علاء الدين حب الله الديب اسم الشهرة : علاء الديب. تاريخ ومحل الميلاد: عام 1939 ، مصر القديمة ، القاهرة. المؤهلات: ليسانس كلية الحقوق ، جامعة القاهرة ، عام 1960 . الإنتاج الأدبى : أولا : مجموعة قصص قصيرة : -القاهرة ، 1964. -صباح الجمعة ، 1970. -المسافر الأبدى ، 1999. ثانيا: الروايات : -زهرة الليمون ، 1978. -أطفال بلا دموع ، 1989. -قمر على المستنقع ، 1993. -عيون البنفسج ، 1999. ثالثا : الترجمات : -لعبة النهاية ، مسرحية لصموئيل بيكيت ، عام 1961. -امرأة في الثلاثين ، مجموعة قصص مختارة من كتابات هنري ميلر عام 1980 شارف دى إمرى – بيتر فايس – إنجمار برجمان. -فيلم المومياء ، عام 1965، إخراج شادى عبد السلام الحوار العربى. -عزيزى هنرى كيسنجر ، عام 1976 ، كتابات عن شخصية السياسى والدبلوماسي كسينجر ، بقلم الصحفية الفرنسية دانيل أونيل. -" الطريق إلى الفضيلة " ، 1992. -" وقفة قبل المنحدر ". الجوائز والأوسمة : - جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 2001.
سمعت بعلاء الديب من بلال فضل متحدثا عنه كأحد الأدباء المظلومين فى هذا الزمن العجيب ثم اكتشفت مما كتبه الكاتب عن نفسه فى ذيل الرواية انه كان يقدم باب عصير الكتب فى مجلة صباح الخير منذ عام 1968 و هو نفس البرنامج الذى قدمه بلال فضل على شاشة دريم منذ عدة سنوات.
المهم فرحت جدا عندما عثرت على هذه الرواية لعلنى اتعرف على هذا الأديب المظلوم.
فى الحقيقة هى أيام مطينة بطين ليست وردية أبدا. شجن و معاناه و غرق فى الفلسفة و الخمر و عذاب الضمير و الانفصال الاختيارى عن الواقع حتى الوصول الإكتئاب ثم الإيداع فى مستشفى نفسى . فين بقى الوردى فى الموضوع.
ومضتى برق فى صقيع هذا الليل الذى تلتحف به الرواية يمكن اعتبارهما أيام ورديه. الومضه الأولى هى السيده فاء حبه الأول و الثانية هى صديقته الفلسطينية نزيلة المستشفى.
تنتهى القصة بسكون الاستسلام للهزيمة و لعل البطل كان ميتا منذ السطر الأول للرواية.
الرواية ليست لمرضى الإكتئاب المحتملين و لا لأصحاب القلوب الضعيفه و مرضى القلب و الضغط و تصلب الشرايين.
منذ طالعت كتابه "وقفة قبل المنحدر" وصرت أخشى الإقتراب من كتاباته، لما فيها من صراحة وجرأة مع النفس تدفعك دفعا للإكتئاب، وتنكأ الجرح.. قلق مستمر يقفز من بين السطور، يصدمك بأسئلته عن الحياة، وتغير الأحوال، وإنحدار الإنسان إلى القاع، ومآلات الأمور، يرى كل ذلك، ويسأل ذاته، يحاكمها أشد ما تكون محاكمة خائن لقضيته، كأنه يتجرد بهذا من جراح خلفتها هزائم الحياة، هزائم جيله.
" أخفى الله الموت، وتفاصيل النهاية، إذا لم تكن الحياة تدخر لنا مفاجأة فما معنى أي شيء"
تسحرني كتابات علاء الديب الصادقة جدا جدا حد الوجع الابطال الذين يعانون من الحيرة والقلق والمثالية والخذلان احداث الروايات المفعمة بالمشاعر والحزن الشفيف الوقور والالم كل هذه الاشياء تأسرني وتسلب لبي البعض يعيب على الرجل جرعة الحزن والكآبة الزائدة التي تميز كتاباته لكني اعذره واستغرب كيف يعتبون على رجل يكتب بهذا القدر من الصدق رجل يكتب بروحه وقلبه وأعصابه وأوردته أعذره وافهمه واحبه أرى فيه وفي أبطاله الذين يودعهم جزء من روحه شبها كبيرا من أبي الرجل المثقف المثالي اللماح عينه مدربه على التقاط ادق التفاصيل وادراك التناقضات يئن تحت وطأة قيمه ومبادئه في مجتمع لا يعترف باي قيم أو مثل عليا يحمل ضميرا يقظا حساسا جعله يترفع عن خوض المعارك اليومية من اجل أشياء لا معنى لها ولا جدوى منها فيجد نفسه وحيدا وغريبا ليس له مكان في هذا العالم المصاب بالسعار والشراهة والنهم يدرك أن الدنيا .. دنيا .. فيقرر اعتزالها تقتله الاسئلة الكبرى التي تزيدها الاجابات تعقيدا يمارس الكتابة بحثا عن ذاته ومعنى الوجود من حوله فتأتي كتاباته مثله قلقه .. حيرانه .. حزينة .. لكنه ليس الحزن الزاعق المنفر بل حزنا رقيقا شفيفا يزيده انسانية وألقا هذا هو أبي وهذا هو علاء الديب وأبطال رواياته المثقف البرجوازي المبتلى بصفات الطبقة المتوسطة الحالم الرومانسي الذي تحطمت احلامه لأسباب لا دخل له بها فلاذ بالحزن والكتابه ويستكثر عليه البعض أن يبعثر نفسه على الورق ويمارس بعض البوح عله يجد فيه يوما بعض السلوى والعزاء
