في "عروس المطر" تشظيات أحلام وإخفاقات وهروب إلى عالم وردي حيث يتاح للروح التحليق في عوالم أثيرة، ويطيب للنفس الغرق في استجراراتها الجميلة التي لا تنتهي. في "عروس المطر" تطرح الكاتبة من خلال شخصيتها المحورية أسماء حالات نفسية كاشفة عن المعاناة الإنسانية حين تعيش واقعاً خلواً من العواطف فيكون الهروب إلى العوالم الأكثر شفافية والأكثر حنواً هو السبيل إلى متابعة الحياة الكئيبة. وتشد أسماء هذه الرواية القارئ فيغرق معها في عوالمها التي تنسجها الكاتبة من خلال عبارات رائعة تفصح عن إبداعات روائية راقية.
Bothayna El Essa (Arabic: بثينة العيسى) is a novelist from Kuwait. A well-known author in modern Arabic literature, her novel The Book Censor's Library was longlisted for the 2024 National Book Award for Fiction in their category for translated literature.
في كلمات بثينة حميمية الأنثى للأنثى أظن أن حين نقرأ نحن النساء كلماتها نستشعر أشياء لا يستشعرها غيرنا عندما أقرأ لها أي شيء أشعر أن بين سطورها أسرارنا و جروحنا التي نخشى أن نبوح بها.
رواية عروس المطر رواية ثرية من حيث التفاصيل الدقيقة واللغة المستخدمة، وهذا ليس بغريب على الروائية بثينة العيسى. قرأتُ لها "ارتطام لم يُسمع له دوي" وأحببت موضوع الرواية كثيراً حيث كان محورها الرئيسي هو الوطن. أما رواية عروس المطر فمحورها الرئيسي فتاة في السادسة والعشرين من العمر تدعى أسماء وتعاني من نقص شديد في ثقتها بنفسها وبشكلها الخارجي، وترى في شكل أخيها التؤام الذي تعيش معه، أسامة، النموذج الأعلى الذي تود أن تكون نفسه، وترى أيضاً قدوتها في شخصية معلمتها عندما كانت في المدرسة، أبلة حصة. أسماء تعاني من الضغوط المجتمعية من حولها حيث أنها امراءة عانس حسب نظرتهم وليست جميلة ولم تكمل دراستها، وهذا هو الموضوع الرئيسي للقصة.القصة بسيطة جداً، وتكاد تكون الرواية بلا حبكة كبيرة، ولكن ما جذبني إليها وما جعلني أتمم قراءتها في يوم واحد فقط هو أسلوبها اللغوي والأفكار الفلسفية التي تطرحها بثينة في هذا الكتاب عبر لسان الشخصية الرئيسية أسماء. نحن نعيش مجمل الرواية داخل عقل أسماء، فحتى في حواراتها مع أخيها أو مع أبلة حصة مثلاً، نقرأ نحن ما تلفظه حقاً، ونقرأ أيضاً ما تفكر به في ذات الوقت. فالقارئ قد لا يفهم ما يدور في خلد أخيها أسامة أو معلمتها حصة، لأنه يرى فقط ما تراه أسماء وما تفكر به أسماء. تتخلل الرواية أيضاً فقرات مكتوبة بالخط المائل يفهم منها القارئ أنها أحلام أسماء في المنام، ومن هذه الأحلام نفهم حقاً ما المقصود بعروس المطر ومن تكون. أسلوب بثينة العيسى تجريبي وينتمي إلى المدرسة الحديثة، حيث أنها توظف اللغة والتكنيكات المتوفرة في اللغة لصالح النص والقصة. أعطيت الرواية الخمسة نجوم لأني أحببتها حقاً وأعجبتني نهايتها جداً، فهي مجملاً رواية رائعة وأنصح بقراءتها.
"والأسوأ، من أن تعيش حياة لا تعجبك، أن تكون -بحكم المنطق- المسئول الوحيد عن هذه الحياة، أن تفقد حتى القدرة على أن تعيش بصفتك ضحيّة للظروف."
