What do you think?
Rate this book
سيكولوجية الإبداع في الحياة
الإبداع فعالية نفسية، لا ريب في ذلك، والفوارق بين الفعاليات النفسية هذه هي أساس العلائم الفارقة بين المبدعين. والمبدع يعمل في أحضان الكون مضفياً على فنه أو أدبه إشعاع ذاته بما في محتواها من اللاشعور. وهذا الكتاب يخوض في بعض حقائق الإبداع، ويجول بآفاق أفكار عدد من المبدعين.
112 pages
First published September 5, 1995
3 people are currently reading
43 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 3 of 3 reviews
September 14, 2017
كتب الكاتب كتابه على أساس التحليل النفسي – أدبي لشعر الشاعر اليمني (عبدالعزيز المقالح ) ، فهو من خلال دراسة نصوص الشاعر يقدم لنا ملامح الإبداع الأساسية : من حيث الشخصية والأصالة ، فعل الإبداع نفسه . لذلك يعتبر الكتاب سياحة راقية في تذوق ما وراء الحروف والكلمات في نص الشاعر وعمل المبدع .
إن الناقد يحلّل الظواهر الفنية كما تتراءى له مع تشبث بما هو بارز من حقائق عيانية ، وهو قلما يعير كبير اهتمام للوقائع النفسية الكامنة وراء إبداع أي أثر أدبي أو فني .
أما المختص بعلم لنفس فينصب اهتمامه على استكناه ما وراء المآثر الإبداعية ، فيهتم بالمبدع وكيف أبدع ، وبالإبداع بوصفه خصيصة مصدرها محيط مبدع ،والمحيط هو شخصية المبدع بما في تكوين شخصيته من فعل ونبضات وجدانية وخلجات روحية .و يكاد يكون هناك توكيد على جانب اللاوعي ، والذين يؤكدون على هذا العنصر ينطلقون في الرأي من أن قاعدة الوعي هي اللاوعي .
الوعي هو ، في واقع الحال ، الركن الموهوب بالابتكار وهو قادر على التصرف بشكل مستقل في اللاشعور .
وجه كل من الفلاسفة ، ومنهم هاملتون مثلا ، والمختصين بعلم النفس جلّ اهتامتهم إلى النشاط النفسي والشعور به وكيف تتوالى لحظات الإبداع ،ومقدار جليل مكانته في حياة الإنسان . عندما نتحدث عن نشاط الإنسان ، قد نستخدم اللفظ بمعناه السائب . لكن علم النفس يدلنا على السلوب الصائب في هذا المجال . النشاط بمعناه النفسي ينطوي على شروط أساسية ، لعل أبرزها ما يتمخض عن تحقيق نمط كينونة الإنسان المبدع . فمعنى أن يكون الإنسان نشيطا ، من الزاوية السيكلوجية هو قدرة المرء على التعبير عن ملكاته وقدراته ومواهبه ، وإن اختلفت المقادير وتباينت المعايير . وأن يكون الفرد نشيطا ، بحسب المعايير السيكلوجية ، هو أن يلقي ذاته وأن يتحرى نفسه : أن ينمو، أن يتدفق ، أن يكون معطاء ، وبإيجاز فهو ( فكر متميز بالحيوية والإثمار ) ، على حد تعبير أريك فروم .
أثارت الأدبيات النفسية المعنية بدراسة الإبداع جملة من الأسئلة الخاصة بأبعاد الإبداع من ذلك مثلا :
1. عملية الإبداع وما ترتكز إليه من مقومات
2. النتاج المبدع وكيف تم .
3. الشخصية المبدعة وكيفية تكونها نفسيا وفلسجيا .
4. المناخ الاجتماعي للإبداع وما عساه أن يمد به المبدع من عناصر معرفة ابتكارية
السمة الأساسية للطبيعية الإنسانية تنطوي على مقدرتها التي تكنها من معرفة ذاتها وتجريها على وجه أفضل ، ومن ثم معرفة ما ليس لها أو ما ليس من نسجيها الحقيقي . من شأن هذه المعرفة أن تتيح للإنسان اتخاذ موقفين حيال الحياة : فإما الاندماج وهو المطلب المرموق ، وإما الانسلاخ وهذا يعني الاغتراب .
