Jump to ratings and reviews
Rate this book

الصهيونية والحضارة الغربية

Rate this book
شاع فى الخطاب التحليليى العربى أن الصهيونية تضرب بجذورها فى التوراة والتلمود والتقاليد الدينية والإثنية اليهودية . واعتقد أن ثمة خللا تصنيفيا أساسيا هنا ، فالصهيونية ، كما نحاول أن نبين فى هذه الدراسة وغيرها من الدراسات ، ذات جذور غربية ثم أضيفت لها ديباجات يهودية ، فالبعد اليهودى فى معظم الأحيان بعد زخرفى تبريرى ، أضيف من أجل مقدرته التعبوية . وقد أدى هذا الخلل التصنيفى إلى خطأ الافتراضات التى تبدأ بها كثير من البحوث فى العالم العربى ، وهذا يحدد بطبيعة الحال المجال الذى ترصده هذه البحوث وطريقة تصنيف المعلومات والنتائج التى يصل إليها الباحث ، فهى فى معظم الأحيان ليس لها قيمة تفسيرية أو تنبؤية عالية . ولعلاج هذا الخلل كتبنا هذه الدراسة ، التى تتناول هذه الإشكالية ، والتى تحاول أن توضح العناصر الغربية الأساسية (المادية والمعنوية) التى دخلت فى تكوين الرؤية الصهيونية للواقع ، وأن الصهيونية ليست مجرد انحراف عن الحضارة الغربية الحديثة كما يحلو للبعض القول ، وإنما هى إفراز عضوى لهذه الحضارة ولما نسميه بالحداثة الداروينية ، أى الحداثة التى ترمى إلى تحويل العالم إلى مادة استعمالية توظف لصالح الأقوى(فى مقابل الحداثة الإنسانية التى ترمى إلى تحقيق التوازن بين الذات والطبيعة والتى تطالب بتكاتف كل أبناء الجنس البشرى لإعمار الأرض لصالح البشرية جمعاء بما فى ذلك الأجيال القادمة) .

418 pages, Paperback

First published August 1, 2003

82 people are currently reading
1618 people want to read

About the author

عبد الوهاب المسيري

109 books6,821 followers
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).

وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).

ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال

قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
226 (53%)
4 stars
143 (33%)
3 stars
49 (11%)
2 stars
7 (1%)
1 star
1 (<1%)
Displaying 1 - 30 of 67 reviews
Profile Image for Mohamed.
914 reviews908 followers
September 17, 2020


يكمن هدف الدكتور المسيرى فى هذه الاطروحة هنا نقد فكرة التفسير ذا الأثر الرجعى التي تهيمن علي الدراسات التي تهتم بالأسس النظرية للمشروع الصهيوني ، حيث تمثل تلك الفكرة الدراسات التي تحاول العودة والبحث عن النصوص المؤسسة للمشروع الصهيوني فى التوراة وكتب اليهود القديمة .
إنه نوعاً ما يتعلق بمحاولة إيجاد جذور تلمودية من العهد القديم للمشروع الصهيوني الحديث المعاصر ذو الأبعاد التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية المختلفة ، وبدلاً من ذلك يطرح الدكتور المسيرى تصوراً يتعامل فيه مع الصهيونية كأحد إفرازات التشكيل الامبريالي الغربي {1}

من هنا يبدأ المسيري بايضاح أن الصهيونية ليست انحرافًا عن الحضارة الغربية وإنما هي إفراز عضوي لهذه الحضارة بكافة تجلياتها وخصائصها، وأن الدولة الصهيونية ذاتها ليست سوى دولة استيطانية إحلالية، لا تختلف كثيراً عن أي دولة استيطانية أخرى، تنبع من حركيات الامبريالية الغربية، وليس من التاريخ اليهودي.
وبذلك يعود المسيري لجذور الظاهرة الصهيونية التي تعود إلي الرؤية الامبريالية للعالم والثورة الرأسمالية التي شهدها الغرب منذ نهاية القرن الخامس عشر تقريباً، فقد نجم عن تطور المجتمع الغربي من الشكل الإقطاعي إلى الشكل الرأسمالي أن ظهر ما يمكن تسميته بالمسألة اليهودية والتي لا ترجع الي مسألة اضطهاد غير اليهود (الأغيار) لليهود كما فى الديباجة الصهيونية بل ترجع للوضع الاستثنائي لليهود فى المجتمعات الغربية أنذاك ، تتلخص في فقدان اليهود للدور الذي كانوا يقومون به، الأمر الذي أدى إلى تحولهم إلى فائض سكاني بدون وظيفة أساسية وما إلي ذلك من تبعات إجتماعية واقتصادية ضارة للمجتمع واضافة الي ذلك احتفئ اليهود فى معظم الوقت بوجود منفصل عن المجتمعات كجماعة وظيفية تؤدي وظيفة ما فى المجتمع منفصلة عنه (كالجيوش العربية اليوم) وذلك مما أدي بشكل واسع إلي ظهور المسألة اليهودية كمشكلة ملحة يجب حلها فى المجتمعات الغربية ، وبعد ذلك إتضح للتشكيل الامبريالي الغربي أن الحل الأمثل لهذه المسألة التي تتعلق بالأساس بجماعات وظيفية فقدت وظيفتها ومن ثم أهميتها داخل مجتمعاتها إنما يكمن فى في تصديرهم إلى آسيا وأفريقيا (اللتين صَدَّر إليهما من قبل مشاكله الاقتصادية والاجتماعية)، وهذا متسق تماماً مع الرؤية الغربية الإمبريالية للعالم ، التي تتعامل مع العالم كمادة استعمالية يوظفها القوي لخدمة مصالحه. وذلك تحالفت الجماعات الصهيونية مع القوي الامبريالية الغربية علي مختلف توجهاتها وتبنّوا نفس منطقهم لحل المسألة اليهودية عن طريق تصدير اليهود إلى خارج أوروبا، وحيث وقع الاتفاق على أرض فلسطين لأغراض تعبوية بالاضافة الي الأسباب الاستراتيجية التي فصلها الدكتور المسيري فى مناقشته لها فى الجزء الذي ناقش فيه دور تيودر هيرتزل وكيف نظر لأهمية القوي الامبريالية الغربية كراعية للمشروع الصهيوني خدمة لمصالحها الاستراتيحية فى المقام الأول ولحل المسألة اليهودية بعيداً عن الإبادة التي ثبت عدم إمكانية تكرارها لحل المسألة اليهودية كما حلت من قبل مشكلة السكان الأصليين فى أمريكا الشمالية واستراليا .

بعد ذلك ينتقل الدكتور المسيري لمناقشة أثر تغلغل فلسفة نيتشه وأفكاره بين الشباب والمفكرين اليهود وأثر ذلك فى تكون الشكل النهائي للصهيونية بالاضافة الي توضيح علاقة الرؤية الصهيونية بالرؤيتين الرومانسية والنيتشوية للواقع، وذلك بحسبانهما من الأنساق الفكرية التي ارتبطت على نحو وثيق بالثورة الرأسمالية، والتي يعتبرها الدكتور المسيري مفتاحًا أساسيًا لفهم التشكيل الحضاري الغربي وما تمخض عنه من افراز صهيوني.

ثم ينتقل الكتاب لمناقشة أثر فكرة الاسترجاع والتي يوضح أنها لم تكن فكرة يهودية جديدة وخاصة بهم فالفكرة الصهيونية المحورية أي العودة لفلسطين، ليست فكرة يهودية خالصة كما يعتقد الأغلب ، وإنما قد نمت في أوساط البروتستانت من أصحاب العقيدة الألفية ،التي تؤمن بالمجيء الثاني للسيد المسيح ليحكم العالم لمدة ألف عام، على أن يسبق ذلك عودة اليهود قاطبة إلى أرض فلسطين؛ لكي يكونوا شهوداً على انتصار المسيحية ؛ ثم يتم تنصيرهم بعد ذلك، ثم في الأوساط الامبريالية المعادية لليهود (بحسبان ذلك وسيلة للقضاء على نفوذ الدولة العثمانية من جانب، وللتخلص من الفائض اليهودي في أوربا من جانب آخر ، أي حل المشكلتين الشرقية واليهودية فى أن واحد )، وأن الفكر الصهيوني قد تبلورت أطروحاته الأساسية في كتابات صهاينة غير يهود (ممن اعتبروا أن بقاء اليهود فى أوروبا حتى اليوم هو خطأ تاريخى يتعين إصلاحه بأن يتم تصديرهم إلى أرض فلسطين) قبل أن يتبناه بعض الكّتاب من أعضاء الجماعات اليهودية.

ثم يتحدث الدكتور المسيري عن كيف تم ادراك الصهيونية فى الغرب فبين أنه كما تأثر الصهاينة بالرؤية العنصرية الغربية المعادية لليهود فقد تبنوا جوانب أخرى من الإدراك الغربي، وبوجه خاص فكرة نفع اليهود كجماعة وظيفية يستجلبها المجتمع لتضطلع بالوظائف التي يأنف أفراده من القيام بها (وذلك اتساقاً مع فكر الاستنارة والمذهب النفعي الذي ساد في الغرب والذي نظر للعالم كله وقيم كافة أنماط السلوك من منظور المنفعة المادية). وقد أكد المؤلف أن الدولة الصهيونية قد ورثت نفس الدور الوظيفي النفعي الذي أدرك من خلاله الغرب يهود أوروبا في العصور الوسطى باعتبارهم جماعة وظيفية منفصلة عن المجتمع الذي تعيش فيه ، فهي دولة وظيفية تغرس في المشرق العربي لكي تقوم بكافة الأعمال المشينة التي تقوم بها الجماعات الوظيفية، وهى أعمال تأنف الدول الغربية الديموقراطية الليبرالية من القيام بها حفاظاً على صورتها المشرقة، فتكل إلى الدولة الصهيونية القيام بها.

