Jump to ratings and reviews
Rate this book

طعم الذئب

Rate this book
"ستحين الراحة بعد قليل".

يتنهد،يأخذ نظرةً شاملةً مُديراً عينيه بتمهل.. وجهه مكدود بنحو لم يخبَرْهُ على وجهٍ من قبل.. شاخت ملامحه.. شاخت.. يبدو لنفسه أنه أكبر من ثلاثين سنةً بكثير، يتمتم مستغرباً:

"ثلاثة أيام فعلت كل هذا!".

الجزءُ الصعبُ من رحلته انتهى، في القرية سيعرف كيف يصل بعدما يأكلُ وينام. يجب أن يأكلَ وينامَ أولاً حتى يصفو ذهنه من ظلال الأهوال التي مرّ بها في الأيام الثلاثة الفائتة ليكون عزمُه أقربَ إلى الرشد.

"انتهى العذاب، سيذهب هذا الطَعْمُ غدً أو بعد غدٍ، كأنّني لم آكله أصلًا، انتهى.. انتهى".

221 pages, Paperback

First published March 1, 2016

51 people are currently reading
3085 people want to read

About the author

عبد الله البصيص

6 books863 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
356 (27%)
4 stars
565 (43%)
3 stars
289 (22%)
2 stars
64 (4%)
1 star
28 (2%)
Displaying 1 - 30 of 364 reviews
Profile Image for Pakinam Mahmoud.
1,018 reviews5,148 followers
June 4, 2024
عندما تجد صعوبة في الكتابة عما تشعر به بعد الانتهاء من قراءة كتاب فاعلم إنك قد قرأت كتاباً مميزاً..
طعم الذئب ليس فقط كتاباً مميزاً لإنه كقصة مختلفة ومبتكرة ولكنه أيضاً مكتوب ببراعة تجعلك تريد أن تنحني لقلم هذا الكاتب المبدع..

إستطاع عبدالله البصيص أن يدخل في أعماق ذيبان هذا الرجل البدوي الضعيف التي تفرض عليه بيئته الصحراوية القاسية أن يكون قاسياً مثلها وهو الشاعر رقيق المشاعر ..تفرض عليه صراعات هو في غني عنها وهو المسالم الذي يريد أن يختبئ من كل المشاكل ويعيش فقط في أمان..
ومن هنا يبدأ صراعه مع نفسه وهروبه من قبيلته في محاولة لإيجاد معني لحياته ولإيجاد طريقة يستطيع العيش بها في مجتمع يتعامل فيه البشر كالذئاب..التي تكون أحياناً أرحم علي الإنسان من أخيه الإنسان..

مين فينا مش ذيبان في حياته؟مين فينا مش بيفرض عليه المجتمع طريقة معينة هو رافضها؟مين فينا مش نفسه يكون صورة تانية غير الصورة اللي بتشوفها الناس عنه؟

"دائماً كن أنت الذي تريد ..لا أنت الذي يريدون.. وهذا يتطلب القليل من الشجاعة والكثير من اللامبالاة..."😍

عبدالله البصيص للمرة التالتة علي التوالي إستطاع أن يبهرني ..أو زي ما بنقول بالمصري 'بيعرف يثبتني'..:)
كاتب في منتهي الذكاء ..مختلف..مبتكر..موهوب لأقصي درجة..بعشق مفرداته واستخدامه للغة العربية بطريقة ساحرة..واللغة عموماً دائماً نقطة ضعفي في أي كتاب..
كاتب حقيقي إستثنائي ..ومن هنا يأتي التساؤل لماذا تمنع كتبه؟!
أعتقد الإجابة واضحة..؛)
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books5,134 followers
July 25, 2024
- نحن امام رواية تقف على رأسها: فالكاتب راقب نمطية "ما قبل" وقلبها رأسا على عقب واتحفنا بهذه الرواية!

- المكان: الصحراء، الطبيعة: صحراوية، قاسية، جافة ولا مكان للضعف فيها. الشخصية الرئيسية: ذيبان، اسم مشتق من الذئب، مثير للرعب، مثال عن القوة! لا. هو العكس تماماً، وهنا كانت عبقرية الكاتب.

- لا عنترة ولا شداد في هذه الرواية، لا فروسية ولا بطش ولا مقارعة سيوف. لا عبلة ولا بثينة. هنا "ذيبان" الانسان الضعيف الجبان بنظر القبيلة، لكنه الانسان المسالم الودود بنظر نفسه. لم يكن يريد شيئا من احد ولم يكن يريد ايذاء احد، لكن الجميع كانوا حوله ذئاب بشرية: اولهم امه التي ارادته ذئبا، ثم اترابه الذين استضعفوه فأهانوه وسخروا منه، ثم حبيبته التي هتته برجولته، ثم زوجة خاله المفجوعة، ثم خاله فالقبيلة فالعدو طالب الثأر الذي صفح عن جبان بال على نفسه... كلهم ذئاب وهو حمل في مجتمع بدوي قاسٍ، لا مكان للضعيف فيه.

- يكمل الكاتب بإدخال عنصر الذئب في الرواية، والصراع بين الانسان والحيوان في الحياة، وكيفية هروب ذبيان منه والإختباء في جحر دفاعا عن وجوده، هذا الجحر الذي يشبه رحم الأم، وسيخرج منه ذيبان بتحول نفسي خطير وبعزيمة اشد.

- يرتفع النسق الروائي بآنسنة الذئب، ويقوم الكاتب بعقد صداقة بين الذئب والإنسان، بإعطاء الذئب الأمان له وعدم افتراسه برمزية هائلة تقارن بين حنان ودماثة الحيوان مقارنة بقسوة وخبث الإنسان.

- الذئب الذي شكل منعطفا حادا في حياة ذبيان وفي الرواية كان لا بد ان يقتل من دون ان يدافع عن نفسه، لفتة اعتزاز غابت عن البشر حالياً، وأكدت الطبع العدواني للإنسان، وتحوله لسفاح متى ما حانت فرصة لذلك! كذلك وفاء الذئب بقسمه وهذا عكس ما فعله خال ذيبان معه.

- الرسالة الأخيرة للكاتب مع نهاية الرواية واضحة: اما ان تكون كلباً او ذئبا، انكان في الصحراء او في القرية( كناية عن الحضر).

- نقطة الضعف برأيي كانت في تدخل زوجة خاله امام الرجال (وهذا بعيد عن المجتمعات القبلية)، بالإضافة الى اقتراحها النزال وموافقة الجميع عليه وهو شيئ كان لا بد ان يكون قبل الإغارة والإحتماء. بالإضافة الى التصوير المادي للمرأة (غالية) فهي طول الرواية جسد في جسد!

- اخيراً، لا بد من التساؤل عن سبب منع هذه الرواية! والتعجب لهكذا فعل!!!!!!
Profile Image for Amira Mahmoud.
618 reviews8,873 followers
May 6, 2019
فيديو مراجعتي عن الرواية على قناتي ع يوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=XYBEz...

رابط تحميل الرواية؛
https://up.top4top.net/downloadf-1198...


أفضل الكتب هي تلك التي تتحدث عن مأساة، أفضل الكتب هي التي تُعريّ الواقع المأساة.
لكنني ها هنا لا أستطيع تعداد تلك المآسي التي عالجتها تلك الرواية الصغيرة، بدءًا من حياة القبيلة التي تشبه العصور الحجرية في بدائيتها بل أسوأ.
تلك التي تقيس الشرف بالجسد، والرجولة بالسادية والبطش، والشجاعة والجرأة بالطيش والتهور.
وحيث ترى النساء أن تلك صفات الرجل الحق، حد أنها تتبرأ من أضدادها وتعتبر صفات أخرى كالمسالمة والكف عن الأذى صفات "أنثوية" تسبب الخذي لصاحبها.
لن يكف لساني عن تكرار أن عدو المرأة الأول هو المرأة ذاتها، وأحيانًا تكون عدوًا لأبنائها أيضًا ذكور وإناث على السواء.
"أريدك ذئبًا تملأ العين مثل أبيك" لم تلتفت حتى لما يريد أن يكونه هو!
المأساة ليست مأساة المرأة، بل مأساة لمجتمع بأكمله، لثقافة بأكملها تتغذى على القتل والسيف وتتدعي أن هذا هو ما يجعلها مرفوعة الرأس...بالدم!
الأخطاء، العيوب، المساوئ، المخازي، سمّها ما شئت، ليست سوى حدود وضعها البشر للمنافسة ليصبح الذين نجحوا في اجتنابها أفضل من الذين واقعوها.

أتذكر مراجعتي عن رواية الأبله لدوستويفسكي حين قلت أن الطيبة إذا كانت أحدى صفات الأبله فيا ليت كنا جميعًا بلهاء لكان حالنا أفضل بالتأكيد، أجدني أريد تكرارها ها هنا أيضًا، وأجد أن كل مصائب البشر هي وليدة شرورهم.
لم لا ندخر قوتنا؟ لم لا نباهي بها حين نقوم بأذى الآخرين بل حين نحمي أنفسنا من ذلك الأذى الذي قد يسببوه لنّا. لم لا ندخر قوتنا فقط لتلك الساعة التي تنادي علينا نداهتنا المقدسة التي تُسمى غريزة البقاء؟
لأننا حينها سنكون في نظر العالم حفنة من الضعفاء، جبناء، كل ذلك لأننا لم نؤذي أحد؟ نعم لأننا لم نؤذي أحد
هذا واقع يقيس قوتك، بقدرتك على ايقاع الأذى بالآخرين!
لا أعلم هل الحال التي وصل إليها بطل الرواية في النهاية هي فقط محاولاته للبقاء على قيد الحياة، بدافع من غريزة البقاء؛ أم أنه تحول إلى شخص آخر بفعل ما مرّ به، بفعل ضغط من حوله عليه قرر أن يتحول إلى تلك الصورة التي يريدون أن يرونه عليها؛ ذئب!

في الجزء الثاني من الرواية، أو بالأحرى الجزء الأخير بدأت الرواية تأخذ منحى فلسفى ويا إلهي كم أحب ذلك حتى وإن كان التفلسف لا يأخذ سوى حيز صغير من العمل وليس هو طبيعة العمل بأكمله.
حين بدأ الحديث عن الوهم والحقيقة والخيال، الخيط الفاصل بين الواقع والحلم، الشعور/شعورنا هل هو حقيقة أم وهم هو الآخر، وما الذي يجعلنا على ثقة من كل ما نراه/نسمعه/نعيشه؟ تلك الأسئلة التي يمكن في سياق الرواية أن نعتبرها هذيان رجل يسير وحيدًا ليلاً في الصحراء وبمواجهة ذئب لكننا لا نستطيع أن ننكر أننا –فقط- كقراء لم تثيرنا تلك الأسئلة ولم تعبث بعقلنا ونود لو نصل فيها إلى جواب حاسم.

لكن رغم استمتاعي بهذا الجزء شعرت للحظة أنه جزء منفصل عن الرواية في غير موضعه، البطل الذي يعيش في بيئة بدائية كهذه، ويواجه أهوال في الصحراء كهذه، ربما يتعرض للصدمة، لبعض الشطحات، لكنه يستحيل أن تكون أفكاره وتساؤلاته منظمة إلى هذا الحد المثير، هنا حيث تُدرك أخيرًا وجود الكاتب وأن هذه رواية لكاتب حتمًا ثقافته أعلى من بطله لكنك رغم ذلك لن تغفر هذا التدخل الصغير في رواية قامت بسحل خيالك بعيدًا للغاية أبعد من قدرتك الشخصية على التخيل.

سأدع القصة والحبكة قليلاً، لأذكر أشياء صغيرة عن الأسلوب؛ اللغة رائعة، بعض الكلمات لم أفهمها ودونتها للبحث عنها والبعض الآخر وجدت معانيه في نهاية الصفحة فطويتها للرجوع إليها مرة أخرى.
العمل الحق هو ما يضيف إلى حصيلتك حتى ولو بمعنى جديد يضيفه إلى معجمك اللغوي، لا أدرى جودة اللغة تعود إلى أن لغة أهل الخليج أنفسهم أكثر فصاحة من لهجتنا المصرية أم هي فصاحة الكاتب نفسه لكنها في كل الأحوال أمتعتني.