التجربة الثالثة لي مع الكاتبة "بثينة العيسى" والتي لا زلت ملتزماً بالترتيب الزمني في القراءة لها، والرواية الثالثة زمنياً هي "عروس المطر"، واستطيع القول أن هذه الرواية هي أفضل ما قرأت نسبياً حتى الآن لـ"بثينة العيسى". فـرواية "عروس المطر" تناقش العديد من المواضيع الهامة بالنسبة للمرأة والمجتمع، وعلى الأخص المجتمع العربي، الذي يصر أن يضعها في قوالب مُتعددة معروفة سلفاً مثل قالب الجمال، وما يصح أن تفعله أو لا، وإلخ إلخ، وتوقيت نشر هذه الرواية يدل أن "بثينة العيسى" جريئة في مواضيع رواياتها، ووطريقة تقديمها، فـ"أسماء" هي فتاة بلغت من العمر ستة وعشرين عاماً، ولكنها ضحية لأشياء عديدة، والدها، الذي يتزوج بالدفعة ويجعل زوجاته أمهات بالدفعة أيضاً، ووالدتها، التي تركتها في وسط ذلك التخبط، وحدها، وسط خيالاتها وأوهامها، وحزنها الشديد.
"لماذا يصنع الإنسان وهماً يُضاعف بؤسه؟"
الحبكة كانت مكشوفة على مصراعيها من أول الأحداث، وخصوصاً في جملة معينة على لسان "أسماء"، فلم تؤثر بي النهاية، لأني كما ذكرت، كانت واضحة كالشمس بالنسبة لي، ولكن ما يُميز هذا العمل عن سابق أعمال الكاتبة، هو السودواية المُختلطة بواقعية لا جدال فيها، وطرحها من خلال شخصية "أسماء" كمثال على حالات عديدة لا نعرف عنهم شيئاً، بالإضافة إلى لغة "بثينة العيسى"، التي لا أستطيع أن أكف عن الثناء عليها في كُل عمل، لغة شعرية وتشبيهات ذكية وجميلة، لا تفصلك عن المضمون أبداً، بل تخدمه وتجعل له لوناً وصوتاً، وروحاً.
"الأسوأ من أن تعيش خائباً، أن تعيش عاجزاً عن تبرير خيبتك."
ختاماً، كانت تجربة جيدة، من أفضل ما قرأت لـ"بثينة العيسى" حتى الآن، وتُشجع على إكمال طريق طويل، ولكن يبدو أنه مُمتع ويستحق.
عندما نولد إناثا ، فنحنُ نولد قضايا . *** يقولون بأنك إذا حدَّقتَ في الهاوية فإنها تبتلعك إلى أغوارها ، و تبتلعها - بدورك - إلى أغوارك ... و لكن ، ماذا يحدث للمرء إذا حدّق في عينين جميلتين ؟
السؤال الجيد دائماً ما يزحزح الأفكار الجامدة ويهز القناعات السائدة، والإنسان دائماً ما يحتاج لسؤال من هذا النوع في مرحلة معينة من حياته ليكتشف نفسه ويحدد شخصيته، يحتاج لسؤال جيد لزحزحة كل تلك الأفكار الجامدة التي تكاد تخنقه ومن أجل أن ينقذه هذا السؤال من الغرق مع القناعات السائدة، وهذا بالضبط ما تحثنا إليه روايتنا هذه.
في أول قراءتك لرواية بثينة العيسى "عروس المطر" والصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2006، سينتابك سؤال يواجه كم الأسئلة التي تغرسها بك الكاتبة باحترافية: ماذا تريد أن تقول؟، فالوضع مشتت بين أسماء –بطلة الرواية- وأسامة شقيقها التوأم والمعلمة حصة، وهم الشخصيات الثلاثة الأبرز في العمل.
المفاجأة ستأتي سعيدة وجميلة فقط مع أخر حرف من هذا العمل، هناك حيث يزال الستار بشكل كامل عن اللوحة، وتجتمع جميع القطع في مخيلتك كقارئ لتكتشف بأنك كنت تغوص عميقاً داخل هذا العمل ونجوت دون أن تشعر.
بثينة العيسى في عملها هذا "عروس المطر" كانت في رحلة نفسية من خلال "أسماء" لاكتشاف الذات، رحلة بين مرحلة المراهقة والنضوج، رحلة تكوين معالم شخصية إنسانية بكافة جوانبها، حتى الإشارات في مطلع كل فصل من الفصول الأربعة (الهواء، التراب، الماء، النار) كانت تشير بشكل فلكي ناحية العناصر الأربعة التي تنتمي لها جميع الأبراج الكونية، كانت توضح ذلك التكوين.
