية لدى مرءوسيه، وزوج هادئ الطباع. لم يكن يومًا متطلبًا أو سريع الغضب. لم يتمنَّ سوى أمرٍ أن يختفي أخوه المخنث من على وجه الأرض، وتنعم أخته بحياة سعيدة)
هنا حديثٌ خالص عن إسكندرية الأخرى، تحتل فيه العشش الصفيح وتركيباتها العشوائية مكانًا بارزًا، ويحضر البسطاء والمهمشون بتفاصيل حياتهم اليومية المعتادة، فيما يحضر البحر فيه على استحياء!
بعد أن تعرفنا على الأربعة (علي وسيد زهرة وهناء) تعود بنا الكاتبة بذكاء وانسيابية إلى الماضي، فنتعرف على الأب والأم (سليم وسعاد) القادمين من الأرياف بحثًا عن فرصٍ أخرى للحياة في المدينة التي تجذب إليها الجميع، كيف بدأت حياتهم وإلى أين انتهت!
ثم بعد كل هؤلاء ياتي الظهور الخاص لعماد :)
.
لم تهتم الكاتبة كثيرًا بتحديد الملامح الزمنية التي سارت فيها أبطال قصتها، ولكنها استعاضت عن ذلك بإشارات شديدة البساطة والدقة، مثل وصول المحجوب محافظًا للإسكندرية، والزلازال الذي سيؤثر سلبًا على أبطال الرواية، أو أصوات المغنيين في الماضي حيث تحضر فايزة أحمد، وعمرو دياب في وقتٍ آخر، إلى غير ذلك من الإشارات.
في النهاية نحن إزاء نوفيلا قصيرة، مكتوبة بحرفية شديدة وتكثيف متقن تحسد عليه. تعد في وجهة نظري درسًا من دروس كتابة الشخصيات بشكلٍ حيادي، يقدّم كل شخصية بدون أن يتورط في التعاطف معها أو تمثيلها بشكلٍ مطلق، مهما كانت بالغة الدرامية والتعقيد.
......
.
September 13, 2021
حسيت إنها رواية أصلانية (نسبة لإبراهيم أصلان) بس من غير السحر اللي في رواياته -من وجهة نظري- وهقول السبب. السبب في ده إن أصلان رغم إنه كتب رواية "عصافير النيل" بأسلوب الراوي العليم، بس الحوار بين الشخصيات خلانا نتعرف عليها أكتر، نقرب منها أكتر ونحس باللي بيحسوا بيه ونسمع أفكارها عن طريق الحوار. الرواية هنا تقريبًا مفيهاش حوار، الشخصيات غرقانة في أفكارها، بس بدل بقى ما نسمع الشخصيات بتتكلم بأسلوب تعدد الأصوات، لأ، بنسمع صوت الراوي العليم بيحكي عن دواخل الشخصيات! حسيت إن ده اختيار غريب، خصوصًا إني حاسس إن الراوي العليم ده بيلقي تقرير مش بيحكي قصة متعاطف مع شخصياتها، وده خلاني اتفصل وما احسش بأي مشاعر تجاه الشخصيات. بالإضافة كمان لبعض الأخطاء اللغوية والتحريرية اللي حسيت إني بسببها بقرأ الجملة 4 مرات علشان أحاول أفهم هل أنا اللي مش مركز فمش فاهم الجملة بتقول إيه ولا الجملة نفسها مش واضحة ومحتاجة تعديل.
تاني حاجة قصة إن ده الوجه "الحقيقي" اللي مكتوبة في ضهر الكتاب. أنا الصراحة ما بهفمش قصة الحقيقي وغير الحقيقي دي، ده جزء من إسكندرية زي ما هو جزء من القاهرة، مش الوجه الحقيقي ومش إسكندرية الحقيقية. وده برضه -بالنسبة لي- ما كانش الواقع الأليم، ده الواقع اللي بنسمع عنه وبنشوفه حوالينا، فمش قادر أفهم موضوع الواقع الأليم ده. طبعًا جايز ده يبقى واقع أليم بالنسبة لناس تانية، مش علشان أنا جامد ودايس في الواقع الأليم، بس علشان سمعت كتير عن قصص شبه دي وأكتر قسوة فبقى يمكن عندي نظرة سوداوية شوية للواقع.
تالت حاجة حاسس إني اتخدعت بالمقدمة اللي في بداية الكتاب، لأني حسيت إن هيبقى فيه شيء فانتازي في الرواية، أو هتشبه أسلوب الواقعية السحرية مثلًا، لكن كل اللي لقيته قصص واقعية عادية، لا فيها سحر ولا شخصياتها مثيرين للاهتمام، ودي أكتر نقطة ضعف شايفها في الرواية، إن البورتريهات المرسومة للشخصيات كانت هزيلة جدًا. شخصيات كتير ما كنتش قادر أفهم دوافعها أو اتفاعل معاها، يمكن تعاطفت شوية مع الأم (سعاد)، لكن غير كده ما فهمتش الشخصيات التانية بتعمل أي شيء بتعمله ليه، جايز أنا اللي مش مركز، بس مش معقول هفضل مش مركز طول الرواية يعني وهركز بس في بعض الأجزاء الخاصة بحكاية سعاد!
فيه حاجات تانية جايز يكون فيها حرق للرواية. فيه شخصية بتموت المفروض في الرواية، بس إحنا ما بنشوفش مشهد موتها ده، يعني بيتكتب إن عمر فلان القصير اللي قضاه في كذا وكذا، طيب هو فلان ده مات امتى وإزاي، مش معقول يكون مات من غير ما أخد خبر، طيب على الأقل الراوي العليم يبلغنا باللي حصل يعني، ولا هو مات بره أحداث الرواية ولا إيه بالظبط؟
إجمالًا ما كانتش تجربة موفقة بالنسبة لي. اتمنى للكاتبة هبة خميس كل التوفيق اللي جاي ويكون أفضل وأفضل.
تاني حاجة قصة إن ده الوجه "الحقيقي" اللي مكتوبة في ضهر الكتاب. أنا الصراحة ما بهفمش قصة الحقيقي وغير الحقيقي دي، ده جزء من إسكندرية زي ما هو جزء من القاهرة، مش الوجه الحقيقي ومش إسكندرية الحقيقية. وده برضه -بالنسبة لي- ما كانش الواقع الأليم، ده الواقع اللي بنسمع عنه وبنشوفه حوالينا، فمش قادر أفهم موضوع الواقع الأليم ده. طبعًا جايز ده يبقى واقع أليم بالنسبة لناس تانية، مش علشان أنا جامد ودايس في الواقع الأليم، بس علشان سمعت كتير عن قصص شبه دي وأكتر قسوة فبقى يمكن عندي نظرة سوداوية شوية للواقع.
تالت حاجة حاسس إني اتخدعت بالمقدمة اللي في بداية الكتاب، لأني حسيت إن هيبقى فيه شيء فانتازي في الرواية، أو هتشبه أسلوب الواقعية السحرية مثلًا، لكن كل اللي لقيته قصص واقعية عادية، لا فيها سحر ولا شخصياتها مثيرين للاهتمام، ودي أكتر نقطة ضعف شايفها في الرواية، إن البورتريهات المرسومة للشخصيات كانت هزيلة جدًا. شخصيات كتير ما كنتش قادر أفهم دوافعها أو اتفاعل معاها، يمكن تعاطفت شوية مع الأم (سعاد)، لكن غير كده ما فهمتش الشخصيات التانية بتعمل أي شيء بتعمله ليه، جايز أنا اللي مش مركز، بس مش معقول هفضل مش مركز طول الرواية يعني وهركز بس في بعض الأجزاء الخاصة بحكاية سعاد!
فيه حاجات تانية جايز يكون فيها حرق للرواية. فيه شخصية بتموت المفروض في الرواية، بس إحنا ما بنشوفش مشهد موتها ده، يعني بيتكتب إن عمر فلان القصير اللي قضاه في كذا وكذا، طيب هو فلان ده مات امتى وإزاي، مش معقول يكون مات من غير ما أخد خبر، طيب على الأقل الراوي العليم يبلغنا باللي حصل يعني، ولا هو مات بره أحداث الرواية ولا إيه بالظبط؟
إجمالًا ما كانتش تجربة موفقة بالنسبة لي. اتمنى للكاتبة هبة خميس كل التوفيق اللي جاي ويكون أفضل وأفضل.
March 2, 2022
بدأت في قراءة رواية مساكن الأمريكان وانا اعرف حق المعرفة كيف أن عين هبة ستقتنص كل زاوية لم يراها من كَتبوا _او لنقل تغافلوا _ عن الإسكندرية ، التي رُبمّا تُشبه عُملة جَار الزمن على ناحية واحد من أوجهها الكثيرة ؛ مرورًا طبعًا بإسكندرية إدوار الخرّاط وإبراهيم عبد المجيد ، وأخيرًا علاء خالد.
كَان قُرب سَكني من منطقة مساكن الأمريكان هو الذي أتاح لي خلال القراءة رؤية المَشهدية التي لم يسبق لي أن شَعرت بها مُنذ قراءتي ل (كرّاسات الإسكندرية) ليوسف فهمي الجايرلي .
هذا العالم الروائي المنسوج بشكل قصصي سَمح لي بمعايشة الإسكندرية من منظور مُختلف ؛ منظور دائمًا ما ستكون الإسكندرية هي رَبَّة الإلهام فيه لكل كُتّابِها ؛ وبالأخص من لَهُ عين ثاقبة كعين هبة خميس .
