حكاية عن تاريخٍ ينسدل كبساطٍ مضرج بالعشق والدم، وسحر ينبعث من التاريخ ليطارد الواقع. طبول حرب تدق، وقلوب تُخفق في رحلة بحثها عن مُسبّبات الوجود ومبرّرات الاستمرار، وخاتم قديم يدور بين أصابع الحكّائين في شتّى بقاع الأرض. سوريّة هي أرض الحكايات، وسلمى حائرة بين العاشق والمعشوق؛ بين الماضي الثريّ ممتد الأثر، والحاضر الرمادي المخضّب بالفقد والاقتتال. فهل تعثر سلمى على بوصلة القلب وتقرّر مصيرها؟ هل تستسلم لرمال الماضي المتحرّكة التي تذوب فيها وتُذيبها، أم تترك جسدها لوتر القوس المشدود شطر الغرب؟
بين سلمى ولوكاس وشمس الدين، اختلفت الأهواء وتباينت الخلفيّات والرؤى، ولم يتفق ثلاثتهم إلا على عشق حلب. المدينة الغاوية المغدورة التي تئن أسفل أنقاض الأحلام والفرص الضائعة. فهل يكون خاتم سُليمى السحريّ كافيًا لتحرير الأرواح الهائمة في فضاء المدينة؟ هل يُعيد وصل الرابط المبتور بين المقبل والفائت؟ أم أنّ على حلب أن تنتظر سُليمانًا آخرَ، يُبعث من سباته الطويل، فيرمّم عصاه المأكولة، ويستعيد سطوته على سائر المخلوقات المتناحرة، إذ يعثر على خاتمه المفقود؟
بضايق لما بكون حاطة سقف توقعات عالي لرواية ما و يجيلي إحباط ودة أكيد بيحصلنا كلنا لكن اللي حقيقي بيعصبني لما أحس إني مش بس محبطة لأ ده أنا كمان ضيعت وقت كتير و علي الفاضي في الأخر و رواية خاتم سليمي قدرت تعمل كل دة فيا وبمنتهي البساطة!
الرواية بإختصار عن واحد بيحب واحدة و الواحدة دي بتحب واحد تاني أكبر منها ب٢٠ سنة و هي قصة حب غير مفهومة ،غير مبررة وأكيد غير منطقية... الكتاب في شوية تفاصيل عن حلب والأحداث المؤلمة اللي فيها ولكنه كلام كله مستهلك و قرأنا زيه ميت مرة قبل كدة.. كل التفاصيل عن شخصيات الرواية وجدتها بلا هدف ولم أندمج مع أي شخصية منهم..اللغة جاءت عادية جداً،لم أكتب أي أقتباس و مفيش جملة واحدة حتي وقفت عندها!
من أكتر الحاجات اللي معجبتنيش في الكتاب هو إسلوب السرد ...الكاتبة كانت تذكر فجأة حدث مهم و متبقاش عارف دة حصل إمتي و إزاي و كنت أعيد القراءة كتير عشان أحاول أفهم وبقول جايز أنا فاتت مني حاجة ولكن للأسف الطريقة دي كانت مقصودة وكان يتم التوضيح بعد عدد صفحات مش قليلة...
أنا بحب جداً أساليب السرد المبتكرة وبحب كمان التنقل بين الماضي والحاضر و لكن لازم يكونوا مكتوبين بإتقان و دة محصلش في الرواية هنا بالعكس الأسلوب كان فعلاً مربك و غير ممتع أيضاً في قراءته ثم جاءت النهاية كالقشة التي قصمت ظهر البعير ..نهاية ساذجة من وجهة نظري ، لم أقتنع بيها ومقدرتش أتقبلها أبداً...
لما بعمل مجهود و أنزل مخصوص أشتري كتاب وفي الأخر بحس إني مش عاوزة أحطه في المكتبة بتاعتي بعرف إن الكتاب دة أكيد مش ليا وصحيح الكتاب معجبنيش أبداً ولكنها تظل وجهة نظر شخصية و ممكن يعجب ناس كتير..
خاتم سليمى، رواية تبدأ بإقتباس من "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران حيث تتقاطع سلمى كرامة (جبران) مع سلمى العطار (ريما) في بعض المفاصل، ثم أربعة وعشرين فصلًا رئيسيًا مع تفريعات لبعض الفصول امتزج فيها التاريخي بالواقعي بالخيالي بالرومنسي بالاسطوري بالصوفي لتشكل مع بعضها نصًا انسانيًا يصعب تبويبه في جنس أدبي واضح.
الرواية مبنية على الإرتباك، عدم اليقين والتأرجح ما بين الوضوح والغموض، يتجلى ذلك في كل عناصر النص: فالأسلوب المعتمد كان يشظّي الأحداث والزمن ليعيد القارئ تجميعها وترتيبها في ذهنه، الشخصيات الرئيسية (لوكاس-سلمى-شمس الدين) كانت تعيش في اوهامها وربكتها الخاصة، الثيمات لعبت على وتر المقابلات (الشك-اليقين، الخيال-الواقع، الحلم-الحقيقة، التعلّق-التخلي، الشرق-الغرب...) حتى الفضاءات السردية شهدت ذات التوتر في وصف الما قبل والما بعد (خصوصًا حلب). كل ذلك أتى بلغّة متينة بسيطة كان يمكن ان تكون أكثر أدبية في مقاطع الراوي العليم الذي ما كان على قدر التوقّع منه داخل النص وتواتر مع الراوي الأول بطريقة عشوائية.
تمهّل الراوي في بناء النص، فقد أخذ وقته في الفضاءات السردية والشخصيات قبل الولوج الى الحبكة الرئيسية (الخواتم وقصتها)، لم يزعجني هذا التمهّل بل كان فرصة للتمتّع بالتأثيث السردي وقصص الشخصيات الثانوية (وكم كانت قصة جانيت خوري مثيرة للإهتمام في تخلّيها وتأقلمها وتنّدمها)
أعتقد ان شمس الدين كان النصف الممتلئ من الكوب ولوكاس كان النص الفارغ بالنسبة الى سلمى التي لم تحصّل سوى على الكوب بالنتيجة خالٍ من شمس ولوكاس معًا. ولو ان النهاية تترك هذا الأمر مفتوحًا بذلك الحلم الذي زاد من نسبة الضبابية وترك للقارئ حرية اختيار نهاية لوكاس وسلمى على هواه.
مشكلة الرواية كانت في الراوي العليم بالدرجة الأولى حيث لم يضف للنص وكانت تدخلاته غير مفهومة وحادة. بالإضافة الى إعطاء "مانويل" ابن لوكاس إدراكًا ووعيًا لا يتناسبان مع عمره (10 سنوات) مما أثّر على كل الأحداث اللاحقة المرتبطة عضويًا بهذا الوعي.
