Jump to ratings and reviews
Rate this book

الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية

Rate this book
من خلال منهجه العلمي الجذاب والمميز في تناول الميثولوجيا وتاريخ الأديان، يبحث المفكر السوري المعروف فراس السواح مسألة من أخطر المسائل في الفكر الفلسفي وأكثرها حساسية في الفكر الديني، هي مسالة وجود الشر في العلام وفي النفس الإنسانية، والكيفية التي عالجت بها معتقدات التوحيد بشكل خاص هذه المسألة، من خلال تركيزها على مفهوم جديد على الفكر الديني هو مفهوم "الشيطان الكوني". فالشيطان ليس كائناً شريراً من تلك الكائنات الماورائية التي لم يخل منها معتقد ديني قط، بل هو المبدأ الكوني للشر، والمصدر الأصلي الذي ينشأ عنه كل شر جزئي معاين. وهذا ما يجعله في تناقض وتعارض مع مصدر الحق والخير.

عن تعارض هذين المصدرين وتناقضهما تنطلق صيرورة الزمن والتاريخ من بداية العالم إلى نهايته في اليوم الأخير. من هنا فقد اتسع مجال الدراسة عند المؤلف ليشمل ما يدعوه بـ "لاهوت التاريخ"، وانتقل من دراسة فكرة الشيطان في معتقد ما، إلى المعنى الذي يسبغه الفكر الديني على الزمن والتاريخ، وإلى طبيعة فهمه لله والعالم والإنسان، والعلاقة بين أركان هذا الثالوث الذي تدور حوله كل الإيديولوجيات الفلسفية والدينية على حد وسواء. الكتاب التاسع لفراس السواح يقدم لك ألف وخمسمية سنة من الهزيع الأخير لتاريخ الأديان المشرقية في تسلسلها وترابطها ووحدتها الداخلية.

315 pages, Paperback

First published January 1, 2004

71 people are currently reading
2132 people want to read

About the author

فراس السواح

31 books2,134 followers
كاتب سوري ولد في مدينة حمص/سورية يبحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان كمدخل لفهم البعد الروحي عند الإنسان...

من أهم مؤلفاته:
- مغامرة العقل الأولى . دراسة في الأسطورة 1978.
- لغز عشتار. الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة 1985.
- كنوز الأعماق. قراءة في ملحمة غلغامش 1987.
- الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم 1989.
- دين الإنسان. بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني 1994.
- آرام دمشق وإسرائيل. في التاريخ والتاريخ التوراتي 1995.
- الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية 1997.
- كتاب التاو وإنجيل الحكمة التاوية في الصين 1998.
- الرحمن والشيطان. الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية 2000.
- موسوعة تاريخ الأديان تتألف من خمسة أجزاء 2004.
- مدخل إلى نصوص الشرق القديم 2006.
- الوجه الآخر للمسيح: مدخل إلى الغنوصية المسيحية 2007.
- إخوان الصفاء، مدخل إلى الغنوصية الإسلامية 2009.
- الإنجيل برواية القرآن 2011.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
210 (38%)
4 stars
218 (40%)
3 stars
91 (16%)
2 stars
12 (2%)
1 star
9 (1%)
Displaying 1 - 30 of 69 reviews
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books5,133 followers
May 16, 2024
- الكتاب التاسع من الرحلة مع فراس السوّاح، اتى زاخراً بالمعلومات بدءاً من غلافه ولوحة وليم بليك التي تصوّر ملاكاً يقيّد ابليس، الى فصوله الإحدى عشر، لكنه لم يكن ملتزماً بالمنهج الذي وضعه لنفسه (الأسلوب الظاهراتي) وهذه كانت نقطة ضعف الكتاب.

- اذا كان يمكن تقسيم الأديان بين وثنية وتوحيدية، فإن تعليل فكرة الشرّ ستكون اساسية في الأديان التوحيدية اكثر منها في الوثنية:

"لقد كان من السهل تعليل الشر في المعتقدات الوثنية التعددية بأنه نتاج تناقض أهواء الآلهة ومقاصدها، او بأنه نتيجة طبيعية لوجود آلهة خيّرة واخرى شريرة. اما في معتقد التوحيد الذي يترافق مع تصوّر لله على انه كلّي القدرة وكلّي المعرفة وكلّي الحضور فإن تعليل الشر يغدو بمثابة المهمة الاولى والملحة المطروحة امام اي معتقد توحيدي."

- تتنوع فكرة الشر-الشيطان في المعتقدات التوحيدية بين:

1- مفهوم صارم حيث صانع الخير وصانع الشر واحد وفق خطة مخفية عن البشر (المعتقد اليهودي)
2- الله يسمو فوق الخير والشرّ ويقف الى جانب الخير (المعتقد الزرادشتي)
3- ثنائية الله – المادة الأزلية، حيث المادة انجبت الشيطان (المعتقد المانوي)
4- وحدانية الله. الأصل العلوي للشيطان واتخاذه دور المعارض (المعتقدين الإسلامي والمسيحي).

وبذلك يقسّم الباحث ما سبق على ثلاثة أنماط:

1- الثنائية المطلقة
2- الثنائية الجذرية
3- الثنائية المعتدلة

وهذه بدورها تتفرع الى ثلاثة اقانيم في الإعتقاد بالصيرورة التاريخية:

1- المعتقد الربوبي (التاريخ المفتوح، لا بعث، لا حساب...)
2- المعتقد الحلولي (استمرار التاريخ بشكل دائم، التناسخ، الحياة الحالية وارتباطها بالحياة السابقة...)
3- المعتقد الألوهي (التاريخ الدينامي : بداية – نهاية)

- يبدأ الفصل الثالث بعرض فكرة الشيطان في الديانات المصرية، والصراع ما بين الخير والشر ويتابعه في الفصل الرابع بدراسة الزرادشتية منذ بدايتها الى الزرادشتية المتأخرة وبروز الفرق المجوسية والتبدّل الذي لحق هذا الفكر.

"إن أوزوريس يحتفظ بسجلٍ يدعى سجل المصائر، تدوّن فيه أمال جميع البشر، ويشرف عليه إلهان هما تحوث وسيشيتا اللذان يحصيان الأعمال الصالحة والطالحة لكا إنسان ويحفظانها الى يوم الحساب، الذي يرى فيه كل واحد اعماله عندما يقف في حضرة ربه امام الميزان في قاعة العدالة."

اما الزرادشتية فتعتقد ان أهورا مازدا (الخالق) صدر عنه روحين توأمين: سبيتينا مانيو (الروح القدس او المقدس) و أنجرا مانيو (الروح الخبيث). بعدها قام أهورا مزدا بخلق 6 كائنات خالدة (اميشا سبيتينا) لمقارعة الروح الخبيث. الكائنات الستة اظهروا الأهورا بدورهم (الكائنات القدسية الطيبة) بينما قام أنجرا سبيتينا بخلق الديفا.
ان الطقوس الزرادشتية لم تكن معقّدة فهي تشمل الشهادة والصلوات الخمس والوضوء وعدم تشييد اي معبد، لكنها تطورت لاحقاً وبدأوا بتشييد المعابد الكبيرة مما خلق خلاف بين الكهنة على ذلك وكردّة فعل على المعبد والتماثيل الحجرية اقامت احدى الفرق امكنة صلاة مفتوحة في الطبيعة تتصدرها النار، هذه النار تبدلت من وسيلة للإتصال الى معبود بذاته ومن هنا اتت كلمة "ماجوس" باليونانية (مجوس بالعربية). قامت لاحقاً احدى الطوائف بنحل الزرداشتية تماماً (الزورفانية) حيث جعلت أهورا مازدا و أنجرا مانيو (أهرمان) ابنين توأمين للإله زورفان اي الزمان.

"تنعكس الرؤية للعلاقة بين المادة والروح على نظرة الزرادشتية الى الإنسان في روحه وجسده. فروح الإنسان ليست اسمى من جسده، والجسد ليس منبعاً للشرور ولا رداءً مؤقتاً نسعى الى التخلص منه من اجل الإلتحاق بالعوالم الروحانية، بل هو الشرط الأمثل الذي يحقق للروح حياة ذات معنى. لذا فإن الأرواح عندما تنفك عن اجسادها بالموت، فإنها تبقى في حالة انتظار تحن الى الإتحاد بأجسادها من جديد في يوم البعث الأخير"

- يتابع بغياب فكرة الشيطان عن التوراة، ف "يهوه" هو الخير والشر في آن واحد، ويعرّج على فكرة التوحيد فيها (!!) والأخلاق (المعدومة) في التوراة وأنصح من يحب الإطلاع بقراءة الخلاصة صفحة 113. ثم يعرض الأسفار غير الرسمية/ المنحولة والتي كانت محاولة للتجديد لكنها لم تستطع التحرر من الجمود التوراتي، ولعل قراءة "الهاجانداه" سيكون ممتعاً في اقتفاء الكثير من القصص التي سمعناها في اماكن اخرى لاحقاً. حاولت هذه الحركات التجديدية رسم صورة جديدة للشيطان وكانت ممهدة للفكرة التي ستطرحها المسيحية لاحقاً.

- الفصل السابع هو استعراض لمعتقدات الفرق الغنوصية التي تعتبر ان "يهوه" هو الشيطان الذي خلق هذا العالم والذي يديره ولا طريق للوصول للروح الأعلى الا عن طريق العرفان والتحرر. هذه الغنوصية اتخذت شكلاً آخر في المانوية حيث المادة هي الشيطان.

