ما أن نعيش الخوف ونكون فريسته فيقتات منا في يومياتنا، وإما أن نتعايش معه.. الأكيد أن كل ما يحيط بنا من أحداث وحوادث ومتغيرات.. صار يدعو إلى الخوف والقلق. ولعلنا صرنا نخاف حتى مما لا نعرفه ولا ندرك من أين تسلّل إلى أعماقنا واستوطن تفكيرنا وشعورنا.. إنه زمن الخوف إذا جاز لنا التوصيف.
كتابا مهما في مجال علم النفس لفهم الخوف والقلق وطرائق التعايش مع هذه "الضرورات العصرية".
إن أردت قراءة كتاب، بأسلوب علمي بسيط، لتنهل منه العلوم وتحصل بعد الانتهاء من قراءته على ثقافة واسعة في حقل العلم النفسي وعلاج الخوف والقلق والضغوط فما عليك سوى بقراءة هذا الكتاب.
فما أكثر الضغوط التي تمر بنا وما أكثر الاضطرابات النفسية التي تحدث في مجتمعنا، الكتاب تتطرق للعديد من المشكلات النفسية والاضطرابات الشخصية والتي أرى أن فيما ذكره المؤلف معلومات دسمة لمن يريد أن يتثقف أو لمن تخصص في علم النفس.
في الحقيقة العنوان لا يناسب المحتوى بعض الشئ، قد يناسبه اسم التعايش مع حالات "الرُهاب او الخواف كما وردت في الترجمة "، يذكر امثلة كثيرة على حالات الرهاب المحددة و علاجها.. لم اقرأ منه إلا القليل من الفقرات التي تهمني.. كتاب جيد لكنه محدد اكثر باتجاه "حالات الرّهاب" التي احسب من خلال قرائاتي انه يختلف عن" القلق" او فلنقل هو جزء منه ..
في الحقيقة هو كتاب ضخم، مليئ بالأفكار والاسهاب .. أخذ مني وقت طويل في علمية هضم المعارف التي يطرحها.
قبل الحديث عن الكتاب استطيع أن ألخص كل ما قيل وعرض في جملة مقتضبة قالها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قبل قرون طويلة: ففي نهج البلاغة جاء عنه عليه السلام "إن هبت أمرا فقع فيه"
يعالج الكتاب المخاوف والقلق الذي يعتري الإنسان والذي هو غالبا قلق وخوف شاذ (رهاب)، ولا يدخل في تفاصيل أسباب هذه المخاوف وكيفية نشوئها على عكس ما ينتهجه علم النفس التحليلي، فالكتاب أعتمد على العلاج عن طريق علم النفس السلوكي والذي يعالج المرض وضواهره لا اسبابه.
بدأ الكتاب بتعريف القلق وشرحه وتبيان أنه أمر طبيعي ولا يخلوا انسان منه ولو بشكل بسيط، ثم يتعرض للمخاوف الشاذة (الرهاب) كالخوف من القطط والخوف من المرتفعات والرهاب الاجتماعي والخوف من الزحام وغيرها من المخاوف التي تعتبر غير طبيعية.
كما يتعرض الكتاب للوسواس القهري وسبل علاجه والتخلص منه.
الكتاب ثري وعميق ويتميز بذكر أمثلة وقصص كثيرة ومتنوعة.
في هذا الكتاب عرض للأسباب المؤدية للخوف بمختلف أنواعه كالخوف من الأماكن المرتفعة أو المزدحمة أو الخوف من الحيوانات وغيرها ،هذا بالإضافة إلى بعض الحلول العملية وعرض لقصص عن أشخاص عانوا من أنواع مختلفة من الخوف وتمكنوا من التخلص منه بعد المعالجة ،ومن أكثر أنواع العلاج التي ركز عليها الكاتب للتخلص من الخوف هي العلاج بالمواجهة والتي أثبتت فعاليتها مع الكثير من الأشخاص. يستحق القراءة وخاصة لمن يعانون من الخوف -أياً كان نوعه- فقد يساعدهم كثيراً هذا الكتاب.
لم اخرج من الكتاب سوى ببعض المعلومات أن هناك علم النفس السلوكي وليس كل مصاب بمرض نفسي بالضرورة أصيب بكبت منذ صغره كما أشار لذلك فرويد في علم النفس التحليلي قد نصاب بخوف من الأماكن المفتوحة أو المزدحمة أو الحيوانات لحد قد يجنبنا التعامل مع البشر وفقدان الكثير والكثير من الأمور الحياتية وكل ذلك قد يعالج بعلم النفس السلوكي دون الحاجة للبحث في أعماق النفس والعودة بها إلى الصغر لنكتشف ما عانته في صغرها
يأخذ على الكتاب سرده الكثير للأمور المتشابهة وذكره الكثير لذات الأمثلة في أمثر من موضع
كتاب مفيد. لغته سهلة. الكاتب بيتبني طريقة علاج الفوبيا أو الخواف بالتعريض والامثلة علي الخوافات وعلاجهامثير للاهتمام. الكاتب بالغ الي حد ما في استطالة ذكر قصص الاشخصاص المصابين بالخواف وعلاجهم. رسالة الكاتب ان المصاب بالخواف او الفوبيا او الوسواس عليه انه يواجه مخاوفه بالتدريج او بالغمر لكن لابد انه يواجهها. الفصل الاخير من الكتاب شرح لطرق العلاج الذاتي للاشخاص المصابين بالخواف او الوساوس خطوة بخطوة.