كابوسية علاء الديب تنبع من تنور الواقع رواية صغيرة تحوي الكثير من مشاعر الإخفاق والضياع والتخبط بين ضروب النفوس والحياة. أروع ما في كتابات علاء الديب صدقه اللا متناهي والصراحة البعيدة جدا مع نفسه والتعبير عن مشاعره إلى الحد الذي جعله يقول: على مدار 40 عامًا لم أكتب إلا عن نفسي محاولة للفهم والتفسير. إنها تلك القاعدة الصائبة التي تقول بأنّ المرء الذي يتحدث عن ذاته هو في الحقيقة بتحدث عن العالم. حبر الديب أسود فلم يستطع قط في أي من كتاباته أن يرسم قوس قزح. مرارة الهزيمة تقف في حلقه وتهد عقله وتقوض نفسه. تدور الرواية حول أمين الألفي وانقلاب حياته وشخصيته جراء النكسة الملعونة.. تتبدل الحياة تمامًا.. وتتغير الأشخاص.. ويخرج العالم أفظع مافيه. تنهار علاقته بزوجته وأولاده وأصدقائه.. يدخل المصلحة العقلية ويخرج كما دخل. فالمرض ليس عارضًا إنه عضالٌ مترسخ به بل هو ذاته المرض. الحقيقة وسط محيطات النفاق والكذب تغرق في أسحاق الهاوية. ومن أجمل ما في تلك الطبعة الجديدة هي كلمة علاء الديب بأخرها. رحلة قصيرة ممتعة ومؤلمة
آخر أوراق علاء الديب... الحياة تكتسي باللون الوردي؛ فقط في لحظات النهاية!
إذا أردت أن أستهل قراءتي عن آخر أعمال الراحل العظيم علاء الديب، أيام وردية، الصادرة في عام ٢٠٠٢، فمن الحتمي أن أتوقف أولاً أمام هذه الطاقة السردية الهائلة، المفعمة بمشاعر الهزيمة والانكسار، التي استطاع الكاتب، بطريقة إعجازية، أن يأسرني -حتى هذه اللحظة- داخل عوالمها الكثيفة المتشابكة، في نص لا يتعدى ٩٣ صفحة، فقط!
لا أعتقد أن كاتبًا بمقدوره أن يترك مثل هذا الأثر في نفس القارئ، من خلال نص قصير كهذا الذي انتهيت من قراءته، ولا أقدر على مغادرة صفحاته، سوى علاء الديب!
يقدم لنا هنا الكاتب شخصية أمين الألفي، المثقف والمفكر المنتمي إلى الطبقة الوسطى البائدة، شخص تتلخص فيه آثار هزيمة قصمت ظهر جيل كامل، تجاوزها من استطاع الانسلاخ من حلم العروبة، وسارع بالإنضمام إلى قافلة الانفتاح، الثقافي والتجاري، وسقط في جُبها السحيق من لم يقو على لفظ الحلم، فظلت كلمة "فلسطين"، راسخة فوق لسان ألجمه العجز وأثقلته الإنكسارات، إلا أنه، أمين الألفي/علاء الديب، قد احتفظ بجلال الكلمة، فلم يبصقها فوق مآدب كامب ديفيد، ولم يبتلعها كما آثرت الأغلبية.
بيجامة منزلية، وشبشب، وشجرة سنديان، هي مكونات عالم بديل يحاول أن يجد فيه الرجل الخمسيني براحه ومستراحه، وثلاثة أقراص بيتلعها فلا تأتي بالنتيجة المرجوة، ما بين المقوي والمنشط والمهدئ، ينسحب الألفي من الحياة تدريجيًا، تذوب حبال الود مع زوجته عقب تأثرها بالمد الوهابي القادم من بلاد البترودولار، وتتلاشى الروابط مع ابنائه، ليسقط هو فريسة للذكريات، ما بين خسارة الحبيبة الأولى، وخسارة الحلم، وهزيمة الوطن، وهروبه من القاهرة، ومن أحلامه، مرتضيًا بحضور صوري باهت كأحد الأخصائيين الاجتماعيين في أحد المدارس.
يبرع الديب في وصف حالة ذبول الحلم، وانكسار الروح، لم لا وقد عاصر الكاتب تلك المرحلة التي شهدت تحطم الحلم الناصري فوق ورقة نتيجة حائطية توقفت عند صباح ٥ يونيو، يبحث الألفي عن أيام تكتسي بلون الحلم الوردي الذي خضبته دماء ٦٧، يقع ضحية لاكتئاب شرس، يفقد الدافع ويتشكك في معنى الحياة وجدواها، فيرتضي بقبول قراره المؤجل بالإنسحاب، ليلتحق بمصحة للأمراض العصبية، تحمل اسم نابلس!
يجد الرجل المهزوم سكينته في المصحة، بعد أن أشهر رايات استسلامه أمام الكافة، يقبل بقرار زوجته بالطلاق، يجمع شتات ذكرياته في بضعة صناديق تحوي كتب وصور وكتابات، ويترك منزله بعدما استقر في المصحة، وهناك؛ يستعيد القدرة على الحلم، وإن تناوبت عليه أحلام مضطربة، جمعت طيف الأب والحبيبة والزوجة في أطوار تحولاتها، مع زيارات قليلة من صديقه الكفيف، وتلميذه النوبي المبشر بغد أفضل، يتأقلم الألفي مع وضعه الحياتي الجديد، حتى تبزغ فلسطين مرة أخرى في عالمه الوردي، متجسدة في فتاة فلسطينية تعاني من أزمة عصبية نتجت عن اغتصابها وإيذائها على أيدي عصابات الاحتلال، ينتحي أمين الألفي تجاهها، كزهرة تتوق إلى عناق الضوء قبيل الغروب الأخير، يحاول أن يحررها من آثار أزمتها، إلا أن سلبيته، مرة أخرى، تزيد من مواجعها، وتهزمها، لتردها إلى عالمها السوداوي من جديد.