بشكلٍ عام رواية جيدة، وبإنتظار الروايات القادمة للصديقة ريما بالي.
ملاحظة: ناقشنا الرواية في نادي "صنّاع الحرف"، كان نقاشًا مكتظًا وطويلًا، لكنه كان غنيًا وممتعًا خصوصًا ان الكاتب الضيف هو ذاته القارئ المستضيف.
سأختصر القول في هذا العمل أنه أنقذني من الحزن الذي يظلل حياتي في الفترة الأخيرة. من مهام الأدب أنه ينقذنا عندما تسحبنا الحياة إلى جنباتها المظلمة. هذا ما فعلته رواية ريما. كانت فسحة كريمة لأستعيد فيها توازني وطبطبت على كتف قلبي. شكرًا ريما وكل التوفيق في جائزة البوكر.
تنويه: ناقشنا الرواية في نادي جسور من ورق، بحضور ريما وقد كان حضورها لطيفاً كشخصها ، كما أثرت إضافاتها النقاش وكانت رحابة صدرها لتقبل جميع الآراء حاضرة بشكل أنيق مثلها.
"عليكِ أن تمضي إلى حيث ترتاح روحك، ومتى وجدتِ ذلك المكان لا تبرحيه أبدًا.. في العلاقات لا تستشيري عقلك فيَظلمَ قلبك، ولا قلبك فيُضلل عقلك، استشيري روحك.. وحين ترتاح روحك.. يرتاح كل ما فيك"
تبدأ الرواية بمشهد عثور لوكاس على خاتم في المطار اثناء عودته من مطار بيروت فيرتبك ويذهب باحثاً عن صاحبة الخاتم دون جدوى ثم نعود في قفزات ما بين الماضي والحاضر وفي ظل ارتباك تام للزمن لنعرف قصة هذا الخاتم وصاحبته !
" ذلك الخاتم الشاحب القديم ذو النقوش السوداء والفيروزية التي تشبه تنيناً ملتفاً على نفسه بغرابة آسرة. "
هذه الرواية مكتوبة كقطع البازل عليك أن تشارك الكاتبة في تجميعها فالزمان مرتبك، لا نمشي في اتجاه واحد . والسرد أحيانا عن ليلي واحيانا عن لوكاس لنتعرف على قصة كل منهم وحياته بل وايضا قصة عائلة كل منهم . لتتدخل هنا فكرة الزواج المختلط بين الأديان من خلال زواج المسيحي بيهودية وزواج المسلم من مسيحية.
اما الحب في الرواية فهو مثلث برمودا الذي يدخله فهو كما قال عبد الحليم: مفقود مفقود مفقود ياولدى..
"الحب شيء جميل، بل ربما هو أجمل الأشياء في الحياة، لكنه يصبح لعنة مدمّرة، عندما لا يكون مع الشخص المناسب وفي الوقت المناسب."
سلمي التي تقع في غرام شمس الدين الموسيقي الايطالي الصوفي الذي وقع في غرام حلب والموسيقي الشرقية والذي يرفض حبها لصغر سنها ويعطيها مهلة عامين لتنساه ولتنضج لكن يستمر اللقاء بينهم وكل عامين يتجدد الحديث ثم تلتقي لوكاس المصور الاسباني الذي يقع في غرام حلب وغرام سلمي لكنه يعرف بحبها لشمس الدين ويرفض ان يحارب من أجل حب وهو يعرف ان هناك من يشاركه قلبها.
فماذا سيحدث بينهم وماهي قصة كل منهم ؟وتتدخل هنا الثورة في سوريا والحرب .
"لا تصدقي أن ثمّة حياة من دون ألم، لكل شيء ثمن."
الرواية بشكل عام خفيفة واسلوب السرد جميل واكيد هقرأ للكاتبة تانى وأحاول أتعرف عليها اكتر واتمنى يكون لقائى الجاى معاها أفضل كمان .
بشكل عام استمتعت بيها خاصة انى قبلها بدأت أكتر من رواية وكتاب وتقريبا بعد ما اوصل لعشرين او تلاتين في الميه منها مقدرش أكمل ففرحت انى اخيرا اندمجت مع رواية وكملتها بعد كام يوم وكام كتاب كان حظى سئ معاهم ومقدرتش اكملهم.
سعيد بأن أكون صاحب أول تقييم لرواية قريبة جدًا إلى قلبي ولكاتبة صديقة عرفتها من خلال كتابتها المتفردة شهادتي في الرواية ربما مجروجة، ولكنني أرشحها بمنتهى الأريحية والثقة لكل محبي الأدب الحقيقي والأقلام الصادقة التي تعرف كيف تنكأ الجرح وتصور آثاره من دون الالتجاء إلى الصراخ والعزف على أوتار البكائيات المرتبطة بالحرب... هذه الرواية تزاوج بين الخيال والواقع بحرفية وتقنية مدهشتين، وتقدم معزوفة شجية في عشق حلب، ذلك العشق الراسخ لمكان يدور الزمان والمكان في مداراته، ويظل وحده راسخًا رغم المحن. قريبًا أعيد قراءتها وأكتب عنها بالتفصيل
بمنتهى البساطة هي رحلة بحث عن الحب: الوطن /الحبيب(ة). بلغة عذبةكتبت ريما بالي حكاية سلمى _حلب الجامعة لديانات و ثقافات مختلفة التي جعلت منها علامة فارقة أمام كل من يتعرف إليها و لوكاس الاسباني ذي الأصول الأندلسية و شمس الدين الموسيقي العاشق للشرق .
#خاتم_سُليمَى "حكاية عن تاريخ ينسدل كبساط مدرج بالعشق والدم وسحر ينبعث من طيات الزمن ليطارد الواقع . طبول حرب تدق وقلوب تخفق في رحلة بحثها عن مسببات الوجود ومبررات الاستمرار ، وخاتم قديم يدور بين أصابع الحكائين في شتى بقاع الأرض" لم أجد أفضل من اقتباس عبارات الكاتبة ريما بالي نفسها التي وضعتها على غلاف روايتها ، خاتم سليمى ، لوصف هذه الرواية الساحرة ، والتى أعتقد أن صاحبتها ستحتل مكانة مميزة في الأدب بفضلها . رواية بارعة في لغتها وأسلوبها ، وفضائها المتسع بين حلب ومدريد وتوليدو ، وكذلك في شخصياتها الغنية المرسومة بدقة، (سلمى) روح حلب وزهرتها الشذية التي تقاوم الإنكسار رغم كل ما مر بها ،و (شمس الدين كارلوني) المستشرق الإيطالي المتصوف الذي يعرف كل شئ ، و (لوكاس أورتيز ) المصور الأسباني الذي لا يعرف أي شئ. ثلاثة شخصيات اختلفت روافدهم العرقية والثقافية وتمسكوا بالروح الإنسانية التي لا تعترف بأية حدود في وقت تعرضت فيه حلب لأبشع انتهاك للإنسانية ، وقسمتها آلاف الحدود . تمنياتي لصاحبة هذا العمل الرائع التي لا أعرفها بمزيد من الأبداع ، وخالص تقديرى لمكتبة تنمية التي قامت بنشره، وشكر خاص للصديق محمد أنور من مكتبة ديوان داون تاون على ترشيحه.
