هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن شملال بن جابر ،وقد لقب بالبحتري نسبة إلى أحد أجداده وهو بحتر بن عتود. ولد سنة 200 وقيل سنة 206 ب\"منبج\" وهي بلدة بالشام بين حلب والفرات ونشا بها نشأة عربية خالصة وبدا ينظم الشعر صغيرا ،واحب البحتري علوة الحلبية وشبب بها في كثير من قصائده ، لكنه لم يشتهر إلا بعد اتصاله بابي تمام الطائي . ولما استوثق من قوة شاعريته يمم شطر بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، ومدح ابن الزيات وزير الخليفة الواثق ،ولم يتصل بالخليفة الواثق أو يمدحه بل مدح ابنه المتوكل حين اصبح خليفة من بعده وبن خاقان، وقدم في مدحهما أجود شعره واحسن قصائده .أجاد البحتري في اكثر أنواع الشعر وان امتاز بالوصف ،لكنه قصر في الهجاء . ومن مميزات شعره حسن الديباجة وقرب معانيه من النفس وسهولة الألفاظ وعدم التكلف
قيل للأصمعي ما منعك من قول الشعر فقال : قراءتي لجيده .
كذلك يمنعني من وصف شعر البحتري تقصيري عن الإتيان بما يماثل صفة المتقدمين له فلن اعدو ذلك واقول : انه قريب المأخذ يحسب من يقرؤه انه يحسن مثله ، حسن الديباجة ، ذا ماءٍ ورونق .لذلك هو معين ثرثار وارض خصبة لمن اراد اجادة النثر وان يرقى ببلاغته . وحسب البحتري من طواعية الكلمات والقوافي وإناختها عنده شهادة له بتمكنه وعلو منزلته بين الأدباء.
"ماذا أقولُ إذا سُئلتُ فحطّني صِدقي ولم يستُر عليّ تكذُبي؟ ماذا أقولُ لشامتينَ يسُرهم ما ساءني ولمُنكِرٍ مُتَعَجبِ؟ اأقولُ مغضوبُ عليّ؟ فعلمهم أن لستُ مُعتذراً ولستُ بمذنبِ سأقيم بعدك إن أقمتُ بغصةٍ في الصدرِ لم تصعد ولم تتصوبِ"