مُجاب .. مُجاب .. مُجاب " أستمر بسماع هذا النداء ، يوم ثالث و رابع و ربما خامس، يندَسّ الصوت قربي ويَشغَلُني عن تيهي، أتعجبُ وأسألُ من المنادي؟ من المُنادى؟ أحاولُ فتحّ عينيّ، الضوءُ الخجولُ السائِلُ من المساربِ يُربكُ نظرتي، ثم يخفتُ الصوتُ أو ربما يزول، أو ربما أذوب أنا في الغياب مرة أخرى. " مُجاب .. مُجا ..." أصواتٌ قريبة، أصواتٌ بعيدة، ربما كانت مقتطفةً من أحلامي. ماهي الأحلام؟ ما هو الصحو؟ " مُجاب ... " يُنادي الصوت مرة أخرى، ينزلق على سمعي، يا ترى .. هل يناديني؟ مُجاب .. هل هذا هو اسمي؟
السقوط من جنة الأسماء رواية للكاتبة الكويتية تسنيم حبيب و قد رشحت الرواية ضمن ٩ روايات للفوز بجائزة كاتارا القطرية لهذا العام..
الصراحة الكتاب ممل..وحقيقي زهقت من الكتب اللي بتتكلم عن مشكلة البدون و الهجرة الغير شرعية و مشاكل اللاجئين... لقد هرمنا من كتر القراءة في كل هذه المواضيع...
المشكلة في الرواية إن مش بس الافكار مكررة لكن كمان مفيش إضافة لأي حاجة جديدة بجانب إن السرد كان فيه تفاصيل زيادة عن اللزوم لدرجة إني كنت بفوت صفحات ومن غير أي ندم الحقيقة...
كل الحبكات متوقعة وحتي الأحداث كتير منها مبتورة و كانت محتاجة توضيح أكتر...
ما يميز الرواية هو لغة الكاتبة الممتازة بس اللغة مش كفاية عشان تخلي الرواية حلوة... لم تعجبني!
ماذا عن الإنسان المقهور؟ كيف يتكثّف خياله؟ كيف هوَ كإنسان؟ هذه الأسئلة وغيرها تتساقط في هذا العمل البديع، إيغال في أنسنة أفكار خطيرة جداً، قد ترى خيالاً في هذا العمل على هيئة إنسان.
تُحَاوِل الكاتبة فِي هَذِه الرِّواية تَسلِيط الضَّوْء على البدون الشِّيعة فِي اَلكُويت ومعاناتهم الأزليَّة . . .منذ هروبهم من العراق ولجؤهم الى الكويت وهم مفقدون الهوية رغم نسبهم الشريف هم سادة قومهم هم أحفاد الأولياء ..ولكنهم مشردين.. في البقاع بلا هوية وحقوق.
تَنقَسِم الرِّواية إِلى قِسْميْ القسْم الأوَّل عن مُعانَاة فَتَاة بِدون وكيْف تعيش حَيَاتهَا الاجْتماعيَّة دَاخِل أَرضِها الكويت وتفاصيل زواجها .
رحلة مدمية، تنقشع إزاءها أغطية الروح، بكل هذه الحكايات، جمع من المعذّبين، المهجّرين، بقصد الخلاص، من أوطانٍ قد لفظتهم، لفظًا يُشبه أُمّ تخلّت عن طفلها، فراح يبحثُ عن بديلة، عن مناطق تحتضنه وتلملم بعثرة أحدثتها فيه الأوطان التي خالها، تُعيد ترميم شروخه، لينتهي به مطافًا يعود منه محمّلًا بالخيبات، صوب الرحم الذي زرعهُ في هذهِ الجغرافيا وركلَه.
