What do you think?
Rate this book


365 pages, Paperback
First published January 1, 2001
الخلافة الإسلامية بين الوهم و الحقيقة
كثير منا يعتبر سبب تخلفنا هو إنهيار دولة الخلافة ! و انا زيك بالزبط كنت فاكر كده مع اني من صغري قاريء جيد للتاريخ بس الفكرة معششه لدرجة انها من المسلمات في دماغنا.
و ده اللي خلى كل طموح الحركة الاسلامية الحديثة هو عودة الخلافة كأولوية قصوى و نقطة بداية جديدة مع انها مفروض تكون في نهاية سلم الأولويات.
ناس كتير قوي مش هيعجبها كلامي ده و أنا شخصيا لو كنت سمعت الكلام ده من كام سنه كنت اتهمت اللي بيقوله بالجهل ده لو افترضت فيه حسن النية أصلا.
تعالى مثلا ناخد مصر كمثال و نبص على تاريخها من غير رغي كتير.
هتلاقي الإسلام دخل مصر سنة 21 هـ في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه يعني في عز مجد الخلافة الراشدة اللي استمرت حوالي أربعين سنة نصهم فتوحات و نصهم صراعات داخلية كادت تقسم الدولة الوليدة و مات فيها الكثير من الصحابة.
بعدها الدولة الأموية حكمت لمدة 89 سنة بدايتها حروب طاحنة داخلية و أخرها انقلاب عسكري شعبوي انقسمت على اثره الدولة الاسلامية لدولة عباسية من آل البيت و دولة أموية في الأندلس فقط.
حكمت الدولة العباسية و أول القصيدة كانت الخليفة السفاح و استمرت الدولة بالحديد و النار مائة و ثمانية عشر سنة و بعدين بدأت في التفكك لدويلات زي الدولة الطولونية في مصر مثلا.
الاسطورة بتقول ان الدولة العباسية استمرت لحد ما دمرها المغول سنة ألف و مئتان و تسعة و أربعون ميلادية و لكن دي قمة الأونطه و المغالطة التاريخية. و الدولة العباسية ساعتها كانت مجرد رمز. فيه ناس تانيه أكثر سذاجة بتقول ان الخلافة العباسية استمرت حتى سقوطها على يد العثمانين في القرن السادس عشر الميلادي بس ملناش دعوه بيهم طبعا.
المهم لو مسكت تاريخ أي دولة اسلامية هتلاقي فترات تبعيتها لدولة الخلافة هي فترة الخلافة الراشدة و اقل من قرن اللي هو حكم الأمويين و هيا دي الفترة اللي كان فيها دولة اسلامية واحدة. و الخلافة الراشدة فيها سنينها معدودة و محدودة و بعد كده ظلم او فوضى أو ملك عضود أو دول متعددة كلها اسلامية و كلها تدعي الخلافة و الأحقية.
يعني لو لسه شايف ان سبب ضياعنا هو ضياع الخلافة فيبقى احنا ضعنا من بدري قوي. لكن لو بدأت تشك في نظرتك للأحداث يبقى لازم ندور على سبب تخلفنا في مكان تاني يمكن اللي اتكسر يتصلح.
اسيبك بقى مع تسلسل التاريخ الزمني لمصر منذ فجر التاريخ و شوف بنفسك الخلافة حكمت أد ايه

" لا يعيد التاريخ نفسه، فالموتى لا ينهضون من القبور، والأشياء تفقد قدسيتها منذ اللمسة الأولى، والمؤرخ رجل أحمق، يختبىء خلف حركة الزمن؛ لذا يمتلك شجاعة خارقة في مواجهة الأباطرة الماضيين، ويرتعد خوفا من والٍ صغير يعاصره "
"يبدأ التاريخ العربي مثل حلم أسطوري رائق، كذكريات الخلق الأولى، ولكنه سرعان ما يتحول إلى كابوس عندما تستشري فيه بذرة الفساد."
" عندما بدأ الطبري يتأهب لكتابة تاريخه، قال لتلامذته قبل أن ينفضوا من حوله : أتنشطون لكتابة تاريخ العالم من آدم حتى وقتنا هذا ؟ تساءل التلامذة : كم يكون قدره ؟ قال الطبري : ثلاثون ألف ورقة، قالوا معترضين : إن هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه.. قال : إنا لله، ماتت الهمم، ولم يكن أمامه إلا أن يملي عليهم تاريخ العالم مختصرا غاية في الاختصار .."
" وكان الجبرتي يرى أن الغرض من التاريخ هو : الوقوف على الأحوال الماضية حيث هي، وكيف كانت، وفائدة العبر بتلك الأحوال والتنصح بها، وحصول ملكة التجارب بالوقوف على تقلبات الزمن، ليحترز العاقل من مثل أحوال الهالكين من الأمم المذعورة و يستجلب خيار أفعالهم، ويتجنب سوء أقولهم ويزهد في الفاني ويجتهد في طلب الباقي.. "



إنه زمن مليء باليأس حقا و لكنه لا يخلو من الأمل .. كان هناك رجال حالمون ، و كانت هناك انتفاضات ذبيحة ، و هناك رغبة تواقة للتغيير ، و ثورات كامنة تحت الرماد ، و ما زلنا في انتظار زمن عربي جديد ، و مخاض جديد ، و ولادة جديدة
بكيت عليها أن قلبي يحبها و أن فؤادي كالجناحين ذو رعش
نحن جميعا عرب ما بعد السقوط ، منذ أن تهاوت آخر معاقلنا في غرناطة و في كل يوم تنفتح في جلودنا ثغرة جديدة ، تسقط مدننا من الداخل قبل أن تنطلق المدافع و قبل أن يفكر العدو في اقتحامها