لا يقدر الألفي على مواجهة نكبة أخرى، هزيمة أخرى موازية لنكسة ٦٧، فيهجر المصحة رغم إقرار الأطباء بشفائه، إلا أنه كان يعاني جرحًا لا تظهره فحوص الأطباء، يهيم الألفي بين الطرقات كمجذوب استرد عقله بغتة فراح يبحث عن جذوره، يعود إلى قرية أبيه، ويلتقي بصديق الأب، إبراهيم أبو خليفة، الذي عرف السجن ظلمًا، وتخلى عنه الجميع، حتى خرج من أسره ليقيم لنفسه وطنًا بديلاً فوق تراب لا يعرف مفردات الحرب والظلم والغدر والهزيمة، ينضم إليه أمين الألفي، يشاركه محاولة أخيرة لإعادة إعمار الأرض، حتى وإن اكتفيا بزراعة اللوف الخشن، يستسلم أمين لحياته الجديدة، فيما يظلله طيف شجرة السنديان العتيقة التي تركها خلفه في المنصورة، يجد سكينته بعدما تحرر من كل الآمال والأحلام المقترنة بالإنكسار، ليتسرب اللون الوردي إلى عالمه، ليصبغ السماء، ويستوطن عينيه الكسيرتين، للمرة الأولى، والأخيرة، قبل الرحيل.
لست من هواة اختزال النصوص الأدبية في مجموعة من العبارات والاقتباسات، إلا أنني هنا، أفضل أن أختتم حديثي عن هذا النص الإبداعي الفريد، بهذا المقطع الوارد في صفحة ٦٤ من طبعة دار الشروق، كتوصيف لحالة أمين الألفي بعدما قال صديقه الكفيف د. مندور، أنه يشم رائحة فلسطين في المصحة التي استقر بها صاحبه:
"شعر أمين الألفي أن الرجل يلقي عليه عبوة ناسفة، كأن كل كلاب الأرض هجمت تنهش فيه، ليس أمامه إلا أن يضرب بيديه العاريتين ويقاوم. كان يسمع صوت نفسه يتردد في الغرفة عاليًا غريبًا عليه. الجملة جسدت أمامه الأمة بأسرها التي تأكل الكلام، تمضغ الماء، تغني مشاعر كاذبة لكي لا ترى الحقيقة. عاهرة تتوارى خلف غباء جلف، جهل ونفط، وأجهزة حديثة وثياب تلمع، لم يبق إلا أن تقف على الكرس�� وتُلقي علينا الأشعار، وتردد أناشيد العودة والنضال والصمود. حدثنا لو أردت عن الزيتون والبيارات.. وعن الوطن. ردد لو أحببت صورًا ومعاني قديمة لم تعد تسكن رأس أحد، سوى رأسك المحروم من الصور، ورأسي العليل الذي هزمه الواقع وطرحه أرضًا: أمامك هنا، في مستشفى المجانين هذا.. وتقول: أشم هنا رائحة فلسطين!"
" هل هي حياة الرضا أم حياة الدفع بالقصور الذاتي ؟ "
- من مقال للكاتب الشاب و الباحث التاريخي وليد فكري
------------------------------------------------
بمضع جراح بارع دون وجود لطبيب تخدير يخوض علاء الديب في أنسجة و شرايين مدفونة في أعماق أعماق النفس البشرية و مشاعر يعتريها التيه و التخبط , يعري أعصابها و يستخرج القيح من معطوبها ... أنت متألم لما تقرأ و لكنك تعرف أنه الألم الذي يسبق راحة انتزاع سهم مسموم ظل حبيسا في جسد طيلة أعوام طويلة و هو مكابر لآلامه و صابرا عليه .
---------------------------------------------------- أسلوب قوي يفرض حضوره الطاغي علي عقلك و يرغمك علي التركيز للإستمتاع بما هو مسطور و بكلمات تشم عبير الصدق و الإخلاص و الوجع فيها , يعيبها الكآبة و ندوب الاحساس بالهزيمة و لكن كيف يمكن أن تكون غير ذلك و هو يتحدث عن واقع يفرض تلك الحالة و لم يرغب الكاتب سوى بعرضها كما هى بما يحمله هو من وجع و ألم دون تزيينها أو اضافة محسنات ليجذبك إليها ثم يصدمك بعد ذلك ... الوضوح و الصراحة من البداية .
بعيدا عن الأدب ذو المستوى الرفيع , شخص علاء الديب الذي كلما قرأت عنه من أحد لم تكن شهادته سوى مدح و ثناء و جزبل شكر و اعتراف بتقصير الجميع نحو تلك القامة المثقفة المحترمة التي لم تنل من الحظ و الرفعة ما يستحق و نالها من هو دون ذلك دون أدني مجهود فأقرأ في مقال للكاتب عمار علي حسن عن واقعة أنه فاجأ الكاتب الكبير محمد المنسي قنديل في بيته في المحلة بزيارة و هو مايزال طالب في كلية الطب و نشرت له بعض قصص جيدة فقط في بعض الجرائد ليجده أمام منزله و يستغرب كيف وصل له ليقول أنه سأل عنه باعة الكتب القديمة ! موقف كهذا يوضح لك جوهره و شخصه الطيب و كيف هو من التواضع بأن يبحث عن القيمة و الدرر المكنونة ليحسن تقويمها و تقديمها و يحمل عبء تصحيح العالم - بدون سذاجة - و هو ما وجد في كتاباته و لعل أصدق ما كتب في تلك الرواية هى تلك الصفحات التي جاءت في آخرها تحمل عنوان ( أوراق علاء الديب ) بالتأكيد شجعتني لقرائة كتابه ( وقفة قبل المنحدر ) الذي أجمع الكل على صراحته و مكاشفته فيه للواقع ببساطة و ذكاء لتلك الفترة بقلم مهموم و نفس تطوق لفعل الخير و ما هو صحيح للبلاد و العباد . كانت أول قراءة و لن تكون الأخيرة بالتأكيد ..... رحم الله الكاتب الكبير علاء الديب و طيّب الله ثراه .
