يعود الموتى أطفالاً عندما يُخطئون، لا يعرفون ما ينفع ولا ما يضرّ، فتوقّعْ منهم كلّ شيء.. فقد يتمنّعون ولا يدعونك تحملهم، يشيحون عنك ويتشبّثون بالتراب، وقد يقذفونك بأيديهم الثابتة قد يُحدِثون أخاديد في روحك بأهدابهم المسبلة وربما أمكنهم أن يخبطوا عينك بعيونهم ويدعونها طوالَ الوقت تدمع.. توقّعْ أيضاً أن يقذفوك بأجسادهم التي لا تقدر أن تتفاداها مهما فعلت، توقّعْ حتى أن يرجموك بكلمات آخر حديثٍ دار بينك وبينهم، ولا تستبعدْ أن يقذفوا رأسك بخطئهم الصلب، أطفالاً يعود الموتى لكنهم أبداً لا يبكون وأبداً لا تتوقّعْ ذلك.
الموتى يخطئون يرتكبونَ موتَهم غيرَ مبالينَ بأحذيتِهم غيرَ مبالين ببقايا حكاياتِهم ولا نبراتِهم التي ألصقوها عاليا في الهواء، يخطئون في حقِّنا وحقِّ مراياهم التي تبحثُ عنهم ولا تجدُ في فراغِها الحادّ إجابة،
ديوان للشاعر السعودي إبراهيم الحسين..الديوان كله بيتكلم عن الموتي و بتبدأ معظم القصايد بكلمة يخطئ الموتي... منكرش إن في اجزاء تحفة بس زهقت أوي من تكرار الفكرة ..وبعدين ليه اقرأ ديوان كله عن الموتي!يعني التنويع مطلوب عشان النفسية برضو...
يتركونَ خواتمَهم وساعاتِ أيدِيهم دون رعاية، يتركونكَ تنظرُ إلى خطئِهم الواضح لا تعرفُ بماذا تصحّحُهُ ولا كيف توقِفُهُ أو تضعُ له حدّا..
ويخطئ الموتى يقطعون الحبال فلا تجدها ولا تجدهم لكنهم لا يخطئون ويجيئون ولو من باب الخطأ.