أسماء: هي السؤال الأكبر، هي ثنائية العقل المنطلق والمحيط الذي يجرها جراً ناحية النموذج المعلب، أسامة "الوهم": هو الجانب المشرق من شخصية أسماء، هو الأخر الذي يدعونا للنجاة دوماً ولكننا لا ننتبه له، المعلمة حصة: هي دهشة الطفولة، الانبهار المزيف، الجانب المحبط الكئيب داخل كل شخص منا. من خلال هذه الثلاثية الرمزية استطاعت بثينة العيسى أن تتمرد بغضب على كل عادات التعليب التي تمارس ضد الفرد بشكل عام، وضد تلك الحياة الجامدة الخالية من أي عواطف.
البعثرة والشتات في البدايات هو إشارة إلى شخصية أسماء المفقودة، إلى روحها المهزوزة، وذلك (الحضور الجنين) الذي أنبعث داخلها مع أول سؤال طرحته وانهمر بعده شلال الأسئلة. حينما تتخطى الربع الأول ستجد أسماء نفسها تقييم ما حولها، التفكك الأسري الذي قطعها أجزاء، وروحها التي تتأرجح بين جانبي شخصيتها، المشرق "أسامة" والمظلم/المحبط "أبله حصة"، بين (الجذور الجحيم، والمضي داخله كعقوبة). وأما أن تتخطى المنتصف حتى تجد أسماء نفسها أمام كل شيء مزيف كان يحيطها وجهاً لوجه، الأنا المنهزمة، والمجتمع المتغطرس السطحي الذي دائماً ما يكون على عجلة من أمره، لا يسأل أبداً ما المشكلة؟ ولكن يوفر الأجوبة الجاهزة التي لا تروي عطشاً ولا تفتح أي باب من اليقين، تجد أسماء نفسها في (سفر الثورة، لتغرس أسئلتها بنفسها حينما حان وقتها). حتى تصل أسماء في الربع الأخير من الراوية إلى ذاتها، تتمكن أخيراً من الرؤية بوضوح لتستنشق رائحة (شهوة الغنوص، وتعيش بدايات ميلاد شخصيتها).
تطرقت رواية عروس المطر أيضاً للعديد من المشاكل الاجتماعية بطريقة جميلة، وتضع العديد من الأسئلة أمام النفس والمجتمع، أسئلة عن جدوى طرق الزواج التقليدية، وحفلات الأعراس، عن الابتزاز الإعلامي والحلول السطحية لعلاج الجسد لا الروح، وكيف هذه الأخيرة تخلق كائناً مشوهاً تائهاً بين ما بداخله وما يبدو عليه.
اللقاء الثاني مع قلم بثينة العيسى من بعد روايتها الأخيرة "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" كان أكثر دهشة، وأعترف بأنني أميل لإصدار عام 2006، لأنه أعمق تأثيراً وأكثر إبداعاً عما يبدو عليه للوهلة الأولى.
لماذا يا بثينة أنتِ شريرةٌ هكذا ، لماذا ، أردتني أن أغرق ، وأغرق ، وأوغل في الغرق ثم فجأة ، أجد حبل النجاة ينتظرني ، ليمحى كُل شيء ويغادر كل شيء لماذا أردتني أن أتخيل ، وأبقى أتخيل ، وأجعل من أسماء وأسامة شيئاً في دواخلي ، في داخلي ، في عمقي !
جلعتني أؤمن بهم ، جعلتني أؤمن بالسراب ! إنـــكِ شريرة يا بثينة
"أريد الكثير من الصمت، أكثر من هذا (اللا صوت) الذي يحاصر المكان، أريد ثورة من الصمت، أريد أن أرى العالم ينكمش ويعود طفلاً، حيث الأشياء مفهومة وقابلة للقراءة، ربما كل ما أردته لحظتها هو أن أجر الزمن من أذنيه إلى الوراء." هذه المرة الأولى التي تخيب بثينة ظنّي، هذه الرواية باهتة، لا معنى لها، لن تفهم البطلة وأفكارها، لن تفهم المغزى أو أنه بالأصل لا مغزى منها...لن تستطيع الخروج منها سوى ببعض اقتباسات بسيطة جميلة. أشعر بالحزن لقولي هذا، لأني اعتدت أن أفاجأ بجمال وروعة رواياتها، فكانت صدمتي كبيرة.