"في العام 1945 تم اكتشاف مكتبة غنوصية بموقع نجع حمادي بمصر، احتوت على اثنين وخمسين مخطوطة مخبأة في جرار فخارية، أمكن إرجاع تاريخها الى حوالي 400 ميلادية. وهذه المخطوطات عبارة عن ترجمة قبطية عن اصول يونانية."


"ان العرفان الداخلي الذي ينير جنبات النفس هو الذي يجعل من صاحبه انساناً طيباً واخلاقياً، ودونما الحاجة الى لوائح اخلاقية مفروضة من الخارج، لأن الشر هو الجهل والمعرفة هي الخير."

- الفصلين الأخيرين من الكتاب يستعرض فكرة الشيطان في المعتقد المسيحي (لوسيفر، الملاك الساقط،..) والمعتقد الإسلامي، وفي هذين الفصلين يتحوّل السوّاح من باحث الى مستعرض بيانات!
Profile Image for Ahmed Ibrahim.
1,199 reviews1,908 followers
September 1, 2020

في الفصل الأول من الكتاب يتناول فراس السواح مفهوم الثنوية الكونية وصراع الخير والشر وإلقاء نظرة سريعة على معتقدات الديانات فيه.
الفصل الثاني يتناول المفهوم الديني للتاريخ واختلاف رؤية الديانات للصيرورة التاريخية، فيعرض رأي المعتقد الحلولي الذي يرى استمرار التاريخ بشكل دوري، والربوبي الذي يرى أن التاريخ مفتوح، والألوهي الذي يؤمن بدينامية التاريخ ووجود بداية ونهاية.
الفصل الثالث عن فكرة الشيطان في الديانة المصرية وظهور البذور الأولى لصراع الخير والشر.
الفصل الرابع عن الشيطان في المعتقد الزرادشتي وبروز الخير والشر كمبدأين متصارعين، وعرض الكاتب التطور التاريخي للديانة وما دخلت عليها من تغييرات.
الفصل الخامس عن الشيطان في التوراة، ويُعد دوره هامشيًا حيث أن يهوه الإله التوراتي يمثل بشكل كبير النقيضين، فهو الخير والشر معًا، ويتناول الكاتب التغيرات الطارئة على الفكر التوراتي بالتدريج بالذات في مفهوم التاريخ والتصورات الأخروية.
وفي الفصل السادس يعرض الكاتب الثورة التوراتية من خلال تناوله للأسفار المنحولة التي قدمت مفاهيم مختلفة بعض الشيء وساعدت بشكل كبير في ظهور المسيحية.
الفصل السابع عن الشيطان في الغنوصية، وتعرض الغنوصية فكرة مختلفة عن الشيطان باعتباره يهوه الذي ولد صدفة من الأم صوفيا، والروح الأعلى هو كائن أسمى من الإله التوراتي حيث أنه يمثل الخير المطلق، أما الإله التوراتي يهوه هو من خلق العالم انتقامًا وزرع فيه من روحه الشريرة، فالمادة في نظرهم هي الشر المطلق وعلى الإنسان التجرد من المادة ومعرفة الروح الأسمى كي تتحرر.
الفصل الثامن عن الغنوصية المانوية، وهي المعتقد الوحيد الغنوصي الذي تطور وتماسك ليصبح دينًا منفصلًا على يد ماني، وتُعتبر المادة في المانوية هي الشيطان المطلق.
الفصل التاسع عن فرقة غنوصية أخرى وهي الكاثَّارية التي نشأت في القرون الوسطى لكن كالعادة قضت عليها الحملات الصليبية.
الفصل العاشر عن الشيطان في المسيحية ودوره المحوري.
الفصل الحادي عشر والأخير عن الشيطان في المعتقد الإسلامي ودوره في الإغواء لمن ضلوا عن سواء السبيل.

فراس السواح من أهم الكتاب الذين تناولواظاهرة الدين وتعمقوا فيها وطرحوها بكل موضوعية بمنأى عن أي تقديس أو تحقير
Profile Image for Mai Muhammad.
121 reviews43 followers
March 1, 2013
يخبرك أحد المثقّفين، من خلال نقاش ما، أنّه لا يجب عليك قراءة مثل هكذا كتب لأنّه وحسب قوله، تزرع الشكّ..فسألته: هل تجد في القرآن أو الإسلام شكّ؟
هل يوجد نصّ صريح يحرّم قراءة هكذا كتب؟
أجاب بلا.. السؤال الأخير، هل يوجد نصّ لا يدفع لاستخدام العقل فيما يفكّرون به؟
سأقرأ هذا الكتاب.. وسأحكم..
Profile Image for عمر الحمادي.
Author 7 books704 followers
March 16, 2018
كتاب مدهش، واسلوب سردي متسلسل رائع، يعد هذا الكتاب أول كتاب أقرؤه للاستاذ فراس السواح... كلما تقاطعت الأديان مع بعضها بعضاً كلما زاد وضوح أصلها المشترك ولو لم تدركه الأعين، وحدها دراسة التاريخ ستجلي نقاط الالتقاء والافتراق.

يرى المؤلف إن الخط الفاصل بين الوثنية والتوحيد مسألة فيها نظر، وهي تستحق أن يقدم لها قراءة عصرية باعتبارها عهداً قديماً للديانات التوحيدية، كان باستطاعة الله سحق الشيطان عندما رفض الامتثال لأمره، لكنه آثر الإبقاء على مبدأ الحرية الذي استنه لخلقه، هناك ثلاث أطروحات لعلاقة الخالق بالكون:

١- المعتقد الربوبي: الذي يرى أن الله خلق العالم ثم تركه كما هو دون أن يتدخل في مجراه، لكن قد تتدخل القدرة الإلهية في بعض الأحداث الجسام، ولا يتصف الإله هنا بالعدالة ولا توجد للحياة غاية ولا يوجد بعث أو حساب في عالم آخر.

٢- المعتقد الحلولي: الذي يناقض الربوبي ويذيب الفوارق بين الخلق والخالق، فما الروح الفردية إلا قبس من روح الله الكلية رغم حجاب الجهل، وكما يظهر الماء في أشكال متعددة مثل البخار والغيم والجليد كذلك تتجلى الألوهية في ما لا يحصى من الظواهر المادية، ويجري الثواب والعقاب تبعاً لمبدأ الكارما، أي الفعل وجزاؤه، فوضع الإنسان الآن محكوم بأعماله في حياته السابقة.

٣- المعتقد الألوهي: والذي يقع في المنتصف بين الربوبي والحلولي، ويستدعي اتصال الله بالعالم تحويل مفهوم العدالة -الذي يعمل من خلال الكارما في المعتقد الحلولي- إلى صفة من صفات ��لله، وتتجلى في هذا المعتقد النطام الأخلاقي الذي يحكم الأفراد والجماعات، وتقوم الصلة بين الله والناس على عناصر الإيمان والأخلاق والعبادات.

عند قدماء المصريين، كان الخلود في عالم نوراني بلا مرض ولا شقاء هو من حق فرعون فقط باعتباره إلهاً وإنساناً في الوقت نفسه، أما بقية شرائح الشعب فإن حياة ما بعد الموت ما هي إلا استمرار شبحي للحياة الأرضية، لكن لم يمض وقت طويل حتى تطلع بقية الشعب إلى الخلود دون شفاعة فرعون أو وساطة كهنته، واستقرت فكرة اللامركزية السياسية والدينية في الأقاليم المصرية، وصار بعضهم يبني لنفسه المدافن والقصور باستقلالية تامة عن فرعون.

تعتبر الزرداشتية أول ديانة ثنوية توحيدية، وبدأت كديانة بسيطة لا تعتمد إلا على عدد قليل من الطقوس والأساطير المتعلقة بنشأة عالم الخير والشر ونهاية الزمن، ودعت إلى التزام المؤمنين بها بالصلاة خمس مرات والوضوء قبل ذلك، ومنع نبيهم تشييد المعابد والتماثيل لأن الله موجود في كل مكان، لكن استطاع "أردشير الثاني" لاحقاً استمالة فريق من الكهنة إلى معابده الباذخة التي صارت النار فيها شعاراً ورمزاً فيه للإله.

يعزو الباحثون غياب شخصية الشيطان الكوني في التوراة بسبب حرص محرري التوراة على وحدانية يهوه وتنقية مفهوم الإله من أية ظلال تجنح إلى تعددية كان الدين الشعبي اليهودي يجنح لها على الدوام، فلم تتوصل التوراة إلى مفهوم صاف للوحدانية، فهو يصارع يعقوب ويأكل من طبيخ سارة كل ذلك من أجل تجميل صورته في عين شعبه المختار، ووضعت التوراة الوصايا الطقسية التي تحكم على الكاهن بالموت إن لم يغسل أطرافه قبل الطقس، والعمل يوم سبت يستوجب الإعدام، فهذه الشرائع وضعت لا لخلاص الناس بل لإدانتهم وتجريمهم والانتقام منهم، ويخلو مفهوم التاريخ في التوراة من صراع الخير والشر ومن فكرة نهاية الزمن التي يعقبها تحويل كامل للوجود إلى مستوى جليل، ويخلو فيها الآله من مفهوم الخير والعدالة، وتوصف الأيدولوجية التوراتية بأنها زرداشتية مقلوبة بالرغم أن محرماتها هي نفس شريعة موسى، فإله العالم الواحد صار إله بني إسرائيل فقط، وتاريخ الكون الذي يدفعه صراع الخير والشر نحو نهاية الزمان صار تاريخ ناقص يتوج بسيادة اليهود على باقي الأمم.