السرد، الأحداث، الشخصيات، كل هذه الأشياء نجحت في رسم صورة المجتمع -وفي استمتاعي بالرواية أيضًا- وهذا تمامًا ما أريده حين أقرأ لثقافة مغايرة، أن أشعر أنني بداخلها، لا أقرأ عنها فقط.
صدمتني النهاية، وددت لو كانت الرواية أكبر بحيث رسمت لشخصية البطل حياته فيما بعد، حين يُلقي بكل ما مرّ به خلفه أو لنستبدل "وددت" ب"توقعت" أن هذا هو ما سيحدث فيما تبقى من العمل لكن خالفت النهاية توقعاتي بنهاية أظنها أفضل.

أنا لا أقرأ كثيرًا في الأدب العربي، لذا أسعد حين أقرأ عملاً منه ولا يخذلني.
القراءة الأولى للكاتب، وبعد ما قرأته ها هنا لن تكون الأخيرة.

تمّت
Profile Image for عبدالعزيز.
96 reviews174 followers
November 6, 2020
كم هو محزن خبر منع هذه الرواية الرائعة في الكويت بلد الكتاب. على الرغم من أننا في الخليج نعتبر الكويت وطن الحريات والديمقراطية والانفتاح! فمالذي يحدث للأدب الكويتي بحق الله؟!

القصة هي عن شاعر بدوي مسالم إلى درجة الجبن، يخرج من قومه محمولا بعار، ثم يدخل وهو وحيدا في الصحراء في صراع مع ذئب جائع وشرس، وفي هذا الصراع يدخل مع صراع آخر مع خوفه من الذئب على نحو واقعي كأن القارئ يرى ويسمع ويشم.
البصيص يمتلك أسلوباً سرديا راقياً يميل للشاعرية دون تكلف أو فرد عضلات، وإجادة لتقنيات الرواية وبناء أزمنة القصة وأحداثها.
لكن، علاوة على ذلك، مايميز هذه الرواية هو الحس الفلسفي الذي تناول قضية الموت والحياة والجمال والقبح، وكشف اللبس بين الرجل والرجولة.
وأكثر ما يميزها هو الوصف الحسّي للصحراء، ومحاولته أسطرت الليل في البادية.
الشعر الذي في الرواية راقي ولطيف ويناسب الجو العام وزمن الرواية.
التشويق عال لدرجة أنني قرأتها في جلسة واحدة دون توقف.

النهاية من أروع النهايات التي مرت علي في الروايات،تركت خيالي مفتوحاً على كل الاحتمالات.
Profile Image for Ayman Gomaa.
506 reviews782 followers
May 12, 2023
"دائمًا كُنْ أنت الذي تريد، لا أنت الذي يريدون و هذا يتطلب القليلَ من الشجاعة و الكثيرَ من اللامبالاة...لكي تكون ذئبًا"

رائع البصيص بكلماته و شاعريته , استرسلت كثير فى مراجعتى السابقة عن اسلوبه و قوة سرده لكن لم اتوقع ان يكون سرده هنا بنفس القوة بل و نجح فى مهمة شاقة للغاية ليصور صحراء جرداء و يرسمها لنا بالكلمات و احساس البحث عن النجاة فى عالم قاسى كانت الصحراء ارق ما فيه و كان البشر اسوء ما فيه.

"أحس بأن العزلة عن البشر راحة تامة و أبدية من كل ما من شأنه تكدير الحياة، البشر وحدهم من يجب ان يلزم منهم حذرا اشد من حذره بواغت الصحراء "

لا تجذبنى الشخصية الرئيسية عندما تكون قوية و بطولية مثلما تكون الشخصية هنا مثل " ذيبان" التى تجذب تعاطفى و مشاعرى فهذة الشخصية المهزوزة التى تتوق الى السلام فى عالم بدائي بعادات متخلفة تهمه القوة فقط و مفهومها عندهم فى المشاحنات و الحروب بينهم ، كان الكل ضده حتى دمه فكان ارثه من ابيه القوة التى لم يعيرها اى اهتمام فاصبح جبان فى نظر قبيلته و امه التى ارادت منه ان يكون مثلهم لم يكسب احترامها فاصبحت تتهمه مثل باقى القبيلة بالجبن و النخوع، الجميع ضده حتى جسمه لم يقف معه فقد اصيبت رجولته فى مقتل و روحه اصبحت انهزامية عندما تم اهانته امام المراة التى يحبها، فلم يبقى له غير ان يتم نبذه من المجتمع .

لم اجد الكلمات التى تسعفنى حاليا للبدء بما يخول فى خاطرى للتكلم عن الرواية و احداثها و عندما وجدتها وجدت ان اصدقائى تناولوا كل الافكار بحرفية مطلقة لكني وجدت منفذ صغير يمكن ان يكون اضافة فى خيالى فقط و قد يكون لا علاقة له بالرواية و يمكن ان لا يتفق اصدقائى ممن قرأوا العمل فى التشابه فى الشخصيات و المغامرة .

هذا المنفذ سوف يكون متعلق بفيلم "حياة باي" ، اعلم ان القصتين مختلفتين لكن فى هذا الخط الرفيع بين الواقع و الخيال الذى بدا عند الفصل الثالث وجدت نفسى اتذكر نهاية "باي " عندما رؤى حكايته الاولى ثم الحقها بحكايته الثانية التى كانت واقعية اكثر ثم سئل السؤال الذى كان موجه لنا المشاهدين "اى حكاية تفضلها " و هنا تركنا البصيص ايضاً فلم يجب على السؤال هل هذا الفصل كان هذيان او واقع فهو لم يركز عليه كثيرا بعد ذلك و كانت مجرد الاعيب تتلاعب بعقل " ذيبان " لتاتي النهاية و تتركنا فى حيرة من أمرنا مرة اخرى لكن تفائلت بما سوف تؤول اليه الاحداث بعد هذة المغامرة القاسية .

" لماذا لا تكون الحياة حلماً و الموت هو اليقظة التى تقطعه "

اخيرا لا اخفى شعورى بالملل عند بداية الفصل الثالث لكن جاء هذا اللقاء ليتركني فى حالة من الذهول عن كم المعانى و الفلسفة و الصراع بين آدميتنا و حيوانيتنا فلمن سوف تكون الغلبة ؟, الانسان كائن مدمر يبحث عن القوة و السلطة دائما على مر العصور و من يبحث عن السلام فى هذا العالم لن يتركوه ذئاب العالم لينعم فى سلانه , فاما ان تكون ذئباً و اما ان تكون كلباً .

– حسناً، أريد أن أصبح ذئباً
– لا تقل أريد أن أكون ذئباً، أجزم، قل أنا ذئب
– أنا ذئب
– بصوت أعلى رفع ذيبان صوته:
– أنا ذئب، أوووووووو
Profile Image for بثينة العيسى.
Author 27 books29.5k followers
May 4, 2016
تحبّ في هذا العمل أمورًا عدة؛ الصورة البصرية الأخاذة لمزاج الصحراء. رشاقة اللغة والموسيقى العميقة في التراكيب، اللغة المكتوبة بوعي الروائي الذي يريد أن يكتب باللغة، لا لها. إيقاع السرد ونبرته يتناسبان تمامًا مع مكان وزمن الحكاية والشخصية المحورية. وهناك اشتغال ملموس على حسية السرد واستثمار موفق للأذن والأنف واللمس والعين في كل مشهد.

تشعر بأن الكاتب يتحرك في منطقة يعرفها ويألفها، يكتبها مرتاحًا، فتقرأها مرتاحًا. أحببت اشتغاله على الحبكة، البناء الذكي للحدث، وزرع الأدلة المنهجي الذي يقود إلى النهاية بكل بساطة.

رواية جميلة وجذابة، تنهيها في يوم واحد.
Profile Image for Mohamed Shady.
629 reviews7,216 followers
January 25, 2021
دائمًا ما تبهرني الروايات المحلية: تلك الروايات التي تنبت من أرض أحداثها وشخصياتها لتحكي لنا عادات وتقاليد مجتمعات ربما تكون غير مألوفة بالنسبة إلينا.
نحن في مجتمع الصحراء، هناك شِعر وحب خجول وربابة تعزف، وهناك ثأر وكراهية وعداوة. ذيبان هو شاعر شاب، بمقاييس ذلك المجتمع: ذيبان هو رجل جبان، وهو كل ما لا يجب للرجل أن يكونه أو يصبحه. وهكذا، نجد أنه شبه مضطهد في مجتمعه، غير محبوب سوى من أمه، التي تتناوب إحباطاتها مع كل فعل جديد لابنها الجبان.
لكنه يحب، والحب يحييه قليلًا، لكن حبيبته، كما يقول درويش، لا تحبه هو وإنما تحب مجازه، وهو يغذّي ذلك الشعور بالغرور لديها مع كل قصيدة جديدة.
ينقلب عالمه مع جريمة يرتكبها، ويصبح أمام خيار وحيد، أن يصبح "رجلًا"
ترسم الرواية صورة شاملة لمجتمع الصحراء، وتُلقي بالضوء على هذا المعتقد، الذي أراه كارثة هذه المجتمعات، وهو ربط "الرجولة" بالقوة الجسدية والقدرة على البطش وأخذ الثأر. لا مكان لرجل رقيق، ولا مجال لرجل يُريد أن يُترك وحده ليستمتع بحياته وبما يحب.
لغة الرواية هي البطل، ولدى البصيّص لغة عذبة ومتآلفة تمامًا مع واقع الأحداث والشخصيات والمكان، وهو في رأيي أهم معيار لتحديد جودة هذا النوع من الروايات.

Profile Image for Odai Al-Saeed.
943 reviews2,919 followers
January 1, 2019
لست هنا بصدد تقييم الرواية من حيث قوة النص أو تماسكه فبحسب رأيي البسيط أعتقد أن الكاتب قد تجاوزها منذ روايته الأولى ( ذكريات ضالة) حيث أنه أمتعنا وجعلنا ننتظر جديده بشوق
في رواية طعم الذئب للحديث أمر آخر مختلف من حيث إثبات الملكة والقدرة على التنويع السردي المغاير للرواية الاولى مدعوما بمخزون تراثي رائع لا أدري إن ما كان هو مكتسب لدى الكاتب أو مدروس وفي كلا الحالتين يحسب له وان كنت اغالب الاكتساب نظرآ لشاعرية الكاتب اصلآ
رواية مشوقة تأخذك الى سحر الصحراء وتكسبك من عبر التراث عبقآ تستيقظ أسفا على اخر صفحاته فلم اك ارغب لهذه الرواية ان تنتهي ... أتمنى لها الترشيح لجوائز الدورات القادمة وشكرآ لعبدالله الذي يغرد نغمآ خارج السرب التقليدي
Profile Image for محمد خالد شريف.
1,024 reviews1,233 followers
January 4, 2025

"الماضي ذهب ولن يعود، واستحضاره يولد الحسرة، والغد قد يأتي وقد لا يأتي، والتفكير فيه يخلق المتاعب، أما ما نحنُ فيه الآن فهو الأمر الذي يستحق التفكير من أجله."

هُناك أوقات أثناء القراءة تشعر أنك تقرأ كتاب جيد، سيؤثر فيك، سيدهشك، سيُغير ولو شيء بسيط من تفكيرك.. وأثناء قراءتي لهذه الرواية كان واحداً من هذه الأوقات.

التجربة الثانية لي مع "عبدالله البصيص" وبكل تأكيد هُناك تطور لغوي وقصصي واضح وبين.. دعني أولاً أوضح لك أن "البصيص" يسرد لغته من بيئة العمل.. فمثلاً في "ذكريات ضالة" كانت الشخصيات من أهل المدينة.. تفكيرهم مُختلف.. وكذلك ألفاظهم.. فلو مثلاً نطق أحدهم بكلمة "زوادة" أمامهم لرُبما سخروا منه.. لكن بما أن طبيعة العمل "طعم الذئب" صحراوية تامة.. من أول حدث في الرواية لآخر حدث.. ستشعر أن اللُغة صحراوية.. المُفردات والسرد والأوصاف.. ليست حرارة شمس الصحراء فقط التي ستُلهبك.. ولكن جمال السرد والألفاظ.. والكلمات التي سيكون وقعها فريداً عليك، ولكنها ملائمة جداً للقصة.

