نبذة موقع النيل والفرات: عندما نقرأ للفيلسوف الأديب "زكى نجيب محمود" أى كتاب من كتبه، لابد وأن نذوب معه وننسى عالمنا الخارجى ونغوص فى كلماته السهلة الممتنعة، وفلسفته العميقة، فما بالنا لو قرأناه حينما يتحدث عن نفسه؟! تلك إذن قصة أخرى، وتلك هى "قصة نفس" حلقة من ثلاث حلقات (قصة نفس، قصة عقل، حصاد السنين) دون فيها المفكر الكبير سيرته الذاتية، ولكن.. ليس أحداثاً وأياماً وإنما أفكار.. هى سيرة أفكاره، وقصة نفسه وهو ينفصل عنها ليراها من بعيد، ويكتب عنها ويحللها ويرى ما تأثرت به وأثر فيها مهما صغر، إنه يروى لنا سيرته الذاتية من الداخل، وكيف لا وهو الفيلسوف، ولكنه أيضاً أديب فيجعلها درب يمزج بين الفكر والأدب، على فصول عشرة جاءت كالتالى: أحدب النفس، حصان من الحلوى، حلم ليلة فى منتصف الصيف، أطلال دوارس، رماد يشتعل، تراجم الأضداد، موت فى أسرة الأحدب، قلب يثور وعقل يطمئن وانفصام التوائم.. هل لنا أن نصف سطور من فكر الفيلسوف "زكى نجيب محمود" ؟. أم أننا حينما نتكلم عنها فمهما قلنا نبخسها حقها؟!.
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).
عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.
نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
قصة نفس.. رحلة داخل نفس د زكي نجيب محمود سيرة ذاتية لحياة واحدة من خلال ثلاث شخصيات كل منهم تمثل جانب من جوانب نفسه وشخصيته أثر النشأة والدراسة وأحداث الحياة وخاصة في الصغر في تركيبة هذه النفس وفي نظرته للحياة شخصيته تجمع بين الانطواء الذاتي والعقلية العلمية الفلسفية والبساطة في التعامل مع الناس السرد مميز جدا, وواضح فيه قدرته على تحليل ومعرفة نفسه بكل ما فيها من نقاط القوة والضعف
أسلوب قصصي حيوي يستطيع أن يضع الأفكار المجردة في شخصيات ذات تكوين حسي عاطفي ذهني سلوكي طاقة تعبيرية متدفقة من نبع ثري تنظمها مقاييس فكرية توجهها مقاصد أخلاقية اجتماعية متصلة بالتجربة الإنسانية الكلية في ذكرى رحيله 8 سبتمبر أذاعت قناة ماسبيرو المختصة بالبرامج القديمة في التلفاز المصري حلقة من برنامج أمسية ثقافية استضاف فيها فاروق شوشة، المفكر زكي نجيب محمود كانت الحلقة من تسجيلات عام 1986 أي أنه وقتها قد جاوز الثمانين لكن حماسه وتوقده الروحي ومنطقه السليم كأنها لرجل ثلاثيني مازال يحتفظ برومانسية مصقولة بنضج اعتراك الحياة
" لقد قرأت في صدر شبابي كل ما أنت به اليوم معجب مفتون ، واجتزت عهداً أراك تجتاز مثله الآن ، عانيت فيه ما عانيت من كرب وضيق ، وكم قرأت وقرأت ، فكنت أتلون بما أقرأ كاني حشرة حقيرة تدب علي ظهر الأرض وتسعي ، فتصفر إن كانت تحبو فوق الرمال ، وتخضر إن كانت تزحف فوق الحقول . كنت أقرأ للشكاك فأشك ، ثم أقرأ للمؤمنين فأؤمن ، هذا كتاب متشائم أطالعه فإذا أنا الناقم علي حياتي ودنياي ، وذلك كتاب متفائل أطالعه فإذا أنا الهاش الباش المرح الطروب ، لكن أراد الله بي الخير فأفقت إلي نفسي فوجدتها مضطربة هائمة تعصف بها الريح هنا وهناك ، وفي كل ذلك هي تعاني من القلق والهم ما تعاني " ، يا الله ، لشد ما أريد أن أتحدث عن نفسي بتلك الطريقة ولكن أي حياة عشتها جديرة بأن أحكيها ! زكي نجيب محمود ، بالنسبة للسير الذاتية ، في صفحات قليلة يعرض لك بطريقة مبتكرة بشدة في تجريد الذات ووضعها تحت المجهر للحكم عليها بموضوعية ، حيث يقسم نفسه إلي ثلاث أشخاص ، النفس اللوامة والآمارة والمطمئنة ، الأنا والهو والأنا الأعلي ، صراع عقلي عاطفي وبينهما يتمزق الإنسان .. زكي نجيب محمود ، أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء ، تكتب لتجده يتحدث لك وعنك ، ليبكيك ويضحكك .. إنك كلما قرئت لهذا الرجل شعرت أنك لم تقرأ شيئاً ، فمن لذة كلامه لا يوجد بداية ولا توجد نهاية .. رحم الله الثائر علي ذاته قبل مجتمعه زكي نجيب محمود .. سيرة تُقرأ ، سيرة تؤثر في حياتك ، ورؤيتك لذاتك
رغم أن الكتاب كان صعب ، لأنه مش درامي ولا فيه عواطف أو مشاعر كتير ، كان فلسفي أو عقلي من الطراز الأول ، بس أنا حبيته ، دراسة النفس دي حاجة شيقة ، أنا حبيت الكتاب لأسباب كتير كان من أهمها أنه نقلنا للمصر في عصر الثلاثنيات لما كانت البلد والناس أحسن كتير عن دلوقتي .. كتاب رائع وسيرة ضاتية رائعة .