تنبعث منها رائحة الهزيمة الداخلية والخارجية .. الصراعات الداخلية تنبثق فلسطين تلك التي عاشت جرحًا في نفوس الكثيرين ثم انطوت في البعض و عاشت في البعض الآخر فأماتتهم الإحساس بالعجز و تبدل الأمور و دوامة الاكتئاب التي لا تنفك تنقل المرء من دائرة لأخرى دونما نهاية تلوح لاكتئاب أسبابه على الدوام ماثلة لا تغيب .. هنا نرى جلد النفس الذي لا ينتهي
" قال لنفسه: نادرًا ما تفكر بشكل حقيقي و مفيد. متقافزًا دائمًاحتى الإعياء . تقع دائمًا في نفس النقطة التي منها بدأت." " هل هذا حال كل الناس أم هو وحده الذي لا تنمو له بذور و تتفتت كل الأشياء في يديه حتمًافي النهاية؟ "
و نرى الوجه الحقيقي لمثقفي الأزمات و أرامل الحروب الخاسرة و الثورات الفاشلة كذلك كثورة يناير أعتقد أن وسط البلد هذا طبعها من الأزل
" تأكد له ما كان يعرفه و يسمعه من أن الأحاديث التي تدور هنا ليست الا ستارا لعمليات و صفقات صغيرة يتم من خلالها بلا هوادة ممارسة كل الرذائل الأخلاقية والإنسانية بعد دهانها بكلمات الفن و الثقافة و العبث و الاغتراب و الاختلاف و التفرد"
" يدمن من يريد أن يوهم الناس أنه مثقف كلمات مثل : قضية، موقف، وخندق واحد و صراع "
أما عن رأيه في الحب فأتفق معه تمامًا أعتقد بأننا لم و لن نعرف ما هو الحب ..نحن نتشنج فحسب و نلقي بعقدنا و أمراضنا النفسية و هزائمنا أمام الآخر لنستهلكه و يستهلكنا ثم نفشل معًا و نتظاهر بالسعادة الجمة و نظل نطلب العون بأعينناا غير أنه لا أحد يدرك كيف يمد لنا العون لأنه يجهل كما نجهل
" يرى أننا ـ وهذا ضمير يجب أن يستخدمه المثقفون حتى يوهمونا بوجود جماعة أو انتماءـ أننا ـ نحن جميعًا ـ لم نعرف الحب.لا ربانا عليه أحد و لا نحن اخترعناه ، بدلا منه نجد عندما ننظر في أنفسنا مخاوف و حرمانا ..و قهرا كثيرًا . نصدره للاولاد فخورين بما نملك من غباء"
رأيت الاكتئاب و عايشته في هذه الرواية .. ربما الأيام الوردية هي في الانسياب داخل النفس
بداية أخذتني هذه الرواية جدا وسعدت بحالتها وبها وبالفكرة وعرفت حالة من الشتات الغريب لمريض اكتئاب في الأصل مفكر وكم ممن تشغلهم القراءة والفكر يكتئبون ما إن انتصفت الرواية حتى بدأ الكاتب يبعد عن شكل الرواية ويدخل في حالة البطل المرضية التي فرد لها كل الصفحات أدخلك معه في شتاته وحكاياته المبعثرة عن أناس يروي عنهم مآسيهم ثم يتركهم يذهبون كما لو أنهم ذهبوا بالفعل من حياته رغم أنهم لم يفارقوه فعلا انتصر لوضع فلسطين المؤرق للبطل دون انتصاره للشكل الروائي فاختل التوازن وبدت الأمور محشورة أكثر منها موظفة لم تخدمه محاولاته الكثيرة لبث طابع الغموض الذي قد تبرره الحالة المرضية أو طبيعة البطل كمفكر
ازاي مقريتش لعلاء الديب قبل كده! رواية قصيرة لكنها عميقة الأثر تتناول الهزيمة اللي بنعايشها في حياتنا منذ احتلال فلسطين. استطاع الكاتب من خلال شخصية أمين الألفي رسم كل تحولات وتناقضات الطبقة الوسطى في بلدنا دون مواربة.. تلقي كلماته بالحقائق في وجوهنا مباشرةً لنعترف بفقداننا للقيم والمعنى وفي قلب هذا الفقد يأتي ضياع فلسطين.. تصلح شخصية أمين لوصف هزائمنا بعد الثورة وحالة تجريف المجتمع من أي قيم أو مُثُل عليا، بل ربما لا نجد الآن شجرة سنديان قوية نتمسك بها وسط كل هذا القتل والانهيار والتخبط
هى اقرب لحنفية اكتئاب فتحت علينا منها الى رواية الواحد بعد ما يخلصها يا امة ينتحر يا امة يكمل حياته فى مستشفى الامراض العقلية زى البطل فيها رؤية و بعض الجمل الادبية الرائعة لكن فى الاخر مبتوصلش غير لحاجة واحدة "عدم جدوية الحياة"حجات كتير شبه الحقيقة لكن قاتمة بزيادة