وفى الفصل الخامس وهو محوري فى الكتاب يناقش كيف حدث وتداخلت كل هذه العناصر السابقة مع عناصر من العقيدة اليهودية الدينية لتنتج في نهاية الأمر الرؤية الصهيونية للواقع، فعلى الرغم من أن الصهيونية هي بالأساس حركة لا دينية علمانية إلا أنها مثل حركات مماثلة في الغرب كان لابد وأن تجند الجماهير من خلال ديباجات تفهمها هذه الجماهير وتتعاطف معها، ولذا فقد قامت الصهيونية بالاستيلاء على اليهودية تماماً ثم قامت بعلمنتها من الداخل، إلى درجة أن الحركات الدينية الأرثوذكسية التي قامت في الأساس لمحاربة الصهيونية انتهى بها الأمر إلى أن تبنت الصهيونية إطاراً مرجعياً.
ويذهب الدكتور المسيري إلى أن علمنة التراث اليهودي لم يكن فى النهاية سوى تطبيق لواحد من أهم إنجازات الغرب الفلسفية في العصر الحديث، ألا وهو اكتشاف وحدة الوجود الروحية والمادية، بحيث أصبح من الممكن الحديث عن الذات بلغة الموضوع، وعن الموضوع بلغة الذات، وعن المقدس بلغة الزمني وعن الزمني بلغة المقدس، وهو الإنجاز الذي وضع أسسه إسبينوزا وعمّقه هيجل ووصل به إلى ذروته وأشاعه إلى درجة أن أصبح خطاباً سائداً بين المتدينين والعلمانيين على حد سواء.

أما الفصل السادس فقام برصد نقاط التشابه بين الاعتذاريات الامبريالية الغربية العامة والاعتذاريات الصهيونية. والاعتذاريات هي الحجج التي يسوقها المرء ليرفع اللوم عن نفسه وليبرر ما يقوم به من أعمال عدوانية. وفى هذا الإطار تنطلق الاعتذاريات الصهيونية من الافتراض المحوري في الفكر القومي العضوي والعنصري الغربي الذي يذهب إلى أن أعضاء الحضارة الغربية الغازية أكثر تفوقاً من الناحيتين الحضارية والعرقية من أعضاء الحضارات الشرقية المغزوة، وأن تخلف هذه الحضارات الشرقية هو أمر وراثي حتمي؛ ومن ثم فإن من حق الإنسان الغربي أن يوظف العالم بأسره لصالحه باعتباره الأقوى والأكثر تقدماً. وقد حرص المشروع الصهيوني أن يؤكد انتماءه إلى الجنس الأبيض صاحب الرؤية المعرفية العلمانية وصاحب المشروع الامبريالي المنتصر؛ وذلك حتى يتمكن الصهاينة من المشاركة في المزايا والحقوق التي منحها الرجل الأبيض لنفسه، وحتى يساهموا في حمل عبئه الحضاري الثقيل. ولذا كان تيودور هرتزل يؤكد أن اليهود عندما يعودون إلى وطنهم التاريخي سيفعلون ذلك بصفتهم ممثلين للحضارة الغربية، وأنهم سيجلبون معهم النظافة والنظام والعادات الغربية الراسخة إلى هذا الركن الموبوء البالي من الشرق، وهذا كما نري يتسق تماماً مع مجمل الديباجات والشعارات التي رفعتها الامبريالية الغربية فى كل مكان وصلت إليه بنفوذها الامبريالي فى العالم .

ومن ثم تطرق الدكتور المسيري ببعض المناقشة لتأثير بعض الأشخاص والمفكرين الصهاينة فى صياغة الديباجات الصهيونية المختلفة والتي فى جوهرها لا تختلف عن الرؤية السابقة للصهيونية كتشكيل امبريالي غربى لانشاء كيان استيطاني إحلالي .
أبرز الشخصيات كانت تيودر هرتزل والذي ناقش الدكتور المسيري فكرة كونه صاحب الديباجة الليبرالية الاولي للصهيونية ومن ثم ناقش أفكار بعض الاشتراكيين الصهاينة فى ابراز ديباجة اشتراكية للصهوينية وقد ناقش فيه أفكار ديفيد بن جوريون بشكل أساسي .

وفى النهاية يختم الدكتور المسيري بمقارنة بين الجيبان الاستيطانيان في إسرائيل وجنوب أفريقيا( زمن التفرقة العنصرية) موضحاً مدى عمق مواطن التشابه بينهما نظراً لاشتراكهما في الجذور الفكرية العملية
يعد الكتاب أحد أهم الأعمال الفكرية للدكتور المسيري والذي يجب أن لا يمر مرور الكرام فى القراءة

هامش
{1} احبذ استخدام كلمة الامبريالية بدلاً من الاستعمار نظراً للمعاني الايجابية التي يحملها مصطلح الاستعمار فى النص القرأني
Profile Image for Zahraa زهراء.
481 reviews321 followers
December 3, 2025
أمس، شاهدت وثائقيا عن صناعة الأغذية في الولايات المتحدة. تحت عنوان Food Inc.
وكنت أقرأ في رواية الميل الأخضر لستيفن كينغ
وأتممت قراءة هذا الكتاب عن الصهيونية والحضارة الغربية.
ما أدركته من هذا التداخل، أن هذه الثلاثة تحكي القصة ذاتها، وتدور في فلك نفس الدائرة.
(( الرأسمالية))

كان هدف عبد الوهاب المسيري من هذه الدراسة، هو تصحيح تلك النظرة الخاطئة للصهيونية، باعتبارها مسألة دينية بالدرجة الأساس. لكنها أعقد من هذا التسطيح بطبيعة الحال- كما هو حال جميع القضايا المهمة. فالصهيونية هي حل للمسألة اليهودية، التي كانت نتيجة طبيعية للتحول الرأسمالي في الغرب. وهي البنت الطبيعية للحضارة الغربية، بفكرها ومؤسساتها وسلوكياتها. ولا يمكن فهمها مقتطعة من سياقها التاريخي والاجتماعي والفك��ي.
الصهيونية ذات جذور غربية، ثم أضيفت لها ديباجات يهودية. فالبعد اليهودي في معظم الأحيان بعد زخرفي تبريري، أضيف من أجل مقدرته التعبوية.

هذه العبارة تقرأ مرات وتجر تحتها عدة خطوط.. وإلا.. أمن المعقول أن بحر الدماء في غزة اليوم، والمآسي الطويلة العريضة في فلسطين كان سببها (إعادة بناء الهيكل ) أو (العودة لأرض الميعاد والتمهيد لظهور الماشيح)؟! قطعا لا، وهذه الحكايا الدينية غرضها تعبوي ليس إلا. الموضوع أعقد بكثير من رغبات روحية لجماعة من البشر.

يعرف المسيري المسألة اليهودية بسطر واحد ما أبلغه:
الوضع الناجم -لليهود- عن تطور المجتمع الغربي من الإقطاع إلى الرأسمالية
فالمسألة اليهودية ليست نتيجة اضطها الأغيار (غير اليهود) لليهود، وليست مؤامرة حيكت خصيصا ضد اليهود، وإنما هي ظاهرة اجتماعية اقتصادية مفهومة..

وتفصيل ذلك، أن اليهود، بعد انتشار المسيحية في الغرب، وفي عصر الإقطاع، لم يتمكنوا من الاندماج في مجتمعهم. ذلك أن المجتمع الإقطاعي كان مقسما إلى طبقات اجتماعية محددة، بهرمية واضحة. ملاك، ومحاربون، ومواطنون، وفلاحون. وكان يمين الولاء المسحي لزاما للانتماء لأي من هذه الطبقات، وهو ما لم يكن متاحا لليهود. فصنفوا إلى (غرباء) تابعين للملك تبعية مباشرة.
وأصبحوا جماعة وظيفية مالية تابعة للطبقة الحاكمة، يتمتع أعضاؤها بحقوق تفوق في كثير من الأحيان حقوق عامة الشعب، ولا تختلف أحيانا عن حقوق النبلاء ورجال الدين. ومع هذا، كان عضو الجماعة اليهودية لا حول له ولا قوة، إذ أحول له ولا قوة، فهو كان يعيش بين قوى شعبية لا تضمر له حبا ولا تشعر نحوه بأي عطف، ويحيا في عزلة وغربة عنها، الأمر الذي زاد التصاقه بالملك والنخبة زاد اعتماده عليهم...
وأصبح وجودهم مرتبطا بمدى نفعهم كأداة

لكن التحول الذي بدأت بواكره في القرن الرابع عشر، في النظام الاجتماعي في الغرب، بالاتجاه إلى الرأسمالية؛ غير اللعبة. ذلك أن اليهود كجماعة، فقدوا وظيفتهم التي كانت إلى ذلك الوقت، تتمثل بالتجارة والأعمال المالية ونحوها. فقد نافسه فيها التاجر الأوربي، وتمكن من التغلب على التاجر اليهودي الذي يقف على هامش المجتمع، عكس الاوربي الذي هو من رحم المجتمع، بتعبير المسيري. وكلما ازداد القطاع الرأسمالي قوة، ازداد هو قوة، حتى حلت الرأسمالية محل التجارة البدائية. وأصبح اليهود بعد ذلك، جماعة وظيفية بلا وظيفة
هذا التعبير الدقيق الذي يختاره المسيري يتكرر على طول الكتاب. وهو عقدة المسألة. أصبح اليهود إذن "عالة" على المجتمع الغربي. وكان الحل الذي طرحته الثورة الرأسمالية لمشكلة للفائض لديها هو... الاستعمار..

هنا حقيقة تاريخية، عند التمعن بها تصاب بالقشعريرة..
وهي (المادية).
أعني بها، أن اليهود -وهم البشر- عوملوا معاملة السلع، حيث لما زاد الانتاج السلعي بعد الثورة الرأسمالية في الغرب، اتجه التجار نحو التوسع الاستعماري للبحث عن أسواق جديدة للتخلص من الفائض. نفس الحالة مع البشر- اليهود- فقد تم تشييؤهم ومعاملتهم بمادية بحتة. وكان الحل في النهاية "بتصديرهم" إلى "أسواق جديدة" أو "أرض بكر".
ومن هنا جاء تأكيد المسيري على أن الصهيونية هي ثمرة الحضارة الغربية..
ومن هنا يرى الصهاينة في فلسطين "أرضا بلا شعب"
ومن هنا لم يتوان هتلر عن حرق آلاف البشر..
أنت إذا أزلت كل الاعتبارات وحكمت باعتبار المنفعة لا غير، وقتها سيصبح من المعقول أن الإنسان الذي بلا فائدة لا يساوي شيئا..