نحن أمام رواية فلسفية ، في فصولها ينتقل بك المفكر الرائع من مرحلة إلى أخرى داخل النفس البشرية ،يتعمق فيها بروية وهدوء ، يأخذك داخل عالم مختلف،الرواية لا تقوم على حدث محوري وعقدة ثم فك العقدة .. إنما هي تروي رحلة اكتشاف الإنسان لحقائق الحياة والحب والعلاقات بين الناس ، وكيف تختلف من مرحلة إلى أخرى في حياة كل إنسان تحتاج الرواية لقاريء يعشق التأمل ، يقرأ بتأني الراوي لا يصرح في البداية أنه يكتب عن نفسه ، وإنما يكتب عن صراع الإنسان من أجل التكيف بين الواقع وبين ما يطمح إليه من مثل عليا ورغبة قوية في تغيير بعض الثوابت البالية والأفكار والموروثات العقيمة من خلال شخصية صديقه الأحدب .. ثم تكتشف أنه يمثل جزءا من نفسه ، مختبيء داخل روحه ، آن الأوان ليخرجه ويتحاور معه ، لعل الرؤية تتضح ، ويصل لحقيقة ويقين يهديء جذوة الصراع داخل النفس المشتعلة بالغضب والثورة على مجتمع يرفض التغيير ويحكم على المبدع والحالم بالمثالية بالعزلة والانطواء ثم يعرض علينا النموذج الثاني وهو المفكر والكاتب الذي يتحكم في صراع نفسه العقل أكثر من العاطفة على نقيض الأحدب، ويعرض أيضا عليك مسيرته وطموحه للأخذ بخبرات العالم الغربي ال>ي سافر إليه ونهل من علومه الإنسانية ، ليطمح في نقل ثقافته وفكره إلى وطنه بعد عودته .. ولكن هل يقدر ؟ وهل يجد الفرص متاحة له ليتدفق طوفان رغباته العارمة في تحقيق حلمه بمجتمع أكثر تحررا .. أم سيكتب عليه أن توضع أمامه العوائق لتسد هذا الطوفان وتكبت الحلم داخل النفس الثانية ممثلة في الصديق إبراهيم ويصل بك في المحطة الثالثة إلى أن الراوي يجد نفسه بعد تجارب وبحث وخبرات متنوعة ما بين المرة والحلوة ، إلى تحقيق التوازن داخله ما بين العاطفة المتقدة عند الاحدب وما بين المنطق والعقل وقدرتهما على تحليل الأحداث ورؤية الأمور كما هي عند الفيلسوف والكاتب إبراهيم . وما بين محطة وأخرى لا تخلو الحياة من المباهج ، ممثلة في قصص الحب والعواطف ، حتى هذه لم يتركها فيلسوفنا الرائع إنما أخذ يسرد لنا كيف تتدرج درجة الميل العاطفي عند الإنسان ، من المراهقة حتى النضج .. وكيف يعاني من هم مثل الاحدب من رغبات وحب متقد يشتعل في حنايا أرواحهم ، دون أن يتمكن من تحقيق حلمه بالزواج ممن أحب . ولكن تظل المشاعر رغم ذلك وكأنها نارا تكمن تحت الرماد تنتظر شرارة رؤية الحبيبة بعد سنوات الغياب لتخرج من مكمنها وأيضا لا يغفل هنا عن عرض نما>ج من زيجات جمعته باصحابها علاقات الصداقة ، وعندما يجتمع بهم البطل الأصلي " الراوي " نجده يتعجب من كم التناقض الذي جمع بين كل زوجين ، حتى أخ يتصور وهو جالس بينهم كيف أنه يرى أن فلانا يصلح لفلانة ، كيف جمع النصيب بين سعاد التي تغلب عليها الكآبة حتى تحولت لكتلة صخر أو تمثال شمعي بلا روح بزوج جامح لا يتردد عن فعل أي شيء ليرضي شهواته ، ولا يخجل أبدا من التعبير عن إعجابه بامرأة فلا يتردد عن مغازلتها ليرضي جموحه العاطفي .. ويروي هنا عن نفسه أنه من القلة المحظوظين في هذه الحياة ممن كتب له القدر زيجة سعيدة ومستقرة .. ساعدته في تحقيق ذاته ، وإطلاق ملكات الإبداع لديه بحرية يقول د.زكي مفسرا تدرج العواطف الإنسانية عبر الزمن من الاتقاد والنشاط المفرط إلى الهدوء والفتور :" سئل سوفوكليز : كيف ترى الحب الآن ، وهل لا تزال قادرا عليه؟ ، فأجاب صه! ناشدتك الله ألا توقظه في قلبي من جديد . فكم يسعدني أن أراني قد فررت من حبائله ، فأحس كأنما فررت من مستبد متوحش مجنون؟! " وهنا أردت ألا أتكلم عن الحب فقط لكن أريد في ضوء ما قيل أن ألاحظ لك ما يصيب العواطف كلها من برودة الانفعال مع مر السنين؟ " وما أروع ما وصف من حال الصديق إبراهيم أنه بعد عودته من رحلته الدراسية ، كيف عانى من النفوس الفقيرة . التي هي عبارة " كبار أجسام وأعمار، ..