ابتعلت دموعي استعداداً لملاقاتك.. نزعت من رجلي ما كنت أنتعل لأصعد دون جلبة توقظ النائمين، ولأبقى على سرية لقاءاتنا كما اعتدنا..!
على بعد خطوات من باب غرفتنا، زارتني أصوات مكتومة وهمهمات.. اقتربت. كان نور منكسر وخافت يلوح من أسفل الباب. ارتعبت من مجرد التساؤل عمن يكون في الداخل..
مستعينة بكل ما أوتيت من قوة، دفعت الباب الذي كان موارباً، وبخفة تجاوزت عتبته لأفتح عيني على اتساعهما...
المرأة هنا ليست شخصية من شخصيات الرواية فقط، إنما هي الرواية ذاتها... لأنها منها وعنها وتسير بها! حتى أن المرأة هنا هي الراوي ذاته.. إليكم عذاباتها، قلقها، خوفها وشيء من فرحها...
ميس خالد العثمان كاتبة وروائية من الكويت عضو رابطة الأدباء في الكويت موظفة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إدارة النشر والتوزيع منذ 15 يونيو 2000 وحتى الآن. باحث أدبي في" العلاقات العامة" في "دار الآثار الإسلامية" في الكويت منذ أبريل 2013 حتى أكتوبر 2015. مُحرّر في "جريدة الفنون" الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب / الكويت منذ 2000 حتى 2008، ثم سكرتيراً ومديراً للتحرير منذ 2008 – 2012. متخرجة من جامعة الكويت / قسم الإعلام والاتصال 99 -2000.
لها من الإصدارات: "صندوق الأربعين" 2018 ؛ محكي ذاتي ، صادر عن "دار تشكيل" – القاهرة. "ثؤلــول" رواية 2015 صادرة عن "دار العين" – القاهرة " رحلة إلى أسرار الشرق القديم" نصوص سردية، في كتاب آثاري/ سردي مشترك مع الباحث "عقيل يوسف عيدان" من إنتاج (دار الآثار الإسلامية) الكويت – 2014 " أفتحُ قوسًا وأُغلقهُ " سرد ذاتي 2013 دار العين/ القاهرة " لم يستدل عليه" رواية 2011 عن دار العين / القاهرة " صلوات الأصابع" نصوص سردية 2010 عن دار العين / القاهرة " عقيدة رقص" رواية 2009 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت "عرائس الصوف" رواية 2006 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/بيروت "غرفة السماء" رواية 2004 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/بيروت "أشياؤها الصغيرة" قصص 2003 عن دار قرطاس / الكويت "عبث" قصص 2001 عن دار قرطاس / الكويت
حَصلتْ روايتها "عرائس الصوف" على جائزة "ليلى العثمان" للإبداع السردي 2006. حصلت على جائزة "الشيخة باسمة المبارك" للقصص القصيرة 2004. أقامت عدة أمسيات سَردية في الكويت (رابطة الأدباء/ جمعية الخريجين/ مهرجان القرين الثقافي التاسع 2003) . شاركت في عدة فعاليات ثقافية خارج الكويت (البحرين 2003/ صلالة 2006/ الشارقة 2007و 2014 / البصرة 2015) ترجمت معظم كتبها إلى لغة "برايل" للمكفوفين وهي مُهداة لــ جمعية المكفوفين الكويتية .
