««إطعم الربيع وبيِّتْ في الصقيع.» يُضرَب لوجوبِ إطعام الحيوانات من أعشاب الربيع كي تَقوى ويَشتدَّ عودُها.» يُعَد التراث الفلسطيني الذاكرةَ التاريخية اليقينية التي تحمي الهُوِية الفلسطينية من الطمس المتعمَّد الذي يقوم به الكِيان الصهيوني بصورةٍ يومية. وكلُّ إسهامٍ ثقافي من شأنه الحفاظُ على هذه الذاكرة، وعلى الهُوِية، وعلى التراث الفلسطيني؛ هو بالأساس مقاوَمةٌ لعمليات الطمس والتهويد. ويُعَد الكتاب الذي بين أيدينا عمليةَ مُقاوَمة أراد بها الكاتب الحِفاظَ على إحدى صور التراث، وهي الأمثالُ الشعبية الفلسطينية التي تُعَد مِرآةً صادقة لحكمة الشعوب، ومستودعًا للعادات والتقاليد، وخلاصةً للتجارب الإنسانية، واختزالًا للخبرات الفردية والجماعية، كما أنها أصدقُ شيءٍ يُعبِّر عن أخلاق الأمة وتفكيرها وعقليتها، وتُصوِّر المجتمعَ وحياته وشعوره أتمَّ تصوير. وقد أدرك الباحث الجاد «توفيق السهلي» هذه الأهمية، فعكَف على جمعِ أكبرِ قدرٍ ممكن من هذه الأمثال وتوثيقها وتبيان معانيها، فجاء عمله موسوعيًّا ومتكاملًا.
كتاب جميل جداً من تأليف ذ. محمد توفيق السهلي، يقع في 440 صفحة، يضم الأمثال والأقوال المأثورة من التراث العربي الفلسطيني. أعجبني الكتاب ومكنني من التعرف على جزء من الموروث الثقافي اللامادي الفلسطيني؛ لكن، ما ذكر في هذا الكتاب هو يتجاوز شعبا بعينه، لان معظم الأمثال هي منتشرة في مختلف الدول العربية والشمال أفريقية، بل وربما في دول اخرى من حول العالم، وبالتالي جزء مهم مما يحتويه الكتاب هو من الثقافة الانسانية العالمية ولا يجوز نسبته لشعب او بلد بعينه، ولهذا السبب حفت نجمة في تقييم للكتاب.