المشاركة هذه المرة سورية بقصة طابعها رومانسي صوفي، بقدر ما أعجبتني بقدر ما أثارت حنقي على الابطال كلهم.. لماذا يختار انسان أن يضيع سنوات عمره ليثبت لنفسه شيئا لا يحتاج لإثبات؟ سلمى وشمس الدين وتأجيل علاقتهم، لوكاس وارتضائه بقطيعة سلمى، الجدة واعترافها بحفيدتها الذي لم يحدث الا بعد اصابته بالزهايمر، وهكذا كل شخصيات الرواية، كان في أيديهم أسباب سعادتهم، ولكنهم اختارو العذاب طريقا لهم في الحياة. تأتي كل الأحداث على خلفية انهيار سوريا وسقوطها في بئر الصراعات ما بين الوداعش والمعارضة والنظام، وكأنهم ايضا اختارو نفس الطريق، معذبين بلدا بأكمله معهم بدلا من اختيار السلام والبقاء. شخصية شمس كانت أكبر انتقاد لهذا الوضع، فهو وصل الى حالة من التصالح مع كل الأديان، مرتئيا أن العقيدة من الأمور الشخصية التي لا تصلح للجدل، مقارنة على النقيض بحال الصراع السني-الشيعي، ومذاهب اليهود، كنموذج لعدم تقبل الآخر داخل ابناء ديانة واحدة!
ليلة أمس قرأت ١٧٠ صفحة في أقل من ساعتين. خاتم سُليمى، لا أعتبرها رواية، بل بساط منسوج من خيوط حرير. فور أغلقت دفة الكتاب وودعت أصحابه صدرت مني شهقة مسموعة. آه! ما هذا؟ فعُدت لاقرأ الفصل الأخير مجددًا وأدرك تلك السطور المربكة التي خلقت حبكة موازية، وقلبت الأمور رأسًا على عقب.
تفاصيل الرواية عن حلب تُدمي القلب، مع ذلك ليست رواية عن حلب وحدها. وآلام الحرب وتقصيها بتلك الدقة - أظنها الأولى من نوعها - تُعمق الجرح الغائر الذي أحدثته في نفسي حرب سورية منذ ١٢ عامًا. لكن هي ليست رواية عن الحرب. أتعلق بتلك الحبكات التي لا تُكتب إلّا لتُحيي الإنسان، فيكون الإنسان محورها، وغايتها، ومنطلق حديثها، ومنبع أفكارها. ولكن حول الإنسان تدور الحياة، فتدهسه دهسًا. قائمة مؤجلات سلمى التي بترتها الحرب، فن شمس الدين الذي أمرضه الحرب، حب لوكاس الذي وأده الحرب. الحرب.. التي لا نعرف كيف تبدأ، ولا متى تنتهي. بوادرها أشبه بغليان المرجل محكم الغلق، لا يبدو أبدًا أنه سيهدأ، ومع ذلك لا إشارة إلى أنه سينفجر. ثم.. تقع الكارثة.
ثرية الرواية بتفاصيلها، تتنقل الفصول بين السنوات بخفة ريشة، لا تشعر أنها تُربكك، بل كُل فصل هو قطعة بازل، تقرأه فتضعه في مكانه داخل عقلك لتكون الصورة الكبيرة. يتقدم قص الماضي عن الحاضر ربما لأن الماضي أجمل، أو لأنه مقرر أحداث الحاضر، وراسم ملامح المستقبل. تتصدر الحرب الصورة رُغم اختباءها، فلم يلتهي السرد بوصف فظائعها المباشرة إلا في مشهد واحد، لكن ظلالها حاضرة، تكتم الأنفاس. خاصة وأنت تقرأ عن الماضي وزهوه وسعادته، وتتذكر أن هناك حرب قادمة. أو أنت ترى هذا يؤجل وهذا يسوف ظانين أن هناك فرصة أخرى، وأنت تعرف - بسخرية درامية واضحة - أن تلك اللحظة هي الأخيرة. هي حاضرة، وظلالها كأذرع أخطبوط تلتف حول صفحات الرواية لتكبل أصحابها، وتفزعك أنت وقد اعتدت وجودها.
"حلب تحت القصف" ألم يكتب كل منا تلك الجملة مرة واحد على الأقل على حساب التواصل الاجتماعي؟ بلى. أكنا نشعر حينها بالضيق؟ بلا شك. لكن من أدرك ما تحمله تلك الكلمة في باطنها، وماذا يُقصف في حلب، ومَن تنهار أحلامه تحت الجدران المقصوفة؟ هذه مزية الروايات التي تكتب عن الحرب والإنسان، فتذكرك أن الحرب ليست أرقام وأخبار تذيعها الفضائيات، إنها آلة فرم لكل ما هو جميل ونقي وحالم في هذه الدنيا. ١٠٠٠ بيت قُصف لا تمثل رقم الجدران، بل تمثل ذكريات أصحابه، وممتلكاتهم، وربما أرواحهم. ٢٠٠٠ نفس أزهقت، أي آلاف القلوب كُسرت لرحيلهم، وآلاف النفوس تؤنب تأجيلها وتسويفها ليوم الدين، وآلاف أخرى فقدت إنسانيتها.
في رواية ريما بالي تجد بين ٣٠٠ صفحة.. كل شيء. الحب والحرب والتصوف والتطرف والترنح بين الصواب والجنون، والقرار الذي لو تأجل لقضمنا أصابعنا أسفًا، وإذا اتخذناه لربما أصابنا نفس الأسف. هناك بين تلك الدفتين عالمًا شديد الخصوصية نسجته كاتبته بخيوط حريرية لا تشبه في نسيجها أحد.