بالإضافة إلى أن كيمياء المكان هي الحدث الرئيسي للرواية ؛ إلا أن _ شخصية هناء وليس عَلي العابر جِنسيًّا_ هي مَن لَفت نَظري ، رُبّما كانت بالنسبة لي هي البطلة الخفيّة للرواية ؛ وغالبًا ذلك لكثرة الأسئلة التي لا تُطرح بشكل مُباشر بين طيّات الكلمات ، وإنّما تَشعر أنت بِهِ كقارئ.
كان الطاغي ايضًا منذ بدأ الرواية مع إختيار الععنوان هو مُحاولة صياغة المَنبوذ والمُهمّش ؛ الذي يبتعد عنه الكُتّاب لإظهار الألق والتوجُّه لمناطق ليست عشوائية كوسط البلد ؛ ذلك أن الغير جذّاب دائمًا ما يكون جذّابًا في لعبة الكتاب لمن يفهم.
رُبّما لم أرى هذا بصورة واضحة إلا في قصة "زعربانة" لمحمد أحمد فؤاد ؛ التي كانت في رأيي المُتعشِّم في صديقي أن يَفيض بأكثر مما كتبه في هذه القصة.
كانت القضايا الخَاسرة للمدينة هي ايضًا محور أساسي في تتالي شَذرات الحَكي ، رُبّما للتساؤل عن المسكوت ، ونَبش الرَّدم في عَاديّة الحيااة اليومية الآن.
مثل ذِكر الكورنيش والتغييرات فيه ، والقضاء المستمر على الإسكندرية التي يريد البعض إظهارها بصورة لا يُريدها السكندريين ، وكان من الأفضل بالنسبة
لي التوغل في ذلك ، والتحدث أكثر عمّا فعله المُحافظ عبد السلام المحجوب ، ذلك لأن من وِجهة نَظري لَم يُقابل بما يكفيه ؛ولكن في النهاية رواية مساكن الأمريكان جديرة بالقراءة ، مليئة بروح إسكندرية المَحبوبة رُغم عيوبها.
كَان قُرب سَكني من منطقة مساكن الأمريكان هو الذي أتاح لي خلال القراءة رؤية المَشهدية التي لم يسبق لي أن شَعرت بها مُنذ قراءتي ل (كرّاسات الإسكندرية) ليوسف فهمي الجايرلي .
هذا العالم الروائي المنسوج بشكل قصصي سَمح لي بمعايشة الإسكندرية من منظور مُختلف ؛ منظور دائمًا ما ستكون الإسكندرية هي رَبَّة الإلهام فيه لكل كُتّابِها ؛ وبالأخص من لَهُ عين ثاقبة كعين هبة خميس .
بالإضافة إلى أن كيمياء المكان هي الحدث الرئيسي للرواية ؛ إلا أن _ شخصية هناء وليس عَلي العابر جِنسيًّا_ هي مَن لَفت نَظري ، رُبّما كانت بالنسبة لي هي البطلة الخفيّة للرواية ؛ وغالبًا ذلك لكثرة الأسئلة التي لا تُطرح بشكل مُباشر بين طيّات الكلمات ، وإنّما تَشعر أنت بِهِ كقارئ.
كان الطاغي ايضًا منذ بدأ الرواية مع إختيار الععنوان هو مُحاولة صياغة المَنبوذ والمُهمّش ؛ الذي يبتعد عنه الكُتّاب لإظهار الألق والتوجُّه لمناطق ليست عشوائية كوسط البلد ؛ ذلك أن الغير جذّاب دائمًا ما يكون جذّابًا في لعبة الكتاب لمن يفهم.
رُبّما لم أرى هذا بصورة واضحة إلا في قصة "زعربانة" لمحمد أحمد فؤاد ؛ التي كانت في رأيي المُتعشِّم في صديقي أن يَفيض بأكثر مما كتبه في هذه القصة.
كانت القضايا الخَاسرة للمدينة هي ايضًا محور أساسي في تتالي شَذرات الحَكي ، رُبّما للتساؤل عن المسكوت ، ونَبش الرَّدم في عَاديّة الحيااة اليومية الآن.
مثل ذِكر الكورنيش والتغييرات فيه ، والقضاء المستمر على الإسكندرية التي يريد البعض إظهارها بصورة لا يُريدها السكندريين ، وكان من الأفضل بالنسبة
لي التوغل في ذلك ، والتحدث أكثر عمّا فعله المُحافظ عبد السلام المحجوب ، ذلك لأن من وِجهة نَظري لَم يُقابل بما يكفيه ؛ولكن في النهاية رواية مساكن الأمريكان جديرة بالقراءة ، مليئة بروح إسكندرية المَحبوبة رُغم عيوبها.
December 13, 2021
حين يجد الصناع أن هناك عيبا ما فى منتجاتهم يتعاملون معها على أنها مخلفات، وينقلونها إلي مكان أشبه بمستودع التخزين الذى يضم الأشياء غير المرغوب فيها، والأمر نفسه فعلته الأديبة هبة خميس فى روايتها "مساكن الأمريكان" حيث حولت المنطقة المعروفة بهذا فى الإسكندرية إلى ما يشبه المستودع، وتكشف "هبة" عن منطقة متوارية خلف صورة مدينة الإسكندرية النمطية التي يعرفها الجميع، كأنها تتحدث عن السكان الأصليين عبر الرواية الصادرة عن دار الشروق وتقول المؤلفة: منذ سنوات سمعت عن حادثة لمراهقة عابرة جنسياً تم اتهامها بالتحول لغرض العمل بالدعارة ،مازلت أذكر ذلك المكان الذي جاءت منه وهو مساكن الأمريكان وهو حي في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية بالغ العشوائية، في تلك الفترة لم يكن خضع إلى الكثير من التغيرات، لذا فكرت في الكتابة عن تلك المنطقة الغريبة، عن الإسكندرية المدينة التي يتغنى بها الناس رغم أن تضم العشوائيات أيضاً، وقد تحدثنا مع صاحبة "مساكن الأمريكان" عبر الحوار التالى:
• هل الرواية محاولة لكسر الصورة النمطية للإسكندرية؟
- بنسبة كبيرة نعم، لأنني أسكن تلك المدينة التي أشعر أحياناً حينما أقرأ عنها، أو أشاهدها في السينما والتليفزيون، أنني أمام مدينة مغايرة، كأن الإسكندرية منطقة ضيقة مطلة على البحر، وسكانها مختلطون بأفراد الجاليات الأجنبية، ليست تلك المدينة التي أعرفها، فأنا نشأت في منطقة بأكملها لم أختلط مع أجانب، ولم أقطن بناية تحمل طرزهم المعمارية، ولا أجلس كل يوم على البحر أتحدث معه، وفي الشتاء نختبي، داخل بيوتنا لا نمشي أسفل المطر، الإسكندرية بالنسبة إلي هي عدة مدن وليست مدينة واحدة.
• هل كان سبب اختيار فترة التسعينيات من القرن الماضى هو رصد شكل اسكندرية قبل تعيين اللواء عبد السلام محجوب محافظا لها؟
- لم أقصد ذلك، كان اهتمامي نابعا من فترة التسعينيات نفسها، وغرابتها أحياناً لأنها من وجهة نظري فترة سقطت من الأرشيف، توجد في أذهان الناس فقط على شكل موجات من الحنين الدائم للأغاني وللملابس المميزة لتلك الفترة، أثناء البحث اكتشفت أن تولي عبد السلام المحجوب محافظاً للمدينة غير شكل المدينة بالكامل عبر توسعة "الكورنيش" في البداية حتى البنايات العالية التي تحجب الهواء والبحر ،أدركت أن الوقوف على فترة التسعينيات يشبه الوقوف على أنقاض المدينة قبل تغيرها بالكامل .
• تدور أحداث الرواية ما بين: الستينيات والتسعينيات، لكنك لم تذكري تاريخ تلك الفترة، فلماذا؟
الزمن بالنسبة إلي ليس خطيا، أحب التحرك فيه بحرية، لذا لا أفضل تحديده بشكل دقيق في الكتابة ، ربما أحدده من خلال الأحداث أو نمط المعيشة أو المكان نفسه .
• ظهرت شخصيات الرواية كأنها أشباح هل كان ذلك تعبيرا بأنهم السكان الأصليين للأسكندرية؟
في الرواية الشخصيات نازحين من الريف إلى الإسكندرية، حيث يحلمون بحياة أفضل وبحر واسع، لكن تلك المدينة تضغط على حياتهم وأحلامهم البسيطة ، الشبح في الرواية لم يكن الشخصيات، لكنه تاريخ المكان الذي تغير .
• المذياع كان ملاذا لخروج شخصيات العمل من أجواء الحياة الرتيبة، هل هى وسيلة لتخفف آلام البسطاء؟
- المميز فيه هو مساحة الخيال التي يمنحها لنا فيجعله أشبه بنافذة صغيرة نتنفس من خلالها، لكن كل شخصية تعاطت معه بشكل مختلف، ففي شخصية سعاد الأم البسيطة تعلقت بالمذياع مثل تعلقها بالنافذة، لكن في شخصية الزوجة هناء تعلقت بالفتاوى التي تخرج منه وبالأخبار دون وجود مساحة كبيرة للخيال .
• وما سبب اختيارك لفايزة أحمد وعمرو دياب لتكون أغانيهما مصاحبة لشخصيات الرواية؟
لا أستطيع الحديث عن التسعينات دون الالتفات لمطربها الأشهر وهو عمرودياب ، حينما كنت طفلة أتذكر صدور ألبوماته كحدث يجب علينا الاحتفاء به، وبانتشار عربات الكاسيت كان سماع أغانيه في الشارع هو السمة لتلك الفترة .
