تجدد البحث في الحضارة الأوروبية الحديثة في مسألة العقيدة الدينية، وشعر كثير من المفكرين بخواء النفس من جراء مبادئ الإنكار والتعطيل التي شاعت خلال القرن التاسع عشر، واجتهد بعضهم في التوفيق بين أصول العلم وأصول الإيمان، وحاول آخرون أن يتخذوا لهم ديانة خاصة يطمئنون إليها بعقولهم وضمائرهم ويجدون عندها راحة القلب والبصيرة، وأسفرت هذه البحوث عن اتجاه جديد لا يزال في مفتتح الطريق، فما هو هذا الاتجاه الجديد؟ وإلى أين تنتهي هذه الطريق؟ هل لها مرحلة أخرى ينتظرها الباحثون والمفكرون؟ وهل تستقيم الخطى بعد هذه الخطوة المترددة على منهاج واضح المعالم والغايات؟
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
كتاب عميق يكشف بوضوح عن موسوعية العقاد وتمكنه من الفلسفة ومقارنة الأديان، وهو ضروري لكل باحث في العقائد، لا سيما وأنه يكشف في النصف الأول من القرن الماضي عن تهافت الإلحاد المبكر تحت وطأة الكشوف الفيزيائية المتتالية. يعيب الكتاب فقط اعتقاد العقاد بنظرية تطور الدين، وكأن الوحي نفسه كان يتطور كما تتطور الأساطير. وهذا أمر يُستغرب كثيرا من مفكر واسع الاطلاع. غفر الله له.
*تنويه: لستُ من المهتمين كثيرًا بالفلسفة، و ترتب على ذلك أني أعتبر هذه المراجعة مقدمًّا، مجرد حبو أحمق و محاولة طائشة لفهم أقل القليل حول فلاسفة القرن العشرين في الغرب و ميولهم العقائدية و إن كان هناك بالفعل تضارب بين الدين و العلم، و شاء القدر أن يتم لي ذلك من خلال العقّاد. إذا كنت عزيزي القارئ تظن أنك ستجد إفادة من كاتب الكتاب، فأحب أن أصحح هذه الفكرة لأن الكتاب لا يعدو أن يكون عرضًا غير وافٍ لأفكار بعض نقّاد القرن العشرين العقائدية، لذا أحبذ أن أعتبره مجرد ترجمة من قبل الكاتب لهذه الأفكار و تعليقه كان موجودًا على بعض النقاط المعدودة. من خلال أربعة عشر فصلًا أظهر لنا العقّاد المواضيع التي تعكس لنا في وجهة نظره معايير و أسباب الاختلافات العقائدية لدى هؤلاء المفكرين الغربيين: ١- ما هي العقيدة الدينية؟ و فيه تعريف للعقيدة الدينية من وجهة نظر المفكرين الغربيين في القرن العشرين و تحديد للمصطلح الذي على أساسه سيسير الكتاب، و بالتالي كان مليئًا بأقوال كثيرة لمفكرين و استخلاص أساسيات المصطلح منها. ٢- سمة العصر و فيه عرض تاريخي سريع لمظاهر الشك الديني و بداية التفكير اللاأدري و بداية الإدراك و جحود الإنكار الديني و هي مواجهة غير مسهبة عرضت في سرعة مشاهد للقفزة الدينية في الغرب. ٣- مركز الكون و فيه عرض لكتاب كوبرنيكس عام ١٥٤٢ و أسباب تأثير هذا الكتاب في الأوساط الدينية و الفلسفية و تحديد الأسباب التي جعلت الكنيسة تحرمه و تمنع تعليمه، و كان عرضًا جيدًا. ٤- قوانين المادة و هي في نظر الكاتب من أحد الأسباب التي غيرت المفهوم الديني في الغرب و نفس الفكرة للفصل التالي ( ٥- مذهب التطور) . و الفصل الخامس كان رائعًا بسبب تصحيح وجهة النظر المكونة حول داروين و والاس و التطور و إن لم يقتنع القارئ فهو على الأقل يدفعه للشك! ٦- المقارنة بين الأديان ٧- مشكلة الشر ٨- تمهيد ٩- عقائد العلماء ١٠- عقائد الأدباء ١١- عقائد الفلاسفة ١٢- الفلاسفة الوجوديون ١٣- العقيدة الأخلاقية ١٤- بعد مليون سنة لم يعجبني الكتاب رغم قلة فهمي للفلسفة بشكل عام بسبب صغر المادة العلمية الموضحة، موضوع مثل هذا أشعر أنه يحتاج لتوضيح أكثر و عرض و بسط لعرض الآراء، كما أن الكتاب لم يعدو أن يكون مجرد كتابًا مدرسيًا عن الفلسفة، أشعر اني مشتتة، أسماء كثيرة و مقولات أكثر، كان المسيري رحمه الله قد تحدث عن هذه النقطة أن معظم الكتب و الدراسات مؤخرًا ترتبط بشكل التراكم المعلوماتي الهيجلي، فتشعر كأن الكاتب يستعرض لك مدى إطلاعه و لا ربط للأفكار و طيلة الوقت يزيد في عبارة " بدأ الإنكار يقل و يزداد الإيمان"، لم أشعر بترابط الفكرة و لا أن المادة كانت مستوحاة. ٣١ أغسطس ٢٠١٧ هدير
كتاب بحث في العقيدة وخاصة عند الفلاسفة والعلماء في القرن العشرين مقارنة بالعلماء الذين سبقوا في القرون الاخرى ، يتحدث عن الفوارق الايمانية والعقائدية من ناحية علمية وفلسفية ويقارن بين علماء الطبيعيات وفلاسفة الوجوديات وأخرين من لهم باع في فلسفة الأديان والعقيدة والوجود والماورائيات رغم عمقه والأحتياج الى التركيز في قرائته وفهمه ولكن في تعليقاته في نهاية كل فصل تجد الخلاصة التي تقرب البعيد فكرا وانتباها وفهما نوعا ما.