،كذلك أولئك العاجزون صغار الهمة صغار الأحلام " أقصى قدراتهم أن يصنعوا صنيع التلاميذ في استذكار دروسهم كما هي مكتوبة في الدفاتر وكان إبراهيم لديه طبيعة شديدة الحساسية تدفعه أمام نذالة النذل وجهالة الجاهل وعدوان المعتدي أن يسرع فينطوي ويقول أيضا عن الفارق بين عاطفة ورغبة الرجل وعاطفة المرأة " إنه حقا أمر عجيب أن يتعلم أبناؤنا وبناتنا ، فيتطور الفتى في كل شيء إلا في مثيراته الجنسية ، فهذه تظل كما كانت لتكون لو لم يتعلم شيئاً، على حين لا تكاد تتطور المتعلمة الفتاة في شيء إلا في مثيراتها الجنسية ، فلا يبقى فيها شيء مما يكون عند أختها المتروكة على الفطرة ، مع كون الأختين من ثقافة اجتماعية واحدة " لا شك أن الروايات التي تكشف بواطن النفوس ممتعة ، فهي أيضا تساعدنا على فهم ذواتنا .. والتحرر من قيودنا .. ربما في يوم ما تنطلق ملكاتنا من مخبئها بحرية وطلاقة بعد طول ركود وخضوع لقيود الروتين والاستسلام للفكر التقليدي الذي كاد يميت احلامنا ويخنق أرواحنا
قصة نفس هي سيرة ذاتية تتخذ شكلًا روائيًا … يقول زكي نجيب : أردت بكتابة قصة نفس أن أصور حياتي كما سارت بها عوامل الباطن ، وكان حتمًا أن ألجأ إلى الرمز . من خلال ثلاث شخصيات كتب لنا زكي نجيب سيرة ذاتية على شكل رواية فلسفية ممتعة ، كل شخصية تمثل جانب من جوانب نفسه ، رياض الأحدب وإبراهيم والراوي فوزي ، العاطفة والعقل والأنا الأعلى حسب نظرية فرويد إن جاز لي التشبيه . . بداية القصة هو لقاء الراوي بشخصية غامضة رجل أحدب منعزل كئيب قال له جملة لها تأثير على الراوي وهي ( الحياة عبئها ثقيل على من أصابه في الحياة الخذلان ) هذه الجملة وغموض الشخصية تدفع الراوي للبحث عن ماضيها ومحاولة فك رموزها ومعرفة سرها . نتعرف على أثر العوامل الكثيرة لبناء الشخصية أو النفس ونظرتها للحياة ، الطفولة المجتمع الأسرة والتعليم والأصدقاء ، الحب الخذلان والصداقة الموت والفقد وغيرها من العوامل . . أول قراءة لي لزكي وأعجبتني طريقة كتابة هذه السيرة طريقة مختلفة ورم��ية ، كتبت باسلوب أدبي جميل وسلس . وعلى حسب قراءتي لها تكملة بعنوان قصة عقل و حصاد السنين . . . اقتباس : لقد سألت نفسي : لو أرخت لحياتك ودونت ما مر بها من حوادث ، فماذا أنت ذاكر ؟ إن من الرجال من يكتبون قصص حياتهم فإذا هي حافلة بأحداثها، تقرؤها فكأنما تقرأ قصة من خلق الخيال البارع، فأين من ذلك ما عشت من حياة فارغة جوفاء ؟ وهنا رأيت الشبه ماثلاً بيني وبين ساعي البريد : أرأيت كيف ينفق هذا الرجل حياته ساعيًا بين الناس ببريده ؟ إنه لا يمس الظروف إلا من ظاهرها دون أن ينفذ إلى قلوبها ولبابها، إنه لا يعلم من الرسالة إلا عنوانها، فأين ذلك من صاحب الخطاب ؟ إنه يفض غلافه ويمس شغافه ويقرأ السطور وما بين السطور، إنه يستروح من كلماته أنفاس الحبيب، أو هو ينظر إلى الألفاظ فإذا هي ألحاظ الصديق ناظرة إليه تباسمه وتناجيه … لكأنني من هذه الحياة إزاء مدينة حصينة سورت بمنيع الجُدر، ولكأنني منها طواف يطوف حولها ويطوف، ثم لا يجد إلى جوفها من سبيل … صه! أذلك همس ؟ أنهما حبيبان يتغازلان، أتلك ضحكات طروب؟ إنها جماعة مرحة نشوانة ، أذلك أنين ؟ إنه بكاء حزينة ثكلى، يا ويح نفسي ! أريد أن أهمس كما يهمس الهامسون ، أريد أن أضحك كما يضحك الضاحكون ، بل أريد أن يكون لي في حياتي ما أبكيه وأرثيه ! أين ياصديقي الجواز الذي يبيح لي الدخول في هذه المدينة الصاخبة فأشتريه؟