أما فايزة أحمد فمن الأجيال الأقدم التي لا يكف أحد عن الاستماع لها .
• لاحظت فى أعمالك السابقة وروايتك تحب كتابة بورتيهات للشخصيات ما سر انجذابك لهذه الكتابة؟
في العادي أحب تأمل الناس وشخصياتهم ، أحب متابعة ردود أفعالهم وحركاتهم البسيطة، ونمط حياتهم ،حينما أكتب لا أبتعد كثيراً عن طبيعة شخصيتي المتأملة فأفرد للشخصيات حجماً كبيراً تكاد تكون المحور الذي ترتكز عليه عملية الكتابة بأكملها .
- ما هو مشروعك الإبداعى الجديد؟
أعكف على كتابة رواية منذ أشهر ،أركز أحياناً عليها وأحياناً أخرى أستكشف المكان الذي تدور حوله أحداث الرواية فهي بين مدينة الإسكندرية ومرسى مطروح في فترة بداية الألفية والجانب الأكبر من احداثها بين المجتمع البدوي لمدينة مرسى مطروح .
• هل الرواية محاولة لكسر الصورة النمطية للإسكندرية؟
- بنسبة كبيرة نعم، لأنني أسكن تلك المدينة التي أشعر أحياناً حينما أقرأ عنها، أو أشاهدها في السينما والتليفزيون، أنني أمام مدينة مغايرة، كأن الإسكندرية منطقة ضيقة مطلة على البحر، وسكانها مختلطون بأفراد الجاليات الأجنبية، ليست تلك المدينة التي أعرفها، فأنا نشأت في منطقة بأكملها لم أختلط مع أجانب، ولم أقطن بناية تحمل طرزهم المعمارية، ولا أجلس كل يوم على البحر أتحدث معه، وفي الشتاء نختبي، داخل بيوتنا لا نمشي أسفل المطر، الإسكندرية بالنسبة إلي هي عدة مدن وليست مدينة واحدة.
• هل كان سبب اختيار فترة التسعينيات من القرن الماضى هو رصد شكل اسكندرية قبل تعيين اللواء عبد السلام محجوب محافظا لها؟
- لم أقصد ذلك، كان اهتمامي نابعا من فترة التسعينيات نفسها، وغرابتها أحياناً لأنها من وجهة نظري فترة سقطت من الأرشيف، توجد في أذهان الناس فقط على شكل موجات من الحنين الدائم للأغاني وللملابس المميزة لتلك الفترة، أثناء البحث اكتشفت أن تولي عبد السلام المحجوب محافظاً للمدينة غير شكل المدينة بالكامل عبر توسعة "الكورنيش" في البداية حتى البنايات العالية التي تحجب الهواء والبحر ،أدركت أن الوقوف على فترة التسعينيات يشبه الوقوف على أنقاض المدينة قبل تغيرها بالكامل .
• تدور أحداث الرواية ما بين: الستينيات والتسعينيات، لكنك لم تذكري تاريخ تلك الفترة، فلماذا؟
الزمن بالنسبة إلي ليس خطيا، أحب التحرك فيه بحرية، لذا لا أفضل تحديده بشكل دقيق في الكتابة ، ربما أحدده من خلال الأحداث أو نمط المعيشة أو المكان نفسه .
• ظهرت شخصيات الرواية كأنها أشباح هل كان ذلك تعبيرا بأنهم السكان الأصليين للأسكندرية؟
في الرواية الشخصيات نازحين من الريف إلى الإسكندرية، حيث يحلمون بحياة أفضل وبحر واسع، لكن تلك المدينة تضغط على حياتهم وأحلامهم البسيطة ، الشبح في الرواية لم يكن الشخصيات، لكنه تاريخ المكان الذي تغير .
• المذياع كان ملاذا لخروج شخصيات العمل من أجواء الحياة الرتيبة، هل هى وسيلة لتخفف آلام البسطاء؟
- المميز فيه هو مساحة الخيال التي يمنحها لنا فيجعله أشبه بنافذة صغيرة نتنفس من خلالها، لكن كل شخصية تعاطت معه بشكل مختلف، ففي شخصية سعاد الأم البسيطة تعلقت بالمذياع مثل تعلقها بالنافذة، لكن في شخصية الزوجة هناء تعلقت بالفتاوى التي تخرج منه وبالأخبار دون وجود مساحة كبيرة للخيال .
• وما سبب اختيارك لفايزة أحمد وعمرو دياب لتكون أغانيهما مصاحبة لشخصيات الرواية؟
لا أستطيع الحديث عن التسعينات دون الالتفات لمطربها الأشهر وهو عمرودياب ، حينما كنت طفلة أتذكر صدور ألبوماته كحدث يجب علينا الاحتفاء به، وبانتشار عربات الكاسيت كان سماع أغانيه في الشارع هو السمة لتلك الفترة .
أما فايزة أحمد فمن الأجيال الأقدم التي لا يكف أحد عن الاستماع لها .
• لاحظت فى أعمالك السابقة وروايتك تحب كتابة بورتيهات للشخصيات ما سر انجذابك لهذه الكتابة؟
في العادي أحب تأمل الناس وشخصياتهم ، أحب متابعة ردود أفعالهم وحركاتهم البسيطة، ونمط حياتهم ،حينما أكتب لا أبتعد كثيراً عن طبيعة شخصيتي المتأملة فأفرد للشخصيات حجماً كبيراً تكاد تكون المحور الذي ترتكز عليه عملية الكتابة بأكملها .
- ما هو مشروعك الإبداعى الجديد؟
أعكف على كتابة رواية منذ أشهر ،أركز أحياناً عليها وأحياناً أخرى أستكشف المكان الذي تدور حوله أحداث الرواية فهي بين مدينة الإسكندرية ومرسى مطروح في فترة بداية الألفية والجانب الأكبر من احداثها بين المجتمع البدوي لمدينة مرسى مطروح .
July 29, 2022
“الكل يعلم جمال إسكندرية الآخاذ كمدينة ساحلية حيث الشوارع و المبانى و الطرقات الساحرة و لكن هناك معايش أخرى لعشش و صفايح من الضفة الأخرى من البحر …سنعرف تفاصيل قاطنيين "مساكن الأمريكان" و "دار عيسى" و مشاعرهم و ما يمروا به و أكثر فى الرواية …”
-رواية قصيرة إجتماعية /درامية .
-أعجبنى اللغة الفصحى و التشبيهات .
-أعجبنى المدخل جدا” ووصف “الشبح” بتلك العشش كقنبلة موقوتة ستنفجر يوما” ما فى المجتمع .
ـ أكثر ما أعجبنى الوصف و التفاصيل …إبداع حرفيا” .
-الرواية عبارة عن سرد إحترافى بتفاصيل المناطق وصف خارجيا” مع وصف الحالة الشعورية للشخصيات .
-كونى كقارئة تأثرت بالشخصيات و أستمتعت بالوصف و التفاصيل فى كل صفحة حتى النهاية و هذا مدلول إنك أبدعتى .
-رمز “الشبح” فى شخصية “على” الذى يظهر فى آخر الرواية وربطه بمدخل الرواية لتأكيد على ضرورة إيجاد حل لتلك العشش حتى لا يصبحوا كاشبح الذى يداهم و يجرى وراء السكان و هو شبح “قنبلة تحت خط الفقر” .
-أكثر ما عجبنى وصف البحر و الطعام الإسكندرانى و الأسواق …جمال .
-تترك الكاتبة للقارئ سؤال : “ هل شخصية “على” / “الشبح” المقصود به تلك العشش ضحية للمجتمع أم المجتمع برئ منهم ؟
-تقييمى ٥/٥ .
-رواية قصيرة إجتماعية /درامية .
-أعجبنى اللغة الفصحى و التشبيهات .
-أعجبنى المدخل جدا” ووصف “الشبح” بتلك العشش كقنبلة موقوتة ستنفجر يوما” ما فى المجتمع .
ـ أكثر ما أعجبنى الوصف و التفاصيل …إبداع حرفيا” .
-الرواية عبارة عن سرد إحترافى بتفاصيل المناطق وصف خارجيا” مع وصف الحالة الشعورية للشخصيات .
-كونى كقارئة تأثرت بالشخصيات و أستمتعت بالوصف و التفاصيل فى كل صفحة حتى النهاية و هذا مدلول إنك أبدعتى .
-رمز “الشبح” فى شخصية “على” الذى يظهر فى آخر الرواية وربطه بمدخل الرواية لتأكيد على ضرورة إيجاد حل لتلك العشش حتى لا يصبحوا كاشبح الذى يداهم و يجرى وراء السكان و هو شبح “قنبلة تحت خط الفقر” .
-أكثر ما عجبنى وصف البحر و الطعام الإسكندرانى و الأسواق …جمال .
-تترك الكاتبة للقارئ سؤال : “ هل شخصية “على” / “الشبح” المقصود به تلك العشش ضحية للمجتمع أم المجتمع برئ منهم ؟
-تقييمى ٥/٥ .
January 27, 2022
انتهيت من هذه النوفيلا سريعاً، ليس فقط لصغر حجمها، لكن أيضاً لمحتواها الجذاب.
هذه هي قرائتي الاولى لهبة خميس، لم أعلم ما الذي تحتويه الرواية وأنا أحملها بين يدي، اعتقدتُ من العنوان انها رواية تاريخية في جزء كبير منها،رٌبما بسبب العناون، وجهلي بهذه المنطقة من الأسكندرية.
اتضح انها رواية مٌعاصرة، عن اجزاء لم أعلم عنها من قبل من الإسكندرية، أو بمعني أصح، لم أعلم عنها بما يكفي.
