لقد عودنا فضيلة الشيخ والمفكر الإسلامي الكبير، أنه صاحب قولة الحق مهما كانت مرارتها رغبة في إيقاظ الأمة ودفع البلاء.. من هذا المنطلق يعرض علينا فضيلته ما آل إليه حال العرب والمسلمين، محددًا وموضحًا السر وراء هذا التأخر.. فمن تباعد المسلمين عن معرفة وفهم توجيهات دينهم في ميادين السياسة والاقتصاد وعلوم مجتمعهم، إلي فقدان العبادات لروحها وسقوط الأخلاق من علي عرشها، إلي انتشار العصبيات وتأثيرها العنيف علي الدعوة الإسلامية، إلي جانب محاولات النفخ في الرماد من خارج العالم الإسلامي، بهدف تحقيق وترسيخ هذا التأخر والتخلف عن سائر الأمم؛ مما أدي إلي ضياع أجيال ضحية هذا العجز.. في هذا العمل يواصل المفكر الإسلامي استعراض أسباب التخلف وطرق اجتنابها والقضاء عليها.
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.
يتبين للقارئ مدى الحرقة والغضب الشديد الذي كان يعيشه الكاتب لدى كتابته فصول هذا الكتاب .. عند وصولي إلى نصف الكتاب كنت مشحونة بطاقة سلبية كبيرة ،، ناقمة على الوضع الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي لمجتمعاتنا العربية والإسلامية.
لكن مع وصولي إلى نهاية الكتاب .. تحولت الطاقة السلبية إلى شعور كبير بالرغبة في المساهمة لتغيير هذا الوضع والواقع المرير.. وهذا ما قصده الغزالي من كتابه .. نتمنى أن نكون جميعاً ممن يساهم في هذا التغيير الإيجابي وأن نستفيد من الأسرار التي ذكرها الغزالي في تأخرنا كعرب ومسلمين وأن نحول حرقتنا إلى أعمال وأفعال :)
, أحمد الله كثيراا أن هداني لقراءة مثل هذا الكتاب فقد كان هذا لقائي الأول بمؤلفات الإمام محمد الغزالي رحمه الله و قد وجدتنى والله أمام عملاق فذ غزير العلم عميق الفهم نافذ البصيرة , يرى الأولويات و يرتبها حسب قدرها من الأهمية و الخطوة ناظرا للصورة العامة و الكاملة للإسلام و رسالته و أستاذا مبجّلا عارفا بأساليب التربية و فنونها و واجباتها فرحمه الله من عالم و طيّب ثراه من ناصح راشد و نفعنا الله بعلمه و جعله فى ميزان حسناته يوم يلقاه و لعل الله يمن علينا بمن هو مثله فيوضح و يبين و يفصل و يكتب و يقود التائهين إلى طرق النجاح و الفلاح , و قد إرتأيتُ حين بدأت فى القراءة أننى أمام كتاب على الرغم من صغر حجمه إلا أنه مهم جدا عظيم الفائدة رائع الأثر لا ينبغى أن يُقرأ ثم يُترك فآليتُ على نفسي أنه ما أنتهى من قراءة كل فصل إلا و أكتب بإختصار الدرس المستفاد من هذا الفصل أو ما علق فى ذهني منه حتى أستفيد أكبر إستفادة ممكنة من هذة القراءة التى أحسب أنها من أهم قراءاتى هذا العام , و قد جمعت هذة الملاحظات التى دونتها أثناء القراءة و وضعتها على هيئة مراجعة لهذا الكتاب لعل أحد الأصدقاء يقرأها فتعطيه فكرة عامة عن مضمون الكتاب و إن كانت لا تُغنى أبدا عن قراءته فأن أصف لك البئر لا يُغنيك أبدا عن أن ترد إليه و تنهل من مائه الصافي والله من وراء القصد و هو يهدى السبيل .
بدأ الشيخ رحمه الله كتابه بالحديث عن بداية السقوط و أسبابه لدى العرب و المسلمين فتحدث عن أنه بعد أن كان ثوب الخلافة الراشدة الأبيض الرائع هو المسيطر على مقاليد الحكم و مرت فيه على الأمة الإسلامية فترة هى أزهى فتراتها على الإطلاق و أجمل صورة رُسمت للحكم الإسلامى بعد النبوة إلا أن العرب –بعد أن إنطفأ قنديل الخلافة الراشدة- عادوا إلى ما كان منهم سابقا من الإعتداد بالأنساب و القبيلة العربية فأدى ذلك إلى استبداد الحكم و سقوط القدرة على الحكم من معايير اختيار الحاكم و بالتالى سقوطها من كل المناصب بالتدريج فأصبحنا نرى المحاباة و التملق و فى النهاية وصلت الأمور إلى إطلاق اليد فى المال العام (خلافة غير راشدة) و يقصد الشيخ هنا أواخر الأموية و العباسية و العثمانية .
ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى داء آخر و هو تقاليد الجاهلية التى حلت محل التقاليد الإسلامية فمنها تجهيل و إزدراء المرأة –و الإسلام من هذا الظلم براء- و ما عانته المرأة و مازالت تعانيه من هذة التقاليد الفاسدة فتارة منعها من التعليم و تارة منعها من الصلاة فى المسجد و تارة لا ترى أحد ولا يراها أحد و الموال طويل فى العذابات التى قاستها المرأة نتيجة تلك التقاليد الجاهلية , و ينتقل الشيخ بعد بيان هذة المظالم إلى الحل لها فيرى أن الحل هو فى غربلة التقاليد و التمسك فقط بتلك التى تنتمى للدين و على حسب درجة إرتباطها بالدين يكون التمسك بها .
ثم انتقل إلى قضايا أخرى معاصرة تحتاج إلى تفكير عميق و إجتهاد جديد مثل قضايا الحكم و تحدث عن النظر إلى التجارب السابقة فنأخذ منها المنافع و نترك المضار .
ثم تحدث عن أثر الصراع على السلطة الذى تحدث عنه آنفا و أثره على إهمال الدعوة للإسلام و يقصد بها الدعوة المؤسسية أو أجهزة الدعوة الرسمية بغض النظر عن الدعوة الفردية و دعوة التجار و العلماء , و قد بدأ هذا الصراع و هذا الإهمال فى عهد الأمويين ثم العباسيين ثم العثمانيين (الأتراك) الذين رفضوا أن يتعربوا أو أن يستعينوا بالعلماء العرب لنشر الإسلام .
و انتقل بعدها للحديث عن قصور الحكام فى الإهتمام بالعلم و تنقيحه و ما يصل إلى العامة فبعد أن كان الخلفاء الراشدين يراقبون عن كثب العلم و المتحدثين به و وعاظ المساجد و إبعاد الجهال منهم و ترك المجال للعلماء الحقيقيين نجد أنه فى تلك العصور بدأ يصل بعض العلم المغلوط إلى العامة بالإضافة إلى بدء حركة التخلي عن الأصول التى نملكها و التوجه إلى ترجمة الفلسفة الأجنبية و العلم الأجنبي الذي يتميز بفقدانه للمعنى الروحى و الإضطراب فى الوسائل و الغايات و ظهور منهج العلم من أجل العلم و الثقافة من أجل الثقافة , و تحدث الشيخ عن أن الإسلام وحده فقط يمكن أن يقدم للعالم أغلى هدية و هي المعنى الروحي .
ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن العلم المغشوش و يقصد به اتجاه بعض الجماعات المعاصرة إلى التمسك برأى واحد و التعصب له بدعوى السلفية و اتباع السلف فى حين أنهم يضيقون الواسع و ينكرون باقى الآراء على ما قد يكون لها من الصحة و على ما قد يعترى آراءهم من الخطأ و أورثهم ذلك قصورا فى النظرة الشاملة العامة لمضمون الإسلام و روحه و حصرها فى مجرد ظاهريات كتقصير الثوب و إطالة اللحية و استخدام السواك و لا ينكر الشيخ عليهم أهمية هذة الأمور فهي من الدين و لكنها ليست هى كل الدين و بالطبع هى ليست لب الدين .