تُسرد هذهِ الرواية بصوتين، مُجاب وأخته خولة. يحكي كلّ منهما عن رحلة تغرّبه، وجعه، بحثه عن هويته، غير أنّهما يتشاركان ذات الغربة، وذات رحلة البحث. وقد يكون لكلّ منهما صوته الخاصّ، إلّا أن السؤال المُدمي يجيء بصوت واحد : من المُنادي، ومن المُنادى ؟ هل هذا هو اسمي ؟ يحكي مجاب عن رحلة اغترابه الطويلة، من الكويت إلى ملبورن، برفقة كلّ المهجّرين الذين يتقاطعون معه ويشاركونه ذات المصير. بين كلّ تلك البلاد، الغابات، والبيوت الضيقة، والحافلات المختنقة حتى آخرها، وسط أنين المرضى، ونحيب الأطفال. في بيت ماكسار، وسفينة الصيد، وجزيرة كريسماس والمباني الملوّنة. مُجاب الذي تغرّب مرتين، مرّة حين غادر بيت الجابرية، ومرّة حين غادر أستراليا التي آلت وطنًا يغتربُ إليه ومنه. فيما تحكي خولة عن اغترابها هي الأخرى، اغترابًا يخصّها وحدها، في وطنها بالتحديد. خولة الطفلة، التي خلّفها والدها وحيدة برفقة والدتها وزوجها لاحقًا. وامتدّ الصدع أكثر حين غادرها مجابًا، وأغلقت الجامعات أبوابها في وجه الفتاة الحاصلة على تقدير ممتاز في الثانوية العامة. لتحاول أن تجد نفسها في المواطنة والجواز الأزرق، الذي يحتّم عليها أن تدفع ثمنهُ كزوجة في مكان ينظر إليها الجميع فيه كنقطة سوداء وسط بياض الصفحة، لأنّ ذنبها الوحيد، أنّها بدون. خولة التي مافتئت تطرح أسئلتها وتغرزها كخنجر في قلب النصّ، عن معنى كل ما يحدث لها ولمُجاب، ولكلّ الذين ترفضهم أوطانهم، وتقتلُ أحلامًا تعلق كغصّة في حناجرهم.
هذهِ الرحلة ليست إلّا حرقة تلتحف القلب، تمثّل معاناة حقيقية، قد حدثت بالفعل، ولا زالت. وقد أبدعت تسنيم في تصوير هذهِ المعاناة، بلغة بديعة وشاعرية من الدرجة الأولى، وبشخصيات مُقنعة بما يكفي ليشابهوا شخوصًا في واقع العديد منّا. التمست اهتمامًا حقيقيًا في تأثيث النصّ، إذ يجيء هذا العمل مكتنزًا بتفاصيل المكان، الأصوات، الروائح، الأشكال والتعابير. عمل رائع بقدر ماهو موجع.
جملة غيبتني، أدمت قلبي … أمسيت منذ أغلقت غلاف الرواية الخلفي عاجزة عن الحديث عنها! أليس للأدب دور في تغيير الواقع؟ أما تمثل الكلمات صرخة في وجه الضيم؟
تسنيم الحبيب سردت ملامح الحقيقة من زوايا متعددة، حكت عن الهجرة، الغربة، والوطن … تتعمق التساؤلات في ذات القارئ، عن تلك المعاني، فيما هو بالداخل أم الخارج! أعني مثلًا أي غربة أصعب وانت حيث تظنه وطنك؟ أم تلك القسرية الباحث فيها عن كينونتك، بالأحرى هويتك؟!
استهلت الكاتبة روايتها بمرايا عكست من خلالها أصول القصة، لتحيك بعدها حكايتين، الأولى رواها مجاب تحت ثلاثة عناوين: ركض في ذاكرة التراب والماء، نوافذ وأوطان في نزل الغريب. بينما قصت خولة حكايتها عبر : مذكرات خاصةً جدأ، السقوط من جنة السماء فحكايتنا نحن. مجاب وخولة شقيقان من البدون ،رغبا فقط إحساس الوجود والانتماء، بسعي مختلف. مجاب اختار الهجرة الغير شرعية، في حين خولة تزوجت من هوية كويتية. دربان تقاطعا في النتيجة، ولكن ماذا بعدها؟! هل قرار مجاب بالعودة صائب؟ أم كان من المفترض أن يقنع بالاوطان الجديدة، وبزيارات عابرة للبيت القديم. وهل نجت خولة عندما حصلت على الجواز الأزرق؟ أم أنها لم تتمكن التنعم بالحرية، لادمان غريب نعتتها به المستشارة النفسية؟ هل استحقت الهوية ماعانياه من اغتراب وامتهان؟ "ثمة أمور تستحق العناء"
رواية تتجاوز هوية واحدة، ووطن بعينه، أبدعت الحبيب في اختيارها أبيات شعرية قبيل الفصول، كما أجادت السلاسة في وصف كل التفاصيل، احباط مجاب بعد الثانوية"سيتم استبعادي لاني لن امثل الوطن بكل الاحوال"، ظروف تعرفه على امجد المراهق السوري الذي نجح بالانتحار بعد محاولات فاشلة في السجن، حياة خولة في منزل عائلة الزوج، لجوءها للدفتر "سيكون هذا الدفتر رفيقي الخالي من العقد، المتحرر من وجع الماضي، رفيقي الآمل، وولادتي الجديدة".