"نفس مثلثة الأركان لكل ركن منها طبيعة تتنافر مع طبيعة الركنين الآخرين" .. قصة نفس تحليلية ترفع من سقف القراءة الروائية في حال اعتبرناها قصة أدبية وماهي كذلك برأيي أبدا .. جميل أن نقرأ كتاب يزودنا في كل فصوله بمعلومة جديدة ويضيف لنا ويضيء .. لا شعوريا وفي أجزاء كثيرة من فصول الكتاب وجدتني أتوجه لمحرك قوقل لأبحث عن أصل معلومة أو التعرف عليها من جديد .. كـ رحلات جلفر لجوناثان سويفت وترستردام شاندي المتناقض وغيرها كثير .. أعجبتني اللغة التحليلية الفلسفية للنفس والغوص الجميل فيها واكتشاف بعضا من قواعدها الهامة .. أعجبتني اللغة البسيطة والعميقة في آن واحد .. شكرا للصدفة التي قادتني لقراءة لزكي نجيب محمود ..
الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين , و أخيرا أنهيت بفضل الله سبحانه وتعالى قصة نفس للدكتور زكى نجيب محمود , وفيه قسم الكاتب نفسه إلى ثلاثة أنفس و حكى عن كل نفس صفاتها و خصائصا ثم اخبرنا انها نفس واحدة لشخص واحد , انها مثلث له ثلاثة أضلاع. أنهى الكتاب بقول الله عز وجل " ونفس وماســـواها فألهمها فجورها وتقواها صدق الله العظيم.
هناك كوكبة من الكتاب بلغ تعلقي بهم أن صرت أفتش عن أمثالهم بين وديان الكلمات ودفات الكتب ، حتى أصبحت ذكراهم مثارًا لإحباطي من دونية الحاضر. فمن لي بزكي نجيب محمود جديد!. لم أعد أقرأ له إلا وأشعر أني مستند على جذع شجرة تحت سماء الليل وشعاع القمر يضفي على قلبي روح العزلة وسكينة الضمير ثم أسمع منه كمعلم بل صديق، فقد قرن قلمه الفلسفة بالأدب ، ولست أؤخذ بشيء أكثر من الفلسفة والأدب. أركن إلى كلماته فإذا به يخاطب العقل من حيث هو نبع الفكرة ومصبها فمنه وإليه، ويتخذ من الوجدان مجرى لها فتنساب فيه رقيقة كنسيم الفجر، هادئة كأضواء الشفق. أتأمل نفسي في كل ما خطه قلمه فكأنه يجادلني ويتحداني إذا ما استفزني طموح العقل ولذة العقلانية ، وكأنه يشد على يدي إذا ما راقصت أشباح اليأس روحي وأعملت الأيام في نفسي معاول الزمن. قصة نفس ليست كأي سيرة ، فلا يقتصر على الأحداث ولا يسلم بالمكنونات ، لا يخاطب قارئه وحسب وإنما يحدث نفسه ويسائلها ، فيستعرض محطات في رحلته، ويتذكر أشخاص، ويناقش أفكار ، ويستعرض كتابات لعله يضع يده على نقطة فاصلة استوطن فيها الهم أفكاره، وتشكلت فيها هموم الحياة قتبًا على ظهره لا يدري أهو مفروض عليه مسلوب الحيلة، أم أنه اختار حمله طائعًا ليخبر الناظر إليه بأنه قد قضى حياته وقضى إربه فيها!، وليفصل في أمره جرد نفسه إلى ثلاثة شخوص أحدهم يحمل الفطرة والشعور ، والآخر يصنع عقله حياته ويصورها صورةً مثالية، والآخر يتنقل بين هذا وذاك كيفما اتفق فجمع ثلاثتهم في نفس روى قصتها. رحمة الله عليك فأنت حقًا فيلسوف الأدباء، وأنت قطعًا أديب الفلاسفة.❤❤❤❤
في قصص النفس نجد دوماً جانباً إنسانياً يضمنا جميعاً، يجعلنا متشابهين في الشعور وإن اختلفت أفكارنا، فبعيداً عن عالم الأفكار المجردة؛ هناك شيء آسر دوماً في عالم الوجدان.. أو هي كما قال درويش في جداريته يوماً : كلٌما فتٌشْت عن نفسي وجدت الآخرين.. وكلٌما فتّشتُ عنْهمْ لم أجد فيهم سوى نفسي الغريبة.. هل أنا الفرد الحُشود؟
هذه الثلاثية البديعة التي صورها الكاتب والتي لا تخلو نفس منها وان اختلفت الاتجاهات والمسميات، أربكتني وأسعدتني وأسرتني بصورتها وسرديتها التي ظلت حتى نهاية الكتاب.. وأشد ما أسرني هي تلك الصورة النفسية التي تجسدت في -الأحدب- تلك الصورة التي ظننتُ أنني تفرّدتُ بها في لحظة من العمر قبل عدة أعوام، تجسدت فيها أول صورة نفسية لي وباتت ترافقني في مخيلتي، يوم أعلنت أنني منذ هذه اللحظة قد انحنى ظهري ولا مفر من السير في هذا العالم محاولةً إخفاء هذه الإنحناءة ما استطعت، وصرتُ كلما مر زمن واشتدت تجارب وتعرّجت طرُق، أعود فأتفقد هذا الإنحناء بعيداً عن العالم أقوّم ظاهره ماستطعت.. يا إلهي كم كانت صورة هذا الأحدب مؤنسةً لي كأن صديقاً قديماً قد عاد من الماضي القريب يسرده عليّ على حين غرة! سردٌ يختلف في تفاصيله واتجاهه ويتشابه في مضمونه الشعوري.