ثم تحدث عن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحلى به كل مسلم من الإيمان و عدّدها فى ثمانية عناصر هى : 1-خشية الله 2-رجاء الله 3 . 4- الصبر و الشكر 5-توفير الأسباب 6-حب الله 7-ذكر الله 8-التوبة
ثم تحدث عن دور القيادة و الحكم فى تهيئة بيئة مناسبة لحياة المسلم و ضبط جانبها الأخلاقي و الإجتماعى و أكّد على ضرورة أن تتبنى القيادة هذة المهمة و ألا تتركها لمهمة الأفراد أو للصدفة فهذا أحفظ لها و أكثر فائدة و نفع للأمة بأكملها على أن يكون أمرها لأفراد قد يوجدوا فى وقت ولا يوجدوا فى وقت آخر .
و تحدث عن أهمية الأخذ بالعلوم الدنياوية كأهمية الأخذ بالعلوم الدينية , فإن الإسلام دين و دنيا , و بدون العلوم الدنياوية يأخذنا أعداؤنا من حيث لا ندري و يهزموننا مع أن الحق فى أيدينا و لكن لأننا فرطنا فى العلم الذي نتمكن به من صنع سلاح نرد به كيدهم و تحدث عن أثر تركنا لهذة العلوم و عدم إبداعنا فيها و تسبب ذلك فى نظر الأمم المتقدمة لنا نظرة إستخفاف و استهتار و سقطت هيبتنا من نفوسهم و تجرأوا علينا و على أراضينا بل و على ديننا , و جعل الشيخ تعلم العلوم الدنياوية فرض و تركها ذنب و قد قال على حد تعبيره :
" إن كل علم يطوى مسافة هذا التخلف هو من أركان الدين و فرائض العبادات العينية و الكفائية و هو أولى من نوافل العبادة و مسائل الخلاف التى برع فيها الفارغون و اشتغل بها المتنطعون " .
ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى مجال أوسع و هو دور الأمة فى نقل رسالة الإسلام العالمية إلى سائر البشر , و بيّن أن صحابة الرسول رضوان الله عليهم قاموا بهذة المهمة على الوجه الأكمل ثم تابع التبليغ من بعدهم رجال أفاضل ساروا على نهجهم و لكن بمرور الزمن قلّ الرجال و تبدل المنهج و تشوهت رسالة الإسلام الطاهرة سواء من المعادين لها أو الناقلين لها بقلة علمهم و سوء تبليغهم , و بيّن الشيخ أن مهمة تبليغ هذة الرسالة العالمية تقع على عاتق العلماء الأفاضل الذين ينبغى عليهم أن يرفعوا شعلة الإسلام النيرة ليستضيئ بها الواقعون فى ظلام الجهل و الخرافة و الديانات الفاسدة , و أن هناك شروط ينبغى توفرها فيمن يبلغون الدعوة لأن هناك أنصاف علماء قرأوا قراءات مبتورة فأضروا أنفسهم و أضروا غيرهم بل و أضروا الإسلام بنقص علمهم و عدم رسوخ أقدامهم .
ثم انتقل الشيخ للحديث عن التدليس الموجود فى المناهج التعليمية المقررة لبعض الدول الإسلامية و بيان ما فيها من أخطاء مقصودة أو غير مقصودة إلا أن ضررها ثابت حاصل على كل حال , و انتقل بعدها للحديث عن أكبر آثار هذا الخلل فى المناهج و هو موجة الإلحاد التى شاعت فى المجتمعات الإسلامية و أننا بأيدينا سمحنا لهذة الموجة أن تهب على بلادنا و شبابنا ثم تحدث عن مسئوليتنا تجاه مقاومة هذا الإلحاد و محاربته بالعلم و الحجة و البرهان و الإقناع .
ثم إنتقل الشيخ رحمه الله إلى الجرح الدامي و الذكريات الأليمة لتلك الهجمات التى شنّها المعادون على الإسلام و أهله فذكر منها جوانب عديدة منها هجمات عسكرية كالحملات الصليبية على القدس و كحرب افغانستان و كالقضية الفلسطينية و إحتلال اليهود لفلسطين و احتلال فرنسا للجزائر , و منها ثقافية و فكرية مثل تشويه الإسلام فى الأفلام السينيمائية و المجلات و غيرها و مثل إهمال الإنتاج الأدبي الإسلامي كالقصائد و الأشعار الإسلامية الرائعة من المناهج التعليمية فى الدول الإسلامية و غيرها الكثير من وجوه الهجوم الضاري على الإسلام و شريعته و جهاده المبين بغية القضاء عليه و إزالته من الوجود .
ثم ختم الشيخ كتابه بفصلين يتحدث فيهم عن أهمية الوحدة للمسلمين إذا كنا بصدد إقامة صحوة إسلامية و رجعة إلى عهد المجد و القوة فإن أول خطواتنا فى المسار الصحيح تكمن فى توحدنا على راية واحدة و نبذ الخلافات فإن كان اليهود قد توحدوا بوحدة يهودية و النصاري قد توحدوا بوحدة نصرانية فأولى بنا أن نتوحد تحت وحدة إسلامية تجمعنا من أقصى الأرض إلى أقصاها فإذا أُصيب المسلمون فى جنوب شرق آسيا يتألم لهم المسلمون فى المغرب و موريتانيا , و أختم بما ختم به الشيخ كتابه فيقول :
" و إذا سمحنا لأسباب الفرقة أن تنال منا فلا مستقبل لنا لأننا لن نكون " .
جزى الله الشيخ خير الجزاء عن هذا الكتاب المفيد الذي وضع به أيدينا على جرح هذة الأمة و مصابها و بصّرنا بموضع قتلها و عذابها لعلنا نفيق من غفلتنا و نستر هذة المواضع و نلأم هذة الجروح , هذا الكتاب لا تكفيه قراءة واحدة و يجب الرجوع إليه مرات للإستفادة منه و للتذكرة بأسباب تأخرنا فنتلافاها و نتجنبها , و الله المستعان .
يقول الدكتور محمد الغزالي في إحدى أقواله: إن الإسلام يظلم بإسم الإسلام. يظلمه علماء يخدمون السلطة، وشبان عديمو الفقه، وغوغاء حيارى!
في هذا الكتاب يدخل القاريء وهاجسه الوحيد أن يكتشف ما الأسرار التي يمكن أن يتحدث عنها الغزالي؟وماالحلول الممكنة المقترحة؟ فهل نجح في ذلك؟ أقول أنه لم ينجح بالشكل المنتظر،فالقاريء انتظر أكثر مما هو مذكور،لأن الناظر إلى الواقع المعاش الآن يعرف بأن هذه الأمور مجرد بديهيات وإن كانت على شكل طابوهات نساق إليها ونحن كارهون!! ما يميز الكتاب هو نفضه للغبار عن بعض الأشياء التي تفهم عن الإسلام بشكل خاطيء... من داخل المسلمين أنفسهم ،وذلك باعتبار العادات شيئا من العبادات التي لا ينبغي التخلي عنها... وبين أن هذا هو الفيروس الخطير الذي يقود الشباب العربي بصفة خاصة إلى الإلحاد الذي نتج عن مرض عضال باسم عادات تطرح في الواقع على أنها مقدسات.. ولعل القاريء سيشاركني هذه الفكرة أيضا أن الغزالي في مواضع متعددة انحاز بعيدا عن جوهر الموضوع... إلا أن هذا لا يقلل من قيمة محتوى الكتاب بشكل كبير.. فهو على العموم نافع والذي لا ينفع كله لا يترك جله..
و ما نستعيد مكانتنا و نصون رسالتنا إلا إذا صححنا انتماءنا و أصغينا إلى قوله تاعلى : " إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون "
__________________
إنه ليحز في نفسي _ بعد مرورسنوات من كتابة هذا الكتاب _ أن أرى عجلة الأحداث تدور عبر منحى لا يرضي و أننا _ نحن الشعوب الإسلامية _ نواصل تقدمنا للوراء لا جديد .. لا عجب لو كان الشيخ _رحمه الله_ حيا لتمنى الموت
مجددا.. تقييمي للكتاب وددت لو يكون ٣ نجمات ونصف.. لكن نظام القود ريدز لايدعم أنصاف النجمات..
قرأت حسرة وغضب الشيخ محمد الغزالي في هذا الكتاب.. ومن يلومه ؟ من يلوم الغاضب عندما يتحدث عن ماوصلنا له من فرقة واختلاف وتسطيح للتدين ؟ لازلت أقول أن فكر الشيخ محمد الغزالي في وقته كان شبه فريد من نوعه.. فكر منفتح جدا في خضم الخصومات السلفية وغيرها.. فكره متفتح جدا ويفهم الاسلام بطريقة أجمل.. وهذا مايجعله يحترق كثيرا إذ يرى ان الاختلاف على القشور والتفاصيل الدينية هي التي فرقت المسلمين وحزبتهم وجلعتهم طوائف ومذاهب..