كانت الصهيونية الحل الآخر للمسألة اليهودية، بعد أن فشل الحل الأول وهو الاندماج أو "تحديث اليهود". وقد منح وعد بلفور حاله كحال العديد من الصكوك الاستيطانية التي كانت تهبها الامبرياليات العظمى. ولم يبد غريبا في سياقه، فهو لا يختلف عن الاستيطان الإحلالي في الامريكتين مثلا.

هذه الكتلة البشرية "غير النافعة" لابد أن تنقل خارج أوربا، لأن هذا كان ديدن الاستعمار، نقل مشكلاته للخارج. وتم اختيار فلسطين لموقعها الستراتيجي وقدرتها التعبوية. تمنح القوى الامبريالية الصهاينة الأرض في مقابل أن يكونوا عملاء لها. وهي توفر لهم الحماية والدعم.
هذه هي الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة.
الصيغة تعلمن اليهود (فهم مادة نافعة تنقل) ، كما تعلمن المكان الذي سينقلون إليه (فهو مجرد حيز)، وتعلمن سكانه الأصليين (فمصيرهم إما النقل أو الإبادة)، وتعلمن وسيلة النقل (الاميريالية)

الصهيونية ظاهرة عنصرية غربية استيطانية إحلالية.
بعد استيعاب هذه الحقيقة، تترابط خيوط القصة وتتكامل. فلا بد من إنكار وجود الآخر -العربي هنا، لأنه بلا قيمة. وهناك من هو "أحق منه " نظرا "لتفوقه العرقي". ولا بد للصهيوني أن يكون في موضع الهجوم والاستعداد ، فهو "دائما في خطر وجودي"، ولابد من خدمة إسرائيل للقوى العظمى. ولابد أن تبقى إسرائيل "غربية" ، فهي جزء من الغرب، ولا تحاول الاندماج في محيطها.

هذا مخز كفاية..

يقارن المسيري في الفصل الأخير بين فلسطين وجنوب أفريقيا، باعتبارهما آخر الجيوب الاستيطانية وآخر بقايا الامبريالية -ظاهريا على الأقل. وبعد استقلال جنوب أفريقيا، لم يبق في العالم سوى فلسطين الحزينة، الحفرية الأخيرة في نظام قضى وانتهى، بتعبير المسيري..

إذن، سنفهم ما معنى أن يقال أن الحرب في فلسطين اليوم، هي صراع بين الغرب والشرق. وليس بين إسرائيل وحماس وحدهما.. لأن القضية كبيرة ومعقدة، وتضرب بجذروها في القيم الأساسية للتشكيل الحضاري للأمم.

رائع هذا الكتاب، لكنه مكثف أحيانا وليس سهلا ، قرأته مرتين ولا زلت لم أستوعب كل ما جاء فيه . ناقش المسيري أفكار العديد من أبرز المفكرين الصهاينة، كهرتزل وبوروخوف وسام هاريس وبن جوريون.مقدمة جيدة جدا للصهيونية، وستكون البداية لقراءات قادمة..
قرأته في محاولة لفهم هذه الفوضى.. أي عالم هذا الذي نعيشه.. القضية الفلسطينية لا تمس الشعب الفلسطيني وحده على الإطلاق، بل هي تهديد لكل شعوب العالم الثالث في مواجهة القوى العظمى. نحن لا نساوي شيئا في أعينهم، وهم يمتلكون القوة.. ببساطة
لماذا يحكم على ملايين البشر بالبؤس لا لشيء إلا ل"تخلفهم" ، وكونهم سكان "العالم الثالث"؟ أي ازدواجية معايير تلك التي تمارس لدرجة أن ترى الملايين تقتل في سعار دموي والكودريدز يحتفل بشهر "البراااايد"؟
يا للعار ..
Profile Image for محمد عبد الحافظ.
257 reviews61 followers
February 24, 2022
من أهم ,انجح مبادئ الحرب: اعرف عدوك
ولتعرف عدوك يجب أن تعرف تاريخه ونشأته والمبائ التي نشأ عليها.
وهذا بالطبع إذا كنت تعتبر الاحتلال الاسرائيلي عدو.
القراءة الأولى لعبد الوهاب المسيري بعد أن رشح العديد من القراء أعماله.
من أفضل ما قرأت عموماً وبالأخص في الفكر والتاريخ، الكاتب كان حيادي تماماً وناقش بموضوعية نشأة الصهيونية وتاريخها.
كتاب مهم للغاية لكل عربي أو مسلم أيا كان موطنه أو موقعه على البسيطة.
رحم الله الكاتب
Profile Image for Zainab ElMasry.
193 reviews228 followers
April 13, 2024
كتاب قيم جدًا ملئ بالمعلومات عن نشأة الصهيونية وروداها والديبجات الدينية والسياسية وأفكارهم..

تنظيم الكتاب فى غاية السهولة والفهم..

الكتاب مهم جدًا وأنصح بيه..
ومن المهم أن تعرف عدوك لتهزمه.
Profile Image for محمد على عطية.
660 reviews450 followers
February 22, 2012
بعد قراءة هذا الكتاب يمكنك أن تلخصه فى هذه الجملة:الصهيونية هى إبنة الحضارة الغربية أكثر من كونها إبنة اليهودية نفسها...و ربما يمكننا القول أن اليهودية لها هى الأم التى ولدت...لكن الغرب هو الأم التى ربت.
يعرض لنا الدكتور المسيرى أوجه التشابه-أو بالأحرى التماثل-بين الحضارة الغربية و بين الصهيونية, تلك الحركة التى قامت على أكتاف يهود علمانيين-و أحياناً ملحدين-و اتسخدمت ديباجات يهودية لإضفاء ما يجذب عموم يهود العالم لقضيتهم و هى توطين اليهود فى فلسطين, و هو أمرٌ كانت ترفض اليهودية الحاخامية حدوثه طالما لم يظهر الماشيح.و ترى أنهم بهذا يقومون بعمل الرب بشكل قسرى.
و جدير بالذكر أن من الصهاينة مسيحيون يؤمنون بضرورة عودة اليهود لفلسطين ليعود المسيح و يبدأ الحكم الألفى, و من داعمى الصهاينة مسيحيون شديدى المعاداة للسامية أرادوا تصدير المشكلة اليهودية بعيداً عن بلادهم, و كان بلفور نفسه منهم....و رصد الدكتور التعاون بين النازيين و الصهاينة فى بعض المراحل...و تساهلهم مع الصهاينة و تركيز إضطهادهم على اليهود العاديين.
إن عوامل التماثل و لعبة المصالح بين الصهيونية و الغرب تكمن فى عدة نقاط:النظرة العنصرية الداروينية النيتشوية, النزوع للإبادة و التطهير العرقى (النازية) و الإستيطان (الحروب الصليبية) ,إستعداد ممثلى الصهيونية للعب دور العميل لأى قوة كبرى تساعدهم فى تأسيس الدولة(كان هرتزل يتغنى مرة بقيصر ألمانيا, و يمدح بعد هذا السلطان العثمانى, ثم يصرح للإنجليز أنهم إذا ساعدوا الصهاينة سيصبح لهم 10 ملايين عميل من اليهود).
فى أحد الفصول عرض الدكتور جوانب من هذى هرتزل يكشف لنا جوانب من تحركاته و جهوده فى سبيل فكرته بكل الحجج التى يسوقها, و الحقيقة أنى أضيف هنا أن كتاب دولة اليهود الذى ألفه هرتزل هو من أهم الكتب التى يجب قراءتها...لقد كان هذا الرجل نبى الصهيونية, و فى عصره حسبه البعض الماشيح و فى إحدى أسفاره قبل إثنان من اليهود قدميه!!
و فى فصل آخر يتكلم الدكتور عن عدد من أهم منظرى الصهوينة الإشتراكية و يختم ببن جوريون, و يعرض لنا كيف أن الرجل مع كل عمليته كان غارقاً فى الماضى و يرى إسرائيل فى خلافها مع مصر و لبنان و العراق و غيرها من الدول العربية أنها فى حرب مع الفراعنة و الفينيقيين و الآشوريين.كما أن حدود الدولة -التى أوصى ألا تكتب فى الدستور-هى حدود ترتبط بالقوة الحالية و الوضع الإستراتيجى, فهى من النيل للفرات فى أوقات التوحش, و فى أوقات السكون يقول:إن العهد القديم لم يذكر نهر النيل و إنما قال نهر مصر, و هو نهر يوجد فى العريش ليس إلا!!!!!أى إن إنتصارات الجيش الإسرائيلى هى التى تفسر التوراة كما يقولون.
و من الملفت هذه العبارة التى قالها بن جوريون سنة 72:إن أكبر مقلب يمكن أن يفاجئنا به العرب هو أن يوافقوا على عقد صلح.....فعلاً, فالصهاينة لا يبادرون بدعاوى السلام إلا للخداع و المماطلة...و هم ألأحرص الناس على العنف لأنه ما يبقى دولتهم متماسكة و يمكنهم من توسيع حدودها.
و الله غالبٌ على أمره
275 reviews57 followers
January 25, 2024
"وبزوال الجيب الاستيطاني في جنوب أفريقيا، لم يبق سوى إسرائيل، الحفرية الأخيرة في نظام قضي وانتهى، وهو جيب استيطاني لم ينجح في إبادة السكان الأصليين الذين لا يزالون يقاومون ويستشهدون فهل هذا يشير إلى مصير الجيب الاستيطاني الإحلالي الأخير في العالم؟ ألا يمكن القول إن الديباجات اليهودية تهدف إلى طمأنة المستوطنين الصهاينة بحيث يتصوروا أنهم أصحاب حقوق يهودية أزلية وأنهم في واقع الأمر لا ينتمون إلى نمط الاستعمار

الاستيطاني الإحلالي الآيل للزوال؟!"

بالتزامن مع إن غدا قرار محكمه العدل الدولية لاتهام جنوب افريقيا إسرائيل بارتكاب اباده جماعيه في غزه..
دستور أكاديمي /أدبي محكم للتفكير في والتعامل مع القضيه الصهيونيه.