اندهشتُ مُنذ الصفحات الأولى بالسرد والأسلوب الذي اتبعته هبة في كتابة هذه الرواية، أسرتني التفاصيل التي وصفت بها هذه المناطق، الحياة بها، البيوت، والأزقة، حتى نفوس البشر ومشاكلهم.
على الجانب الآخر، اعتقد ان هناك بعض الإسراع في انهاء فصول هذه الرواية. الفصول مُسماه بأسماء الشخصيات، وبالتالي رُبما كان من الأفضل ان تٌكتب بأسلوب الراوي المتعدد وليس الراوي العليم. اعتقد ان الشخصيات في حالة الراوي العليم المُتبعة في الرواية قد بُترت، فقد الكثير من فرصها في التعمق فيما يدور في دواخلها، في اقامة حوار و التفاعل من خلاله.
لو ان كل شخصية تحدثت عن نفسها، اعتقد ان هذه الرواية كانت ستنتقل لمستوى اكثر عمقاً وحيوية.
الأعمال المنشورة مُسبقاً لهبة هي مجموعات قصصية ، واعتقد انني اتفهم الحاجة المُلحة والغير ارادية في التكثيف التي انصبغت على هذه الراوية، لكنني مع اسلوب ولغة هبة، مُتأكدة ان أعمالها الروائية ستشهد تطوراً مُذهلاً.
هذه هي قرائتي الاولى لهبة خميس، لم أعلم ما الذي تحتويه الرواية وأنا أحملها بين يدي، اعتقدتُ من العنوان انها رواية تاريخية في جزء كبير منها،رٌبما بسبب العناون، وجهلي بهذه المنطقة من الأسكندرية.
اتضح انها رواية مٌعاصرة، عن اجزاء لم أعلم عنها من قبل من الإسكندرية، أو بمعني أصح، لم أعلم عنها بما يكفي.
اندهشتُ مُنذ الصفحات الأولى بالسرد والأسلوب الذي اتبعته هبة في كتابة هذه الرواية، أسرتني التفاصيل التي وصفت بها هذه المناطق، الحياة بها، البيوت، والأزقة، حتى نفوس البشر ومشاكلهم.
على الجانب الآخر، اعتقد ان هناك بعض الإسراع في انهاء فصول هذه الرواية. الفصول مُسماه بأسماء الشخصيات، وبالتالي رُبما كان من الأفضل ان تٌكتب بأسلوب الراوي المتعدد وليس الراوي العليم. اعتقد ان الشخصيات في حالة الراوي العليم المُتبعة في الرواية قد بُترت، فقد الكثير من فرصها في التعمق فيما يدور في دواخلها، في اقامة حوار و التفاعل من خلاله.
لو ان كل شخصية تحدثت عن نفسها، اعتقد ان هذه الرواية كانت ستنتقل لمستوى اكثر عمقاً وحيوية.
الأعمال المنشورة مُسبقاً لهبة هي مجموعات قصصية ، واعتقد انني اتفهم الحاجة المُلحة والغير ارادية في التكثيف التي انصبغت على هذه الراوية، لكنني مع اسلوب ولغة هبة، مُتأكدة ان أعمالها الروائية ستشهد تطوراً مُذهلاً.
March 31, 2022
مراجعتي للرواية ع اليوتيوب
https://youtu.be/-X-uXY2g72Y?t=612
https://youtu.be/-X-uXY2g72Y?t=612
July 10, 2023
فيما عدا علي وزهرة، باقي الشخصيات كانت نمطية لم تخرج عن القالب المعتاد، ومتواجدة في كل مدينة وشارع وحي، في أي بلد على هذا الكوكب.
التنقلات الزمنية تكررت، والاحداث تسارعت وتيرتها في النهاية، لتنهي الحكاية التي ركزت على وصف حالة المكان وناسه أكثر من التركيز على شخصيات بعينها والتدقيق في مصائرها.
التنقلات الزمنية تكررت، والاحداث تسارعت وتيرتها في النهاية، لتنهي الحكاية التي ركزت على وصف حالة المكان وناسه أكثر من التركيز على شخصيات بعينها والتدقيق في مصائرها.
March 11, 2022
أظن الرواية قدمت طرح مختلف للاسكندرية، وأظهرت بشكل كبير الحياة اليومية للمجتمع السكندري، وكأنها تأريخ محكي للحياة اليومية لشخصيات لن توجد في كتب التاريخ ولن يكتب عنها أي مؤرخ.
January 20, 2023
عندما تنصفك الكتابة في قراءة هي الأولى لكاتبة أو كاتب، تمتزج متعة القراءة بنشوة الاكتشاف: كان هذا ما شعرت به عقب قراءة رواية مساكن الأمريكان للكاتبة هبة خميس...
على صعيد المكان المعلن، أو ما يسمّى بالمسرح المكانيّ للنص؛ نحن أمام رواية سكندريّة أخرى، لكن هبة خميس آثرت أن تقدم للقارئ العربي والمصري إسكندرية مغايرة لما استقرّ في الوجدان الجمعيّ المصريّ، إسكندرية الفقر والمعاناة والعشش التي تنتشر كبثور الأوبئة على جسد المدينة، إسكندرية هبة خميس تختلف كُليًّا عن إسكندرية المنتزه والمعمورة، نحن هنا في إسكندرية المقهورين لا المصطافين، تلك الإسكندرية التي تئد الأحلام في طور التكوّن، لا تحمل ولو طيفًا واحدًا من ملامح إسكندرية كفافيس الكوزموبوليتانية...
تطفو حياة المهمّشين على سطح الحكاية، كموجة عارمة تزيح الخيال القديم، وتعصف بالصور المستقرة في ألبومات الطفولة، فنتعرف إلى أسرة فقيرة تسكن جدرانًا من صفيح، نتصفح يوميّاتهم عبر تقنية تزاوج بين البوليفونية والراوي العليم، وعلى اختلاف الأصوات من حيث الفكر والتجربة، ومع ثبات الراوي الذي يظل وفيًّا لحياديته، يظل الفقر والقهر خيطين رئيسيين يغزلان الأحداث ويمثلان حلقات الوصل والتلاقي. كما عضّدت الكاتبة وحدة نسيجها الروائي بخليط أحسنت جمعه وأرشفته من وقائع وتفاصيل توثّق الفضاء الزمني للسرد، فمنحت للنص مصداقيّة مضافة.
ومساكن الأمريكان مكان حقيقي بنيّ في السبعينيّات بمنحة أمريكية، لكنه تحول تدريجيًّا بيد الإهمال إلى مرتع للفقر والجريمة والدعارة، ولعل المانح أراد حياة كهذه للممنوحين، وكذا الوصيّ على المنحة ووزرائه ومحافظيه غير المحافظين، منطقة حديثة العهد التجأت إليها وفود النازحين غير الميسورين فنبتت بين كل أربعة جدران من الصفيح المتهالك أسرة موهوبة للشقاء.
تبتدئ الحكاية -التي لا تُروى وفق نسق كرونولوجيّ - من بيت سليم وسعاد، ثم تمر على حيوات الأبناء بصوت الراوي العليم، سيد وزهرة أبناء سليم وسعاد، ثم علي، ابن سليم من زوجته الثانية، الذي يغدو أقرب الأبناء إلى قلب سعاد رغم كونه ابن ضرّتها، وهناء زوجة سيد.
اختارت الكاتبة لشخوصها مسارات تؤهلها لنهايات دراميّة منتزعة من جسد الواقع، فما بين الموت أسفل الأنقاض إلى الهروب مرورًا بالانسحاب والضياع تفاوتت أوجه المأساة، بيد أن حكاية بعينها ظلت تلح على فضاء الحكي، ألا وهي حكاية علي، وثيمة العبور التي تجسدت في قصته.
عليٌّ هو الصبي الأجمل بين أبناء سليم، هو ابن الزوجة الثانية المليحة، وربيب الزوجة الدميمة الأولى، ومستقر نظرات الحسد وسهام الغيرة من أقرانه، وأولهم أخوه سيد، وبدرجة أقل أخته زهرة، ثم العالم بأسره. يعيش عليّ حياة يشعر فيها بتميّزه كلما تبلورت نظرات الغيرة والإعجاب في أعين النُظّار، لا يشعر أنه حرّ، كما يعرف أنه لم يختر شيئًا مذ ولد بين أنقاض الصفيح، يحاول أن يكون رجلًا كأقرانه، يبذل جهدًا بغية إرضاء من حوله، لكنه في نهاية الأمر يعجز عن العثور على نفسه كما ترغبها عيون محيطيه.
يقرر عليّ اليتيم العبور في مجتمع اقترنت فيه كلمة العبور بنصر يتيم لم نعرف سواه، يشعر بالراحة في ارتداء ثياب النسوة، وينفر من لحمهن البضّ القابل للعجن والطيّ، يثور على ذكورة فُرضت عليه ويخاطر بالعبور إلى الجانب الآخر من هويّته المترنّحة، بينما المجتمع برمته على أهبة الاستعداد لسحقه، لأنه لم يقنع برجولته، ولأنه تجرّأ على جسده فباشر التحول الفسيولوجيّ إلى امرأة.
وفي نهاية دراميّة أخرى مستمدة من وقائع وحوادث حقيقية على ما أذكر، ينتهي عليّ إلى ضياع سرمدي، يستقر في قاع الحياة حيث لا عابر ينقذه، ولا رغبة لديه في التقاط ما قد يُرمى صوبه من حبال الأمل والنجاة، كأنه حالم آخر آثر الغرق في قعر بير مسعود، لكن عليًّا هبط إلى القاع لا ليبحث عن قروش الحالمين، بل ليتنفس التيه والضياع، والغرق.