على كل حال.. الكتاب جميل جدا وقد يكون من أجمل ماكتب في عصره.. هو لايدعو إلى التنطع في الدين أو الرهبنة ولايدعو إلى الاتزام بالدين فحسب إما بتطبيق العدل والنهوض بالعلم وترك الجدل السفسطائي.. يشخص في هذا الكتاب الأمراض التي لحقت بنا من ألف سنة ولحد الان.. يعني أعتبر هذا الكتاب هو تشخيص لمشاكل الأمة والتشخيص بطبيعة الحال قبل العلاج .. والعلاج مرحلة أخرى تماما.. لايطرح حلولا مدروسة واستراتيجية لكنه يشير إلى المشكلة وضمنيا يورد الحل لمن يعقله ولمن أراد التغيير فعلا.. أورد فصلا عن سنن الله الكونية وهذا شيء جميل حتى نستوعب عملية النهوض والتغيير وانها لاتحدث من مجرد دعاء على العدو أو قد تحدث في زمن قصير.. بل تحتاج إلى وقت وتضحيات،،
تكلم كثيرا عن تشدد السلفيين ومسارعتهم الى التكفير والانكار الدائم والهجوم.. ومثل هؤلاء قد يسببون حجرة عثر حقيقية في النهوض.. وقد أورد ردودا مبسطة ومنطقية لمثل هؤلاء والمحزن أن أمثال هذه الشخوص لاتزال موجودة بنفس الأفكار والحماس في عصرنا الحاضر..
فصل آخر جميل و وجدته ضروري الا وهو الحد الأدنى لثقافة المسلم.. وهنا تقع المسؤلية الفردية لكل شخص.. بالتعلم والقراءة في أمور دينه ودنياه المرتبطة سويا بطبيعة الحال.. حتى لايكون الفرد مجرد إمعة لرأي أو شيخ فلاني أو داعية فلاني.. يجب على كل مسلم أن يكون لديه حد أدنى ثقافي في مجال الدين والشريعة ومجال تطبيقه في العلوم والدنيا بشكل عام.. من رأيي من هنا تنبع المسؤلية الفردية واستقلال الفكر وانتهاد عصر استئجار العقول واستخدامها.. يعلق الآمال بالغد وجميعنا كذلك وسينصرنا الله بنصره ان نحن اتبعنا الطريقة السليمة للتغير وتقبلنا بعضنا وابتعدنا عن نبذ الآحرين وتكفيرهم وتسفيه رأيهم ومحاولة مقاطعتهم والتخريب.. ليت أننا نحاول أن نفهم بعضنا البعض من غير تكفير أو حجر.. ونصل لنقطة توازن لاضرر فيها ولا ضرار ..
يعلق الامال بالوحدة الاسلامية التي طريقها طويل لكنها تستحق الصمود وتستحق السير الطويل..
لا اتفق في أشياء ذكرها الكاتب منها أن الامام حامد الغزالي لم يساهم في النهضة وكان مجرد فقيه او او في الحقيقة ما أعرفه من التاريخ ان الإمام الغزالي كان من رواد المدرسة النظامية التي أسسها نظام الملك وهذه المدرسة خرجت صلاح الدين ونور الدين زنكي وعماد الدين زنكي.. أختلف معه في هذه النقطة كثيرا لحين أن أقرأ أكثر عن هذه الفترة وأوازن ما أعرفه مسبقا وقرأت عنه في تاريخ فلسطين بوجهة نظر الغزالي..
الشيء الآخر نظرته للأتراك حين رفضوا العروبة لم أفهمها تماما.. ليس على المسلمين ان لم يكونوا عرب أن يتعربوا.. الحقيقة أني لم أفهم ما أراد أن يرمي إليه لذلك آثرت آن أسكت عن هذه النقطة ولا أتفق ولا أختلف.. لحين ما أفهم ماكان يرمي إليه
إن عالمية الإسلام تفرض على الأمة الكثير الكثير من الجهود لتبليغ هذه الرسالة لخلق الله أجمعين . ’’ لكن أمتنا اعتراها إغماء ولاأقول موت ، فلم تؤد الوظيفة المنوط بها ، وذهلت عن عالمية الرسالة التي كلفت بأدائها ،وحسبت أن الإسلام نظام داخلي لها وحدها فقبعت وراء حدودها ...وما زالت كذلك حتى وثب خصومها عليه’’ أن الأمة التي تركت وظيفتها لحق عليها أن تحال على المعاش ويفسح المجال لغيرها يقول تعالى '' فإن يشأ يذهبكم ويات بخلق جديد .." إننا نخاف على أمتنا من أنفسنا وحق لنا ..إذا بحق يتملكنا كل هذا الخوف فما الذي أقعدنا دون واجبنا ووظيفتنا الأولى بعد أن أوكلنا الله بتبليغ دينه للناس '' لتكونوا شهداء على الناس .." ـــــــــــــــــــــــــ بعض الإقباسات : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مستقبل الإسلام مرهون _ بعد إذن الله_ بجهود أبنائه لا بإرادة أعدائه .على جبهتم وحدها يكون الفصل في هذا النزاع الطويل وتتحدد وجهة الإنسانية ...المسلمون لم ينهزموا قط ولن ينهزموا إلا لخلل في صفوفهم هم.. وقد أراد الله أن يكون العرب رؤوس بالإسلام وقادة برسالته ، فإذا عاودوا الحنين إلى جاهليتهم وآثروا الإنتماء إلى قوميتهم فنحن ننذرهم بقوله تعالى " فإن يشأ يذهبكم ويات بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحوال اليوم وآمال الغد أن الله أسكنكم الأرض كما أسكن غيركم فكيف يسخّر غيركم قواها ويهيمن على مداها وأنتم في أماكنهكم لا تصنعون شيئا ؟ ماذا يشغلكم؟ التسبيح والتحميد؟ الله يعلم أنكم عن طاعته _ أيضا _ مصروفون..” ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوحدة الإسلامية طريق طويل لكنه ضروري للحياة… ’’ من أجل ذلك يجب القتال دون اللغة العربية ،و أن لا نأذن أبدا لدحرجتها لتصبح لغة ثانية ثم ثالثة ثم تصبح ميتة..يتم بعدها تكفين الكتاب والسنة أن الناس من حولنا يتجمعون حول عقائدهم ويتنادون بشعاراتها .. وإذا سمحنا لأسباب الفرقة أن تنال منا ، فلا مستقبل لنا ، لأننا لن نكون ..’’ ــــــــــــــــــــ أيمن /الجزائر
"سر تأخر العرب" للغزالي ، كتاب انتهبت منه اليوم ، يعبر فيه الغزالي عن عتبه الشديد و أسفه للمسلمين الذين كانوا سبب في تراجعه بعد قرون من الازدهار و السياده , بقدر جماليّه الكتاب إلا انه مؤلم و يحاكي مجد العرب و المسلمين قديماً ثم بدآيه التدحرج للهاويه و التفريط بمجدهم و أسباب أنتكاستهم و تراجع حالهم و انهدام حضارتهم التي أوصلت المسلمين الآن إلى هذا الحال , ابتداءً من التهاون بديننا و عقيدتنا مروراً بالتعصبات المذهبيه التي مزقت الأمه و الانشغال بسفاسف الأمور التي إشتغل بها المتنطعون , ذهبنا للقشور دون الأصول ، و أصبحنا أمه مثخنه بالجراح و نموذج للتخلف الإنساني و التراجع الثقافي و انسلخنا من هويتنا الإسلاميه , تناول المكائد المدبره لاطفاء صحوهـ الإسلام و الذين يجتهدون في إبراز جماعات متطرفه ثم ( التغاضي عن نشاطاتها ) لأنها تمثل وجه دميم للإسلام ..
بعد الانتهاء من قراءته جلّ ما سوف يشعر به القارئ الخجل على ما وصلنا به من حال مؤسف و تراجع ثقافي و تقاعس
من أجمل ما كتبه الغزالي : ( ان العرب لا يشّد كيانهم إلا الدين ، فإذا خرجوا عليه تيقظت فيهم جاهليتهم ، فهلكوا ) ..