هل من وجود لثمة حقيقة؟... أم أن كل ما نعرفه ونؤمن به ليس إلا أساطير قديمة أو حديثة اخترعتها نوايا باطنية ورغبات مكبوتة؟ هل تعد نصف الحقيقة "حقيقة"؟ ام ان الحقيقة ليست حقيقة إن لم تكتمل. وهل للحقيقة وجه واحد؟.. ام هي متعددة الوجوه.. وتختلف باختلاف الظروف ووجهات النظر؟ وهل أن الفرصة متاحة دائما لإدراك الحقيقة كاملة؟ أم أننا قد نعيش ونموت من دون أن ندرك من الحقيقة إلا نصفها. كأنها أنثى ماكرة لا تكشف إلا عن نصف وجهها. كأنها... ابتسامة سلمى. خاتم سليمى... ليست رواية عن الحب.. ليست رواية عن الحرب.. قد تكون نصف رواية... وتحتاج لمخيلة قارئ لتكتمل.
رحلة بين الحب و الحرب. توغلت كاتباتنا “ريما” حول المشاعر الإنسانية بين الحب و معه الأمل ، عكسه الحرب و معه الألم ، و ذلك من خلال شخوص سلمى ، لوكاس ، شمس الدين .
أمل للحياة الذي يفتعل بفتيل الحب ، مثل حب لوكاس لسلمى و حب والدة سلمى للعطار ، وحب سلمى لشمس الدين.
حرب “حلب” أتت لتعيد كل أنواع الحب و تبدلها بألم ؛ دمار ، تشتت هوية ، خراب البنايات و الآثار .أنظمة كثيرة دخلت في الحرب لتخرج نتيجة سوداوية ؛ مثل الجيش الحر ، الدواعش .. وذلك عندما أوضحت “ريما” ، أختلاف العلمين أدى إلى هوى سوريا.
وصف سوريا قبل الحرب ؛ أسواق ، تجارة السجاجيد ، حرف يدوية ، العطارة ، روائح البهارات. ذكر مساوئ الحرب بعد الوصف الجميل لسوريا ، لنعقد في عقلنا الفروق بينهم .
رمز السجادة :السجادة معنى قريب ؛سوريا و حرفتها السجاجيد اليدوية المزركشة و المعنى البعيد ؛ سهولة التنقل مثل بساط سحري كالأحلام . و لكن هل السجادة متواجدة معنا دائما” لتسهل علينا التنقل ؟ أم تعرقلت مسارها بسبب الحرب ؟!
“لوكاس” : وظيفة التصوير ، هي نقل الحقيقة ، و لكن هل الحقيقة تنقل حقا” أم تشوبها بعض الزيف ؟ و ذلك عندما ذهب لوكاس إلى حلب ، و اعتقل ، كان لديه رغبة في التنقل بين الأماكن و تصوير الأشياء كما قال “ واجبي يحمّ علي أن أزور كل الأماكن .. و أصور كل الأشياء ..أريد المشهد كاملا” بكل أمانة لأظهر الحقيقة .. أليس كذلك ؟” ص٨٥ .
أحببت وصف حلب من جدران و أحجار قديمة ص٦١ . وصف حلب ممتع جدا” كأنني سائحة أزورها مثل لوكاس عند تذكره أيامه في حلب مع سلمى ص١٠٠ ، ص١٠١ ، من فنادق ، أزقة ، أسواق .
لا يوجد حقيقة كاملة ، هي بمثابة نصف حقيقة من منظور الشخص ، و تحتاج لكثير من المعرفة “الطائر محلق في الأعالي ، و ظله منعكس على الأرض ، يسرع طائرا” و كأنه الطائر الحقيقي ، و يصبح أحد البلهاء صياداً لذلك الظل ، و يسعى كثيراً من أجل ألا يظفر بنتيجة “ ص١١٨
الشمعة :رمز الحياة و ومضات ؛ تعطي مزيج من الحقيقة و الخيال “حلم” ، رغبة للحصول عليه على أرض الواقع .
حب سلمى هو حب حلب ؛ بمعنى سلمى هي حلب ، و لذلك خاتمها قطعة نفيسة ، كان يود لوكاس اقتنائه لتبقى آثاره معه مهما تنقل لمكان آخر . رمز خاتم سليمى : هو رمز الحكمة و القوة لروح سلمى “حلب “ . أحببت أسطورة سيدنا سليمان .
النهاية : جاءت مفتوحة ،بطرح سؤال الرواية ؛ ما هي الحقيقة ؟ ، و ما فرق الحقيقة عن الخيال ؟ ، هل كل ما نراه حقيقة ؟ ، و هل كل ما نتخيله خيال ؟!
هي أول تجربة لي مع قلم الكاتبة السّورية الحلبية ريما بالي، قرأت وناقشت نصّ خاتم سُليمى مع أصدقائي في نادي صنّاع الحرف، بحضور ريما التي ارتدت القبعتين سويا، قبعة العضوة في النادي وقبعة الكاتب الذي يستمع للآراء بكلّ إمعان، ريما كانت تعرف متى تتقبل الرأي المغاير، وتعرف متى تدافع عن فكرة ترى صوابها، تعلّمت منها الكثير يومها، نقاش كان ثريا للغاية، بثراء النص و جمالياته، لحبكته المحكمة جدا وأسلوبه الذي يضعك في خضمّ لعبة عقلية ممتعة، سيظهر جليّا من المتن أن الكاتبة صاحبة صنعة، وصاحبة موهبة، هو نص ينتصر للحكاية، ينتصر لحكاية حلب وتاريخها العتيق، رغم كلّ الوجع الذي أحاق بها، ولايزال، ينتصر للسّحرية ( جدا أنا من محبي الواقعية السّحرية)، ينتصر للقوة الأنثوية التي تخلق سحرها الخاص وتؤمن به في انتظار تحققه، صحيح هو لم يتحقق، ولكن هل هناك أقوى من امرأة تنتظر في أناة وصبر؟ هل هناك أقوى من امرأة لا تقبل أن تترك شمسها لسنين طوال؟ لا تقبل أن تترك حلبها وتاريخها؟ لا أظن ذلك .. فشكر كبير لنادي صناع الحرف الذي كان سببا في هذه القراءة الجميلة، دائما و ككل مرة أتعلم وأتعلم وأتعلم من كل الأعضاء وكلّ مرة أرى الأدب بشكل أوسع وأوسع ومنهم أيضا عرفت أن لريما بالي أعمالا لا تقلّ أهمية و رفعة تستحقّ القراءة ...فكل الإمتنان ريما على هذا النص الجميل..
تُهتُ قليلاً وأنا أقرأ هذه الرواية؛ بين الصوفي والرومانسي والتاريخ والفن والحُب والحرب وحلب وتوليدو وعائلة العطار وجانيت ولوكاس ولولا وسلڤادور شمس الدين، والشموع الستة والأحلام المتنقلة بين الواقع والخيال والماضي والحاضر جعلني أحيرُ في الختام: ما كان كُل هذا؟! حكاياتٌ عدة توازت وتداخلت معاً على عجلٍ لم تمنح الصورةَ اكتمالها التام وإن اكتملت حكايتها التي تداخلت زمنياً أيضاً بشكلٍ غير مُبرَر.