اللهم انصر إخواننا المرابطين وارحم الدكتور عبدالوهاب المسيري و اجعل عمله و فكره في ميزان حسناته و انفعنا به و انفع بنا أمه الإسلام يارب.
Profile Image for بسام الريحاني Bassem RIHANI.
152 reviews104 followers
June 28, 2016
الصهيونية والحضارة الغربية
عبد الوهاب المسيري
26-09-2015
مقدمة لا بد منها...
عبد الوهاب المسيري ،، كم أنا معجب به...
لما لا،، فهو صاحب فكر راقي وعقل عبقري...
.. عبد الوهاب المسيري،، من
الكُتَّاب الذين يكفي أن تقرأ له "أسطر قليلة" حتى
تعرف أن له شأن عظيم..
..........................

الصهيونية،، تحوم في فلكها الكثير من المفردات التي تتميز
بالغموض (كالماسونية،، المؤامرة.. إلخ.) ،، الكثير من الأقاويل
والدعاوى والأساطير في بعض الأحيان..
لذلك البحث في شأنها أمر صعب،،، أمر يتطلب التدقيق،، والصبر ..
......................................

الكتاب يقوم على عدة محاور هامة
حيث أُبتدأ الحديث عن "الأصول الغربية للرؤية
الصهيونية"
... فاليهود،، ظلُّوا في "وضع مستقر
يقومون بوظائفهم المختلفة" في ظل النظام الإقطاعي
"إلى أن ظهرت الرأسمالية الغربية" ...
والنظام الإقطاعي يتميز بما يسمى بـ
الاقتصاد الطبيعي، وهو الاقتصاد الموجه أساسا نحو إشباع حاجات المجتمع ولا يتم فيه التبادل إلا عبر فائض السلع

واليهود هنا،، من الناحية الأساسية،، هُمْ جماعة وظيفية
مالية وسيطية،، "وجودهم مرتبط بمدى نفعهم كأداة"،، جماعة
تقوم بدور "حلقة الوصل الوحيدة" بين العالم المسيحي
والعالم الإسلامي في عمليات التبادل التجاري ..
بشيئ من التبسيط،، هُمْ جماعة يمثِّلون "التجارة الدولية والمحلية" ...
ومع تطور المجتمع الغربي من إقطاعي إلى رأسمالي،، طفت
على السطح ما تسمى بـ "المسألة اليهودية" ...
ظهرت طبقات التجار المحليين والمصارف المحلية التي زاحمت التاجر والمرابي اليهودي ثم إحتلت أماكنهما، وبدأ أعضاء الجماعات اليهودية يفقدون وظيفتهم الأساسية

وكنتيجة لهذا التطور التاريخي،، أصبحوا "عبئاً حقيقياً
لا دور لهم" ووجب التخلص منهم...

الحل الوحيد الذي إتفق عليه الغرب،، في ظل "عصر
الإستعمارات والإستكشافات"،، هو تصديرهم، مع ما
يُصدَّر من مشاكل وسلع بائرة،، إلى آسيا وإفريقيا.. بإختصار،،
الصهيونية هي الحل الإستعماري الغربي للمسألة اليهودية
وقد لاحظ جمال حمدان الحقيقة الهامة التالية: "أن الإستعمار كله ما تم إلا على يد أوربا وما تم إلا خارجها، ولم يحدث في التاريخ الحديث أن أستعمر جزء من أوربا ... لقد كان الإستعمار -بوضوح- صناعة أوربية مسجلة ولكنها للتصدير خارج أوربا فقط وغير قابلة للإستهلاك المحلي". ولذا لم يفكر أحد قط في تصدير المسألة اليهودية إلى لندن أو باريس، ولم يفكر أحد قط أن تستقطع منطقة من ألمانيا،...، وإنما كان التفكير في مصر وكينيا وقبرص والكونجو وموزمبيق والأرجنتين والعراق وليبيا

والإستعمار الصهيوني يتسم بـ "العمالة" وهو أمر
ليس بخافٍ على الزعماء الصهاينة، "فقد كان هرتزل
يرى أن الدولة الصهيونية ستكون بالدرجة
الأولى مستعمرة كبيرة تدعم النفوذ البريطاني."
وهو إستعمار يستند إلى مجموعة "إعتذاريات" تضرب
بجذورها في النظرية العنصرية الغربية والتي تنص على أن "هناك
أجناس متفوقة لها كافة الحقوق وأجناس
متخلفة ليس لها حقوق على الإطلاق" وهي تعتبر
جزء أصيل من الحضارة الغربية الحديثة..
.....................................................

بيَّن أيضا الدكتور المسيري في هذا الكتاب علاقة "النيتشوية
بالصهيونية"
،،، وأوجه التشابه بينهما...
فالنيتشوية، مثلها مثل الصهيونية، تتركز على مبدأ هام
ألا وهو "إرادة القوة"... وتتبدى هذه الإرادة عند نيتشه
في الإنسان الأعلى، أما في الإطار الصهيوني فهي إرادة القوة
اليهودية التي تحقق بقاء الشعب اليهودي...
الحياة بالنسبة للنيتشوية، توسع وإستيلاء على الآخر وهزيمة له، وتمجيد لأخلاق السادة الأقوياء، وهذا هو جوهر الصهيونية

..........................................

إنتقل بعد ذلك ليتحدث عن "الفكر الإسترجاعي" ... الذي ظهر
أول ما ظهر في بدايات القرن السابع عشر في صفوف
المسيحيين البروتستانت.. وهو فكر صهيوني يبشر بالعودة
الجماعية لليهود ليستوطنوا في أرض أجدادهم فلسطين...
ثم تبنته الكثير من الأقطاب السياسية والفكرية
وهو فكر نابع من كره الغرب لليهود ،، لا حباًّ فيهم..
وأيضا من رغبتهم في التخلص منهم ...
...
تبلور هذا الفكر مع ظهور "المسألة الشرقية"،، وهي
ما يعبر عنه بتردي الأوضاع في الإمبراطورية العثمانية،، وقد
أدت هذه المسألة إلى تغير في ميزان القوى ...
وبهذا فـ
إن قضية إسترجاع إسرائيل،، التي كانت قضية أثيرة لدى العاطفيين وكتَّاب المقالات والأدباء... وكل مؤمن بالإنجيل وكل صديق للحرية، أصبحت قضية حقيقية مطروحة على المستوى السياسي..

وشعارهم في هذه المرحلة ... "أرض بلا شعب
لشعب بلا أرض"
... وفي هذا ،، تتجلّى العنصرية الغربية
الصهيونية ،، بإعتبارهم العرق المتفوق الذي يملك كامل الحقوق
في مقابل العرق المتخلف الذي يعتبر وجوده شأن عرضي ،، لا
قيمة له...
...
وكللت هذه الفكرة بالنجاح في نهاية الأمر مع "مرحلة
بلفور" حيث صدر وعد بلفور ..
وهو ليس وعدا إنجليزيا وإنما هو غربي كما أن المستعمرة اليهودية التي ستؤَسَّس لن تكون تابعة لإنجلترا وحسب وإنما ستخدم المصالح الإمبريالية الغربية كافة

....
......
الكتاب لم ينتهي عند هذا الحد ...
ما سبق من كلام هو عن الثلاثة الفصول الأولى..
وبقيت سبعة فصول أتركها لكم لإستكشافها...
حظ موفق..
.............................................................. .............

#كتاب_أنصح_به #وبشدة
Profile Image for Asma.
304 reviews72 followers
October 2, 2020
والله هذه الكتاب يحتاج ان يكون منهج دراسي في المدراس العربيه

كتاب ينفض رأسك و يحركه و يخليك تسأل مليون سؤال.
اول كتاب أقراءه للدكتور المسيري و حقيقه ندمانه على كل هذا التأخير ، ،و لكن أن تأتي متأخر خير من أن لا تأتي ابداً

Profile Image for Hagar Attia.
20 reviews8 followers
April 24, 2020
اول قراءتى عن الصهيونية ول د.عبد الوهاب المسيرى.. وكانت بداية موفقة
Profile Image for Iman Bany Sakher.
244 reviews118 followers
May 20, 2019
#الصهيونية_والحضارة_الغربية
#عبدالوهاب_المسيري
عدد الصفحات : 257
الكتاب الرابع والعشرون لعام 2019
الجزء الأول
دخل المسيري من باب التاريخ الأوروبي ليوضح للقارئ العوامل والمؤثرات التي آلت بالوجود الصهيوني على الأراضي العربية، من خلال بيّانه للآلية التي انتهجتها الدول التي عاصرت الثورة الرأسمالية والصناعية في أوروبا في الإستيلاء على الأراضي في آسيا وأفريقيا بما يسمى الإستعمار وبسط النفوذ في القرني الثامن والتاسع عشر، وكيفية دفعها للسكان بالهجرة إلى تلك الأراضي لاستنفاذ خيراتها وجلب سكانها كعبيد وكعاملين بأجور متدنية متبعين بذلك فتاوى علماءها بدونية شعوب تلك المناطق مقارنةً معهم، وكيف أن أوروبا ساهمت بدفع اليهود للهجرة بالتحديد أولئك الذين كانوا يشكلون عقبةً ونتوءًا بشعًا في كيانهم المسيحي والإقتصادي ( بُعيد ظهور المصارف المحلية التي حلّت محل المرابين اليهود)، ليبعدوا الشكل الجيتوي المقزز خارج حدود دولهم المتحضرة.
وفي ما تلاه من فصل يستمر المسيري بوصف التيارات الفكرية التي جاءت كرد فعل على نمو الظاهرة الرأسمالية والتي دفعت بتنامي العوز لإيجاد مكان لليهود وجدية المطالبة بالتحرك الصهيوني، فدخل من حيث الفكر الرومانسي الرافض للعقلانية المنبعثة من جوهر الثورة الرأسمالية، ليضع عددًا من القصائد ونصوصًا لشعراء ومفكرين وفلاسفة يهود، مؤكدًا بذلك رؤيته على أن الفكر الرومانسي أحد أهم مصادر الرؤية الصهيونية للواقع وهذا ما قاله علانيةً تحت باب (السوبر أمة). وهو أحد أهم محاور نيتشه الفكرية والتي تبناها وطبقها اليهود من خلال إبادة الفلسطينيين وإفراغ الأرض بحجة التطور الدارويني والعرق الأرقى. (ومن قرأ هكذا تكلم زرادشت لنيتشه سيعرف ما معنى السوبرمان أو الإنسان الأعلى والمترفع عن الرعاع).
يستكمل المسيري التطور الديناميكي للحركة الصهيونية بعدما نضجت الفكرة وتشبّع اليهود بها ليطبقوها حرفيًا من خلال الفكر الإسترجاعي، والعارف للفكر النيتشوي يدرك بأنه فكر ملحد يعتمد على موت الإله واستكمال البشر للحياة، وهذا تمامًا ما تؤكده الحركة الصهيونية ففي منهجها الديني إن العودة لفلسطين أو ما يسموها بأرض الميعاد دون الماشيح ( المسيح) يُكنوها بالدحيكات هاكتس أي ( استعجال النهاية )وهو أمرٌ محرّم في عقيدتهم. وما أبهرني في هذا الفصل ذكره لحوادث تؤسس مسألة العودة قبل سقوط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى فقد ذكر مؤتمر لندن عام 1840 والتي يذكرها ناحوم سوكولوف أحد رؤساء المنظمة الصهيونية " نقطة تحول في تاريخ فلسطين" وأن كل تلك المحاور بالإضافة لما كان يراه عددٌ من المفكرين أسست لوعد بلفور ومهدت الطريق له.

