لا يني أدونيس يطرق باب الغيب بالشعر ويرجم الواقع بالكلام. +++ "تنبأ أيها الأعمى" كتاب أو فاتحة في كتاب، يحاكي الفكر بلغة الشعر، والشعر بالأفكار والرؤى.
علي أحمد سعيد إسبر المعروف بـ أدونيس شاعر سوري ولد في 1930 بقرية قصابين بمحافظة اللاذقية في سوريا.
( فيما بعد قام الشاعر الكبير بتغيير اسمه إلى ادونيس تميناً باسم آلهة من ألهات الفينيقيين )
تبنى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948. متزوج من الأديبة خالدة سعيد ولهما ابنتان: أرواد ونينار.
دونيس (Adonis) هو أحد ألقاب الآلهة في اللغة الكنعانية-الفينيقية، فالكلمة أدون تحمل معنى سيد أو إله بالكنعانية مضاف إليها السين (التذكير باليونانية) وهو معشوق الآلهة عشتار انتقلت أسطورة أدونيس للثقافة اليونانية وحبيبته صارت أفروديت. يجسد الربيع والإخصاب لدى الكنعانين والإغريق. وكان يصور كشاب رائع الجمال. أدونيس لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة. حفظ القرآن على يد أبيه، كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى. وفي ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام شكري القوتلي، رئيس الجمهورية السورية حينذاك، والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدته الإعجاب، فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في طرطوس ، فقطع مراحل الدراسة قفزاً, وتخرج من جامعة دمشق متخصصاً في الفلسفة سنة 1954.
التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه تنظيميا عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال, وأصدرا معاً مجلة شعر في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة مواقف بين عامي 1969 و 1994.
درّس في الجامعة اللبنانية, ونال درجة الدكتوراة في الأدب عام 1973 من جامعة القديس يوسف, وأثارت أطروحته الثابت والمتحول سجالاً طويلاً. بدءاً من عام 1955, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرة والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسل ثم جائزة التاج الذهبي للشعر في جمهورية مقدونيا تشرين الأول 1997.
يعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية.
استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية. ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب. كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما ف
أدونيس يبدو أنه من الشعراء الذي تخطئ حين تقيّم أعماله بأسلوب كمّي ، فمن يقرأ قصائده سيجد بين قضبانها فكر نوعيّ ، ستجد نداءات لأفكار محصورة و مذروفة بإهمالٍ محترف خلف قضبان تلك القصائد تطالب بتحرر جذري منها و استقلالية تامة عنها ، لذلك فكمّ القصائد و مدى استرسالها المربك و غير المريح أحياناً لا يعنيني فعامل التورية للمعنى و أحجية الكلمات المتقاطعة و التشظي في الشجن شاخ على أعتاب تعاطفي و تقلّ شاعرية الشاعر عندي إذا ما تنصّل عن ملازمة جنوني و حزني وسعادتي و غضبي و انبهاري لآخر جرح في جراح قصيدته فأخاله لم يحصد ما زرع و أحسبني مأسورة في وضعية صلواتية وخشوعي تضاءل متجمداً تحت الصفر و أنا لا زلت عند منتصف البسملة ،،اما ما يعنيني و قطافي الساعة أفكار راودتني لملامستي بؤر خارج سياق القصيدة الزمني ، لربما يطيب لي ان أُسميها غنائم أو مكتسبات أدونيسية
////////////
بؤر من كلم أدونيس
////////// هل القنديل عنق أم رأس وكيف نميز اليوم بين الحشرة و الوردة ؟ و قولي هل يمكن ابتكار طريقة لاستعمار الغيم ؟
وقولي ما أحوج هذا البحر المتوسط أن يجيء ثانية من طفولة الأبجدية
............ اكشف أيها الشعر الغطاء عن بصر التراب ، واحفر عميقاً عميقاً في قلب المادة
............. دمٌ أرضنا اليوم ، وأولئك الذين يظنون بأن السماء وعد لهم ، و أنها في الطريق إليهم ، لم يعرفوا أن يرفعوا في طريقها إلا شباك الصيد صيد الفضاء حيناً وصيد البشر ، حيناً آخر
............ لا تقاتل إلا نفسك في الارض متسعٌ للجميع
.......... شمس المعنى يحدث أن يحجبها ظل جدار
.......... كيف نعرف سر المكان إذا لم نلوث بطين المكان؟
.......... وفي زفراتي حنين إلى متكأ
........... لم تعد تنتمي إليه ، وليس له غيرها !