يقول جبران خليل جبران :
ما أجملك أيتها الأرض
وما أبهاك ، ما أتمّ امتثالك
للنور وأنبل خضوعك للشمس
ما أظرفك متشحة بالظل
وما ألمع وجهك مقنعا بالدجى
ما أعذب أغاني فجرك
وما أهول تهاليل مسائك
ما أكملك أيتها الأرض وما أسناك
ما أنت أيتها الأرض !
أنت بصري وبصيرتي
أنت غافلتي وخيالي وأحلامي ،
أنت جوعي وعطشي ..
إن إبداع جبران لا ينحصر في جانب ، بل إنه إبداع ترامت آفاقه . فالإبداع ليس تفويضا عن عقدة يجالها المبدع ، كما يزعم بعض القائلين بهذا ، من نفسانيين وناقدين . بل الإبداع هو إنماء ذات ، وتنشيط جهاز سلوكي يوجه إلى مواقف بعينها .
الإبداع يعكس نصوصا حوارية تنطق بها اللفظة ، تعكسها ريشة الرسام ، أو تتجلى من خلال إزميل المثّال ، أو نغمة موسيقية تناغي شعاع الروح : نعمة بزغت من ثنايا أنامل موسيقار موهوب . الإبداع موهبة لا يؤتاها إلا من وهب عقلا فائقا وحسا رقراقا يحلق على أجنحة نفس هفهافة .
يتكون الكتاب من الفصول التالية :
الفصل الأول : الإبداع عمل خلاق في أحضان الكون
الفصل الثاني : الإبداع تجديد للحياة النفسية
الفصل الثالث : بين علم النفس والإبداع في الأدب
الفصل الرابع : وشائج علم النفس والأدب
الفصل الخامس : القلق والتوتر وأثرهما في الإبداع عند الأدباء
الفصل السادس : الفصل السادس : الإبداع وآفاقه
الفصل السابع : الإبداع موهبة زاخرة تتنامى
الفصل الثامن : خاتمة عامة
قراءة في الفصل السادس : الإبداع وآفاقه :
الإلهام أهم عامل في الإبداع . فالإلهام يميز المبدعين فميا بينهم كفئة لها خصائصها . ولابد للإلهام من بواعث ومن شروط ملائمة ، ولنا في قصص المخترعين والمبتكرين أمثلة شتى ومعين لا ينضب . فإبن سينا مثلا يصف لنا كيف كان يواتيه الإلهام بعد إخلاده للراحة التي تعقب عنده القلق والتوتر . و ( مانسفيلد) الشاعر الإنجليزي المعروف كتب قصيدته ( المرآة تتكلم ) بعد أن ظهرت له في منامه منقوشة بحروف بارزة على صفيحة مستطيلة من المعدن وما كان عليه إلا أن ينقشها .
والشاعر الإنجليزي الآخر ( كولريج) يذكر بأنه قد غلبه النعاس في صباح يوم وهو يطالع ، ثم آفاق من نومه وأخذ يخط قصيدته المشهورة ( قبلة خان ) حتى وصل إلى البيت الرابع والخمسين ، ثم خمدت فجأة نار الإلهام فكفّ عن الكتابة وترك الفصيدة ناقصة ولم يعد إليها قط . ويذكر العالم بالرياضايت الفرنسي الشهير ( بواناريه) أن كثيرا من كشوفه الرياضية كانت تواتيه فجأة وهو يجتاز مثلا أحد شوارع باريس ، وعند وضع قدمه على سلم العربة عندما يزمع القيام برحلة استجمام في الريف ، علما أنه كان يفكر متوترا في مسألة رياضية معينة .