ابتكرت الغنوصية فكرة الآب الأعلى الذي يعتبر مصدر عالم النور، والإله الأدنى الذي خلق العالم المادي عالم الجهل والظلمة وهو إله التوراة الذي يعتبر مصدر الشر عندهم، ويعتقدون أن هذا الإله وعالمه سيؤولان إلى الدمار عندما يتعرف الإنسان على النور الأسمى في داخله، هذا هو العرفان الذي يجعل الإنسان طيباً وأخلاقياً، والعبادات الشكلية هي خضوع لإله العالم المادي.

ثم لما جاء يسوع، فإنه لم يبشر بإله جديد لكنه أحدث انقلاباً داخل المؤسسة اليهودية، وألغى العهد القديم، وصار الإله هو الواحد المتعالي المرتبط مع العالم والإنسان برابطة الحب، وهو إله أخلاق يأمر بها ويكافىء عليها، ولا يطلب من الإنسان سوى الإيمان والعمل الصالح.

أما في الإسلام، فإن الإيمان لا يتم إلا إذا اقترن بالسلوك الأخلاقي والإيمان باليوم الأخر والكتب والأنبياء والملائكة، والشيطان في الإسلام -وبخلاف العقائد الثنوية- لا يعد ندّاً للرحمن ولا حتى بصورة مرحلية مؤقتة ولا يتمتع بالسلطة والقوة اللازمة للخلق، وليس هو حاكماً لمملكة الشر، فالخير والشر خياران أخلاقيان سيرهما الله لبني البشر ليكونا موضوعاً للحرية التي وهبها لهم، والشيطان له دور ثانوي في حصول الشر الذي ينبع من النفس ويفاقمه الشيطان.
Profile Image for Samer.
33 reviews14 followers
May 17, 2014
كتاب مميز يقدمه باحث مميز عن الديانات القديمة ونظرتها لثنائية الله والشيطان وصراع الخير والشر ومبرراته ..تهكم السواح(المبرر جدا) على الاحداث في الرواية التوراتية تخف حدته(ان لم نقل تنعدم)عند ظهور هذه الاحداث(بصياغة اخرى) في نظيرتها القرآنية والتبرير والتفسير جاهز هنا وغائب هناك..وجود خلاصة في نهاية كل فصل تتضمن رأي السواح الشخصي بالمعتقد الذي يبحثه تغيب في نهاية الفصل الاسلامي الذي لم اجد له معنى او فائدة سوى المقارنة وكان اقرب لطريقة كتب التفاسير والدعوة الاسلامية..الكاتب تنقصه الجرأة في مناقشة المعتقد الاسلامي بتجرد ومنطقية ووضعه في سياقه التاريخي كما يفعل مع غيره
Profile Image for Omar Abu samra.
612 reviews119 followers
June 5, 2020
جميل جدا لكن هناك تكرار في بعض الافكار. استمتعت بقراءته جدا
Profile Image for عماد العتيلي.
Author 16 books652 followers
December 29, 2017
‎‫‏description

ويُطوى بساط قراءاتي لهذا العام 2017 مع انتهاء هذا الكتاب.
كانت رحلة ممتعة للغاية!

description
description

كتاب جميل آخر للسواح، رغم أنه ليس الأجمل وليس من ضِمن الأجمل!
هو، بلا شكّ، عالج موضوعاً هاماً للغاية وقد عالجه باحترافية وتجرّد إلى حدّ ما.
ولكن عتبي على السواح، هو أنهُ عندما يصل في نقاشه للدين عند التصور الإسلامي، يهدأ ويقف مثل المتردد أو الخائف من الانتقاد. ففي هذا الكتاب، عندما ناقش اليهودية والمسيحية وغيرهما، كان شجاعاً يعرض الأدلة ويفنّد أموراً وينتقد ويُقارن هذه المعتقدات بالأساطير القديمة .. إلخ. أما عندما وصل إلى الفصل الأخير وهو مناقشة الإسلام، اكتفى بعرض للآيات والأحاديث .. والتعليق الإيجابي عليها – من غير نقد أو مقارنة. فلم يأخذ معه هذا الفصل الأخير إلا صفحات قليلة مقارنة بالصفحات (أو بالأحرى الفصول) التي أفردها للمسيحية أو اليهودية.

هذا يعطي القارىء فكرة، أن السواح لا يتكلم بتجرّد عندما يصل إلى الإسلام. فيسهُل على أي قارىء أن يعلم بأن كاتب هذا الكتاب شخص مسلم. خاصّة عندما يُتوّج بحثه ويختتم كتابه باقتباس لأحد المتصوفة المسلمين!
ربّما يبدو عتَبي هذا سخيفاً أو غير منطقياً عند كثير من القرّاء (المسلمين). ولكنني رأيت أن السواح بسبب هذا الأمر بدا هُنا في هذا الكتاب مختلفاً قليلاً عنه في كتبه السابقة (مغامرة العقل الأولى مثلاً).

description

لكن، هو بكل تأكيد كتاب يستحق القراءة، خاصة في فصوله الأولى. شرح وافٍ وتحليل جميل للغاية.
خاتمة موفقة لهذا العام.

description
Profile Image for Noor.
266 reviews153 followers
September 9, 2013
كتاب يبحث في أصل فكرة الشبطان و وجوده التاريخي في الديانات التوحيدية السماوية الثلاث و غيرها من الديانات التوحيدية ف من المعلوم ان الديانات الوثنية عامة لم تتبنى فكرة وجود الشيطان و ذلك لتنوع الالهة و توازعها أداور الخير و الشر .. مع التوحيد تراقفت فكرة ظهور فكرة الخالق الواحد بفكرة وجود الشيطان كثنوية خير و شر و تراوح مبدأ الثنوية بين ثنوية جذرية او مطلقة او معتدلة و تعتمد كل منها على صفات الاله و الشيطان وقدرة كل منهما و العلاقة بينهما و بين الانسان

بين الوثنية و التوحيد كفكر جديد كان هناك حلقة وصل هو الحلولية التي تواجدت في الديانات الهندية كالهندوسية و البراهمانية و فكرة تناسخ الارواح و الدورة الكونية اللا منتهية و قد ميز الكاتب بين ثلاثة مفاهيم مهمة هي ( الربوبية – الحلولية – الالوهة ... ) تعود بدايات فكرة الشيطان الى العصر الفرعوني المتأخر و نرى كذلك بدايات الربط بين النظام الاخلاقي و الدين و بداية التفكير في الحياة الاخرة التي كانت شبيحة في الديانات الوثنية القائمة على حياة واحدة يقوم فيها الانسان بتقديم القرابيين للالهة لنيل ما يريد فيها ( ديانة بابل – كنعان – المصرية الاولى ) .... بداية البعد عن القرابين و القرب من ربط الاخلاق و العمل الصالح بالدين طمعا في النجاة و الحياة الاخرى ... لكل دين من الاديان قصة عن الخلق و بدء الحياة و تتشابه الديانات التوحيدية و السماوية خاصة بقصة الخلق مع وجود بعض الاختلافات التي تتناسب مع مضمون كل ديانة ( سبع ايام ... خلق الملائكة و الانسان و السماء و الارض ... عصيان الانسان و عصيان الشيطان و النزول الى الارض )

زرداشت : نبوة زرداشت ( قصة الملاك و البحيرة ) ... الاله الواحد ... مبدأ الحرية ...ثنوية النور و الظلام ... ليس هناك تناظر ظهور مفهوم نهاية التاريخ باحلال الخير و سحق الشر ... الحساب و الجنة و النار ... التبشير بمسيح اخر الزمان ... الدارة الاخرة .... تقدير الروح و المادة على حد سواء ... تشريع العبادات ( الصلاة – الوضوء – الطهارة – احكام دفن الموتى و غيرهم ) انحراف الديانة و تبسيطها لتصل الى عبادة النار

اليهودية : عبادة اله واحد يهوة ( عدم انكار وجود بقية الالهة في كثير من التوارة ) الاله المخلص لليهود ( العبادة مقابل السيادة الارضية ) ... الاله ذو الصفات الانسانية ( الغضب – الجهل – الاكل – الشرب – تقلب المزاج ... ) التشاريع القاسية وسيادة الطقوس المادية على الروحية ..... انكار اليوم الاخر في اسفار العهد القديم الصحيحة و اثباتها في الاسفار المنحولة .... يهوه صانع الشر و الخير في الاسفار الاصلية بلعار مسؤول عن الشر في الاسفار المنحولة ( بلعار الشيطان الملاك الذي ينفذ مشيئة الرب أحيانا و يخدعه احيانا اخرى ) ... الانبياء الخطاؤون المقاتلون مرتكبو الكبار المنحرفون عن التوحيد احيانا و التوابون ... تحليل سفك دم الغيريين حسب التوراة .... العماليق ( زواج الملائكة من النساء الارضية ) في الاسفار المنحولة و اتساع مفهوم الاله الواحد ليتعدى االيهود الى الاقوام الاخرى في الاسفار المنحولة و تعزيز القيم الروحية فيها و التي مهدت للمسيحية او كانت حلقة وصل بين الديانتين

الغنوصية و المانوية : الاله الواحد الاعلى للارواح ...الاله الادنى يهوه خالق العالم المادي و يماثل مفهوم الشيطان و الخلاص عن طريق الحكمة و العرفان بالاله الاعلى .... ثانوية الروح و الجسد .... الروح من الله و الجسد من الشيطان .... التقشف و الزهد و احتقار المادة عند ماني و التقسيم المجتمعي الطبقي ( كهنة – عامة ) ... الايمان بالتناسخ ايضا للوصول للخلاص ....ماني النبي و خاتم النبيين حسب المانوية و التدوين الفوري ... في الغنوصية : مفهوم المسيح الروحي ( فكرة المسيح لا تتمثل بشخص – عدم الايمان بالصلب ... ) .. التشريع من الاله الادنى يهوه ... الايمان بالاخرة و نهاية التاريخ و تحرر الروح من الجسد ... الانسان و صناعته كطين و روح و رجوعه في ذلك بشكل مشترك الى الالهين الادنى و الاعلى