........... هل يقوم التراب على قدميه ؟
............ وماذا تضمرين أنتي .. يا ضفائر حبيبتي ؟
......... برقٌ محيط أرق ، وما هذه السماء التي تلبس بزة عسكرية ؟
........... موسيقى تأتي بك وتذهب ،،
............ حقاً يحتاج الإنسان اليوم إلى حكمة ، لكن الجامحة .
.......... بلى منذ قايين .. والدم شهوة أولى ماضياً ، كانت الأسطورة تحارب الأسطورة وكان الوثن ينافس الوثن اليوم ، يحارب الوحي الوحي ،و تصارع السماء السماء تزلفاً لهذا الجسد المعذب الشقي - الأرض -
........... إمرأه تكاد تتحول هي نفسها إلى مقهى الأجسام الأنثوية هي وحدها تدير الحركة والعمل و الرجال يتفيأونها فتاة تقول ( انها من أصل كوبي ) تعمل كمثل قيثارة بين يدي الوقت . ......... كان قد تدثر ثوب الصباح و رآه ضيقاً عليه ////////////////////////
بؤر الكلم هذه في حدّ ذاتها مراسيل سماوية لم تستأذن سمواتنا السبعو السبعون بعد الألف
يخذلني الحماس حينما ابدا في كتابة راي لشعر حر لم استسغه في حياتي ..انه شعر يهرب من موازيين وقيود البراعة والحبكة والموهبة الربانية..اجد ان النبطي يبهرني والعربي الفصيح يعجزني لدرجة الابهار....شعر ادونيس ورفاقه امثال درويش واتباعهم لها لغة السهولة هم يتكلمون بلغة الرفض لقضية لا ارى للشعر دخل فيها فليكتبوا مفالات حاشدة بآراءئهم لا تنتمي الى خانة الشعر هكذا أفضل....هدا راي وارجو، ان لا يكون لاختلاف الاراء قضية تفسد..........لم استمتع بالكتاب ولم يمتعني ادونيس
تنبأ أيها الأعمى بعد أن قررت عصبة القراءة أن تكون القراءة في شهر أبريل للشعر تباينت الآراء حول لمن يجب أن نقرأ وبما أن من أهداف القراءة النقاش حول الكتاب كان لابد أن نختار شاعرا مثيرا للجدل ومن أكثر من أدونيس في الشعر المعاصر إثارة للجدل لذا وقع الاختيار على ديوانه تنبأ أيها الأعمى ولا أخفيكم بأنني كنت متحمسة خصوصا وأن العنوان جميل جدا ويحمل الكثير من الإيحاءات في حين النصوص التي تنوعت بين كونشيرتو وحالات وصفية تحيلك بغموضها للغوص عميقا في تأملات لفك شيفرتها ومحاولة الوصول للمعنى لغة أدونيس جميلة وراقية ولكني أجدها مجردة أحيانا من العاطفة القارئ لأدونيس يجب أن يكون مطلعا على الثقافات الأخرى لأنه سيجد الكثير من الأسماء لشخصيات أدبية وعالمية ولأماكن وبلاد مختلفة هذا التنوع بين المدن والشخصيات فتح أفقا واسعا للبحث ومحاولة الربط بين الظاهر والباطن بين الشكل والمضمون طبعا بالنسبة للعصبة الغالبية لم يرقها الديوان ووجدته غامضا البعض لم يكمله حتى البعض قال بأن أدونيس يعجبهم ممفكر أكثر من كونه شاعر عن نفسي أكملته وراقتني الكثير من المقاطع
أدونيس، الشاعر الحداثي العريق، توقعت أن تذهلني أبياته المُكَلّبة بين حقول الحرية والحضارة التي عرفها في أوروبا ووجع الوطن الغائب
إن لغة أدونيس في قمة الرمزية (هو ما أمتعني جدا) فهو كم تقول عنه ويكيبيديا "استطاع بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية " ة لكن ما جعلني أضن بالنجمة الخامسة: أين ذلك الألم الدرويشي المصطخب ؟ من السهل على أي قارئ أن يحسد الشاعر على زيارة 06 دول في عامين، ويكرهه على الحديث عن مأزق العرب خلف الزجاج، ثم.... هذا الكتاب طُبع سنة 2003 أي بعيدا الربيع العربي، فكيف له أن يحمل سطورا تُبرز مآزق ما بعد الثورات؟ هل أدونيس في تنبئه "أعمى" إلى هذا الحد
ديوان تنبأ أيها الأعمى .. اعتبره من أكثر اعمال أدونيس غموضا، يمزج فيه بين الشعر والفلسفة والرؤيا في لغة رمزية مكثفة.. يتأمل من خلاله قضايا الإنسان الكبرى مثل الحرية، الاغتراب، والمعنى، ويدعو القارئ إلى أن يرى العالم بعين البصيرة لا البصر، على الحدود بين الحلم والفكر.