الإلهام كما يصفه الإمام الغزالي ( كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف لطيف فارغ )
لو لم يكن الإبداع لما بنيت الحضارات ، ولو لم يكن الإبداع كذلك لما أرسيت المسؤوليات وقد تحسسها المبدعون فعدوها من صلب مهماتهم عبر القرون ، وحفظها لهم التاريخ ، والأمثلة تستلزم أسفارا . فانظر مثلا من الماضي ( إنسان فاوست ) لغوته :
يستحق الحياة والحرية
ذاك الذي صارع من أجل الحياة .
بيد أن محدودية إماكاناته الذاتية تجعله يرفض الاستسلام فيتفض :
أستيقظ صباحا والرجفة تعتريني
وأكاد أبكي لأنني أعرف مسبقا
أن اليوم سيمرّ صامتا نحو آمالي ...
إنه يتوق إلى تحقيق الآمال بالطماح المرهوب . فالإبداع محيط يستغرق الإنسان المبدع كله ، فيتفجر عقل الإنسان معبرا بلسان القائل ، وهو الشاعر لطفي جعفر أمان : ( إنا انبعاث يتمطى من قرون الأعصر مزمجرا كالقدر ) ،إنه نور العقل حين يضيء مشرقا دون ريب .
هل يمكن للإبداع أن يتولد دون مشاعر القلق والتوتر ؟
إن مشاعر القلق والإحساس به تنشأ عما ينتاب الذات من إحساس بتهديد من نوع ما ، سواء كان التهديد هذا حقيقيا أم متصورا ، وإزاء ذلك يعمد الفرد إلى استجاشة عناصر قواه الكامنة فيه .
يقول الجواهري مثلا على ذلك :
ولي نفسان : طائرة شعاعا
وأخرى تستهين بما تلاقي
أقول لها وقد خلدت ولانت
أعيقي من يريدك أن تعاقي
فحياة الإنسان المبدع مهيأة لغير ما هي مهيأة لها حياة غير المبدعين ، وإن كانوا جميعا من جنس البشر .وحياة الإنسان في تحقيق ذاته مرتبطة أشد ارتباط مع تجاوز حدود ذاته إلى آفاق أرحب . هذا ماقالته سيمون دي بفوار ، في كتابها المعنون ( في الأخلاق) : ( إن وجود الإنسان في الحياة يصبح لا فرق بينه وبين حياة البلادة والخمول المنافي للعقل) مالم يبدع الإنسان تحقيقا لوظيفة وجوده . لهذا فإن الرتابة تخنق صوت الإبداع وتبلّد العقل ، مما يسدل غلالة على قدرة تحقيق الذات . من قصيدة إدنا سانت فنسنت ميلاي ، بعنوان : الانبعاث :
ها أنا ذي من تراب قد خُلقت
وباسم هذي الأرض قد هتفتُ
فما ذاك الهتاف إلا من صوت البشر
كان ميتا فأحيته قدوة القدر .
ففي ذلك ترى ( الجدوى من حياة الإنسان ) ، على حد تعبير أرنت همنغواي .
إن الناقد يحلّل الظواهر الفنية كما تتراءى له مع تشبث بما هو بارز من حقائق عيانية ، وهو قلما يعير كبير اهتمام للوقائع النفسية الكامنة وراء إبداع أي أثر أدبي أو فني .
أما المختص بعلم لنفس فينصب اهتمامه على استكناه ما وراء المآثر الإبداعية ، فيهتم بالمبدع وكيف أبدع ، وبالإبداع بوصفه خصيصة مصدرها محيط مبدع ،والمحيط هو شخصية المبدع بما في تكوين شخصيته من فعل ونبضات وجدانية وخلجات روحية .و يكاد يكون هناك توكيد على جانب اللاوعي ، والذين يؤكدون على هذا العنصر ينطلقون في الرأي من أن قاعدة الوعي هي اللاوعي .
الوعي هو ، في واقع الحال ، الركن الموهوب بالابتكار وهو قادر على التصرف بشكل مستقل في اللاشعور .