منذ بداية قراءتي للكتاب وحتى وصلتُ آخره لم أستوعب أن الشخصيّات الثلاثة التي يتحدّث عنها الكاتب هي شخصٌ واحد! وأن هذه النفوس المتباينة كلّها تتصارعُ داخل جسدٍ واحد. وصفه للنّفس وتشريحه لها وقدرته على فهمها بشكل عميق مبهرة. العديد من الاقتباسات والأفكار كانت تمسّني فكأنه كان يعبّر بقلمه عمّا لا تستطيع نفسي استخراجه أو لا تبرعُ قدرتي الكتابيّة على وصفه. لكني في الثُلث الأخير من الكتاب أصابني مللُ بالغ جعلني أقلّب الصفحات وأنتقي مواضع تشدّ اهتمامي فأقرأوها، ربما أعزو ذلك لعدم معرفتي السابقة بالدكتور زكي نجيب محمود فهذا أوّل كتاب أقرأوه له والكتاب يتحدّث عن سيرته الذاتيّة، أظن أن المهتمّ بشخص الكاتب سيجده من أجمل كتب السير الذاتيّة.
الحياه عبئها ثقيل على من اصابه في الحياه خذلان... ارى الحكمه في التخفف من هذا العبء الثقيل... ان الحياه التي تؤرق صاحبها هي الحياه المريضه...لماذا لا تلتمس في كل شيء وجهه الجميل ان الذي ينقصك هو الخيال....فداوئك منك...لكن ايضا رايت الناس معذبا بعضهم بعضا .....كذب و نفاق هذا الذي يكتبونه في الكتب و يعظون به في المحافل من ان الانسان يريد لنفسه و لغيره الراحه و الخير...الحياه صعبه و عسيره
اول قرائاتي لنجيب محمود...اجدها روايه ثقيله على النفس و مكدره ايضا...على قدر كرب انفس اصحابها...تطلعات للمستقبل و حظوظ و نهايات غير متوقعه...خذلان ...ان كانت سيره ذاتيه للكاتب بثلاثيه الانفس التي شاطرنا احداثها و التي قد تعود لنفس واحده حائره معذبه قلقه...هي نفسه بالاحرى ...فاني اجد فيها قدر من فلسفته بالطبع لكني لا استطيع تعميم تجربته على احد اخر...هي تخصه وحده فقط...و اجدها غير محكمه...و حبذا لو كتبها بشكل اخر....بشكل غير روائي لابدع !
.."ربما كانت قصة نفس من أكثر الروايات التى إحتفظت منها ب "قطوف لمستنى كثيرا هذه الروايه إذ كنت أعيش و أشعر كل مشاعر "الأحدب" حاملهً للحياه كثقل كبير على الظهر لا أقوى على حمله و أنا لا أعى له معنى.
كنت أشعر خلال قرائتها بخلجات الكاتب و تشنجات فكره التى ٌتترجم أسطراً أدبيه على ورق ..أشعر أن ثلاثية شخصه تتقارب منى تقارباً روحياً كبيراً..و أنا أؤمن بتقارب الأرواح :)
" ثُرى لماذا يحمل هذا المسكين حياته كالُدمل الكبير فوق ظهره؟ أيكون ذلك لأنه ركز انتباهه فيها فوضحت له علتها و برز أمام عينيه سخفها ؟ و لو قد تغافل عنها كما يفعل سائر الناس لسرت فى دمه و خفيت عن بصره
كتابات زكي نجيب محمود تحتاج لقراءات متعددة ، اعتراف واقرار لابد منه ، و هذا الكتاب تحديدا روعته بالنسبة لي تكمن ف المزج الرائع و البديع بين الاسلوب الادبي القصصي و التجربة الذاتية للكاتب ، و روعة تحليله و وضعه لنفسه تحت الميكروسكوب ليراها ثلاثة بتفاصيلها و اخطائها و امتيازاتها ، بحيادية تكاد تكتمل ، و كنت اتمنى ان اقرأها بالطبعة الاولى دون تعديل تكرر في الطبعات التالية
قدّم زكي نجيب م��مود الجزء الأول من سيرته الذاتية بشكل مختلف تمامًا؛ فقد عرض لنا" قصة نفس" واحدة في ثلاثة شخوص كل واحد منها يُظهر جانبًا من حياته وصاغها بقلمٍ بديع ينتقى ألفاظه انتقاءً وتشبيهاته لها وقعها العميق في النفس وحِسُّه المُرهَف ظاهر فيها جدًا. هذه من أفضل السير الذاتية التي قرأتها واستمتعت بها جدًا.
