رائعة كقطعة فنية مثل ما كان لها أن تكون، تبرز عبقرية الفن عند الصينين وتسلط الضوء على فترة الثورة الثقافية في الستينات ، وتؤكد مبدأ أن المعاناة والظلم والألم والوجع هو طريق السعادة والتصالح والرضا .. ولكن قراءة هذه الرواية القصيرة المشبعة بالحب والفن والألم ، بدون خلفية تاريخية صينية قد يجعل من قراءتها أمرًا سطحيًا ..
اقتباس : "إن الحياة هي النحات الأعظم، فليس بمقدورها أن تغير شكل الإنسان وحسب، ولكنها تملك السلطة لتغيير قلبه الذي يفشل أي نحات في تغييره. عندما يصير المرء إنساناً واقعياً،يستحيل أن يعود كما كان،أصبحنا أنا وهي نشبه الزيت والماء،مستحيل أن نمتزج سويًا"
الترجمة جميلة جدا، والعمل يجذب القارئ من أول الافتتاحية فلا يستطيع تركه إلا بعد الانتهاء من قراءته ..
(شكراً للحياة)رواية للأديب الصيني فنغ جي تساي ولد عام (1942م) هو كاتب وروائي ورسام صيني معاصر، ويُعَدّ واحدًا من أكبر الكتاب الصينيين المعاصرين وأهمهم، ولد في مدينة تيان تچن، هو الآن عميد معهد فنغ تـچي تساي للأدب والفنون بجامعة تيان تچين. له اهتمامات أدبية؛ موسيقية وفنية كثيرة، له إنتاج كبير من الأعمال الأدبية التي تعكس حياة المثقفين الصينيين، وكذلك تروي قصصًا تاريخية متعلقة بالمدينة التي يعيش فيها(منقول)
الرواية بتحكي عن شخص غيرت الثورة الثقافية اللي صارت ب1966 مصيره مثل ما غيرت مصائر ملايين البشر بطريقة سخيفة غير منطقية ،وعشوائية وفوضوية،كيف بدون أي سبب حقيقي بتتدمر حياتك وبتخسر زوجتك الحامل بشهرها الثاني وبتفقد وظيفتك وبتم نفيك وتعذيبك بأكثر وسائل التعذيب إذلال وألم....
القصة بتبدأ برجل بطلع بقطار ومعه صندوق صغير فيه كلب،وبس يتعرف على الشخص الآخر معه بغرفة القطار يقعد يرويله قصته مع الحياة وكيف ما ظل إله غير هالكلب،،،الباقي كله خسره بسبب حوار دار بينه وبين زميلة إله بالجامعة قبل عشرات السنين...
((لكن تلك الفوضى التي اندلعت بغتة عام 1966، كانت أشبه بصاعقة قوية هبطت من السماء، وهشمت عالمي تهشيمًا. وبين ليلة وضحاها، وبلا مقدمات تبدلت مصائر مئات الآلاف من البشر، وكذلك جسدت مئات الآلاف من العائلات تراجيديا ـ لم ترد من قبل حتى في الكتب ـ يندى لها الجبين، ويعجز العقل عن استيعابها.))
حوار بسيط عن اعتراضه على بعض آراء اليمينيين ...حوار ممكن تكون حكيته عشان تضيع الوقت الممل اللي مش راضي يمشي....دفع ثمنه لاحقا بسبب تقرير كتبته هاي البنت للحزب أعربت فيه عن خوفها من هذا الشب وانه ممكن يتصرف بشكل خطير....
المشكلة انه البنت بس التقت فيه بعد عشرات السنين قالتله: والله كتبت التقرير عن حسن نية وما توقعت انه يضرك،طمني،صار عليك اشي بسببه؟طبعا لإنه اللي صار معه أكبر من انه ينوصف،لذلك ابتلع بلحظة كل العذاب اللي مر فيه وقلها:لا ،الأمور كلها بخير....
اللي لفت انتباهي هو الإشارة لإصرار الحاكم أو الحزب أو أفراده على إذلال المعارضين بأغلى اشي بحبوه،وهذا شيء انساني شامل،لإنه ببساطة دائما الظالم جاهل ما بفهم بالفن والأدب والثقافة...تخيل انهم اجبروه يوقف وسط اعماله الخزفية اللي عملها طول حياته وأجبروه يكسرها وهم حوله بضحكوا....وكانوا يخطوا قبعة مخروطية على راسه مكتوب عليها افكاره المعادية للحزب...واخر شي نفوه على منجم يشتغل في الحجار ويكسرها عشان يتعدل سلوكه....كل الظالمين بالعالم عندهم نفس الأسلوب بكسر كرامة المعارض لحد ما يقول خلص بكفي اهانة وذل ويتراجع،أو يفقد عقله،أو يمشي بدون ذهن في الشوارع....