وعليٌ أن أُقر أن كل ما كُتب أعلاه كان سرداً رشيقاً وأنيقاً حملني عبر الصورة والمعنى والشعور. أحببتُ حلب وسجادها وألوانها، ورأيتُ سواد الحرب على أرضها وفي عيون أهلها.
وعن خاتم سُليمى؛ كم جميلاً أن نخلق أسطورةً تعطينا الأمل في عالمٍ عد الأمل فيه ضرباً من عدم. أو كما قد تقول سلمى: صدق أنه سيكون وسيكون. لا أحد يعرف شيئاً، لكنها الحياة رحلةُ سعيّ.
قرأتُ الرواية بحماسةٍ شديدة إثر ترشيحٍ من القائم على ركن إحدى دور النشر الرائدة في معرض مسقط للكتاب، الذي توقع لها الفوز بجائزة البوكر لهذا العام، وإن غداً لناظره قريب.
رواية خاتم سليمى للكاتبة المتألقة ريما بالي ادخلتني في عالم ساحر يجمع بين الواقع والمغامرة والخيال منه الجميل ومنه الحزين وفيه من الاحاسيس والعواطف ومن الانوثة والرجولة . اجواء ساحرة اخذتني في عالمها من اولها لاخرها دون توقف . وكانت الاحداث مسرودة بطريقة مشوقة تدخلك معها في مغامراتها. شكراً ريما لقد انعشت قلبي وذاكرتي الحلبية . كل التوفيق ولمزيد من الابداع الروائي والفكري .
لا أعرف حقيقة ماذا أقول، رواية صعبة على الوجدان. ثنائية الحب والحرب بل ثلاثية الحب والحرب وحلب تلازم ريما في كتاباتها المنتقاة بتفصيل كبير كأنها زخرف حلبي على سجاد أو خاتم أو تحفة. أنا حزينة على حلب. الرواية استطاعت أنسنة المدينة التي عاشت وستعيش مهما كان ويكن. السرد كان بأثر رجعي كان يصعب المتابعة، والشخصيات كثيرة بل فلنقل الأسماء كثيرة لكن الشخصيات الرئيسية معقول عددها. هل أحببت سلمى؟ كرهتها على سذاجتها في الحب لكنها امرأة تحب الاستماته في الحب يوجد بشر كهؤلاء يخلقهم الله للحب لمن يستحق ومن لا يستحق. هل أحببت لوكاس؟ لا كرهت ضعفه وخنوعه. ربما أحببت شمس؟ لا أناني ومعقد… لم أحبهم لكن أحببت الدفء المنبعث من وجودهم، من أطراف قصتهم المتشابكة . كم يشبهون الحياة… أتوقع من أعظم ما يستطيع فعله الفن هو اشعال جذوة الفضول… وأنا اليوم لدي فضول أكبر تجاه الحب، الحرب وحلب بسبب سليمى. على فكرة شخصياً أحب الخواتم وخصوصاً الغريب منها والمنقوش منها وأحببت صبغة الأساطير التي ألصقتها سلمى عليها … ربما يجمعنا ذات يوم خاتم سليمى يا ريما. كل المحبة والتوفيق والنجاح لهذا العمل المصنوع بحب.
وما هو أسوأ التاريخ؟ التاريخ الذي يحكي قصصنا. .. لطالما كنت صارمة في أن أتجنّب التعاطي مع الكتب والمسلسلات التي تتناول قصص ومشاهد الحرب في سورية، بمحاولةٍ منّي أن أقتل الذاكرة المرتبطة بها حتّى أتمكّن من الاستمرار والعيش، غافلتني هذه الرواية ولم أجد نفسي إلّا في مواجهة مع ذاكرة عاد نبضها وعاشت من جديد، تضع أمامي _وكما أرادت الكاتبة_ عشراتٍ من الحقائق غير المكتملة، أنصاف وأثلاث وأرباع وكسراتٍ مبعثرة لا أقوى على تجميعها. استطعت مع الرواية بعد الكثير من الكتب أن أسمح لمشاعري أن تفيض، أخذتني بسحرها وسيرياليتها ولغتها الجزلة وارتباكها في تجميع حقائقها الضائعة كما حقائقي.
الشعور الممتع الذي اعتراني عند قراءة روايتك أنني أستطيع أن أتخيل نفسي بطلة الأحداث... واقعية لدرجة لا تصدق ... تنقلك إلى ذكريات شكلت حياتنا الماضية ومستقبلنا ... أكاد أشم الروائح وأستلذ بالنكهات وأسمع أصوات الموسيقا ...الكلمات تنساب بنفس البساطة التي تدخل فيها القلب ❤️
في صيف بعيد بعيد ..حتى ليبدو لي وكأنه من عمر آخر .. حضرت مهرجان الموسيقا العالمية قرب القلعة ..هل كانت سليمى وسليمانها بالقرب مني ذاك اليوم؟
وضعتني الرواية أمام الكثير من الأسئلة.. ربما اسئلة قريبة من تلك التي طرحتها على نفسي حين بدأت الحرب واكفهرت السماء في حلب.
اليوم السماء لازالت مكفهرة ..كبرنا ١٤ عاماً اهتز كل شي في العالم كم كنا سذح بآمال عريضة وطموحات لسوريا ولنا كم اختلفت آمالنا اليوم . كم تغيرنا.
الرواية أبكتني .. نتأت كل جروحي ..الفصل المهيب الذي يتحدث عن عودة شمس لبيته المحترق ، عن صلاح المقتلع العينين و مهند ذو اللحية السوداء القاسية ..وماذا فعلت الحرب بصداقة العمر ..كيف تسمم الطائفية حتى الهواء الذي نتنفس به.
اكثر ما أحببته في الرواية هو النهاية الضبابية التي جعلتني اعيد تقليب الصفحات مرة أخرى باحثة عن الرسائل السرية التي رمتها ريما بين السطور بحنكة وجمال.. لاكتشف كل مرة تفصيلاً جديداً مهما لم يلفت نظري لدى القراءة الأولى .
في رحلة مشوقة و ساحرة تصحبنا ريما بلغتها السحرية عبر الزمن لتنتقل من سوريا حيث حلب القديمة باثارها و تاريخها ومنها الي اسبانيا حيث توليدو باثارها المشابهة و عبر قصص حب متشابكة علي نغم الغناء و العشق الصوفي يتخللها زمن الحرب السورية البغيضة. بارعة ريما بالي في بناء شخصياتها من الجذور هذا الي جانب بناء حبكة درامية مؤثرة و لغة سلسة و مشوقة دون إطالة تحافظ بها علي انتباه قارئها حتي النهاية فلا يريد أن تنتهي الحكاية.