لا أجد الكلمة الوافية لوصف هذه الهامة الثقافية المسماة بالعقاد!
في كتابه هذا يناقش عقائد المفكرين في القرن العشرين، يظهر سبب إيمانهم أو كفرهم. ويناقش كذلك القضايا الرئيسية التي تحدد أعتقاد المفكرين كفكرة النشوء الإرتقاء الداروينيه، مشكلة الشر، وعلم دراسة الأديان المقارن، وأخيرًا كروية الأرض وما سببتها من مشاكلٍ للفكر اللاهوتي النصراني.
بدأ العقاد كتابه في التساؤل ماهي العقيدة الدينية, واورد بعض التلميحات كقول وليام جيمس ان جوهر الديانة هو الايمان بالبقاء,او ان شعور القداسة هو اعمق الاسس في عناصر كل ديانة,ثم تحت عنوان سمة العصر بين ان القرون الثلاث الماضية كانت تشكك في الدين ثم انتقلت للشك في العقل ثم الى الشك في العلم, ويرى ان الاسباب الاساسية للالحاد او الانكار هي : 1- كشف كوبرنيكوس 2-اكتشاف القوانين الطبيعية المادية 3- مذهب النشوء والارتقاء 4-علم المقارنة بين الاديان 5- مشكلة الشر
ويرى ان هذه الاسباب التي كانت كافية في القرن السابع عشر لم تعد كافية في القرن العشرين ثم فصل القول في كل واحد من الاسباب السابقة
ثم سرد عقائد بعض العلماء والادباء والفلاسفة وميز بين العقيدة الاخلاقية والدينية (لا التباس اليوم بين وازع الاخلاق ووازع القانون ووازع العقيدة(
وفي التعقيب الاخير تنبأ أن المئتي سنة القادمة ستكون كافية للفصل في أزمة العقيدة الحاضرة
مقتطفات من كتاب عقائد المفكرين للكاتب عباس محمود العقاد -------------------- الاحتفاظ بالوازع الاخلاقي ضرورة نفسية لمجازاة الذين عجز العدل الانساني عن مجازاتهم في هذه الحياة ------------------ ان الانسان يولد وسطا ولا طاقة له بعمل ذي بال حتى يتعلق بحلم من الاحلام - رينان - ------------- الوعي ظاهرة مفردة لا تقبل الجمع وان كل ما يمكن الجزم به هو ان الشخصية لا تتكرر وانها قوام نستقل عن كل قوام - شرودنجر - --------------- ان الانواع ترجع في اصولها الى بضعة انواع تفرعت على جرثومة الحياة التي انشأها الله - داروين - ----------------- ان استحالة تصور هذا الكون العظيم العجيب وفيه نفوسنا الشاعرة قائما على مجرد المصادفة هي بنظري اقوى البراهين على وجود الله ولكني لم استطع ان اقرر قيمة هذا البرهان - داروين - -------------- حرية الارادة لا تكون الا في عالم يحدث فيه الخير والشر وينقاد الانسان الى العمل الصالح غير مكره عليه ------------------------- من الخطأ ان نعلق كل قيمة الوجود على مقدار المتعة فيه - مالكوم جرانت - -------------------- ان الانسان اذا وجب ان يكون كائنا ذا فضيلة وجب الا يكون مسخرا فاذا كان الله لا يمنع الناس ان يذنبوا الا بسلب ارادتهم فقد بطل خير ما فيهم - ايونج - --------------- ثمة خيرات لا تاتي بغير محصول الشر فكيف تصبح الفضيلة فضيلة بدون المغريات والعوائق وكيف توجد شجاعة يغير الم او خطر - ايونج - -------------- اذا وقفنا عند هذه الحياة وحدها فمن غير المعقول ان تكون الدنيا خلقة اله كامل قادر على كل شيء - ايونج - ------------------- اعظم فضائل الاخلاق انما تتحقق عند مناضلة اعظم الافات ---------------- ان اعتقادك في الله هو ان ترغب في وجوده وتزيد على ذلك ان تبني عملك على انه موجود - انا مونو - -------------- الوجودي المتدين يؤمن بالله اشد الايمان ولكنه لايؤمن بالمراسم والشعائر ولايذعن