"أغمض عينيه متألماً من حقيقة أن حياته لم تعد تهم أحداً غيره. رأى أنه وحيد على نحو اختفى معه كُل الأحياء حوله، وأن يكون وحيداً ومن حوله الكثيرون فتلك ليست وحدة فقط، شعر بأنها شيء أقسى من الموت الذي يُرعبه."

أما القصة ويا لجمال القصة والمنحى الفلسفي التى أتخذته في آخر الرواية، ذيبان شاب شاعر ذنبه أنه ولد لأب كان من أبطال القبائل.. يكفي ذكر اسمه في أي خلاف ليتم احترامه.. لكنه مُرهف رقيق المشاعر.. يؤثر السلم ويجنح له.. يكره المشاجرات.. ويهيم بالفتيات.. يحب أن يتكلم معهم ويُغازلهم ويتلو الشعر على آذانهم.. ولكنه في مجتمع لا يعترف بذلك.. هو أما أن يكون ذئباً كأباه، أو أن يكون "كوبان" ذليل مُستضعف.. لكل من هب ودب.

في بداية الرواية، آلمنى حقاً ما جرى له، لم أستطع أن أتذكر متى قرأت عن شخصية تم إذلالها وإهانتها بهذه الطريقة! إهانات من النوع الذي لا يُنسى مهما حييت وتوصم بالعار بسببها.. إهانات جعلتك تهرب وتنزح من قبيلتك.. إلى الصحراء.. ومنها إلى المدينة آملاً في حياة مُستقبلية تمحو خيبات الماضي المُشينة.
ولكنه لم يكن يعلم أن ما ينتظره في الصحراء سيُغير حياته رأساً على عقب! ينتظره أن يتذوق طعم الذئب.

الرواية بكل تأكيد مليئة بالرمزيات المُستترة والواضحة كعين الشمس.. رمزيات رسمها البُصيص برمال الصحراء.. والطبيعة القاسية التي تُصاحبها.. ذلك الصراع بين الإنسانية والحيونة.. من يفوز؟ صراع أبدي مرير وقاسي.. وأن تستلم لذلك الحيوان بداخلك يجعلك مثله.
اختيار الذئب كان موفق وللغاية فهو وإن كان مُلائم لطبيعة الرواية "الصحراء" ولكنه كان مُلائماً أكثر لفلسفة الرواية.. أما أن تكون ذئباً أو تكون كلباً.

ختاماً..
هذه رواية مُحملة بالمعاني والفلسفات المُختلفة والرائعة.. قد تتوقع أن تكون نهايتها مُستنبطة ولكن لن يحدث ذلك.. وقد تشعر من القصة أنه قد يُصيبك الملل لأن أكثر من نصف الأحداث تدور في صحراء بين ذيبان والذئب.. ولكن صدقني لن يُصيبك الملل ولن تخيب آمالك لو قرأت هذه الرواية.
بكل تأكيد يُنصح بها.
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,694 reviews4,643 followers
September 25, 2025
ماذا دهاك يا عبدالله حتى تكتب لنا هذه الروايات المتميزة. ماذا تريد منا؟ هل تجبرنا على قراءة كل أعمالك؟ ألا تعلم ما نحن فيه من انشغال و صراع من أجل اللحاق بلقمة العيش؟ أتظن أنت و كويتك هذه التي أتحفتنا بكتّاب مثقفين شباب مجددين لا نستطيع مقاومة أعمالهم الأدبية .. أتظنون أننا لسنا في شغل عن ما تكتبون و ما تبدعون؟ و لكن معك الحق كل الحق. فلتلك الأعمال نركض و نسعى و نشقى حتى نستظل بظلها و نرتاح في فيافيها و ننهل من عذب حكاياتها و حكمتها و ما تفيء به علينا من ظلال و سكينة و أمل في الحياة.
أظن بعد قاف قاتل سين سعيد و بعد هذه الرواية لا عذر لي في ترك أي عمل أخر لعبدالله البصيص.
Profile Image for Hadeer Khaled.
287 reviews1,835 followers
October 27, 2020

"دائمًا كُنْ أنت الذي تريد، لا أنت الذي يريدون و هذا يتطلب القليلَ من الشجاعة و الكثيرَ من اللامبالاة...لكي تكون ذئبًا يا ذيبان يجب أن تشعرَ بأنّك ذئبٌ...سلطان الشعور، الشعور قبل كل شيء و بعد كل شيء...هذا العالم يا ذيبان ليس سوى حقيقة ما تشعر به، كل كائن يكون ما يشعر أنه يكون، أنت تكون أنت الحقيقي، و كل ما سواك يكون أنت غير الحقيقي، لأنك أنت من تجعل العالم على هذا الشكل أو ذاك، العالم ليس سواك بنحوٍ لا يمكن فصل رؤيتك له عن شعورك به، هو شكلك الآخر، شكل شعورك، الأمر ليس لغزًا بل هو حل لكل لغز يخطر على بالك.."

.......................................................

IMG-20201016-051621-415

لمْ أُحِرْ جوابًا حين سألتُ نفسي عن كُنه الشعور الذي ألمَّ بها فور انتهائي من تلك الرواية، أهي صدمةٌ؟ أم نشوةٌ روحية تعَصِف في تُؤَدَة بكل أفكاري؟ أم هو ذلك الارتواء بعد ظمإٍ طويل مؤلم إلى أدبٍ مُكتمل الأركان؟ لا أدري صراحةً التفسير اللغويّ الأَدَقّ الذي اِرْتَأَتْ إليه العربيةُ كي تعكس ما يعتمل في قلبي إزاء كل سطرٍ في هذه الرواية، ولكنّي أمام عملٍ ولّاد، خصب المعاني، صادم الفِكَر، كلما شرد تفكيري في تفاصيله البسيطة والمُعقّدة في آنٍ واحد، أفهم لماذا يبكي البعض من شدة تأثُّر نفوسهم بالجمال، وما أعظم أن يكون هذا الجمال جمالًا سُبِكَتْ داخله المعاني والألفاظ، و يأتي الخيال على استحياء، كي يضع لمستَه الأخيرة، وتغرق نفسُكَ في عالمٍ تنسى فيه أنك بين صفحات رواية، وما هي برواية، بل هو ذلك الركن الخفيُّ في أرواحنا، نلوذ به ظانّين أنه قابعٌ داخلنا، ثم، تقرأ سيرة البطل ذيبان، و يجف ريقك رعبًا أنّك تواجه ذاتك الأخرى، تجحظ عيناك أن خوفك من الموت ورغبتك الحثيثة للحفاظ على حياتك، مُتمَثِّلٌ في ذيبان، الذي ذاق طَعْمَ الذِّئب.


FB-IMG-1603343968241

لا أُصَنِّف نفسي من هواة القصيد، ولا تُدَلَّه نفسي في نظم المعاني شِعْرًا، رغم أنّي بطبيعة دراستي قد حفظتُ الكثير منه، ولكنّي أعشق السرد، وأهيم عشقًا في الرواية بالذات، حتى جاء الاختبار الشفيُّ لعامي الجامعي الأول، وأُجْبِرْتُ على حفظ قصيدة جاهلية طويلة حتى اجتاز الاختبار برضا الأساتذة عني، فما كان مني إلا اللجوء إلى دواوين الأشعار الجاهلية ذائعة الصيت وحفظتُ المعلقات، وبعد رَدَحٍ وقبل الاختبار بأيام عدة، وجدتُ قصيدة شهيرةً كان أوَّلَ لقاءٍ لي معها، لامية العرب لثابت بن أوس الأزديّ أو الشنفرى، ولا أتناسى اختلاف الرواة في صحة اسمه و لقبه، وهِمْتُ عِشْقًا بها، بل رغم صعوبة ألفاظها، حفظتُها كاملةً في وقتٍ قصير، وكأنّي أحفظ الرواية الوحيدة التي تُعبِّر عن نفسي عن ظهر قلب، ولم يعدِ الأمرُ اختبارًا، بل اكتشافٌ لنصٍّ يلمسني بكل حرفٍ فيه، يُبكيني ويُحمِّسني ويسعدني ويغيظني ويُغضبني، وأصبحتْ تلك القصيدة هي رفيقي السري الذي يرافقني في كل أوقاتي، وكمْ تمنَّيْتُ أن أقرأ يومًا روايةً تحكي عنها، أن أجد كاتبًا يروي لنا معاناة الشنفرى وشجاعة تمرُّده على قومه، وقد كان! بعد أربعة أعوام، أجد هذه الرواية كي تطابق مع قصيدتي الحبيبة كما لو أن الكاتب شخصٌ واحد، ففي مُستهَلّ تلك الأيقونة العربية يسرد علينا الشنفرى بثقة واعتداد الصعاليك، الشعراء الذين خرجوا عن أعراف قبائلهم و لم يَخْشَوْا الفيافي و أهوالها، يقول الشنفرى:

أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ ...فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ....وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ

وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى...وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ

لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ.....سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون: سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ...وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ

هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ لَدَيْهِمْ.... وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ


a8cf46d1e6c57df16471b152d8f26dfa

ففي البيت الخامس، تلك النعوت الغريبة ما هي إلا إلى وحوش الصحراء وضواريها التي يُعلن الشاعر بسخرية أليمة أنَّهم أرحم عليه من أهله الذين لفظوه وخانوا العهد عليه، أعِدُّوا الرحال يا قومي، فإني هاجركم، فقد عُقِد العزم وسأسافر ليلًا في ضوء القمر لا خوفَ منكم ولا أبتغي الاختباء، فقد طفح الكيل و سألتجئ إلى من يحفظون السر ولا يُعيِّرون الخاطئ بإثمه، ثم نجد نفس الصوت عند ذيبان، بطل قصتنا، الذي كان يأمن للدنيا بلا خوف ولا قلق، لا همَّ له طيلة ثلاثين حولًا سوى السلامة و العزف على الربابة و نظم الشعر الرقيق للفتيات على ضفة الغدير، و يكره العنف و الدم و قوانين قبيلته التي لا تحكمها إلا القسوة، وأن الفحولة تأتي بإراقة الدماء، كل هذه التقاليد المُقيتة تُرْعب نفسَ ذيبان، فيصارع أصوات الاستهزاء به و مقارنته بأبيه المغوار، حتى أمه نفسها لا تختلف عن الآخرين و لا تراه سوى رجلٍ جبان خائف، و عندما يقع في الحب، يتألم من وقع حقيقة أن فتاته لا تراه رجلًا يستحقها لنفس السبب، و تهزأ به أمام عدوِّه اللدود، و في غابة كابوسبة كتلك، لا ترى الفحولة إلا في السلاح و فرض القوة غَصْبًا، يُضطر إلى قتل عدوّه بعد أن سخر منه و جعل منه أضحوكة أمام الجميع.


6f9cf2fcfde5c28e6b952c8bb07b12fa

.................................................

" بدتْ له الحياة كلها سلسلة من الانتظارات التي من شأنها أن تُفسدَ مشارب حياة المرء وتُغرقه في مائها الآسن. همس ببيتين من شعره وصف بهما الانتظار:
أتحرّى والتحري نار تلظى..ويل من تلظاه نار التحري.
كنه إليَّ حافي في قاع رمضا..الوقوف مضر والممشى مضري."

..................................................


e5a15359b5412c6230ec564031740d37

من أبرز أفكار إليوت النقدية التي لقيتْ ذيوعًا وشهرةً بين الباحثين ما سُمِيَّ ب"المعادل الموضوعي" correlative objective وقد ظهر هذا المصطلح عنده أول ما ظهر، في مقالته التي كتبها عام ١٩١٩ عن مسرحية هاملت لشكسبير بعنوان " هاملت و مشكلاته" وفيها انتقد المسرحية، ووصفها بأنها فاشلة، وعلل ذلك بأنها تقوم على خطيئة جرترود، والدة هاملت حين تزوجت من عمه الذي اغتال أباه، بعد شهر واحد من الجريمة، فهذا الحادث هو الأزمة التي عاشها هاملت وخلقت لديه شعورًا بالفزع والجزع، وشعورًا بالاشمئزاز والنفور من سلوك أمه، بيد أن شكسبير لم يستطع، في رأي إليوت، أن يعالج هذا الموضوع دراميًّا، كما عالج شك عطيل، وفي هذا السياق جاء ذكر "المعادل الموضوعي" الذي أنا بصدده، و الذي أستند إليه لفهم الآلية التي بنى عليها الكاتب الرواية، و ترجمة نص إليوت بالعربية:

" أن السبيل الوحيد للتعبير عن شعور ما في شكل فني هو إيجاد معادل موضوعي، أوبعبارة أخرى، إيجاد مجموعة من الأشياء(موضوعات) أو موقف، أو سلسلة من الأحداث، يتشكل فيها ذلك الشعور المعين، وعندما تقوم هذه الحقائق الخارجية، التي لا بد أن تؤول إلى تجربة حسية، يُستثار ذلك الشعور في نفوسنا على الفور."

a1c37ce196067493488db9f1bf6d97b3

الأمر في العمل الفني إذن كما يرى إليوت، ليس التعبير التقريري المباشر عن العاطفة المعينة، وإنما أن يخلق الكاتب مقابلًا، أو موازيًا لها في عمله، مُجسِّدًا ذلك في حدث ماديّ أو حقائق خارجية ملموسة، يبث من خلالها الشعور الذي يرمي إليه، فالحتمية الفنية تكمن في كفاية الحقائق الخارجية كفاية تامة للشعور.