بلغة عربية ثرية و أسلوب أدبى جذاب، تروى بثينة قصة "أسماء" أو أسوم لم تكمن مشكلة أسماء الأساسية فى جمالها المتواضع، بل فى عقدة النقص التى كانت تعانى منها فقد كانت تضع الصفات التى تفتقدها فى أشخاص ثم ما تلبث أن ترى الأشخاص و الأحداث على حقيقتها
أنتظرت حتى أرى كيف أنهت بثينة قصتها و لكنها لم تنهيها كما توقعت. فلماذا أكتفت بعرض الجانب الوصفى للمشكلة و لم تقدم دواء أو حتى "مسكن" ؟ هذا ما تردد بذهنى ماذا لو كانت تقرأه فتاة حالها نفس حال أسماء هل هذة دعوة للإكتئاب و السلبية أو لربما الجنون لماذا تمتلىء الرواية بروح الضعف, الأستسلام و السلبية ؟! بينما تعمل الكثير من السيدات لمحو تلك الأفكار، نرى أخريات مازالت متمسكة بهم
كما ذكرت سابقاً، اللغة العربية ل بثينة ثرية و إن كنت أجد بعض كلماتها صعبة، فعندما يتعلق الأمر باللغة يتفوق الأخوة العرب أو قل بالأحرى الخلايجة عن المصريين بإستثناء طبعاً رواد الأدب المصرى لم يكن هناك الكثير من الأحداث و على الرغم من ذلك جاءت الحبكة ضعيفة و بعض الأحداث غير منطقية و رد فعل الشخصيات به شىء من المبالغة
لم تنسج الأحداث بالشكل الصحيح فكثيراً ما شعرت بإنى لا أفهم ما يحدث. أعجبنى الجانب الفلسفى للرواية أكثر فالمؤلفة متأملة جيدة للطبيعة و للمجتمع
"عندما نولد أناثاً، فنحنُ نولد قضايا، لأن العالم مزود بتقنيات جاهزة للحد منا"
هذا هو لقائي الثاني مع الست بثينة ❤️.. لا زالت لغتها جميلة وقوية، أعجبتني الفكرة وتأثرت بها جدًا بشكل شخصي، تقدم هنا الكاتبة حكاية (أسماء) الشابة العشرينية التي تعيش مع معاناتها لوحدها، والتي تلخص فيها الكاتبة الرحلة النفسية التي تعيشها كل أنثى في هذا السن تقريبًا حتى تجد هدفها وطريقها.
اختيار الكاتبة لاسم (أسماء) كان موفق جدًا جدًا، فهو من الممكن أن يكون نموذج آخر لأي اسم آخر في عالم النساء، اللواتي يعانين كونهن إناث فيعشن على الصوت الداخلي الذي يؤنس وحشتهن 💔
تحمل الرواية مفاجأة في الصفحات الاخيرة، كرهت كونها ليست نهاية سعيدة، ولكنها نهاية متوافقة مع معاناة البطلة.
"إن الثمن الذي تدفعه الأنثى التي لا تعاني من كونها أنثى هو أن عليها أن تصنع معاناتها الخاصة، مثل أي ذكر !"
الرواية نوعا ما فيها رموز ..مثل شخصية اسماء السوداوية - الواقع- وشخصية اسامة التوأم الغير موجود اللي ميت واخته تتوهم انه يعيش معها وهو بالحقيقة وهم .. واسامه عكس شخصية اسماء وهو بالضبط ماتتمنى اسماء ان تصبح مثله.. في الجمال والتفاؤل والنشاطات والمثالية... أعجبتني لغة الكاتبة وواضح انها كاتبه متمكنه ماشاءالله لكن اللي ما اعجبني ماراح اقول نهاية الرواية لا نهاية ذكرتني بعنصر المفاجاءة اللي تجي في نهايات بعض الافلام الغير متوقعه المهم اللي ما اعجبني ماحبيت انها كتبت باللهجه العامية حبيت الفصحى اكثر وتعلق اسماء الغبي بمدرستها حصه _ اعلم ان الكاتبه تخبرنا بان بعض الاشياء اللي نشوفها مثالية ماهي مثالية في الواقع او لو عرفناها اكثر لكن مو بهالطريقه يابثينه.. ولا بكاء المعلمه حصة الغريب والمقزز والغير عقلاني لان اسماء كتبت شي هي ماتبغاه؟!!!!! ولا غباء اسماء لماكانت تةقف عند الباب ومعلمتها تناديها من غير ماتشوفها !! ويالسذاجه اسماء !! لم ترى المرآه وتظن ان لمعلمتها قدرات خارقه !!!!!!! والغريب ان اسماء 26 سنه ومازالت في المدرسة !!! لو راسبة 10 مرات المفروض ان هالسن يافي الجامعه يامتخرجه منها! وبعدين شخصية اسماء وتفكيرها وتصرفاتها وغباءها لبنت في ال 12 مو في ال26 عذرا يابثينه بس يعني حسيت هالاشياء مره اوفر لكن ما اخبي عليك وقعت في غرام شخصية وشكل اسامه... دائماً نحب الاوهام ...