وجه كل من الفلاسفة ، ومنهم هاملتون مثلا ، والمختصين بعلم النفس جلّ اهتامتهم إلى النشاط النفسي والشعور به وكيف تتوالى لحظات الإبداع ،ومقدار جليل مكانته في حياة الإنسان . عندما نتحدث عن نشاط الإنسان ، قد نستخدم اللفظ بمعناه السائب . لكن علم النفس يدلنا على السلوب الصائب في هذا المجال . النشاط بمعناه النفسي ينطوي على شروط أساسية ، لعل أبرزها ما يتمخض عن تحقيق نمط كينونة الإنسان المبدع . فمعنى أن يكون الإنسان نشيطا ، من الزاوية السيكلوجية هو قدرة المرء على التعبير عن ملكاته وقدراته ومواهبه ، وإن اختلفت المقادير وتباينت المعايير . وأن يكون الفرد نشيطا ، بحسب المعايير السيكلوجية ، هو أن يلقي ذاته وأن يتحرى نفسه : أن ينمو، أن يتدفق ، أن يكون معطاء ، وبإيجاز فهو ( فكر متميز بالحيوية والإثمار ) ، على حد تعبير أريك فروم .
أثارت الأدبيات النفسية المعنية بدراسة الإبداع جملة من الأسئلة الخاصة بأبعاد الإبداع من ذلك مثلا :
1. عملية الإبداع وما ترتكز إليه من مقومات
2. النتاج المبدع وكيف تم .
3. الشخصية المبدعة وكيفية تكونها نفسيا وفلسجيا .
4. المناخ الاجتماعي للإبداع وما عساه أن يمد به المبدع من عناصر معرفة ابتكارية
السمة الأساسية للطبيعية الإنسانية تنطوي على مقدرتها التي تكنها من معرفة ذاتها وتجريها على وجه أفضل ، ومن ثم معرفة ما ليس لها أو ما ليس من نسجيها الحقيقي . من شأن هذه المعرفة أن تتيح للإنسان اتخاذ موقفين حيال الحياة : فإما الاندماج وهو المطلب المرموق ، وإما الانسلاخ وهذا يعني الاغتراب .
يقول جبران خليل جبران :
ما أجملك أيتها الأرض
وما أبهاك ، ما أتمّ امتثالك
للنور وأنبل خضوعك للشمس
ما أظرفك متشحة بالظل
وما ألمع وجهك مقنعا بالدجى
ما أعذب أغاني فجرك
وما أهول تهاليل مسائك
ما أكملك أيتها الأرض وما أسناك
ما أنت أيتها الأرض !
أنت بصري وبصيرتي
أنت غافلتي وخيالي وأحلامي ،
أنت جوعي وعطشي ..
إن إبداع جبران لا ينحصر في جانب ، بل إنه إبداع ترامت آفاقه . فالإبداع ليس تفويضا عن عقدة يجالها المبدع ، كما يزعم بعض القائلين بهذا ، من نفسانيين وناقدين . بل الإبداع هو إنماء ذات ، وتنشيط جهاز سلوكي يوجه إلى مواقف بعينها .
الإبداع يعكس نصوصا حوارية تنطق بها اللفظة ، تعكسها ريشة الرسام ، أو تتجلى من خلال إزميل المثّال ، أو نغمة موسيقية تناغي شعاع الروح : نعمة بزغت من ثنايا أنامل موسيقار موهوب . الإبداع موهبة لا يؤتاها إلا من وهب عقلا فائقا وحسا رقراقا يحلق على أجنحة نفس هفهافة .