المسيحية : الاله الواحد ... الثالوث المقدس ( الاب – الابن – الروح القدس ) ... فكرة الفداء للتخلص من الخطيئة الكبرى لادم .... المسيح ابن الانسان ( ادم الثاني ) ... اعلاء القيم الروحية و التخفيف من قيود التشريع ....المسيح يهزم اغواء الشيطان .... المسيح و اليهود ( المسيح الروحي و المسيح السياسي ) الايمان بالمسيح كشرط للنجاة بالإضافة الى العمل الصالح ... المسيح و قدو مه في منتصف الزمن كنقطة فصل فما قبله شبحي مبهم المصير ... المؤمنون به هم ابناء النور .... التسامح الديني و الاخلاقي و الزهد و التقشف .... المعجزات و العجائب ... التحذير من الدجال ... نزول المسيح اخر الزمان و احلال الخير و العدل .... تفاصيل القيامة و الدينونة و انتصار الخير على الشر .... ملكوت السماوات وجود اسفار صحيحة و منحولة ايضا

الاسلام : الاله الواحد ... مفهوم الحرية و التركيز على الخيار الانساني ... السلطان الشيطاني الغير قابل للمقارنة بسلطان الله لضعفه و هشاشته ( غياب الثنوية ) .... الشيطان عامل مؤثر على النفس البشرية حسب ميولها ... الجن في القران كمخلوقات مخيرة هي الاخرى ... السرمدية و قصة الخلق ... برأ الاسلام المرأة من خطيئة التحريض الموجودة في بقية الاديان ... ابليس من الجن لا من الملائكة ...مفهوم نهاية التاريخ الواضح و المقدر سلفا ... الدور الثانوي للشيطان مقابل الدور الرئيسي للنفس البشرية المتقلبة بين الجبرية و الحرية ... ابليس له نسل و ذرية ... الانسان معنى العالم و الهدف تنقية النفس ... القصاص الدنيوي و الاخروي ... القيامة و الحساب و تكرار و تنوع ذكرها في القران الكريم ... الجنة و النار ... التبشير بنزول المسيح في دمشق و قتله المسيح الدجال ... قتال المسلمين و اليهود ( حروب اخر الزمان ) دلائل القيامة ... ظهور المهدي ...

كتاب مهم و جميل جدا و يتحرى الاسلوب العلمي و الدقة و الحيادية في الطرح بطريقة جميلة و ممتعة و محترفة ... اعجبني جدا
Profile Image for Mahmoud Aghiorly.
Author 3 books697 followers
January 6, 2017
كل الاديان تشبه بعضها البعض و نتجت من حاجة انسانية بحتة
Profile Image for Ran Alzahrani.
48 reviews18 followers
June 12, 2014
لم يكن هدف الكتاب المقارنة بين مفهوم الرحمن و الشيطان بين الأديان ، بل العكس كان محاولة لإستقصاء بذور الخير و الشر في بداية التاريخ الإنساني ، حيث جُعل كسلاح يمارس على المجتمعات لتحقيق الفضيلة و الخلق السليم ... الناس يظنون ان الفهم الديني شيء قطعي مسلم به في حين انه تراكمي يكبر و يتضخم مع التاريخ ، الاسلام نفسه تراكمي وهذا الذي أثبته الكتاب. حقيقة : فراس السواح حيادي و اعتبره مدخل الى الحقيقة
Profile Image for Lama.
130 reviews44 followers
April 11, 2018
كانت رحلةً طويلة وممتعة مع كتابٍ عميق آخر لمفكر وباحث سوري يستحق التقدير، وكالعادة لا يسعني أن أمنح جهده الكبير إلا كل ما أملكه من نجماتٍ وإعجاب
Profile Image for iljowder Abdulla Khalid.
291 reviews68 followers
January 27, 2023
معضلة التوحيد هي الإجابة على السؤال التالي:
لماذا يوجد الشر في العالم ؟؟ أو بصورة أخرى لماذا يسمح به الله على الأقل ؟

للإجابة على هذا الأسئلة المركزية كان على ديانة صياغة لاهوت خاص بالشيطان كمركز و مؤسس كوني للشر في ( اغلب الديانات ). وجود الشيطان في المعتقدات التوحيدية فتح المجال لوجود ما يسميه السواح بالثنائية الكونية وهي الاعتقاد بوجود مبدأين للعالم منفصلين كلٌ بذاته، الإله الخيِّر من جانب والشيطان في جانب آخر. كما ساهم وجود الشيطان في صميم الفكر التوحيدي إلى تكوين مفاهيم خاصة لتفسير التاريخ وحركته و منشأه و مآله.


يناقش هذا الكتاب ويستعرض عدة ديانات مشرقية عديدة الديانات الهندية والمصرية والرافدينية والزادشتيه واليهودية ومن ثم الفكر المنحول الذي ظهر بعد اكتمال كتابة التوراة .ثم ينطلق السواح ليعرض لنا الغنوصية والمسيحية واخيراً الاسلام.

تختلف هذه الاديان في تفسيرها للشر البعض يرى بان الله هو صانع الخير والشر معاً كما في اليهودية والبعض يرى بأن الله يعلو فوق مفاهيم الخير والشر وليس أياً منها منه أو صادرة عنه كما في الزرادشتية.

فيما يجنح الاسلام على سبيل المثال الى تقليص دور الشيطان وتجعله ليس هو السبب الشر وإنما دوره يقتصر ضمن الحياة الانسانية فقط وتأثيره أخلاقي فقط حيث أن مصدر الشر أساساً هو في تركيبة نفس الإنسان.
Profile Image for Islam Beiet.
69 reviews16 followers
September 9, 2022
وضع السواح كتابه قاصدًا البحث عن أصل الاعتقاد بالشر والهيئة التي اتخذتها الأيديولوجيات المختلفة ومعتقدوها للتعبير عن فكرة الشر وتواجدها مع فكرة الإله لتنشأ فكرة الثنوية الكونية في الأديان المنتشرة وبعض التيارات المنبثقة منها وعلى أساسها مثل الغنوصية والأسفار التوراتية غير القانونية، ودفعه ذلك بالتبعية لتناول التصور اللاهوتي لكل ديانة عن النشأة والصراع والصيرورة وما تشمله من أزلية وزمن دوري أو تصورات آخروية. كما تطرق قليلًا للكيفية التي أخذت بها الديانات المختلفة من أفكار سابقاتها الراسخة في الضمير الشعبي بالفعل ثم تجاوزتها لتكَوِّن تراكيب مختلفة مستقلة عن الأصل تضمن لها الاستمرار والتأثير. وكالعادة فإن منهج السواح في الكتابة ناجح في التواصل مع المطلع عليه بأبسط الطرق اللغوية دون التعقيد الملازم والمطلوب أحيانًا في ذلك النوع من المباحث لكن رغبته تلك بطبيعة الحال حالت دون إيصاله لبعض ما تناوله بصورة تمنحها ما هي حقيقة به من التعقيد المطلوب لإزالة السذاجة عن ظاهرها.
Profile Image for Lord Talal.
6 reviews5 followers
October 17, 2009
يبحث السواح في مسألة من أخطر المسائل في الفكر الفلسفي وأكثرها حساسية في الفكر الديني، ألا وهي مسألة وجود الشر في العالم وفي النفس الإنسانية، وفي الكيفية التي عالجتْ بها معتقداتُ التوحيد بشكل خاص هذه المسألة، من خلال تركيزها على مفهوم جديد على الفكر الديني، ألا وهو مفهوم "الشيطان"، الذي يُعَدُّ المبدأ الكوني للشر والمصدر الأصلي الذي ينشأ عنه كلُّ شر


وظهور الشيطان في الفكر الديني تَرافَق مع اتصال الأخلاق بالدين. يعتقد الكثيرون، كما يذهب فراس السواح، أن الأخلاق هي جزء لا غنى عنه في الدين. لكن، في الحقيقة، إن اتصال الأخلاق بالدين جاء في مرحلة متأخرة من مراحل تاريخ الدين. فالأصل في الدين والأخلاق هو استقلال واحدهما عن الآخر، وليس ارتباطهما. فالدين، من جهة، ينظم صلة الإنسان مع العوالم الماورائية، بينما الأخلاق تنظم صلة الإنسان مع أخيه الإنسان، وصِلَة الأفراد مع الجماعة. وحتى وقت متأخر من تاريخ الدين، كانت إدارةُ الأخلاق وقفًا على التجمعات البشرية، تديرها وفق أعرافها وعاداتها؛ إذ لم تكن الأخلاق آنذاك مزوَّدة برادع ديني، بل كانت شأنًا دنيويًّا مستقلاً عن السماء. كما كانت الآلهة موزَّعة بين الشر والخير، ولم يكن الشر قد تجسَّد بعدُ في كائن ماورائي معيَّن. ولكن، في ظلِّ ظروف اجتماعية وتاريخية معينة، بدأت الأخلاق ترتبط بالدين؛ مما أنتج عن ذلك تدريجيًّا ظهورُ إله الخير، وخاصة كلما اقتربنا أكثر فأكثر من مفهوم التوحيد، حيث أصبح وجهُ الإله الواحد يجمع كلَّ الفضائل، بل صار هو الخير المحض. فكان لا بدَّ من تفسيرٍ لوجود الشرِّ في العالم: إذا كان الله خيرًا محضًا فمن أين يأتي الشر؟ هذا هو السؤال الجوهري، وتلك هي المعضلة التي طَرَحَها فراس السواح في كتابه الرحمن والشيطان؛ وهي معضلة فلسفية وروحية وفكرية كبرى، حيث تحوَّل الفكر الإنساني مباشرة إلى فكرة الشيطان. ولقد ظهرت شخصية الشيطان في الديانات التوحيدية خصوصًا
Profile Image for Saja.
214 reviews27 followers
September 8, 2022
ياعبد
اذا رأيتني في الضدين رؤية واحدة ، اصطفيتك لنفسي