▪️والسؤال هل نصنع انتماءنا أم يصنعه المكان؟
رواية بديعة اعتقد انها لم تنل الحظ الكافي من المطالعة والنقاش.
المشاعر هي نقطة قوة هذا الكتاب لكن القصة شعرت بها مكررة عن البدون و محاولة أحدهم الهجرة غير الشرعية للفكاك و رغم أن الامور تسير معه بشكل جيد إلا أنه لا يتخلص من الصدمة و المشاعر
لم توضح ماحصل له بعدما عاد منتصرا و كيف حصلت الانتكاسة لم نسمع منه بل عنه من اخته
قصة اخته كانت واقعيه أكثر و مليئة بالمشاعر و التعقيدات النفسية الواقعية جدا حتى مع إبدال ( البدون ) ب أي شكل آخر من التمييز و الإقصاء المبطن . بل و حتى ��لكثير من حال النساء و الزيجات في عالمنا .
توجد تفاصيل كثيره ليس لها أي هدف بالقصة بل زادت الملل فيها، القراءة كانت متعبة لهذا العمل لكثره التكرار و توجد اجزاء أحسستها ناقصة / مبتور جزء منها. لم يعجبني شيء بالكتاب سوى الإسلوب الكتابي و للأمانة كان رائع.
تفلتُ مني الكلمات حينما أكتبُ مراجعة لكتابٍ ما، خصوصًا لو أنّي أحببتهُ كثيرًا. عمومًا هذه مراجعة بسيطة أعتبرها كتابة تذكارية لقراءة هذا الكتاب. صراحةً لا أُعير قضية البدون اهتمامًا كافٍ، ليسَ لقلّة في أهميّتها بل من الممكن لعدم تواجدها كثيرًا في مجتمعي. عنوان مُلفت، سرد رشيق ومتسلسل، تفاصيل ساحِرة.. وأخيرًا عمق رائع! للعمل أوجه كثيرة، أحدها جانب نفسي مبهر. الموضوع قضية البدون وما لها من تبعات، ولكن الحقيقة أنّ صدق المشاعر والتفاصيل الموجودة في صفحات هذه الرواية تدعو للالتفات لأنفسنا حقًا. شعور النبذ والقلق وإن كان أزمة ومحنة لكل بدون تجعله أسيرًا لها. أعتقد أن كثيرًا منّا لديه (مُجاب) يعيش فيه أو (خولة) تختبئ في داخله.
الشكر الجزيل للغالية أ. تسنيم الحبيب على الجهود المبذولة دومًا.
حبيت فكرة الرواية بأنها عن معاناة فئة البدون في الكويت، بس مو أي بدون، البدون الي عايشين بين الكويتيين و يتلمسون الفروقات الاجتماعية و الاقتصادية الي بينهم بشكل يومي. كان في أشياء مو مفهومة و مبهمة بالقصة و النهاية ما كانت واضحة. الشيء الي كان ودي بعد يكون موجود في الرواية بس ما كان، هو تسليط الضوء على بعض الإيجابيات في حياة البدون. صحيح ان حياتهم صعبة و لكن في كل حياة مهما كانت صعوبتها جوانب مشرقة كان ودي لو الكاتبة اضافتها للرواية لتوازن حجم الشقاء و السلبية في حياة البدون.
في رواية #السقوط_من_جنة_الأسماء للروائية #تسنيم_الحبيب من الأدب الواقعي المعاصر .
كان تعبير عن أسوء مرحلة يصل الأنسان إليها مرحلة اللاشي، اللاشي سوى حزن عميق على الذات .
"و أنام على أمنية وطن "
قضية الهوية التي عاشها مجاب و خولة التي تآثرت بهجرة أجدادهم هذه الهجرة التي تجري في دمائهم مقدر لها الترحال في أي حيين . و الغياب القسري للأب.. الأحساس الدائم بالنقص ، برغم محاولات المقربين من حولهم إلا أن أحساسهم بالعجز و التهميش كان ملازماً لهم . برغم كونهما عاشو الظروف ذاتها ، الا أن لكل منهما أتجاه معاكس للآخر.