يتكون الكتاب من الفصول التالية :
الفصل الأول : الإبداع عمل خلاق في أحضان الكون
الفصل الثاني : الإبداع تجديد للحياة النفسية
الفصل الثالث : بين علم النفس والإبداع في الأدب
الفصل الرابع : وشائج علم النفس والأدب
الفصل الخامس : القلق والتوتر وأثرهما في الإبداع عند الأدباء
الفصل السادس : الفصل السادس : الإبداع وآفاقه
الفصل السابع : الإبداع موهبة زاخرة تتنامى
الفصل الثامن : خاتمة عامة
قراءة في الفصل السادس : الإبداع وآفاقه :
الإلهام أهم عامل في الإبداع . فالإلهام يميز المبدعين فميا بينهم كفئة لها خصائصها . ولابد للإلهام من بواعث ومن شروط ملائمة ، ولنا في قصص المخترعين والمبتكرين أمثلة شتى ومعين لا ينضب . فإبن سينا مثلا يصف لنا كيف كان يواتيه الإلهام بعد إخلاده للراحة التي تعقب عنده القلق والتوتر . و ( مانسفيلد) الشاعر الإنجليزي المعروف كتب قصيدته ( المرآة تتكلم ) بعد أن ظهرت له في منامه منقوشة بحروف بارزة على صفيحة مستطيلة من المعدن وما كان عليه إلا أن ينقشها .
والشاعر الإنجليزي الآخر ( كولريج) يذكر بأنه قد غلبه النعاس في صباح يوم وهو يطالع ، ثم آفاق من نومه وأخذ يخط قصيدته المشهورة ( قبلة خان ) حتى وصل إلى البيت الرابع والخمسين ، ثم خمدت فجأة نار الإلهام فكفّ عن الكتابة وترك الفصيدة ناقصة ولم يعد إليها قط . ويذكر العالم بالرياضايت الفرنسي الشهير ( بواناريه) أن كثيرا من كشوفه الرياضية كانت تواتيه فجأة وهو يجتاز مثلا أحد شوارع باريس ، وعند وضع قدمه على سلم العربة عندما يزمع القيام برحلة استجمام في الريف ، علما أنه كان يفكر متوترا في مسألة رياضية معينة .
الإلهام كما يصفه الإمام الغزالي ( كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف لطيف فارغ )
لو لم يكن الإبداع لما بنيت الحضارات ، ولو لم يكن الإبداع كذلك لما أرسيت المسؤوليات وقد تحسسها المبدعون فعدوها من صلب مهماتهم عبر القرون ، وحفظها لهم التاريخ ، والأمثلة تستلزم أسفارا . فانظر مثلا من الماضي ( إنسان فاوست ) لغوته :
يستحق الحياة والحرية
ذاك الذي صارع من أجل الحياة .
بيد أن محدودية إماكاناته الذاتية تجعله يرفض الاستسلام فيتفض :
أستيقظ صباحا والرجفة تعتريني
وأكاد أبكي لأنني أعرف مسبقا
أن اليوم سيمرّ صامتا نحو آمالي ...
إنه يتوق إلى تحقيق الآمال بالطماح المرهوب . فالإبداع محيط يستغرق الإنسان المبدع كله ، فيتفجر عقل الإنسان معبرا بلسان القائل ، وهو الشاعر لطفي جعفر أمان : ( إنا انبعاث يتمطى من قرون الأعصر مزمجرا كالقدر ) ،إنه نور العقل حين يضيء مشرقا دون ريب .
هل يمكن للإبداع أن يتولد دون مشاعر القلق والتوتر ؟
إن مشاعر القلق والإحساس به تنشأ عما ينتاب الذات من إحساس بتهديد من نوع ما ، سواء كان التهديد هذا حقيقيا أم متصورا ، وإزاء ذلك يعمد الفرد إلى استجاشة عناصر قواه الكامنة فيه .