اليوم زال الضباب عن وجه اله كنت أعبده .. فإذا به غير جدير بي
اليوم أبدا رحلة بحث اكثر عمقا ودقة ومتعة وسعادة وامل عن :
مفهوم عبادة جديد ... وعن اله جديد

لفراس السواح الف الف شكر
Profile Image for أحمد دعدوش.
Author 13 books3,430 followers
March 22, 2016
يزعم المؤلف في المقدمة انتهاجه المنهج الظاهراتي، إلا أني لم أجد ذلك واضحا في أي من فصول البحث، بل يبدو أن نحى منحى تاريخيا لا يخلو من الانحياز إلى النظرية الوضعية.
يمكن القول إن النقد الموجه إلى باحثي الأديان الوضعيين يكفي لنقد هذا الكتاب، وهذا لا يقلل من قيمة المعلومات التي تضمنها، مع أن انتقاءها من مصادرها التاريخية عرضة للنقد نفسه، فهناك عدة روايات لمعظم الحوادث التاريخية ولا سيما المتعلقة بالأديان والمقدسات، فالذي يكتب التاريخ هو المنتصر والمستفيد.
Author 1 book88 followers
October 21, 2014
بأسلوبه السلس و منطقه العلمي التحليلي يتتبع فراس منشأ فكرة الشر الكوني و الذى يختلف عن الشر الانساني ابتداءاً من ديانات العصر القديم ووصولاً الى الرسالات الابراهيمية و تبلور صورة ابليس و قصة الخطيئة مع ادم و حواء ..


الكتاب ككل كتب فراس التي قرأتها من قبل لا غنى عن قرائته لهواة الميثولوجيا و تاريخ الأديان
Profile Image for Ahmed Faid.
255 reviews54 followers
February 12, 2017
الكاتب في مقدمته ذكر ان الموضوعية المطلقة مستحيلة و انا باتفق معاه لكن حسيت انه متحامل جدا عالديانة اليهودية على عكس المسيحية و الاسلام.
و اتكلم عن المانوية و الزرادشتية و هحاول اقرا عنها اكتر
.....
يا عبد، اذا رأيتني في الضدين رؤية واحدة، اصطفيتك لنفسي (النفري)
Profile Image for Nouru-éddine.
1,452 reviews277 followers
September 3, 2022
"يا عبد،
إذا رأيتني في الضدين رؤية واحدة
اصطفيتك لنفسي."
النفري

يا لها من رحلة مع فراس السواح! سيرة ذاتية للشيطان بداية من وعي الإنسان وتفتح عيونه على العالم من حوله وصياغته للمفاهيم على شكل أساطير أولية وحتى أكمل شكل من أشكال الوعي الديني والتاريخي. ولكي يحدد فراس نطاق بحثه فقد اقتصر على تناول سيرة الشيطان كممثل للشر في العالم وحدد تناول سيرة تاريخ العالم اللاهوتي أي من وجهة نظر المشيئة الإلهية وتمييز ذلك عن الفكر العلماني -من العالم- في النظر إلى جدلية التاريخ وهو المذهب الذي يعرف بالتاريخانية. وكان العنوان الأساسي للكتاب هو الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية أي ثنوية الخير المطلق والشر المطلق، وهذا الصراع بينهما هو المحرك الأساسي للتاريخ. فلقد أدى ظهور الشيطان في المعتقد الديني إلى تكوين المفهوم الدينامي للتاريخ، فالشيطان هو الخلل، والخلل ينبغي تصحيحه دون الإخلال بمبدأ الحرية الذي قاد إلى ظهوره. ويتم التصحيح عبر جدلية تاريخية تقوم على صراع الخير والشر وتنتهي بانتصار الخير وهزيمة الشر، ومع زوال الشيطان ينتهي التاريخ لأنه لا وجود لتاريخ بلا صراع وبلا تناقض وبلا أضداد.

ثم كان هناك شأن آخر في مسألة الصراع بين الخير والشر، وهو الأخلاق. فغياب الصلة بين الأخلاق والدين كما كان في المجتمعات الأولى كان يعني فقدان الصلة أصلاً بين الأخروية (تصورات نهاية التاريخ) والأخلاق. علاوة على أن الفعل الأخلاقي لا ينبع إلا من الاختيار، والاختيار لا يكون إلا بالحرية. فكانت حرية الشيطان بدئية فاختار الشر وظل في جانبه، بينما الإنسان المخلوق حرًا أيضًا والحرية ستقوده إلى الاختيار والاختيار هو جوهر الأخلاق بهذا تستمر حرية المخلوقات حتى نهاية التاريخ وبداية حسابهم على أفعالهم.

رحلة طويلة، رأيت فيها مع فراس السواح بداية دور الشيطان الشبحي وشبه المنعدم في الوثنية وانعدام مركزية الإنسان الذي هو مجرد خادم للآلهة يفلح لها الأرض ويوفر لها الغذاء وهو مغلوب على أمره ولا طمع له في الخلود، لأن الآلهة استأثرت بالخلود لنفسها فحسب، وبانعدام الانسانية تنعدم الحرية وبالتالي لا داع لوجود شيطان يلعب دور الشر في مواجهة الخير. ثم أخذ الفكر الإنساني ينمو حتى بلغ شدة الثنوية مع المانوية الغنوصية حيث أصبح الشر مبدأ أزليًا مضادًا لمبدأ الخير الأزلي أيضًا، والشيطان ليس مجرد رمزًا للشر، بل هو إله هذا العالم (الديمرج) أمير هذا العالم وخالق المادة المظلمة وهو كذلك يهوه العهد القديم الذي أضل الإنسان بالشرائع وتعنتها وشغله عن سموه النفسي بالغنوص الذي هو طريقه الوحيد لبلوغ النور الأزلي الذي منه قد خلق فيلتحم مجددًا بالآب السماوي الأبدي تاركًا سلسلة الولادة والموت في العالم المادي المظلم. ثم مع الأديان التوحيدية نجد الإنسان أصبح له دور أكثر فعالية في جدلية التاريخ وأصبح العالم مخلوقًا من أجله هو، والشيطان دوره ثانوي وضعيف، وبهذا لم تعد ثنائية الرحمن والشيطان بل الرحمن والإنسان والشيطان، حيث فعل الإنسان المسؤول له مركزية فعالة والشيطان يرمز للشر لكنه لا يغير من صيرورة التاريخ أو يغير من مقادير الله سبحانه وتعالى.

نتتبع مراحل نمو الإنسان الفكري من الوثنية الرافدية ثم الأوزيرية ثم الزرادشتية ثم وقفة مطولة جدًا من المؤلف مع اليهودية الكلاسيكية واليهودية ذات الفكر المنحول وأبوكريفا العهد القديم التي مهدت لظهور المسيحية اليهودية والغنوصية بشتى فرقها خصوصًا الغنوصية المانوية ثم المسيحية الأرثوذوكسية وتصورها عن التاريخ الدينامي الذي أصبح له معنى بتجلي يسوع المسيح وأصبح التاريخ يمكن تفسيره من المنتصف إلى المقدمة ثم قفزًا إلى الأمام حتى نهاية التاريخ بمجيء الملكوت وانتهاءً مع الإسلام الذي همش دور الشيطان وجعل سلطته ضعيفة والإنسان الذي يختار الشر هو الذي يجعل الشيطان يعينه على هذا الشر أما غير ذلك فليس للشيطان سلطان على عباد الله المخلصين.

***

::مخططات شخصية::






***
Profile Image for Fatima Al-Quwaie.
517 reviews105 followers
October 19, 2016


يا عبدُ، إذا رأيتَني في الضدَّين رؤيةً واحدة اصطفيتُك لنفسي.
-محمد بن عبد الجبار النفري.

قراءة مؤلَّفات فراس السواح مسألةٌ محفوفةٌ بالمتعة والكثير من المشقة، بالمتعة؛ لأن الإبحار في عوالم الأديان والأساطير إبحارٌ في عالم النفس الرحب اللامتناهي – إذ أن "الدافع الديني"، كما برهن فراس السواح بكلِّ تماسُك في كتابه القيم دين الإنسان، دافع أصيل في النفس الإنسانية التي تتمخض عن الأساطير والشعائر والعقائد، لا يقل أصالةً عن الجوع والعطش وسائر الدوافع الطبيعية، بل يفوقها بعد بلوغ مرحلة معينة من النضج الداخلي. وبالمشقة؛ لأن فراس السواح لا يهوِّن على القارئ مهمَّته، بل إنه، باعتماده الأسلوب الفينومينولوجي كما وصفه والذي يتوخى الموضوعية والحياد الإيجابي وينأى، قدر المستطاع، عن أحكام القيمة، يتخذ موقعاً أبعد ما يكون عن تقديم "وجبات فكرية" جاهزة للقارئ، بل يترك له حرية التفكُّر والاستنتاج ويتوقع منه أن يعيد إبداع المادة الفكرية في عقله ونفسه ليخرج من قراءته إنسانًا أغنى وأنضج.