الجزء الثاني
يزداد العمق الإدراكي للغرب عن اليهود بحيث ارتفعت صيحاتٌ تُظهر فوائدهم في كيان أي دولة، من حيث قابليتهم على عمل أي عملٍ يترفع عنه الفرد الغربي، مما باتت الدعوة لتجنيسهم في بريطانيا وإيرلندا مرتفعة النبرة أسوةً بهولندا، ليتوازى هذا التوجه مع التوجه القديم المتجدد بالحركة النازية بضرورة التخلص منهم لأي مكان خارج أوروبا وإفراغها منهم إما بالنقل أو القتل، مستكملًا ذكره لمجرياتٍ وقعت خارج المنظور العربي المعروف، من خلال ذكره لخطاباتٍ ونظرياتٍ وتحليلاتٍ بعد قيام الدولة اليهودية، وفيما بعد النازية يقارن المنهجية الوحشية التي اقترفها اليهود بالفلسطينيين كحال النازيين معهم، مؤكدًا تشبعهم بالفكر الدارويني وأن الرؤية الصهيونية هي نتاج تشكيل الحضاري الغربي مع زخرف يهودي مقصيًا الإله الذي يتحدث عنه الدينيون الحلوليون . وإعطاء أعذار بكون الاراضي مفرغة من السكان وقد جرى ذلك الإفراغ إما عن طريق الإبادة كما حدث بدير ياسين أو حصارهم بالقرى والتجمعات السكانية وإحاطتهم بالقوات الأمنية بتسلطٍ فوقي كما هي النظرة الغربية لدول العالم الثالث. وأعذار دينية تاريخية وهو ما يستند إليه اليهود في الفترة الأخيرة لفرض شرعيته على الأراضي الفلسطينية.
وبدءًا من الفصل السابع تحول المحور من الفكر الغربي عن الصهيونية للفكر اليهودي للصهيونية وقد افتتحه بهيرتزل والجميع على علم برؤية الأخير مبادئه التي كانت ركيزتها المعاداة للسامية لشحذ الهمم والقوى وصناع القرار لفرض شرعية إيجاد الدولة اليهودية. من حيث مقابلاته وكتابه الأشهر دولة اليهود، فيوضح المسيري ويحلل شخصيته الفكرية والفلسفية ومقاربته بنيتشه مؤسس فكرة السوبرمان الذي يرتفع فوق الواقع. معتمدًا على الدينحينًا وعلى الفلسفة النيتشوية حينًا آخر. لينتقل إلى موسى هيس رائد الصهيونية العمالية ليسرد لنا جزءًا من حياته وافكاره ونظرياته حول الإشتراكية الصهيونية وأهارون جوردون أحد أعمدة الإستيطان الصهيوني كما وصفه المسيري ونحمن سيركن المفكر اليهودي الروسي الذي دعا إلى تبني التيار الإشتراكي لتدعيم المجتمع اليهودي أما دوف بورخوف فقد زاوج بين الصيغة الصهيونية والديباجات الإشتراكية .
وكما أفرد عدة صفحات لحياة هيرتزل أفرد المسيري صفحات بديفيد بن جوريون ليبين أهمية ذكره من خلال رؤيته انه هو من جسد الرؤية الصهيونية للواقع بكل تناقضاتها، ذاكرًا اعماله ومنجزاته داخل الكيان الإسرائيلي حتى نهاية حياته في سبعينيات القرن تلمنصرم تاركًا وراءه عدة مؤلفات فكرية فلسفية تتبع للنهج الإشتراكي ودينية تختص بتفسير التوراة.
ليعود في الفصل الأخير للفكرة الأساسية للكتاب ألا وهي الحركة الإستعمارية في فلسطين، لكني فوجئت بإضافته لملف جنوب افريقيا واليعود الذين هاجروا إليها بالتزامن مع الهجرة لفلسطين ليوازي ما بين الأحداث العنيفة هناك وهنا في الشرق الأوسط من مجازر وتفريغٍ للأرض واستعمارٍ يهودي الهيئة غربي المباركة والطابع.
الكتب رائع من خلال شموليته لطرح قضايا مهمة فلم تأخذه الحمية في لغة السرد بل كان موضوعيًا ثابت النهج والوتيرة مما منحني فائدة التفكير والمقارنة، ومحفّزًا إياي لاقتناء بقية أعماله.
#إيمان_بني_صخر
Profile Image for وَادْفَل عَبدُ النَّاصِر.
597 reviews91 followers
August 29, 2024
يعد المفكر المصري عبد الوهاب المسيري واحدا من أهم المثقفين العرب في العقود الأخيرة، وقد نال قلمه من الكثير من أفكار الحضارة الغربية، التي كانت الصهيونية من بينها، حيث أرجع جذورها إلى عمق التاريخ الغربي.
فكك الدكتور عبد الوهاب المسيري في هذا الكتاب الفكر الصهيوني ببراعة كبيرة، مستتبعا جذوره الضاربة في عمق المجتمع الغربي وحضارته.
Profile Image for محمد الشثري.
266 reviews356 followers
June 20, 2021
هذا الكتاب بوابتك لفهم الحركة الصهيونية التي أنشأت الكيان المحتل، المدعو بـ إسرائيل.

‏جزء من الكتاب مأخوذ من الموسوعة الضخمة التي اعتكف الدكتور عبدالوهاب المسيري على جمعها وتأليفها في ربع قرن، وأجزاء كثيرة كتبها خصّيصًا في هذا الكتاب.
Profile Image for Sara.
121 reviews9 followers
August 14, 2020
أعتقد أن هذا الكتاب من الأساسيات التي يجب على القارئ العربي الإطلاع عليها ، يتحدث عن أسباب ظهور الحركة الصهيونية وروادها والأحداث التي صاحبت ظهورها ، احد الأعمال المميزة جدًا لعبد الوهاب المسيري.
Profile Image for إيمان .
295 reviews218 followers
January 30, 2025

" و لأن الحلم هو الواقع و الأسطورة هي التاريخ، تصبح الخرافات البرنامج السياسي"
استغرب العالم و استغربنا من كمية الخبل... الخبل و الخلل من المصدر و هو في بذرة العقيدة الصهيونية...
كتاب رائع يصلح كمقدمة (متقدمة قليلا) في الفكر الصهيوني...
رحم الله عبد الوهاب المسيري...
تمت
20 جانفي 2025
Profile Image for Hani Al-Kharaz.
293 reviews109 followers
February 27, 2025
كتابً مهم جداً، وهنا بعض من الاقتباسات لأفكاره الرئيسية:

"إن مشروع توطين اليهود في فلسطين هو في واقع الأمر مشروع لطرد اليهود من الغرب"

"تبلور الفكر الصهيوني على يد مفكرين استعماريين غير يهود قبل أن يصل إلى المفكرين الصهاينة -اليهود- بعشرات السنين"

"الحضارة الغربية هي حضارة إمبريالية عنصرية تتمركز حول نفسها ولا ترى الآخر إلا باعتباره مادة استعمالية، وهذا هو جوهر كل من النازية والصهيونية"

"الإبادة النازية لليهود (وغيرهم) ليست جريمة ألمانية/نازية وإنما جريمة غربية تنضوي تحت نمط أوسع ناتج عن خريطة إدراكية فحل الإبادة هو حل طرحته الحضارة الغربية الحديثة لكثير من مشكلاتها"

"الصهيونية حركة لا دينية، ولكنها شأنها شأن حركات مماثلة في الغرب كان لا بد وأن تجند الجماهير من خلال ديباجات تفهمها هذه الجماهير. ولذا قامت الصهيونية بالاستيلاء على اليهودية تماماً ثم قامت بعلمنتها من الداخل إلى درجة أن الحركات الدينية الأرثوذسكية التي قامت في الأساس لمحاربة الصهيونية انتهى بها الأمر إلى ان تبنت الصهيونية إطاراً مرجعياً نهائياً"
Profile Image for إسراء عبد المولىٰٓ.
18 reviews6 followers
December 5, 2020
كتاب عظيم آخر للمسيري رحمه الله
يفسر فيه كيف بدأت الحركة الصهيونية وأسبابها وأنها وليدة الحضارة الغربية وأن كثيرًا من الغرب غير اليهود والمعاديين لهم تبنوا الفكرة الصهيونية قبل اليهود أنفسهم بعدة سنوات ليتمكنوا من التخلص منهم وتوظيفهم لصالحهم
فاليهود بالنسبة لهم هم جماعة وظيفية تحمل عبء الرجل الأبيض ويجب تصديرها إلى الشرق بدلًا من إبادتها لتكون الجيب الاستيطاني في الشرق لأوروبا

وختم الدكتور المسيري كتابه بجملة عظيمة
"أن كل الجيوب الاستيطانية التي لم تبد السكان الأصليين تم القضاء عليها ويلاحظ أنه مع بداية التسعينات تمت تصفية كل الجيوب الاستيطانية ولم يتبق غير إسرائيل وجنوب أفريقيا، وبزوال الجيب الاستيطاني في أفريقيا لم يتبق غير إسرائيل الحفرية الأخيرة في نظام قضي وانتهى، وهو جيب استيطاني لم ينجح في إبادة السكان الأصليين الذين يقاومون ويستشهدون فهل هذا يشير إلى مصير الجيب الاستيطاني الإحلالي الأخير في هذا العالم؟ "
Profile Image for Ahmed Hussein Shaheen.
Author 4 books198 followers
June 13, 2025
أعتقد أن لدى الدكتور المسيري فهم عميق وشامل للصهيونية
لا أعلم لماذا لم أقرأ هذا الكتاب قبل هذا العام
كتاب مهم جدًا ولا يجب الاستغناء عنه عند دراسة الصهيونية
Profile Image for Asmaa Ashraf.
82 reviews6 followers
November 21, 2025
"إسرائيل ليست ظاهرة يهودية وإنما ظاهرة استعمارية استيطانية."