لم يشأ علاء الديب، الأستاذ، صاحب عصير الكُتب، أن يترك حالة الضياع التي واكبت النكبة الفسلطينية ثم النكسة المصرية بدون الغوض فيها . وأعتقد أن هذا - مما قد تراه من مُقتطفات علي صفحات مراجعات الكُتب ونحوه - أن هذا كان مشروع للأستاذ علاء، تبناه وحنا عليه من فكره وأطلق له الريح فخرج من عباءته ست روايات قصيرة، أغلبها يدور حول هذه الأمور، و إقتناص حالات الضياع، والتماس مع الذات كذلك، فهو قد عاش الفترة و طُحن فيها . فهو في <أيام وردية> يعبر عن ذلك بحالة أمين الألفي، الذي يسكن المنصورة ويعمل كأخصائي إجتماعي، مُتزوج و عنده بسمة وبهجت. كانت له في يوم من الأيامِ أحلام إشتراكية وقت الجامعة، وقت النظام الطليعي و نحو ذلك، وحاول بالفعلِ أن يُطبق ذلك في المدرسة التي عمل بها، وهذا ما حدث، جدّول طُلاب المدرسة، وأحصى ما أحصى و كفل الطُلاب إجتماعيًا و جمع حوله من المريدين الكثير، كأنّه شيخ طريقة ولكن فجأة كُل هذا تبدد، فالهيئة المدرسية غير مُتعاونة، الزملاء المُدرسين يسخرون، يستهزءون . فماذا حدث له ؟ أكتئب . أصبح ينزل من المنزل، بالشبشب والبيجامه، يجلس عند شجرة السنديان، و بعدها يعود للبيت مارًا بصيدلية الدكتور ظريف ليُعطيه الثلاث حبات. ثم يُسافر للقاهرة و يدخل مصحة نابلس النفسية والتي يُديرها الدكتور بشاي صاح�� الدُكتور ظريف. يشتبك مع الكثير من أهل المصحة، إشتباك جلسات العلاج الجماعي، تعارف مع ممدوح مُدمن الهيروين الذي لقى مصرعه مقتولاً بعدما هرب من المصحة، الآنسة الفسطينية [عفاف الـ .. ] التي وقع في غرامها، فهو قد رأى فيها الكامل بالنسبة له، بالرغم من الصراخ والعويل و جلسات الكهرباء التي تخضع لها. فهي مريضة مثله، مُتصوفة لا تُريد الدُنيا قد كرهتها، فلسطينة، تُذكره بالأمور التي يُحبها و في نفس الوقت يُريد التغافل عنها . مشهد خروج أمين من المصحة، مشهد كأنّ شخص عاد من غيبوبة منذ سنين، لا يُريد التعامل مع البشر أبدًا. ركب الميكروباص ليعود إلي موطنه الأصلي في حمصاية بحري، ينزل في منتصف الطريق لأنّه أحس بالإختناق، بالأعراض لها حتي يعود إلي البلدة بجوار صديقة إبراهيم أبو خليفه الذي أودع السجن ظلمًا ولمّا خرج منه بنى كُشك يبيع فيه اللوف و يهتم بأمر أزهار ست الحُسن .
بداية الرواية مُتماسة مع النهاية في أنّ البداية بدأت بالعُزلة عند الشجرة، وإنتهي به الأمر بالعُزلة عند صديقه وسط الأزهار والأراضي. بداية الرواية ستُذكرك ببدايات الروايات الباهرة إن كُنت من الذين يُحبون الإفتتان بالبدايات الباهرة و حفظها فبداية الرواية " في هذه الأيام، لم يعد أمين الألفي يعشق .... "، بداية ستذكرك ببداية ماركيز في مائة عام من العزلة حينما قال : " بعد سنوات طويلة، و أمام فصيلة الإعدام، سيتذكر الكولونيل أوريليانو بوينديا .... "
الرواية مكتوبة بالعبارات القصيرة، وأعتقد أن هذا قد يكون مُناسبًا تمامًا مع رجل عَنده إكتئاب يُعاني الضياع والشُتات، فقد أولاده وبناته، فأصبح تائهًا في الحياة و تاه معه الراوي وهو يحكي عنه . . الأيام الوردية كانت فقط في المصحة أما خارجها فكانت كالخراب، كالضياع .
لم تتحقق ايامة الوردية الا عندما أنعزل عن العالم وصخب البشر. أمين الالفي لم يشعر قط بأنه ينتمي الي ذلك العالم البائس او الي اولائك البشر المزيفين المتشابهين في كل شيء. أمين الالفي اختار الوحدة والعزلة داخل نفسة فكون عالم موازي من الخيال استطاع ان يعيش فيه كيفما يريد وان يهرب الي داخلة من العالم الخارجي.
العيش في العالم الموازي كان ضروري لأمين الالفي صاحب المباديء والقيم. التعايش مع الواقع كان يمثل له كابوس. لأنه لم يستطيع التعايش مع تغيرات الحياة السرعية التي طرأت علي النمط المعيشي والفكري وحتي علي النمط المعماري الذي كان يزعجة.
فجأة وجد نفسة غريبا وسط عالم وواقع اغرب. فأختار ان ينغلق علي نفسة وأن يعيش مع ذكرياتة. ومع ازدياد الضغوط لم يستطيع المقاومة وتداعي تماما فنهار تماما.