البحث في الثنوية الكونية بحث مثلث: بحث في الخبرة الدينية عامةً، كانعكاس لعلاقة الإنسان الجوهرية مع الوجود – أولاً، وبحث في فهم الإنسان للقوة المحرِّكة للتاريخ – ثانيًا، وبحث في أصل الخير والشر في النفس البشرية وفي كيفية تعامُل الإنسان معها – ثالثًا. تلكم مدارات بحث فراس السواح في كتابه الأنيق الرحمن والشيطان.
Profile Image for Bassel.
159 reviews49 followers
September 15, 2020
- لقد كان من السهل تفسير وجود الشر في المعتقدات الوثنيّة، إمّا بوجود آلهة خيّرة و أُخرى شريرة أو نتيجة تناقض أهواء الآلهة نفسها، لكن مع ظهور مفهوم التوحيد أصبح وجود الشر مقابل قوة كليّة المعرفة و خيّرة هو مأزق لكل عقل مفكّر

من هنا راحت المعتقدات التوحيدية تصوغ مفهومها عن وجود الشر، فكان وجوده ناتج عن قوة كليّة واحدة هو الإله يهوة عند اليهود، أو مدخلين عنصر " الحرية " المعطاة لكل موجود ومن بينهم " الشيطان " كما في الإسلام و المسيحية أو بالحديث عن إله مفارق للخير وللشر ولكنه داعم للخير كما في الزرادشيتة ..

- يقدم الباحث السوري فراس السواح في دراسته هذه و باستخدامه للمنهج الظاهراني " الفينومينولوجي " الذي اعتدنا عليه في جميع أعماله، بحثاً أشبه ما يكون بالمقارن للقوى الثنويّة الكونيّة التي تحكم العالم والموجودة في تركيبة ديانات الشرق الأدنى القديم، مبتعداً عن إطلاق الأحكام الإيجابية أو السلبية على حد سواء، تاركاً للقارئ هذه المهمة بعد عرض كل ما في جعبته من حقائق و مقارنات ..

- يبدأ هذه الدراسة بتعاريف عامة تساعد القارئ على البدء في رحلته، منها مفهوم الثنويّة الكونيّة التي تعتمد وجود مبدأين متناقضين متصارعين هما السبب لكل مظاهر الوجود، مميزاً بينها وبين الثنوية القطبيّة المتشابهة مع الثنوية الكونيّة بوجود طرفين متناقضين، ولكنهما في حالة تعاون و اكتمال في الثانية، لا حالة خصام وعداء ( التاوية الصينية كمثال )

- في الفصل الثاني يطرح السواح رؤية كلاً من المعتقد الربوبي ( بلاد الرافدين نموذجاً ) و الألوهي ( الزرادشتية نموذجاً ) و الحلولي ( الهندوسيّة نموذجاً ) لفكرة الألوهة وعلاقتها بالعالم ..

- يتلمّس السواح في الفصلين الثالث والرابع فكرة الشيطان في الديانة المصريّة القديمة و بذور الثنويّة الكونيّة المتمثلة ب حورس و سيت، منتقلاً للحديث عن ميلاد الشيطان في الزرادشتية التي قدمت عدداً من الأفكار الجديدة على تاريخ الدين ..

- أما الفصل الخامس فكانت للحديث عن إشكاليّة الأخلاق في التوراة التي دُمجَ فيها دور الإله والشيطان في شخصية واحدة هي شخصية يهوة، مبيناً افتقاد التوراة إلى تصور مُتّسق و واضح حول الخير والشر واصفاً الإيديولوجية الدينية التوراتية بإنها زرداشتية مقلوبة على رأسها !

- الفصل السادس كان عن الفكر التوراتي المنحول الذي قدم تجديدات لاهوتية جذرية منها إدخال فكرة الشيطان الكوني على الرؤية التوراتية للتاريخ، لكنه كان عاجزاً في إحداث إنقلاب جذري في الأيديولوجية التوراتية لعدم إعطاءه رؤية و أقصوصة متكاملة، في نفس الوقت كان الخميرة لنشأة الديانة المسيحية التي قطعت كلاً من التلمودية و الفكر التوراتي المنحول بأشواط عديدة ..

- الفصل السابع تناول المذهب الغنوصي الذي حل مشكلة الشر بطريقة مبدعة و جديدة على الفكر الديني وذلك بطرحه لوجود إلهين، اعلى خيّر و أدنى هو الشيطان يهوة، منتقد بشكل راديكالي الفكر التوراتي والدور الرئيسي لإلهته يهوة ..

- يتفرّغ السواح في الفصلين الثامن والتاسع للحديث عن الفئات الغنوصية اللاحقة و حلها لمشكلة الشر، كالمانوية و رؤيتها الشيطانية للمادة و الكاثارية المسيحية التي أُبيدت في القرون الوسطى بأمر من الكنيسة الكاثوليكية الرسميّة ..

- أمّا الفصلين الأخيرين فكانا للحديث عن "الشيطان" في كلاً من اللاهوت المسيحي و المعتقد الإسلامي ..

ختاماً هذه دراسة تستحق التأمل لا القراءة فقط، فيبدو أن حاجة البشريّة إلى وجود قوى ما ورائية شريرة أو شخصيّ�� ميثولوجية تمثل المبدأ الكوني للشر، هي حاجة ربّما تكون فطريّة، إلا أن الحقيقة القاسية هي أن الإنسان وحده هو مصدر كل الشرور ..

________________
_ كتاب الرحمن والشيطان ..
_ فراس السواح ..
Profile Image for Bassam Ahmed.
425 reviews76 followers
April 24, 2018
كتاب يحمل بين طياته بحث يتناول ثنائية الخير وأصله والشر واصله أو كما عنونه مؤلفه الاستاذ الجامعي فراس السواح ب "الرحمن والشيطان.
يقع البحث في ٣٣٠ صفحة يتناول فيها فراس السواح بدايات تشكل تلك الثنائية في الوعي الانساني وأشكال الأطر الدينية، الاجتماعية والثقافية التي حوتها ابتداءا من أقدم الحضارات البشرية (حضارة شعوب ما بين النهرين أو الموسوبوتاميا) التي وثقت آثارها مرورا بأبرز معتقدات الحضارة الفرعونية و حضارة بلاد السند والهند وبلاد فارس والشرق الاوسط وصولا الى نقاش مضامين آخر الديانات السماوية الشمولية وطرحها لأصل الثانوية ومآلاها في صيرورتها التارخية، ومن ضمن ابرز النقاط التي تطرق اليها البحث هو التطور التدريجي لمفهوم الدين والاعتقاد عند الانسان من طقوسية منفصلة عن الاخلاق كما هو في ديانات التاريخ المفتوح و ديانات التاريخ المتوالد في دوراته المتعاقبة اللانهائية، انتقالا الى بروز بدايات ومن ثم ترسخ الربط الأخلاقي الاجتماعي الانساني بالمعتقد الديني الميتافيزيقي وبروزه كشرط للخلاص والانعتاق الأخروي متمثلا بالعمل الصالح والخلق القويم مقرون بالايمان المطلق وهذه تجلت في ما سماه المؤلف بالديانات دينامية التاريخ وهي التي تطرح مقاربة مفادها بأن الزمن يمر بمراحل اولها ما قبل الخلق فالخلق والصراع بين الخير والشر وكون الانسان في مركز هذا الصراع انتهاءا بيوم الدينونة او يوم القيامة، ومن الاديان التي بنيت على هذا المفهوم المشتمل على البعد الأخلاقي كعامل اساسي، الزرادشتية ، اليهودية في المنحول عنها ،الغنوصية، المسيحية وأخير الإسلام.
تميز المؤلف بعمق طرحه المترابط الذي لم يحد عن الفكرة الرئيسية وهي نقاش خلق ونشأة فكرة او مبدأ الثنوية في الوعي البشري ومن ثم مسار تطوره في المعتقدات الدينية للحضارات المتنوعة والمتعاقبة والربط فيما بينها من خلال تحليله للمؤلفات والآثار التي أنتجتها تلك الحضارات وابرز ادبياتها (الثيولوجية أو (و) الميثولوجية) التي انطلق منها أهل تلك الأمم في مسعاهم لمعرفة الخالق وضده(اضداده) وتأطير تلك العلاقة ضمن معتقد تنتظم فيه وتحتكم اليه.
مؤلف -بفتح اللام- من أبرز ما قرأت في هذا المبحث من ناحية ترتيب الأفكار، تسلسل الطرح وموضوعيته وايصال الفكرة المجردة بعيدا عن أي تحيز أو تعصب جلي قد يحيد بالمفكر عن فكرته الرئيسية ويأخذه في اتجاه استنتاجات ونهايات محددة مسبقا، أنصح بقراءته والاطلاع عليه.
Profile Image for Zainab Alqassab.
55 reviews35 followers
August 4, 2023
يستعرض فراس السواح في كتابة "الرحمن والشيطان" الديانات والعقائد المشرقية بشكل تدريجي ومتسلسل ابتداءً من حضارة بلاد ما بين الرافدين ثم الحضارة المصرية والفارسية، مروراً بالزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام؛ من خلال النفاذ إلى البُنى الأساسية والدينية لكل ديانة ومعتقد بشكل تفصيلي.