ربما شعرت ببعض الصعوبة في فهم بعض المصطلحات، وربما أيضاً لم أهضم كل الأفكار، لكن بالتأكيد، هذا واحد من أجمل الكتب التي رافقتني في الأشهر السابقة.

هذا الكتاب كان بوابتي لعالم المسيري الذي سأسيره إلى النهاية، ومفتاح إدراك حقيقة أن الصهيونية هي الابنة البارة للفكر الاستعماري الغربي الذي رغب في أن تظل يده في المنطقة، لكن بشكل غير مباشر، لتشتيت الشمل وبث الفرقة بين دول الشرق الأوسط، ليبقى في الصدارة يستنزف مواردها ويغرقها في المشاكل. الدولة الصهيونية هي يد الغرب في الشرق.

الكتاب يؤكد، ولا يدع مجالاً للشك، أن الصهيونية ليست فكرًا يهوديًا، بل فكر استعمارية خالص بناه الغرب للتخلص من الفائض البشري اليهودي الذي يعيش على هامش الدولة، لا ينخرط فيها، ولا يسعى للاندماج. بعد الثورة الصناعية في أوروبا، لم يعد دورهم فاعلًا في المجتمع الأوروبي، وأصبحوا يُعتبرون كائنات طفيلية يجب نقلها حتى لا تفسد المجتمع.

الكتاب دسم من حيث الأفكار والكلمات العلمية، لكنه سهل الفهم، والكاتب يأخذك في رحلة تبدأ من وضع اليهود قبل الثورة الصناعية، و��كانتهم في المجتمع وأعمالهم، ثم ينتقل لما بعدها لتكتشف كيف أنهم شعب منبوذ ومنغلق، يعيش في "جيتو" فكري ومجتمعي، مما يسبب اختلالًا في المجتمعات التي ينتمون إليها.

أنا هنا لا أرشح الكتاب فقط، بل أدعوك أن تقرأه في القريب العاجل لتدرك من هم اليهود، وماهية الصهيونية، ومن أسسها، ومن سعى لترسيخ أسسها في أرض فلسطين.
هل هناك تشابه بين الاستعمار الصهيوني واستعمار جنوب أفريقيا؟

كل هذه الأسئلة وأكثر ستجد إجاباتها في هذا الكتاب لتوسع مداركك وتدرك الواقع، فلا حاضر لنا بلا قراءة التاريخ.
Profile Image for Hadeer Tarek.
28 reviews7 followers
October 25, 2021
عظيم! يقدم لنا د. عبدالوهاب المسيري في هذا الكتاب خريطة تحليلية موضوعية يتناول فيها أدق التفاصيل عن الصهيونية، فأعجبتني منهجيتة في تحليل المسألة من خلال سياقها التاريخي والثقافي بعيدا عن الديباجات الدينية اليهودية. لقد اصطحبني هذا الكتاب في رحلة معرفية مذ أن كان اليهود يعيشون كطفيليات في مسام المجتمع الإقطاعي حتى تحول هذا الحلم الإمبريالي (الصهيونية) إلى واقع أشبه بالكابوس يخنق الإنسانية كافة.

مما أعجبني في هذا الكتاب أيضا أنه بالرغم من خلفية المسيري العربية والإسلامية أني لم أشعر قط بنبرة التحيز أو اللاموضوعية وهذا بالطبع على النقيض من المفكرين الصهاينه اللذين تذخر تحليلاتهم بالخرافات وأحلام اليقظة العنصرية.

وأدهشني هذا الكتاب من ناحية المتعة. فعادة ما نشعر بالثقل وأحيانا الملل عند قراءة بعض الكتب غير الروائية إلا أن هذا الكتاب كان بمثابة رحلة معرفية ماتعة لم تتخللها ذرة ملل ويرجع هذا لأسلوب المسيري فشعرت أنه حقا يريد مساعدة القراء على الفهم.

وأخيرا أستطيع الجزم بأن قراءة هذا الكتاب ضرورة بل ودراسته، فلن تقرأ فيه سطرا دون أن يعود عليك بعظيم الفائدة
Profile Image for Ibrahim Shaban.
95 reviews11 followers
January 30, 2018

مما يُلفت اهتمام كل منظري ومؤسسي الدولة الصهيونية بضرورة عودة اليهودي للزراعة وفلاحة الأرض والأعمال اليدوية على حساب التجارة والفكر والتأمل إن كان يُريد له أرضاً ووطناً باعتبار الفلاحة والعمل _بجهد اليد بدون تسخير للآخر_ الأساس لقيام أي حضارة .


بقدرِ الاستفادة والمعرفة الكبيرة التي ستحققها من هذه الدراسة كموضوع للحركة الصهيونية قارن بين يهود الأمس ومسلمي اليوم وتعجّبْ !

المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري علاج لكل مصاب بأفكار "بروتوكولات حكماء صهيون وأحجار على رقعة الشطرنج " ومثيلاتها من الكتب التي توحي بأن اليهود أرباب العالم قداسةً وقدَراً !
Profile Image for سعيد عبدالغنى.
68 reviews8 followers
March 23, 2015
كتاب عبقرى -على صغر حجمه- فى تحليل الصهيونية ويقدم نموذج تفسيرى له قدرة تحليله وتنبؤية عالية لفهم الصهيونية ماهى وما جذورها ولماذا تتصرف بهذ الشكل وما مستقبلها بعيداً عن المبالغات والتهويل والدروشة , كتاب مهم لفهم الصهيونية .
Profile Image for عزام الشثري.
616 reviews751 followers
August 13, 2023
كيف تعادي عدوًّا لا تعرفه، كيف إذًا تريد هزيمته؟
أغلب السرديات السائدة عن الاحتلال أوهام غير حقيقيّة
سواءً سرديّة الغرب المشرعنة لحقوقهم والمتعاطفة معهم
أو سرد الشارع العربي البروتوكلاتي الماسوني الخائف
هنا يأتي عمّنا بتشخيص تاريخي سياسي اقتصادي للعدوّ
.
الصهيونية هي بنت الحضارة الغربية
بدأها نصارى يبغضون اليهود بهدف طردهم
وتطورت الفكرة لإيجاد حليف رخيص في المنطقة
ذراع/وكيل استخباراتيّ وعسكريّ وسياسيّ للغرب
وكانت "جمع يهود الشتات" حجّة للاستعمار لا أكثر
وبما أنّ الصهاينة لم يبيدوا الفلسطينيّين، ولا يستطيعون
وبما أنّ مصالحهم الإقليميّة تخالف المصلحة الغربيّة الراعية
وبما أنّهم خارج حاضنتهم العضويّة من جميع الجهات
وبما أنّهم محاطين بكتلة عملاقة معادية في جوهر هويّاتهم
ولأسباب أخرى، ليس للصهاينة قدر غير العودة لأحوالهم
Profile Image for Nasser Algheilani.
15 reviews3 followers
May 29, 2020

يذكر المسيري أن جوهر المشروع الصهيوني هو نتيجة لمشكلة أجتماعية أقتصادية ابتدت في زمن المجتمع الإقطاعي، حيث كانت الدول الأوروبية مكونه من جماعات متماسكة مثل النبلاء والقساوسة والتجار المحسوبون لأعضاء البلديات وهذا الأمر لم يكن متاحا لليهود إلا اذا انتصروا. فتم تصنيفهم باعتبارهم (غرباء). وقد كان الغريب في العرف تابعا للملك بالتبعية مباشرة وتحت حمايته. وبعد انهيار الامبراطورية الرومانية انقسم العالم إلى قسمين العالم الاسلامي والعالم المسيحي وبسبب اختلاف الشرائع سبب هذا إلى صعوبة في التبادل التجاري وأصبح اليهود حلقة الوصل بينهم. وبهذا أصبح اليهود العنصر البشري الوحيد المتحرك والأكثر إنتاجية في المجتمع. وكما أن التجار المسيحيون وقفت أمامهم حواجز عدة مثل الضرائب التي كان اليهود معفيين منها.
وضع اليهود الذي كان مستقرا في المجتمع الاقطاعي قد اهتز في الثورة الرأسمالية مما أدى إلى مسألة اليهود بسبب أنهم لم تكن لهم سبل متاحة للتأقلم مع الرأسمالية فأصبحوا عبأ للحضارة الغربية. فالمسألة اليهودية في الأساس مشكلة اجتماعية اقتصادية محضة. ولهذا السبب أدى ذلك إلى ولادة المشروع الصهيوني. لدرجة أن الصاهينة الأوائل كان منهم من هم معادون لليهود والذي كان بلفور واحد منهم ولذلك التخلص من الفائض السكاني اليهودي غي الوظيفي كان أمر ضروري. واعتبر المسيري المشروع الصهيوني استعمارياً حالة كحال المشاريع الاستعمارية الأوروبية.