- وهل يتحتم علينا أن نعرف كل حقائق الحياة لكي نحب؟ - طبعًا لا.. فهذا المستحيل بعينه.. ولكن علينا على الأقل أن نعرف حقيقة أنفسنا.. ليس فقط ما نريد، بل لماذا نربد ما نريد؟ علينا أن نفهم ما هو الحب ومن هو هذا الذي نحب، قبل أن نبوح بالحب، وعلينا أن نميّز إذا كنا نوجه حبنا إلى الاتجاه الصحيح. -بمعنى؟ - بمعنى أن نميّز إذا كان من نحبه كيانًا حقيقيًا أو مجرد انعكاس.
بين سلمى ولوكاس وشمس الدين، اختلفت الأهواء وتباينت الخلفيّات والرؤى، ولم يتفق ثلاثتهم إلا على عشق حلب. المدينة الغاوية المغدورة التي تئن أسفل أنقاض الأحلام والفرص الضائعة
تتساءل ريما بالي: هل تُعدّ نصف الحقيقة حقيقة؟ أم أنّ الحقيقة ليست حقيقة إن لم تكتمل؟ كما تقول عن روايتها، "إنّ خاتم سليمى ليست رواية عن الحب، ليست رواية عن الحرب، قد تكون نصف رواية، وتحتاج لمخيلة قارئ لتكتمل". وأنا أتفق معها وأضيف: لا بدّ من الإشارة في البدء إلى أنّ هذه الرواية ينبغي لها أن تُقرأ ضمن سياقها الصوفيّ، أو إطارها الصوفيّ الذي تجري الأحداث داخله، ثم يلي ذلك النقد أو التقييم، وإلّا سوف تظلم برأيي، فاللغة متوسطة أو دون ذلك، مع أخطاء لغوية شائعة وأخرى في النحو والإملاء، والقصة رومانسيّة لا جديد فيها، ولو نزعتُ ثوب التصوّف عنها لرأيتُها عارية عن المنطق ربما، ولرأيتها كذلك مباشرة أو سطحيّة، لكن ما يغيّر ذلك كلّه هو ذلك الإطار والشغل السرديّ على النصّ.. ومن ثمّ فإنّ هذا العمل يحكي قصة الفتاة الحلبية سلمى العطار أو سليمى أو لِيلي أو سيلين التي ولدت من أب مسلم وأمّ مسيحية، وتعلّقت بموسيقيّ إيطاليّ متصوّف أسلم فأسمى نفسه شمس الدين، وهو يكبرها حوالي عشرين عاما، فرأى ألّا منطق يجمع بينهما حبيبين، فمنحها فكرة أن ي��تقيا كلّ عامين ويناقشا أن هل ثبت حبّه في قلبها أو لا، وعليه مرّت السنوات دون وصل حتى النهاية، على الرغم من أنّها كانت تحضر له حفلاته الموسيقيّة خلالها، كما أنّ العمل يحكي قصّة لوكاس أورتيز أيضا، ذلك المصوّر الإسباني من الجذور اليهوديّة الخجول الذي تعرف ذات يوم إلى سلمى في حلب فأحبّها وهي معلّقة بشمس الدين، وعلى الرغم من التقارب الذي كان يحصل بينها ولوكاس إلّا أنّ علاقتهما تعكس التوتّر الدائم وسوء الفهم بين المرأة والرجل إذ تنهار نتيجة ظرف أو خطأ في التقدير أو خجل ما.. الرواية عابقة بالأحلام فيها تفاصيل مثيرة عن حلب بتراثها وشوارعها وطقوسها وطعامها وثقافتها وتنوّعها قبل الحرب في سوريا ثمّ أثناءها، وما كان من ألم وقسوة وتطرّف، من غير إسفاف أو أدلجة، وما أعجبني أن نقلت الكاتبة صورةً أقرب للحقيقة دون أن تتبنّى موقفا بشكل صارخ فيما حصل، كما أنّ النص لامس عددا من القضايا الإنسانية كالحب والتمنّي والتدين والتصوّف والتردّد والضياع والألم والانتماء والخوف والهزيمة والأنانية والانكسار والصبر وغيرها.. ذكرت الرواية لعبة العروش كما أهدت سلمى شمس الدين خاتم سليمان الذي صنعته وحاكت له أسطورة صار يعلم بها كلّ شيء في حين أنّ لوكاس لا يعلم شيئا، ذكّرني هذا بأغنية الجليد والنار رائعة جورج ار ار مارتن و"أنت لا تعلم شيئا يا جون سنو".. في الرواية مصادفات لا منطقية ومبالغة أحيانا ولكن يشفع لها إطارها الحاضن فالتصوّف يعمد إلى المبالغة في الأشياء، والعشق أعلاها، ورغم ذلك لم أتفاعل مع قصة عارضة الأزياء لولا زوجة لوكاس ولا مع طفلهما الذكي مانويل ولا مع جدّة سلمى وإصابتها بالزهايمر.. أحببت التقنية السردية في العمل والانتقال بين الواقع والحلم أو الراوي العليم والراوي البطل وراق لي مدخل الرواية منذ الخاتم في المطار وصولا إلى النهاية التي جاءت مرضية جدا بالنسبة لي على الأقل.. التقييم: ٨/١٠
بعد قراءتي لخاتم سليمى، اطلعت على بعض المراجعات والمقالات التي كتبت حول الرواية. اتفق العديد من النقاد على انها رواية الحب و الحرب. شخصيا لي نظرة مغايرة. خاتم سليمى هي قصة حبّ و حلب. لام سلمى هو الذي يفصل بينهما. اللّام التي تغنى بها شمس الدين لتصبح سليمى، ملكة قلب كل من عرفها، سليمى التي لم تعرف غير حب واحد، ظلت سارية خلف ظله و ضلّت في متاهات الحب و حلب. حلب هي ربما الحقيقة الوحيدة الكاملة التي تدركها سلمى والباقي ليس الا نصف حقيقة على راي شمس الدين. فالحب في خاتم سليمى ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الابطال. ابطال الخاتم عذبهم الحب، آلمهم. وحدها حلب لم تخذلهم. حلب سحرت لوكاس، هوست سيلفيو واصابت سلمى بلوثة تاريخها. حتى الحرب لم تنجح في ابعاد الشخصيات عن مغناطيس هذه المدينة. رجع اليها لوكاس رغم خطر الموت، امتزج رماد شمس الدين بترابها و ظلّت سلمى وفية لازقّتها رغم الصراع و الرصاص. حلب هي بطلة الخاتم، صوّرتها لنا ريما بالي بعدسة الاشتياق. جبنا معالمها واستنشقنا عطرها وتلذذنا بموائدها. والحقيقة هذا اكثر ما احببته في الرواية لانني غضبت من عناد سلمى وكرهت انانية شمس الدين واسفت لضعف كارلوس. لغة الخاتم لم تكن بجمال لغة الناي ولكن السرد كان ممتعا بين حاضر و قفزات في الماضي، بين واقع و احلام، بين اسبانيا و سوريا. مرة اخرى تتلاعب ريما بالي بالهويات و الاجناس والاديان وحتى بالاسماء مابين غربي و شرقي و كأنها تؤكد لنا عالمية الانسان.