725b26414bb36909b01ee690fe95c96b

إذن أرى بوضوح أن فرادة تلك الرواية تقوم على مِنْسَأَةٍ واحدةٍ، أن الكاتب خلق لنا ثلاثة عناصر للمعادل الموضوعي، الأول وهو الرئيس، الذئب الذي جعل البطل يواجه نفسه من خلال الحوار معه ليلًا ومما يُؤكّد تلك الفكرة أن ذيبان لم يستطع قطُّ التيقُّنَ من واقعية تلك المحادثة، حتى شككتُ أنا نفسي في فعلية هذه المواجهة، وفهمتُ براعة هذا العمل حينها، فالمعادل الموضوعي هو المقابل المادي للخَوَر الذي استشرى في نفس البطل، ذيبان، والاسم نفسه حين بحثت عنه في القاموس، وجدتُه يعني ما تبقى من وبر الإبل، ولكن بهذه الزاوية، فذيبان والذئب شخص واحدٌ، الذيب ما هو إلا الذئب بعد تسهيل الهمزة، وبألف التثنية، أمسى ذيبان في قرارة نفسه ذئبان، ذلك الصوت الذي كان يرِنُّ في عقله، هو الذئب الآخر، فهما ذئبان، البطل ونفسه الأخرى التي يتوق إليها، نفسه الذئب، في مواجهة نفسه الأولى الخائفة الجانحة إلى السلامة، كم مرة فكَّر أحدنا أن يُخرِج ذئبَه من قمقمه؟


89d80feb42db30fb0e7021992e50ee94

و المعادل الموضوعي الثاني، هو العِنّة لدى البطل، التي جعلها الكاتب إحدى صور الألم المُعجِزة لذيبان، عجز قدريٌّ ضرب فحولته بمقتل، ولم يبتذل الكاتب هذه النقطة، بل جعلها مِحورًا من محاور شعور البطل الدائم بالقلة أمام أترابه، فكيف له أن يصارعهم و يثبت قوته وهو لا يعترف بنفسه أصلًا رجلًا و لا يفهم سر هذا؟ ثم يبدأ في مسايرة قبيلته و يرى الأمور من المنظور الذي يجبرونه على أن يرى الدنيا به، أنت ضعيف، مختلف، لا تقوى على النِّزال ومقارعة الرجال، خنوع لا تقتل و لا تدري كيف تواجه، لا تستحق اسم أباك و لا مجده التليد، رجل مثلك يجب أن يكون ذا شأنٍ، يأخذ ثأره ويغتصب حقه عَنْوةً، وإذا لم تستطع فعل ذلك، فلا مندوحة من أن ��نظر إليك كما لو كنتَ سملًا باليًا، وسننتظر أقرب فرصة للرمي بك خارج القبيلة والنظر إليك باعتبارك ميتًا لا تستحق اسمنا ولا منعتنا، في ضوء هذا الجحود والإصرار على إجبار ذيبان للخَوْض في طرق معينة، يجعل الكاتب أزمته تنفرج إلى المعادل الأول، الذئب، الخوف منه ثم الصراع في مواجهة صادمة مع ذئب حقيقي وهو أعزل، لا يملك حتى زادًا للتقوِّي ومجابهة هذا البلاء ليلًا في العراء، وكأن هذه المواجهة هي إصرار ذيبان على أن يرفع نفسه الجريحة من تلك الوهدة التي ألقاه بداخلها ضحكات قومه وسخريتهم، ثم يواجه عِنَّته، ويفهم أن الضعف و الاستسلام لا وجود ماديَّ لهما، بل هما مرآة لما نؤمن به، المعاني التي نسجيها على قدراتنا، تمثلنا نحن.

........................................

"ليست شراسة الجوارح شراسة يا ذيبان، بل شراسة الشعور هي الشراسة."

.............................................

640x480

والمعادل الثالث الذي تحدَّى به الكاتب الأوصاف الطبيعية المُجرَّدة في بيئة ضعيفة المشاهد كالصحراء، هو مسرح الأحداث نفسه، الصحراء، التي ليست صحراء هنا، بل هي مسرح كبير خالٍ يجوب فيه ذيبان و يدور حول نفسه، يُعيد اكتشاف ما غاب عن باله طويلًا، فكانت الصحراء هي ثالثة الأثافي، والخواء الوصفي في رأيي ما هو إلا تعبيرٌ عن الخواء الفعلي الذي ادلَهمَّ في نفس ذيبان عقب جريمة قتله، فهو يتيه في صحراء جافة مُظلمة ظلامًا كابوسيًّا، لا يتواجه فيها إلا طرفان، الذئب و ذيبان، كلاهما نفس الشخص، كلاهما في وعي البطل، و لكن ذلك الرأي لا يعني بالضرورة أن الرواية رواية تيار وعي أو حلم في عقل البطل من البداية إلى النهاية، لأن الواقعية في سرد الحوار وخَلْق المثيل الأقوى و الفريد من جوف روح ذيبان المُعذَّبة، تفرض على طبيعة العمل بشكل متكامل نوعًا من أنواع الاعتراف بالواقع، نعم أنا مختلف، لستُ ضعيفًا، لم أُضِعْ ثلاثين عامًا من عمري هباءً منثورًا، بل هم الغارقون في عمى أفكارهم، و لا يُبصرون غير عالم الغاب الذي وجدتُ أن الضواري أكثر رحمةً منهم ومن صلف أفكارهم.

لقِحَتْ الحرب في نفس ذيبان، و صنع الكاتب قصًّا دائريًّا لتنتهي حكايته من حيث بدأتْ، فلا مناص من أن يقتل ذيبان الذئب، و لا يقتل هنا سوى نفسه التي استسلمت لقومه، و يُطلق العنان للذئب الوحيد و الحقيقي في الرواية، نفسه، يترك الباب مفتوحًا لنفسه أخيرًا كي تعوي و تعيش الحياة كما تريد و رغم أنف كل الأعراف، و كل القبائل، المدار في الأمر إذن هو ألا نرزح تحت نِير الآخرين، و أن نجوب تلك الصحراوات مُتسلِّحين فقط بذئابنا الحقيقية المُعْتَمِلة داخلنا، و من هنا جاءت تلك الرواية، التي لم يوجد بها حوار مع شخصيات أخرى، رواية كاملة من أولها إلى آخرها لا تدور إلا في مكان جغرافي واحد، صحراء نجد، والحوار الوحيد هو حوار ذيبان مع نفسه، لأني أعتبر الذئب صوت ذيبان الذي قرر أخيرًا أن يُنصِتَ إليه ويُسلمَه روحه، فيجدها!

...........................................

" لم يستطع فهم سبب خوفهم من العار أكثر من خوفهم من الموت، مُستعيدًا فكرةً قالها يومًا لأمه: ( الحياة واسعة لماذا هذا الضنك؟ لماذا تُصرُّون على وضع الحدود و تضييقها؟ فما العار إلا أفعالٌ وضعتموها لتتنافسوا أيكم يختار الموت و لا يأتيها، ليصبح بعضكم أفضل من بعض."

................................................

أحببتُ تلك الرواية و غُصْت داخلها و اعتراني ذلك الشعور أنّي أمام كتاب لا يُنسى، وأن الكاتب يشعر بكل حرف اختار أن يخطَّه يراعه، ذيبان الذي بدأ حياته ضعيفًا خائفًا لا يقوى على مواجهة قبيلته، يُلْقى في عراء الصحراء، في ظلمة تقشعر منها الأبدان، جائعًا ظمئًا وحيدًا تائهًا، لا يدري العلة الأولى التي ألقَتْ به في ذلك الكابوس، ويُحاور نفسه مرارًا و تكرارًا حتى يظهر له ذلك الذئب، ركض خاف ذُعِر، ثم اختبأ في جُحْرٍ ليقضي الليلة الأولى تحت رحمة هذا الذئب، و يئزِّ تحت وطأة آلام جراحه، ليستشعر أنه قد تحرر من الألم الرئيس، قد لأم صَدْعَ نفسه، و اهتدى إلى المخرج الذي ظلّ أمام عينيه عقودًا، و لكنه تعامى، و في الليلة التالية ينسج لنا الكاتب مواجهته مع الذئب، مُصوِّرًا لنا أنه هو الذات الأخرى، التي لا تقتل و لا تُدمِي، بل تُحيي و تُعلِّم.

CTBr-RHv-UYAEe-MO0

تُثار حفيظتي تجاه الإصدارات الحديثة في الرواية العربية، و عندما أجد استثناءً كطعم الذئب، أحتفي به بوصفه تجربةً لا تقل المتعةُ فيها عن نظائرها من كلاسيكيات الأدب العربي المَكين، و مما لزم التنويه إليه، اختيار الكاتب لعنوان العمل، إذ العنوان عتبة مهمة من عتبات النص، و مدخل هام للإحاطة بالمُتوقَّع من العمل قبل الشروع فيه، أو كما في حالتنا الآن، لغزٌ ينتوي الكاتب أن يأخذ القارئ في منعطفات الرواية و كهوفها حتى يسبر غور هذا العنوان غير المتوقع، و في نهاية الرواية وجدتُ ذلك العنوان عبقريًّا، جديدًا، مكونًّا من مضافٍ و بيان تلك الإضافة، كي تكون إسقاطًا لحياة البطل و اللحظة الفارقة التي غيّرت دفة تلك الحياة للأبد.

e82985439717dd850ed0f094d2153cc6

...................................................

" كلما ضاقت به السبل أصبحت الأشياء التي لم تكن تعني له شيئًا غايةً تستحق أن يُسْعى لها."

.............................................


11db489edb8bcb286d9bbe6d252b5d7a

بقي أن أشير إلى لغة الكاتب، والله كنتُ أنادي دائمًا أن جزالة العبارة لا تقل عن أهمية موضوع العمل، و أن اللغة المكينة هي خير مِعولٍ للكاتب حتى يغرز ما يصبو إليه في عقل قارئه، ووجدانه، و في كل فقرة كنت أستلذ بتلك الفصاحة المُلائمة لهذه الرواية الدسمة، الغارقة في أوصاف عصَفَتْ بالبطل، فكانت خير مرآة تُرينا بصدقٍ ذلك الجحيم الذي حُبِس داخله بقوة، ثم وجد مخرجه، كانت اللغة طَيِّعةً عذبةً دقيقةً، و تناولت أيضًا البيئة الجغرافية لحياة الصحراء و البدو بلا إغراق في ألفاظ قديمة أو مُلْبِسَة، مثل هذا الوصف الافتتاحي:
"جاءته على غير عادتها، كاشفةً وجهها الذي كانت تُغطّيه عنه بلثامها الأسود منذ بلغ، قبل ستة عشر حولًا، مُظهِرةً خدَّين شدت خيامُ الأحزان أطنابها عبر تجاعيدهما، و عينين كامدتين كبئرين ماؤهما آسن، تنضحان بؤسهما على وجهه."
إن اللغة تقول الكثير، وفي تلك الرواية فقد أبانتْ لنا عن الوجه الآخر لذيبان، و حكى لنا الكاتب بأسلوبِ مُحْكَم و حبكة رصينة كيف نواجه مما نهرب منه، وأن الحياة حلمٌ قصير سرعان ما ينتهي، الأهم هو ألا ندع الآخرين يقررون لنا كيف تنتهي.