"من قال أن جذور البدون لا تضرب في عمق هذه الأرض . "
مجاب .. خولة هما صورتان قطفت من الحياة ، و تجسدت في قالب روائي شيق .. التية و الغربة .. كانت لعنتهما ..
الروائية #تسنيم_الحبيب كاتبة واعدة .. عملت بجهد ليظهر لنا هذا العمل بهذه الصورة المتكاملة ، أتنبىء لها بمستقبل باهر 🤍🤍✨
مودتي زهر 🌿✨
This entire review has been hidden because of spoilers.
رواية أدبيه جميله ورساله واضحة المعالم متكاملة الأركان عن قهر فئة البدون. فئة قدرها معاناة الاغتراب في الوطن وصعوبة إنتمائها لأي وطن جديد.
براعة الكاتبه تكمن في قدرتها على السرد المشوق دافعة بحبكتها بالأمام، بيان تفاصيل حياة المغتربين، و رسم أبعاد شخصيات محور الحبكة بوضوح بكل آثارها النفسيه الدائمة الناتجه عن تراكمات الخيبه، الخذلان والحرمان.
بالرغم من أدلجة النص إلا أن الروائيه أجادت في توظيفه فنيّاً بما يخدم رسالة النص النبيله ودعوتها لإنصاف المظلومين، المستضعفين والمهمشين. فالإنسان في نهاية المطاف "قضية".
برأيي فنياً حبذا لو إختارت الكاتبه تداخل فصول سرد (مجاب) مع سرد (خوله) بدلا من فصلهما بالروايه.
تسنيم الحبيب في روايتها تناضل بالقلم مدمية للقلب والعين لإنصاف المحرومين. و منسوب الوعي بالروايه يبشر بأن مستقبل الروايه في الكويت بألف خير.
ماهو الوطن؟ ما هو الانتماء؟ وهل حضن الأم يكفي المرء عن أرضٍ تحتضنه! هل الالتفاف حول المائدة يُغني عن وطنٍ يعترف به؟
عن خناجر الغربة الجارحة للقلب رغم وجود الأحبة والأهل، عن الرفض المرير الذي يتشربه (عديم الجنسية).
من بين كل الآلام التي يمر بها المرء تجاه وطنه لا أعتقد أنه يوجد ألم أوجع من ألم البدون وشدائد كالتي يمرون بها، وتسنيم هنا جعلتني أعيش مع مُجاب وخولة في محنتهما وتفاصيلها الموجعة طوال رحلة عمرهما. لغة الرواية مذهلة وليس بغريبٍ على أستاذة الكلمة والبلاغة..
عجبني اسلوب الكاتبة، اختيارها للمفردات ووصفها. ياااه على الوصف! ذبت من الحب. وصف دقيق للشعور وحنون.. اتامل النصوص باعجاب. كان ودي النهاية تكون اجمل. حسيت في حلقات مفقوده بالقصص وقفز بالاحداث.
رواية بعيدة المدى ذات اثر كبير على مخيلتي، كم التساؤلات الموجودة فيها.. ما زلت ابحث عن اجابات لها كأني انا الذات التي شاقتها رحلتها للبحث عن وطن فلما حصلت على ما كانت تبحث عنه اذ بها تعود إلى المنفى في البلد الام . . برؤى العين تجسدت امامي المبتعدة قسراً عن اخاها الذي انتحر لاحقاً وهي تشق الاسماع بصرختها . . ويبقى سؤال "خولة" مطروحاً (( لماذا عدت؟! ))
مُجاب وخولة، أم كويتية وأب مولود في الكويت ولا يملك الجنسية ولا يستطيع. قصص "البدون" مؤلمة، النبذ والشتات والهروب وملاحقة الأمل/الوهم. كلنا في الحزن: عرب!
تألقت تسنيم الحبيب بل وتفوَّقت .. بروايةٍ سردها رائع ومتميز .. تحمل رسالة ومعاني واضحة .. لفئة تغترب في وطنها ..
ما هو الوطن .. جنسية ؟ هوية ؟ جواز يحمل لوناً ما ؟ أم ماذا ؟
مؤلم هو الشعور بالغربة .. بين الأهل وعلى أرض الوطن ..