لسلطان الكنيسة او رجال الدين ------- مراحل الاعتقاد الديني ثلاث الاولى : التصديق الصبياني والمرحلة الثانية تزعزع القرار وطرق العقول بالشكوك والمرحلة الثالثة مرحلة الاعتقاد الناضج ------- ان الايمان احر شعورا من الاعتقاد فهو يجازف على علم بالمجازفة لأنه يشعر بأن الثقة اقوى ونتيجة الرهان انفس واغلى ------- ان للدين في العقل الانساني جذرين هما الحزن والفرح اذ هناك حالات من العذاب النفسي نحار فيها ونعجز عن احتمالها فتدفعنا النوازع التي لا سلطان للتعليم عليها الى ملجأ وراء الجماعة الانسانية .. بل وراء الاكوان الطبيعية ..نبغي فيه نورا يضيء لنا ظلمات الحيرة وعزاء او قوة على احتمالنا آلامنا ... نبغي ذلك في ملاذ فوق هذا الكون كله قد يكون هنالك او لا يكون وربما كانت طبيعتنا عابثة بنا في هذ�� الحالة عبثاً قاسيا ولكننا هكذا نحن في طبيعتنا .. وهكذا يكمن فينا باعث آخر من بواعث التدين والعبادة ,,, اما الفرح فمن انواعه ودرجاته ايضاً ما يرتفع بنا صعداً ولا يقف بنا عند المتعة به وحسب بل يرفع العقل كله علوا الى طباق اعلى بكثير من موضوع الفرح نفسه وباعث هذا الفرح العظيم يولد في نفوسنا عرفان الجميل فنود ان نشكر احدا ولا نرى انسانا جديرا بمثل هذا الشكر فنرفع بالشكر الى النجم البعيد ------- كلما اشتد التدافع بين التعبيرات الجنسية والاهواء الكامنة وبين الزواجر الادبية احاط بالنفس القلق والندم وتخلصت منهما فحلت المشكلة بالإعراض عن الشهوات والاعتزاز بالذات تساميا الى حب بني الانسان جميعا .. بديلا من الحب الجنسي والى مقاربة العزة الالهية بديلا من الاعتزاز بالذات ----- ان الايمان لا يعرف الهوادة ولا يقبل الاستثناء ولكن الاعتقاد هوادة وتسوية عملية يتطلع صاحبها الى ما يغنمه الداعي اليها والمستجيب لها ------ من الاصح ان نقول ان الحضارة الغربية بدأت بالشك في السلطة الدينية لا في الدين نفسه ! ------- الوعي ظاهرة مفردة لا تقبل الجمع وان كل ما يمكن الجزم به هو ان الشخصية لا تتكرر وانها قوام مستقل عن كل قوام ------- ان تقدير قيمة الوجود انما يقوم على قيمة الانسان ------- كثير من الاذكياء وذوي النية الحسنة يتخيلون انهم لا يستطيعون الايمان بالله لانهم لا يستطيعون ان يدركوه .. على ان الانسان الامين الذي يطور نفسه على الشوق العلمي لا يلزمه ان يتصور الله الا كما يلزم العالم ان يتصور الكهرباء ..فان التصور في كلتا الحالتين ناقض وباطل وليس الكهرب قابلا للتصور في كيانه المادي وانه مع هذا لأثبتُ في آثَارهِ من قطعة الخشب ------- طبيعة البشر الثابتة تؤكد لنا انهم سيظلون في تاريخهم المقبل منقادين لحماسة العقيدة شكل من الاشكال .. وان الانسان سيضطهد غيره وسيبتلى بالاضطهاد من غيره مرة بعد مرة في سبيل خاطرة من الخواطر لا يلبت بعضها ان يصبح قليل الخطر او غير مفهوم ولا معقول في جيل آخر ------