سيرة ذاتيه للمفكر الأديب زكي نجيب محمود رحله روحيه عميقة الفكره التي أختارهازكي نجيب محمود لصياغة سيرته مبتكره وفريده فكُلنا شخصيات متناقضة في جسد واحد يكفي هذه السيره سبرها لأغوار النفس البشريه وتشخيصها للعوامل المكونه لها رحله فلسفيه شيقه!.. كلي شوقا الى ...قصة عقل
للكاتب الكبير زكي نجيب محمود أسلوبه الرائق في الكتابه لا تمل منه ولا تكل من القراءة له. وله قوة عقل تجذب القاريء تزين له الاستمرار في القراءة حتي النهاية. وهذه ميزة في الكاتب قل من يتمتع بها. في هذا الكتاب (قصة نفس) يتحدث الكاتب عن نفسه ولكن ليس بأسلوب السيرة الذاتية المعروف، وإنما اختط لنفسه منهجا جديدا في الكتابة عن نفسه، وطريقا جديدا للتعبير عنها. معتمدا علي منهج فرويد العلمي في التحليل النفسي قسم المؤلف نفسه إلي انظمة النفس الثلاثة المعروفة (الأنا والانا الأعلي والهو) وهذه الأنظمة تعبر عن ثلاث مكونات للنفس البشرية (الغريزة والعقل والمثل الاعلي)، قام المؤلف بالحديث عن نفسه بعد أن قسمها إلي ثلاث أقسام مسميا كل قسم منها باسم مختلف، و تحدث عنهم وكأنه يتحدث عن ثلاث شخصيات، وحكي حكاية هذه النفس شارحا وقع الأحداث علي جانبه الغريزي والعقلاني والمثالي. شرح الكاتب كيف نما كل جزء من شخصيته علي مدار عشرات السنوات التي عاشتها هذه الجوانب معا داخل جسد واحد. لو لم تنتبه معه لن تصدق أنه يتحدث عن شخص واحد، كان تلميذا صغيرا في كتاب ومدرسة، ثم كبر و دخل الجامعة، ثم كبر و ارسل في بعثة للخارج. في الفصل الأول يلتقي اثنان أحدهما أطلق عيه اسم (أحدب النفس) وكان هذا الأحدب هو جانبه الوجداني الذي كان يعيش مأساة حقيقية طوال حياته. كان الأحدب هو بطل هذه القصة ثم انضم إليه ثان ثم ثالث، كانوا جميعا جوانب نفس واحدة. تطورت العلاقة بين جوانب هذه النفس حتي وصلت إلي درجة اندماج الوجدان بالعقل، بعدها بدأ الحديث عن شخصين لا ثلاث أشخاص. كان هذه الإندماج بفعل تطور في صاحب الوجدان إذ بدأ يعقل، و تطور في صاحب العقل إذ بدأ هو الآخر يلين قلبه، ولما زالت الفواصل بينهما اندمجا. الحياة كان لها وقع مختلف علي كل منهم، فالعقلاني له رد فعلا يختلف تماما عن رد فعل المثالي وهما يختلفان في رد فعلهما عن الوجداني الانفعالي، لكل منهم منطقه و حياته المنفصله التي استطاع الكاتب التعبير عنها معتمدا علي آخر صيحات علم النفس في هذا العصر. مع روعة الموضوع وروعة الأسلوب نجد أن الحكمة والمقولات التي تعتبر اقتباسات رائعة لها قيمة تربوية عالية يكثر وجودها في الكتاب! فمما قاله الكاتب: الحياة عبئها ثقيل علي من أصابه في الحياة خذلان. .................. ليست نفاسة الحمل بمانعة من أن يكون ثقيلا؛ فالحمار الذي ينوء تحت أثقاله لا يعبأ أن تكون أثقاله تلك من ذهب أو من حطب. .................. يا صاحبي إن الحياة التي تؤرق صاحبها هي الحياة المريضة؛ فأنت لا تشعر بوجود أي جزء من أجزاء جسمك إلا إذا اعتل؛ إنك لا تشعر بوجود عينيك أو أذنيك أو معدتك أو قلبك إلا إذا أصابتها أو أصابته العلة؛ أما إذا كانت هذه الأجزاء سليمة فلن تشعر بمجرد وجودها، فضلا عن أن تحس الألم من حملها. إن حياتك _ فيما أري _ قد مرضت فأحست بوجودها ثم بحملها وثقلها، كأنما هي زائدة أضيفت إليك وليست منك ولا أنت منها، ولست أعجب الآن أن أري حياتك المريضة هذه قد برزت فوق ظهرك قتبا كبيرا. .............................. لابد من التفرقة بين من "يعلم" أصول الدين وقواعده، وبين من يتحول ذلك "العلم" في قلبه إلي وجدان، فهذان جانبان مستقل أحدهما عن الآخر، قد يجتمعان في إنسان واحد، وقد يتوافر أحدهما دون الآخر، فهنالك العالم المتبتل، وهناك العالم في غير تبتل، وهناك التبتل عن غير علم، وهناك من يخلو من العلم والتبتل كليهما: أربعة أنماط من الناس، لابد من التفرقة بينها حتي لا نظن أن كل علم بالدين مقرون بالشعور الديني. ........................ الذكريات حلوة حتي وإن كانت في حينها مصدرا للمرارة والألم. ................... كنت أقرأ للشكاك فأشك، ثم أقرأ للمؤمنين فأومن،هذا كتاب متشائم أطالعه فإذا أنا الساخط الناقم علي حياتي ودنياي، وذلك كتاب متفائل أطالعه فإذا أنا الهاش الباش المرح الطروب، لكن أراد الله بي الخير فأفقت إلي نفسي فوجدتها مضطربة هائمة تعصف بها الريح هنا وهناك، وهي في كل ذلك تعاني من القلق والهم ما تعاني. ...................... كل هذه المقولات وغيرها تثبت روعة هذا الكتاب، وقوة عقل مؤلفه، وعلو مقامه، وبالتالي مديا لفائدة التي يجنيها القاريء من مثل هذا الكتاب ... كتاب جديد ممتاز يضاف لقائمة مؤلفات الدكتور (زكي نجيب محمود) التي قرأتها، ولن يكون الأخير إن شاء الله، وأنصح الجميع بالقراءة له. .......................
-الحق أنني لا أدري كيف يظل الإنسان مشدودا إلى ماليس يرضيه , ثم يظل مشدودا إليه برغم أنفه وهو عالم كل العلم أن الروابط التي تشده لاتزيد على نفحات من هواء , لو سد عليها الطريق لحظة لانتهى كل شيء .
-نحن أيها الخطيب شبيهان ، كلانا أدرك الهدف و أخطأ سواء السبيل ، أراد لنا نحس الطالع في صبانا أن يخدعنا المعلمون – و المعلمون أحيانا ما يخدعون ، و يبشرون بما لا يؤمنون – فأوصونا بأن نجعل من النجم غايتنا ، فأبت علينا الأمانة البلهاء ، إلا أن نكد و نكدح لنبلغ النجم ، وفاتتنا الحيلة التي يدركها الألوف إدراك البداهة في غير عسر ولا عناء ، وهي أن نلتمس النجم في صورته على صفحة الماء ، و أولو الأمر لا يفرقون بين النجم و صورته فكلاهما في أعينهم لامع لألاء ، و بربك لا تقل أننا إذ نروم النجم في سمائه تستقيم منا الظهور ، و تشرئب الأعناق ، و تشمخ الأنوف ، أما إذا أردنا الصورة فلا بد من " انحناء " فتلك حكمة القدماء ، و الحكمة إنما تساير وسائل النقل في تطويرها ، فلا ينبغي أن تكون حكمة الطائرة كحكمة " الحمار " قبس من الكتاب
- لماذا لم أحسم الأمر حين ازورت بوجهها أول مرّة ؟ أقسمت لي أنها لا تضمر السوء ، وَ صدقتها .. كنت أخشى دائماً أن أسئ إليها ، فكيلت لي الإساءة لطمات بعد لطمات .. كانت غاية في الرشاقة حين رأيتها ، لماذا خفق قلبي لها و ما كان ينبغي له أن يفعل ؟ يا بنيّ لا تتحدث حديث القلب ، فهذه لغة الشباب و لم تعد شابا ، ألا ما أشد غرورها ، ليتني أجد الشجاعة عندي فأسيء إلى من يسيئون إليّ بمثل ما أساءوا .. كانت نغمة كلامها في التليفون أخاذة ، لكنها إبليس في صورة البشر ، إنها الشر كله في صورة إنسان ، إني لأعجب كيف يكون هذا الشر كله في هذه الرقة كلها .. آه لو رددت الإساءة بإساءة مثلها ، إذن لما عانيت شيئاً من لذع الضمير الذي يؤرقني و يعذبني .. حسبوني أبله ساذجاً ، هم مخطئون ، لئن أكن قد أمسكت عن الردود الصحيحة في المواقف المختلفة ، فما ذاك إلا حياء ، لم يكن بلاهة ولا سذاجة ، إن الماضي لا يعود و جرحك سيظل إلى موتك دامياً . |- زكي نجيب محمود .
رحلة طويلة لسيرة ذاتية عميقة قُسمت على ثلاثة أشخاص مختلفين،يلتقون في جسد ونفس واحدة!..بين الأحدب رياض عطا وإبراهيم الخولي وفوزي الراوي للقصة العديد من المواقف والأحاديث والنظرات والإختلافات..حياة تنكشف أسرارها منذ الولادة والموت مرورا بكل محطات العمر،ونصيبا من كل شيء في وضوح أو غموض..بصوت العقل والعاطفة..في عتمة العزلة وسطوع التواجد..في العلاقات والرغبات بين الأفراد والمجتمع..