______________
// اقتباسات من الديوان:
ـ طرقٌ على الباب. ـ لا سلاحَ. لا شيء غير الكتب. ـ هَه! مَنْ قال الحروف لا تحمل سلاحاً؟
قُل لي إذن، ماذا أفعلُ، يا جسَدي؟ ربَّما، ربَّما تلزَمُني أرضٌ لا تعرفُ اللَّغةَ الَّتي تُسمّى السَّماء.
_______________
يُهاجرُ، ـ لا يَنتمي إلى بُلدنٍ، بل إلى تُخومٍ، والهجرَةُ رايَةُ العَصر ـ يتشرَّدُ، ـ تلكَ هيَ صداقةُ النّور، وخيرٌ لخطواتهِ أن تقتفيَ الرّيحَ، وأن تشكَّ في كلِّ عتبَة ـ يَشطَح، ـ ذلكَ أنَّهُ بابلُ وغيرُها. ـ شاحبٌ، ـ ذلكَ أنَّ الحبَّ مُرجَأ، والإنسانَ بينَ قوسَيْ آلة. ـ غريبٌ وغامضٌ، ـ ذلكَ أنَّهُ مُقنَّعٌ بكِ،
_____________
أَهذا هو العالَمُ حقّاً؟ هل آسَفُ؟ هل آمَلُ؟ أَفَضّلُ أن أغنّي.
أحب هذا الكتاب. في الشعر انحاز لفتنته بلا أدوات نقدية تجرح جماله. نصوص شعرية ترتكز على عمق الفلسفة و التجربة الأدونيسية. قد يقال ليس على الشعر أن يحمل بالفلسفة و الفكر، عليه أن يكون مؤشرا للجمال. أنا انتصر للأثنين معا الشعر الذي يختزن في داخله المعرفة و الشعر الذي يثير الحواس بالدهشة.
" تلك أيامنا تقول وأعمالنا تقول : الحقيقة فينا ما تشاء الخرافة لا ما تشاء العقول. لا تصدق فينا البيوت شبابيكها. لا تصدق حتى قناديلها. يحمل الفجر أثقاله ويطوف غريبًا في تجاعيدنا.
كل شيء يقول : وداعًا لمدائن أيامنا لدفاتر أطفالها لمحابر أقلامهم لأقلامهم للأسِرةِ مفروشة بأحلامهم .
….. راية الوقت حمراء سوداء . لماذا ؟ من يخيط الكفن للفراغ ، لهذا الفراغ - الوطن ؟ أترانا تعبنا من رياح البقاء ، من وجود خفيف على أرضنا ، و من ثقل السماء ؟
…..
احلمْ احلمْ إن لم تفعل أكلك النوم والليل . " . ببساطة ، أدونيس شاعر عظيم .