يتحول عليّ إلى شبح، شبح غريب يشبه آلاف الأشباح الهائمة في أزقة المحروسة التي لم تتخلص حتى اليوم من توابع الزلزال.. بينما تستسلم بقية الشخوص لمصائر مشابهة وطيوف متنوعة من الضياع، فلا يفرق القارئ بينهم وبين عليّ في شيء، إلا في الاعتراف بالغرق..
أقسى ما في هذه المرويّة الآسرة هو واقعيّتها المفرطة، فلو كانت هذه الجغرافية المكانية من وحي الخيال لكان ضجيجها أقل وطأة وأخفت ضجيجًا، لكن هبة خميس برعت في انتزاع الحكاية من تراب الواقع اللصيق بالأرض، وصاغتها بلغة متميّزة محكمة، تمرر عيني القارئ أمام شريط الحياة من دون أن تملي عليه انطباعًا ولا شعورًا، وتتركه ليكوّن انطباعه، ويجترّ ألمه من دون وصاية...
نص أدبيّ محكم، مؤلم، أحسبه من أفضل النصوص المصرية التي صدرت في السنوات العشر الأخيرة.
تحية وتقدير للكاتبة Heba Khamis
#محمد_سمير_ندا See less
على صعيد المكان المعلن، أو ما يسمّى بالمسرح المكانيّ للنص؛ نحن أمام رواية سكندريّة أخرى، لكن هبة خميس آثرت أن تقدم للقارئ العربي والمصري إسكندرية مغايرة لما استقرّ في الوجدان الجمعيّ المصريّ، إسكندرية الفقر والمعاناة والعشش التي تنتشر كبثور الأوبئة على جسد المدينة، إسكندرية هبة خميس تختلف كُليًّا عن إسكندرية المنتزه والمعمورة، نحن هنا في إسكندرية المقهورين لا المصطافين، تلك الإسكندرية التي تئد الأحلام في طور التكوّن، لا تحمل ولو طيفًا واحدًا من ملامح إسكندرية كفافيس الكوزموبوليتانية...
تطفو حياة المهمّشين على سطح الحكاية، كموجة عارمة تزيح الخيال القديم، وتعصف بالصور المستقرة في ألبومات الطفولة، فنتعرف إلى أسرة فقيرة تسكن جدرانًا من صفيح، نتصفح يوميّاتهم عبر تقنية تزاوج بين البوليفونية والراوي العليم، وعلى اختلاف الأصوات من حيث الفكر والتجربة، ومع ثبات الراوي الذي يظل وفيًّا لحياديته، يظل الفقر والقهر خيطين رئيسيين يغزلان الأحداث ويمثلان حلقات الوصل والتلاقي. كما عضّدت الكاتبة وحدة نسيجها الروائي بخليط أحسنت جمعه وأرشفته من وقائع وتفاصيل توثّق الفضاء الزمني للسرد، فمنحت للنص مصداقيّة مضافة.
ومساكن الأمريكان مكان حقيقي بنيّ في السبعينيّات بمنحة أمريكية، لكنه تحول تدريجيًّا بيد الإهمال إلى مرتع للفقر والجريمة والدعارة، ولعل المانح أراد حياة كهذه للممنوحين، وكذا الوصيّ على المنحة ووزرائه ومحافظيه غير المحافظين، منطقة حديثة العهد التجأت إليها وفود النازحين غير الميسورين فنبتت بين كل أربعة جدران من الصفيح المتهالك أسرة موهوبة للشقاء.
تبتدئ الحكاية -التي لا تُروى وفق نسق كرونولوجيّ - من بيت سليم وسعاد، ثم تمر على حيوات الأبناء بصوت الراوي العليم، سيد وزهرة أبناء سليم وسعاد، ثم علي، ابن سليم من زوجته الثانية، الذي يغدو أقرب الأبناء إلى قلب سعاد رغم كونه ابن ضرّتها، وهناء زوجة سيد.
اختارت الكاتبة لشخوصها مسارات تؤهلها لنهايات دراميّة منتزعة من جسد الواقع، فما بين الموت أسفل الأنقاض إلى الهروب مرورًا بالانسحاب والضياع تفاوتت أوجه المأساة، بيد أن حكاية بعينها ظلت تلح على فضاء الحكي، ألا وهي حكاية علي، وثيمة العبور التي تجسدت في قصته.
عليٌّ هو الصبي الأجمل بين أبناء سليم، هو ابن الزوجة الثانية المليحة، وربيب الزوجة الدميمة الأولى، ومستقر نظرات الحسد وسهام الغيرة من أقرانه، وأولهم أخوه سيد، وبدرجة أقل أخته زهرة، ثم العالم بأسره. يعيش عليّ حياة يشعر فيها بتميّزه كلما تبلورت نظرات الغيرة والإعجاب في أعين النُظّار، لا يشعر أنه حرّ، كما يعرف أنه لم يختر شيئًا مذ ولد بين أنقاض الصفيح، يحاول أن يكون رجلًا كأقرانه، يبذل جهدًا بغية إرضاء من حوله، لكنه في نهاية الأمر يعجز عن العثور على نفسه كما ترغبها عيون محيطيه.
يقرر عليّ اليتيم العبور في مجتمع اقترنت فيه كلمة العبور بنصر يتيم لم نعرف سواه، يشعر بالراحة في ارتداء ثياب النسوة، وينفر من لحمهن البضّ القابل للعجن والطيّ، يثور على ذكورة فُرضت عليه ويخاطر بالعبور إلى الجانب الآخر من هويّته المترنّحة، بينما المجتمع برمته على أهبة الاستعداد لسحقه، لأنه لم يقنع برجولته، ولأنه تجرّأ على جسده فباشر التحول الفسيولوجيّ إلى امرأة.
وفي نهاية دراميّة أخرى مستمدة من وقائع وحوادث حقيقية على ما أذكر، ينتهي عليّ إلى ضياع سرمدي، يستقر في قاع الحياة حيث لا عابر ينقذه، ولا رغبة لديه في التقاط ما قد يُرمى صوبه من حبال الأمل والنجاة، كأنه حالم آخر آثر الغرق في قعر بير مسعود، لكن عليًّا هبط إلى القاع لا ليبحث عن قروش الحالمين، بل ليتنفس التيه والضياع، والغرق.
يتحول عليّ إلى شبح، شبح غريب يشبه آلاف الأشباح الهائمة في أزقة المحروسة التي لم تتخلص حتى اليوم من توابع الزلزال.. بينما تستسلم بقية الشخوص لمصائر مشابهة وطيوف متنوعة من الضياع، فلا يفرق القارئ بينهم وبين عليّ في شيء، إلا في الاعتراف بالغرق..
أقسى ما في هذه المرويّة الآسرة هو واقعيّتها المفرطة، فلو كانت هذه الجغرافية المكانية من وحي الخيال لكان ضجيجها أقل وطأة وأخفت ضجيجًا، لكن هبة خميس برعت في انتزاع الحكاية من تراب الواقع اللصيق بالأرض، وصاغتها بلغة متميّزة محكمة، تمرر عيني القارئ أمام شريط الحياة من دون أن تملي عليه انطباعًا ولا شعورًا، وتتركه ليكوّن انطباعه، ويجترّ ألمه من دون وصاية...
نص أدبيّ محكم، مؤلم، أحسبه من أفضل النصوص المصرية التي صدرت في السنوات العشر الأخيرة.
تحية وتقدير للكاتبة Heba Khamis
#محمد_سمير_ندا See less
August 18, 2023
إسكندرية مغايرة
في روايتها مساكن الأمريكان، تنقب الكاتبة هبة خميس وتخوض في الوجه الآخر للأسكندرية، الذي لا يعرفه أحد.
عن حياة مساكن الصفيح ومساكن الأمريكان الغائبة عن مشهد الأسكندرية.
من خلال حكاية أربعة شخصيات رئيسية تدور حولهم الحكاية، هناء وعلي وسيد وزهرة. بجانب الأم والأب و
فنتنقل بين عشش الصفيح ومساكن الأمريكان ودار عيسى، لنستمع لحكاياتهم وهمومهم الشخصية.
مابين هاجس هناء بالخلفة، ووجع زهرة بدمامتها ونفور زوجها وحلمها بالطفل القادم، والإزدواجية الجنسية لعلي الأنثى في ثوب ذكر، وشتات سيد الداخلي وضياعه النفسي.
فكيف ستنتقل بهم الأحداث؟
الرواية لا نستطيع القول أنها روية مكان أو رواية أشخاص
الرواية رواية أشخاص في قلب المكان
فجاءت لتعبر عن الإتنين في مزج بديع
تدور في زمن التسعينيات من القرن الماضي، لتزيح الستار عن الوجه الأخر للأسكندرية.
تحدثت فيها
عن مشكلة التحول الجنسي
وأثر التفرقة بين الأبناء
وتحول المدينة في التسعينيات
ودمامة الأنثى ونظرة الآخر لها وأثره في نفسها
أعجبني برغم غياب مشهد البحر والتغني به إلا في مشاهد قليلة، إلا أنها جعلت المشهد الختامي للإخوة الثلاثة " سيد، زهرة، علي" ينتهي عند البحر
كإعلان بأهمية البحر الأكيدة لمدينة مثل الأسكندرية، ونظرة أهلها له بأنه الحامل لعبء ما يثقلهم من هموم، والملجأ الأخير لهم برغم كل شئ.