بالإمكان تقسيم الكتاب إلى قسمين:
1. الخطوط العريضة: تتناول فكرتين رئيسيتين يدور حولهما الكتاب:
أ. موقف الديانات من مسألة وجود الشر (فكرة الشيطان) في العالم وفي النفس الإنسانية مقابل وجود إلهٍ عادل ورحيم بالعالم والإنسان.
ب. لاهوت التاريخ، وهو عبارة عن التصورات والأفكار التي تبنتها الديانات والمعتقدات المشرقية لمفهوم الزمن والتاريخ وموقع كل من: الله والعالم والإنسان والشيطان منهما.

2. الخطوط التفصيلية: تتعلق بشمولية الكتاب من حيث كمية المعلومات والتفاصيل التي تدعم الفكرتين الرئيسيتين.

الكتاب جيد، مُمتع وشامل. جاءت الفصول مُرتبة بشكل متسلسل وتدريجي مما جعل فهم المحتوى، المُضي فيه والاندماج معه سهل وسلس جداً. حيثُ ابتدأ الكاتب الفصول الأولى (الفصل الأول والثاني) بتعريف المصطلحات التي تخدم بحثه ثم انطلق في الفصول اللاحقة (الفصل الثالث إلى الأخير) يتقصى الديانات. كما أنّ لغة الكتاب سهلة ورائعة؛ حيث يشعر القارىء بأنه في رحلة تاريخية عبر العصور البشرية.
Profile Image for Fadwa!.
423 reviews1 follower
September 15, 2018
كتاب عظيم ككلّ كُتب فراس السواح ..
دسم ويحتاج تركيز.
كنتُ سأموت لو لم ينتهِ الجزء الخاص باليهوديّة العجيبة!
تمنيت لو أضاف باب خاص لنظرة المُتصوّفة والغنوصية الإسلامية لمبدأ الشر.
Profile Image for حسين كاظم.
356 reviews114 followers
August 5, 2023
كتاب عظيم، ستكون لي وقفات معه مستقبلا. وجلّ ما سأقوله في هذا الموضع: السواح من أعظم كتّاب العرب المعاصرين، وأهمهم، على الإطلاق!
Profile Image for شادي العبادي.
138 reviews16 followers
May 29, 2023


الرحمن والشيطان فراس السواح.

كنت هسه خلصت كتاب فراس السواح ،وزي كل مره راح اكتب زي مختصر للكتاب وبعد هيك رأيي فيه ،وطبعا رأيي لا يغني عن قرأتك للكتاب وكمان انا بشرح حسب فهمي انا للكلام بالكتاب فممكن انت لو تقرأ الكتاب تفهم فهم ثاني .
المهم بسم الله ونبلش

ببلش الدكتور فراس بشرح بعض المصطلحات اللي راح تساعد على فهم بعض الافكار بالكتاب ،وبحكي زي مختصر زي عن فكرة "الثنوية"بالاديان"

امهم الافكار بالكتاب ، هي بفكرة الشيطان.فشيطان في الاساس هو فكرة حديثه بالفكر الديني وسبب من ظهور هاي الشخصية بالاديان هي عمل زي شماعه لفكرة الشر،فأكيد الاله كلي الرحمة مش راح يطلع منه اشي شرير .

وبعد هيك ببلش الدكتور فراس يتكلم عن تطور هاي الفكرة بالاديان ،وببلش يتكلم عن اديان الشرق القديم ،بتحديد اديان وادي الرافدين .
وببلش يتكلم انه مفهوم الشر عند الناس زمان ماكان حرفيا موجود ولا حتى فكرة ماذا بعد الموت،فكان الناس القديم بأمن انه اذا هو مات خلص خلص الموضوع .
بعد هيك بطور الموضوع وبصير في مفهوم للجحيم وهل موضوع واضح كثير بملحمة جلجامش لما ينزل انكيدو على العالم الاسفل وبشوف الناس هناك زي الشباح .
وبعد هيك بصير في ربط بين فكرة طول العمر وبين فكرة الطقوس الدينيه ،يعني انا اعملك طقوسك وانت تطول عمري ،وطبعا هل موضوع انت ومزاج الاله اللي بتحاول تقدم ليه الطقوس او الذباحه.

بعد هيك ببلش يطور الفكر هاض شوي شوي ،وبصراحة انا مش حابب ادخل بتفاصيل.
بس اهم اشي هو ظهور الفكر الدين المصري اللي بلش يغير على كل الاديان اللي بعده ،فالدين المصريه نفسه تم في مراحل لتطور فيه . احنا هسه بدنا بس اخر مرحلة وهي .
فكرة ربط الخلود لكل الناس عن طريق العمل الخلاق ،وهل موضوع كان جديد بل حتى فكرة الجنة اللي فيها حياة واكل وشرب وهيك وكمان انك تكون عند الاله "اوزريس" نوع ما اشي جديد بتاريخ الدين ،وفكرة كمان الوحش "عم" جديده كانت وكانت شكل بدائي لفكرة العذاب والعقاب .

يعني ممكن نحكي انه اول الاله انربط فيه موضوع الاخلاق هو "اوزريس" بدك تدخل الجنة خليك اكويس واعمل بالوصايا الموجوده بكتاب الموتى.
وطبعا بنرجع وبنكي هل موضوع صار بتدريج ،فبالاول ماكانت الجنة لكل الناس بالكانت بس للفراعنة لحد مصارت كثير احداث بمصر بسببها تم التقدم هاض .(راجعوا الكتاب لتفاصيل )
وكمان فكرة الشيطان لأول مره بتبلش تتشكل بتاريخ البشري بالدين المصري ،بشخصية الاله "سيث" او "سث" وهو الاله الظلام والشر ،وهو كمان اخو الاله "اوزريس" وهم الاثنين بحالة حرب مابتخلص نهائي (الاشي والنقيد ،الاخير والشر) ولا حد فيهم بغلب الثاني.
وكمان هاي معلومه هامشية،سيث هو اول الاله مصري بل القدم بحسب الباحثين.

بعد هيك بظهر شخص راح يغير الفكر الديني بكل العالم وهو "زرادشت" وهو شخص عظيم ظهر بأيران ،ويعتبر عند كثير باحثين اول موحد معروف لينا .(في قبله على فكرة بس انا بحكي زي كلام الكاتب)

فكرة زرادشت كان ثورة بالوقت اللي طلعت فيه عشان حرفيا ،هو طلع بعالم كله بأمن بفكرة "التعدد" او "وحدة الوجود" فهو كان اشي جديد كثير ،وغير الشريعة كمان.
زرادشت بحسب اللي وصل عنه كان شخص موحد توحيد صافي وبنفس الوقت بأمن بالثنوية.
فهو كان بأمن انه اصل العالم وجد من خلال الاله الواحد "أهورا مزدا" وهل الاله منه طلعت روحين اذا صح التعبير ،وعطاهم الاثنين الحرية ،فختار "سبينتا ماينو"الخير واختار "انجرا ماينو"الشر.
وصار بينهم الاثنين صراع ابدي .
الصراع هاض لازم يتم فيه مساعدة الاله ! عن طريق البشر فالبشر اذا كانوا كويسين وملتزمين بالخير راح يعطوا القوة للخير عشان ينتصر على الشر (هاض شرحي :) ) وبنفس الوقت طبعا بعد ماخلقوا وهيك بلش الروح الشرير يحاول يفسد كل اعمال الله،فصار العالم كله ملوث حتى الانسان نفسه ملوث .
المهم ملناش بطويله عشان دينهم بموضوع الخلق هاض معقد وبوجع الراس :)

المهم بعد فكرة التوحيد وهيك ،تم للاسف تحريف دين زرادشت مع الوقت من خلال رجال الدين نفسهم ،فدخلوا الشروحوا وخبصوا الدنيا وزادوا شغلات ،وغير هيك صار موضوع الاسكندر المقدوني ودخل ايران او فارس ،وحرق كتبهم كلها ولعن عرضهم ! فصروا مجبورين يلعبوا اكثر.

بالاخير صار صار دينهم بدل توحيد صار في ربين ،واحد للخير واحد لشر .

بعد هيك بسنين طلع شوية ناس اسمهم "يهـود" فراس السواح بحكي (وكلامه صح ) انه اليهــود ماكانوا لا موحدين ولا كانوا اصلا بأمنوا بفكرة ماذا بعد الموت!
وكلامه صح عنجد فكل الاسفار (السور) بالتناخ مابتتكلم عن ماذا بعد الموت غير بسفار متأخره كثير نسبين ،وكلها بترجع لبعد السبي البابلي ،وغير هيك موضوع التوحيد برضه بطلع بس بأسفار متأخر زي اشعياء .