الشاعر البديع أدونيس هكذا ذكره يوسف زيدان فى كتاب له ، فدونت فى دفترى "الشاعر أدونيس" لأقرأ له فى اللاحق شعر رمزي ، قوى ، فلسفي أفضل ما قرأت من شعر قوة بعد شعر محمود درويش الكتاب عبارة عن مجموعة قصائد هناك كلمات لم أفهمها ، ذلك أن قراءة شعره تحتاج الى اكبر قدر من الاطلاع ومعرفة بالشعراء الغربيين ، والاساطير اليونانية سجيل ، أولهم ، أصعبهم ، اثنى عشر قنديلا لغرناطة ، كتبها فى غرناطة ، أبدعهم نبوءات الأعمى أجملهم .... مقتطفات : كنا نصرخ ونحن نيام لكى نثبت لأهدابنا أن الواقع ليس شيئاً آخر غير خطواتنا ** ما تكون الذات التى تحيا فى آن واحد ضحية وجلادا ؟- -لست مسئولا الا امام وعد الله - ومن ليس مسئولا إلا اما وعد الله ، هل يقدر ان يكون مسئولا عن نفسه ؟ - ومن ليس قادرا على أن يكون نفسه ، من تراه يكون - ما بال العقل الذى يسخر من الأساطير ومما تقوله عن حرب الآلهة فيما بينها ، فى السماء ، يجعل من البشر أنفسهم آلهة على الأرض ، يدمرونها ويملأونها حربا باسم السماء - ما هذه السماء التى تلبس البَزة العسكرية وتقف مع بشر لكى يقتلوا بشرا آخرين ؟!! ** حقاً لابد من ايمان سمح وواسع جدا للتصديق بأن للجحيم مكانا آخر غير هذا المكان ** "أعمل هنا لا أعرف ان كنت سأعود " زفر طبيب "أكتب الشعر بلغة هذه البلاد التى آوتنى " قال شاب يكاد أن يبدو شيخاً "لن أعود إلى بلادى" همست شابة فيما تكاد تبكى حقاً ما أشقى اليوم أن تكون عربياً
حقاً لا بدّ من إيمان سَمح وواسع جداً للتصديق أن للجحيم مكاناً آخر ، غير هذا المكان.
في المنفى تُولد النبوات لكن، ما أسهل أن توضع قبّعة نبي على رأس أفاك، ما أسهل أن توضع قبّعة أفاك على رأس التاريخ !
ما الذي يولم العقل للقتل في شرقه المتوسط، في القدس، بين جنائن بغداد .. أو في دمشق وبيروت والقاهرة ؟ ما الذي يتبقى ؟ ما الذي يتلاشى ؟ ما الذي يتقاطر من هذه الذاكرة ؟ من سيجرؤ في هذه اللحظة الغسقية في هذه اللحظة، أن يجاهر : كلا ، لم يكن ضوءنا غير وهم ولسنا سوى بشراً من ورق.
إن كان لي أن أختار كلمة واحدة أصف بها هذا الكتاب فستكون (خَطَل) طبعًا أنا من أنصار التجديد ومن محبي الشعر الحر أو قصيدة التفعيلة ولكني من أعداء مثل هذا المزج الركيك بين الشعر والنثر أو ما يسمى بقصيدة النثر والتي لا يجد الشخص فيها جمالية الشعر و موسيقاه العذبة وأتصور بأن أدونيس كاتب جيد ولكنه ليس بشاعر مُجيد على الإطلاق.
هذا الكتاب لم يكن إلا مضيعة للوقت وكان قرارًا صائبًا بالتأكيد التوقف في منتصفه احتراماً وتقديرًا لقيمة الوقت
لا أعرف كيف أصف كتابات أدونيس، تجد أشعاره خندقاً مجهولاً في الروح لتسير فيه. رحلتي معه كانت رائعة وسأكررها حتماً، وربما أعود لذات الكتاب أيضاً، أخذ مني وقتاً طويلاً في محاولة الاستيعاب أو الرؤية، وأنا على يقين بأني لم أرَ كل ما يجب عليّ أن أراه كقارئة حتى الآن. إلا أنّه جميل جداً.. وجميل حتماً. أربعة نجوم من أصل خمسة، وأسقط الخامسة لضعفيّ الشخصيّ في مجاراة أدونيس، فلم يكن سلساً في رأسي.
أدونيس يجعلنا دائماً نبحر في الفضاءات المنسية واللامنسية منها...نقف صامتين حيال أسخف الأمور و نصرخ متذمرين حيال أجمل الأمور ...هي خلاسية الفكر في جوف المتأمل
it contains very random thoughts that makes it a very well-skilled writing!