51895cc24c1966419a0617cf6720aa92
..........................

" لم تنفكّ يد الذئب عن صرامة انغراسها العميق في كتفه، و استمرت أسنانه تعضّ يد الذئب، قزّز شَعْرُ الذئب لسانَه، ذاق فيه طعمًا غريبًا، هو خليطٌ حامضٌ و مُرّ و حلو، فكّر: هذا طَعْمُ الذئب."
............................

تمت.

٢٤ أكتوبر ٢٠٢٠
Profile Image for Sherif Metwaly.
467 reviews4,204 followers
October 18, 2020

قيّمتها في البداية بثلاث نجوم تعبر عن حيرتي، وبعد يومين من العمل اكتشفت أنها كانت مهيمنة على تفكيري وقتما سنحت الفرصة لأسرح بخيالي مع كوب من الشاي أثناء الاستراحة، استعدت مشاهد عديدة منها، وتأملت حواراتها وفلسفتها التي أعترف أني أحسست بجمالها متأخرًا، ربما هو الإرهاق ما جعل فهمي بطيئًا وقدرتي على تقييم جودة العمل متذبذبًا، لكن لا بأس، فمادام العمل وصل لتلك الدرجة من الجودة التي تجعله يشغل تفكيري بعد قراءته لفترة، فهذا بلا شك عمل جيد، جيد جدًا ويستحق الحديث عنه بحثًا عن سر جودته.

بين ذكريات ضالة وطعم الذئب سنتان أو أكثر، نضج خلالهما أسلوب الكاتب بشكل ملحوظ، في الرواية الأولى كان الأسلوب عذبًا وسلسًا ومفعم بالبلاغة المحببة للنفس، أما هنا فبدأ عبد الله البصيص يرسخ لنفسه مكانًا كواحد من الأقلام المتفردة بذاتها، قلم أصيل له فلسفته وفكره لا مجرد قلم جميل وممتع، كان الأسلوب هو أبرز وأول شيء أعجبني هنا، فكانت السعادة بما أقرأ حليفتي طوال الرحلة.

تبدأ الرحلة الصحراوية الشاقة من نقطة صراع يتبعها هروب نحو المجهول، ذيبان الشاب الذي تحتار في فهم طبيعته أهو مجرد شاب خجول وهادئ الطباع لا أكثر أم هو جبان وعديم الشخصية كما يراه أهل قبيلته، ذيبات المتهم بجريمة قتل تستوجب القصاص من روحه، والمُبتلى بجريمة عشق ذبح قلبه الغضّ مبكرًا، ذيبان هرب، هرب من الموت والعار إلى المجهول.

لكن لماذا الهرب؟، لماذا يموت؟ لماذا العار؟، ولماذا هو جبان؟، هذا ما تجيبنا عنه الرحلة، رحلة بحث ذيبان عن نفسه وعن الحقيقة، حقيقة الحياة ومغزاها، حقيقة الشر، وحقيقة العالم كله. ذيبان المثقل بالجراح ينظر لك بعينيه المثقلتين بالدمع سائلًا: لماذا يحدث لي كل هذا؟، لتجد الإجابة في مأساة هي مزيج من العادات المتخلفة للقبيلة المعبرة عن عقلية مريضة لأمةٍ بأكملها، في الفهم الخاطئ لمكنون الحب، ولقوة الرجال، ولأنوثة النساء، كل شيء خطأ في خطأ، أيّ ابتلاء هو أن تعيش حياتك مذنبًا بسبب غباء من حولك، هل ستبقى على فطرتك وسط هذا الضغط أم ستتحول لمسخ مثل من حولك؟

هي رحلة روائية تترك في القلب أثرًا يصعب التعبير عنه، أو بمعنى أدق إذا استرسلت في وصفه والحديث عنه ستضطر لحرق كامل أحداثها، لكنها تشحنك بطاقة غضب من باطن الوجع المسيطر على صفحاتها، أعتقد أني فهمت الآن لماذا احترت في تقييمها في البداية، ربما لأني شعرت أني مذنب في حق ذيبان، لأنني تسرعت في الحكم عليه في البداية مثلما فعل كل من حوله، لكن اتضح لي مدى خطأي في النهاية، اتضح لي أن ذيبان وكاتب حكايته نجحا في إيصال الرسالة كما ينبغي، لأجل كل هذا استحقت النجمة الرابعة بجدارة، لأجل كل هذا كتبت هذه السطور.

تمت.
Profile Image for Ahmad  Ebaid.
287 reviews2,259 followers
February 24, 2018
description
"أنا رجل أريد السلامة، أريد العيش بهدوء، لكن.. الأمور.. الأمور دائما تحدث خلاف ما أريد"

فلأجل السلام كان البطل الذي تتمحور حوله الرواية لايؤذي ولا يدفع أذى يقع عليه
ولأجل هذا السلام، عاش حياة الهوان فقد
"ولد ليكون ضعيفا وعليه أن يحني رقبته لأي حبل يريد جرها"

***

بعد روايته الأولى عن مجتمع الكويت قبل الغزو
ينتقل بنا الكاتب عبد الله البصيص في روايته الثانية "طعم الذئب" لمجتمع البدو والصحراء
حديث فلسفي ممتد عن العالم والحياة، عن القوة والضعف

"فيك خصلة من الكلاب؛ وهي أنك تلوم نفسها إذا أخطأت، وتظل تلوم نفسها حتى ترضى على نفسها الذل.. نحن الذئاب لكي نكون ذئابا علينا أولا ألا نأسف على أي خطأ اقترفناه، وألا نندم على زلة بدرت منا. لهذا الذئب لا يخنع"

"لأنه لو كانت الأشياء كما نراها لكانت النار أجمل مكان يمكن أن يقضي المخلوق به الحياة"


الرمزية متواصلة على طول الرواية، ولكنها تصل ذروتها عندما يُحشر البطل في الجُحر كما حَشْرَة الدنيا، في عتمة الليل كما الغيب الذي لا ينفتأ يفاجئنا، يصد الهلاك عنه بزاده القليل، وكالعادة لا ينتهي مثل هذا النزاع دون إصابات

كتابة هذا النوع من الر��ايات يعتبر تحدي كبير، فالكاتب يكون مطالب بفلسفة الكثير من الأشياء في إطار لا يبدو منه أنه يحاول التفلسف.
والتحدي كان هنا أكبر لأن الكاتب شاب يكتب روايته الثانية، ولكنه وفق
***


الرواية رغم أنها مشبعة بروح فلسفية، إلا أنها ليست مملة إطلاقا، وتمضي أحداثها بوتيرة سريعة
تبدأ الأحداث متسارعة في الجزء الأول، ثم متدافعة في الجزء الثاني من الرواية
أما الجزء الثالث والأخير فأحداثه غرائبية
"كسرت الحدود التي تسمى المعقول.. الآن علينا إيجاد معقولات أخرى ترتب الفوضى المنبثة في عقله"

***


الرواية تم منعها في الكويت بلد الكاتب، لأسباب غير معلومة حتى الآن
تماما كما حدث مع روايته الأولى

وحقيقة أنا أستغرب مما يحدث في الكويت من منع كل الكتب الجيدة تقريبا

****

description
"الصيحات في أوقات الشدة، مريحة كالهدوء في أوقات الرخاء، لأن هذا هو الوضع الذي ينبغي أن تكون عليه، أما الهدوء في أوقات الشدة، فمرعب كالصيحات في أوقات الرخاء، لأنها تخبر بأن شيء غير صحيح يحدث"

"لا أحد عاد منه ليخبر ماذا وجد هناك. كل ما هناك هو قصص العجائز، حور وأنهار وطعام كثير.. كيف أصدقهم في أمر لم يره أحد؟.. لعل الناس صدقوها لأنها فكرة أعجبتهم وأيضا تناسب حاجاتهم ورغباتهم وشهواتهم"


***
Profile Image for Ramzy Alhg.
448 reviews245 followers
September 7, 2023
فانتازيا الصحراء .


في هذه الرواية، أتقن الكاتب عبدالله البصيص رسم قضايا المجتمع بإستخدام رمزية الحيوان والإنسان، بروح فلسفية عميقة.

تتناول قضايا العار والإغتراب والخوف من المستقبل والجنون والقلق والتيه، حيث الذئاب البشرية التى تغرِسُ أنيابها في الضعفاء والمهادنين، والفقراء.

حيث تتجلى قسوة البشر لتصبح الصحراء والوحدة والعزلة المليئة بالمفاجأت هي المنجى والمفر .

الرواية ممتلئة برمزيات الطبيعة والصحراء والحياة القبلية والتأملات والمناجاة ، حيث تتضح انسانية الذئاب وذئبية الإنسان.

أن فوز الرواية بجائزة الكويت التشجيعية، لهو أهم أنتصار لقدرة هذا الكاتب العظيمة بعد منعها في بلدة لمدة اربع سنوات، الكتاب الكويتيين في الآونة الأخيرة أعادوا للكويت وهجها الثقافي الذي خبت لفترة طويلة ومنهم البصيص وبثينة والسنعوسي وغيرهم الكثير.

بكل تأكيد بديعة وبلغة جميلة.
Profile Image for فهد الفهد.
Author 1 book5,606 followers
April 11, 2017
نشرت المراجعة في مجلة القافلة الصادرة عن أرامكو

طعم الذئب

تبدو الكتابة عن الصحراء مغامرة، وخاصة لكاتب من الجيل الجديد، الجيل الذي انعتق من الصحراء وصار لا يعود إليها إلا مدججاً بسيارات الدفع الرباعي ووسائل التقنية التي تقيه من مخاطر الضياع والموت التي هدَّدت أجداده لآلاف السنين، كانت الصحراء أسلوب حياة قاسياً، مخاطر يومية وحالة مستمرة من إثبات الرجولة والتمسك بالتقاليد التي صيغت لتمنح الإنسان فرصة أفضل في مواجهة كل ما ينتظره بين الكثبان اللامتناهية وضواريها. وقد اختار الروائي الكويتي الشاب عبدالله البصيص هذه البيئة مسرحاً لروايته الجديدة “طعم الذئب”.

جاءت هذه الرواية الصادرة حديثاً عن”المركز الثقافي العربي” في 222 صفحة مقسمة على ثلاثة فصول، وهي العمل الثاني للبصيص بعد روايته الأولى (ذكريات ضالة) 2014 م.

واستطاع البصيص بلغته الشاعرية، ومعرفته الجيدة بمفردات الصحراء وجغرافيتها وتقاليدها، إعادة بعث تلك الأزمنة الضائعة، مقدماً لقارئه قصة صحراوية ممتزجة بصوت الربابة، وأبيات التشبيب، وصيحات الفرسان، وعواء الذئاب، وألوان الكثبان والنفود ونباتات الثندة والعرفج والرمث، مع رائحة الخزامى والهيل ومذاق الشيح والجثجاث والذئب.

تطالعنا على غلاف الكتاب صورة نصفية لذئب، تتضافر مع العنوان الغريب (طعم الذئب)، وحقيقة أن بطل الرواية يحمل اسم ذيبان، وهو اسم يأتي في البيئة المحلية كصفة امتداحية تعبِّر عن قوة ودهاء وشجاعة الشخص الموصوف بها، رغم أن البطل هنا بعيد كل البعد عن هذه الصفات. ولا تقف رمزية الذئب عند هذا الحدّ، بل يحضر الذئب فعلاً عندما يخوص البطل تجربة تطهرية مع ذئب يطارده. ففيما يمثل الذئب أحد أعدى أعداء الإنسان الصحراوي، ضارٍ شرس متحفز دوماً لافتراس الأغنام وراعيها إن لزم الأمر، يستعيد البصيص هذا الكائن ليمنحه رمزية فلسفية في روايته. فالذئب الذي يطارد البطل ويكاد يفتك به لولا لجوؤه إلى جحر ضيق، يصبح لاحقاً وفي أحداث تبدو كهلوسة غريبة، حكيماً يدل البطل إلى الطريق التي يتخلص من خلالها من لامبالاته وخوفه وإيثاره للسلامة، وهي الحال التي قادت ذيبان إلى الطرد من مجتمعه الصحراوي القاسي، حيث لا مكان إلا للرجال الذين يتصرفون
كذئاب ضارية.