فاليــهود كانوا بأمنوا زي كل شعوب العالم انه اللي بيموت بصير شبح ،وبعد هيك ببلش فراس يجيب ادله من هل موضوع بالهبل من التوراة. اما التوحيد فهم بس كانوا بأمنوا بتفريد يعني انا بعبد رب معين وبنفس الوقت بعترف بالباقي ،حرفيا زي شعوب الشرق القديم.
اما تفسيرهم لشر فهو حرفيا انه الشر السبب تاعه هو الاله "يهوه" رب اليهــود ! فهو الاله شرير حرفيا وبده بس الدم والقتل ،وستشهد بهيك على التوراة نفسها وهو معاه حق بهل موضوع.
بس فراس بحكي انه لما صار موضوع السبي واليهــود كانوا في سبي وبعد ضياع التوراة وكتابتها على ايد "عزرا الكاهن" تم تغير الدين اليهـودي بمايتوافق مع افكار الزرادشتية ،عشان حسوا انه افكار دينهم لازم تتغير بعد ماشفوا الافكار الثانيه .
وفي موضوع على الهامش :بكتاب ثاني لدكتور فراس وهو "ارام دمشق" هو بشوف انه عزرا كان مجرد شخص مهم بشتغل عند نبوخذ نصر والهدف كان انه يحرف دين اليهــود من الاول.
وعلى فكرة كان في بعض التلميحات بالتوراة لمخلوق اسمه "شطن" وهي كلمه بتعني المانع او المعرقل(اشي هيك) بس ماكان واضح شو هل مخلوق ،لحد! ماطلعت بعض الاسفار المنحوله زي سفر اخنوخ كمثال .
ففي كثير اسفار كانت فيها هاي الفكرة ،وبعد هيك طلعت الدين المسيحي ،والمسيحيين اخذوا الفكر المنحول هاض وحطوا بالاناجيل ! فصار هيك في فكرة لشيطان او تجسيد فكرة الشر،وهيك صار في فكرة جديد لموضوع الشر . وبلش يطلع بعض الافكار بالاناجيل عن رئيس العالم "الشيطان" وبعد هيك كمل المسيحيين يفسروا ويعملوا قصص بدون سند لشيطان ،وقالوا انه كان رئيس الملائكة "لوسيفر" وبعد هيك سقط ولفلم هندي .

بعد هيك بطلع الاخوان الغنوصين المسيحيين وبخبصوا الدنيا، بصيروا يحكولك انه الاله تاع العهد القديم هو الاله شرير ،والاله الخير هو يسوع المسيح .يعني صار في ربين عشان يحلوا موضوع الشر.
وفي منهم قال انه الشيطان نفسه هو الاله العهد القديم ،وفي اللي قال وقال وقال
بس كلهم بتفقوا انه في نور داخل الانسان وهل نور مابتقدر توصل ليه غير عن طريق المعرفه.
طبعا كل هل موضوع طلع عندهم عشان مش عارفين كانوا يفسروا موضوع الشر ،وكمان مش عارفين يفسروا سبب تغير الاله بالعهد القديم والجديد.

بعد هيك بظهر شخص ثاني بأيران وبعترف بكل الاديان وهو "ماني" مؤسس المانوية ،وهل شخص بجيب مفهوم غريب شر !

فالشر عنده مش من الاله زي مابحكي اليهــود ،ولا هو من الاله معين،ولا هو من البشر.
بال الشر طلع من الماده ! فالاله كان موجود وبخلق وفجاة المادة خلقت الشيطان ،والشيطان خرب الانسان .
وماني كان غنوصي يعني كان بأمن انه بكل انسان نور والطريقة للخلاص هي بالوصول للنور (وهاي قصة طويلة.

المهم ماني هو اول واحد حط مفهوم واضح لفكرة الشيطان بس ربط الشر بفكرة المادة ،فبهاية الزمان راح يتم مسح الشر عن طريق تمدير المادة.

بالاخير الاسلام
والاسلام على بلاطة قال بوجود مخلوق اسمه شيطان بس هو حرفيا لا بعمل اشي ولا بأثر على اشي !
يعني
بالمسيحية الشيطان مهم عشان يفسر موضوع الشر وعشان كمان يسفر فكرة نهاية العالم الخ الخ
يعني بدون الشيطان مش هيصير اشي.

اما الاسلام بحكيلك من الاول انه كل اشي مكتوب اصلا قبل مايصير ،يعني لو شو ماييصر الخطه ماشيه.

وعلى عكس برضه المسيحيه ابليس او الشيطان ملهوش اي سلطة على الانسان غير بس الانسان اللي هو ختار يكون من حزب الشيطان.

يعني من الاخر الاسلام هو اخر تطور لفكرة الشر والشيطان.
الموضوع بالاول كان بسيط ،بعد هيك الانسان صار محتاج لتفسير لفكرة الشيطان ،وبعد هيك طلع فكر التوحيد فصار لازم يتم نسب الشر لمخلوق ثاني او الاله ثاني ،فصار التوحيد والتوحيد كان بالاول ينسب الشر لاله،الناس وعيت اكثر وقالت لا بزبطش يكون كلي العدل وبنفس الوقت مسؤول عن الشر. فقالوا بس نحكي مادة ،بعد هيك مخلوق اللي هو الشر الخ الخ بالاخير الاسلام اللي حط مفهوم الشر بالنفس البشرية ،فالشيطان او مليون شيطان هو بس بحكيلك وانت بتختار تقبل او لا ملهوش سلطان على عكس المسيحييه اللي بتشوف الشيطان ملك العالم.

في الاخير الدكتور فراس السواح هو كاتب ملحد عشان ماحد يقعد يحكي ليش هيك وهيك غلط ودين قال وماقال ،الكاتب ملحد وحيادي جدا بالكتب تعونه.
وكلامي هو انا هسه طلع معي بعد ماخلصت الكتاب مباشرة واكيد هو مش بغني عن قرأت الكتاب ،وانا حاولت اختصر الافكار مع انه اشي مستحيل صراحة من كثر الافكار .
تقيمي للكتاب 8 من 10 اذا حد مهتم
Profile Image for Mohamed Gamal.
82 reviews23 followers
January 17, 2020
العنوان: الرحمن والشيطان / الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية.
المؤلف: فراس السوّاح
تقييم: ٣/٥

ثلاثة نجوم فقط للمادة المعلوماتية على ثمانية فصول من الكتاب، من أصل إحدى عشر فصلًا..

للمرّة الثالثة يُزعجني فراس السوّاح - بقدر ما أبهرني وأسعدني من قبل، يُزعجني بتهكُّمه المُبالَغ فيه على الديانة اليهودية تحديدًا دونًا عن غيرها، في مقابل سطحيّته وتأويلاته التجميليّة السخيفة [والمتعمّدة] في التعامل مع الإسلاميات، سطحية الجُبناء هذه.. كم أمقتها!

الفينومنولوجيا الدينية (أي المنهج الظاهراتي) الذي يلتزم به فراس كباحث في الظاهرة الدينية، يتداعى تمامًا فور تطرُّق السوّاح في كتبه لليهوديّة والإسلام.. وهذا هو عَيبه الوحيد كباحث ومُفكّر كبير في نظري.

تنقُصك شجاعة "عبد الله القُصيمي" و "طه حسين" في التعامل مع الإسلاميات يا أستاذ فراس!

معلومة هامّة: هذا الكتاب لا يحل مُعضلة وجود الشر في العالم - وليس من كتاب يستطيع أن يفعل بالمناسبة، وإنما يعرض على القارئ "طُرُق حَلّها الدينية" في ثلاثة أنماط مختلفة هي لاهوت التاريخ المشرقي بعامّة. هذه الأنماط الثلاثة هي: (١) الثنائية المطلقة - (٢) الثنائية الجذريّة - (٣) الثنائية المعتدلة. وهي بدورها تنقسم إلى ثلاثة اتّجاهات في الاعتقاد بالصيرورة التاريخية، هي: (أ) المعتقد الربوبي - (ب) المعتقد الحلولي - (ج) المعتقد الديناميكي.

أكثر ما لفت انتباهي هو مدى أهميّة شخصية "زرادشت" في تاريخ الدين ومحوريّتها في تطوُّر الفكر اللاهوتي، والأثر الذي تركته في جميع المعتقدات والمذاهب [الدينيّة منها والفلسفية] التي ظهرت بعد ٩٠٠ ق.م. أُعجبت أيضًا بشخصية "ماني" وديانته وتأثّرت بسيرته وقصّة موته واندثار ديانته الشمولية العظيمة "المانويّة" وأثرها في ما جاء بعدها من أديان. كذلك موضوع "الأسفار غير القانونيّة" وأفكارها وإسهاماتها الثورية في تطوُّر اللاهوت عبر التاريخ هو أمر مُثير للاهتمام بحق. إذ تبيّن لي أن القصص الميثولوچي الإسلامي برمته ما هو إلّا نسخٌ حرفيّ من هذه الأسفار "المنحولة" في صيغة شعرية بلُغَة عربية لا أكثر ولا أقل.
Profile Image for Ahmed.
6 reviews10 followers
October 9, 2014
ان الثورة الدينية كونها ثورة فكرية مرتبطة بتطور العقل الجمعي للافراد في المجتمع الواحد. ولايمكن فصل حركة المجتمع وأحداثة السابقة عن الحدث الرسالي الديني لأنه ليس حدثا من خارج التاريخ، وانما من داخل حركة التاريخ، ومن المغالطات ان الكنيسة المسيحية اختزلت علة الكون في المسيح باعتباره حدثا خارج التاريخ بل جعلت التاريخ السابق للولادة تاريخا بلا معنى ولا هدف لأن الهدف في الولادة والولادة هي التاريخ. كما اقتُطع التاريخ السابق على نشأة الاسلام، باعتباره حدثا خارج التاريخ وفكرا جديدا منفصلا عن حركة المجتمع الجاهلي المتأخر الذي كان يحمل ثورات فكرية لم تكلل بالنجاح الناقل. وفي الواقع لا يمكن معرفة اي حركة تاريخية معرفة علمية الا بإعادتها الى الواقع الذي نشأت منه وما يحمل هذا الواقع من نظم سياسية واجتماعية.

مثّل كتاب فراس السواح مقولة: "ان وظيفة المثقف هي ان يوسع اطار الجماعات" وما فعله فراس السواح انه حاول في نبذته هذه ان يوسع اطار الجماعة ليجعله بحجم تاريخ اللاهوت المشرقي باعتباره سلسلة من تطور الفكر الانساني من بلاد الرافدين "القرن الثالث قبل الميلاد" الى مكّة الإسلام.
Displaying 1 - 30 of 69 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.