الخلاصة ان أيامنا الوردية المبهجة قد تتحقق بالبعد عن البشر وعالمهم المزعج والانغلاق علي الذات.
الرواية: تأخذك الي رحلة داخل نفس أمين الالفي ومن خلالة تري عالم من نظرة مغايرة للواقع. وكعادة علاء الديب. بطل الرواية هو محور الاحداث وبقية الاشخاص هامشية.
السرد: متميز وسريع ولا يشعرك بأي ملل علي العكس.
المكان: لم ترتطب الرواية بأماكن او بلاد بعينها وانما ارتبطت بشجرة وحقول ومصحة. الطبع السائد علي الامكنة يشعرك انك تعيش في حلم. وذلك لان معظم الاحداث في خيال امين الالفي.
قال الحزين صلاح عبد الصبور- وهو ايضا يقول "إني انهزمت و لم أصب من وسعها إلا الجدار" ..... عبر باب النهاية و البرزخ يجد نفسه راقدا ميتا في هدوء، حاضرا غائبا، تحت شجرة السنديان. بدنه ضخم، يرتدي ثيابا غريبة ملونة. قلبه طافح بالعشق، وعيونه مغلقة. يري السنديانة فوقه مهيبة تصل الأرض بالسماء ....... رواية رائعة قصيرة صادمة .
هى رواية أقرب الى يوميات موظف حكومى او يوميات مواطن مصرى حمل فى صغره ع كاهله حلم تغيير العالم من حوله و بمرور السنوات يجد نفسه وحيد محمل بتلك الافكار التى كان يعتنقها قديما .. ليتحول حلمه من تغير العالم الى رغبتة فى ان يحيا بسلام فقط
"الطبقة المتوسطة: الطبقة اللغز في تاريخنا. أعيش اللغز و ادعى معرفته. هذه الطبقة صاحبة أكبر إنجازات، وأفظع الجرائم. صاحبة الحل والربط، وقليلة الحيلة، صاحبة المثل العليا، والقيم المزيفة، الخائنة النبيلة.. صانعة العدسات الوحيدة التي أرى بها الواقع و المصير."
حياته بين يديه كومة بلا حل، الهاجس الذى يتردد ـ وقد صاحبه طول عمره ـ أنه عاش هذه اللحظة من قبل، عاشها بأدق التفاصيل ، نفس الساعة ونفس الضوء ونفس الفراغ المحيط به ، يبعث فيه هذا هذا الهاجس شعوراً بالغثيان وارتباكاً شديداً فى الاحساس بالوجود.
أول قراءة للمبدع علاء الديب ، ممتنة جدا إني عرفت هذا القلم الجميل الشفاف و متفائلة لأعمال أخرى .
ثلاثة أيام و ينتهي عام ٢٠٢٤ ، لطالما وددت أن أقرأ ثلاثية علاء الديب، إجتذبتني العنوانين الثلاث و فكرة أن تطرح نفس المواضيع و لكن من زوايا نظر أشخاص مختلفين كلهم عايشوا نفس الأحداث دائما ما كانت تأسرني، لأن هذا في نظري جوهر الحكايات ككل ، كلنا نعايش نفس الأمور بشكل مختلف و من الجميل أحيانا أن تعرف ماذا رأت عيني الآخر في نفس الموقف الذي رأته عيناك و لما اختلفت الرؤية و المشهد واحد ، و لكنها ثلاثة أيام و تنتهي السنة و كتب الباطنة لن تتركني أحتسي "الهوت شوكليت" و ادخل كهفا زمنيا أقرأ فيه الثلاثية قبل نهاية السنة حتي أتم تحدي الجود ريدز ، لذا افتح جهازي اللوحي ، أبحث عن علاء الديب ، أقرأ عنه نبذة قصيرة و اتصفح مؤلفاته ، تلتقط عيناي "أيام وردية " ، أدرك أن العناوين تجذبني للكتب قبل أن أعرف محتواها(مش دايما بس غالبا 🤣)، أيام وردية، تري أين تلك الأيام ؟ متي و أين يعيش المرء تلك الأيام الوردية ؟ كيف هيئتها و ما وقعها علي النفس ؟ أضغط علي "تحميل الرواية" و كلي شوق أن أعرف متي و أين و كيف يعيش بطلها حتي ينتهي به الأمر في ظل أيام وردية .
قرأت اقتباسا ذات مرة انك حين تجلس وحدك تقرأ كتابا فإن ذلك بمثابة جلسة مع الكاتب ، هو المتحدث و انت المستمع ، تروق لي تلك الفكرة و أتذكرها في كل حين أجد نفسي في صحبة كتاب ممتع و مؤنس ، هذة المرة كنت في جلسة طويلة استمع فيها لحديث أمين الألفي ، يتحدث عن نفسه و وحدته التي أطبقت عليه كالمخلب ، يتحدث عن زوجته التي احبته و أحبها عمرا طويلا حتي تغيرت هيئتها التي أحب، فصار استمرار ذلك الحب موضع تساؤل، يأخذه الحديث إلي فلسطين ، التي كانت دائما حاضرة في باله ، يبذل ما يستطيع لأجلها ، يري الخيانة و التطبيع هنا و هناك، تحفه أسئلة الجدوى و تخذله الإجابات ، معركة صمود طويلة و حق واضح وضوح القمر في ليلة تمامه ، و لكن لا جديد تحت الشمس، أكاذيب هنا و عار هناك، و يتكرر الأمر في كل مكان تقع عليه عيناه .
أصل منتصف الرواية و انا أتسائل، ألا وجود للأيام الوردية ؟ آخر صفة يمكن أن توصف بها أيام أمين الألفي انها وردية .