محتوى الكتاب قيّم جداً، ولكن جودة النسخة التي قرأت منها كتاب كانت رديئة.
Profile Image for Hegazy Mohamed.
259 reviews41 followers
April 23, 2021
#حجازي_بدرالدين
كتاب الصهيونية و الحضارة الغربية ، للعالم الجليل الذي حفر أسم خالداً لم و لن يمحي من ذاكرة العلم و العلماء و المصطفين الأخلاء بإذن الله و حوله و قوته.
في هذا الكتاب الحامل لعشرة فصول ، كاشفة و موضحة و منقحة للفكر الصهيوني الغربي الإمبريالي الإستيطاني التوسعي النيتشاوي الدارويني الفرويدي ، الإنعزالي الوظيفي ، كدولة وظيفية تم مساعدتها فقط لتصدير مشكلات الغرب ، فقد كانت نقلاً حرفياً للقيصرية الألمانية ثم للنظام الألماني التالي بل حتي تأثروا بنظام هتلر و هناك تطابق ما بينه وبين الصهيونية في عدة محكات ، بل إننا سنري تطابق و تقارب للدول الوظيفية الإستطاتينة الإستعمارية و كإسرائيل و جنوب إفريقيا و نظام الأبرتايد العنصري حيث كانت إسرائيل الأقرب لهذا النظام بل أرسلت جنودها لدعم دولة نظام الأبرتايد حينها و كانوا الشريك الإقتصادي رقم واحد ، فكلاهما كانتا دولتين وظيفتين مستخدمتين لتصدير مشكلات الحضارة الغربية .
إسرائيل ذات الثقافة اليديشية و هي اللغة الألمانية المكتوبة بحروف عبرية و حاملة لبعض الكلمات العبرية و الثقافة و اللكنة اليهودية التي تشربت من خلالها ثقافة الچيتو الألمانية و طبقتها حرفياً علي سكان فلسطين العرب ، فهو ليس فقط مجرد تدويراً للقهر بمصطلحاتنا النفسية و لكنهم أشربوا الثقافة الألمانية الغربية بشكل خاص و الثقافة الغربية بشكل عام ، فهم الشعب المختار و هي ثقافة السوبر مان النيتشوية و البقاء للأقوي و هي الثقافة الدارونية التوسعية القاتلة العادمة لرؤية الآخر .
كتاب لابد من قرائته هو و أغلب إن لم يكن كل كتب العالم الدمنهوري المصري الشمال إفريقي العربي و المفكر الإسلامي العبقري بروفيسور عبد الوهاب المسيري المناضل السياسي الصادق المحترم النبيل الذي لا يتكرر ، فاللهم رحمات علي رحمات علي رحمات و خير علي خير علي خير علي روحه في قبره و يوم عرضه .
تمنياتي بقراءة ممتعة و معلمة و موعية و مرشدة و ميقظة.
تحياتي#حجازي_بدرالدين
كتاب الصهيونية و الحضارة الغربية ، للعالم الجليل الذي حفر أسم خالداً لم و لن يمحي من ذاكرة العلم و العلماء و المصطفين الأخلاء بإذن الله و حوله و قوته.
في هذا الكتاب الحامل لعشرة فصول ، كاشفة و موضحة و منقحة للفكر الصهيوني الغربي الإمبريالي الإستيطاني التوسعي النيتشاوي الدارويني الفرويدي ، الإنعزالي الوظيفي ، كدولة وظيفية تم مساعدتها فقط لتصدير مشكلات الغرب ، فقد كانت نقلاً حرفياً للقيصرية الألمانية ثم للنظام الألماني التالي بل حتي تأثروا بنظام هتلر و هناك تطابق ما بينه وبين الصهيونية في عدة محكات ، بل إننا سنري تطابق و تقارب للدول الوظيفية الإستطاتينة الإستعمارية و كإسرائيل و جنوب إفريقيا و نظام الأبرتايد العنصري حيث كانت إسرائيل الأقرب لهذا النظام بل أرسلت جنودها لدعم دولة نظام الأبرتايد حينها و كانوا الشريك الإقتصادي رقم واحد ، فكلاهما كانتا دولتين وظيفتين مستخدمتين لتصدير مشكلات الحضارة الغربية .
إسرائيل ذات الثقافة اليديشية و هي اللغة الألمانية المكتوبة بحروف عبرية و حاملة لبعض الكلمات العبرية و الثقافة و اللكنة اليهودية التي تشربت من خلالها ثقافة الچيتو الألمانية و طبقتها حرفياً علي سكان فلسطين العرب ، فهو ليس فقط مجرد تدويراً للقهر بمصطلحاتنا النفسية و لكنهم أشربوا الثقافة الألمانية الغربية بشكل خاص و الثقافة الغربية بشكل عام ، فهم الشعب المختار و هي ثقافة السوبر مان النيتشوية و البقاء للأقوي و هي الثقافة الدارونية التوسعية القاتلة العادمة لرؤية الآخر .
كتاب لابد من قرائته هو و أغلب إن لم يكن كل كتب العالم الدمنهوري المصري الشمال إفريقي العربي و المفكر الإسلامي العبقري بروفيسور عبد الوهاب المسيري المناضل السياسي الصادق المحترم النبيل الذي لا يتكرر ، فاللهم رحمات علي رحمات علي رحمات و خير علي خير علي خير علي روحه في قبره و يوم عرضه .
تمنياتي بقراءة ممتعة و معلمة و موعية و مرشدة و ميقظة.
تحياتي
حجازي بدر الدين#حجازي_بدرالدين
كتاب الصهيونية و الحضارة الغربية ، للعالم الجليل الذي حفر أسم خالداً لم و لن يمحي من ذاكرة العلم و العلماء و المصطفين الأخلاء بإذن الله و حوله و قوته.
في هذا الكتاب الحامل لعشرة فصول ، كاشفة و موضحة و منقحة للفكر الصهيوني الغربي الإمبريالي الإستيطاني التوسعي النيتشاوي الدارويني الفرويدي ، الإنعزالي الوظيفي ، كدولة وظيفية تم مساعدتها فقط لتصدير مشكلات الغرب ، فقد كانت نقلاً حرفياً للقيصرية الألمانية ثم للنظام الألماني التالي بل حتي تأثروا بنظام هتلر و هناك تطابق ما بينه وبين الصهيونية في عدة محكات ، بل إننا سنري تطابق و تقارب للدول الوظيفية الإستطاتينة الإستعمارية و كإسرائيل و جنوب إفريقيا و نظام الأبرتايد العنصري حيث كانت إسرائيل الأقرب لهذا النظام بل أرسلت جنودها لدعم دولة نظام الأبرتايد حينها و كانوا الشريك الإقتصادي رقم واحد ، فكلاهما كانتا دولتين وظيفتين مستخدمتين لتصدير مشكلات الحضارة الغربية .
إسرائيل ذات الثقافة اليديشية و هي اللغة الألمانية المكتوبة بحروف عبرية و حاملة لبعض الكلمات العبرية و الثقافة و اللكنة اليهودية التي تشربت من خلالها ثقافة الچيتو الألمانية و طبقتها حرفياً علي سكان فلسطين العرب ، فهو ليس فقط مجرد تدويراً للقهر بمصطلحاتنا النفسية و لكنهم أشربوا الثقافة الألمانية الغربية بشكل خاص و الثقافة الغربية بشكل عام ، فهم الشعب المختار و هي ثقافة السوبر مان النيتشوية و البقاء للأقوي و هي الثقافة الدارونية التوسعية القاتلة العادمة لرؤية الآخر .
كتاب لابد من قرائته هو و أغلب إن لم يكن كل كتب العالم الدمنهوري المصري الشمال إفريقي العربي و المفكر الإسلامي العبقري بروفيسور عبد الوهاب المسيري المناضل السياسي الصادق المحترم النبيل الذي لا يتكرر ، فاللهم رحمات علي رحمات علي رحمات و خير علي خير علي خير علي روحه في قبره و يوم عرضه .
تمنياتي بقراءة ممتعة و معلمة و موعية و مرشدة و ميقظة.
تحياتي
حجازي بدر الدين
حجازي بدر الدين
Profile Image for Islam elkhateb.
54 reviews18 followers
October 24, 2013
لإن كان كتاب "التجانس اليهودي والشخصية اليهودية" للمسيري تم فيه مناقشة الشخصية اليهودية ككيان مفرد ومجموع ..
فإن هذا الكتاب يتناول الفكرة الصهيونية منذ لحظة ولادتها فى الغرب حتى تحقيقها على أرض الواقع. يخلص المسيري من هذه الدراسة بنتيجة واحدة وهي أن الصهيونية إنما هي إحدى تناجات الحضارة الغربية الإستعمارية والتنفيذ العملي للفكرة الدولةالوظيفية وكيف أن فكرة الوطن القومي لليهود قد تمت في إطار الحضارة الغربية
بعد أن تم تغليفها بديباجات أو إعتذاريات منها الديني, التاريخي, القومي
"ويمكننا القول إن الاستعمار الصهيوني هو إفراز للتشكيل الاستعماري الغربي ولكن إفرازات هذا التشكيل متنوعة فهو استعمار إحلالي ليس له ديناميكية عن الدولة العظمى التى تتبناه, ولعل هاتين السمتين إحلاليته وعمالته هما السمتان الأساسيتان للاستعمار الاستيطاني الصهيوني صــ33
إن مشروع توطين اليهود فى فلسطين هو فى واقع الأمر مشروع لطرد اليهود_ الطفيليين الغير مفيدين_ من الغرب وتصديرهم يأتي ضمن ما صدرت أروبا من نفايات إلى الشرق أي أنه مشروع يتضمن كرهاً واحتقاراً عميقين لليهود صــ53
في نهاية الكتاب يتكلم المسيري عن إن إسرائيل ليست إلا جيباً إستيطاني غربي كالجيوب الغربية الأخرى التي انتشرت فى وقت سابق فى الجزائر وليبيا ومصر والكونغو وجنوب إفريقيا وأغلب دول العالم الثالث غير أن هذه الجيوب لم تنجح في إبادة السكان الأصليين وإحلال الغزاة محلهم وهو السبب الرأيسي فى فشل أي جيب استيطاني إحلالي ..وهذا ما ينذر بزوال الجيب الإستيطاني الصهيوني فى إسرائيل كما زال من قبل فى "جنوب إفريقيا"
وما علينا سوى المقاومة,النضال , الصبر, الكفاح... حتى ينتهي هذا الإحتلال الصهيوني.
Profile Image for Ahmed Salim.
21 reviews2 followers
June 5, 2024

كتاب “الصهيونية والحضارة الغربية” للدكتور عبد الوهاب المسيري يُعتبر من الأعمال الفكرية الهامة التي تقدم تحليلاً شاملاً ومعمقًا عن الحركة الصهيونية وتطورها في سياق الحضارة الغربية. يتناول المسيري في هذا الكتاب الجذور الفكرية والثقافية للصهيونية، علاقتها بالغرب، وتحليل السياقات التاريخية والاجتماعية التي ساهمت في بروزها وتطورها.