يقول الجواهري مثلا على ذلك :
ولي نفسان : طائرة شعاعا
وأخرى تستهين بما تلاقي
أقول لها وقد خلدت ولانت
أعيقي من يريدك أن تعاقي
فحياة الإنسان المبدع مهيأة لغير ما هي مهيأة لها حياة غير المبدعين ، وإن كانوا جميعا من جنس البشر .وحياة الإنسان في تحقيق ذاته مرتبطة أشد ارتباط مع تجاوز حدود ذاته إلى آفاق أرحب . هذا ماقالته سيمون دي بفوار ، في كتابها المعنون ( في الأخلاق) : ( إن وجود الإنسان في الحياة يصبح لا فرق بينه وبين حياة البلادة والخمول المنافي للعقل) مالم يبدع الإنسان تحقيقا لوظيفة وجوده . لهذا فإن الرتابة تخنق صوت الإبداع وتبلّد العقل ، مما يسدل غلالة على قدرة تحقيق الذات . من قصيدة إدنا سانت فنسنت ميلاي ، بعنوان : الانبعاث :
ها أنا ذي من تراب قد خُلقت
وباسم هذي الأرض قد هتفتُ
فما ذاك الهتاف إلا من صوت البشر
كان ميتا فأحيته قدوة القدر .
ففي ذلك ترى ( الجدوى من حياة الإنسان ) ، على حد تعبير أرنت همنغواي .
October 17, 2016
د.عبدالعلي الجسماني يمزج هنا بين قراءته الوارفة للأدب وخبرته الأكاديمية في علم النفس فأثمرت وأنتجت لنا هذا الكتاب ، على أنني أرى ان اسم الكتاب لا يشمل ما بداخله ويحده ، لو أسماه " سيكولوجية الإبداع لدى الأديب " لكان أكمل وأشمل ..
في المقدمة والفصل الأول يتحدّث د.عبدالعلي عن تجربته في قراءة واستشعار الإبداع الشعري ويروي لنا ما شده من إبداع شعري في قصائد وأشعار أغلبها لعبدالعزيز المقالح ..
في الفصل الثاني يطلعنا الجسماني على بواعث الإبداع الأدبي وقوادح شرره لدى الأديب المبدع ...
اما في الفصل الأخير فيتحدث المرحوم عن علاقة التوتر والقلق بالإبداع الأدبي حيث يؤكد أن التوتر على عكس ما يعتقد فهو المحفّز للإبداع الشعري والدافع للتعبير عن ما يختلج بخاطر الأديب من مخاوف وأزمات .. وهذا الفصل هو في الأصل بحث ..
كما أنه ذكر بعض أنماط المبدعين ورؤية المدارس النفسية للإبداع ..
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه أعالي الجنان ..
في المقدمة والفصل الأول يتحدّث د.عبدالعلي عن تجربته في قراءة واستشعار الإبداع الشعري ويروي لنا ما شده من إبداع شعري في قصائد وأشعار أغلبها لعبدالعزيز المقالح ..
في الفصل الثاني يطلعنا الجسماني على بواعث الإبداع الأدبي وقوادح شرره لدى الأديب المبدع ...
اما في الفصل الأخير فيتحدث المرحوم عن علاقة التوتر والقلق بالإبداع الأدبي حيث يؤكد أن التوتر على عكس ما يعتقد فهو المحفّز للإبداع الشعري والدافع للتعبير عن ما يختلج بخاطر الأديب من مخاوف وأزمات .. وهذا الفصل هو في الأصل بحث ..
كما أنه ذكر بعض أنماط المبدعين ورؤية المدارس النفسية للإبداع ..
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه أعالي الجنان ..
April 21, 2014
كنتُ قد تعرفت على الكاتب وبهرت بكتاباته من خلال كتاب "القرآن وعلم النفس" .. وعندما رأيت عنوان الطتاب "الإبداع" انجذبت إليه ... ولكن بعد القراءة وبالرغم من تقديري للكاتب إلا أنه خيب أملي ... فالكتاب تطرق للإبداع الأدبي فقط ! ولشاعر معين فقط ! توقعت أن يكون شمولي أكثر - في الحياة- من وجهة نظر معالج نفسي !
هذا لا يعني أنني لم استفد منه
هذا لا يعني أنني لم استفد منه
Displaying 1 - 3 of 3 reviews