رواية عن مجتمع مدينة حلب المتنوع الاطياف وعن تراثه العريق وعن تناقضات الحياة الموجودة دوما. هذا التنوع يحتوي الغريب ويحتضنه وتنمو الصداقات ومشاعر الحب بصورة سلسلة. التقاليد تبقى حجر عثرة لفهم الآخر وعلى الطرفين ان يمدوا الجسور للقاء في المنتصف. قصص حب جمعت كل من، المصور الإسباني لوكاس ذو الجذور اليهودية وبائعة التحف السورية سلمى، التى تزوجت امها من طبيب مسلم ونبذها الاهل، والايطالي عازف القانون والمتصوف شمس الدين. يتراوح السرد بين الماضي والمستقبل ليثير اهتمام القارئ. صوت السارد العليم يعلو احيانا على مسار الأحداث ليعطي القارئ محاضرة عن تاريخ حلب وخلفيات ما حصل في سوريا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. نهاية متسرعة حاولت فيها الكاتبة فك التشابكات لتقدم لنا أجوبة قد تبدو احيانا ساذجة.
الرواية هي إحدى ست روايات على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية ٢٠٢٤. مها شاكر آذار ٢٠٢٤
رقم تسع واربعون / 2024 خات سليمي ريما بالي تطبيق ابجد
بعض التجارب يا سلمى باهظة الأثمان، وقد تكلّف المرء حياته.
على المصطبة الرخامية أسفل جهاز تجفيف الأيدي لمحه منسيا في الزاوية، تجمّدت عيناه على ذلك الخاتم الفضي لبرهة. نادته تلك الزخارف الشرقية السوداء والفيروزية المنقوشة عليه بإتقان، وهوى قلبه عندما غمز له التنين (مثبت على الخاتم) بخبثِ من يقول: هيه.. أنت.. ألم تتذكرني؟ الادب السوري ادب حزين لا تجد فيه متنفسا للحب وربما الحياة لقد حاولت الكاتبة السورية التي لم اكن لاعرفها لولا تطبيق ابجد اظهار الحب وان كان تناصا مع الحرب تلك الحرب التي اخذت ما اخذت من الشعب السوري ومع "خاتم سُليمى"، التي رشحت للقائمة القصيرة بوكر 2024، كل ذلك عبر الخيال والواقع والتاريخ والقوانين وغرائب الزمان والمكان في محاولة لاكتشاف سر الخاتم العجيب المُلقى في مطار بيروت بينما لم تبرح صاحبته بيتها في مدينتها المنكوبة حلب، حدث ذلك في يوم خريفي كئيب من أيام عام 2017 في مطار بيروت، عندما لمح المصوّر الإسباني "لوكاس أورتيز بيريز" صدفة خاتم محبوبته الحلبية سلمى العطّار "المنقوش بزخارف تحكي حكايات عجبية لم يتوصل لوكاس إلى فهمها يوما"، وكان قد مضى أربع سنوات على آخر اتصال بينهما، وحوالي العقد على آخر لقاء جمعهما في مدينة حلب السورية. باسلوب سردي دمج بين الواقع الذي يعيش يه السوريون من عام 2011 وما قبلها استطاعت الكاتبة ريما بالي ان تدمج التاريخ بالواقع من خلال تتبع سيرة ومصائر مجموعة من الشخصيات التي عاشت في مدينة حلب السورية مطلع الألفية الثالثة قبل أن تحلّ الحرب لعنة عليها، ويُفرض الحصار على أهلها، وتتحوّل المدينة من واحة أدب وفن وصناعة وتراث إلى مكان تسكنه الاشباح ، مدمّر ومهجور. شخصيات الرواية شخصيات تعيسه لم تحاول اسعاد نفسها فالحب الضائع بين سلمى وشمس الدين والصحفي الذي رضي بالبعد برغم محاولاته والغربة والوطن الذي اخذته الحرب فالبلد قد انهارت اوسقطت بين التنظيمات والمعارضة كما يحصل الان حيث ذهبت غزة ضحية فهل كان تاريخ سوريا يكتب في غزة .شخصية شمس كانت أكبر انتقاد لهذا الوضع، فهو وصل الى حالة من التصالح مع كل الأديان، مرتئيا أن العقيدة من الأمور الشخصية التي لا تصلح للجدل، مقارنة على النقيض بحال الصراع السني-الشيعي، ومذاهب اليهود، كنموذج لعدم تقبل الآخر داخل ابناء ديانة واحدة تدور أحداث الرواية بين مدينتي حلب وطليطلة (توليدو) الإسبانية قبل سنوات معدودات من اندلاع الحرب السورية، حيث يحدث الاتصال الثقافي بين المدينتين وتلعب مصائر تلك الشخصيات الثلاث، التي تباينت في المنبت والثقافة والتطلعات ولكنها اجتمعت على عشق حلب، التي "تئن أسفل أنقاض الأحلام والفرص الضائعة"، وعلى مطاردة سحر الأشياء وخيالات الحب ورغائب الجسد التي شكلت محور الأحداث في الرواية من خلال خاتم سليمي لاالذي تحدث عن تاريخ حلب قبل ويعد الحرب بحرفها وصناعاتها وفنونها، وبين حاضرها المنكوب تحت ركام الأبنية المتهدمة، وعلى مستوى القصة فإن الخاتم بمثابة الرابط العجائبي بين حاضر الشخصيات وماضيها ومستقبلها، وبذلك يتحول الخاتم إلى بؤرة نصية تتوالد عنها الدلالات وتتشكّل في طريق تقاطعها وتكوينها النهائي للمدلولات الاجتماعية والسياسية والثقافية للعمل.. وبالعودة إلى أحداث الرواية، نجد أن سلمى تمتلك نسختين من الخاتم السحري المزخرف بنقش طبق الأصل عن النقش الذي يزيّن سور أحد أبواب حَلب القديمة، أهدت سلمى إحدى تلك النُسخ لشمس الدين (سيليفو كارولوني) وأطلقت عليها اسم "خاتم سليمان"، أما النسخة الأخرى فاحتفظت بها، وجعلتها لا تفارق بنصرها، وأسمتها "خاتم سُليمى". ولأن الأسطورة تروي عن خاتم النبي سليمان -عليه الصلاة والسلام- الذي