عندما جائت بثينة تخط حكاية عروس المطر لا أدري أي ألمٍ طويلٍ مقيتٍ، وساذجٍ في ذات الوقت كانت قد تذوقته.!!
هنا عروس المطر وهنا آمالٌ طويلة غبراء لا تستطيع أبداً.. أبداً مواصلة المسير. رغم أنني أستهجن العامية.. إلا أنها في عروس المطر ..الناقصة انت مظهر نقص.. أصفق للكاتبة عليه عروس البحر.. ذات الروح الناقصة.. والهيئة الناقصة والحياة الناقصة.. أظن أن أسامة صادقٌ في النهاية..
و لقاء آخر مع بُثينة ، فكرة تضعها بقالبٍ سلس ، لا يُمكن طبعا مقارنتها بمعولها الذهبي " عائشة تنزل إلى العالم السفلي " فهذه الأخيرة أخذت حيزا كبيرا من النضج الفكري و حتى الكتابِي ، أما عروس المطر فأتت على شكل كتابةٍ تعبيرية / خواطرية ، لكن مع ذلك كان هناك شيء ممتع يُمكن أن تقع عليهِ عينا القارئ
كنتُ أعلم أن شخصية " أسامة " ما هي إلا تجسيد لوهم الأنا ، و قد ابتسمتُ و أنا أنزل للصفحاتِ الأخيرة ، كأني شاركتُ الكاتبة في زمن ما هذا الخيار المتاح من تداخلاتِ العاطفة
تمنيتُ لو أن بُثينة كتبت فصلا أخيرًا عن الشخصية الرئيسية " أسماء " و أن لا تتركها مفتوحة هكذا ، فتلك الثلاث نقط لم تخدم بنية القصة كما يجب ، أقصد الفكرة بالمجمل ، أحببتُ لو أن الإنارة اشتغلت بصفة مدققة على لحظاتِ ما بعد الصحو ، يقينًا كانت سترفع هذه القصة من نقطتين إلى 4 نقاط
أيضا العنوان لم يكن موفقًا أبدًا ، لو أنه أتى مدلهما بشح الوهم ، كان سيكون أجمل
ختامًا : مع هذه الكاتبة لا يُمكن لك أن تمل القراءة
-قال الرجل: هذا ما أنتِ لأجله. -سأتزوّج المطر؟ -ستكونين الأرض.
أغطي عينيّ بساعدي، ينبغي أن تكفّ الألوان عن الحضور، والروائح المشبوهة لمساحيق الغسيل الحزينة وعلب السردين ورائحة الخلّ والملح والبطاطا وكأن كلّ شيء يتحرّك في هذا العالم إلا أنا. ! ربما ينبغي أن يكفّ العالم عن الحضور، ينبغي أن تضمر ملامح الأشياء، كل هذه الألوان والروائح والمهام التي ينبغي فعلها·· ليتها تنقرض، تنقرض لبعض الوقت، رفقًا بي وبكل العاجزين عن المواكبة، عن الاتساق، العاجزين عن تبرير وجودهم على أدمة العالم مثل بثرةٍ متقيّحة، قليلٌ من الانقراض النبيل، وكثيرٌ من البياض، السطور الفارغة، الإنصات و··هناك أستطيع أن أفكّر أقل، أغمض أكثر، وأتركُ العالم يرحلُ بدوني.
بماذا ستبهرنا بثينة هذه المرة؟ إلى ماذا ستقودنا وإلى أية متاهة ستدخلنا؟ هل سأكتشف شيئا جديدا عن نفسي هنا؟
"عروس المطر" هى رحلة نفسية من خلال البطلة "أسماء" لاكتشاف الذات. رحلة بين مرحلة المراهقة والنضوج، رحلة تكوين معالم شخصية إنسانية بكافة جوانبها.