رائع دائماً أدونيس كما هو يحمل السلام في شعره, تبدو النصوص هنا أكثر إثارة عندما يحاول تجسيد مواقفه الخاصة في لغة شعرية بحتة راق لي ذلك كثيراً وكعادة أدونيس لا يخلو شعره من ذكر الرب وآلهة الإغريق والآلهات السومرية
و الكلام بعضه ألفاظ كمثل أشداق وحشية وبعضه قيود لا لأعناق البشر وحدهم بل كذلك لأعناق النجوم
++++++++++++ آه ما ذلك السلاح الذي يلبس المستقبل؟ وما ذلك اللون الذي يرسم هالة الجنين الكونية أوه ، متى يشفى ذلك المرض الذي يسمى الوطن؟
+++++++++++++ وأسألك يا هذا العالم أي غناء يمكن أن يتصاعد من أصداف الشعر غير نواح الأثير؟
+++++++++++++ حقا الوطن الأم أول المنفى حقا لا بد من إيمان سمح وواسع للتصديق أن للشعر مكانا آخر غير المنفى
+++++++++++ وأنت أيها الشعر ألن توسوس للجنون كي يجدد اكتشاف العقل؟
++++++++++++ لا النهاية ستبدأ لا البداية ستنتهي كأن الرمل وحده يقدر أن يمسك بمفاصل الماء وها هي الحقيقة تواصل سيرها على عكازين واحد يبدأ برأس له مقبض السيف وواحد ينتهي بطرف له شكل العنق
+++++++++++++ لكن أين أمضي وماذا سأفعل أن قلت : بلادي الشعر وطريقي الحب ؟
++++++++++++++ زهر يابس يقاسم غاباتنا حزنها والطرائد من كل نوع تتزاحم فيها، ترتل أوجاعها هل تقول لفجر أغانيك يا شعر أن ينشر الآن منديله؟ أتراه يغطي ما تآكل من جسد الأرض أو ما تمزق منه؟ وبماذا ، كيف سيرتق أعضاء هذا الزمان وأي المياه ستغيل أدرانه؟ ما أمر الحقيقة : تأتي النبؤات في زهرة وتبلغ في حربة الحضارة عجفاء والأرض جبّانة
++++++++++++++++ تلك أيامنا تقول وأعمالنا تقول الحقيقة فينا ما تشاء الخرافة لا ما تشاء العقول لا تصدق فينا البيوت شبابيكها لا تصدق حتى قناديلها يحمل الفجر أثقاله ويطوف غريبا في تجاعيدنا
+++++++++++++++ سافر ، لكن في جسدك لكي تحسن الإحاطة بالكون
+++++++++++++++ أمةٌ - غابةٌ ذبحتْ طيرَها لترى في دَم المذبَحهْ كيف يجتَرُّ جسمُ الطبيعةِ ذاكرةَ الأجنحة.
+++++++++++++++ أسأل وأعرف: الجهل هنا ـ هنالك مفتاح العلم هل أخطئ إن قلت للضرورة : هاتي ثمارك ؟ وللمصادفة : اقطفيها ؟ هل أخطىء ان قلت : صارت الثقافة نفقا نتعلّم فيه كيف نستأصل فيه الحياة ونبيد الانسان ؟ نمحوا اللون ونثبت مكانه الوحل نسجن أبجدية اللّسان ونحرر أبجدية القدم ننحر المعرفة على منحدر تاريخ يقطر دما هل أخطىء ان قلت : الطريق الى الغد جرح مفتوح ؟
+++++++++++++++ أنا التراب أسألك أيها الكائن لماذا تصر على أن السماء هي التي تبتكرك فيما الأرض هي التي تحييك ؟؟ أنا التراب لن أصغي اليك لا أستطيع أن أهبط الى سمائك العلو ... سيد على أعضائي !!!