و قول آخر : (ان ما ترون في شئوننا ليس ما أنزل الله من كتاب و لا ما قدم رسوله من اسوهـ ، ان ما ترون هو عوج أمه نسيت ما لديها و مضت مع هواها)
يا الله .. الكتاب جعلني اشعر اني ضائعه في بحر لا اري له شاطئ فما بين ماض مغتصَب وحاضر ضائع بلا هوية ومستقبل الله وحده يعلم الي اي هاويه ينحدر بنا.. الكتاب صحوة للضمير المسلم العربي النائم هزه قويه وربما صفعه علي وجه كل متخاذل لقد اكملت قراءته امس بالدموع التي لا تزال تتزاحم بعيني حتي الان... الكتب يوضح كيف حال الفرد وكيف خال الامة وكيف ينهض الاثنان واظنه فيه ايجاز لما ذكره الامام سابقا في باقي كتبه كما قال. رباه كيف اصبحنا هكذا.. احمد الله ان بداية قرائتي للعالم الجليل كانت بهذا الكتاب لاكف عن لهو القراءة واعلم في اي طريق اسير
فعندما تعلم عظمة ما ضاع منك ستكون علي استعداد لتدفع عمرك كله كي تستعيده وكما قال الامام لن يصلح ا��ر هذه الامة الا بما صلح به اولها ..
أول قراءة لي للعلامة محمد الغزالي . وأعجبتني الإنسان هذا فهيم ، وارى ان أفكاره راقية وصحيحة للغاية . لا ينكر من قرأ هذا الكتاب أسلوب الشيخ رحمه الله الهجومي على العرب وبعض المذاهب ، ولست ضد هذا ، فالوضع في الحضيض ، والمشاكل كثرت فينا نحن العرب . وجهات نظر الشيخ جميلة جدا وطريقته في عرض الفكر والرد عليها وتقديم الحلول ممتازة . لذلك أرى أنه كتاب 5 نجوم .
لقد أبدع الشيخ محمد الغزالي في كتابه هذا كعادته.. يختصر الشيخ في هذا الكتاب أغلب مشاكلنا في عصرنا الحالي من تخلف وتفرق وخلافات جانبية لا فائدة من ورائها وغير ذلك.. الكتاب خفيف ولكن فيه معلومات جميلة وقيمة ويفتح آفاق القارئ ويساعده على التفكير في هذه الأمور.. كما يشجع المرء ويحفزه على السعي للنهضة بمجتمعه وترك الكسل والخنوع والضعف..
تأخرت فى كتابة المراجعة .. و إن كان تأثيــر الكتاب مازال واضحاً فى قلبى وعقلى كما اتمنى أن يدوم . الكتاب صرخة فى غفلة و جهل متراكم على امتنا من سنين .... من السهل أن تقنع غيرك بفكرتك حتى و إن كانت خاطئة مادام هو لا يملك فكرة اخرى صحيحة تناهضها و يثبت امامها ضلال فكرتك .. و هذا ما نحياه .. يسهل اقناعك بالالحاد مادمت تجهل ما الايمان ! سهل اقناعك بعدم نفع الدين فى امور الدنيا مادمت تجهل معنى الدين .. مادمت جاهلا سهل توجيهك لاى طريقك يحدده لك اعداءك ..
. . الكتاب يعرض اسباب تأخر العرب و المسلمين فى عدة نقاط هنا حاولت تلخيص بعضها .
أولها عدم فهمنا لسنن الله فى خلقه و كيف قامت امتنا و كيف تقوم و تنهض الامم- نحن نجهل الاسباب .. و ساق من سنن الله العظيمة فى بقاء الامم و هلاكها و التى افضل اقتباسها كما هى من الكتاب :
،
،
،
الأمر الثانى هو التسارع على الحكم و تراجع الاخلاق و القيم فذلك الحكم العباسى الذى لم تستفد الدعوة الاسلامية شيئا يُذكر و ساء تطبيق تعاليم الاسلام بقدر كبير .. و ما اشبه اليوم بالبارحة ! كما شاع التعصب القبلى و التعصب للرأى و هو من عادات العرب السيئة التى هذبها الاسلام و اعدناها ! إن العرب لا يشد كيانهم إلا الدين فإذا خرجوا عليه تيقظت فيهم جاهليتهم فهلكوا .
،
،
كذلك قضية اهدار المال فيما لا يفيد و كيف كان الخلفاء الراشدين ازهد ما يكون و لا رغبة لهم من الحكم إلا مرضاة الله و التقرب اليـه و ما كانت عليه امتنا من رخاء نتيجة تقوى الله فى اموال المسلمين و دولتهم ..
- ثالثا اهمال الحكام للعلم و الدين فى بلادهم و عدم الاهتمام بما ينشر من عبث بين الرعية
- السلفية و اصطياد الاخطاء للغير باسم السلف و الانشغال بأمور لا تفيد و تنشر الاختلافات و الفتن .
- الانشغال بالفقه و اهمال التربية الأخلاقية
،
- استغلال و دعم التطرف للحرب على الاسلام
- و تطرق لموضوعات اخرى و منها منزلة المرأة فى الاسلام و التى يزعم الغرب انها مُهدرة
- اهمية القيام بالحكمة و التخطيط و فهم اسباب التخلف و معرفة كيفية هداية البشرية و الفكر الانسانى و كيف يتم ذلك و نحن نجهل سنن الله فى كونه !
- و اهمية فهم و معرفة فكر الامم الاخرى و ما توصلت له فى احوالها
- التخلص من انصاف العلماء و النهوض بالعلم
- معرفة ما صلح به أمر المسلمين اولا و هو العلم الصحيح و الحكم الراشد و لن يصلح اخر هذه الامة إلا بما صلح به أولها
- تحدث الكتاب كذلك عن الالحاد و اسبابه و عن القسوة او اللين فى التعامل مع المخطئين .
:
ختاما هذا الكتاب لا يُلخص و لا يُقرأ كمقتطفات بل يُقرأ كاملا كم قصرنا فى ديننا و فهمه بل كم قصرنا فى حق انفسنا بالجهل ! لا تقوم لعروبتك و قوميتك العربية بل قم لاسلامك و لنصرة دينك .. اسرائيل اهدافها فى فلسطين اهداف دينية بحته فلا نسمح لهم ان يحولوا فلسطين لهدف قومى بالنسبة لنا ! لن نقوم باسم العروبة بل باسم الاسلام و متى صدقنا النية و اصلحنا العمل نصرنا الله بأمره .. علينا ان نصحح اسلامنا فالاسلام يراد هدمه بالاسلام ! اللهم استعملنا و اجعل منا و من ذريتنا نصــرة لدينك الاسلام بالاخلاق و العلم و العمل .. آمين
: رحم الله الغزالى و جعل غيرته على دينه و عمله فى ميزان حسناته و شكرا لماما على اختيارها الراقى للكتب كعادتها ^^ ، رابط تحميل الكتاب http://mybook4u.com/%D9%83%D8%AA%D8%A... ،
إن المتدينين من قديم ولا يزالون إلى الآن يتعثرون فى قضايا خلقية , واجتماعية , وسياسية كثيرة , بل إن تصوراتهم الثقافية موضع دهشةٍ ... فيوجد من يؤلف ضد دوران الأرض حول الشمس , ويؤيد موقف الكنيسة فى العصور الوسطى , ويدعى مع ذلك أنه سلفى !! ويوجد من يأمر تلامذته بتخريق صور الأحياء فى كتبهم , لأن التصوير حرام ! ويوجد من يرى أن كشف الوجه نوعاً من الزنا , أو طريقاً اليه , ويوجد من يهاجم كون الأمة مصدر السلطة !!, ويوجد من يتنكر بقوة ٍ لتكوين الاحزاب , ولا يهمس بحرف ٍ ضد تقييد الحريات !!, ويوجد من يحسب إقامة الصلاة مغنياً عن تعلم الصناعات , ويوجد من يعيش مع أعداء الإسلام فى القرن الرابع , يهاجمهم وينال منهم , ولا يدرى شيئاً عن أعداء الإسلام فى هذا القرن !!!! ألا يمهد هذا كله لإلحاد مدمر !!!
قال عمر بن الخطاب : (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).
لطالما علقت هذه المقولة في ذهني ولم يختلف الغزالي عن الفاروق حين ذكر : (ان العرب لا يشد كيانهم الا الدين ! فإذا خرجوا عليه ايقظت فيهم جاهليتهم، فهلكوا ..)