نستعيد ونحن نتتبع قصة حياة ذيبان وعذاباته ولقائه الخاص مع الذئب مقولة الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز التي بنى عليها فلسفته السياسية (الإنسان ذئب لأخيه الإنسان، والكل في حرب ضد الكل، والواحد في حرب ضد المجموع)، إذ يرى هوبز أن أصل الإنسان وطبيعته هو الشر والكيد للآخرين ومحاولة إيذائهم لتحقيق مصالحه الشخصية. لقد واجه ذيبان الذئاب البشرية طيلة حياته: واجهها في مجتمعه الصغير، فرغم إيثاره للسلامة وعدم استفزازه لأحد إلا أنه لم يسلم من المضايقات والسخرية والضرب، وعاش مهدداً داخل خيمته من والدته التي لطالما لاحقته بتأنيبها، وخيبة أملها في أن يخلف زوجها الميت، الفارس المهاب وشيخ القبيلة، ابن رعديد ساكت عن حقه. لهذا نجدها في إحدى غضباتها تقول لذيبان “أريدك ذئباً تملأ العين مثل أبيك”. أما خارج الخيمة، فيتحوَّل اسم ذيبان إلى كوبان وهي كلمة احتقارية تظهر النظرة الدونية لهذا الشاب الذي يقضي وقته عند الغدير، مغنياً للفتيات على ربابته. ويستكمل البصيص تشكيل الحالة الدونية لبطله عندما يكشف إصابته بعنة دائمة، سببتها ثلاثة حوادث تعرَّض لها في طفولته. ولا يغفر الرجال لذيبان ضعفه، فيحاولون إثبات رجولتهم على حسابه وخاصة أمام الإناث، وتحديداً أمام غالية الفتاة التي فتنها شعر ذيبان وجرته للربابة، وفتنته هي بجمالها وضحكتها، الضحكة التي ستقلب لاحقاً حياة ذيبان وتدفعه إلى قتل أحد أقرانه.

يطرد ذيبان من هذا المجتمع الذي كان يرفضه في كل يوم. يطرد لأنه لم يستطع الصمود. فبقتله متعب الغصاب ولجوئه إلى خاله ابن باتل يثير ذيبان حرباً انتقامية بين القبيلتين، يقتل فيها اثنان من أبناء خاله، وتتفق القبيلتان على حلّ الصراع بمبارزة بين ذيبان وحميدان – أخ القتيل-، ولكن ذيبان يبول على نفسه وسط المبارزة التي كان يفترض فيه أن يدافع من خلالها عن نفسه أو يموت بشرف. و هكذا يطرد ذيبان فيحاول الوصول إلى الكويت، قاطعاً الصحراء للالتحاق بإحدى القوافل، ولكنه وقد ودَّع مجتمع الذئاب البشرية، يجد نفسه مطارداً من ذئب حقيقي. تتمدَّد مواجهة ذيبان للذئب على طول الفصل الثاني، وتذكرنا بكل الروائع الإنسانية التي واجه الإنسان فيها مخاوفه وهواجسه وهمومه من خلال مواجهته للطبيعة وكائناتها. نتذكر سانتياغو العجوز وصراعه مع السمكة الضخمة في رائعة إرنست هيمنغواي (العجوز والبحر)، ونتذكَّر القبطان آهاب وحوته في رائعة هرمان ملفيل (موبي ديك)، كما نتذكَّر باي ونمره في رواية (حياة باي) ليان مارتل، وغير ذلك كثيراً من حكايات الحيوانات في خرافات إيسوب أو (كليلة ودمنة) لعبدالله بن المقفع.

يحاول ذيبان النجاة من الذئب باللجوء إلى جحر صغير، يكمن فيه بطريقة جنينية تلمح إلى ما يشبه الولادة الجديدة عندما يخرج ذيبان من الجحر لاحقاً، يحاول الذئب إخراج ذيبان فينشب مخالبه في كتفه ويمزق يده، فيرد ذيبان عاضاً يد الذئب بقوة تجعله يتذوق طعم الذئب الغريب الذي تختلط فيه الحلاوة بالمرارة. نرصد تحوُّل ذيبان الروحي عندما نلاحظ تصميمه على النجاة، وهو من انطرح البارحة أمام خصمه الملوح بسيفه. نلاحظ ذلك في إصراره على عدم التبوُّل على نفسه مرة أخرى رغم انتفاخ مثانته في الجحر الذي حاصره الذئب فيه بتلك الوضعية المؤلمة لليلة كاملة.

يقدِّم لنا البصيص في الفصل الثالث من الرواية تجربة روحية هذيانية لبطله الذي فرّ من الجحر إلى شجرة أثل، تسلَّقها وقضى فوقها ليلته الثانية. يعيش ذيبان خلال ما تبقى من الكتاب تجربة غريبة، يتحاور ويتصادق خلالها مع الذئب، بل يقضي معه ليلة ممتعة حول النار يعامله الذئب خلالها كصديق، ويفيض عليه من تجربته. وخلال حياة ذيبان كلها، لم يعامله أحد بمثل هذا الحنو واللطف الذي عامله به الذئب. فتبدو لنا مقولة توماس هوبز هنا معكوسة، فالذئب إنسان لأخيه الذئب، هكذا يهتف ذيبان متحمساً:

– حسناً، أريد أن أصبح ذئباً
– لا تقل أريد أن أكون ذئباً، أجزم، قل أنا ذئب
– أنا ذئب
– بصوت أعلى رفع ذيبان صوته:
– أنا ذئب، أووووووو

ويختتم البصيص روايته بالعواء الذئبي الشهير، وببطله محاصراً في القرية التي لجأ إليها عندما تخلَّص من الذئب بعدما ذاق طعمه وتشرب حكمته. هل كان على ذيبان أن يعود إلى المجتمع البشري الذئبي، حيث يترصد له الجميع ويحاولون النيل منه، أم كان عليه البقاء في الصحراء التي قدَّم له أحد ذئابها ليلة من أفضل ليالي حياته؟ هذا هو سؤال الرواية الكبير الذي عبَّرت عنه صرختا ذيبان (أنا ذئب) و(أووووووو).
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Mohamed Fawzy.
171 reviews138 followers
September 16, 2025

لماذا طعم الذئب وليس الكلب أو الشاة .... هذا ما ستعرفه وأنت تقرأ هذه الرواية الصحراوية
رواية جميلة رغم ضعف التشويق بها لكنها تميزت في أمور عدة
لغتها كانت قوية حملت جودة وروعة في تصوير البيئة الصحراوية
بطريقة قد تشعر معها بطعم الرمال في فيك وأنت تقرأ أو سخونة ولهيب حرارة الشمس
هذا إن لم تتعرق بالفعل مع جودة الوصفالمشبع بالخيام والحشرات والحيوانات وألفاظ البادية
مع التوضح بالأسفل في الحاشية لكل مالاتعرفه من مصطلحات الصحراء وبلا حاجة للبحث في المعاجم أو القواميس
الرواية من نوعية روايات البطل الضعيف المسالم الذي يبحث عن الظل ويريد الحياة بسلام فقط
يلاقي البطل إتهامات من المحيطين به ككائن رعديد خائف جبان
مع حفنة من الصفات المخزية كالجبن والضعف والخوف إلي آخر تلك الصفات المهينة التي لا تليق بالرجال
يلقي ذيبان البطل بكل هذا خلف ظهره ولايتوقف أمامه كثيراً
ليواصل حياته وسط جدران العادات والتقاليد الصلبة التي لايمكن كسرها أو تخطيها
ويظل علي قناعته بأنه يجب أن يحيا كما أراد هو ... وليس كما أراد له الآخرون
اختيار الذئب ليكون شريكه في البطولة لم يخلو من أبعاد فلسفية
خاصة في الاجزاء الأخيرة وليلة الحديث والحوار مع الذئب
وتبادل المخاوف والذكريات والنصائح فيما بينهما
وحوار فلسفي جميل يدور بين الذئب وذيبان بطل الرواية
ليخرج من تلك الليلة ذيبان الجديد فيقتل الذئب ويواجه قادم الأيام كذئب
الكاتب جزء مشكلة ذيبان علي أجزاء ومشاهد ولم يسقها للقارئ جملة واحدة
ليترك الشوق بداخله للبحث عن ما الذي حدث لذيبان وماذا فعل ليلقي هذا المصير كهارب فار خائف من الجميع
ولنعرف في الأجزاء الأخيرة من الرواية أثناء حواره مع الذئب .. ماحدث له وكان السبب ليعيش هذا المصير
رواية فلسفية جيدة ... لم تخل من لغة عربية جميلة غنية وغزيرة الوصف لحياة الصحراء
الرواية هي لقائي الأول مع كاتبها عبد الله البصيص ولا أظنها ستكون الأخيرة
ريفير من كاتبها عبد الله الصيص

https://www.youtube.com/watch?v=7XcFx...
وأراء أخري حولها

https://www.youtube.com/watch?v=V1nNo...
https://www.youtube.com/watch?v=XYBEz...


