ليست السياسة هي الميدان الوحيد للثورة، وليس ثوارها هم كل أعلام هذا الميدان! ففي الاجتهاد ثورة على التقليد، وفي الجهاد ثورة على الاستسلام، وفي التجديد ثورة على الجمود، وفي الإبداع ثورة على المحاكاة، وفي التقدّم ثورة على الرجعيّة والاستبداد، وفي العقلانيّة ثورة على بلادة النصوصيين. بهذا المفهوم الشامل يقدّم هذا الكتاب إبداع حضارتنا بميادين الفكر والفعل الثوري. ومن خلال حياة وإبداع المسلمين الثوّار، الذين صنعوا معالم هذه الحضارة، عبر تاريخها الطويل. إنها صفحات مشرقة، تشحن العقل والوجدان بالكبرياء المشروع .. لنواجه التحديات! ومعالم بارزة تستنهض الهمم والعزائم كي تسلك ذات الطريق.
محمد عمارة مصطفى عمارة مفكر إسلامي، مؤلف ومحقق وعضو مجمع البحوث اﻹسلامية باﻷزهر حفظ القرآن وجوده وهو في كتاب القرية. بدأت تتفتح وتنمو اهتماماته الوطنية والعربية وهو صغير. وكان أول مقال نشرته له صحيفة (مصر الفتاة) بعنوان (جهاد عن فلسطين). وقد درس الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1975. والماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية- كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1970م والليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1965م.
حقق لأبرز أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة، جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده ،وعبد الرحمن الكواكبي، وألف الكتب والدراسات عن أعلام التجديد الإسلامي مثل: الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا، والشيخ محمد الغزالي، ورشيد رضا، وخير الدين التونسي، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحسن البنا، ومن أعلام الصحابة علي بن أبي طالب، كما كتب عن تيارات الفكر الإسلامي القديمة والحديثة وعن أعلام التراث من مثل غيلان الدمشقي، والحسن البصري.
ومن أواخر مؤلفاته في الفكر الحديث: الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديل الأمريكاني، والغرب والإسلام أين الخطأ .. وأين الصواب؟ ومقالات الغلو الديني واللاديني، والشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية، وكتاب مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية، أزمة الفكر الإسلامي الحديث، والإبداع الفكري والخصوصية الحضارية، وغيرها كثير. وقد أسهم في العديد من الدوريات الفكرية المتخصصة، وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية، ونال عضوية عدد من المؤسسات الفكرية والبحثية منها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمعهد العالي للفكر الإسلامي. وقد اتسمت كتابات الدكتور عمارة وأبحاثه التي أثرى بها المكتبة العربية والتي وصلت إلى (200) مؤلفاً بوجهات نظر تجديدية وإحيائية، والإسهام في المشكلات الفكرية، ومحاولة تقديم مشروع حضاري نهضوي للأمة العربية والإسلامية في المرحلة التي تعيش فيها.
حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية والدروع، منها جائزة جمعية أصدقاء الكتاب، بلبنان سنة 1972م، وجائزة الدولة التشجيعية بمصر سنة 1976، ووسام التيار الفكري الإسلامي القائد المؤسس سنة 1998م .
تعجبت من كثرة الكلام عن الصحابة الكرام وتصويرهم بأنهم لم يكن لهم هم بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام إلا جمع الأموال واكتنازها.
معاوية بن أبي سفيان كان كاتب الوحي للرسول، أبوه أبا سفيان فقد عينا في الطائف بجوار الرسول والأخرى في معركة اليرموك وقد تجاوز الثمانين. لماذا كل هذا الكلام عن بني أمية حتى في سيدنا عثمان بن عفان ذو النورين وتصويره على أنه كان خليفةً ضعيفًا لا يستطيع السيطرة على بني أمية.
يستخدم مصادر ضعيفة للغاية مثل نهج البلاغة (المنسوب كذبًا لسيدنا علي) ويأخذ من تاريخ الطبري (الذي قال الطبري في مقدمته أنه جمع كل الأخبار دون تحقيق لصحتها من عدمها).
كان سيدنا علي بن أبي طالب من المدافعين عن سيدنا عثمان عندما حوصر في بيته، فكيف يقول الكاتب أنه لم يأمر بالقتل ولم ينه عنه، أي أنه كان راضيًا عنه. وهذا في حد ذاته ذم لسبدنا علي، كما يصوره بالطامع في الخلافة منذ وفاة الرسول.