يقود به الإنس والجان، ويتحدث بقدرته مع الحيوان، ويستقيم من خلاله ملكه ويثبِّت به عرشه، فقد نسَجَتْ سلمى أسطورتها عن "خاتم سليمان" خاصتها؛ فمنحت من خلاله لشمس الدين أسرار المُلك والمعرفة والحكمة المطلقة. في حين ظل الخاتم الآخر "خاتم سليمى" لغزا محيرا، وشيئا سحريا، وحكاية ينتظر لوكاس أورتيز سماعها من سلمى التي شغلته بسره سنوات عديدة قبل أن يعثر على توأمه صدفة في مطار بيروت دون أن يجد أثرا لصاحبته. ويحدد الخاتمان، بسحريتهما وانتقالهما بين الأصابع والأمكنة، معالم قصّة الحب التي جمعت سلمى وشمس الدين من جهة، وسلمى ولوكاس أورتيز من جهة أخرى؛ فينظمان السرد، وينتجان عنصر التشويق، ويجليان بواطن الشخوص ويسهمان في رسم المصائر المختلفة لأبطالنا. فخاتم سليمان، بانتقاله الغرائبي إلى ذلك الركن العشوائي من مطار بيروت مفارقا إصبع شمس الدين، كان الشاهد على قصة حب عاصفة لم يكتب لها أن تستمر بين صاحبه وسلمى، أما على مستوى النص فكان هذا الخاتم المتروك مجازا لضياع المُلك في حلب المدينة العظيمة، وهلاك أهلها، ودمار عمرانها بعد موت سُليمانها (شمس الدين) تاركا المدينة التي عشقها مهجورة إلا من سلمى "ناطورة المفاتيح" التي بقيت تحرس أنقاضها. وإلى جانب الأحلام واللهب، تحتل البُسط الحلبية الحيز الأكبر من فضاء الشعرية في الرواية، فنجدها حاضرة منذ البداية في لوحة الغلاف التي خصصتها الروائية لبساط مطرَّز بالزخارف النباتية والهندسية، مرورا بمهنة بطلتها سلمى التي تعمل في جمع وبيع التحف والبُسط الحلبية الأثرية، وصولا إلى بساط لوكاس السحري جلّاب الرؤى والأحلام. وتشكّل البسط والشموع والخواتم والأحلام مفردات الشعرية في الرواية، لتعكس عبر مزيج من السحر والغرائبية والأصالة روح حلب مدينة الحب والشعر والخانات والسجاد والعطارة قبل أن تدمرها الحرب. مدينة حلب وتحتفي بالي بالجماليات الزاخرة لمدينتها حلب، فينتقل السرد كالكاميرا بين أمكنتها واصفا أدق مظاهرها العمرانية والتراثية، متجوّلا في أحيائها العريقة، ومتنقّلا بين ساحاتها وأزقتها وخاناتها، ناقلا كل تفاصيلها بما في ذلك الروائح المميزة لمحالها وحوانيتها حتى ليخال القارئ نفسه سائحا في الأسواق والخانات الأثرية والمطاعم والمقاهي العتيقة لحلب القديمة.
وفي النهاية حدث ضبابي لا ندرك معه ما إذا كان لوكاس حيا يحلم أو في غيبوبة أو ميتا، لتترك الكاتبة لقارئها حرية نسج النهاية لقصة حب منقوصة جمعت بين لوكاس أورتيز وسلمى
"ماتَظنه كنز ربما فقدت من جرائِه الكنز " ●التحليق في حرية السراب أم الوقوع في أسر الحب .. أم رهن الذات للسراب أسر بحد ذاته ؟!.. فمن أسره الحب فقد أصبح رهن قيده .. رواية حب وحرب ..اختلافات هوية وتوئمة عشق للمكان والتاريخ .. جالت وطافت "ريما بالي" في زمان ومكان يحمل عبق حلب وأزقتها وتراثها وحضارتها ,, صنعت خيالات وشخوص وأحداث ..في قلب واقع حي وزمن حاضر وأحداث صاخبة لحرب دمرت وفرقت وخَربت وهَجَرت ... ●قصة حب شائكة لا تحمل التوفيق منذ البداية ... فكل محبوب مُنطلق من نشأته وصدمات تَعرض لها فتشكل لديه مفهومه الخاص عن الحب ... "الحب خيال مستبد يُسير كل الحقائق في حياة الإنسان، كلاعب خفي يُحرك كل خيوط دُماه المتحركة " ▪︎سلمى :أحبت من رفضها ،ورفضت من أحبها .. ▪︎شمس الدين رفض أن يُحبها ورفض أن يُحررها .. ▪︎لوكاس : أحبها ولم يكون قادراً على أن يُنسيها من أحبت.. جميعهم كانوا يبحثون عنه ويتسألو .. ماهو الحب ؟ ليجدوا جواباً : ▪︎هو كيمياء تتفاعل في معادلة معقدة فتتحكم بأذهاننا ووجداننا وعمرنا كله.. ●الرواية تحمل أفكاراً في طياتها وتدعو للحب والسلام والإنفتاح على الأخر .. أسقطتُ نجمات منها لأنها دخلت في منزلق كعادة أغلب الروايات المرشحة والفائزة بجوائز البوكر ... وهذا شيء يستفزني حقيقةً .. سلمى شرقية حرة مُنفتحة على العالم ولا يعني ذلك أن تعيش كبنات الهوى ... ليس لأنها أحبت ولكنها لأنها قدمت جسدها وهذا لايمثل شرقيتنا ... فهل علينا أن نطرح أنفسنا من خلال الروايات كما يُلائم الآخر ليَقبلنا .. أم نصف حالنا ونقدم تراثنا وأخلاقيتنا كما هي دون زيف ولا مُحاكاة لثقافة غير موجودة أصلاً .. هنا السؤال .. ماهي حدود الأدب في تَخيلاته .؟!... خاصة أن أدبنا العربي سيُترجم وهو باب ليتعرف الآخر علينا وعلى تراثنا ومن نكون ... ●الرواية جميلة لولا هذه النقطة ،فالأدب الذي يُحاكي واقع له حرية في خياله ولكنه لا يَتعدى الثابت والتي هي أخلاقنا الشرقية .. خاصة عندما يكون سرد مفتعل لاطائل منه ولا يُضيف بل يُشوه .. ●روح التصوف الخفي في الرواية وإضاءات جلال الدين الرومي كان لها نفحات ... "يدي المُبتهله لا تصل إلى سماءك البعيدة ,,لذا أنا راكعٌ أعتنق الأرض" 2024/8/9 Kholood Alhamed