أظن أنه حين نقرأ نحن النساء كلماتها نستشعر أشياء لا يستشعرها غيرنا. عندما أقرأ لها أشعر أن بين سطورها أسرارنا و جروحنا التي نخشى أن نبوح بها. رواية ثرية من حيث التفاصيل الدقيقة واللغة المستخدمة، وهذا ليس بغريب على لغة بثينة. رواية عن المُهمّشين، عن مهتزى الثقة بأنفسهم وبمظهرهم الخارجى. هًنا أحلام وإخفاقات وهروب إلى عالم وردى، حيث يُتاح للروح التحليق فى عوالم أثيرة.
عندما سألت الأستاذة بثينة في تويتر عن نيتي بقراءة إحدى رواياتها وإنني كنت أنوي أن أبدأ بـ" عائشة تنزل إلى العالم السفلي " ، نصحتني بأن أبدأ بعروس المطر ، وهكذا فعلت .
ذكرتني هذه الرواية بسقف الكفاية لعلوان ، فيها مافي تلك من ضياع البطل في نفسه وعن الصوت الداخلي الذي يصمّ الآذان والتساؤلات التي تحفّزه على أن يكتب شيئًا أيّ شيء ، وأظن أنّ الراوي حينما يكون في بداياته تغلبه شهوة الكتابة أكثر مما تخيفه حبكة القصة ، فيهرب من الشخصيات الكثيرة والتفاصيل الموغلة واختلاف الأمزجة والنفسيات إلى أن يختزل كلّ تساؤلاته وتعبيره في شخصية واحدة، علوان كان دافعه لوعة الحب ومرّ الفراق ، وبثينة كان دافعها البحث عن الهوية وإنكار الذات.
من عادتي عندما أقرأ رواية بهذا الأسلوب لا أُركز ��لى القصة بقدر مايهمّني جودة النصوص ، تسلسله ، دهشة الجمل ، تناسب المفردات .
أكثر ما أعجبني في أسلوب بثينة قفلاتها المدهشة في كل فصل هناك قفلة من نوع " ماذا بعد ؟ " ، أما عن أكثر مالفتني هو هوسها بضمائر المتكلم والمخاطب ، صيغ الملكية اللامنتهية ، اهتمامها بالفاعل والمفعول ، اختيارها للجهة وتقليبها لها بشكل متكرر يلفت ويجعلني أتساءل إلى ماذا تلمّح؟
لم أفهم الأحلام لأنها موغلة في الرمزية ، أتفهم نفسية الكاتب ذي التشبيهات الكثيرة وأستطيع أن أتصالح مع رمزيته إلى حدٍّ ما ، لكن أحلام أسماء كانت شديدة الغرابة كتعويذة ساحرة :)
الاقتباس الذي اختصار الرواية بالنسبة لي : [ الأضواء مطفأة لأننا نخاف من فواتير الكهرباء أكثر من الأشباح ] .
.أظنّ أنّ رواية " عائشة " ستعجبني أكثر كما أظنّ أن أ.بثينة مدينة لي بتفسير لماذا اقترحت علي أن أقرأ هذه قبل تلك :)
الكتاب الثالث / أو قل الحياة الثالثة لي مع بثينة العيسي ، بعدما قرأت لها كبرت ونسيت أن أنسي و قيس وليلي والذئب وفي الثلاث روايات عشت معها ومع البطلة وكأنني أحيا مع فتيات حقيقيات موجودات بالفعل في عالمنا فالرواية واقعية للغاية رغم نهايتها غير المتوقعة علي الإطلاق فربما تقرأ وأنت تتوقع أن يحدث كذا وكذا وكذا وتجد مرة واحدة أن النهاية جاءت كالمطرقة علي رأسك فتمحي في لحظة واحدة كل ما توقعته (:
عزيزتي بثينة إذا كان كولن ولسون قد سمي نيتشه فيلسوف المطرقة لأنه يأتي بالأفكار الفلسفية فيضربك بها علي رأسك كالمطرقة فتنتبه فأنا اسميك أديبة المطرقة فأسلوبك في الحوار ونهايات قصصك كمطرقة ناعمة جميلة تنبهنا ولا تؤذي (:
ما اصعب ان يجئ يوم لتكتشف فيه أن الشخص الذي جعلته عالمك و منحته مكانه بحجم قلبك و رفعته عالياً بمحاذاه سماءك و تمنيت لو كنت وُلدت أنتــ كـ هو ، لتكتشف في نهايه الامر ان ذلك الشخص كان درباً من العاديه و مزيجاً من اللاشيء ..انه متصنع للتفرد و مختبأ وراء بُعدِه السحيق ..