عقائد المفكرين في القرن العشرين العقاد ................. في هذا الكتاب يتحدث العقاد عن موضوع هام جدا يزيد من أهميته هو كثرة المنكرين للعقائد في القرن العشرين. تحدث العقاد عن معني العقيدة الدينية أولا، ثم تحدث عن سمة ذلك العصر، حيث استنبط هذه السمة من خلال محاورة جرت بين نابليون واعلم علماء عصره، كان من نتيجة الحوار أن العلم يكفي لتفسير كل شيء في هذا الكون. كانت الإجابة كافية لتحديد موقف عصر كامل من العلم. لقد كانت عقيدة علماء القرن العشرين تنبني علي أربع قواعد، هذه القواعد هي: الاعتقاد بموقع الأرض من الكون، حيث حطم كوبرنيكوس الاعتقاد القديم بأن الأرض مركز الكون. والثاني هو قوانين المادة، "فالمادة في القرن العشرين قد اقتربت من عالم الفكر المجرد بل دخلته وأصبحت في تقدير الثقات "عملية رياضية" أو نسبة من النسب التي تقاس بمعدلات الحساب." الثالث: مذهب التطور الذي لم يعد في الإمكان تجاهله، ولم يعد في الإمكان الحكم القطعي بإنكار ما ورد فيه ولا بإثبات كل ما ورد فيه. الرابع: المقارنة بين الأديان، وهو علم نشأ بعد الكشف عن الأمريكتين وظهور عدد من الديانات الغريبة التي تتشابه في طقوس عباداتها مع الأديان السماوية المعروفة و هذا أوقع رجال الدين في حيرة في مواجهة هذه الاديان. كانت هذه هي الأعمدة الأربعة التي تقوم عليها عقيدة كل مفكري القرن العشرين. إضافة إلي ما تقدم فإن مما يشغل مفكري القرن العشرين من مشكلات العقائد مشكلة الشر في العالم، فالكثير من المنكرين يبنون إنكارهم علي هذه العقدة و يرون أن الشر في العالم لا يتفق مع وجود إله حكيم قادر. في نصف الكتاب الآخر تحدث العقاد عن عقائد كل من العلماء والأدباء والفلاسفة والفلاسفة الوجوديون واختار نماذج من كل ميدان منها يوضح أثر العقيدة في جملة العاملين بهذا الميدان كي يستشف مدي سريان العقيدة في نفوس كبار العصر. وقد تأكد العقاد من أصالة وجود العقيدة الدينية في نفوس مفكري هذا القرن و بالتالي تأكد من أصالة دوامها في القرن العشرين. تحدث العقاد عن العقيدة الأخلاقية وحدد مصادرها الثلاثة وهي: العقيدة الدينية والقانون والعرف الاجتماعي، وحدد مراتبها من حيث العموم والقوة، وأكد أن الدين أقوى هذه المصادر وأكثرها عمومية. تحدث العقاد عن كتاب يحكي عن العقيدة بعد مليون سنة، أين ستكون، وقد أكد مع مؤلف الكتاب أن الدين باق مع الإنسان ولمليون سنة وأكثر. فالدين ليس مما يستغني عنه الإنسان في أي وقت من حياته. .....................................
عقائد المفكرين : اسم الكتاب مدلولٌ على محتواه يتحدث محمود عباس العقاد في كتابه بداية عن الفرق ما بين الايمان و العقيدة و الذي استطيع ايجازه في ان الايمان هو التسليم بالفكرة دون المطالبة بإدلة عليها وهو بمثابة الايمان القلبي الفطري او ما شابه بينما الاعتقاد يقوم على الادلة و المعطيات المحددة لهذه الفكرة لكي تعضضها و تقويها و ينتقل بعدها للحديث عن سمة العصر بشكل عام و المقصود به على وجه الخصوص القرن العشرين و الذي لم يختلف الى الان بشكل كبير عن قرننا هذا بالاخص ان الكلام يدور حول العقائد و بناها التأسيسية ، و في محصل تطرقه لسمة العصر يوضح مجموع الافكار المكونة لظواهر التشكيك و الالحاد من بعض اراء علماء و مفكرين تعكس طبيعة العصر و الذي قام العقاد بانتقائهم بدقة و موضوعية لكي يعكس كل واحدٍ فيهم رأي مناصرين اتباع القضية المرادة ، وقام العقاد بتحديد الظواهر الاساسية المُشَكِلة لِسمة هذا العصر و حصرها في خمس : ١- نظرية مركزية الكون ٢- دراسات مقارنة الاديان ٣- نظريات قوانين الطبيعة ٤- نظرية التطور ٥- مشكلة الشر و كما وضح العقاد في فروع منفصلة اراء الادباء التي تعكس طريقة عيش هذه الاعتقادات في رأي العقاد و ينبع الاختلاف بين الادباء و العلماء ان العلماء يقومون بتمحيص الفكرة و تحديد صحتها من خطئها بينما الادباء يقومون بعرض سمة العصر و التحولات الاجتماعية للمجتمعات و طريقة عيشهم و تفاعلهم مع هذه الاعتقادات و ينتقل العقاد الى عقائد الفلاسفة بعد ذالك فيقوم بطرح اراء عدد كبير من الفلاسفة و نظراتهم الفلسفية و الدينية للعقائد بشكل وهو ما اخذ فيه حيزاً لا بأس فيه