صدقوني لو قلتلكم إنه هاي الممارسات موجودة لليوم وبكل مكان،ويمكن تكون قابلت شخص هادي وعاقل وما بحكي كلمتين على بعض،بس كان قبل عشر سنوات فقط شعلة نشاط وأمل وثقة واندفاع وثورة....طفوه بغبائهم وخسروا امكانياته وذكائه وحبه للوطن
مؤلمة ولكن كقطعة فنية جميلة. عن طالب يدرس الفنون ومع سير الأيام يفقد أحلامه ما عدا شغفه للفن ”لن أموت ما دامت هناك أشياء بهذا اللطف في العالم“ ، رواية مليئة بالفن وقسوة الحياة.
التقييم الشخصي : • رواية صينية تدور أحداثها في فترة الثورة الثقافية، وتُظهر ملامح تلك الحقبة المضطربة. • لفهم الرواية بشكل أعمق، أنصح بالاطلاع على قصة “الثورة الثقافية” وحملة “دع مئة زهرة تتفتح”، فهما يوضحان الكثير من خلفيات الأحداث. • شدّني في الرواية تركيزها على الفنون التقليدية في الصين كالرسم والنحت وصناعة الخزف، بأسلوب يجمع بين السرد الإنساني والجمال الفني. • أعجبتني الرواية لأنها قصيرة وأوصلت فكرتها بأسلوب بسيط وواضح، دون إطالة أو تمطيط في الحديث عن الثورة. • شكرًا للمترجمة مي عاشور على ترجمة جميلة وسلسة جعلتني لا أشعر أنني أقرأ رواية مترجمة.
رواية شكرا للحياة دع مئة زهرة تتفتح؛ المؤلف الصيني فنج جي تساي وترجمة مي عاشور والصفحات 126 من دار كلمات. أحداث الرواية عن حكاية أحد ضحايا الثورة الثقافية الصينية والتي بدأت في عام 1966. البطل فنان كان من المتفوقين في كلية الفنون ومرشح ليكون معيدا فيها. ولكن حياته انقلبت رأسا على عقب وأصبح متهما وسجينا في أحد المناطق النائية. خلفية الكاتب فنج تساي كرسام صيني معاصر، ظهرت جلية في الرواية من خلال الوصف والسرد الذي طغى عليه الربط الجميل للحياة بفن النحت والرسم وصناعة الخزف والفخار الطيني والذي تشتهر به الصين. رواية جميلة وقصيرة تدعو الى التفاؤل على الرغم من سوداوية الاحداث التي حدثت للبطل. في الرواية تعرفت على معلومات جديدة عن الثقافة الصينية وبعض الاحداث التاريخية والمفصلية أيضا في تاريخ الصين! رواية جميلة في المجمل وتستحق القراءة.
رواية عظيمة وجاءت في الوقت المناسب. فقد كنت ابحث عن رواية خفيفة سريعة الاحداث وصفحات قليلة وايضا تأخذ منحنى (ليس حزين)
الرواية تقع في ١٢٦ للكاتب الصيني: فنغ جي تساي أول مرة اقرأ له .. الرواية تشد القارئ من أول صفحة والاحداث غير متوقعة. ايضا لمن يحب هذا النوع من الروايات وهي الرواية التي تريك كيف يعمل عقل الفنان وكيف يرى الحياة.
الترجمة من مي عاشور. كانت احترافية وواضحة ومنسابة كما ينبغي أن تكون الترجمة.
رواية مفعمة بالمعاناة وكذلك حب الحياة،مليئة بالحزن والبؤس والألم ولكن شعاع شمس الأمل والشغف لم تنقطع لوهلة،رواية خفيفة لكنّها ذات رسائل عظيمة وعنوانها الرئيس كلام قلته سابقًا"المعاناة جسر للوصول للحياة بشرط التخطي".
صحيح أن الظلم مثير للحزن، وأن الروايات التي تحكي عنه تصيب المرء بالكآبة والإحباط، لكن هذه الرواية "اللطيفة" هي استعراض مُلهِم ومثير للتفائل لحكاية فنان قست عليه الحياة كثيرًا.