يعبر عنوان هذا الكتاب تعبيراَ صادقاً عن مضمونه فقد توخى مؤلفه شرح المعاني المتعددة التي أناطها العرب بكلمة العقل. فجلا في الصفحات الأولى معنى العقل في الإسلام متحدثا عن مقامه في القران الكريم وعند الرسول الكريم والصحابة والفقهاء والحكماء. وينتقل المؤلف في الباب الثاني إلى الحديث عن الإجتهاد في الإسلام فيبين تأييد الدين للإجتهاد وحرية العقل والرأي في الإسلام. أما الأبواب الأخرى فقد تضمنت عرضاً لسلطان العقل عند المعتزلة ومقامه عند الجاحظ وبعض الفلاسفة والعلماء أمثال ابن سينا واين رشد و ابن خلدون والغزالي. وينتهي الكتاب بكلمة عن النزعة العلمية في التراث العربي مصحوبة بالأراء والتوجيهات
قدري حافظ طوقان مفكر وكاتب وسياسي عربي ولد في مدينة نابلس عام 1910 وتوفي في بيروت في السادس والعشرين من شباط عام 1971. يعتبر أحد أعلام الفكر العربي في القرن العشرين.
تخرج من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1929 بدرجة البكالوريس في الرياضيات ، وفي عام 1964 عين وزير للخارجية الأردنية وفي عام 1965 عين مديرا لكلية النجاح الوطنية ، وقد منحته جامعة البنجاب في الباكستان شهادة الدكتوراة الفخرية ومن أهم مؤلفاته:1.بعد النكبة.2.وعي المستقبل3.بينالبقاء والفناء...
يعد قدري طوقان، حسب د. يحيى عبد الرؤوف جبر أستاذ اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية، أحد ثلاثة شاميين عرفوا بتفوقهم العلمي في العصر الحديث، وبجهودهم الكبيرة في خدمة العلم والتراث العلمي العربي، والإثنان الآخران هما عمر فروخ وجميل صليبا. اهتم الثلاثة إلى حد كبير بإماطة اللثام عن إسهام المسلمين – والعرب منهم – في تقدم البشرية، والقيام على العلوم المختلفة قروناً كثيرة، ابتداءً من القرن الثامن الميلادي وإلى أواخر القرن السابع عشر
مقام العقل عند العرب في فصوله الأولى يصف مفهوم العقل في الفكر العربي و الإسلامي مع بعض المقارنات و الأقتباسات أما في فصوله الأخيرة يوضح مكانة العقل عند بعض من الشخصيات العربية منها المفكرين و الشعراء العرب ويصف كيف كانوا يقدروا العقل البشري مع ذكر بعض الإقتباسات من أقوالهم ..
أما أكثر ما أعجبني في هذا الكتاب هو حينما بدأ الكاتب بوصف رؤية بعض الشخيات العربية أمثال اب سينا و الكندي وغيرهم للعقل ومقامه .
كتاب جيد .. فيه فقرات كثيرة تصف خبرات أشخاص قد تمعنوا في نعمة العقل قبلنا اكسبتني معلومات شيقة و مذهلة في بعض الأحيان
تقييم الكتاب ⭐️⭐️ عنوان الكتاب: "مقامُ العقلِ عندَ العرب" للكاتب قدري حافظ طوقان عدد الصفحات: 234 صفحة دار النشر: أقلام عربية للنشر والتوزيع . وصف عن الكتاب: "في كتابنا هذا "مقام العقل عند العرب" حصرنا البحث وركزناه في النواحي التي تدلل على الطريقة العربية في البحث والإنتاج الفكري والعلمي، وفي جعل العقل: القائد والمرجع الحكم مما كان له أكبر الأثر في التقدم الذي أصاب المعرفة الإنسانية من طريقتهم هذه، وفي دفع الفكر إلى آفاق ومجالات هيّأت العقول للتفكير العلمي الحديث." . . رأيي: "كتاب جميل افتتح بمفهوم العقل عند العرب ومن ثم قسم الى 5 أبواب وهي: ( الباب الاول: العقل في الاسلام والذي تضمن [مقام العقل في القرآن الكريم وعند الرسول وعند الصحابة والفقهاء وعند إخوان الصفاء]، الباب الثاني: الاجتهاد في الإسلام والذي تضمن مواضيع عدة منها [تأييد الدين للاجتهاد، حرية العقل والرأي في الاجتهاد، شرعية التأويل]، الباب الثالث: سلطان العقل عند المعتزلة والذي يتضمن مواضيع عدة منها [سلطان العقل، قوانين العدل، تفسير المعتزلة للقرآن]، الباب الرابع: مقام العقل عند بعض الفلاسفة والعلماء منهم[الكندي والرازي والفارابي وابن سينا والبيروني وأبو المعلا المعري وابن الحزم الأندلسي والغزالي وابن باجة وابن طفيل وابن رشد وابن خلدون]، الباب الخامس: النزعة العلمية في التراث العربي، وفيه تكرار لما ذكر في الباب الرابع وأحتوى على ملخص ما ذكر في الكتاب. أعجبني احتواء الكتاب على جزئية تتعلق بتتبع وسرد لجهود العلماء فيما يخص العقل من مقولات وأفكار. كما يتضح ميول الكاتب وافتتانه بفكر المعتزلة."