العقاد صاحب فكر هائل و اطلاع واسع و ذو قدرة هائلة اذ جمع كل هذه الاراء في كتاب صغير لا يتجاوز ال١٦٠ صفحة رحم الله العقاد و اسكنه فسيح جناته
أعترف أنه لم يسبق لي قراءة أي أعمال كتبها عملاق الفكر سوى رواية سارة منذ سنوات بعيدة وهذه ثاني تجربة لي الكتاب اشتريته من سور الأزبكية طبعة قديمة صاحبها مفتش في التربية والتعليم وقد امتلأ بالخطوط والأقواس والهوامش التي أضفت مع إصفرار الصفحات سحرا غريبا على الكتاب ورغم أن صفحات الكتاب لاتتعدى ١٧٠ صفحه من القطع الصغير إلا أنه ثقيل فكريا رائع الصياغة جزل العبارات القسم الأول يدور حول المشكلات التي دفعت مفكري ومنظري القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إلى إنكار العقيدة الدينية والإلحاد وكيف تحولت في القرن العشرين إلى قرأئن يمكن دحضها والغريب أنها نفس مايكرره منكرو العقيدة الدينية اليوم والقسم الثاني يتعرض لآراء المحدثين من الأدباء والفلاسفة والعلماء في القرن العشرين حول العقيدة الدينية والكتاب به مفاجآت على الأقل بالنسبة لي عن الفلسفة الوجودية ونظرية التطور.أنصح بقراءته أكثر من مرة وقتها يمكن هضمه وإستيعابه والإستمتاع به
أنصح به وأشكر من نصحني به .. مجهودٌ محمود يناقش آراء مفكري الغربِ وفلاسفتهُ حول موضوع العقيدة -من متفقينَ ومعارضين لجوهريتها في الطبيعة البشرية- مؤكداً أن ما بعد مرحلة الشكّ في الإيمان وإنكار العقيدة تأتي مرحلة الشك في الإنكار. يستعرض أهمّ الحجج الإنكارية التي ولّدها المنكرون ويأتي بمقابلها بإيجازٍ ووضوح مبيّناً قصورها اليومَ عن المواجهة الصامدة, منها مذهب التطوّر ومشكلة الشر والقوانين الماديّة , كما يتطرق للفلسفة الأخلاقية ومرتبة كل من الوازع القانوني والأخلاقي والديني في نفس الإنسان ويقارن بينها .علاوة على ذلك أعجبني أن الكتاب يشيرُ إلى كتبٍ قيّمة تدورُ رحاها على نفس المركز المستهدفِ في الكتاب .
موضوع الكتاب واضح تماما من عنوانه والعملاق ذكر فيه عقائد العلماء والفلاسفه والادباء وتكلم عن اراء الناس دي في مشكلة الشر اتكلم برده عن مركز الكون وقوانين الماده وعرفت معلومه مكنتش اعرفها قبل كده وهي ان مذهب التطور اتهاجم كتير باسم الدين وبعض الناس خلوه مرادف للإلحاد والمادية رغم ان الفرد رسل والاس وشارل داروين مكنوش ملحدين, والاس كان شديد الايمان بالله رغم ان شك في الديانة التقليدية عمره ما شك الله وحكمته,وداروين عمره ما قال ان ثبوت التطور ينفي وجود الله ومقالش ابدا ان التطور بيفسر خلق الحياة, هو كل الي قاله ان التطور بيفسر تعدد الانواع الحيوانيه والنباتيه وكان قايل في كتابه عن اصل الانواع, (ان الانواع ترجع في اصولها الي بضعة انواع تفرعت علي جوثومة الحياة التي أنشأها الخلاق).
جميل أن يختصر لك كاتب مثل العقاد عقائد العلماء و الفلاسفة و الأدباء في القرن العشرين و مقارنته لها بعقائد العلماء من القرن أو القرون السابقة، شرحه للخمس معضلات التي اختلف فيها العلماء كان وافي و مفهوم!