لم أستطع أن أكمل فصل سيدنا علي لأن الكاتب أعتمد في هذا الفصل بالكامل على نهج البلاغة .. فلماذا أقرأ كلاما كاذبا ليحترق دمي بسببه. وينسب هذا الكذب لسيدنا علي.
هل يصح أن يُكتب في التاريخ بعبارات مثل أعتقد وأظن وأشعر، أين المراجع والمصادر الموثوقة هل نكتب التاريخ بأهوائنا؟ وهل نفتش في ضمائر الناس ونياتهم.
يكثر الكاتب في مدح المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن وكانوا سببا في محنة الإمام أحمد بن حنبل، ورغم اعترافه أنهم كانوا يمثلون الارستقراطية الفكرية ( يعني النخبة) وأن الجمهور والعامة كانوا ضدهم. ويأخذ صفهم في الاستعلاء على العامة ويصفهم ببساطة التفكير والسذاجة.
يخطئ الكاتب عندما يذكر أن آل البيت مثل أبو جعفر الصادق والباقر وزين العابدين وغيرهم كانوا من أئمة الشيعة، والصحيح أنهم من أئمة السنة ولم يرضوا أبدا عن التشيع.
يصف الكاتب الأستانة عاصمة الدولة العثمانية بعاصمة التخلف الفكري .. ما هذا التعميم، واضح أنه متحامل للغاية على الدولة العثمانية وهي دولة لها تاريخ طويل مليء بالحسنات والسيئات مثل أي دولة.
أشعر في كلامه بتعصب شديد للعرب وازدراء للقوميات الأخرى وإن كانت إسلامية، فهو واضح العداء للأتراك، ومستعلي على الماليك مع أنهم من حموا الإسلام من الحروب الصليبية والتتار. وحتى في كلامه عن جمال الدين الأفغاني أكد أكثر من مرة على أصوله العربية.
في الفصل الأخير عندما ينتقد علي عبد الرازق في تعميمه ويقول ( فالتعميم.. غريب عن المنهج العلمي في دراسة التاريخ) وهذا شيء عجيب لأنه طوال الكتاب يقوم بالتعميم في حكمه على فئات بعينها وواضح جدا في تعميمه على الدولة العثمانية كلها رغم ان لها حسنات تفوق السيئات وخاصة في عهودها الأولى.
الفصول التي اعجبتي هي: الماوردي العز بن عبد السلام رشيد رضا عبد الحميد بن باديس الخضر حسين
الكتاب عبارة عن دراسة تاريخية شاملة تتناول الكثير من الوقائع والأحداث المضيئة في التاريخ الإسلامي وتسلط الضوء على شخصيات حملت مشاعل النهضة على مر العصور المختلفة بدءاً من صدر الإسلام وحتى القرن العشرين في شتى مجالات الجهاد الحضاري من عدل إجتماعي ووعي سياسي وحرية فكرية وثورة على صنوف الجهل والظلم والاستبداد والقمع الفكري.
الدكتور محمد عمارة بذل مجهود كبيراً جداً في جمع وتحقيق كم ضخم من الأحداث والوقائع من مصادرها التاريخية التي تربو على 90 مرجع ومصدر، ليقدم للقارئ خلاصات مكثفة لنماذج إسلامية خارقة آمنوا برسالة تنويرية وأفنوا أعمارهم في تحقيقها أو السعي لتحقيقها بغير أي مصالح شخصية إنما فقط لرفعة شأن الحضارة الإسلامية العربية وحرية وتقدم الفرد المسلم.