يعتير فاتحة الرواية والمشهد الختامي متشابهان، فالجلبة المصاحبة لمرور علي في طريقة للبحر مازالت موجودة بسيفه الذي يحدث صريرا على الحوائط، فهو القلق داخلياً، المشوه، كان شاهداً على لحظة تحول المدينة في هذه الفترة وتغير شكلها، مازال يقلق ساكنيها بوجوده
الرواية جميلة جداً، ومختلفة
في روايتها مساكن الأمريكان، تنقب الكاتبة هبة خميس وتخوض في الوجه الآخر للأسكندرية، الذي لا يعرفه أحد.
عن حياة مساكن الصفيح ومساكن الأمريكان الغائبة عن مشهد الأسكندرية.
من خلال حكاية أربعة شخصيات رئيسية تدور حولهم الحكاية، هناء وعلي وسيد وزهرة. بجانب الأم والأب و
فنتنقل بين عشش الصفيح ومساكن الأمريكان ودار عيسى، لنستمع لحكاياتهم وهمومهم الشخصية.
مابين هاجس هناء بالخلفة، ووجع زهرة بدمامتها ونفور زوجها وحلمها بالطفل القادم، والإزدواجية الجنسية لعلي الأنثى في ثوب ذكر، وشتات سيد الداخلي وضياعه النفسي.
فكيف ستنتقل بهم الأحداث؟
الرواية لا نستطيع القول أنها روية مكان أو رواية أشخاص
الرواية رواية أشخاص في قلب المكان
فجاءت لتعبر عن الإتنين في مزج بديع
تدور في زمن التسعينيات من القرن الماضي، لتزيح الستار عن الوجه الأخر للأسكندرية.
تحدثت فيها
عن مشكلة التحول الجنسي
وأثر التفرقة بين الأبناء
وتحول المدينة في التسعينيات
ودمامة الأنثى ونظرة الآخر لها وأثره في نفسها
أعجبني برغم غياب مشهد البحر والتغني به إلا في مشاهد قليلة، إلا أنها جعلت المشهد الختامي للإخوة الثلاثة " سيد، زهرة، علي" ينتهي عند البحر
كإعلان بأهمية البحر الأكيدة لمدينة مثل الأسكندرية، ونظرة أهلها له بأنه الحامل لعبء ما يثقلهم من هموم، والملجأ الأخير لهم برغم كل شئ.
يعتير فاتحة الرواية والمشهد الختامي متشابهان، فالجلبة المصاحبة لمرور علي في طريقة للبحر مازالت موجودة بسيفه الذي يحدث صريرا على الحوائط، فهو القلق داخلياً، المشوه، كان شاهداً على لحظة تحول المدينة في هذه الفترة وتغير شكلها، مازال يقلق ساكنيها بوجوده
الرواية جميلة جداً، ومختلفة
June 26, 2022
انا دخلت العشش الصفيح و شميت ريحة البتنجان المقلي و سمعت صوت المطر على السقف ولمست ركام اسكندرية بين السطور
الرواية جميلة وقصيرة وحسية أوي
علي والامه وندوبه كانت النسيج اللي جمع بينهم كلهم.
وشرحت المجتمع كله وكشفته جزء جزء.
"رواية إنسانية معنية بالمكان "المدينة
الرواية جميلة وقصيرة وحسية أوي
علي والامه وندوبه كانت النسيج اللي جمع بينهم كلهم.
وشرحت المجتمع كله وكشفته جزء جزء.
"رواية إنسانية معنية بالمكان "المدينة
February 21, 2022
عمل متكامل ومؤلم!
December 24, 2024
كتاب جميل جدا اكنه لوحة فنية، من زمان ماستمتعتش بكتاب بالشكل دا، من الكتب اللي ماتنسهاش ولا تنسى تفاصيل شخصياتها حتى بعد سنين.
November 22, 2021
استطاعت هبة خميس عبر سبعة شخصيات مركبة أن تنقل عالماً جديداً للقارىء عن اسكندرية الكليشيه التي تصورها مسلسلات التسعينات ، مدينة غير تلك التي نعرفها ، تصارع شخوص الرواية عوالمهم الداخلية تنسج خيوطاً لعالم وهمي يتخذ من أرض الامريكان مكاناً في خط جغرافي رفيع يفصل بين فيلات البحر وكانتونات من الصفيح يداهم قاطنيها خطر المحو، سعيد للغاية بالرواية واظن أن الكاتبة اضافة للأدب السكندري
June 12, 2023
رواية مساكن الأمريكان "بين نستولوجيا المكان وأحلام لا تتسع لأمكنه قاطنيها".🌹
هذا المعمار الصغير الذي أخذ من المدينة عزلته ، يأخذ منحنى آخر عن تعريفة بهويته ويضيق على أحلام قاطنيه أخذ شكلا آخر في الفن ليشكل معمار يتسع لأحلام قاطنيه التي لم تستطع أن تأخذ مكانا في حلم المدينة الكبير.
ففي رواية مساكن الأمريكان للكاتبة هبة خميس والصادرة عن دار الشروق، تكون أمام تحد صعب لتكتب عن مدينة داخل مدينة تعيد تعريف مسماها من جديد .
مساكن الأمريكان التي يعرفها القليل من السكندرين ، مكان لا يمكن أن يطلق عليه لفظ "المدينة" لإتساعة فهو أقل من تلك المفردة الضخمة، ولكن يمكن أن يطلق عليه ذلك المسمى كمجاز على إستقلالة عن المدينة الذي لا يحتاج مسماها إلى تعريف.
المكان الذي تم بناؤه بمعونة أمريكية ومنها اتخذ كنيته لم يصمد أمام بيئة الفقر والجوع والجهل لتكون _ بذرة _ الخلق التي بنت بها الكاتبة شخوصها بين السلطة الذكورية _ والقضية الجندرية، مستعينة بتاريخ المدينة الكبرى في فترة التسعينات وبداية الألفية الجديدة لسير شخصياتها بأمكنتها الضيقة بين فيلل دار عيسى وبلوكات الأكشاك الخشبية وعشش الصفيح المتلاصقة؛ ليهيمن عليها طابع المدينة العشوائي.
بين فيلل دار عيسى وعشش الصفيح تقطن رغبات شعب تحت اسقف محطمة ومقيدة بجهل ذكر سلطوي يبحث عن ملئ رغباته رغم فقرة، ويقضي وجباته بكل رتابة يتمثل في شخصية سليم زوج سعاد بعد أن طغى عليها التعب وانطفئ نور جمالها في معاشرته ليتخذ زوجة ثانية تقيد حياة الأولى وتكون لها الأفضلية في الحقوق، ويحولها من زوجة تحملت رتابتة إلي خادمة للجسد الذي يسد حاجته.
تأخذ الزوجة الثانية الإهتمام الأكبر في حياة سليم خاصة حين يتكور بطنها في المولود الأول لتسخر سعاد كخادمة وليست كزوجة ويكون الأحب لسليم عن أولاده من سعاد ولكن سرعان ما يتحول ذلك الإهتمام بهذا الطفل إلي سعاد بعد موت الزوجة الجديدة في حادث الزلزال الذي أصاب المدينة .
هنا للمفارقة يكون علي إبن الزوجة الأخرى لسليم أحب الأبناء إلى سعاد بعد وفات والدته، احتضنته وهو صغير ولم تشعرة بالفقد ، تربى بين أحضان سعاد وابنتها زهرة التي كان لها النصيب الأكبر بعد ذلك في حياة علي الذي أخذت وسامته والإهتمام به منحنى آخر في حياته وبدلاً من أن يكون احتواءة سببا في طفولة هادئة إلى هلاكه فيما بعد .
لم تشكل وسامة علي في حياة سيد الغيرة من أخيه عكس ملامحه وتصرفاته الأنثوية واضراب هويته الجندرية بعد ذلك، لكن نفس الإستياء الذي أصاب سيد هو نفسه الذي أصاب علي من نفسه أيضاً، فلا هو قادر على أن يعامل معاملة الذكر بمنظور فحولة الملامح وخشونتها إلا أن التربية والمعامله التي حظى بها علي لم تكن في صالحة، فكل الظروف ضده ليكون سويا !
تكمن براعة السرد والكتابة المكثفة في رواية مساكن الأمريكان هي مدى تمكن الكاتبة من الصوت السردي في النص فأكثر ما يهيمن على سردية الرواية هو الشخصيات الذكورية والتي نجحت فية الكاتبة التعبير عن شخصية مثل علي ( العابر جنسياً ) وشخصية سيد وسليم برتابتهم وبرودة حياتهم .
هبة خميس من أفضل أكتشافات السنة على الرغم إني اتأخرت في قراءة إلا إنها كانت في الوقت المناسب 😬🥰
هذا المعمار الصغير الذي أخذ من المدينة عزلته ، يأخذ منحنى آخر عن تعريفة بهويته ويضيق على أحلام قاطنيه أخذ شكلا آخر في الفن ليشكل معمار يتسع لأحلام قاطنيه التي لم تستطع أن تأخذ مكانا في حلم المدينة الكبير.
ففي رواية مساكن الأمريكان للكاتبة هبة خميس والصادرة عن دار الشروق، تكون أمام تحد صعب لتكتب عن مدينة داخل مدينة تعيد تعريف مسماها من جديد .
مساكن الأمريكان التي يعرفها القليل من السكندرين ، مكان لا يمكن أن يطلق عليه لفظ "المدينة" لإتساعة فهو أقل من تلك المفردة الضخمة، ولكن يمكن أن يطلق عليه ذلك المسمى كمجاز على إستقلالة عن المدينة الذي لا يحتاج مسماها إلى تعريف.