ملاحظة:" أعجبني عنوان الكتاب وجذبني كما وان فكرة الكتاب جميلة، ولكن لم يفق الكاتب في طرحها بطريقة سلسه وسند الكاتب مواضيعه بأحاديث باطله وموضوعه على سبيل المثال: استشهاده بحديث (... أول ما خلق الله العقل فقال له: أقبل، فأقبل.). كما استشهد بحديث ضعيف وقال أيضا: «الناس يعملون الخيرات، وأنهم يعطون أجورهم يوم القيامة على قدر عقولهم». والغريب في الموضوع هو أن الكاتب في الباب الخامس من الكتاب تحدث عن قواعد للتوصل إلى الحقيقة في الحديث للتمييز صحيحه من موضوعه (فاستغرب مخالفته لما كتب واخذه بالأحاديث الموضوعة😅). اتضح لي بان الكاتب بحث عن كل ما يدعم استخدام العقل دون ان يتحرى الدقة من المعلومات الواردة. وهنا اطلب من كل من اراد ان يقرأ هذا الكتاب ان يتحرى الحقيقة ويبحث قبل أن يأخذ من هذا الكتاب معلومة😅 وعليه ان يطبق ما يدعو له الكتاب من استخدام العقل (وفي نظري استخدام العقل هنا اساسي للأخذ بما يقوله الكاتب، او رده). في رأي الشخصي: لا اتفق مع اغلب ما ذكر في هذا الكتاب." .
حسب ما جاء به قدري طوقان في هذا الكتاب، فلقد برزت فكرتين: ١) ماضي الغرب: حول أثر الطريقة العربية على الغرب وهي التي سار عليها العرب وعلماؤهم في تمجيد العقل واعتباره الدليل. ومهّدت بذلك إلى عصر النهضة وبعث أوروبا الجديدة.
إذ يمكن القول أنه لولا إنقاذ العرب لكنوز اليونان الفكرية وصيانتهم لها ولولا تسامحهم وطريقتهم في تقديم العقل على النقل"..لتأخرت نهضة أوروبا الفكرية عدة قرون.." كما يقول الأستاذ ليبري.
٢) حاضر العرب: العرب في هذا العصر هم بأشدّ الحاجة إلى الروح التي تجلّت في التراث العربي الإسلامي، الروح التي تمجّد العقل والتجدد وحرية الفكر .
يظهر في الفصول الأولى تقدير العقل في الإسلام، القرآن الكريم وآياته التي لا تُعدّ، الحاثّة على إعمال العقل، والسنة في أحاديثها الكثيرة كأن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"العقل أصل دينيّ" وكذلك كون الاجتهاد هو من أكبر صور حرية الرأي التي جاء بها ديننا الحنيف-ذلك طبعًا وفقًا لشروط معينة على المجتهِد-
الجميل فيه تتبع دور العقل و سرد جهود العلماء على ضوء العقل لكن فيه مقولات كثيرة تحوي تغليبه على الدين كما أن المؤلف واضح أن عنده تقديس وافتتان كبير بفكر المعتزلة.