تصادف وأنا أنهي الكتاب وتحديداً في أخر فصوله أني كنت أقرأ في نفس الفترة كتاب "أفكار ضد الرصاص" للكاتب محمود عوض، وتصادف أن تناول كلاهما قضية فكرية شغلت الوسط الفكري فترة كبيرة في نصف القرن العشرين الأول وأقيل بسببها وزير من الحكومة واستقال 3 وزراء وتعد أولي قضايا الرأي العام الفكرية وهي قضية كتاب "الإسلام وأصول الفكر" لمؤلفه الشيخ علي عبد الرازق، جاء تناول الكاتبين علي طرفي النقيض ففي حين تبني محمود عوض في كتابه الدفاع عن الكتاب ومؤلفه واعتبار ما جاء به دعوة حضارية لإسلام متجدد غير جامد، على الطرف الأخر أفرد دكتور عمارة الفصل الأخير من كتابه تحدث فيه عن الخضر حسين -مؤسس جمعية الشبان المسلمين- كعلم من أعلام الفكر الإسلامي وخصص جزء كبير من الفصل لعرض كتابه "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" والذي عارض فيه أراء الشيخ علي عبد الرازق واتهمه فيه بالإلحاد، وعلي الرغم من ان دكتور عمارة عاب على الخضر هذا الاتهام وكذلك أخذ عليه مفدمة كتابه التي أهداها إلى الملك فؤاد، ورغم أني لم أقرأ ذلك الكتاب لكني أجد نفسي أميل لرأي محمود عوض -رغم التناول المبالغ فيه- واستعجب من موقف دكتور عمارة المعارض للكتاب بل وأكثر من ذلك كنت أتوقع أن يكون الفصل الأخير من كتابه حول علي عبد الرازق وليس الخضر حسين طبقاً لمنهج دكتور عمارة في الكتاب وهو التناول الثوري لجوانت التاريخ والأحداث.
ولكن ذلك لا يقلل من شأن ولا مكانة الكتاب الذي يبقى -في رأيي- درة من درر الدراسات التاريخية الإسلامية ومرجع نموذجي لكل من يسعى في سيرة أعلام الفكر الاجتماعي والسياسي والفلسفي في الحضارة الإسلامية.
ليست السياسة هى الميدان الوحيد للثورة ففى الاجتهاد ثورة على التقليد وفى الجهاد ثورة على الاستسلام وفى التجديد ثورة على الجمود وفى الابداع ثورة على المحاكاة وفى التقدم ثورة على الرجعية والاستبداد وفى العقلانية ثورة على بلادة النصوصيين
كتاب راااااااااائع انصح الجميع ليس فقط بقرائته لكن باقتنائه
كتاب رائع وجهد عظيم قراءة أخرى للتاريخ غير تلك التي ألفناها وعهدناها ودرسناها في كتبنا المدرسية أو شاهدناها في أعمالنا الدرامية أو التي سمعناها من رجالات الدين والذين أوسعونا بها خطبا في مساجدنا انصاف للتاريخ السياسي الاسلامي من محاولات التزوير والكذب والتدليس التي لحقت به ليظهره البعض في صورة الخلافة الراشدة والنظام الأمثل الذي ملأ الدنيا عدلا ورحمة وانسانية تاريخ على امتداده واختلاف عصوره كانت السمة الرئيسية له هي الجور والظلم واستبداد السلطان والصراع على الحكم واستعبداد الشعوب ونهب خيرات البلاد لصالح الطبقة الحاكمة وأعوانهم من الجند وفقهاء السلاطين قتل وقتال .. مكر وخيانة .. نفاق ودجل .. ممالك تنهار وأخرى تقام على أنقاضها.. صراعات كثيرة كان لسطوة السلطان ولحد السيف فيها القرار النافذ والأخير لكن على امتداد هذه الحقبة المظلمة من التاريخ منذ عهد معاوية والى الان لم تخلو من صفحات مشرقة ونماذج عطرة تلك التي اشتق منها اسم هذا الكتاب "مسلمون ثوار" ثورات بعضها من بعض رفعت لواء الحق والعدل والحرية .. شعارات كتلك التي لا زلنا نطالب بها اليوم بعضها كادت ان تصل لمبتغاها وبعضها تم وأدها في مهدها لتبقى جميعها نبراسا لهذه الأمة ضد دعاة الاستكانة والخضوع والذل باسم الدين وتحت شراسة الحكم ووطأة السيف تراجعت الثورة المسلحة ليظهر نوع اخر من الثوار ثوار الفكر والعقل والقلم ودعاةالحرية بألسنتهم وكتاباتهم التي ذخرت بها مكتبة التاريخ الإسلامي
مسلمون ثوار .. الجهد المبذول في هذا الكتاب ترفع له القبعات عاليا.... الثورة في نظر الكاتب ليست في ميدان السياسة وإنما في الاجتهاد الذي هو ثورة على التقليد و على الاستسلام، وفي التجديد ثورة على الجمود، وفي الإبداع ثورة على المحاكاة، وفي التقدّم ثورة على الرجعيّة والاستبداد، وفي العقلانيّة ثورة على بلادة النصوصيين. ربط كبير بين الشخصيات المذكورة في هذا الكتاب وكتاب عمارة الأخر "تيارات الفكر الإسلامي" من حيث عرضه للاجتهادات الثورية لهؤلاء الأعلام. عاب الكتاب الأسلوب الإنشائي والقصصي المبالغ فيه في نص يعتبر بحث تاريخي وجيوسياسي. والأمر الآخر النفس العروبي المتعالي المبثوث بين أغلب سطور الكتاب وإسقاط مشاكل الأمة العربية على كاهل العجم من الأمم المسلمة الأخرى في الدولة الإسلامية .