المكان الذي تم بناؤه بمعونة أمريكية ومنها اتخذ كنيته لم يصمد أمام بيئة الفقر والجوع والجهل لتكون _ بذرة _ الخلق التي بنت بها الكاتبة شخوصها بين السلطة الذكورية _ والقضية الجندرية، مستعينة بتاريخ المدينة الكبرى في فترة التسعينات وبداية الألفية الجديدة لسير شخصياتها بأمكنتها الضيقة بين فيلل دار عيسى وبلوكات الأكشاك الخشبية وعشش الصفيح المتلاصقة؛ ليهيمن عليها طابع المدينة العشوائي.
بين فيلل دار عيسى وعشش الصفيح تقطن رغبات شعب تحت اسقف محطمة ومقيدة بجهل ذكر سلطوي يبحث عن ملئ رغباته رغم فقرة، ويقضي وجباته بكل رتابة يتمثل في شخصية سليم زوج سعاد بعد أن طغى عليها التعب وانطفئ نور جمالها في معاشرته ليتخذ زوجة ثانية تقيد حياة الأولى وتكون لها الأفضلية في الحقوق، ويحولها من زوجة تحملت رتابتة إلي خادمة للجسد الذي يسد حاجته.
تأخذ الزوجة الثانية الإهتمام الأكبر في حياة سليم خاصة حين يتكور بطنها في المولود الأول لتسخر سعاد كخادمة وليست كزوجة ويكون الأحب لسليم عن أولاده من سعاد ولكن سرعان ما يتحول ذلك الإهتمام بهذا الطفل إلي سعاد بعد موت الزوجة الجديدة في حادث الزلزال الذي أصاب المدينة .
هنا للمفارقة يكون علي إبن الزوجة الأخرى لسليم أحب الأبناء إلى سعاد بعد وفات والدته، احتضنته وهو صغير ولم تشعرة بالفقد ، تربى بين أحضان سعاد وابنتها زهرة التي كان لها النصيب الأكبر بعد ذلك في حياة علي الذي أخذت وسامته والإهتمام به منحنى آخر في حياته وبدلاً من أن يكون احتواءة سببا في طفولة هادئة إلى هلاكه فيما بعد .
لم تشكل وسامة علي في حياة سيد الغيرة من أخيه عكس ملامحه وتصرفاته الأنثوية واضراب هويته الجندرية بعد ذلك، لكن نفس الإستياء الذي أصاب سيد هو نفسه الذي أصاب علي من نفسه أيضاً، فلا هو قادر على أن يعامل معاملة الذكر بمنظور فحولة الملامح وخشونتها إلا أن التربية والمعامله التي حظى بها علي لم تكن في صالحة، فكل الظروف ضده ليكون سويا !
تكمن براعة السرد والكتابة المكثفة في رواية مساكن الأمريكان هي مدى تمكن الكاتبة من الصوت السردي في النص فأكثر ما يهيمن على سردية الرواية هو الشخصيات الذكورية والتي نجحت فية الكاتبة التعبير عن شخصية مثل علي ( العابر جنسياً ) وشخصية سيد وسليم برتابتهم وبرودة حياتهم .
هبة خميس من أفضل أكتشافات السنة على الرغم إني اتأخرت في قراءة إلا إنها كانت في الوقت المناسب 😬🥰
November 1, 2021
رواية واقعية من الدرجة الأولى, حتى أحلام أبطالها مرتبطة بالواقع البائس الذي يعيشون به. هناك بعض الروايات عندما تقرأ بعض فقراتها يقشعر بدنك, وتلك هي احداهم. التناول الجرئ لشخصية المتحول جنسيا في التسعينيات في منطقة عشوائية, والكلام عن اسكندرية ما قبل توسيع الكورنيش وأحيائها الشعبية, مش من الحاجات اللي قريت عنها كتير. كنت بكتشف المناطق مع وجود أبطالها المهمشين اللي سرحت في تخيل كل حد منهم كشخص حقيقي, ويمكن بسبب الفرق الاجتماعي بين أغلبية قراء الرواية والشخصيات اللي فيها يسبب صدمة للي بيقرا ويفتكر أن المؤلفة تمادت في استخدام خيالها. لكن الحقيقة أنه لا للأسف.
استمتعت بالجزء الثاني أكثر بكتير من الأول, وكنت أتمنى أنه يكون أطول. يمكن برضه اللغة الخبرية للمؤلفة في البداية أزعجتني شوية, لكن لما خلصت وفكرت لو كانت استخدمت لغة تانية يمكن مكنتش هقدر أكمل قراية من صدمتي بالواقع المرير, فيمكن أفضل اختيار كان تلك اللغة.
عمل يستحق القراية...
October 21, 2022
اعجبتني جداً. اعجبتني المسافة اللي تناولت خلالها الكاتبة الشخصيات وان افعالهم اليومية والمواقف اللي بتمر عادي بتخلق كيان الشخصيات دي وشكل انسياقهم في الحياة اليومية مش انسياق الحياة اليومية لاحلامهم. جزء مهم جداً من الواقع. كنت بس عاوزة اشوف علي اكتر لأنه الشخصية الوحيدة في نظري اللي سعت للي عاوزاه ضدد التيار العام وكنت حابة اشوف عن نهايته تفاصيل اكتر تكافئ كل المعاناة اللي عاناها من لفظ المدينة بأكملها- من وجهة نظره- له.
عمل مختلف، انصح بقراءته.
عمل مختلف، انصح بقراءته.
September 29, 2022
#ريفيوهات
" مساكن الأمريكان......عشوائيات البشر والحجر"
في الوعي الجمعي لدينا حينما نسمع عن المناطق الشعبية أو العشوائيات بالتحديد نتأرجح بين الجو العام المليء بالقذارة أو الشجارات التي لا تنفض فضلا عن باعة المخدرات أو الشحاذين المقهورين لأجل لقمة يسيرة إلى آخره من تلك المظاهر المنفرة، وبين المنطقة المحلاة بصفات المروءة والإيثار "الجدعنة والشهامة" إلى آخره كذلك، وبين الناحيتين -اللذين لا يعبرا عن الحقيقة إلا جزءا خجولا يزيد الأدرينالين للمشاهد أو يكتفي بتسليته- لا نرى قاطني هذه الأحياء بصراعاتهم وتقلبات أنفسهم وزمانهم وأحلامهم المستترة داخل روتين ظاهر للجميع بأنهم مستورون والجواب يظهر من عنوانه" يشبه نظرة المذيع في حكاية أم صباح بمجموعة تحت السرير للكاتبة إيناس حليم"، ولكن هذه الرواية تتفق مع بعض الروايات الأخرى في كشف ما خفي من العنوان.
--الفاعل مفعول به "على خطى الإيذاء"
بالنظر لشخصيات الرواية المقسمة على جزئين، نرى بوضوح كيفية تحرك الشخصيات وامتلائها بالمشاعر تجاه بعضها، نراهم مجملا "بما فيهم سعاد وعلي وهناء" مجرد ردود فعل لا لوم عليها، بل من غير هذا الأذى "كما يصنع علي في يديه بالموسى أو شعور سيد بالاختناق من زوجته أو من علي" لا يعتقد أن يعيشون يوما آخر، أو يعتبر يومهم مشطوبا، وبهذه النظرة نرى أن الإنسان في هذه البقعة مسير يتقبل الأذى من يومه بصدر رحب.
- لكن إن نظرنا إلى سعاد بمقارنة -ربما تكون غريبة- مع قابيل صاحب الجر.يمة الإنسانية الأولى نجدهما في بداية الأمر جبلا على أشياء وفق ظروف الحال " كما جبل آدم وذريته وكالعرض المهين من الأخ للزواج نتيجة الفقر أو جرها في القطار" إلى وقوع صدمة تهز العقل"جمال أخت قابيل وزوجة سليم الثانية" ووفق تراكمات جمعت على العقل "كما يجمع العفن على الرصيف وفق تصور سليم" ومع الوسواس، يحتار العقل بين سبيلين إما الرضا والتسليم بكونه رد فعل أو صنع فعل لا يدري أيقع تحته أم يرفعه.
-ورغم اختلاف مقدار القوة "والتي حركت قابيل" اتفقا على مصير واحد، فلا يختلف ما صنعته سعاد في محو شخصيتي ابنائها "سيد وزهرة" بل وقت.لها بذكر الدمامة الموروثة أو عدم مراعاة المشاعر الخاصة بهم على حساب علي وملاحته، بل علي هو الآخر أصابه أذاها فاستغلت شتاته الجنسي بالإخفاء أو رمي التهمة، فصاروا شخوصا ميتة وباءت كما باء قابيل بالإثم.
-وفي الجزء الثاني لا نجد علي يحل محل زوجة أبيه، فهو كما قلنا رد فعل ميت، لكن مرضه وشتاته وتدليل زوجة أبيه وإنصافها تحولا لطاقة رعدته الأخيرة والتي تكفي بأن ينظر سيد للشقة الفارغة حذرا عندما يجد صورة علي في التلفزيون أو يخفي خبره عن هناء زوجته وفضلا عن كون تلك الرعدة تصيب نفسه أولا قبل اخوته
--حرية على حبل غليظ
- بالتقارب مع بورتريهات الكاتبة إيناس حليم "حكاية سلم خشب" والرواية يتضح الشيء المشترك وهو حلم البراح، يعني أن كل الشخصيات "كما يحلم الحارس بأن يتخلى عن برجه" تتباين في حلم حريتها وراحتها بعيدا عما ينغصها والتي تمثل النهايات السعيدة لمسيرة الشقاء لهم، كسيد الذي يحلم بأن ينتهي العالم إلا من أخته وزوجته، وعلي الذي يحلم بالابتعاد عن المساكن، فضلا عن وجود شخصيات تتواضع بأحلامها لتتكيف مع واقعها، كزهرة التي تتمنى وضعها بسلام، وهناء التي تتمنى الإنجاب، أحلام بلا شك لكنها لا تعدو قدرها إذ أنها لا تنافس الروتين اليومي "عد سيد لخطواته ووصفات هناء اليومية" ولا تنفذ من متاهة الحياة "كمتاهة عزبة الصفيح"
- ولكن مع أول ضربة معول "صدمة" ينكشف الواقع بمرارته، وبفضل الذاكرة التي أجادت وصفها الكاتبة والتي تنفتح بمجرد السماع أو الشم، تصير تلك الشخصيات معلقة بين الواقع بأحكامه والأحلام التي تتهاوى، وبما أن بمقدار التطلع تكون كلفة الواقع، تتفاوت مصائر الشخصيات من هرب مؤقت كزهرة وهناء لانهيار عصبي وصدمة دائمة لعلي، إلى لا مبالاة وراحة كسيد .