تتناول الكاتبة قضية (البدون) في الكويت وكيف تؤول بهم الأمور .. كيف يتغرب البعض منهم لبلدٍ لا ينتمي لها .. فقط من أجل أن يحملوا هوية ما .. ويبحثوا عن حقوقهم .. وأي حقوق ؟ وقد سُلِبوا حقهم من الدراسة .. والعمل .. والزواج .. والحياة .. وما مُنحوا غير شعورٍ يائسٍ ينخر عظامهم .. ولذا يُنهي البعض حياته بالانتحار .. فهو لم يشعُر قطُّ بطعمِ الحياة!
مشاعرٌ متخبطة عاشتها خولة .. ورحلةٌ شاقةٌ ومُضنيةٌ جداً خاط غِمارها سيد مُجاب ..
الأمكنة أوطان، ما إن نكون فيها، تصبح وطنًا، ليس لنا بل لآثارنا فيها، أو تصبح لطوخ في الذاكرة، لا يمكن إزالتها، مثل أثر النار في الجلد الهشّ، ماذا يحدث للحكاية حين تصطدم إرادة القدر بإرادتنا، يقودنا في خرائطه لمستقر الرّوح، لكنّا مقيّدين بالأثر واللطوخ، ثَمَّ شيء يتشبث في أقدامنا، يمنعنا من المضي، يضع أغلالهُ، ويتربع في صدورنا، شيءٌ قهري، لا يهبنا فرصة الخروج من الدائرة رغم أنّها مجرد شكل دائري، لكنّه شكل غير متصل، بل محدد بخط مثقّب، وفي كل مرة نندفع للخروج من الثقوب، يدفعنا بأيديه للاصطدام في الحد المتصلّب فنرتدّ نرتدّ إلى ما يشاء الأثر فينا، والقدر في الحكاية منحدَر، والروح سَيل.
هنا التيه الذي أحدثته أزمة الهويّة في الكويت مرّة أُخرى، كيف يُمكنك أن تتعايش مع واقعٍ يرفضك تماماً، ولا يراك إلا من ثقب أوراقك الثبوتيّة.
في السقوط من جنّة الأسماء تكتب تسنيم الحبيب زاويةً أخرى من تفاصيل مجتمع البدون، أبناء الكويتيّات .. تفاصيل واقعهم المعقّد، بين نصفٍ كويتي، ونصفٍ هو في نظر الدولة والمجتمع مقيماً بصورة غير قانونية. مُجاب وخولة، أبناء الكويتيّة التي خرجت بهم من زواجٍ فاشل بعد هجرة زوجها واغترابه.
يعيش مُجاب وأخته خوله في مجتمع كويتي بامتياز، كانا وحدهما الاختلاف الذي يُشبه تشوهاً في لوحةٍ متكاملة لم يندمجا بها رُغم كُل محاولاتهم لذلك حتى اكتمل نفيهم خارج المحيط بعد زواج أمهم من رجلٍ آخر أنجبت منه أشقّاء كويتيين لهم.
من خلال هذه الملامح، تحاول الكاتبة أن تشرّح واقع أبناء الكويتيات من البدون، وكيف يُمكن أن يستوعبوا أن هذا الواقع المحيط الذي يعيشون تفاصيله يوماً بيوم يصلح لكل من هم حولهم إلا هم فقط لأنهم مُختلفون بمساحات الفرص الممكنة لهم في الحاضر والمستقبل.
ما بين تجربتين، مُجاب الذي قرر أن يتمرّد على رفضه المتكرر بالهجرة إلى استراليا ومحاولة نسيان الماضي، وخولة التي اختارت أن تبقى أسيرة الهامش والجانب المنسي من كل الحكايات، ومنهزمةً بشكل كامل للهامش وللرفض والانكسار، كان خط سير الرواية يتأرجح بينهما في كل فصل، عن حياتهم ما قبل، وما بعد، وكيف انتهت.
الفكرة جميلة في إبراز الجانب الخفي في تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها أبناء الكويتيات بين نقيضين، لكن الشخصيات هنا كانت منهزمةً بشكل كامل للواقع المُعاش، فمُجاب رغم تمرده واغترابه ظل معلقاً بماضي رفضه من ابنة خاله، وخولة التي كانت تعلّق آمال تغير الحياة بـ "إعلان رغبة" للحصول على الجنسية من زوجٍ كويتي للهروب من واقعها مهما كان سيئاً، هذه الانهزاميّة التي ظلّت مترسبة في داخل مُجاب وخولة حتى بعد تغيّر أحوالهم. .. في جميع الأحوال. في الهامش المنسي من الوطن لا يوجد أبشع من أن تكون الحياة هي العقوبة.