هذا الكتاب من أولى قراءاتي للدكتور محمد عمارة وان شاء الله لن تكون الأخيرة. يبدأ الكاتب بالحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب إلى أن ينتهي بالكتابة عن الخضر حسين. ويضم الكتاب مجموعة منتقاة من الذين أحدثوا ثورات ليست بالحصر ثورات سياسية ولكنها ثورات في شتى ميادين الحياة. الكتاب يعج بالثوار المسلمين وبنبذة عن حياة كل ثائر منهم وما واجهه من صعاب وكيف تغلب عليه وواجهها. مأخذي الوحيد على الكتاب هو حديثه عن سيدنا علي بن أبي طالب وعن بعض الصحابة حيث أنه قد صورهم بهيئة طلاب الدنيا وأن ما حدث بينهم كان ناجما عن البحث عن تولي المناصب والجري وراء الثراء ليس إلا. وأنه أيضا استقى مصادره من كتب يشك في نسبتها إلى الإمام علي مثل كتاب نهج البلاغة.
-- دراسة نفيسة و ثرية مع المرحوم محمد عمارة في بسط و تحليل سير أعلام الثوار في التاريخ الإسلامي المجيد ، و الدكتور رحمه الله له أكثر من كتاب عن الثورة و فلسفاتها ! غير أن ما كتبه عن ذلك في هذا الكتاب يعد مختصرا إذا ما قورن بغيره من الدراسات إلا أنه لبنة طيبة في صرح الدراسات الإسلامية و الفكرية الخاصة بهذا الموضوع الذي يعد غير مطروق إلى حد ما من طرف المفكرين المعاصرين ، في زمن تم فيه تأليه المستبدين و ترسيخ عقيدة عبادة الشخصية في نفوس الرعاع ! .
This entire review has been hidden because of spoilers.
من افضل الكتاب بداية لتاصيل الفكر الثوري في التاريخ الاسلامي - نظرة جديدة جدا للشؤون الادارية والمالية ومطالب العدالة الاجتماعية واحيانا المساواة في التاريخ الاسلامي - مبدعي ومفكري التاريخ الاسلامي وحتى الثورات - جهاز ادارة الدولة الاستبدادي صار واقعا ستلمسه في هذا الكتاب بعيدا عن مزايدات العظمة المطلقة واشجان الماضي التي نراها بين الحين والحين عند اغلب كتاب هذه الفترات من الدعاة الكيوت ، او السلفيين.
واضح جدا تأثير الفكر الإشتراكي والقومية العربية على الدكتور في فترة كتابته لهذا الكتاب إلا أنه لا يخلو من فائدة فقد اكتشفت شخصيات عظيمة في تاريخنا لم أكن أعرف عنها أو كنت أعرف عنها القليل فقط.
ليست السياسة هى الميدان الوحيد للثورة" ففى الاجتهاد ثورة على التقليد وفى الجهاد ثورة على الاستسلام وفى التجديد ثورة على الجمود وفى الابداع ثورة على المحاكاة وفى التقدم ثورة على الرجعية والاستبداد " وفى العقلانية ثورة على بلادة النصوصيين جهد عظيم من مفكر عظيم .. كتاب غني سهل الهضم
ليس في تقييم الكتاب ما يُفيد بقدر ما يُفيد تفنيد أرآء الكاتب .. حقيقةً محمد عمارة يأسرك وإن اختلفت معه بكل جملةٍ يستنبطها، هو لا يكتبُ ك هاوٍ وإنما ك تاجرٍ يُربيّ زبون مهما زاد سعر بضاعته تظلّ لديه زبونًا !