تأخر العرب و المسلمين لم يكن سرا لقد كان واضحا ، لقد كان تحصيل حاصل!
اعتبر ايضا التدين المزيف المتشدد و التفرقة من اكبر اسباب التخلف الحضاري ....
ولربما له أسباب عديدة أخرى ،تدخل في الفلسفة الخلقية للشخص و النظم السياسية التي تحكمه وقد تكلم عن ذلك بالتفصيل ،
"إن الإسلام الضمان الوحيد للوجود العربي في هذه الدنيا، قبل أن يضمن لهم في الآخرة جنة عرضها السماوات والارض،، والعرب عندما يزهدون في الإسلام فسوف يعودون إلى قبائل متحاقدة لا تزن عند الله ولا عند الناس جناح بعوضة"
" إذا سمحنا لأسباب الفرقة أن تنال منا، فلا مستقبل لنا لأننا لن نكون......"
وليعلموا أن أعداءهم قد بيتوا النيات على الخلاص منهم ، وأن التهام فلسطين تمهيد لما وراءه ، وأن المؤسسات الدولية أعجز من أن تنصفنا لو أرادت. فكيف وهي لا تلقى لنا بالاً ؟ لقد آن الأوان لنصحح انتماءنا ومسيرتنا ..!
من الكتب التي تقذف في قلبك الحزن, حينما ترى جل ما ورد في الكتاب يتطابق تماماً مع حال الأمة اليوم .. علينا أن ندرك أن متخلفون حقاً وكفانا تهريجاً وتجميلاً للذات ..
و انا اقرا هذا الكتاب وجدت نفسى لا اراديا الخصه فى نقاط فما ان انتهيت حتى وجدتنى قد انهيته ملخصا و اليكم ما قد لخصت كتاب سر تأخر العرب و المسلمين للشيخ العالم محمد الغزالى تاريخ النشر 1986
هو كتاب موجز يلخص فيه الشيخ الجليل سر تأخر حضارة المسلمين عن الحضارات الاخرى و كيف فقدت ارضها و ثرواتها و مكانتها عن جدارة لا عن ظلم و كان من الاسباب: -عدم اعمال صحيح الدين و ادخال ثقافات كل دولة اسلامية لعاداتها و تقاليدها فتأثر بها الدين لدى تلك الدولة - بعد ان كان الخليفة يكافىء و يشكر القواد العسكريين الذين يفتحون الامصار صاروا يعاقبوهم فى نهاية حياتهم محمد بن القاسم فاتح السند مثال و موسى بن نصير فاتح المغرب و الاندلس و استمرت العادة فى حكام و ملوك العرب بعد ذلك فى معاقبة قوادهم العسكريين لا مكافئتهم -تحول حكم المسلمين من شورى و خلافة رشيدة الى خلافة ب النسب وا لحسب و الاسرة بغض النظر عن الكفاءة -كان الخلفاء الاوائل شديدو الحرص على بيت مال المسلمين و هو الامر الذى تخاذل عنه خليفة بعد خليفة ...فمثلا فى العصر الاموى اغدق الخلفاء المال علىا لشعراء لمجرد مدحهم و على حاشيتهم ...الخ -عدم فهم صحيح الدين فمثلا فى تعليم المرأة اليهوديات الان يزرعن و يحملن السلاح كذلك كانت الصحبيات الاوائل فلماذا يفعل هؤلاء هذا و لماذا لم نعد نحن نفعل ؟ -توريث المرأة لماذا لا نطبق حكم الدين الصحيح و نجعلها ترث و لماذ الغم عند انجاب بنت ؟ العدو سيفرح جدا ب بلد يمكنه فيه اقتحام البيوت على سيدات لا يمكنهم الضرب والقتال - احتكمنا للقوانين الوضعية و نسينا قوانين كتاب الله - ضعف و تخاذل علماء الدين امام الحكام و عدم تقويمهم -ترك الخلفاء و الملوك وظيفة الدعوة و ايصال الاسلام الحقيقى لمختلف الدول الجديدة تكروها للافراد و المشايخ دون ان يهتماو حتى بمالتابعة -الدعوة قبل الحرب و هذا ما توقفنا عن فعله و يفعله الغرب علينا الا ببراعة تأثير ثقافى فنى اجتماعى اقتصادى وا خيرا بالجيوش وا لعسكر بعد ان نكون جاهزين تماما لاحتلالنا -انشغال الخلفاء واحد تلو الاخر بتوطيد الحكام لذريته من بعد و مقاتلة معارضيه داخليا اكثر من محاربة اعداء الدين خارجيا _العرب لا يشد كيانهم الا الدين فأذا خروج عليه تيقظت فيهم جاهليتهم فهلكوا _ بعد اندثار الامويين وا لعباسيين كان حمل الامة على عاتق الدولة العثمانية وا لاتراك قاموا بفتوحات كثيرة و لكنهم نسوا الدعوة و لم يستعينوا حتى بالازهر فى مصر العربية لانهم ليسوا عرب بل قام سليم الاول بغزوة على مصر لتفريغها من ثرواتها و فى النهاية حينما انهارت الدولة العثمانية التى بنيت بالسلاح لا بالدعوة انهارت دولة الاسلام -كان عمر بن الخطاب يوصى قادة الجيوش ب جمع الناس على كتاب الله و الاقلال من الاحاديث النبوية و ذلك حتى لا يدخلها اقوال مفترية ليس لها برسول الله صلى الله عليه و سلم من نسب او اصل _ لقد كان المطلوب من العباسيين ترجمة الاسلام للناس لا ترجمة خيالات و افكار الامم الاخرى للمسلمين _ اعجبنا جدا ب علم الغرب فى حين انه علم قائم على الفردية و الانانية و العلم للعلم بمعنى انه مهام ازدات علمهم لا يبرطونه ابدا بالجانب الالهى ..وجود الله فى حين ان علم العرب الاوائل فى الفلك او الكيمياء او الفيزياء كان علم يربط العلم ب الدين و يشير و بقوة لله عز و جل _ لا داعى من عراك و سباب و خلاف فقهى بين شيوخ و ائمة قد ماتوا و ارباع ائمة حية لا داعى لان تغطى غيوم الماضى شمس الحاضر _الانسان قد يملك اسبابا و لكنها ليست الاسباب كلها و لو ملكها كلها فهو لا يملك الاسباب المضادة لها _كان المفروض فى مجتمع حكيم مسلم متزن ان توجد اجهزة لانشاء المطابع و تعليم الناس و مؤسسات لتزويج الشباب لمنع الزنا و مؤسسات لاعانة الضعيف و الفقير ...كانت مثل هذه المؤسسات موجودة فى فترات متقطعة من التاريخ الاسلامى و لكنها كانت ب جهود افراد او جماعات و لم تكن تتبع رقابة و دعم الحكومات _الاخلاق وا لتقاليد عندنا تحيا وحدها او تبقى فى ضمان افراد طيبين اى ان الامر يخضع للمصادفات العارضة لا للسياسات المرسومة _محاولة رد الناس للدين ردا جميلا ب الجدال الحسن...ابو الدرداء جيئت له امراة متهمة بالسرقة ف اخذ يسالها هل سرقتى؟ ثم يتبعها بقوله قولى لا انه يعطيها فرصة للتوبة ...و عن الخليفة المامون الذى جيئ له بمرتد عن الاسلام فقال له سأحاورك حوار قد يكون غير مضر لك و لكنه مفيد..قد تظل على ما انت عليه او تعود للحق ... فتجادل معه حلو الخلاف فى الدين الاسلامى كثرة الاراء وا لفتاوى ف كل امر فقال له الخليفة انه هذا الاختلاف نوعان اختلاف فى فقه المعاملات الصلاة وا لصوم وا لوضوء و الاقامة و و و هو اختلاف صغير انما يراد به رحمة و تيسير للناس و خلاف كبير و هو فى تفسير و تأويل ايات الله _ عندما ينهزم المنطق الاسلامى المزعوم السبب ؟ غباء متحدثينا و عرضهم بأسم الاسلام كلاما يأباه الاسلام _اصبح الحكومات العربية تحذف كل ما هو مثير للعزة للاسلام لا العزة القبلية العصبية العربية فمثلا يقول المتنبى عن سيف الدولة على قدر اهل العزم تأتى العزام و تاتى على قدر الكرم المكارم بينما حذفوا عن عمد البيت الذى يقول و لست مليكا هازما لنظيره و لكنه الاسلام للشرك هازم _فى الوقت الذى تتفنن فيه الدعاية وا لاعلام الغربى فى اظهار العربى جلف خشن مدخن للحشيش ذو شهوات جنسية نتفنن نحن العرب فى اظهار اعجاز و حضارة و ذكاء ووسامة الغربى !!! _عند خروج دولة عربية او افريقية من عتق الاستعمار العسكرى فتسارع الشيوعية لاستعمارها علميا و ثقافيا و كذلك تفعل الراسمالية الغربية _المؤسف انه فى نهاية الكتاب يتحدث الشيخ عن مخطط لقسم السودان لدويلتين شمالية و جنوبية للمسلمين و النصارى معا ن النصارى نسبتهم هناك 15 % و هو لا يدرى انه فى اوئل القرن ال 21 قد اصبحت حقيقة ب الفعل :( _و الامر كذلك بالنسبة للطائفة المارونية فى لبنان المسلمة اذ يبلغوا 7 % و الاحصائيات الكاذبة تخرج بانهم اكثر من ذلك فقط من اجل اقامة دولة مستقلة لهم !! _ و اخيرا عدم اهتمامنا بلغتنا من اسباب الضعف و الاندحار
كنت سأضع أربعة نجوم لولا تحفضي على بعض ما ذكره خصوصاً حول مسألة الإلحاد ونظرية داروين وإيمان آينشتاين, أعتقد أن الشيخ أسرع في الحكم والجزم والإقتباس وانا أكره هذا النوع من الدفاع التبريري فنحن المسلمين أقوى من هذا ولا نحتاجه والشيخ الغزالي أثبت هذا في مواقف عدة لكن لا أعلم لما أختلفت معه هنا..