القسم الأول: الخلفية التاريخية والفكرية

جذور الصهيونية

يبدأ المسيري بتحليل الجذور الفكرية للصهيونية، مشيرًا إلى أن الحركة ليست مجرد حركة سياسية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، بل هي نتاج تراكمي لفكر يهودي وغربي معقد. يبرز الكاتب دور الأحداث التاريخية والاضطهادات التي تعرض لها اليهود في أوروبا كعوامل رئيسية في تشكيل الوعي الصهيوني. ويقول المسيري: “الصهيونية كفكرة لم تظهر فجأة بل كانت نتيجة لتفاعل طويل ومعقد بين الفكر اليهودي والواقع الغربي.”

الفكر اليهودي والتطلع للخلاص

يشير المسيري إلى أن الفكر اليهودي التقليدي يحتوي على العديد من العناصر التي ساهمت في تشكيل الصهيونية. من بين هذه العناصر، الاعتقاد بالخلاص وعودة اليهود إلى أرض الميعاد. هذا التصور الديني لعب دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي الصهيوني. “الصهيونية استفادت بشكل كبير من التراث الديني اليهودي، ولكنها أعادت تفسيره بما يتماشى مع الطموحات القومية والسياسية.”

تأثير الفكر الغربي

يتناول المسيري تأثير الفكر الغربي، خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، على الصهيونية. يبرز تأثير الرومانسية القومية والفكر الاستعماري كعوامل رئيسية في تشكيل الأيديولوجيا الصهيونية. ويقول: “الصهيونية كحركة قومية تأثرت بعمق بالحركات القومية الأوروبية، وخصوصًا بالنزعة الاستعمارية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.”

القسم الثاني: تطور الحركة الصهيونية

نشوء الحركة الصهيونية

يقدم المسيري تحليلًا دقيقًا لنشوء الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى أن ذلك كان نتيجة لتفاعل عوامل متعددة منها الاجتماعية والسياسية والفكرية. يركز على دور تيودور هرتزل كأحد الأباء المؤسسين للحركة. “هرتزل لعب دورًا محوريًا في تحويل الصهيونية من فكرة فلسفية إلى حركة سياسية منظمة تسعى لتحقيق أهداف ملموسة.”

الصهيونية كحركة استيطانية

يتناول المسيري الطبيعة الاستيطانية للحركة الصهيونية، مشيرًا إلى أن الصهيونية اعتمدت بشكل كبير على نماذج الاستعمار الاستيطاني الأوروبي. ويقول: “الصهيونية لم تكن مجرد حركة قومية تسعى لإنشاء دولة لليهود، بل كانت حركة استعمارية تسعى لاستيطان أرض جديدة ونقل السكان المحليين.”

العلاقات الدولية والدعم الغربي

يحلل المسيري العلاقات الدولية التي دعمت المشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن الصهيونية استفادت من الدعم السياسي والمالي الذي قدمته القوى الغربية. يركز على دور بريطانيا في إصدار وعد بلفور ودور الولايات المتحدة في دعم إنشاء دولة إسرائيل. “الدعم الغربي كان حاسمًا في نجاح المشروع الصهيوني، حيث وفرت القوى الكبرى الدعم السياسي والعسكري والمالي اللازم لتحقيق أهداف الحركة.”

القسم الثالث: الصهيونية في سياق الحضارة الغربية

الصهيونية والعلمانية الغربية

يقدم المسيري تحليلاً عميقًا لعلاقة الصهيونية بالعلمانية الغربية، مشيرًا إلى أن الحركة الصهيونية تبنت العديد من القيم العلمانية الغربية مثل القومية، الحداثة، والتقدم التقني. “الصهيونية لم تكن مجرد حركة دينية، بل كانت حركة علمانية بامتياز، حيث تبنت العديد من القيم والمفاهيم العلمانية الغربية.”

الصهيونية والنزعة الاستعمارية

يتناول المسيري العلاقة بين الصهيونية والنزعة الاستعمارية الغربية، مشيرًا إلى أن الصهيونية اعتمدت على الفكر الاستعماري في بناء مشروعها. “الصهيونية استفادت من الفكر الاستعماري الغربي في تبرير سياساتها الاستيطانية وفي تبرير عمليات الطرد والتهجير التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.”

التحديات الفكرية

يتناول المسيري التحديات الفكرية التي واجهتها الصهيونية في سياق الحضارة الغربية، مشيرًا إلى أن الحركة تعرضت للنقد من داخل وخارج الأوساط اليهودية. يبرز دور الحركات المناهضة للصهيونية والفكر النقدي الذي شكك في أخلاقيات المشروع الصهيوني. “الصهيونية لم تكن حركة بلا معارضة، بل واجهت انتقادات شديدة من داخل وخارج الأوساط اليهودية، مما أجبرها على إعادة صياغة العديد من مفاهيمها وأهدافها.”

القسم الرابع: الصهيونية والقضية الفلسطينية

نشأة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

يقدم المسيري تحليلاً شاملاً لنشأة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الصهيونية كانت العامل الأساسي في تأجيج هذا الصراع. يبرز دور السياسات الصهيونية في تهجير الفلسطينيين واستيطان أراضيهم. “الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هو نتيجة مباشرة للمشروع الصهيوني الاستيطاني، الذي سعى لإقامة دولة يهودية على حساب الشعب الفلسطيني.”

النكبة وتداعياتها

يتناول المسيري أحداث النكبة وتداعياتها على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن النكبة كانت كارثة إنسانية نتجت عن السياسات الاستيطانية والعسكرية للصهيونية. “النكبة لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل كانت كارثة إنسانية بكل المقاييس، حيث تعرض الشعب الفلسطيني للطرد والتهجير والقتل.”

الصهيونية والمقاومة الفلسطينية

يحلل المسيري دور المقاومة الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن المقاومة شكلت تحديًا كبيرًا للصهيونية وسياستها الاستيطانية. يبرز دور الحركات الوطنية والإسلامية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. “المقاومة الفلسطينية كانت ولا تزال عنصرًا حاسمًا في مواجهة المشروع الصهيوني، حيث سعت للحفاظ على الهوية الوطنية ومقاومة الاحتلال بوسائل مختلفة.”

القسم الخامس: الصهيونية ومستقبل المنطقة

تأثير الصهيونية على الشرق الأوسط

يقدم المسيري تحليلاً لتأثير الصهيونية على الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الحركة الصهيونية كانت لها تداعيات كبيرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة. يبرز دور الصهيونية في تأجيج الصراعات الإقليمية والدولية. “الصهيونية لم تؤثر فقط على الفلسطينيين، بل كانت لها تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط بأسره، حيث ساهمت في تأجيج الصراعات وإثارة التوترات بين الدول.”

سيناريوهات المستقبل

يتناول المسيري سيناريوهات المستقبل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الحلول الممكنة تتراوح بين الحلول السلمية والسياسية وبين استمرار الصراع. يبرز أهمية العدالة وحقوق الإنسان في أي تسوية مستقبلية. “مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على تحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان، فبدون ذلك لن يكون هناك حل دائم ومستقر.”

خاتمة

في خاتمة الكتاب، يقدم المسيري رؤية شاملة للعلاقة بين الصهيونية والحضارة الغربية، مشيرًا إلى أن الصهيونية هي نتاج تفاعل معقد بين العوامل الدينية، الفكرية، السياسية، والاستعمارية. يبرز أن فهم الصهيونية يتطلب تحليلًا متعدد الأبعاد يأخذ في الاعتبار الجوانب التاريخية والثقافية والفكرية. “الصهيونية ليست مجرد حركة سياسية، بل هي نتاج تفاعل معقد بين الفكر الديني، التراث الثقافي، والواقع الاستعماري، مما يجعل فهمها يتطلب تحليلًا شاملاً ومتعدد الأبعاد.”

في المجمل، يقدم كتاب “الصهيونية والحضارة الغربية” للدكتور عبد الوهاب المسيري تحليلاً عميقًا وشاملاً لفهم الصهيونية في سياقها التاريخي والثقافي، ويُعتبر مرجعًا هامًا لفهم هذا الموضوع المعقد.
Profile Image for Joody.
160 reviews4 followers
June 9, 2021

يشرح الدكتور عبدالوهاب المسيري في فصول عديدة ومن زوايا مختلفة
كيف أن الصهيونية -فكرة وتطبيقًا- عبارة عن بذرة نبتت في تربة الواقع والفكر الإمبريالي الاستيطاني الغربي، وأنها ليست حالة فريدة أو شذوذًا عن الحضارة الغربية وإنما تعبيرًا متبلورًا عنها، وأن كل ما أضيف إليها من ديباجات يهودية دينية كأرض الميعاد وغيرها إنما هي زخرفات تعبوية للحث على الهجرة اليهودية والتخلص من المسألة اليهودية في أوروبا.
كتاب عظيم
Profile Image for Hala Hamada.
51 reviews15 followers
November 29, 2023
الكتاب أكثر من رائع وخاصة الفصل الأخير الدي يتضمن تلخيص لبعض الديباجات والاسباب التي تستخدمها دولة الاحتلال ولكن اهناك بعض المصطلحات التي ربما تكون صعبة للبعض خاصة لو غير متعمق في دراسات القضية الفلسطينة .
Displaying 1 - 30 of 67 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.