Profile Image for ماجد دحام.
79 reviews179 followers
July 19, 2024
ان كان للإبداع في فن الكتابة الروائية عنوان فإن عنوانه هنا في الكويت هو الكاتب عبدالله البصيص مؤلف هذه الرواية ، قد يظن البعض أنني أبالغ في هذا الوصف خاصة مع وجود كتاب آخرين لايقل مستواهم عن مستوى الأخ البصيص لكن الحقيقة تكمن في وصول الكاتب الى عاملين قد يصبان في نفس التقدير الأول هو تمكن الكاتب من تحقيق عامل جذب القارئ حالما يبدأ بقراءة الرواية وهذا العامل هو بالطبع هدف لأي كاتب يرجو نجاح روايته وهو واقع يصعب على الكتاب الآخرين تحقيقه أما العامل الآخر فهو ابتعاده عن السرد الثقيل الممل الهادف الى حشو الرواية بكثير من التفاصيل وهذان العاملان هما من يحدد باعتقادي نجاح الرواية وانتشارها على أوسع نطاق ، نتحدث هنا عن النواحي السردية التكتيكية التقنية بغض النظر عن العوامل الأخرى المساندة .
بالعودة الى الرواية التي أسهب كثير من الاخوة الكتاب في شرح تفاصيلها هنا أود أن أشير ايضا الى النجاح الذي حققه الكاتب في وصف الصحراء وادماج ماتتمتع به من جماليات في النسق الروائي داخل روايته هذه ( طعم الذئب ) ، وللتوضيح اكثر يعلم كثيرا منا أن الروائي هو ابن بيئته ، وبما أننا نحن هنا موجودون في هذه البقعة الجغرافية الفقيرة نسبيا في تنوعها وثرائها البيئي والجغرافي فإن كثيرا من الكتاب تغافلوا أو أهملوا عمدا وصف محيطها ، إذ عن أي شئ يصفون أو يتحدثون حسب رأي الكثيرين منهم و ما هي الجاذبية أو النتائج المرجوة من وصف الكثبان الرملية أو النباتات الصحراوية الجافة ، هذا من جانب أما الجانب الاخر فهو رأيهم الذي يعتقد ان الذي يتحدث عن الصحراء يجب أن يكون قريبا منها أو عاش أوقاتا كثيرا في ربوعها ، اي ان يصبح بدويا وبالتالي كيف يمكن لبدوي مثلا ان يكون روائيا او مثقفا كي يخرج عملا يصف فيه بيئته او محيطه ، لذا فإن هذه الصفة قد لاتتواجد الا عند كتاب قليلين نذكر منهم اضافة الى الأخ عبدالله البصيص الكاتب بهاء طاهر ( واحة الغروب ) وكذلك الكاتب على بدر ( ملوك الرمال ) من هنا جاء نجاح الكاتب في وصف الصحراء رائعا بكل ماتعنيه الكلمة ، نعم هكذا هم الكتاب الحقيقيون بنظري فالاعتماد على التنظير والترميز واظهار القدرات الكتابية وحدها لا تكفي الكاتب كي يخرج نصا ناجحا بل أن وصف الكاتب لطبيعته ولبيئته مهما كانت قاسية أو جافة أو فقيرة المناخ والتضاريس هو من الاشياء المهمة والضرورية لنجاح العمل ، ثمة أمر أخر أود الاشارة اليه وهو تطعيم الكاتب هذه الرواية في عدة فقرات منها بما يعرف ب الميثولوجيا البدوية وبعض الاعتقادات والحكايا التي لازال قسم كبير من السكان البدو يؤمنون بها ومحاكاتها عبر اسلوب الديستوبيا الكتابية وهي مهمة و عمل وجهد كبير وشاق يشكر الكاتب عليه ، اما بالنسبة لبعض الملاحظات التي أود الاشارة اليها هنا فهي كالتالي اولا : إن الإثارة التي حاول الكاتب اضفاءها في الرواية خاصة اثناء مطاردة الذئب لبطل القصة واختبائه في الجحر لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تحقق الهدف المنشود وهي لا ترقى الى مستوى الاثارة التي صنعها الكاتب في عمله الاول (ذكريات ضالة ) ثانيا: لم يكن من الملائم كثيرا التحدث عن تعري النساء في محيط صحراوي محافظ كجزيرة العرب ، هاتان الملاحظتان فقط اردت الاشارة لهما وأعتقد انهما ساهمتا في إنقاص قيمة العمل وماعدا ذلك فالرواية يمكن اعتبارها رواية جميلة وناجحة ... هذا العمل هو ثاني عمل أقرأه للأخ الكاتب البصيص ، وهو لا يرقى بالتأكيد لمستوى رواية ذكريات ضالة ، أما الأربعة نجوم التي أعطيتها لهذا العمل فهي لمهارة الكاتب وخبرته في السرد الروائي خاصة في الفصل الأخير الذي تطرق فيه الكاتب الى علاقة الانسان بمحيطه وتبديد مخاوفه عبر خوضه كثيرا من التجارب القاسية .
Profile Image for عبدالله ناصر.
Author 8 books2,649 followers
May 5, 2016
في زمن الإسمنت والسيراميك والباركيه يعود بنا عبدالله إلى الصحراء والكثبان الرملية برواية رائعة جداً تعتمد تقنية الفلاش باك - بشكل متواصل للأيام الثلاثة ومتقطع للحادثة التي قلبت حياته رأساً على عقب - مستمداً شخوصه ومفرداته بشكل كامل من هذه البيئة في ثلاثة فصول في غاية التشويق. البطل - وهو بطلٌ لا يمكنه أن ينال هذا الدور إلا في روايةٍ بارعة - هو رجلٌ لا يؤمن بالعنف حتى دفاعاً عن نفسه - يمكن القول أنه جبانٌ من الطراز الفريد - يقتل رجلاً دون قصد بسبب امرأة ثم يستجير بخاله فيجيره وتنشب بسوسٌ صغيرة فتتسبب بمقتل بعض أقاربه ثم يأخذ الكاتب بطريقةٍ تدعو إلى الإعجاب بطله ليمرغه بالوحل ويجلله بالعار مرةً تلو الأخرى لتتكفل الصحراء لاحقاً بتربيته من جديد. الرواية بديعة بلا شك، أحببت فلسفة الحياة والموت والصواب والخطأ والندم واللامبالاة. أعتقد أن النهاية كانت عجولةً نوعاً ما، في رأيي مشهد الغدير لم يكن متسقاً ما عدا ذلك كل شيء رائع.
Profile Image for Araz Goran.
877 reviews4,698 followers
November 14, 2019
لن أغامر لو قلت عبدالله البصيص هو من أفضل الروائيين العرب الشباب الذين قرأت له منذ سنوات، يملك قلماً ساحراً، أسلوباً مهذباً عذباً وكأنه يتمرن على قصيدة وليس على رواية، يسرد بشكل لذيذ ، يوخز الحكايات الغامضة بتلاعب محبب في اللغة والنشاط العقلي الذي يشكله مع كل فصل يجبر فيه القارئ على الأستمرار والأستمرار في القراءة ، أقسم انه في لحظات كثيرة تقول في نفسك، لا أريد لهذه الرواية أن تنتهي، لا أريد أن ينتهي الغموض ولا أن تخبو نار المواجهة ولا أن يتقلص حجم الليل، الليل طويل في الرواية مثل قدم العالم ، كأنه الأزل، وعبدالله يعرف كيف يسرد لون الليل وصوت النجوم ولغة الصحراء وحجم الألم والشعور والغربة والجنون والوهم والطيش والعذابات المتولدة من كون الإنسان مهجوراً من أقرب الأقربين، هارباً من نفسه، خائفاً، مرعوباً دائماً من فكرة المواجهة، هل تعلم ما معنى أن يكون لديك خوف دائم من فعل المواجهة، لم يكن جباناً بقدر ما كان لا يريد أن يواجه، لم يكن يرى ان العالم ساحة صراع، كان يتولد في ذهنه فكرة أنه لم يولد ليعيش في كنف القبيلة ولا الصحراء ولا أن يضطر لردم خوفه المعهود كلما أحس بأنه على موعد جديد ليكون خصماً لحياة لم يكن يريدها، هنا ليست حكاية أبطال معهودين ولا باحثين عن سعادة وسط عالم مفتوح متفرغ لزرع القوة فقط، نجد بطلنا أو بالأحرى صديقنا التائه هنا يعيش على النقيض من بيئته وعالمه، شاعري ودود، محب، وقلق في عالم صحراوي جاف لا يعترف بغير القسوة والشدة ومهارات القتال والأنتقام والهزء من الضعفاء، تقول لنفسك أن عالمنا لا يختلف كثيراً عن عالم القسوة هذه، عالمنا الذي يمارس القسوة بمكر أكبر وبذئاب بشرية لا حيوانية، بأنياب أنيقة تغرزها في حياة الضعفاء، العبيد الجدد، ربما نحن لسنا جبناء بل نعيش في عالم جبان يقتل ذراريه بلا رحمة، عالم يفتقر للعدل، يهجر فيه صاحب القلب الطاهر، يزدرى فيه العاطفيون الحساسون من الظلم، نعود الى رواياتنا، عن صراع الذئب، أن تكون ذئباً وأن تعوي لتعود إلى نفسك مجدداً، الذي لم يولد ذئباً سيضطر في النهاية إلى التحول إلى ذئب شرس لا يعترف بأي شيء، لكنه ذئب ممسوخ، خروف داخل جلد ذئب، مزيف وهزيل، يتكرر العواء فيصبح العالم أكثر بشاعة وخبثاً، وحتى الهرب واللجوء صار تهمة بدل أن يكون ملجئاً وسلاماً ..


هل نعيش في عالم الذئاب، أم أن عالمنا هو الذي أمتلأ بالذئاب؟


أو ربما لا يمكنك أن تعيش في هذا العالم من دون أن تتلطخ بقذارته ..



الرواية هي رسالة رمزية تحكي عن المنبوذين، المهجورين، اللاجئين، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى ولا أهل وبلا اصدقاء، الرواية بديعة وساحرة، أحببتها كثيراً، لغة ممتازة وسرد بارع ودهشة في التفاصيل والتشويق، من المؤسف أن تكون هذه الرواية الرائعة ممنوعة في بلاد الكاتب ...
Profile Image for غُفْرَان.
239 reviews2,043 followers
July 4, 2019
ليس هناك جديد يُقال عن لغة وأسلوب عبد الله البصيص
وكل من قرأ رائعته الأولى ذكريات ضالة يعي إلى أي مدى هو كاتب محترف ومتمكن
فليس هناك جديد
فاللغة راقية، بمفردات جزلة، عميقة، شعرية، متجددة على طول النص
لغة عربية حية كما يجب لعربيتنا أن تكون

أما عن القصة ..
واسعة مترامية الأحداث كما هى الصحراء، ماكرة كعيون الذئب بنهايتها المميزة التي تتركك لتُجيب عن السؤال
تنبش في جغرافيا الصحراء وتكشف أسرار البادية، فلسفية
عن الموت والحياة
عن شراسة الجوارح وشراسة الشعور
عن إنسانية الذئاب وذئبية الإنسان
عن حياة السلام والهوان في مجتمع لن يقبلك ضعيفًا
بل سيقبلك قويًا حتى لو كنت نذلًا خسيسًا
عن رموز كثيرة مُلئت بها صفحات الرواية ومع ذلك لم تتحول الرواية إلى أحجية تجثم على صدر القاريء
بل إلي نص بالغ المتعة والدقة والرقي
حقًا أبسط ما يمكن أن يشعر به قاريء حقيقي حيال هذا العمل هو عظيم الإمتنان لوجود هكذا نص أدبي في وطننا العربي وبقلم شاب وفي هذا التوقيت تحديدًا ..

السؤال ..
بحق الله لماذا منعت هذه الرواية ؟!!
383 reviews1,417 followers
July 16, 2019


كان كل ما يهمه هو البحث عن السلامة بأقل التكاليف ، في بادية لا يعير أهلها بالاً لسلامة النفس بالقدر الذي يعيرونه لسلامة السمعة .


هي الحياة عندما تحيك للإنسان ثوباً ثقيلاً من النوائب و المحن ، هي التي لا تأبه بالإنسان محاذياً للجدار ناشداّ السلامة ، بل تنأى عنه مشمئزة من ضعفه ، متنمرة لقلة حيلته .
هو العالم الذي لا يعترف بالضعيف حبةً من عقدٍ لا يتوجب فرطه ، بل يتفنن في سن الشرائع و الحدود دونه ، نابذاً إياه ، لافظاً له كجزء بلا منفعة .


ليس التائه الذي أضاع الطريق ، التائه الذي لا يعرف ماذا يفعل !

منبوذ من الأقربين ، هارب من الدم ، ملتحف بالمجهول ، و مطارد من القدر ، يلفي بطل الرواية نفسه وجهاّ لوجه أمام اضطراب النفس و اعتلالها ، و سلطة الأفكار في واحدة من أكثر لحظات الوحدة شراسة و أكثرها حدة ..
تتقاذفه المخاوف و تتجاذبه الظنون ، يقضي أيامه في الصحراء ، و لإن طبيعة الصحراء القسوة لا تنفض يديها منه إلا بعد أن تصقل دواخله و تشذّب روحه .
و لإن الإنسان مذ فجر الحياة مجبول على استباحة الدماء ، تتفجر الرواية بنهاية رمزية حُبلى بالدلالات .


أنهيت هذه الرواية في منتصف الليل و بقيت لشروق الشمس أفكر كيف يتسع ثوب البشرية لكل هذا الظلم و الهوان؟ ، و كيف أن جبروت ابن آدم لا يتعاظم إلا على الضعفاء و طالبي السلامة؟ ، لماذا ننهال على الضعيف بكل ما أوتينا من خيبات حتى نردم تحت ركام تجبّرنا كل ما حبته إياه الطبيعة من طيبة النفس و نقاء السريرة؟

و أخيراّ ، صدقت مستغانمي حين قالت : إننا ننتمي إلى أمة لا تحترم مبدعيها ، و أنا تجلدني الحسرة على روعة هذا العمل الذي حُدّ من نشره .
بحق الله لماذا لا يُنقد المبدعون في بلداننا إلا الهائل من الاجحاف و التقصير ؟
Profile Image for Osama  Ebrahem.
205 reviews76 followers
July 28, 2023
images-6

بطلنا هنا هو ذيبان يلاحقه اينما كان الذل والهوان حتى انهم اصبحوا يطلقوا عليه كوبان، يلاحقه الموت اينما كان بعد حادثة قتله لمصعب التي إرتكبها بعدما أصبح عند حبيبته مهان...

"يموت الرجل في اللحظة التي يرى نفسه فيها مهان أمام أمرأة يحبها.."

ذيبان لفظته قبيلته بعد مالحق بها من موت ابنائها بسبب ما اقترفه..

"أغمض عينيه متألما من حقيقة أن حياته لم تعد تهم أحدا غيره"

ذيبان مسكين ليس جبانا مثلما يقولون هو فقط لا يريد المشكلات لا يحب رؤية الدم يريد السلامة فقط..

"دائما كن أنت الذي تريد، لا أنت الذي يريدون وهذا يتطلب القليل من الشجاعة والكثير من اللا مبالاه.."
"دعني أخبرك بشيئ الأخطاء..العيوب.. المساوئ.. المخازي ..سمها ماشئت ليست سوى حدود وضعها البشر للمنافسة، ليصبح الذين نجحوا في اجتنابها أفضل من اللذين واقعوها
الحياة ذيبان أوسع من أن يضيق صدرك من أجل خطأ فعلته"

فكيف ستكون حياته بعدما لم تعد له قبيلة ولا اهل ؟!