باقي الموضوعات أغلبها في الصميم, مبسطة وواضحة الهدف, أعجبني كثيراً إعتناءه بأفكار السلفية ومواقفهم معه رغم كونها موجزة
إقتباس أعجبني
"أما السبب المهم في التخلف الحضاري فهو شيوع التدين المزيف, ووقوع الثقافة الدينية إجمالا بين طوائف من ذوي المعادن الرخيصة أو العقول المعتلة..
إن كل علم يطوي مسافة هذا التخلف هو من أركان الدين, وفرائض العبادات العينية والكفائية. وهو أولى من نوافل العبادة ومسائل الخلاف التي برع فيها الفارغون وأشتغل بها المتنطعون!!"
من أفضل ما قرأت، رحم الله الكاتب وجزاه عنا خير الجزاء. يقين أنه لا سبيل لرفعة أو تقدم أو ازدهار بغير الرجوع -الحق- للإسلام، العرب / المسلمين لم تقم لهم قائمة ولم يعمل العالم لهم حساب بغير اللجوء للإسلام وبسبب الإسلام. "كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" الكتاب حاد جداً كعادة محمد الغزالي، وأعتقد هو ده المطلوب في ظل الغفلة والتراخي والجهل اللي وصلناله، أنا ممكن أقتبس الكتاب كله حرفياً! الكتاب مُرشح بقوة لكل مسلم
رأيت في الغزالي -كما رأيت في سيد قطب من قبله- إعتزازاً كبيراً بالإسلام كمنهج صالحٍ على الدوام دينياً ودُنيوياً, وقهراً أكبر ممَّ حلَّ بالمُسلمين, ونسيانهم قيمة هذا الدين. يحمل الكتاب عدَّة مقالاتٍ فكريَّة لا يُستهان بها, حوت من السدادة و العُمق الشيء الكثير/الكبير.
الكتاب عبارة عن خواطرَ مخلوطةٍ مع أفكار بترتيب غير منظم إلا أنه مفيدٌ للقارئ العربي والمسلم. ولكن هذه العشوائية أثَّرَتْ على مستوى الكتاب، فأحيانا تجده يتكلم عن أسباب ثانوية ويجعلها أساسية، كحديثه عن المرأة مثلا.
أختلف مع الكاتب -رحمه الله- في عدة مواضعَ، مثل قولِه: "أما النصوص المحتملة، والاجتهادات الأخرى، فقد اقتنعت بأمرين... و[الأمر] الثاني: أنَّ من حقّنا الموازنةَ بين الأقوال المروية، واختيارَ ما نراه أرجحَ دليلًا، وأجدى على الناس، وأصلحَ لتبليغ الدعوة". فإن كان يقصد بـ(حقنا) علماءَ المذاهب فهم يعملون على هذا بالفعل، وإن كان يرى أنهم مقصرون وعليهم بذلَ جهدٍ أكبرَ فهذه وجهة نظره ويُحترم عليها ولا بأسَ بذلك. وأما إن كان يقصد بها عوامَّ الناس فهذه مصيبة، وهي جديرة بأن تُذكرَ كأحد أسرار تأخر المسلمين. ولا أعتقد أن هذا قصدُه لأن ما في الكتاب ما يدل على أنه مع التمذهب، فأبقاني هذا النصُّ متحيرا من موقعه في الكتاب. وكذلك قولِه: "خذ مثلاً أبا حامد الغزالي إنه رجل من ألمع رجال التربية والأصول والفقه والفلسفة… هل نتابعه في موقفه السلبي من حكام عصره وهم طراز رديء؟ هل نتابعه في غفلته عن طلائع الحملات الصليبية التي أكلت المسلمين يومئذ؟". فأجد الناشرَ كفاني الرد فاعترض على الكاتب فقال: عاصر الغزالي السلاجقةَ في أوج عزّهم وبخاصة وزيرهم المشهور نظام الملك، وهو أكفؤ وزيرٍ في تاريخ الإسلام، والسلاجقة هم أول من تصدى للدفاع عن ديار الإسلام ضد الغزو الصليبي، والسلاجقة هم أساتذة الزنكيين والأيوبيين. ا.ه. وقوله عن العثمانيين: "لكن الإسلام دين عربي الوحي كتابه عربي، وسنته عربية، وثقافته الفقهية والخلقية عربية، وقد رفض الترك أن يتعرّبوا، فكيف يستطيعون مع هذا الرفض قيادة الرسالة والدعوة؟!". ماذا أراد منهم بالضبط؟ هل أراد منهم أن ينسلخوا من ثقافتهم واعتناق الثقافة العربية؟ فهذا ليس من دين الإسلام وإلا لحوّل جميع الأعراق غير العربية من المسلمين إلى العربية، ولم يبقَ تركيٌّ يتكلم التركية ولا فارسيٌّ ي��كلم الفارسية… إلخ. ثم أَكْمَلَ: "كان يمكن أن يظلوا كما يريدون، ثم يستعينوا بالعلماء العرب لينشروا الإسلام، وينشئوا أجيالًا جديدة عليه، بيد أنهم لم يفعلوا. ولو أرادوا لاستعانوا بمصر وفيها الأزهر، وجعلوا من القدرة العلمية عند المصريين وغيرهم ما يعزّز فتوحهم، ويؤسس للإسلام مجتمعات واعية هادية. إنهم لسوء الحظ لم يفعلوا، بل ولي الحكم السلطان سليم الأول، وكان رجلًا نزقًا سفاحًا، مضطرب المزاج، فأغار على مصر، وخرب مستقبلها بضعة قرون". وهنا كفاني الناشرُ الردَّ مرة أخرى فعقَّبَ قائلًا: لولا العثمانيون لوقعت بلاد العرب جميعًا تحت الاحتلال البرتغالي والإسباني الذي كانت سفته وقواته تجوب البحر الأحمر، وعندما زال الحكم العثماني من البلاد العربية وقعت تحت الاحتلال الأوروبي. ا.ه. وأنا هنا لا أدافع عن أي ظالم وأي سفاح ولكن لا يُحكم على تاريخ دولة بأكمله من أعمال حاكم واحد. هذا ما أختلف فيه مع الكاتب، وهي -كما هو واضحٌ- أشياء جانبية لا تؤثر على مستوى الكتاب ككل، لكن وجب التنبيه عليها.
وبالنسبة للطبعة ففيها أخطاء إملائية ونحوية ومطبعية مستفزة على طول الكتاب إلا أنها ليست كثيرة ولا تؤثر على المعنى الإجمالي.