يخبرني أمين الألفي أني تسرعت في الحكم و أنه بالفعل عاش أياما وردية و لكن في أحد عنابر مستشفي الأمراض النفسية و العصبية ، و لكوني طالبة طب ، مررت بقسم النفسية و العصبية خلال دراستي ، أشك في إمكانية وجود أيام وردية هناك ، و لكنه استمر في الحديث ليخبرني أن التصور السائد عن الأيام الوردية و هي تلك التي لا أعباء فيها أو هموم ، و هذا ليس بالضرورة صحيح ، الأعباء و الهموم باقية بقاء الحياة ، لا حياة بدون منخفضات ، و لكن لابد لك أن تملك ما يعينك عليها ، كان يسميه هو " العشق " ، عشق الحياة ، أن يجري عشق الحياة في جسدك مجري الدم ، فتواجه منخفضاتها ، و تحاول ان تخلق من سير الزمن مرتفعات للسعادة و الحب و السكينة، كان أمين الألفي يجد عشق الحياة في وجه زوجته ، ضريح الولي وسط الحقول ، موسيقي بيتهوفن و شجرة السنديانه في بلدته و لكن المنغصات امتدت لتشمل تلك العناصر التي تمثل منبع الحياة لأمين الألفي، فتغيرت زوجته لتصير من " الأخوات " لا تنطق إلا بكلمه واحده وهي "حرام" ، و لم يعد الوصول لضريح الولي بالسهولة التي كان يجدها في طفولته ولا عاد استحضار المشهد يثير نفس المشاعر ، و موسيقي بيتهوفن نادرا ما يجدها ، و جاء مجموعة مستثمرين و قطعوا شجرة السنديانة لأغراض صناعية بنائية ، فجف المنبع الذي لطالما أمده بعشق الحياة ، و صارت الحياة كابوسا لا يحتمل .
هناك ، في ذلك العنبر ، يختفي كل ما كان ينغص عليه حياته (الناس و الكذب و السطحية و أمور أخري ) ، و يسترد شيئا فشيئا تدفق عشق الحياة في جسده ، حتي انه يلتقي بما أسماها " وردته الصفراء " و هي فتاه تعرضت لأنواع من الألم في حياتها حتي انتهي بها المطاف في الحجرة المقابلة لحجرة أمين الألفي في العنبر ، يدخنان سويا(و انا عندي سؤال ، ليه التدخين رومانسي ؟ بلاحظ دا في روايات كتير مش دي بس ) ، تطلبه هو تحديدا ليجوبا معا شوارع القاهرة، يشعر معها انه إنسان حي (بكل ما لتلك الكلمتين من معنى ) .
في نهاية حديثنا الطويل يخبرني ، أن الأيام الوردية مصيرها كمصير أي شيئ في الحياة هو الزوال ، و لكنه وجد ما كان ينشده و لا يجعله يتمني بعدها مزيدا من الأيام الوردية و هي السكينة .
اقتباس : " شبكة المعلومات والملاحظات والحقائق التي تجمعت عن القرية في ذهن المفكر العربي السابق أمين الألفى جعلته في ذهول . ليس الظاهر الذي يراه هو المهم ما أذهله حقا الارتباك الذى في نفوس الناس ، في القيم والمعاملات والسلوك ، وما يجرى وراء الجدران من قهر وظلم وخوف وفقر. أفق مكبوت. أحلام مستحيلة ، وزمن وبشر وإمكانية مهدرة يطلع عليهم فجر غائم وينزل عليهم غروب بالتراب . يستحيل هذا الواقع على الفهم، وفقا للأفكار والتحاليل التى تعلمها من مفكرين عرب أمثاله ، أفكاره وأفكارهم عن التقدم والتحضر والإنسانية ليست سوى زواحف وحشرات تتحرك وسط علب من الصفيح القديم الصدىء . محبوسا هنا في "حصماية بحرى " حبسا اختياريا ، عرف أن الفلاح المصرى الذي سمع عنه قد مات ، وأنه موجود هنا بين عينة غريبة من البشر لا يجمعهما هدف أو طريق . "
في الحقيقة ، رواية "أيام وردية " كانت من أجمل الاختيارات العشوائية الي خدتها بحكم الزمان و المكان و المشاغل و المثالية في تحقيق الأمور و عوامل تانية، كانت رواية مؤنسة و جميلة و صريحة ، فقرات كتير كان الصوت جوايا بيقول " ايوا دا انا " و " يا سلام بجد في حد عنده نفس المشاعر و عبر عنها بالسلاسة دي " ، و فقرات تانية ضحكتني و فقرات تالتة فكرتني ��أحزان دفينة ، مش هنسي أثني علي سلالة اللغة( لغة هادية و متناغمة )و براعة التشبيهات، التشبيهات كانت غريبة و جميلة في آن . " بدا عليه إعياء ، و إمتلأ وجهه بالعرق، فأنهى الزائران الزيارة في ارتباك و رحلا مخلفينه مرهقا مرتبكا كفيل دخل فجأه إلي محل للزجاج و الخزف " في مواقف فعلا بحس فيها أني فيل دخل محل زجاج بس مكنتش لسه أعرف التعبير الي يوصف دا وصف دقيق🤣
لم أحبها، كانت أقرب إلى هذيان متصل، بطل يائس بائس محطم الأحلام مشتت الأفكار محبط، وهكذا جاءت الرواية. ليس العيب في البؤس، لكن في أسلوب عرض البؤس، والذي لم أجده ها هنا موفقا، إن عملا يتكلم عن الاكتئاب بعد تحطم آمال العمر إن لم يشعرني بمرارة الخيبة والإحباط لا أعده إلا مجرد ثرثرة تعيسة. وقد يكون العيب مني، أظنني إن قرأتها في مرحلة سابقة قد أتقبلها أكثر، وربما لم تعجبني لأن مزاجي الآن لا يلائم هذا اللون من الإحباط وحسب.