+++++++++++++++ عقله مخطئ ولكن كرسيه مصيب البلاد انحناء له ولدولابه
++++++++++++++ دائما كنت أخطئ، مازلت أخطئ، آمل أن يتواصل من أجل ذلك اليقين المنّور ، هذا الخطأ لا أريد الكمال وليس الحنين الذي يتفجر في شهقاتي وفي زفراتي حنينا إلى متَّكأ
+++++++++++++ يجب أن أتعلم كيف توزن الحرية التي تجلس هلى عتبة المقهى
++++++++++++++ ما حاجة الهواء إلينا ، نحن الذي نولد في أحضان السلاسل؟
++++++++++++++ المكان هو المكان، والزمن وصف له أسود أو أبيض قاحل أو خصب دم أو ورد وثمة سؤال في الماء العذب أيهما أكثر مواتا على ضفاف البحيرة الميتة شتات الذات أم تشتيت الآخر
+++++++++++ هل أخطئ إن قلت : الطريق إلى الغد جرح مفتوح؟ سوف أوضح هذا كلّه في رسالة أوجهها إلى الشمس ولا أريد أيتها الحياة أن أشكو منك أو أشكو إليك لا أريد أن أقول إلاّ كلمة واحدة : أحبك
++++++++++++++ زمن شيخ يجلس في ظل عربة مكسورة ويدخن الفصول ترى هل أقول لجدران الحمراء شقي جيوبك؟ هل أطالب الأعمدة بالبكاء؟ لم يعد لدي وقت كي أضمد الجراح أهر الوقت يخاطبني؟ لكن أصغي، غرناطة ، إلى خيالك يواسي تجاعيد الواقع تقرأ قصائد الحب لكن، لكن ها هو الليل يعطيني قيثاره لكي أغني الفجر
++++++++++++++ الحب الجزء أكبر من الكون الكل المرأة الأرض والسماء يرة واحدة في التجاعيد التي تجسها من بشرة هذا العالم حيث الكلام طفح جلدي حيث نألف رؤية الظل لا الأصل وصورة الشيء ، لا الشيء
يُعدّ «تنبّأ أيّها الأعمى» من النصوص الشعرية/الفكرية المفصلية في تجربة أدونيس، حيث يكتب قصيدةً تتجاوز الشكل الغنائي التقليدي إلى فضاء الرؤيا. العمى هنا ليس نقصًا بصريًا، بل بصيرة قادرة على استشراف ما وراء الظاهر، فيما تتحوّل النبوءة إلى فعل شعري، لا ديني، يقرأ الحاضر ويقترح مستقبلًا مغايرًا.
ينشغل النص بتفكيك المسلّمات: التاريخ، المقدّس، اللغة، والهوية. يقف الشاعر في مواجهة السكون الثقافي، منتقدًا الوعي الجمعي الذي يقدّس الماضي ويخشى السؤال. اللغة كثيفة، رمزية، تتكئ على الأسطورة والتاريخ، وتشتغل على مفارقة مركزية: العين ترى، لكن البصيرة وحدها تعرف.
القصيدة/الكتاب ليس سردًا، بل حركة فكرية متوترة، تتقدّم عبر شذرات، صدمات لغوية، وأسئلة مفتوحة، تجعل القارئ شريكًا في إنتاج المعنى.
⸻
ثانيًا: التقييم النقدي
1. على مستوى الفكرة الكتاب بيان شعري ضد العمى الفكري، وضد الطمأنينة الزائفة. أدونيس يرفض النبوءة الجاهزة، ويعيد تعريفها كفعل تمرّد معرفي. هنا تكمن قوته: تحويل الشعر إلى أداة مساءلة لا تزيين.
2. على مستوى اللغة والأسلوب اللغة عالية الكثافة، مجازية، ومشحونة بالإيحاء. لا يمنح القارئ سهولة، بل يطالبه باليقظة. هذا قد يُعدّ عيبًا لمن يبحث عن الوضوح المباشر، لكنه ميزة جوهرية في مشروع أدونيس الحداثي.
3. على مستوى التأثير الكتاب يربك، يزعزع، ولا يُهادن. تأثيره تراكمي؛ لا يُقرأ مرة واحدة، بل يُعاد إليه. وهو من الأعمال التي أسّست لقصيدة الرؤيا العربية الحديثة.
التقييم العام: عمل عميق، إشكالي، ومؤسس. ليس كتابًا للمتعة السريعة، بل تجربة فكرية شعرية تتطلّب قارئًا صبورًا ومشاركًا.
⸻
ثالثًا: اقتباسات مختارة
«أنا الأعمى الذي يرى لأن العيون امتلأت بما لا يُرى.»
«ما من نبوءةٍ إلّا التي تولد من سؤال.»
«التاريخُ مقبرةٌ نزيّنها بالأسماء وننسى الأحياء.»
«اللغةُ حين تخاف تتحوّل إلى قيد.»
«أبصرُ حين أُغمضُ عينيّ لأن العالمَ أكثرُ صدقًا في العتمة.»