أنصح من قرأ هذا الكتاب وأعجبه موضوعُه أن يقرأَ كتاب الإمام البوطي الذي تناول مثل هذا الموضوع (منهج الحضارة الإنسانية في القرآن)، وأرى أن كتابَه أفضل من هذا الكتاب. ولكن لا يستغني القارئ المسلم بأحدها عن الآخر فكلاهما مفيد.
الموضوع ليس فيه سر ، بل هو واضح لكن الغزالي يكشفه للمغفلة قلوبهم والمغلفة عقولهم ، نحن مصابون في ديننا ومثلما قال في المقدمة هناك مواريث فكرية دخيلة على هذا الدين ، من وفاة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والاسلام يتعرض لهزات وصراعات لكن نحن من نتصدع وننهزم ويظل محفوظ عند من يحفظه . يبدأ الكتاب في أول مقالة بعنوان أين الخلل؟؟والبحث في أسباب الوفاة وتدبر سنن الله الكونية من القرآن ، فحديث القرآن عن الأمم السابقة وكيفية هلاكها ليس المراد منه التسلية أو انه مجرد كلام حدث لغيرنا بل ما حدث مستمر ليومنا هذا.
اهم اسباب تخلفنا جاءت أن العرب عادوا لعصبيتهم القبلية ولفخرهم بالنسب والحسب وحقهم في السيادة والقتال من أجلها ، وتخليهم عن حكم الشورى واهدارهم لبيت المال على اهواءهم . والمقال الثاني يعرض الخلل في الميدان الاجتماعي عندما عزلوا المرأة عن مكانتها المفروضة في تطويرها للمجتمع وباعتبارها احد اعمدته ، بعدم توريثها او تعليمها او عملها ، وحصرها ومعاملتها كجسد فقط وليس هناك اسوأ من امرأة جاهلة تدير بيتها وهذا ما نراه في اطفالنا واجيالنا ، عندما تشغل المرأة نفسها في الحسد والكيد وتهمل تنشئة ابناءها .
الاسلام جاء للعالمين وللدعوة قبل القتال ، لكن عانى من ضعف شديد في الدعوة والدعاة والفقهاء الأحرار من سلطة الخلفاء ، والفتوح فقدت معناها الحقيقي والحروب غالبيتها كانت لتوطيد الحكم ولاسباب سياسية وعسكرية أكثر منها لنشر الدين الاسلامي وتمثيله كخلفاء له . وعانى المسلمين ايضا من قصور المعرفة والعلم فترجمت العديد من الفلسفات والكتب اليونانية للناس دون أن يكون هناك قاعدة او عقيدة قوية لأن الاسلام دخله الكثير وكان بحاجة وأولى لترجمة الاسلام بدلا من الافكار الدخيلة التي كانت مثل الوباء على المسلمين وظهر المجادلين والمتكلمين وفصل العلم عن الدين بسبب ما تناقلوه عن الغرب هذا ما اخذناه عن الثقافة المادية الفصل بين العلم والحكمة والانانية والفردية .. "إن مأساة العلم الديني لابد من شرحها ، فالقدر المطلوب لتكوين عقل مؤمن وضمير طهور من ومواريثنا التقليدية لم نحسن تحديده بل لم نحاول تحديده." واشد ما يعاني منه الاسلام العلم المغشوش والافكار الدخيلة على الاسلام من السلفية او الجمود أو المنازعات بين المذاهب والخوض في الاجتهادات وهي اجتهادات للتخيير والسعة وليس للاختلاف والقطيعة والتكفير حتى ، والانشغال بأمور سطحية وهكذا يبعدون الاسلام عن ميدانه الحقيقي ويشوهون صورته بظهور جماعات متطرفة في حكمها . " إن ثقافتنا الإسلامية كلها عندما تعرض الآن ينبغي أن تغربل بدقة ، حتى يتساقط التافه في صمت ، ويبقى ما ينفع الناس ...ونحمد الله أن أبقى كتابه محفوظا ، وأن بقيت السنة محروسة من العلماء الثقات والفقهاء الأمناء"
يعرض في مقالة أخرى الحد الأدنى لثقافة المسلم وجملة من الأخلاق يكون الايمان صفرا من غيرها وعمادا في علم التوحيد ، علم الكلام او علم العقيدة لم يحسن صياغة الدين صياغة علمية شاملة يجمع بين الفلسفة الاخلاقية يقوم به الدعاة والواعظين ولا نظام سياسي تقوم به الاحزاب الاسلامية . علاقة المسلم مع الله تتكون من جملة أخلاق لا بد أن تكون في التوحيد وهي خشية الله والصبر والشكر ورجاء الله وتوفير الاسباب وحب الله وذكر الله والتوبة . وهذا باعتباره نهضة فردية ومن ثم تكون مجتمعية.
أكثر فصل أحسست بفائدته في هذا الوقت الحديث عن الإلحاد ، تعرضنا لغزو الإلحاد سببه نحن قبل أن يكون الغرب بعدم فهمنا وعجزنا الفكري والثقافي وتشوشنا في فهم ديننا "أين خلفاء محمد ، لا أقول ليخرجوا العالم من الظلام إلى النور ، بل ليخرجوا أمتهم من الظلام إلى النور"
هذا القسم الثاني من الكتاب يعرض لنا بحرقة كل مسلم يعتز بدينه ويراه يتخلف بسبب فهمه وتمثيله بشكل خاطئ يعرض مشاكلنا من الالحاد لأمراض التدين المنحرف والقسوة في معاقبة المخطئين وغباء متحدثينا وعرضهم باسم الاسلام كلاما يأباه الاسلام . في قضايا المال والعلم والمرأة والحرية ... والشكوى من السخافات والجهالات التي تقع باسم الدين . "السنة النبوية مهرب رحب لمريدي العبث وناشري الفوضى" آه والله وما أكثرهم !! وتجريد العروبة من الإسلام وخفوت صوت العزة بالاسلام ، ودور الغرب في حصر صورة المسلمين كحشاشين ومغتصبين وقتلة في افلامهم .عن فيلم الصقر يتحدث الذي كان قبل المذبحة التي ارتكبت في المسلمين في البوسنة والهرسك !
"يا بني : لا تؤذوا الإسلام باسم الإسلام ، مروا على هذه الآيات واشباهها كما يمر العلماء بالوضوء ، ينتفعون به ولا يعرفون كنهه مهما حاولوا . إن الانشغال بهذه البحوث لون من البطالة المقنعة واستحياء المعارك القديمة هو تجديد لمعارك الهزيمة ! وشغل للمسلمين بما يضرهم ويفيد عدوهم ! ان الآيات المحكمات هن أم الكتاب، فما الذي يصرفكم عن فقهها والعمل بها ، والدخول في متاهات لا معنى لها ؟ " رد الغزالي على سؤال لا معنى له . الغزالي يطمح بوحدة اسلامية ووحدة الشعور في الآم المسلمين في كل مكان لكننا مازلنا في فرقة .
الكتاب جميل ومفيد في تشخيص وتحديد اسباب تأخرنا وسهل أيضا ويساعدنا في تقويم نظرتنا لواقعنا ، كُتب في الثمانينات ومن المؤسف أننا لم نتقدم خطوة واحدة بل للأسوأ والأفكار السطحية عن الدين والتعنت والتكفير والتفسيق والتشدد وقلة فهم الدين التي تحدث عنها الغزالي لم تبقى مجرد نظريات بل طُبقت ونشهدها في داعش مثلا .. مات واستريح!!