أخفي الله الموت، وتفاصيل النهاية، إذا لم تكن تدخر لنا مفاجأة فما معني أي شئ. ايام وردية مختلفة عن القاهرة وزهر الليمون في قلة الحوار فظهر ابداعه اكتر واكتر في الوصف وحدف الكلام من تحت لتحت والتنطيط بين الاحداث الكتير والمستحيل تتوه فيها.
على مدار ثلاثة أيام قرأت الرواية القصيرة "أيام وردية، لعلاء الديب، والتي يصدُف أنها ليست وردية على الإطلاق.
في الفصول الثلاثة الأولى ظللت أنتظر حدثًا يقلب عالم أمين الألفي ذاك رأسًا على عقب، لكن ذاك لم يحدث، ولم تكون الفصول الثلاثة الأُوَل سوى تمهيد لرتابة أكثر ستحل لاحقًا، في المصحة، التي كانت أيام أمين الألفي المقصودة في العنوان!
لم أتعاطف مع أي من الشخصيات، اللهم إلا "عفاف.."، التي أفرد لها الديب مساحة معقولة إلى الجوار كون أمين العملاق المُمل.. أعتقد أن مرور الكرام على أغلب الشخصيات كان انعكاسًا لتطوُر خصيصة اللامبالاة في شخص أمين الألفي.
من ناحية أخرى، كان ضيقي لشعوري بإقحام قضية فلسطين في رواية عن اكتئاب إخصائي اجتماعي في إحدى مدارس المنصورة وبحثه عن معنى لحياته في مصحة نفسية بمدينة نصر بالقاهرة، هذا الضيق رُبما تأكيد لاستشراف الديب بتمويع القضية ونزعها من القلوب لتصير محليّة تمامًا..
الحق أن وريقات علاء الديب التي ذيّلت الرواية كانت أكثر إمتاعًا من الرواية ذاتها بكثير، فأمين الألفي، الذي بحسب إعلان الديب أكثر من مرة أنه يكتب عن نفسه، أحد انعكاسات الديب، بيد أنه على مايبدو اختار الديب أكثر انعكاساته ذبولاً وسوداوية ليحكي عنها في هذه الرواية.
علاء الديب ذلك الإنسان المحّمل بالهموم والمآسي، أو بالأحري هو حطام إنسان حمل على عاتقيه تغير العالم وأن الكون فاتح ذراعيه له، فوجد النكسة تلو الآخري تقطم ظهره وتجّهز على ما تبقىّ منه مَن استفتح قرائته لعلاء الديب بكتابه وقفة قبل المنحدر لعرف علاء الديب كما ينبغي وما استغرب سوداويته وجرعات البؤس التي تتجلّي واضحة فيّ كل ما يخط به قلمه، أشعر بكل ما يختلج فيّ نفسهُ، أشعر بكل ما عانهُ، ومن أكاذيب تكشفت أمامه واضحة جلية كانت من قبل رواسخ لا تقبل الشك أو الانتقاد لكن ما عاب هذه الرواية أنها لم تدخل شخوص آخرين غير أمين الألفي، بالطبع كان هناك غيره ولكنهم جميعًا ثانويين ليس لهم تاثير ولا دور فعال فيّ الرواية؛ فترىّ الملل يتسرب إليك في الجزء الثاني من الرواية، لكن طريقته مازالت محببة ليّ، لذلك سأكمل ما تبقي لديّ من روايات له
رواية تحكي عن بطل شخصيته سلبية بإمتياز عنده مشكلة مع ذاته ومع الآخرين، يعجز عن التواصل وترتكز رؤيته لأي مشكلة على فكرة إنه مفيش فايدة لأن الناس وحشة وهو ليس كاذبًا حتى يعيش معهم ويتحول إلى نسخة منهم. ربط أمين الألفي بين مشكلاته الشخصية وأزمة الوجود الفلسطيني على نحو بدا لي أنه يعكس ضعف شخصيته وعجزه عن المقاومة وتحرير نفسه من السلبية حتى يصنع إيقاع مختلف لمستقبله أو مستقبل أطفاله. كنت محتاجة أعرف عن شادن زوجته ، فلم يتضح لي السياق المرتبط بتحول علاقتهم ببعض. ربما كان نموذج إبراهيم أبو خليفة هو النموذج المقابل لأمين الألفي الذي لم يستسلم للظلم وقاوم وخلق لنفسه مساحة فرض احترامها على جميع من حوله.
ام كما يصف نفسه الأستاذ امين "بطل الرواية" بأنه مفكر عربى يحمل هم فلسطين القضية و الرمز و كما نسينا القضية بالتدريج فكل منا تتلاشى خطوات حياته تتلاشى بالتدريج أيضا ان لم نكن نحمل فكرة نسعى وراءها و الا ما الهدف من حياتنا !
تفييمى للرواية ضعيف رغم اعجابى بالفكرة لان الاسلوب و الحبكة عاديين للغاية
اول طله لى على اعمال علاء الديب الذى لم اعرفه الا من خلال برنامج عصير الكتب لبلال فضل . اسلوب محترم سلس يخط المشاعر بسهوله . هى سيره بداخل عقل امين الالفى وحلم الاشتراكيه المنهار ومأساه فلسطين المستمره . اعجبنى ان يكتب الرواى عن نفسه كما فعل علاء الديب فى نهايه الروايه وليت كل الكتاب يفعلون