فدائماً ما تبدو الاشياء من بعيد رائعه الجمال بل وفاتنه ، لكننا كلما اقتربنا منها رأينها علي حقيقتها بحجمها الصحيح لا بتخيلنا عنها و لا بمحبتنا لها ..
اعود لاقول مراراً بثينه العيسي عربيتها راااائعه ❤
●●●●●●●●●●●●●●●●●●
- عندما نولد إناثاً .. فإننا نولد قضايا ..
- المُضِي عقوبه و الجذور جحيم ..
- دواءك فيك و ما تشعر ، و داؤك منك و ما تبصر ..
- مازلت لا اعرف من اي هذه الثقوب انفذ لاخرج من هذا الوجه..
رغم اعجابي الشديد بالكاتبة وحرصي على متابعة احدث اصداراتها جاءت رواية المطر عكس توقعاتي تماما فاذا ما قارنا الروايتين السابقتين نجد ان هناك فرقا في المحتوي والمضمون ...رغم ما تخللته الرواية في بعض اجزائهامن عمق لغوي الا انك تشعر بتفاوت المستوى في اجزاء اخرى ..اقل من جيد لكاتبة ينتظر منها الكثير
"لماذا يصنع الإنسان وهمًا يضاعف بؤسه، والتجمّد في المكان و.. لو كان وهمًا، لما زُجّ بي في النقص والشلل؟ لماذا يذكرني_الوهم_ طوال الوقتِ بأنني أقل؟ بأنني.. خبزة متعفنة"
حكاية "أسماء" أو "أسّوم"، حكاية الفتاة التي تكره اسمها، تراه غير واضح، غير محدد، متأرجحًا بين هاجس الظهور وجنة الغياب، مُشاع، اسم متردد، اسم جعلها غير مرئية.
حكاية أسماء التي أهلكت روحها من التفكير في مجتمع كويتيّ مغلق، الرواية تأخذك معها، تشركك في الحدث، تُحمّلك القضية، تدخلك في الأحلام، تفرح، تصفعك بالواقع، تحزن، ولكن لا تستطيع منع روحك من الطرب، وعقلك من الاندهاش.
أثني عليه حسن اختيارها لرؤوس فصولها، الأول: الهواء..العماءُ يتقوّض/الحضور جنين الثاني: التراب..المضيُّ عقوبةٌ/الجذورُ جحيمٌ الثالث: النار..موسم الغرس/سفر الثورة الرابع: الماء..بداية الميلاد/شهوة الغنوص معبرة بدايات الفصول الأربع.
بثينة جميلة، أعشق اسمها، وأبجله، وهي كما قالت على لسان أبلة "حصة" : الأسماء تختارنا. بثينة جذبتني إلى لهجة الكويت، بثينة حبّبتني في الكويت، جميل وصفها، جميلة لغتها، رائعة انسيابيتها، أولى قراءاتي لقلم كويتيّ شاب يبشر بكثير من الإمتاع في قادم السنوات، سعيد بتعرفي عليكِ، أنرتِ عزلتي في سيناء، سلامٌ طيبٌ لكِ، وللكويت.
الأحلام التي تراود "أسماء" غامضة بعض الشيء، وأظن أن لها صلة بتقسيم المؤلفة للرواية إلى أربعة فصول (الماء، الهواء، النار التراب)، لكن لم أتمكن من التوصل إلى الرابط السري بين الأحلام وأسماء الفصول.
عليّ أن أقول أن النهاية (فيما يتعلق بحقيقة شخصية أسامة) خاطفة وموفقة.
كعادة بثينة لغة جميلة و باذخة .. تصوير رائع لحالة الوحدة التي تعيشها البطلة .. قلة الشخوص حولها تزيد من حدة الفكرة .. ذاتها التي تلتف حولها و تتوحد معها لتنقذها من الألم .. حضن الأم الذي تلقي بنفسها فيه.. أسوم الوحيدة .. أسوم الجميلة رغم كل شيء
يا سلامْ ما أروع هذهِ الرواية تحكي عنّنا؟ عن تلكَ اللحظات / الأيّام التي نكونُ فيها لا نثِقُ بنا؟ نثِقُ بالآخر، نرى أنفسنا من خلالِ الآخر حينَ نمارِس / يمارسونَ "بلذّة متناهيّة عدميّتنا / عدميّتهِم" ؟ هكذا هي الرواية تتقمّمص نفسيّة من يحرمون أنفسهم الفرصَة، لا يأخذونها لا يجيدون\يحبّون الإختيار يفوتُهُم القطار، بينما همْ حالمينَ بـ "الجمال الآخر" على حدّ تعبير كاتبتنا بثينة
اللغة خفيفة،، مخمليّة الكلمات إنسيابية، مثل مطر القصّة شهيّة، مثلَ "شوربة" تلتهمها والشخصيّات، جميلة، رائعة، كلّ واحدة تشكّل قضيّة وأسامة، ذلك الوهم، هو ما يجب أن نكونَه
لو لم تأت بثينة في هذه الرواية بغير اللغة لكفت ووفت ما هذه اللغة يا بثينة!