الحقيقة أني كنت سأقيمها بثلاث نجوم لكن الكاتب خدعني فبعد الجزء الثالث من الرواية وجدت شيئا تماما فتحولت الرواية من سردية عن معاناه ذيبان الى رواية ذات مغزى نفسي وفلسفي تحولت من الواقعية الى خيالية، ومن شيئ متوقع لنهاية مفتوحة ..

"لا أتعلق بالحياه بل اقلل من أهميتها بأن استطيع التخلي عنها متى أريد ، وأحياها بالطريقة التي تلائم طبعي وتتماشى مع رغباتي..."




20230722-133824
Profile Image for طاهر الزهراني.
Author 15 books793 followers
May 13, 2016
سبق وأن ذكرت في قراءة سابقة رأيي في عبدالله البصيص كسارد شاب قادم بقوة، وذلك بعد قراءة روايته الأولى "ذكريات ضالة" لهذا لا حاجة هنا للحديث عن فنياته، ولغته السردية التي يكتب بها، حيث أن هناك شبه إجماع، أن عبدالله يملك لغة سردية رائعة، وهذا أهم عنصر حيوي يحضر في السرد إذ بدونه لا تنفع المحاولات ولا التجارب.
..
الكاتب أجاد في هذا العمل أن يحدث إنسجاماً ساحراً بين الشعر والسرد، رغم تفاوت الأجناس، واستقلالها، وعدم خضوعها إلا للون الذي تنتمي إليه، صحيح أن البطل في الرواية كان شاعرا، وقد يبرر حضور الشعر، لكن الفن هنا ليس في حضوره، الفن في هذه الرواية تجانسه، وامتزاجه لدرجة لو طغى الشعر في مواطن سترضاه، وتستمتع به، وهذا ما ميز هذه الرواية بالتحديد عن باقي الروايات، التي يكون أبطالها شعراء.
وأذكر هنا تجربة لشاعر وظف شعر المحاورة في قصيدة النثر، فكانت تلك القصيدة هي أجمل قصائد الديوان، وأكثرها تفرداً وبراعة، لكن الحديث هنا عن عملٍ تضمن جنساً مختلفا ومستقلا، رغم هذا استطاع الكاتب تليين الجنسين بطريقة بديعة ليخرج لنا عملا جميلا، ولم يكتفي بهذا بل أضاف له من الموروث الشعبي من أمثال وحكايات، وأساطير، مما عزز به العملية السردية، فكانت النتيجة رواية تجذبك إلى المنتهى.
..
ملاحظتي في شخصية ذيبان، الذي بدا لنا فيلسوفاً مع غالية، وساذجاً دونها!
..
هناك أمر أنا بحاجة لمعرفته، وسوف أرضخ إن لزم الأمر للتذوق، وذلك حول طعم لحم الذئب الذي ورد على لسان "ذيبان"، أم أكتفي بحكمة "من ذاق عرف"؟!
وسلامتكم
Profile Image for Amani Abusoboh (أماني أبو صبح).
541 reviews329 followers
December 6, 2020
عبد الله البصيص كاتب جميل ومتمكن من اللغة.. لغة هذا العمل سلسة جداً.. تنقله بين أزمنة السرد أنيق وغير متكلف أبداً.. هذا العمل شدني
ولم أستطع تركه إلا في آخر صفحة لأسلوب الكاتب الجميل والمتفرد..

رغم أن العمل له طابع المحلية إلا أنه واضح ومفهوم جداً ، كما ساعدت الحواشي على فهم الكلمات التي تخص صحراء نجد.. عبد الله البصيص يتقن جداً وضع القارىء في بيئة عمله، وهذا يُحسب له حيث أنني
شعرت هكذا في عمله قاف قاتل سين سعيد وذكريات ضالة..

النهاية جاءت جميلة وعبقرية جداً.

لا أزال أتساءل لماذا مُنع هذا العمل في الكويت، كما مُنع عمله ذكريات ضالة؟!

لكن ما أعرفه هو أنني سأقرأ كل ما يكتبه عبد الله البصيص.

قرأت هذا العمل مع الصديقة الجميلة باكينام، وأتطلع لقراءات أخرى معها💜
Profile Image for Ahmad Sakr.
381 reviews448 followers
October 18, 2020
مزيج من العبارات الجزلة والخيال الجامح والفلسفة الوجودية.. وتقلبات بين شر وخير.. وعدة قشعريرات سكبتها الرواية في أعصابي.. قشعريرات صقلتها الرواية بالتعاون مع ظلام ليل صحاري الخليج الذي كنت أسير فيه وقت قراة الرواية.. والذي لم أجد مكان أنسب منه لقراءة تلك الرواية.. كنت انظر في زجاج الباص الذي كنت اركب به.. فأكاد أرى انعكاس وجه الذئب به.. ينظر إلى ويحدثني!
.
.
نحن أكبر أعداء لأنفسنا.. نحن من خلقنا لأنفسنا العادات البالية.. التي يختلط فيها الخير بالكثير من الشر واللؤم والمكر والقيود التي ما أنزل الله به من سلطان.. نسفك بها دماء بعضا ونحيل به تفاصيل حيواتنا إلى جحيم متصل.. والله جعل حياتنا أكرم وأبرح من هذا الحجيم.. وجعل أولوياتنا أن نعمر الأرض.. وأن نملأها رحمة وعدلا.. لا أن نملأها جورا على أنفسنا قبل غيرنا
.
.
الرواية تلقي الضوء على أبعاد اجتماعية هامة للغاية في البيئة البدوية الخليجية.. والتي ما زالت موجودة حتى الآن وربما بنفس التقاليد والعادات المجحفة.. الرواية جميلة وعظيمة.. وأنصح بها كما نصح بها كل من قرأها

Profile Image for Asmaa Hasan.
53 reviews47 followers
October 28, 2020
رواية غير نمطية، جميلة بلغة رائعة ،تأسرك بصورها ..
بأسلوبها الفلسفي البسيط، واعتمادها على الرمزية.. تصف حياة شاب مسالم يعيش مع قبيلته في الصحراء.. ذيبان الموصوم بالجبن والضعف يخرج من عشيرته منبوذا هاربا منهم على أثر موقف مخزي عرضهم له
تتبدل حياته في ثلاثة أيام.. يرى فيها مالم يره طيلة حياته....

ثلاثة أيام كأنهن العمر.. قريباً سينتهي كل هذا..

أنا رجل أريد السلامة، أريد العيش بهدوء، لكن.. الأمور.. الأمور دائما تحدث
خلاف ما أريد"

الشراسة هي شراسة الشعور لا الجوارح..

فيك خصلة من الكلاب؛ وهي أنك تلوم نفسها إذا أخطأت، وتظل تلوم نفسها حتى ترضى على نفسها الذل.. نحن الذئاب لكي نكون ذئابا علينا أولا ألا نأسف على أي
خطأ اقترفناه، وألا نندم على زلة بدرت منا. لهذا الذئب لا يخنع"


الصيحات في أوقات الشدة، مريحة كالهدوء في أوقات الرخاء، لأن هذا
هو الوضع الذي ينبغي أن تكون عليه، أما الهدوء في أوقات الشدة، فمرعب كالصيحات في أوقات الرخاء، لأنها تخبر بأن شيء غير صحيح يحدث"

العظمة أن تستمر في فعل الأشياء العظيمة ‏لأنها لو كانت في أن تفعل شيئا عظيماً لكان كل الخلق عظماء، لأنهم لابد قد فعلوا على الأقل شيئاً واحداً عظيماً في حياتهم، من هنا فإن الوضاعة ليس في ان تأتي بفعل وضيع وإنما في أن تستمر في الوضاعة"

"لأنه لو كانت الأشياء كما نراها لكانت النار أجمل مكان يمكن أن يقضي المخلوق به الحياة"

قرأتها من فترة وعدت لها مرة أخرى وأحداثها شيقة كأول مرة. الفصل الثالث وحواره مع الذئب وفلسفة الجبن والشجاعة والحياة والموت أجمل مافي الرواية .. لا تستطيع منع الصور من غزو مخيلتك لأيام.. وكأن الذئب متربص بك...
Profile Image for Zainab  Zobeidi.
141 reviews30 followers
November 13, 2018
رواية فاخرة بلغة فخمة و وصف سردي رائع.. تكلم فيها عن حياة البادية.. عاداتهم وقساوة حياة الرجال عندهم.. حيث يتم الاستهزاء والاستخفاف بشدة بالرجل الضعيف والجبان.. .
.
وتأتي هنا شخصية بطل الرواية ذيبان.. رجل ضعيف جسديا.. لكنه ذا روح شعرية ونفس متمردة.. .
وُصف بالجبن والضعف وتكابل عليه الجميع.. لكن تمكن أن يفلت منهم بشكل ما.. .
.
جمالية الرواية تأتي في وصف الكاتب لمشاعر ذيبان.. احساسه بالخوف.. الاذلال الشديد والندم.. كيف برر لنفسه افعاله وتمكن من أن يقلب دفة الامور لصالحه.. رؤيته للحياة من زاوية اخرى والخروج من مفاهيم المجتمع السائدة الذي حاصرته وعذبته من جميع الجهات.. .
.
.
محاورات فلسفية رائعة عن الحياة والموت.. الشجاعة والجبن.. وماهية الحياة.. جميعها طُرحت بصورة رائعة في الرواية👍 .
Profile Image for Mohamed Al Sayyah.
179 reviews41 followers
June 10, 2016
هُناك من يكتب للناقد وهُناك من يكتب للقارئ، أما عبدالله البصيص فيكتب لنفسه. هذا ثاني عمل أقرأه لعبدالله بعد روايته البكر "ذكريات ضالة".أجمل مافيها حوار الذئب مع ذئبان.
375 reviews200 followers
September 16, 2021
لعل ما راقني اكثر من غيره في هذا العمل بعيدا عن الحبكة والسرد ... البيئة التي صور فيها الكاتب أحداث الرواية ... "الصحراء" تجلّت كصورة الهية زادتها حلكة الليل ونور الفجر واشراقة الشمس حُسنا ... وكأن القارئ أُخذ من عالمه ورُمي به في مجاهلها ... في هذا العمل فقط رأيت الصحراء فعلا ...
بالعودة الى الحبكة أعجبتني الرمزية التي اتسمت بها الرواية وحواراتها القوية الممزوجة بحكمة الحياة ..
لا أنكر أن الملل زارني في بعض المقاطع ...الا ان الانتقال العشوائي في الأحداث كان يغلق الثغرة التي يتسرب منها الملل .
الكاتب وكما قلت عنه سابقا عند قراءة "قاف قاتل سين سعيد" ان في قلمه احياء للرواية العربية.
Profile Image for Ahmad Sakr.
381 reviews448 followers
September 8, 2019
مزيج من العبارات الجزلة والخيال الجامح والفلسفة الوجودية.. وتقلبات بين شر وخير.. وعدة قشعريرات سكبتها الرواية في أعصابي.. قشعريرات صقلتها الرواية بالتعاون مع ظلام ليل صحاري الخليج الذي كنت أسير فيه وقت قراة الرواية.. والذي لم أجد مكان أنسب منه لقراءة تلك الرواية.. كنت انظر في زجاج الباص الذي كنت اركب به.. فأكاد أرى انعكاس وجه الذئب به.. ينظر إلى ويحدثني!
.
.
نحن أكبر أعداء لأنفسنا.. نحن من خلقنا لأنفسنا العادات البالية.. التي يختلط فيها الخير بالكثير من الشر واللؤم والمكر والقيود التي ما أنزل الله به من سلطان.. نسفك بها دماء بعضا ونحيل به تفاصيل حيواتنا إلى جحيم متصل.. والله جعل حياتنا أكرم وأبرح من هذا الحجيم.. وجعل أولوياتنا أن نعمر الأرض.. وأن نملأها رحمة وعدلا.. لا أن نملأها جورا على أنفسنا قبل غيرنا
.
.
الرواية تلقي الضوء على أبعاد اجتماعية هامة للغاية في البيئة البدوية الخليجية.. والتي ما زالت موجودة حتى الآن وربما بنفس التقاليد والعادات المجحفة.. الرواية جميلة وعظيمة.. وأنصح بها كما نصح بها كل من قرأها.
Displaying 1 - 30 of 364 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.