من اجمل الكتب التي قرأتها هذه العام أن العقاد يمر على عقيدة العلماء ثم عقيدة الفلاسفة ثم الأدباء ثم الفلاسفة الوجوديين ثم العقيدة الأخلاقية page 4 أما العقيدة فهي التي تحاول وتجتهد ، وهي التي تفتح الأبواب الجديدة بابا بعد باب ، وهي التي تلتمس الطريق ولا تقف عند الغاية التي لا طريق بعدها ، كما فعل المنكرون . ومما لاشك فيه أن الحضارة الغربية ألجأت مفكريها إلى محاولات جديدة في مسألة العقيدة الدينية ، ولا تزال تدفعهم في هذا الطريق وتستحدث لهم في كل فترة من الزمن وجهة يتابعونها ويترقبون ما وراءها . وقد تختلف الوجهات غاية الاختلاف بين فترة وفترة أو بين مفكر ومفكر ، ولكنه اختلاف کاختلاف الإبرة المغناطيسية في السفن page 22
موقف الإنسان المتحضر من المسيحية ، وقد كان الهمجي يعبد أربابه و أرواحه لأنه يشعر بالرعب من الحياة والموت ، ولكن المخاوف الصبيانية والخرافات المضللة قد زالت اليوم مع اتساع نصيب الإنسان من الفهم ، وبقيت العقيدة ولم يكن الجماعات البدائية غنى عن السحر حيث دعتها الحاجة إلى تنظيم مراسم العبادة ، وليست كذلك جماعات الإنسان في الحضارة العصرية ، فإن الإنسان العصرى لاحاجة به إلى السحر وفي وسعه أن يتأمل الخير ويسعد بالسعي فيه وهو يعلم أنه ينبوع السعادة .. إن العقيدة هي اسم آخر للشجاعة . وقد قيل بحق إن الديانة الصحيحة هي خطار - أو رهان - على الحياة كلها معلق على وجود الله » . page 22 هذه الأسباب على الإجمالي خمسة ليس في أسباب التعطيل ماهو أقوى منها وأعظم فعلا في عقول المفكرين الأوربيين ، وفي عقول غيرهم من نظروا إلى دلالتها مثل نظرتهم ، وحكموا بها على الأديان مثل حكمهم . وهم غير قليلين بين المفكرين في مختلف الأقوام . وهذه الأسباب الخمسة هي
: أولا : کشف كوبر نیکس لمركز الأرض من المنظومة الشمسية ومن الأجرام السماوية على العموم . وثانيا : ظهور القوانين الطبيعية التي سميت بالقوانين المادية أو الآلية . وثالثا : مذهب النشوء والارتقاء . ورابعا : علم المقارنة بين الأديان والعبادات وخامسا : مشكلة الشر ، وهي ليست من مشكلات القرن العشرين خاصة ، ولكنها تخصص بالقرن العشرين لما تفاقم فيه من الحروب
توالت الاكتشافات العلمية الكبرى في القرون الأربعة الأخيرة؛ حيث فسرت الكثير من الظواهر الطبيعية، ونتج عن هذه الثورة العلمية أن وثق الناس أكثر في العلم، وبدءوا يتملمون ضد سلطات رجال الدين حتى وصل الأمر إلى أن رفض البعض الدين بالكلية، وأسقطوا العقائد الدينية مما ترك خواءً نفسيًّا وروحيًّا، وجعل الناس أكثر قلقًا تجاه قضايا الوجود وموقع الإنسان في هذا الكون وسبب وجوده.
ويقوم العقاد في هذا الكتاب بتتبع النظريات والفروض العلمية كنظرية النشوء والارتقاء، وكشوف كوبرنيكوس، والقوانين العلمية المادية، كذلك أرَّقت مشكلة وجود الشر في العالم أذهان الفلاسفة. ويرى أن تلك النظريات والأفكار الفلسفية كانت سببًا في الإلحاد والإنكار؛ وذلك عندما اعتنقها البعض وجعلها بديلًا عن العقائد الدينية.
ويقول العقاد: إن المائتي سنة القادمة ستكون كافية للفصل في أزمة العقيدة الحاضرة.
يصدمني كالعادة عباس محمود العقاد في كتاباته الفكرية والفلسفية ، دائماً ما ننظر للعقاد بأنه الأديب ذو القلم الامع ، يبهرنا بسحر كلماته وعبراته ، ولكن ماذا لو امتزجة هذه المَلكة الكتابية في الكتابات الفكرية؟
يقدم العقاد في هذه الإطروحة دراسة بعقائد المفكرين الغربيين وغيرهم بالقرن الماضي ، وما يميز القرن الماضي ذلك التغيير والثورات في مجالات وموضوعات معينة حفزت المفكرين لتبني عقائدهم الخاصة ، فالعقاد بكتابه لا يدرس العقيدة الإسلامية بل يدرس العائد الدينية التي بناها كل مفكر على حدة إن كانت مقاربة للإسلام أو لا ، مع عرض في فصول أُخرى لبعض الموضوعات المرتبطة بالموضوع الأساسي ، وبدأ كتابه بالتفصيل لحزمة المفكرين من العلماء و الأدباء و الفلاسفة و الفلاسفة الوجودين .
فالكتاب يعطي مفتاح للعقائد التي تكونت في ذلك القرن الماضي ، يوضح الأسباب ، ويعرض العقائد ، فالكتاب ثَري جداً .