*إن الذي يرى أحرف الهجاء أمامه ولا يستطيع أن ينشيء منها قصة أو قصيدة , يكون العجز فيه ولا يكون العيب في الأحرف , إذ ليس النقص في الأجزاء ولكن النقص في المهارة التي تقيم بناءها
*إن الرغبات شأنها شأن العقل في كونها من صميم الحياة ولبّها , فليس من حق العقل أن تكون له وحده الكلمة فيما يُعمل ومالا يُعمل , لأن للرغبة اللاعقلية مجالها ,وهاهو ذا المعري قد أملى عليه عقله أن الحياة عبث كلها , وإنما يعجب من راغب في ازدياد من ذلك العبث , فهل كفّ المعري نفسه عن الغبة في الزيادة ؟
* من أول الدروس التي لقنتنا إياها الحياة الاجتماعية فيما ينبغي أن تكون عليه علاقة الفرد بالمجتمع ,فإما أن تكون متجانسا مع الآخرين إذا أعوزتك قوة المقاومة , وإما أن تتصف بالجرأة المتبوعة بصفاقة الوجه إذا أردت أن تنفرد وحدك بسلوك خاص , أما أن تتحدى المجتمع بالعصيان الذي يأبى التجانس دون أن تكون مزوداً بما يلزم هذا من سلاح المقاومة , فذلك إنما يؤدي بك حتما إلى اختلال في عناصر اتزان النفس , ومن ثم إلى صراع داخلي فانطواء
لم أشعر للحظة انه يتحدث عن "نفسه" هو ولكن كما أراد تحدث عن ثلاثة أنفس، ثلاثة اشخاص، خلقهم من نفسه ثم اعادهم مرة ثانية لتكتمل صورة نفسه.
كنت أظنها سيرة ذاتية عنه، ولكن وجدتها مواقف متفرقة من هنا وهناك، لم يقصد بها أن يوثق أو يكتب سيرته ولكنها مواقف ربما منها الحقيقي واغلبها رمزي، لا تجد فيها شخوص حقيقية أو احداث حقيقية الا في الحدود الضيقة، كتبها لا لشىء إلا ليعرف نفسه وينظر إليها. فاللهم اجعلنا ممن عرفوا أنفسهم.
لم أحس بهذه الأُلفة تجاه ما يكتبه كاتب مثلما شعرت مع كاتبين؛ طه حسين و هذا الاخير؛ زكي، والجميل ما وجدته عند ''زكي''من حب واحترام وتقدير وإيمان بطه حسين ودوره في الحياة الثقافية.
جعل نفسه أشخاص وهذا أكثر ما أحببته، لأني أراه في نفسي، وفي الناس. لما كنت صغيرة كنت أحسب أمي أمهات، فاليوم تجي الطيبة، وغدًا العصبية، بعده الي تخليني آكل الحلاو، والي بعده الي ما تخليني، وكنت استبعد أنها واحدة، كيف هالتناقض وهالتباين يكون في واحد! لكني كبرت ووجدت هالتناقض والتباين في نفسي.« أضداد تلتقي وتتزاحم وتلك هي الحياة» وصفه أحاسيس كنت أحسها لا أجد السبيل إلى وصفها ويحاصرني العي من كل جهة، ولكن أجده يصفها بكل بلاغة وفصاحة! طولت وأنا أقرأه لأني أعيد النصوص من انبهاري مرات ومرات حتى تصبح الكلمات حروفًا بلا معاني من كثرة اعادتي لها، ههه أمزح. أسهب في قصة الأحدب أكثر، وفي سرد تاريخه ومشاعره أظنه يميل لهذا الجزء منه ويحبه، وهي نفسه الأصلية فهو قرأ وتعلم عنادًا بعد ما قالوا له لا تقرأ حرصًا على بصرك فنتج عن هالقراءات إبراهيم. أما فوزي فهو منفصل عنه تمامًا هو للمجتمع بس، يعني بعد تحليلاتي ههه. بعد كل سيرة أقرأها، أو أتعرف فيها بشخص عن قرب، أحس أنه حنا متشابهين من الداخل بأحساسينا وهواجسنا وعجزنا وخوفنا وغرورنا....نختلف بالسطح حسب ما نتلقى من الدنيا.
كتاب لا بأس به لكنى شايفه طويل جدا بالنسبة للفكرة اللى عايز يوصلها و طوله المبالغ فيه ده خلانى جيت فى الاخر و بقيت زهقان منه و بقى بالنسبة ليا ممل على عكس اغلب الحاجات اللى بقرأها اللى بتبقى حلاوتها بتبان اكتر فى اخرها و سعات كتب مش بنبقى عايزينها تخلص لكن فعلا ممكن اقول ربعه الاخير كله كان ممل لكن كفكرة و مضمون كتاب جميل و يستحق القراءة