الأمة العربية والإسلامية تمر في المرحلة الحالية بحالة حرجة جداً قد تخرجها بشكل كامل من المشهد التاريخي كفاعِل حضاري ، هذه المُشكلة هي التي استدعت قلمَ أديب الدعوة الإسلامية محمد الغزّالي ليكتب في هذا الموضوع ويحاول أن يحدد مكمنَ الداء من خلال هذا الكتاب ، من سخرية الأقدار أن هذا الكِتاب أُلفَ في نهاية القرن الماضي الأفضل نسبياً من الوضع الحالي حيث تغرق دول عربية كثيرة في الحروب والإستبداد والفقر وغير ذلك. يذهب الغزّالي في هذا الكِتاب إلا أن سببَ حالة التردي المعاصرة يُعزى بشكل عام إلى عوامل داخلية وعوامِل خارجية ، من العوامل الداخلية الخطاب الديني السيء والذي يتحمل جزء كبير منه السلفية ، الإنسلاخ عن فهم السنن الكونية والإشتغال بفروع القضايا الفقهية ، الإستبداد السياسي وقصور الحُكم عن الإسهام الإيجابي ، إنضباع شريحة واسعة من أبناء الأمة الإسلامية في المنطقة العربية بنتائج الحضارة الغربية ، وانضباع جزء آخر منها بثقافة الإتحاد السوفييتي اللينينية ، ضعف الثقافة وعدم الإهتمام بالقراءة كمحور أساسي في بناء شخصية الفرد مما أدى إلى انتشار الجهل والتعصب ، استدعاء العصبيات القومية والعرقية والوطنية ، رهن الخطاب الديني إلى العوامل المحلية كالعُرف وغير ذلك مما أسهم في تقييد الحركة الدينية وعدم القدرة على نشر الثقافة الإسلامية عالمياً ومحلياً بصفتها خطاب للعقل الإنساني في أي زمان ومكان ، إغلاق باب الإجتهاد ، ضعف لغة الضاد وغير ذلك ، أما العوامل الخارجية فمنها الإستعمار الحديث بكافة تجلياته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، التعصب الغربي وعدم إنصاف المسلمين حتى في أكثر القضايا الواضحة كالقضية الفلسطينية ومذبحة سربرنيتشا على يد الصرب ، سعي الدول المتنفذة إلى إشعال الحرائق في المنطقة الإسلامية وطرح قضية جنوب السودان كمثال والوضع في الحرب الأهلية في لبنان - وقت تأليف الكتاب- . بشكل عام أوافق هذا العلم الشامخ الإمام الغزّالي في معظم ما ذهب وأرى أن هذه القضايا بحاجة إلى مزيد من البحث ، والعمل على الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .
" سر تأخر العرب و المسلمين" يعد أول تجربة لي مع الامام الغزالي، وجدتني في هذا الكتاب أمام عالم غزير المعرفة، بصير بالأمور كلها، و فاهم جيد للأوضاع.. أول ما خرجت به بعد قرائتي له هو الندم، الندم الشديد لإكتشافي المتأخر لهذا الكم من المعلومات بهذا الاسلوب السهل التناول و المثير للاهتمام.. يجد القارىء نفسه في هذا الكتاب أمام شخصية غاضبة ناقمة عن أحوال العرب، و متحسرة عن ما توصل له الاسلام من انحطاط و تقبل للذل، في منتصف الصفحات أصبت بالغضب أيضا، و مع ذلك الكم الهائل من المعرفة تعرضت لصدمة علمية.. نعم صدمة علمية، شعرت بنفسي أتضاءل رويدا رويدا كلما تقدمت في الصفحات، أنّى للغزالي ان يشعرني هكذا في صفحات لا تتعد المائتين؟ و بين أ��طر ضئيلة؟ لا أعلم. ما أعجبني في الطرح هو الترتيب الصحيح للأفكار، انتقاله من أسباب سقوط العرب الى تأثير أخطاء الجاهلية، من المراة في الاسلام الى الحكم الذي تقهقر بعد زوال الخلافة الراشدة و أصبح للنسب و القبائل و بعدها تناوله الفاسدون، انتقاله من العدالة الى العلم الدنيوي و الديني، و غيرها من النقاط المهمة.. باختصار ألمّ بكل مايدور، بتوازن! نعم اهم نقطة لفتت انتباهي هو توازن الامام الغزالي، أراني الاسلام بنظرة اخرى، نظرة لا تزمت فيها و لا انفلات، لا سلف و لا خوارج و لا معتزلة ولا اي تذبذب عقائدي او مذهبي. ذكر الحق، و الحق يقال انه من أفضل من ذكره. لم يطاوعني قلبي أن انقص في التقييم نجمة، و لو انني في حقيقة الاصل نويت ان انقصها و ذلك لانه لم يتمم الشرح في بعض المسائل قائلا بأنه تناولها في كتبه الاخرى.
من الكتب الجيدة جداً التي تناقش سبب تأخر العرب والمسلمين من مثل عدم وجود علم كافي عند الدعاة واهتمامهم، هم وغيرهم، بصغائر الأمور مثل هل يجب قراءة الفاتحة وراء الإمام أم لا؟ بدلاً من أن ينظروا في أمور أهم مثل الخشوع في الصلاة. هذا أيضاً ينطبق على ما يحدث اليوم من اهتمام العرب والمسلمين في قدح أديان أخرى أو تبادل الشتائم الكثيرة بين السنة والشيعة بدلاً من التركيز على أمور أهم في الحياة؛ فمهمة الدين كما يراها الغزالي أنه يعين المتعثر على النهوض بدلاً من أن يجهز عليه.
إضافة لهذا حارب الغزالي كل من يمنع صلاة المرأة في المسجد أو يحارب تعليمها أو قيادتها للسيارة أو كشفها لوجها في حين أن المرأة في عهد الرسول كانت قادرة على حمل السلاح وشاركت الكثير من الصحابيات في غزوات إلى جانب الصحابة، ولم تعامل المرأة يوماً بدونية في عصر الرسول خلافاً لما يحدث في هذه الأيام حيث انتشرت ثقافة العيب وطغت العادات والتقاليد البدوية على مجتمعاتنا.
الشيخ محمد الغزالى رجل مطلع جدا وعقله منفتح جدا بالنسبة لأى شيخ او عالم اسلامى قرأت له قبل ذلك ، كانت رائع فى نقد الفكر السلفى المستمسك بالحديث صحيحا كان أم ضعيفا والانشغال بتوافه الامور وخلق جدال من شئ لا يستحق فى حين يتركوالقرآن وآياته الصريحة الواضحة يعرج شيخنا الى أسباب الفرقة فى العالم الاسلامى داخلية كانت أم خارجية ، وتشعر بأسف الشيخ وحزنه على ما يحدث فى العالم الاسلامى الكبير مآخذى على الشيخ وسبب النجمتين الضائعتين هو ما ورد منه عن الالحاد وفلسفة الشر ونظرية التطور واراء جاليليو وهو ما يبدو أن الشيخ لم يكن على اطلاع كاف بها لكن يبقى الشيخ انه المتفرد بين شيوخ الاسلام عندى هو صاحب الاسلوب الرائع فى الكتابة والشرح والتعليل والتحليل
له كتاب اخر على طاولتى هنا بعنوان "جدد حياتك" سأقره
كتاب رائع . فعلا العرب خاصة و المسلمين عامة ,تدهورت حالتهم,بعدما كانوا اعظم امة,و ضرب بهم المثل في الاخلاق من عدل ,سماحة و حلم. عندما ابتعدوا عن الدين و القران الكريم و السنة النبوية كان ذلك اول امارات و التدهور التخلف,و غيبت الشورى و حكم الدولة و خلف عليها من هو غير اهل لها ,و تدوالت الخلافة من جبل الى جيل ,كان ذلك سبب اخر للتزعزع,كما لحقها انحطاط الاخلاق و اختلال الثقافات و اتباع ثقافات الغرب. كانت امة واحدة تحارب الكفار و تقف بالمرصاد للاستعمار, امست امة يحارب بعضها بعضا و يتامر البعض على البعض, نسيت مهمتها الاساسية و الهتها التفاهات و المناصب و صغائر الامور. اصبحت امة تتبع لا تتبع,تقاد لا تقود,تسمع و تطيع لا تامر و تنهي.
ليس الكتاب الأول ولن يكون الأخير إن شاء الله الذى أقرأه فى سر تأخرنا نحن المسلمين ولكن لكل كاتب أسلوبه فى الطرح هنا نجد الشيخ الغزالى قد تحدث عن الكثير والكثير من الأسباب وأحسن فى ذكرها ولكن ملاحظتى هى أنه فى بعض الأجزاء كان لابد من الإطالة أكثر الكتاب فتح لى أبواب جديدة للبحث نسأل الله أن يعيننا عليها وأن يجعل تأخرنا تقدما إن شاء الله
كم أنت رائع يا شيخ هذا الكتاب يطرح عدة قضايا مهمة جدا سببت تأخر المسلمين منها الترشيح للحكم على حسب الوراثة وليس الأكفئ والمعاملة الخاطئه للمرأة وغيرها من القضايا المهمة جدا لنا أن نتلافاها في سيرنا نحو التغيير حقا كتاب رائع جدا جدا جدا