اتصور ان هذا الكتاب يحاول فيه العملاق الكبير الاستاذ عباس العقاد درء التعارض بين العلم الحديث والدين وقد ابتدأ الكتاب بفصول تتحدث عن اهم اسباب التعارض وهي مسألة دوران الارض ومسألة التطور ومسألة القوانين المادية ومسألة تشابه الاديان ومسألة الشر وعلاقتها بالقدرة الالهية وقد بين في فصول مستقلة ان كل مسألة لا تتنافى مع الدين ثم بعد ذلك استعرض عقائد العلماء والادباء والفلاسفة في محاولة منه لاثبات ان هؤلاء ليس كلهم منكرين للدين بل فيهم الكثير من المؤمنيين لايستغرب معرفة العقاد الموسوعية لكن الغريب معرفته بالعلوم التطبيقية مثل علم الفلك والاحياء
يعني بعد كتاب ستيفن هوكينج و شرح براين جرين و رغي ميتشيو كاكو 😂😂و يطلع العقاد الي هو لغته العربية يطلع صعب جدا في الكتاب ده خصوصاً حاجة غريبة ومزعجة فعلا كتاب صعب
الكتاب في البداية بيشرح فكرة العقيدة و الفرق بينها و بين الايمان و الفصل الي بعده بيقول ان الحضارة الغربية بدات بالشك في السلطة الدينية لا في الدين نفسه و فصل قوانين المادة بيتكلم عن بلانك و هيزنبرج و شرودنجر حاجة بقا بوصف جديد بس ايه حاجة عميقة اسوء من كلمة عميقة وبالأمانة الكتاب يستحق خمس نجوم بسبب الفصل ده وعمقه الكبير
ينقل العقاد لنا عقائد الفلاسفه والعلماء والأدباء كبلانك وهايزنبرق واينشتاين وكويرفل داروين اروين شرودنجر و الفلاسفة والمفكرون القرن العشرين.
ناقش علاقه الدين بالعلم و الماده ومشكله القرون بالإيمان و الإنكار بالعقيده. جمعها كلها في كتاب يوضح فيه مدى الجهد المنفق من إطلاع وقراءه وبحث ومقارنه بهم . -"ان القوانين الطبيعيه في القرن العشرين أقرب إلى التشكيك والتعطيل والإنكار بالعقيدة.
مشكله الشر "الشر لاوجود له بذاته وانما هو غياب الخير او نقصه.فليس الظلام شيئا غير احتجاب النور ،وليس الشر شيئا غير انقطاع الخير " 5/3⭐️
#عقائد_المفكرين كتاب للعبقري عباس العقاد فيه عرض هادئ لنظريات عدة سواء في العقيدة او الشك او التطور،، زائد تحليل العقاد بموضوعية،، اكتر باب استفدت منه تحليل نظرية التطور لدارون زائد باب عقيدة الفلاسفة #كتاب_عظيم
العقاد الموسوعي هذا أقل وصف يمكن أن نصف به هذا الكاتب الكبير يطوف بك من عالم إلى آخر بين ما هو ديني إلى ما هو فلسفي ليوضح لك مقصده ومبتغاه من أقصر الطرق.
كتاب عقائد المفكرين في القرن العشرين فى الكتاب يطرح العقاد اعتقادات وافكار بعض العلماء والادباء والمشاهير بالنسبة للعقيدة ويرى ان بقدر ما كان القرن التاسع عشر بحيرته وتساؤلاته وعلمه كان دافعا للبعض لأنكار العقائد الا ان التطور العلمى فى القرن العشرين جعل العلماء يميلون الى الايمان بالعقائد او على الاقل عدم انكارها او رفضها بالمطلق فمثلا تجد بعضهم يؤمن بوجود الله ولكنه يرفض العقائد المعروفة او يؤمن بوجود قوة فوق طبيعية ويرى العقاد ان ادلة العلماء للانكار سابقا اصبحت ادلة اثبات فى القرن العشرين وهو كتاب جيد وفكرته جيده لكن مشكلته فى كونه بدائى فى معلوماته العلمية لأنه مكتوب منذ حوالى 70 سنة فمثلا فكرة الارض وموقعها بالنسبة للشمس يرى العقاد ان اكتشاف ان الشمس هى المركز وان الارض تدور حولها كان وازعا لأنكار العقيدة فى القرن التاسع عشر لأن بعض الناس كانوا يؤمنون بالعقيدة من مدخل تفرد الارض وتمييزها وكونها مركز الكون والشمس تدور حولها فعندما اكتشفوا انها مجرد كوكب صغير يدور حول الشمس فقدت تميزها فسقط ايمانهم او اهتز على الاقل ولكن يرى العقاد ان فى القرن العشرين تلك الحجة اصبحت وازعا للتدين اكثر من الانكار لأن الارض هى الوحيده التى عليها ضروريات الحياة من ماء وهواء وهكذا وكذلك موقعها المناسب م�� الشمس ولا يوجد كوكب اخر مثلها وهنا يظهر بدائية النظريات العلمية فى الكتاب فأولا من يعلم ربما هناك كائنات اخرى تحتاج الى ضروريات حياة غير ضروريات الحياة التى يحتاجها الانسان