هنا، ستجد أفكار أغلب من تجاوز عمرها الخامسة والعشرين وأيضاً ستجد بعضاً من صور النفاق الاجتماعي والرجال الذين بمجرد توافر الأموال لديهم لا يتذكرون من الدين غير مثنى وثلاث ورباع!
"أسماء" التي كرهت اسمها منذ نعومة أظفارها لأنه غير محدد، وكرهت شكلها لأنها بمنظور المجتمع ليست جميلة! وغارت من أخيها التوأم برغم حبها الشديد له وتعلقها المرضي به لأنه أوسم منها. قوالب يضعها لنا المجتمع ونضطر للسير على نهجها!
أحببت هذه الرواية بداخلها مشاعر كثيرة وتطرح قضايا كثيرة أيضاً ومرة أخرى أحببت لغة بثينة بها.
هذه الرواية لم ترتق الى مستوى توقعاتي من بثينة العيسى التي سحرني أسلوبها في روايات اخرى ربما لو كانت أول ما قرأته لها لكان لي رأي آخر.. ما زال هناك المزيد من الروايات التي أتطلع لقراءتها كما أتمنى أن تفاجئ قراءها برواية تفوق التوقعات
"عندما نولدُ إناثاً، فنحنُ نولدُ قضايا، لأن العالم مزوّد بتقنياتٍ جاهزة للحدّ منا… المرأة التي تترعرع في وطن أو منزل ذكوري… هي امرأة محظوظة لأنها تملك الكثير من الفرص لتقاتل."
الرواية تتبع قصة أسماء تعيش في عزلة نفسية ومعاناة عم��قة مع ثقتها بنفسها، بجانب عن انفصال والديها ووجود عشرات الإخوة الذين لا تعرفهم على الاطلاق، الرواية تنسج العلاقات العائلية والاجتماعية في سرد يبرز خلافات التوأمين أسامة وأسماء وما يعيشه كل منهما من اختلاف جذري في المعاملة والفرص، مما يُسلط الضوء على قضايا الهوية والتمييز الاجتماعي الظالم، خصوصًا ضد أنثى ترفضها ظروفها ومحيطها.
على الرغم من كون هذا العمل من الأعمال القديمة للكاتبه الا انه كان اسلوبها في الكتابه جدا جذاب وشاعري، مما يجعلها مؤثرة وقادرة على مخاطبة كافة القراء بمشاعر صادقة، وتعكس فيها العوالم الداخلية للبطلة دون تهويل.
هذه الرواية الرابعة التي أقرأها لبثينة العيسى و بها أستطيع القول أنها أصبحت كاتبتي المفضلة بثينة القادرة على تحويل أبسط القصص إلى ملحمة شعرية بلغتها الشاعرية الآسرة
أسرتني الرواية في عالمها ليومين عالم أسماء و أسامة التوأم المتناقض أسماء المنغلقة على ذاتها و أسامة المنفتح على نفسه و الحياة
أخذتني بثينة في رحلة لاكتشاف الذات من خلال شخصية أسماء و فاجئتني بنهاية لم أكن أتوقعها
بثينة العيسى كم احب هذه المرأة الجاء الى كتبها كل ما شعرت بالاكتئاب و في كل مرة اجد نفسي اتفاعل مع النساء في رواياتها حتى تندمج مشاعري و و نبضات قلبي و دموعي معهن :) طبعا هذا يعود لقدرة الكاتبة على وصف مشاعر الانثى بشكل عميق و غريب و مختلف مختلف جدا عن كل الكاتبات الي سبق و قرأت لهم على الرغم انها تتناول عادة قصص بسيطة طبعا النهاية غير متوقعة و صادمة للاسف كانت متوقعة بالنسبة لي لان فضول دفعني لقرأة الريفيوهات قبل اكمال الرواية لا انصح من يريد قراة الرواية بقرأة الريفيوهات قبل اكمالها