السرة ص.ب 885 الرمز البريدي 45709 دولة الكويت البريد الإلكتروني: Mais.justwrite@hotmail.co.uk
رواية قصيرة أشبه بأن تكون خاطرة طويلة ترويها بطلة الرواية والتي كما يظهر من تسلسل الأحداث والأمكنة عاشت في أيام الغوص وقبل ظهور النفط، تروي تكتبها لحبيبها الذي ذهب في رحلة غوص للبحث عن اللؤلؤ مع أعمام لها لكنه تشاء الأقدار ألا يعود ويقضي في هذه الرحلة كما حال أعمام لها وحال الكثير ممن ابتلعهم البحر في ذلك الزمن وهم في رحلة البحث عن الرزق، حيث كان شحيحاً نادراً، اللغة في الرواية سهلة سلسة غنية، والمفردات في غاية الروعة، وتنم عن ثراء لغوي وعمق ودراية للكاتبة بتراث ما عاد يعرفه الناس أو نسوه، فضمنت ذلك في سطور الرواية، الرواية ببساطتها جميلة لكن من يقرأ فيما بعد لميس العثمان يدرك كم أن الكاتبة امتلكت فيما بعد الكثير من أدوات الكتابة الذي انعكس على كتاباتها عمقاً ونضجاً.
أسلوب الكتابة أكثر من رائع، انتقلت بسرعة شديدة من حالة الاسترخاء على سريري إلى موجة من الحر الشديد كأني مع الشخصيات في سوق المدينة، وصف الأحداث و المواقف أراها كصور أمامي مع أن الكاتبة لم تهتم بوصف أشكال الشخصيات بعينها، شعرت بكل قطرة عرق، بكآبة كل موقف، حتى في نبذات الارتباك شعرت أن لساني نفسه انعقد. في أجواء هذه الرواية الباكية تجد رسائل دائمة توحي بأشياء مثل الفساد المجتمعي في بعض الأحيان الذي أراه يتمركز في شخصية (هلال)،أو العاهات الاجتماعية الخاصة بنا كعرب التي لا تظهر في الأفق علامة على تخلصنا منها كالذكورية الخالصة، و الدكتاتورية في شخصية الجدة، و مع نفس الشخصية نشهد قوة المرأة المسيطرة أيضا و هي بشكل غريب تناقض نفسها، ثم نأتي لشخصية (بدرة) التي تحتمل و تحب و تتعب و لا تمل لأسباب مجهولة، أو ربما نحن فقط لا نريد أن نعترف أن هناك أناس يحبون الخير فقط للخير، أما شخصية (فضة) فرأيتها مثال للمرأة الضعيفة التي تقبلت موقفها في الحياة و لم تعترض عليه استسلمت لقوة طاغية ليس فقط زوجها و لكن المجتمع بأكمله، و (مروة) و هي من وجهة نظري دليل على أن عاداتنا لن تتغير نحن فقط سننساها قليلا و لكنها ستعود، ثم (سلمان) الشخص الذي يمثل الرجل ربما كما يجب أن يكون ليس ما هو عليه في هذا المجتمع. أعجبني اختيار أسلوب الرواية في السرد و هو الرسالة إلى المحبوب الضائع، لتصلنا رسالة مبدأية "ماتخافوش يا جماعة البنت مانتحرتش" و فهمنا أن (آمنة) لم تتخلى عن (سلمان) حتى بعد أن أخذه منها الغول الأزرق الذي لم يرحمها و لن يرحم الإنسانية أبدا و هو الاحتياج، و أيضا اختيار زمن الرواية كان أيضا عنصر بناء للتوغل في الحزن. لم أحب أبدا الروايات الكئيبة، و لكن هذه الرواية أخذتني من يدي تريني كل معالم المجتمع في صفحاتها ال١١١ بشكل بسيط للوهلة الأولى و لكن عندما تمعن النظر ترى الإبداع، كيف لمجتمع كامل بثقافته و تاريخه أن يظهروا أمامك هكذا في دراسة اجتماعية عميقة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
هي لمحة من حب جميل نبت في احضان البؤس و الذل و لحظات فرح قلائل مسروقة من سيل الشقاء في بيت حمود، النسخة المصغرة من بيرت الفريج التي تجتمع معاً في زيارة سريعة لكويت الماضي . احببت التصوير الدقيقة ليوم و ليلة العودة للبحر و كيف اجبرتني على تخيل الفرجان و المدينة و هي خاوية من رجالها. وددتها اطول