--صورة كاملة "روابط"
-لو مزجنا تلك الرواية مع رواية بنات الباشا للكاتبة نورا ناجي "بالتحديد في شخصية منى وفلك وفي الصراع بين القديم بأصالته صاحبة الذكرى والحديث بالمباني الخرسانية المرصوصة" نرى صورة متحركة تصف ما آل إليه حال المدينة كما نرى في الوصف المتتابع في الرواية إلى وصف منى في الرواية الأخرى، ونرى أيضا صورة تناقش الميول والشتات المحيط بمنى وعلي على سواء بدون ابتذال، وكذلك رؤية تمزج فلك ومنى في جسم علي بكونه ناتج من مزج الدلال بالقسوة، إلا أن في حالته وسقوطه في واقعه لم يجد نادية تصنع له أملا، وهذا مكمل الصورة.
" مساكن الأمريكان......عشوائيات البشر والحجر"
في الوعي الجمعي لدينا حينما نسمع عن المناطق الشعبية أو العشوائيات بالتحديد نتأرجح بين الجو العام المليء بالقذارة أو الشجارات التي لا تنفض فضلا عن باعة المخدرات أو الشحاذين المقهورين لأجل لقمة يسيرة إلى آخره من تلك المظاهر المنفرة، وبين المنطقة المحلاة بصفات المروءة والإيثار "الجدعنة والشهامة" إلى آخره كذلك، وبين الناحيتين -اللذين لا يعبرا عن الحقيقة إلا جزءا خجولا يزيد الأدرينالين للمشاهد أو يكتفي بتسليته- لا نرى قاطني هذه الأحياء بصراعاتهم وتقلبات أنفسهم وزمانهم وأحلامهم المستترة داخل روتين ظاهر للجميع بأنهم مستورون والجواب يظهر من عنوانه" يشبه نظرة المذيع في حكاية أم صباح بمجموعة تحت السرير للكاتبة إيناس حليم"، ولكن هذه الرواية تتفق مع بعض الروايات الأخرى في كشف ما خفي من العنوان.
--الفاعل مفعول به "على خطى الإيذاء"
بالنظر لشخصيات الرواية المقسمة على جزئين، نرى بوضوح كيفية تحرك الشخصيات وامتلائها بالمشاعر تجاه بعضها، نراهم مجملا "بما فيهم سعاد وعلي وهناء" مجرد ردود فعل لا لوم عليها، بل من غير هذا الأذى "كما يصنع علي في يديه بالموسى أو شعور سيد بالاختناق من زوجته أو من علي" لا يعتقد أن يعيشون يوما آخر، أو يعتبر يومهم مشطوبا، وبهذه النظرة نرى أن الإنسان في هذه البقعة مسير يتقبل الأذى من يومه بصدر رحب.
- لكن إن نظرنا إلى سعاد بمقارنة -ربما تكون غريبة- مع قابيل صاحب الجر.يمة الإنسانية الأولى نجدهما في بداية الأمر جبلا على أشياء وفق ظروف الحال " كما جبل آدم وذريته وكالعرض المهين من الأخ للزواج نتيجة الفقر أو جرها في القطار" إلى وقوع صدمة تهز العقل"جمال أخت قابيل وزوجة سليم الثانية" ووفق تراكمات جمعت على العقل "كما يجمع العفن على الرصيف وفق تصور سليم" ومع الوسواس، يحتار العقل بين سبيلين إما الرضا والتسليم بكونه رد فعل أو صنع فعل لا يدري أيقع تحته أم يرفعه.
-ورغم اختلاف مقدار القوة "والتي حركت قابيل" اتفقا على مصير واحد، فلا يختلف ما صنعته سعاد في محو شخصيتي ابنائها "سيد وزهرة" بل وقت.لها بذكر الدمامة الموروثة أو عدم مراعاة المشاعر الخاصة بهم على حساب علي وملاحته، بل علي هو الآخر أصابه أذاها فاستغلت شتاته الجنسي بالإخفاء أو رمي التهمة، فصاروا شخوصا ميتة وباءت كما باء قابيل بالإثم.
-وفي الجزء الثاني لا نجد علي يحل محل زوجة أبيه، فهو كما قلنا رد فعل ميت، لكن مرضه وشتاته وتدليل زوجة أبيه وإنصافها تحولا لطاقة رعدته الأخيرة والتي تكفي بأن ينظر سيد للشقة الفارغة حذرا عندما يجد صورة علي في التلفزيون أو يخفي خبره عن هناء زوجته وفضلا عن كون تلك الرعدة تصيب نفسه أولا قبل اخوته
--حرية على حبل غليظ
- بالتقارب مع بورتريهات الكاتبة إيناس حليم "حكاية سلم خشب" والرواية يتضح الشيء المشترك وهو حلم البراح، يعني أن كل الشخصيات "كما يحلم الحارس بأن يتخلى عن برجه" تتباين في حلم حريتها وراحتها بعيدا عما ينغصها والتي تمثل النهايات السعيدة لمسيرة الشقاء لهم، كسيد الذي يحلم بأن ينتهي العالم إلا من أخته وزوجته، وعلي الذي يحلم بالابتعاد عن المساكن، فضلا عن وجود شخصيات تتواضع بأحلامها لتتكيف مع واقعها، كزهرة التي تتمنى وضعها بسلام، وهناء التي تتمنى الإنجاب، أحلام بلا شك لكنها لا تعدو قدرها إذ أنها لا تنافس الروتين اليومي "عد سيد لخطواته ووصفات هناء اليومية" ولا تنفذ من متاهة الحياة "كمتاهة عزبة الصفيح"
- ولكن مع أول ضربة معول "صدمة" ينكشف الواقع بمرارته، وبفضل الذاكرة التي أجادت وصفها الكاتبة والتي تنفتح بمجرد السماع أو الشم، تصير تلك الشخصيات معلقة بين الواقع بأحكامه والأحلام التي تتهاوى، وبما أن بمقدار التطلع تكون كلفة الواقع، تتفاوت مصائر الشخصيات من هرب مؤقت كزهرة وهناء لانهيار عصبي وصدمة دائمة لعلي، إلى لا مبالاة وراحة كسيد .
--صورة كاملة "روابط"
-لو مزجنا تلك الرواية مع رواية بنات الباشا للكاتبة نورا ناجي "بالتحديد في شخصية منى وفلك وفي الصراع بين القديم بأصالته صاحبة الذكرى والحديث بالمباني الخرسانية المرصوصة" نرى صورة متحركة تصف ما آل إليه حال المدينة كما نرى في الوصف المتتابع في الرواية إلى وصف منى في الرواية الأخرى، ونرى أيضا صورة تناقش الميول والشتات المحيط بمنى وعلي على سواء بدون ابتذال، وكذلك رؤية تمزج فلك ومنى في جسم علي بكونه ناتج من مزج الدلال بالقسوة، إلا أن في حالته وسقوطه في واقعه لم يجد نادية تصنع له أملا، وهذا مكمل الصورة.
February 5, 2023
You know Cocktails and Camels? Now that’s the antidote of that… the “anti christ” 😸
It’s the story of the ostracized whose story is buried under the wrecks. I think the brilliance of this book comes from the “details” which took me back to the city I’ve been away from for about four years now. It took me back and gave me rapid flashbacks of the scenes and sounds and smells that I was so familiar with.
Aly, a transgender and a masochist, is stifled with all the judgments and rejection he faces, so he meets his fate in Beer Masoud. Sayed and Hanaa suffer from infertility and their dull lackluster married life until she one day walks away leaving him behind feeling completely numb and void. Zahra, the sister inflicted by bad luck and plain looks, is threatened to be homeless due to the “improvements” the new governor wants to introduce to the city. It’s an Alexandrian “Le Miserable” with the sea waves trickling in the background.
It’s the “counter” narrative of the city.
It’s the story of the ostracized whose story is buried under the wrecks. I think the brilliance of this book comes from the “details” which took me back to the city I’ve been away from for about four years now. It took me back and gave me rapid flashbacks of the scenes and sounds and smells that I was so familiar with.
Aly, a transgender and a masochist, is stifled with all the judgments and rejection he faces, so he meets his fate in Beer Masoud. Sayed and Hanaa suffer from infertility and their dull lackluster married life until she one day walks away leaving him behind feeling completely numb and void. Zahra, the sister inflicted by bad luck and plain looks, is threatened to be homeless due to the “improvements” the new governor wants to introduce to the city. It’s an Alexandrian “Le Miserable” with the sea waves trickling in the background.
It’s the “counter” narrative of the city.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Displaying 1 - 30 of 41 reviews