يضم الكتاب بين دفتيه رواية فريدة تدور أحداثها في أجواء العصر المملوكي حيث كانت الصراعات والفتن والدسائس هى الشروط الأصلية للحياة وسيظن القارئ للوهلة الأولى انه يقرأ رواية تاريخية إلا انه بمضي الصفحات سيكتشف أن المؤلف يرتدى قناع الزمان القديم لا ليسجله وإنما كمرآة عاكسة لمفردات حياتنا الحديثة.
رواية مذهلة في طموحها، وأنا فعلا متعجب من عدم شهرتها بصوة كافية كي تصبح واحدة من أهم الروايات المصرية في الثلاثين عامًا الأخيرة. طموح الرواية ببساطة هو حكاية تاريخ مصر في عصر المماليك والعثمانيين حتى بداية الحملة الفرنسية على مصر. وماذا في هذا؟ أليست لدينا روايات تاريخية كثيرة؟ عندما تقرأ هذا العمل ستعرف الفارق، فحكاية تاريخ مصر الحقيقي عملية متشابكة وفي غاية التعقيد، تتاج إلى روائي شديد القسوة والحنكة كفتحي إمبابي، قادر على كتابة العنف بهذه الصورة، وقادر على تصوير الشخصيات المصرية والأجنبية بصورة محايدة لا تكذب. الرواية ايضًا بها طموح لغوي وطموح سردي. الطموح اللغوي هو في خلق لغة بديلة تمزج العامية بالفصحى على أساس قواعد محددة شرحها فتحي امبابي بعد ذلك في روايته الرائعة الأخرى: مراعي القتل. أما الطموح السردي فيتلخص في خالق عالم شديد الواقعية، وفي الآن ذاته ممزوج بالتراث والأسطورة والخيال والكوابيس... صعب كتابة مراجعة سريعة عن هذا العمل، فلا تصلح لهذه الأعمال سوى دراسات متعمقة وجدية، لكني أعتقد أنها رواية جريئة إى أبعد حد. رغم ذلك واجهت في هذا العمل ذات المشكلة التي واجهتها في مراعي القتل، وإن كانت هنا أكبر لاتساع مساحة الرقعة الروائية على المستوى الجغرافي والأسلوبي اتساعًا مذهلا. المشكلة باختصار في أن هذا الطموح الشديد في اتساع الرقعة يتسبب في إحداث مشكلة في رسم الشخصيات. الشخوص تُرسم لدى فتحي امبابي بشكل مادي فج، والمادية هنا ليست فلسفة للشخصيات، وإنما أتحدث عن الرسم ذاته... يمكن لأية شخصية مثلا أن تقتل في أي وقت دون تفكير. ليست لدى الشخصيات أية هموم روحية أو أخلاقية أو دينية على الإطلاق تقريبًا، والمونولوجات التي تهتم بشرح نفسية الشخصية قليلة جدًا، مع أنه عندما يكتبها فإنه يقوم بهذا بشكل جيد جدًا. الحكاية واسعة جدًا والأحداث كثيرة جدًا، والتكنيكات السردية كذلك متعددة بشكل استهلك الكاتب عن الاهتمام برسم شخوصه، الذين يؤدون أدوارهم في هذه الحكاية بشكل أحيانًا ما يكون آليًا. رغم كل شء، فهذه واحدة من أهم الأعمال المصرية الحديثة على الإطلاق.
لا أستطيع سوى أن أقف مذهولا أمام عبقرية الكاتب الفذ فتحى إمبابى. وأشكر ربى إننى دوما كنت أصر على تعريفى بأننى مهندس يهوى الكتابة وليس أديبا. أما ما يحيرنى فعلا فهو إنه عند قرادتى لرواياته الأخري سواء "مراعى القتل" أو "العرس" أو "العلم" ظننت أن جزدا من عبقريته هو مروره بتجارب حياتيه أمدته بكثير من تفاصيل هذه الروايات. أما الآن وبعد قراءتي ل"نهر السماء" والتي تدور أحداثها خلال فترة حكم المماليك لمصر فقد لفظت فكرة امتلاكه لآلة زمن مكنته من العودة للوراء مئتى عام وأرجعت قدرته على نسج واقع حقيقي تخيلي إلى عبقريته وقدرته على الإبداع الحقيقى. والمذهل أيضا أنه يرمز فى كل لحظة من هذه الرواية التاريخية إلى واقع نحياه بكل أبعاده دون أن نعيه تماما كما إستطاع هو أن يكشفه لنا
فى مصر المملوكية .. حيث العبيد عليها ملوك .. وملاكها فيها عبيد .. يقص فتحي إمبابي قصته ملحمة فيها النساء والرجال .. والأزاهرة والمشايخ .. الأطفال والكبار .. المماليك والأغاوات والسلاطين أظنه أبدع فى أصطناع عامية يحتمل جداً قربها من عامية ذلك الوقت ولم أحب كثيراً إستغراقة ومبالغته الفانتازية فى كثير من الأحيان أو فى المقال بحق النيل مثلاً
وهي ضعيفة فى بعض المواضع .. لكن جدة موضوعها بالنسبة لي وإعحابي يزيد عندي تقديرها من 3 نجوم إلي 4
هل الحدوتة كانت مستاهلة 450 صفحة من القطع الكبير ؟؟ مظنش الصرحة ، وأغلب الكلام بتاع ولاد البلد الجدعان المغلوبين علي أمرهم ، والمحتل اللي بيتغير من مملوكي لعثماني اتقال في مسلسل بوابة الحلواني ومسلسلات تانية اتعرضت زمان لشوية قومجية مصريين صدّروا صورة غير حقيقية أو غير كاملة عن المماليك والعثمانيين فضلت مكملة في الدراما بعد كده لسنين طويلة قوي طب هل الرواية من القوة بحيث تبقي عابرة للزمن مثلا ؟؟ مش هاقول زي نجيب محفوظ وغيره بس يعني من القوة تتعمل فيلم أو مسلسل أو تلاقي ناشر يعيد نشرها يوما ما لما تسقط حقوقها ؟ برضه مظنش ويعني يكفيها إنها ملقيتش ناشر مستقل ينشرها ولولا هيئة الكتاب اللي كانت بتنشر بغزارة أي غثاء بيتوردلها من مثقفي الستينات مكنش حد هيقرأها أصلا أنا الصراحة معرفتش احكم عليه ومش متأكد هل المشكلة عنده هو وإنه مجرد مثقف حكومي لا تصلح كتاباته إلا للنشر في جهة حكومية زي عمرو عبدالسميع كده مثلا ، ولا الراجل جامد فعلا بس الزمن تجاوز انتاجه الأدبي ، في الحالتين مش هتفرق كتير لأنه الرواية كانت مشكلتها الأكبر إنها طويلة قوي وتقليدية قوي في نفس الوقت وهي من بدايات ما قرأت أيام ما كان لسه الواحد بيصبر لما يخلص رواية مش حلوة عشان بس يجيب آخرها