ثانيا هناك ما يسمى بالكون الموازى والمادة المضادة والثقوب السوداء والابعاد الاخرى وووو وكل تلك النظريات قد تؤدى بنا الى اكتشاف كوكب ارض اخر فى عالم موازى او عالم مكون من مادة مضاده ندخله من ثقب اسود اذا استطاع العلم الوصول لهذا الحد لذا انا ارى ان المقياس اصلا فاسد نحن لا نؤمن لأن الانسان افضل الكائنات والارض افضل الكواكب فليست هذه اسباب صحيحة للأيمان نحن نؤمن بالله لأنه ببساطة من ينظر للكون بخيره وشره وتغيره وظلمه وحقه ومناظره الطبيعية وكائناته ولا يرى الله فهو اعمى البصر والبصيرة
لغة عباس العقاد صعبة وعاب عليها أهل زمانها كغريمه طه حسين مثلاً وهذا الكتاب تحديداً كون أكثره ترجمة عن ثقافة الغير واقتباساً لأفكارهم كان صعب التناول، أخذت الفلسفة الوجودية النصيب الأكبر من النقاش، وأكثر ما لفت الانتباه هو التغير الحاصل في مفكري القرن التاسع عشر وابتعادهم عن التوجه الإلحادي الذي ساد في القرن الثامن عشر، وما خلُص إليه الكاتب أن الدين نزعة غريزية ليس لأحد أن ينحيها.. "ومحصل البحوث المتشعبة هو هذه التفرقة الواضحة بين حاسة القانون وحاسة الأخلاق وحاسة التدين، وما من باحث جاد في بحثه يستطيع أن يفهم أن تتولد في الإنسان حاسة قانونية لأنه جزء من وطن، أو تتولد فيه حاسة أخلاقية لأنه جزء من نوع، ثم لا تتولد فيه حاسة أقوى من هذه وتلك لأنه جزء من أصل الوجود كله لا تنقطع له صلة به كيف كان. وما من باحث جاد في بحثه يستطيع أن يفهم أن الإنسان يوجد في الكون ويدركه ثم تكون غاية إدراكه له أنه لا يطمئن إليه ولا يخرج منه بمعنى غير العبث والضياع" وقوله أيضاً
وعقائد القيم الإنسانية تقف دون الغاية حتى في المشاهدات المحسوسة التي لا خلاف عليها.
فكل علاقة بين الإنسان وبين «محيطه» ماثلة في غريزة من غرائزه أو نزعة من نزعاته.
فروح الجماعة تربطه بالمجتمع أو الوطن.
وغرائز الجنس تقود روابطه الحيوية بنوعه.
وآداب الأخلاق تقود روابطه أو معاملاته الإنسانية.
وليس بالمفهوم أن تتأصل فيه هذه العلاقات ولا تتأصل فيه علاقاته بالكون كله في صورة من الصور.
إن علاقة الإنسان بالكون أعرق وأوثق وأعمق من كل علاقة بإقليمه أو بعشيرته أو بنوعه، وليس بالمفهوم أن تترجم نوازعه عن علاقات العشيرة والإقليم والنوع ثم تخلو من ترجمة لعلاقته بالوجود كله، فإن لم تكن العقيدة الدينية هي ترجمة العلاقة الكونية فأين توجد هذه الترجمة؟ ولماذا تتأصل في الإنسان نوازع العلاقات بكل محيط ولا تتأصل فيه نوازع هذه العلاقة؟
عقائد المفكرين، محمود عباس العقاد. عدد الصفحات: 152
يتناول الكتاب عقائد المفكرين من أدباء وفلاسفة وعلماء في القرن العشرين.
"وفي القرن العشرين يتحول النظر من النقيض إلى النقيض، فيلتمس المفكرون حكمة القصد والتدبير في موضعها هذا الذي هي فيه أو في اعتبارها سيارة من سيارات شتى في المنظومة الشمسية. ومن الحجر على الغيب أن نحسب أن هؤلاء المفكرين في القرن العشرين قد جاؤوا اليوم بفصل الخطاب وقد أوصدوا الباب غدًا على التعقيب والتعديل. فإنما يعنينا هنا أن مذهب كوبرنيكس قد أصبح في القرن العشرين. وهو أقرب المذاهب إلى براهين المؤمنين."
نبذة عن العقاد: أنه لم يُكمل تعليمه النظامي واكتفى بالشهادة الابتدائية، إلا أنه عوّض ذلك بالقراءة والاطلاع الواسع، مما جعله يُعتبر من أهم المثقفين العصاميين في العصر الحديث..
(( لا تحيط النظرة الواحده إلى حالة واحده بالعدالة الإلهية - ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه العدل فى تصريف الإرادة الإلهية - إن البقعة السوداء قد تكون فى الصورة كلها لونا من الوانها التى لا غنى عنها - أو التى تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها جمال بغيرها ، ونحن فى حياتنا القريبة قد نبكى لحادث يعجبنا ثم نعود فنضحك أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته ))